في رمضان .. مجاهدو القسام بين تراتيل القرآن ورباط الثغور
القسام ـ خاص :
بين الأشجار الكثيفة التي تنتشر على طول الخط الزائل –بإذن الله - شرق قطاع غزة، يربض مجاهدو كتائب القسام، وباقي فصائل المقاومة, يحرسون حدود الوطن، ويرصدون تحركات العدو ينتظرون اللحظة التي يفاجئونه فيها بسلاحهم المتواضع، فقد افترش المجاهد الأرض والتحف أغصان شجرة الزيتون، ونصب عبوته وصوب سلاحه نحو هدف يترقب تقدمه, يغالب نعاسه بانتباهته الشديدة, يرافقها أذكار تعينه على قضاء ليلته، ويعتبرها زاده في الدنيا نحو أفراح الآخرة.
فساعات قد تكون قليلة يقضيها المجاهد على ثغره، لكنها ثقيلة وعظيمة في ميزانه, لا يكترث كثيراً لشوائب الوقت، فهو في عبادة يتمنى أن يقضي مزيداً من وقته على مثل هذه الثغور، حيث تبدأ رحلة المجاهد نحو الثغور الشرقية مع بداية الليل يتجهز بعتاده وزيه العسكري, يتسابق مع المرابطين إلى نقاط تمركزهم ويقضي معهم ساعات الليل حتى الصباح حينما تتدلى عليهم قطرات الندى بعبير أوراق الأشجار التي التحفوها فيأذن النهار بمغادرة نقاطهم.
فمهمتهم تقتصر على الليل منعا لتسلل صهيوني, وفي النهار لهم وسائلهم في رصد وصد أي عدوان، فما أجمل الرباط في سبيل الله على ثغر من ثغور الوطن الحبيب السليب، وما ألذ طعمه عندما تكون على الحدود مستيقظا والناس نيام، والأجمل والأحلى من ذلك عندما يكون الرباط في ليالي رمضان الكريمة، فإنك تسمع دعوات ودعوات للمجاهدين والمرابطين بأن ينصرهم الله على عدوهم فيزيد إيمانك بالله، ومن ثم بثقة شعبك لأنك تستيقن أن الجميع يقف من خلفك، لكن ما يزيد ثقة المرابط في نفسه في هذه الليال أن أخذ أجر جميع من يقفون خلفه ويحرسهم حتى لو لم يركع في ليلته ولو ركعة.
تحت أشجار الزيتون
فسرنا إلى حيث هم، وفي هذه اللحظات الجميلة قابلنا مجاهداً منهم يرتدي بزته العسكرية ويحمل في يده سلحه وفي اليد الأخرى مصحف، فقلنا له نود أن نأخذ من وقتك لحظات لنتعرف عليك وسبب تواجدك في المكان، فكنى نفسه بالمهاجر وهو قائد قسامي في كتائب الشهيد عز الدين القسام.
وقال المهاجر، في حديث خاص لمراسل "القسام" في خانيونس:" إن لشهر الجهاد نكهة خاصة في نفوسنا لأنه أهل لتربية المجاهد على كثير من الصفات التي يجب أن يتحلى بها خاصة الصبر بأنواعه، وإن للجهاد أيضا نكهة التطوع والازدياد في الطاعة لأن العمل في هذا الشهر المبارك بسبعين إلى سبعمائة ضعف بأذن الله تعالي والله يضاعف لمن يشاء، لذلك نفس المجاهد تكون فيه أقوى وأطهر من أي شهر آخر ،خصوصاً عندما تكون نية الخروج في سبيل الله، ونكون واثقين بنصر الله فما أجملها من لحظات إنها فرحة لا توصف، فكيف لذلك إذا كان في شهر رمضان شهر الجهاد شهر الانتصارات".
هناك فرحة أخرى في هذا الشهر الكريم، وهي عندما نتذكر بأننا نرابط على ثغر من ثغور الوطن والأجر يجري في صحائفنا عن كل قائم وكل قارئ بالقرآن وكل متهجد بالدعاء وكل مبتهل ومسبح وفاعل خير وموزع صدقات في هذه الليلة التي نكون فيها مرابطين والأجر يكون مضاعفا في هذا الشهر فلله الحمد والمنة على هذه النعمة العظيمة.
فالمجاهد القسامي، وكما يقول المهاجر مهيأ في أي لحظة للخروج لأنهم في رباط دائم أما عند اقتراب موعد الخروج "فكعادتنا نودع الأهل والبيت ونخرج بالدعاء "اللهم أنت عضدي ونصيري بك أحول وبك أصول وبك أقاتل ولا حول ولا قوة إلا بك، بسم الله توكلت على الله، اللهم أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل ... إلخ من الأدعية التي ترفع الهمم وتجدد النشاط والنوايا".
بر الوالدين يثبت المجاهد
أما أبو مصعب، وعن بره لواليه فيقول "إننا نعلم أن بر الوالدين هو من أحب الأعمال إلى الله تعالى ،فهم أصل الجهاد كيف لا وهم الذي ربونا وكبرونا وعلمونا أمور ديننا وسهروا الليال الطوال على راحتنا حتى وصلنا إلى سن ننضم فيه إلى صفوف المجاهدين".
ويضيف "لحظة الخروج وتقبيل رأس الأم والأب ريثما نخرج للرباط يسمعونا الدعوات، وهي دليل على مدي تعبيرهم بالفرحة التي تغمرهم بأن الله وهب لهم ابن يكون بأذن الله سببا لدخولهم الجنة, وأنه في هذه اللحظات تشعرهم بأنهم يلتقطون ثمار غراسهم التي غرسوها فما أجملها من لحظات.
وأثناء حديثه معنا تحت شجرة زيتون في إحدى الأماكن في المناطق الشرقية، ذكر لنا أبو مصعب قصة حدثت معه في معركة الفرقان المباركة، حيث كانت المنطقة قد أخليت من المواطنين لهول الصدمة التي أحدثها العدو من تدمير وخراب وقتل فلم تخرج حينها والدتي من المنزل وكان شعارها "أننا بدونكم لا نساوي شيء" عشنا معا وسنموت معا ولكنني أقنعتها بالخروج حتى يتسنى لنا العمل بشيء من الراحة وصارت تدعوا لنا بأدعية ثبتتنا وقوة عزائمنا بعدها غادرت المكان.
ترحيب وأخذ الأماكن
وعن لحظة الوصول إلى نقطة الرباط يقول أبو البراء: "في الحقيقة عادة ما نبدأ الرباط بالترحيب ببعضنا البعض وتفقد الأحوال ومناقشة إن كان هناك أي مشاكل طرأت على الساحة وتكون هناك في معظم الأحيان كلمة من أحد الأخوة المرابطين لرفع الهمم وتجديد النوايا ومن ثم الانطلاق إلى نقطة الرباط فتلك اللحظات عظيمة تظهر مدي الترابط الأخوي بيننا كمرابطين فهكذا حثنا ويحثنا الإسلام، أيضا هذا شعور ينتابنا بأننا يد واحد تضرب العدو في حال داهم ديارنا".
ويقضي المجاهد ليلة رباطه بالتسبيح والتهليل والحمد خاصة أننا في شهر رمضان كذلك نحث بعضنا البعض على الحرص والتخفي والتأهب لأي طارئ، حسبما يقول أبو البراء.
عظمة رجال الليل
هذه هي عظمة رجال الليل الذين أذاقوا العدو صنوف العذاب , فرغم الهدوء النسبي الذي يعيشه القطاع ،إلا أن القسام لا يزال في الميدان يعمل في غير رمضان وها هو في رمضان ومع دخول هذا الشهر الكريم يصر رجاله إلا أن يبقوا رجال الإسلام وحراس العقيدة وأبناء الدين الأوفياء وعظماء الإسلام الكبار .
يبقى القسام ورجاله على عهد الشهداء في ليل رمضان رباط وتسبيح وتهليل ودعوات وتهجد وبكاء وفي نهاره صيام وعمل وخدمة لأبناء شعبهم دون كلل أو ملل , لا يرجون إلا من الله الثواب والشهادة على أعتاب الأقصى وقد انطلقوا لتحريره من دنس الغاصبين.
القسام ـ خاص :
بين الأشجار الكثيفة التي تنتشر على طول الخط الزائل –بإذن الله - شرق قطاع غزة، يربض مجاهدو كتائب القسام، وباقي فصائل المقاومة, يحرسون حدود الوطن، ويرصدون تحركات العدو ينتظرون اللحظة التي يفاجئونه فيها بسلاحهم المتواضع، فقد افترش المجاهد الأرض والتحف أغصان شجرة الزيتون، ونصب عبوته وصوب سلاحه نحو هدف يترقب تقدمه, يغالب نعاسه بانتباهته الشديدة, يرافقها أذكار تعينه على قضاء ليلته، ويعتبرها زاده في الدنيا نحو أفراح الآخرة.
فساعات قد تكون قليلة يقضيها المجاهد على ثغره، لكنها ثقيلة وعظيمة في ميزانه, لا يكترث كثيراً لشوائب الوقت، فهو في عبادة يتمنى أن يقضي مزيداً من وقته على مثل هذه الثغور، حيث تبدأ رحلة المجاهد نحو الثغور الشرقية مع بداية الليل يتجهز بعتاده وزيه العسكري, يتسابق مع المرابطين إلى نقاط تمركزهم ويقضي معهم ساعات الليل حتى الصباح حينما تتدلى عليهم قطرات الندى بعبير أوراق الأشجار التي التحفوها فيأذن النهار بمغادرة نقاطهم.
فمهمتهم تقتصر على الليل منعا لتسلل صهيوني, وفي النهار لهم وسائلهم في رصد وصد أي عدوان، فما أجمل الرباط في سبيل الله على ثغر من ثغور الوطن الحبيب السليب، وما ألذ طعمه عندما تكون على الحدود مستيقظا والناس نيام، والأجمل والأحلى من ذلك عندما يكون الرباط في ليالي رمضان الكريمة، فإنك تسمع دعوات ودعوات للمجاهدين والمرابطين بأن ينصرهم الله على عدوهم فيزيد إيمانك بالله، ومن ثم بثقة شعبك لأنك تستيقن أن الجميع يقف من خلفك، لكن ما يزيد ثقة المرابط في نفسه في هذه الليال أن أخذ أجر جميع من يقفون خلفه ويحرسهم حتى لو لم يركع في ليلته ولو ركعة.
تحت أشجار الزيتون
فسرنا إلى حيث هم، وفي هذه اللحظات الجميلة قابلنا مجاهداً منهم يرتدي بزته العسكرية ويحمل في يده سلحه وفي اليد الأخرى مصحف، فقلنا له نود أن نأخذ من وقتك لحظات لنتعرف عليك وسبب تواجدك في المكان، فكنى نفسه بالمهاجر وهو قائد قسامي في كتائب الشهيد عز الدين القسام.
وقال المهاجر، في حديث خاص لمراسل "القسام" في خانيونس:" إن لشهر الجهاد نكهة خاصة في نفوسنا لأنه أهل لتربية المجاهد على كثير من الصفات التي يجب أن يتحلى بها خاصة الصبر بأنواعه، وإن للجهاد أيضا نكهة التطوع والازدياد في الطاعة لأن العمل في هذا الشهر المبارك بسبعين إلى سبعمائة ضعف بأذن الله تعالي والله يضاعف لمن يشاء، لذلك نفس المجاهد تكون فيه أقوى وأطهر من أي شهر آخر ،خصوصاً عندما تكون نية الخروج في سبيل الله، ونكون واثقين بنصر الله فما أجملها من لحظات إنها فرحة لا توصف، فكيف لذلك إذا كان في شهر رمضان شهر الجهاد شهر الانتصارات".
هناك فرحة أخرى في هذا الشهر الكريم، وهي عندما نتذكر بأننا نرابط على ثغر من ثغور الوطن والأجر يجري في صحائفنا عن كل قائم وكل قارئ بالقرآن وكل متهجد بالدعاء وكل مبتهل ومسبح وفاعل خير وموزع صدقات في هذه الليلة التي نكون فيها مرابطين والأجر يكون مضاعفا في هذا الشهر فلله الحمد والمنة على هذه النعمة العظيمة.
فالمجاهد القسامي، وكما يقول المهاجر مهيأ في أي لحظة للخروج لأنهم في رباط دائم أما عند اقتراب موعد الخروج "فكعادتنا نودع الأهل والبيت ونخرج بالدعاء "اللهم أنت عضدي ونصيري بك أحول وبك أصول وبك أقاتل ولا حول ولا قوة إلا بك، بسم الله توكلت على الله، اللهم أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل ... إلخ من الأدعية التي ترفع الهمم وتجدد النشاط والنوايا".
بر الوالدين يثبت المجاهد
أما أبو مصعب، وعن بره لواليه فيقول "إننا نعلم أن بر الوالدين هو من أحب الأعمال إلى الله تعالى ،فهم أصل الجهاد كيف لا وهم الذي ربونا وكبرونا وعلمونا أمور ديننا وسهروا الليال الطوال على راحتنا حتى وصلنا إلى سن ننضم فيه إلى صفوف المجاهدين".
ويضيف "لحظة الخروج وتقبيل رأس الأم والأب ريثما نخرج للرباط يسمعونا الدعوات، وهي دليل على مدي تعبيرهم بالفرحة التي تغمرهم بأن الله وهب لهم ابن يكون بأذن الله سببا لدخولهم الجنة, وأنه في هذه اللحظات تشعرهم بأنهم يلتقطون ثمار غراسهم التي غرسوها فما أجملها من لحظات.
وأثناء حديثه معنا تحت شجرة زيتون في إحدى الأماكن في المناطق الشرقية، ذكر لنا أبو مصعب قصة حدثت معه في معركة الفرقان المباركة، حيث كانت المنطقة قد أخليت من المواطنين لهول الصدمة التي أحدثها العدو من تدمير وخراب وقتل فلم تخرج حينها والدتي من المنزل وكان شعارها "أننا بدونكم لا نساوي شيء" عشنا معا وسنموت معا ولكنني أقنعتها بالخروج حتى يتسنى لنا العمل بشيء من الراحة وصارت تدعوا لنا بأدعية ثبتتنا وقوة عزائمنا بعدها غادرت المكان.
ترحيب وأخذ الأماكن
وعن لحظة الوصول إلى نقطة الرباط يقول أبو البراء: "في الحقيقة عادة ما نبدأ الرباط بالترحيب ببعضنا البعض وتفقد الأحوال ومناقشة إن كان هناك أي مشاكل طرأت على الساحة وتكون هناك في معظم الأحيان كلمة من أحد الأخوة المرابطين لرفع الهمم وتجديد النوايا ومن ثم الانطلاق إلى نقطة الرباط فتلك اللحظات عظيمة تظهر مدي الترابط الأخوي بيننا كمرابطين فهكذا حثنا ويحثنا الإسلام، أيضا هذا شعور ينتابنا بأننا يد واحد تضرب العدو في حال داهم ديارنا".
ويقضي المجاهد ليلة رباطه بالتسبيح والتهليل والحمد خاصة أننا في شهر رمضان كذلك نحث بعضنا البعض على الحرص والتخفي والتأهب لأي طارئ، حسبما يقول أبو البراء.
عظمة رجال الليل
هذه هي عظمة رجال الليل الذين أذاقوا العدو صنوف العذاب , فرغم الهدوء النسبي الذي يعيشه القطاع ،إلا أن القسام لا يزال في الميدان يعمل في غير رمضان وها هو في رمضان ومع دخول هذا الشهر الكريم يصر رجاله إلا أن يبقوا رجال الإسلام وحراس العقيدة وأبناء الدين الأوفياء وعظماء الإسلام الكبار .
يبقى القسام ورجاله على عهد الشهداء في ليل رمضان رباط وتسبيح وتهليل ودعوات وتهجد وبكاء وفي نهاره صيام وعمل وخدمة لأبناء شعبهم دون كلل أو ملل , لا يرجون إلا من الله الثواب والشهادة على أعتاب الأقصى وقد انطلقوا لتحريره من دنس الغاصبين.
تعليق