إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عظمــاء منسيــون .. " اللمتونـــي " تنــازل عــن العــرش لـِ نشـر الإسلام في إفريقيا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عظمــاء منسيــون .. " اللمتونـــي " تنــازل عــن العــرش لـِ نشـر الإسلام في إفريقيا



    محيط – السيد حامد

    كان سببا في دخول الإسلام إلى خمسة عشرة دولة أفريقية.. وحينما نازعه في المُلك ابن عمه, وأوشكت نذر حرب أهلية أن تتجمع في الأفق, تنازل عن حكم أعظم دولة في غرب وشمال أفريقيا, وقال: إني لا ابتغ من الحياة إلا الجهاد والشهادة. وعاد ينشر الإسلام بين القبائل الوثنية الأفريقية حتى أكرمه الله بالشهادة.. إنه الأمير الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني.

    ينتمي اللمتوني إلى دولة المرابطين التي شملت في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري سائر أنحاء المغرب وموريتانيا والسنغال. وقد قامت تلك الدولة الكبرى على أكتاف قبيلة "لمتونة", وهي بطن من بطون قبيلة "صنهاجة", أعظم القبائل البربرية.

    عرفت تلك القبائل حياة الصحراء واتخذوا اللثام شعارا لهم ، فترى الرجال لا يرى منهم غير أعينهم .
    وقد وصل نور الإسلام لتلك البقاع على يد القائد عقبة بن نافع ، وليس صحيحا ما تورده كتب التاريخ الأوروبي من أن "المرابطين" هم الذين أدخلوا الإسلام إلى غرب أفريقيا في القرن الحادي عشر الميلادي.


    نشأة المرابطين

    كانت بداية ظهور الملثمين كقوة على مسرح التاريخ الإسلامي مع الأمير يحيي بن إبراهيم الجدالي, زعيم قبيلة جدالة وهي شقيقة قبيلة لمتونة يجمعها أب واحد ..

    وكان لهذا الأمير قصة يرويها لنا المؤرخ محمد عبد الله عنان في موسوعته "تاريخ الأندلس"؛ وهي أفضل ما كُتب في تاريخ المغرب والأندلس. فقد أحزن أمير الملثمين ما عليه قومه من جهل بأمور الدين, حتى إذا كانت سنة 427 هجريا / 1035 ميلاديا استخلف ولده في الرئاسة وسافر إلى الشرق ليؤدي فريضة الحج.

    وفي طريق العودة عرج الأمير على مدينة القيروان, وهنالك التقي بالفقيه "أبي عمران الفاسي" شيخ المذهب المالكي آنذاك.. وتأثر بوعظه وعلمه, وتاقت نفسه إلى أن يري في بلاده فقيها مثله..

    وبعد نقاش اتفق الاثنان على إرسال داعية إلى بلاد الملثمين يعلمهم ويفقههم في الدين..وعرض أبو عمران الأمر على تلاميذه فلم يقبل منهم أحد لبعد تلك البلاد، فكتب الفاسي له كتابا إلى أحد تلاميذه من الفقهاء والعاملين في مدينة سجلماسة واسمه "وجاج بن زلوا اللمطي" وكان فقيها ورعا..

    فندب لتلك المهمة أنبه تلاميذه, وهو عبد الله بن ياسين الجزولي الذي ستقوم علي يديه دولة المرابطين.

    وتتناقل قبائل الصحراء فيما بينها أنباء ذلك الفقيه الشاب, فأقبلوا عليه كأمواج البحر..فأخذ يبث بينهم أحكام الدين, ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر, لكن دعوته لم ترق لبعض السادة منهم والذين أنفوا المساواة بالعبيد, "ومطالبتهم بالإقلاع عن تقاليدهم المنافية للإسلام مثل الزواج بأكثر من أربع, وكان من الأمور الشائعة بينهم, وغير ذلك من التقاليد المغرقة", فأخذوا ينصرفون عنه, ويعرضون عن تعاليمه..بل أن نفرا منهم هاجموا داره, ونهبوا ما فيها.

    وظن هؤلاء أنهم بفعلتهم هذه قضوا على الدعوة الناشئة.. لكن عبد الله بن ياسين قرر أمرا غريبا؛ فقد أدرك أنه لا يكفي أن يكون معك الحق لكي تنجح, بل لابد للحق من قوة تسانده.. وعندئذ اعتزم بن ياسين وصديقه الوفي يحيي بن إبراهيم الانقطاع إلى العبادة والزهد, في جزيرة تقع في مصب نهر السنغال ..وانضم إليه في ذلك سبعة رجال فقط!
    وما لبث أن اشتهر أمره, ووفد عليه كثير من الرجال الأشراف ممن آثروا الزهد فعكف على تثقيفهم ووعظهم, وسماهم بـ"المرابطين" للزومهم رابطته.

    وحينما اكتملت فترة الإعداد, بدأ دور الجهاد. فبعثهم إلى أقوامهم, لينذروهم, ويطلبوا منهم ترك البدع والضلالات, وإتباع أحكام الدين الصحيح, ويدخل بن ياسين في قتال مع مخالفيه .. حتى أذعنوا للطاعة, وأسلموا إسلاما جديدا, وبايعوه على الكتاب والسنة.

    كما دخل في حروب مع قبائل أفريقيا المدارية, وكان أول من وصل بالإسلام إلى هناك, وذلك حادث تاريخي بالغ الأثر.








    رحيل الأمير




    وخلال حروب الدولة الجديدة يموت الأمير يحيي الجدالي, ويتولي مكانه "يحيي بن عمر اللمتوني", ومن بعده يتولي شقيقه الأمير أبو بكر بن عمر في عام 447 هجريا.

    كان قلب أبو بكر يجيش بحب الإسلام, والرغبة في الاستشهاد, يضرب لجنوده المثل في الشجاعة والقتال, لا تبصره إلا في قلب ساحة الوغى يصول ويجول.

    يبدأ جهاده بقتال قبائل "برغواطة", التي كانت تدين بمذهب يخالف الإسلام, أسسه رجل يهودي يسمي "طريف بن برباط", استغل ما عليه القوم من بدواة وجهالة, فادعي النبوة, وأنه نزل عليه قرآن جديد, وزعم أنه المهدي المنتظر, وأباح الزواج بأي عدد من النساء!.

    سارت جيوش المرابطين لقتال هؤلاء الأقوام الكفرة الوثنين, وتنشب بين الفريقين معركة هائلة, ويصاب بن ياسين بجراح قاتلة, ورغم حشرجة الموت, يوصي قومه بعدم التنافس على الرياسة:"كونوا على الحق وأخوانا في الله, وإياكم والمخالفة والتحاسد".

    وباستشهاد بن ياسين في 451 هجريا - 1059, تجتمع السلطة في يد الأمير أبو بكر, فكان أول ما فعله بعد دفن الإمام, متابعة حرب "برغواطة", فحشد سائر قواته, وجد في قتالهم, وأثخن فيهم, حتى أذعنوا إلى الطاعة, وأسلموا إسلاما جديدا.

    وبينما هو يواصل انتصاراته, ويفتتح المدن, إذ وفد عليه رسول يبلغه بخير أزعجه, خلاصته أن قبيلة جدالة وثبت بقبيلة لمتونة في الصحراء فأنزلت بها مذبحة, كما غارت القبائل الوثنية على مدن الجنوب.

    وهنا قرر الذهاب بعيدا عن الهدوء وعن زوجته الحسناء "زينب النفرواية" وقرر رأب الصدع بين الأخوة بنفسه، وقد سلم أمر القيادة إلى رجل معروف للمرابطين بدينه وعدله .. هو ابن عمه "يوسف بن تاشفين"..


    اللمتوني في الجنوب






    في ذي القعدة 453 هجريا / ديسمبر 1061 ميلاديا يأخذ أبو بكر معه نصف الجيش, فقضى على أسباب الشقاق بين القبائل, لكنه أبصر فوجد قبائل أفريقية تعبد الأصنام والأشجار. وبصبر شديد بدأ يدعوهم حتى دخل خلق كبير من القبائل الأفريقية.


    وحينما تطول غيبة الأمير أبو بكر في الجنوب, يبدأ بن عمه في تشييد دولة المرابطين .. يفتتح المدن, وينشئ عاصمة للدولة الوليدة, وهي مدينة مراكش عام 1062م.

    وتشرق الشمس وتغيب, وتمر السنون تتلوها السنون, ثم ينادي رسول.. أن قد عاد الأمير أبو بكر من الجنوب..
    كان الموقف دقيقا للغاية, فقد حانت ساعة تقرير المصير, وتحديد لمن سيكون مُلك كل تلك البلاد الشاسعة؟ أللأمير أبو بكر الذي ذهب للجهاد ولم يعد إلا بعدها بأعوام طويلة؟ أم للأمير يوسف الذي شاد أركان الدولة بعبقريته وجهاده؟
    خرج يوسف من مراكش, وتلقي ابن عمه في منتصف الطريق, ثم جلسا على الأرض.. ويطيل أبو بكر النظر إلى يوسف, ثم يقول:

    " يا يوسف.. أنت ابن عمي ومحل أخي, وأنا لا غني لي عن معاونة أخواننا في الصحراء ولم أر من يقوم بأمر المغرب غيرك, ولا أحق به منك, وقد خلعت نفسي لك.. وما وصلت إليك إلا لأسلم لك الأمر, وأعود إلى الصحراء ".

    نشاهد عظمة ذلك الأمير الذي تنازل عن ملكه العريض ببساطه بالغة قائلا أنه قد نذر نفسه للحياة في الصحراء والجهاد!
    لكن بعض المؤرخين قالوا أن الأمير يوسف شعر بالخطر يهدد سلطانه من عودة أبوبكر، فاستشار "زينب النفراوية" التي تزوجها بعد أن طلقها اللمتوني، فأشارت إليه بأن يستقبل أبو بكر بالغلظة, ويشعره بقوة سلطانه, ويقولون أن هذا ما دفع اللمتوني للعودة للصحراء واستئناف القتال هناك.

    تلك الرواية يهاجمها الكاتب إبراهيم الجمل في كتابه "يوسف بن تاشفين" والذي يرى أن عودة الأمير أبو بكر كانت لتسليم الأمير يوسف قيادة الدولة, ولو أراد أبوبكر الدخول في صراع وحرب لفعل.
    ..

    ويعود أبو بكر إلى أدغال أفريقيا يدعو إلى الإسلام، فأدخل إلى نور الله 15 دولة أفريقية.. غينيا بيساو, سيراليون، ساحل العاج، مالي، بوركينا فاسو، النيجر، غانا، وتوجو، الكاميرون، أفريقيا الوسطى، والجابون.

    يعيش حياته زاهدا, مجاهدا وسط جنوده, يغزو في كل عام مرتين, يفتح البلاد, ويُعًلم الناس الإسلام.. وفي أحدي غزواته عام 478 هجريا – 1085 ميلاديا يصيبه سهم, فتصعد روحه للسماء..

    وكلما ارتفع أذان في الغرب الأفريقي... ثقل ميزان أبو بكر اللمتوني عند الله يوم القيامة.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد عز الدين; الساعة 09-08-2011, 12:20 AM.

  • #2
    رد: عظمــاء منسيــون .. " اللمتونـــي " تنــازل عــن العــرش لـِ نشـر الإسلام في إفري

    رحمة الله عليه وادخله فسيح الجنان
    وبعضــهم لا تســاويـه رصـاصه

    تعليق

    يعمل...
    X