الكلمات الاخيرة للقائد العام لسرايا القدس.. الشهيد حسام جرادات: كل فلسطيني مشروع شهادة
في اخر لقاء اجراه عدة صحفيين في جنين مع الشهيد قبل اغتياله: وصيتي لشعبي الوحدة والمقاومة
ج : فلسطيني ينتمي لمدرسة الجهاد الاسلامي ويعتز بانتمائه للشعب الذي حباه الله بالعيش والجهاد في ارض الرباط والاسرى والمعراج , باختصار مجاهد وهب حياته لفلسطين , ولعقيدة الجهاد , ومدرسة السرايا , وقرر ان يكون مشروع شهادة , فكلنا شهداء مع وقف التنفيذ , وكل فلسطيني مشروع شهادة.
ورفض حسام لحظتها , الخوض في تفاصيل حياته , وقال انه فلسطيني يعشق شعبه وارضه ومؤمن بقضيته وبحقه الديني والشرعي والقانوني بالجهاد حتى دحر المحتل , ولا يوجد ما يميزه عن الكثيرين من ابناء شعبه , فلا يوجد فلسطيني لم يعاني من ارهاب الاحتلال , ولا يوجد بيت فلسطيني لم يقدم المعتقل والشهيد والجريح والمناضل , واضاف انا انتمي لهذا الشعب ولا يميزني عنه شيء فهويتي هوية كل فلسطيني.
س : كيف تنظر لحل الصراع الفلسطيني –الاسرائيلي وما هو الحل بعد فشل اتفاقات السلام , وموت التهدئة , وتصعيد الاحتلال ؟
ج : الحل ورد في نص القران الكريم والاحاديث النبوية الشريفة ففلسطين ارض وقف اسلامي , وما دامت هذه الارض , ارض الاسراء والمعراج والرسالات النبوية , تعرضت للسلب والنهب والاغتصاب والتهويد , فمن واجبنا ان نتصدى ونؤدي واجب الجهاد والدفاع عن ارضنا وحقنا , نحن لسنا قتلة او هواة حرب , نحن اصحاب حق مشروع اغتصبه الصهاينة بدعم دولي وتواطيء وتخاذل عربي وما دام هناك احتلال فالجهاد واجب وفريضة على كل مسلم ونحن في سرايا القدس نؤكد ان واجبنا يحتم علينا مواصلة المعركة والمسيرة الجهادية المباركة خاصة بعدما فشلت الاتفاقات التي لم نراهن عليها والتي طالما حذرت قيادة حركة الجهاد الاسلامي منها , واريد ان اذكر الجميع ان كافة الفصائل والقوى منحت المحتل التهدئة , والتزمنا بها رغم المجازر والعدوان والثمن الغالي الذي دفعه شعبنا وحركة الجهاد الاسلامي وسرايا القدس بشكل خاص ولكن ماذا كانت النتيجة تصاعد العدوان واتساع نطاق الحرب الاسرائيلية ووقف العالم يتفرج على دمنا الذي لم تتوقف حكومة الاحتلال عن اراقته حتى اليوم , لذلك فشلت التهدئة , وثبت بالملوس صدق وجهة نظرنا والحل هو المواجهة والمعركة والمقاومة والجهاد , لا يوجد حل او طريق اخرى لانتزاع حقوقنا والخلاص من هذا الاحتلال ومستوطنيه , ان المقاومة هي التي صنعت الاندحار في غزة , والمقاومة والعمليات هي سبيلنا للخلاص ومن يتحدث عن غير ذلك فهو مخطيء ولا يعرف قراءة التاريخ جيدا ولا يمتلك البصيرة لتحديد وجهته نحن نصر على التمسك بالمقاومة المشروعة وسرايا القدس مستمرة في عملياتها وجهادها.
العمليات
س : لكن البعض يتحدث عن تراجع التاييد الشعبي للعمليات وانها تضر بالمصلحة الفلسطينية ومثال ذلك بناء الجدار والمجازر الاسرائيلية في غزة ردا على الصواريخ؟
ج : المزاج الشعبي الفلسطيني مع المقاومة والحق الفلسطيني ولا يوجد فلسطيني واحد يقبل بالاحتلال او السلام الهزيل الذي لم يخدم سوى الاحتلال , ماذا حققت لنا التهدئة , والسلام , هل اطلق سراح الاسيرات والاسرى ؟ هل انتهى الاحتلال ؟ هل توقف نزيف الدم الفلسطيني ؟ هل توقفنا عن تشييع الشهداء ؟ هل توقفت الام الفلسطينية عن بكاء احبتها شهداء او جرحى او معتقلين ؟ هل عاد المبعدون ؟ هل زال الاحتلال ؟ اذا وجهت هذه الاسئلة لاصغر طفل فلسطيني فسيقول لك اجابة واحدة لا , شعبنا دفع ولا زال يدفع الثمن والجميع يتطلع للحرية والخلاص من الاحتلال فما هو الحل ؟ هل ننتظر مجلس الامن الذي تستخدمه اسرائيل وامريكا كغطاء لتمرير مشاريعها التصفوية ؟ هل ننتظر جامعة الدول العربية التي لم تتفق يوما سوى علينا ؟ هل ننتظر المجتمع الدولي الذي يصمت عن جرائم الاحتلال ويصف حقنا الذي شرعه في مقاومة المحتل بالارهاب ؟ اننا لن ننتظر ولن نصغي سوى لصوت شعبنا ومعتقلينا وامهاتنا واطفالنا والذي يحثنا دوما على المقاومة , لا يوجد فلسطيني نفذ عملية استشهادية دون ارادته , وابناء شعبنا يتسابقون على الشهادة ومقاومة المحتل وهذا يجسده كل ابناء شعبنا بعيدا عن النفر الذين تضررتهم مصالحهم بسبب المقاومة , فالمقاومة حررت غزة والمقاومة اركعت وارهبت المحتل , واذا كان الجدار نتيجة للمقاومة كما يقول البعض فهذا ينم عن جهل وغباء فالجدار مخطط اسرائيلي قديم لطالما كان يسعى الاحتلال لتنفيذه واستغل الظرف الراهن لتحقيقه ولو لم يبنى الجدار اليوم لكان بالغد لان المخطط التوسعي الاستيطاني الصهيوني لفرض الامر الواقع كان يتطلب اقامة الجدار الذي هو مصلحة صهيونية , ان شعبنا بكل قواه وشرفاءه مع المقاومة والعمليات لانها الطريق لدحر المحتل وفرض الانتصارات , وعلى المتباكين والجهلة ان يتعلموا دروس التاريخ جيدا فلا يمكن اجثتات السرطان الصهيوني من ارضنا الا بالعمليات والمقاومة والوحدة وعندما نسمع صوت شعبنا ونحن نقول شعبنا وليس حفنة المرتزقة يطالبنا بوقف العمليات فسنكون اول المنفذين لارادة هذا الشعب الذي نجاهد في سبيله نحن مشاريع شهادة ليس لمصالح شخصية او بناء على مواقف اقليمية بل نحن صوت وضمير الشعب , نحن صرخة الشهداء وعهد الوفاء لهم , نحن عهد الجرحى وامل المعتقلين ولن تتوقف عملياتنا وجهادنا ما دام شبر من ارضنا محتل.
التهدئة الجديدة
س : هناك حديث عن تهدئة او هدنة جديدة ما رايكم؟
ج : رغم تحفاظتنا الكثيرة ومواقفنا الواضحة , وحرصا منا على الوحدة الوطنية وافقنا مع كافة القوى على التهدئة الاولى والثانية وابدينا اقصى درجات الالتزام بها , وصبرنا رغم الخروقات الاسرائيلية , وتحملنا الكثير , ولكن السيل بلغ الزبى بعدما تجاوز العدو كل الحدود بقمعه وجرائمه واغتيالاته ومجازره , ماذا فعل رعاة ودعاة التهدئة لوقف انفلات وعدوان وهجمية المحتل لم يحرك احد ساكنا وبقينا تحت فوهة النار , نموت , ونغتال , ونعتقل , وتهدم منازلنا , وتزداد معاناة اسرانا , لذلك فان المحتل يتحمل مسؤولية موت وانهيار التهدئة ونحن في سرايا القدس نرفض أي تهدئة وهدنة جديدة ونحذر من انها مصلحة اسرائيلية ولن تخدم شعبنا وقضيته وندعوا المتداعين للتهدئة لعدم هدر الوقت والالتفاف حول المقاومة ودعمها وتعزيزها.
الوحدة الوطنية
س : في ظل الواقع الصعب , كيف تنظرون لتحقيق وتجسيد الوحدة الوطنية؟
ج : ان سرايا القدس وحركة الجهاد الاسلامي على راس الداعين والمؤمنين بالوحدة الوطنية لانها سلاحنا الحقيقي للصمود والثبات والنصر والمقاومة , وحركة الجهاد الاسلامي تقدمت بعدة مبادرات لصون وصيانه الوحدة الوطنية , ونحن نرفض أي شكل للاقتتال الداخلي ونؤكد ان الدم الفلسطيني مقدس ومحرم وسندافع عن الوحدة الوطنية ونحميها بالدم والروح ولن نسمح للاحتلال بتمرير مخطط الشرذمة وشق الصف الداخلي لانه اداته لتمرير اهدافه المعادية , ونؤكد ضرورة تعزيز الحوار الداخلي لحل أي تناقضات او خلافات في الراي فالجبهة الداخلية القلعة التي يجب حمايتها وبكل فخر هناك تنسيق مستمر بين الجهاد وكافة القوى في جنين والسرايا والفصائل المقاومة وتحديدا كتائب شهداء الاقصى ونفذنا العديد من العمليات المشتركة مع الكتائب وهناك حوار مستمر لتعزيز وتطوير العمل الجهادي المقاوم للمحتل , وعلينا الاستفادة من تجربة حزب الله وسيد المقاومة السيد حسن نصر الله حفظه الله ورعاه , فما حصل في لبنان قلب المعادلة واكد ان المقاومة قادرة على صنع المعجزت , وانني احيي من اعماق قلبي المقاومة الاسلامية في لبنان , وعلى راسها السيد حسن نصر الله وكلنا امل ان تبقى خير سند وداعم لقضية شعبنا ومقاومتنا التي تعلمت الكثير من الدروس من صمودها الاسطوري.
س : انت مطلوب للتصفية من قبل الاحتلال، الا تخاف من التصفية او الاعتقال وكيف تقضون وقتكم في ظل الملاحقات؟
ج : نحن اخترنا طريق الجهاد وعقيدته ونؤمن اننا جميعا مشاريع شهادة وبحقنا المقدس , لذلك نحن لا نخاف سوى الله ولن نركع لغير الله , ومهما مارس الاحتلال من ارهاب وجرائم بحقنا واغتيالات لن نتوقف عن مسيرتنا , دوهم منزلنا عشرات المرات , وتعرض منزل الشيخ محمود السعدي قائد الجهاد الاسلامي للدهم عشرات المرات , وهدد المحتل ذوينا باقسى العقوبات والتصفية ولكن كل ذلك لا يخفينا , فمن ينتمي لمدرسة تقدم امينها العام ومؤسسها وقادتها شهداء لا يمكن ان يشعر بالخوف او الرعب او الهزيمة , نحن نؤمن بالله وبعقيدة الجهاد , ونتمنى الشهادة , نجاهد في سبيلها , ونطلبها وندعو الله ان يرزقنا اياها , لا نخاف المحتل ولا نهاب طائراته ودباباته وعملائه , ومستمرون في مشوارنا , ونمضي اوقاتنا في مقاومة المحتل او التخطيط لمواجهته , وهذه قضية امنية لا يمكن الغوص فيها , ولكن جانب كبير من وقتي امضيه في متابعة ورصد الاعلام وخاصة الصهيوني , وكلما سمح لي الوقت اطالع كل ما يكتب في صحفهم عنا واحيانا امضي عشر ساعات اذا تمكنت في مطالعة ورصد المواقف والرؤي الاسرائيلية فمن اهم اساليب المقاومة والمواجهة معرفة العدو وقراءة افكاره واراءه والتعرف على واقعه لنتمكن من تحديد اساليب المواجهة لان المعركة مفتوحة وبحاجة لرصد كل الامكانات والطاقات لخدمة مسيرة الجهاد.
الوحدة والمقاومة
س : كلمة اخيرة توجهها لابناء شعبك؟
ج : الوحدة والمقاومة ادوات النصر وطريق الخلاص , لنتوحد جميعا لان العدو لا يفرق بين فلسطيني واخر كلنا مستهدفون , ابن الجهاد وفتح وحماس , وابن الكتائب والسرايا وابو علي , كل فلسطيني طفل اورجل او امراة , مقاوم او سياسي , عامل او طبيب او مزارع , مستهدف , فلنرص الصفوف ونوحد الطاقات ونستلهم العبر من معركة مخيم جنين , فقد كان ركيزة الصمود والمقاومة الوحدة والتلاحم بين المقاومة واهالي المخيم الابطال , ان شعبنا قادر على صنع النصر ودحر المحتل ولن يتحقق ذلك بالتفاوض او الحلول الجزئية او المساومات , او التهدئة , او هدنة طويلة الامد وانما بصون وحماية ودعم وتعزيز وتصعيد مقاومتنا ,وعلينا ان نتعلم من ملحمة المقاومة الاسلامية العظيمة في لبنان ودروس حزب الله التي لا زلنا نعيش صدى انتصاراتها فهي انتصار لكل المستضعفين في الارض , هي انتصار للمقاومة , لخيار الجهاد , فحزب الله قهر اسرائيل واذل جيشها والسرايا ستكون سلاح شعبنا لاركاع المحتل واريد ان اوجه تحية لكل ابناء شعبي الصامد المجاهد , وخاصة في مخيم جنين عاصمة الاستشهاديين و معقل المقاومة والجهاد والروح التضحوية الكبيرة فهم يوفرون لنا الدعم والحماية , وتحية لكل اهالي محافظة جنين مثلث الرعب الفلسطيني ونحن على عهد الجهاد , السرايا ستبقى سرايا الجهاد حتى النصر , والسرايا متمسكة بالراية حتى دحر الاحتلال لن نتراجع امام الاغتيالات ولن نتوقف رغم الاعتقالات , وفي كل لحطة نضرع لله ان يمن علينا بالشهادة فهي اسمى امانينا.
كانت تلك الكلمات الاخيرة لجرادات , التي نجا بعدها باسبوع من محاولة اغتيال , ولكن الاحتلال كان له بالمرصاد , فتمكن من اغتياله ليحقق امنيته بالشهادة.
وشهدت مدينة ومخيم جنين مسيرة جماهيرية حاشدة شارك بها الاف الفلسطينيين والعشرات من مقاتلي سرايا القدس واستشهادييها وكتائب شهداء الاقصى وفصائل المقاومة التي جددت العهد لجرادات على مواصلة مسيرته حتى النصر.
وكانت قوات الاحتلال اغتالت جرادات في مخيم جنين عندما هاجمته وحدة صهيونية خاصة مساء يوم الاربعاء 23-8 , واصيب بعيار ناريين واستشهد في عمان متاثرا بجراحه , وعرقلت قوات الاحتلال ادخال جثمانه لجنين اربعة ايام , وامضى حسام عدة سنوات في سجون الاحتلال الذي لاحقه خلال العام والنصف الاخيرة نجا خلالها من عدة محاولات اغتيال واعتقال.
في اخر لقاء اجراه عدة صحفيين في جنين مع الشهيد قبل اغتياله: وصيتي لشعبي الوحدة والمقاومة
ج : فلسطيني ينتمي لمدرسة الجهاد الاسلامي ويعتز بانتمائه للشعب الذي حباه الله بالعيش والجهاد في ارض الرباط والاسرى والمعراج , باختصار مجاهد وهب حياته لفلسطين , ولعقيدة الجهاد , ومدرسة السرايا , وقرر ان يكون مشروع شهادة , فكلنا شهداء مع وقف التنفيذ , وكل فلسطيني مشروع شهادة.
ورفض حسام لحظتها , الخوض في تفاصيل حياته , وقال انه فلسطيني يعشق شعبه وارضه ومؤمن بقضيته وبحقه الديني والشرعي والقانوني بالجهاد حتى دحر المحتل , ولا يوجد ما يميزه عن الكثيرين من ابناء شعبه , فلا يوجد فلسطيني لم يعاني من ارهاب الاحتلال , ولا يوجد بيت فلسطيني لم يقدم المعتقل والشهيد والجريح والمناضل , واضاف انا انتمي لهذا الشعب ولا يميزني عنه شيء فهويتي هوية كل فلسطيني.
س : كيف تنظر لحل الصراع الفلسطيني –الاسرائيلي وما هو الحل بعد فشل اتفاقات السلام , وموت التهدئة , وتصعيد الاحتلال ؟
ج : الحل ورد في نص القران الكريم والاحاديث النبوية الشريفة ففلسطين ارض وقف اسلامي , وما دامت هذه الارض , ارض الاسراء والمعراج والرسالات النبوية , تعرضت للسلب والنهب والاغتصاب والتهويد , فمن واجبنا ان نتصدى ونؤدي واجب الجهاد والدفاع عن ارضنا وحقنا , نحن لسنا قتلة او هواة حرب , نحن اصحاب حق مشروع اغتصبه الصهاينة بدعم دولي وتواطيء وتخاذل عربي وما دام هناك احتلال فالجهاد واجب وفريضة على كل مسلم ونحن في سرايا القدس نؤكد ان واجبنا يحتم علينا مواصلة المعركة والمسيرة الجهادية المباركة خاصة بعدما فشلت الاتفاقات التي لم نراهن عليها والتي طالما حذرت قيادة حركة الجهاد الاسلامي منها , واريد ان اذكر الجميع ان كافة الفصائل والقوى منحت المحتل التهدئة , والتزمنا بها رغم المجازر والعدوان والثمن الغالي الذي دفعه شعبنا وحركة الجهاد الاسلامي وسرايا القدس بشكل خاص ولكن ماذا كانت النتيجة تصاعد العدوان واتساع نطاق الحرب الاسرائيلية ووقف العالم يتفرج على دمنا الذي لم تتوقف حكومة الاحتلال عن اراقته حتى اليوم , لذلك فشلت التهدئة , وثبت بالملوس صدق وجهة نظرنا والحل هو المواجهة والمعركة والمقاومة والجهاد , لا يوجد حل او طريق اخرى لانتزاع حقوقنا والخلاص من هذا الاحتلال ومستوطنيه , ان المقاومة هي التي صنعت الاندحار في غزة , والمقاومة والعمليات هي سبيلنا للخلاص ومن يتحدث عن غير ذلك فهو مخطيء ولا يعرف قراءة التاريخ جيدا ولا يمتلك البصيرة لتحديد وجهته نحن نصر على التمسك بالمقاومة المشروعة وسرايا القدس مستمرة في عملياتها وجهادها.
العمليات
س : لكن البعض يتحدث عن تراجع التاييد الشعبي للعمليات وانها تضر بالمصلحة الفلسطينية ومثال ذلك بناء الجدار والمجازر الاسرائيلية في غزة ردا على الصواريخ؟
ج : المزاج الشعبي الفلسطيني مع المقاومة والحق الفلسطيني ولا يوجد فلسطيني واحد يقبل بالاحتلال او السلام الهزيل الذي لم يخدم سوى الاحتلال , ماذا حققت لنا التهدئة , والسلام , هل اطلق سراح الاسيرات والاسرى ؟ هل انتهى الاحتلال ؟ هل توقف نزيف الدم الفلسطيني ؟ هل توقفنا عن تشييع الشهداء ؟ هل توقفت الام الفلسطينية عن بكاء احبتها شهداء او جرحى او معتقلين ؟ هل عاد المبعدون ؟ هل زال الاحتلال ؟ اذا وجهت هذه الاسئلة لاصغر طفل فلسطيني فسيقول لك اجابة واحدة لا , شعبنا دفع ولا زال يدفع الثمن والجميع يتطلع للحرية والخلاص من الاحتلال فما هو الحل ؟ هل ننتظر مجلس الامن الذي تستخدمه اسرائيل وامريكا كغطاء لتمرير مشاريعها التصفوية ؟ هل ننتظر جامعة الدول العربية التي لم تتفق يوما سوى علينا ؟ هل ننتظر المجتمع الدولي الذي يصمت عن جرائم الاحتلال ويصف حقنا الذي شرعه في مقاومة المحتل بالارهاب ؟ اننا لن ننتظر ولن نصغي سوى لصوت شعبنا ومعتقلينا وامهاتنا واطفالنا والذي يحثنا دوما على المقاومة , لا يوجد فلسطيني نفذ عملية استشهادية دون ارادته , وابناء شعبنا يتسابقون على الشهادة ومقاومة المحتل وهذا يجسده كل ابناء شعبنا بعيدا عن النفر الذين تضررتهم مصالحهم بسبب المقاومة , فالمقاومة حررت غزة والمقاومة اركعت وارهبت المحتل , واذا كان الجدار نتيجة للمقاومة كما يقول البعض فهذا ينم عن جهل وغباء فالجدار مخطط اسرائيلي قديم لطالما كان يسعى الاحتلال لتنفيذه واستغل الظرف الراهن لتحقيقه ولو لم يبنى الجدار اليوم لكان بالغد لان المخطط التوسعي الاستيطاني الصهيوني لفرض الامر الواقع كان يتطلب اقامة الجدار الذي هو مصلحة صهيونية , ان شعبنا بكل قواه وشرفاءه مع المقاومة والعمليات لانها الطريق لدحر المحتل وفرض الانتصارات , وعلى المتباكين والجهلة ان يتعلموا دروس التاريخ جيدا فلا يمكن اجثتات السرطان الصهيوني من ارضنا الا بالعمليات والمقاومة والوحدة وعندما نسمع صوت شعبنا ونحن نقول شعبنا وليس حفنة المرتزقة يطالبنا بوقف العمليات فسنكون اول المنفذين لارادة هذا الشعب الذي نجاهد في سبيله نحن مشاريع شهادة ليس لمصالح شخصية او بناء على مواقف اقليمية بل نحن صوت وضمير الشعب , نحن صرخة الشهداء وعهد الوفاء لهم , نحن عهد الجرحى وامل المعتقلين ولن تتوقف عملياتنا وجهادنا ما دام شبر من ارضنا محتل.
التهدئة الجديدة
س : هناك حديث عن تهدئة او هدنة جديدة ما رايكم؟
ج : رغم تحفاظتنا الكثيرة ومواقفنا الواضحة , وحرصا منا على الوحدة الوطنية وافقنا مع كافة القوى على التهدئة الاولى والثانية وابدينا اقصى درجات الالتزام بها , وصبرنا رغم الخروقات الاسرائيلية , وتحملنا الكثير , ولكن السيل بلغ الزبى بعدما تجاوز العدو كل الحدود بقمعه وجرائمه واغتيالاته ومجازره , ماذا فعل رعاة ودعاة التهدئة لوقف انفلات وعدوان وهجمية المحتل لم يحرك احد ساكنا وبقينا تحت فوهة النار , نموت , ونغتال , ونعتقل , وتهدم منازلنا , وتزداد معاناة اسرانا , لذلك فان المحتل يتحمل مسؤولية موت وانهيار التهدئة ونحن في سرايا القدس نرفض أي تهدئة وهدنة جديدة ونحذر من انها مصلحة اسرائيلية ولن تخدم شعبنا وقضيته وندعوا المتداعين للتهدئة لعدم هدر الوقت والالتفاف حول المقاومة ودعمها وتعزيزها.
الوحدة الوطنية
س : في ظل الواقع الصعب , كيف تنظرون لتحقيق وتجسيد الوحدة الوطنية؟
ج : ان سرايا القدس وحركة الجهاد الاسلامي على راس الداعين والمؤمنين بالوحدة الوطنية لانها سلاحنا الحقيقي للصمود والثبات والنصر والمقاومة , وحركة الجهاد الاسلامي تقدمت بعدة مبادرات لصون وصيانه الوحدة الوطنية , ونحن نرفض أي شكل للاقتتال الداخلي ونؤكد ان الدم الفلسطيني مقدس ومحرم وسندافع عن الوحدة الوطنية ونحميها بالدم والروح ولن نسمح للاحتلال بتمرير مخطط الشرذمة وشق الصف الداخلي لانه اداته لتمرير اهدافه المعادية , ونؤكد ضرورة تعزيز الحوار الداخلي لحل أي تناقضات او خلافات في الراي فالجبهة الداخلية القلعة التي يجب حمايتها وبكل فخر هناك تنسيق مستمر بين الجهاد وكافة القوى في جنين والسرايا والفصائل المقاومة وتحديدا كتائب شهداء الاقصى ونفذنا العديد من العمليات المشتركة مع الكتائب وهناك حوار مستمر لتعزيز وتطوير العمل الجهادي المقاوم للمحتل , وعلينا الاستفادة من تجربة حزب الله وسيد المقاومة السيد حسن نصر الله حفظه الله ورعاه , فما حصل في لبنان قلب المعادلة واكد ان المقاومة قادرة على صنع المعجزت , وانني احيي من اعماق قلبي المقاومة الاسلامية في لبنان , وعلى راسها السيد حسن نصر الله وكلنا امل ان تبقى خير سند وداعم لقضية شعبنا ومقاومتنا التي تعلمت الكثير من الدروس من صمودها الاسطوري.
س : انت مطلوب للتصفية من قبل الاحتلال، الا تخاف من التصفية او الاعتقال وكيف تقضون وقتكم في ظل الملاحقات؟
ج : نحن اخترنا طريق الجهاد وعقيدته ونؤمن اننا جميعا مشاريع شهادة وبحقنا المقدس , لذلك نحن لا نخاف سوى الله ولن نركع لغير الله , ومهما مارس الاحتلال من ارهاب وجرائم بحقنا واغتيالات لن نتوقف عن مسيرتنا , دوهم منزلنا عشرات المرات , وتعرض منزل الشيخ محمود السعدي قائد الجهاد الاسلامي للدهم عشرات المرات , وهدد المحتل ذوينا باقسى العقوبات والتصفية ولكن كل ذلك لا يخفينا , فمن ينتمي لمدرسة تقدم امينها العام ومؤسسها وقادتها شهداء لا يمكن ان يشعر بالخوف او الرعب او الهزيمة , نحن نؤمن بالله وبعقيدة الجهاد , ونتمنى الشهادة , نجاهد في سبيلها , ونطلبها وندعو الله ان يرزقنا اياها , لا نخاف المحتل ولا نهاب طائراته ودباباته وعملائه , ومستمرون في مشوارنا , ونمضي اوقاتنا في مقاومة المحتل او التخطيط لمواجهته , وهذه قضية امنية لا يمكن الغوص فيها , ولكن جانب كبير من وقتي امضيه في متابعة ورصد الاعلام وخاصة الصهيوني , وكلما سمح لي الوقت اطالع كل ما يكتب في صحفهم عنا واحيانا امضي عشر ساعات اذا تمكنت في مطالعة ورصد المواقف والرؤي الاسرائيلية فمن اهم اساليب المقاومة والمواجهة معرفة العدو وقراءة افكاره واراءه والتعرف على واقعه لنتمكن من تحديد اساليب المواجهة لان المعركة مفتوحة وبحاجة لرصد كل الامكانات والطاقات لخدمة مسيرة الجهاد.
الوحدة والمقاومة
س : كلمة اخيرة توجهها لابناء شعبك؟
ج : الوحدة والمقاومة ادوات النصر وطريق الخلاص , لنتوحد جميعا لان العدو لا يفرق بين فلسطيني واخر كلنا مستهدفون , ابن الجهاد وفتح وحماس , وابن الكتائب والسرايا وابو علي , كل فلسطيني طفل اورجل او امراة , مقاوم او سياسي , عامل او طبيب او مزارع , مستهدف , فلنرص الصفوف ونوحد الطاقات ونستلهم العبر من معركة مخيم جنين , فقد كان ركيزة الصمود والمقاومة الوحدة والتلاحم بين المقاومة واهالي المخيم الابطال , ان شعبنا قادر على صنع النصر ودحر المحتل ولن يتحقق ذلك بالتفاوض او الحلول الجزئية او المساومات , او التهدئة , او هدنة طويلة الامد وانما بصون وحماية ودعم وتعزيز وتصعيد مقاومتنا ,وعلينا ان نتعلم من ملحمة المقاومة الاسلامية العظيمة في لبنان ودروس حزب الله التي لا زلنا نعيش صدى انتصاراتها فهي انتصار لكل المستضعفين في الارض , هي انتصار للمقاومة , لخيار الجهاد , فحزب الله قهر اسرائيل واذل جيشها والسرايا ستكون سلاح شعبنا لاركاع المحتل واريد ان اوجه تحية لكل ابناء شعبي الصامد المجاهد , وخاصة في مخيم جنين عاصمة الاستشهاديين و معقل المقاومة والجهاد والروح التضحوية الكبيرة فهم يوفرون لنا الدعم والحماية , وتحية لكل اهالي محافظة جنين مثلث الرعب الفلسطيني ونحن على عهد الجهاد , السرايا ستبقى سرايا الجهاد حتى النصر , والسرايا متمسكة بالراية حتى دحر الاحتلال لن نتراجع امام الاغتيالات ولن نتوقف رغم الاعتقالات , وفي كل لحطة نضرع لله ان يمن علينا بالشهادة فهي اسمى امانينا.
كانت تلك الكلمات الاخيرة لجرادات , التي نجا بعدها باسبوع من محاولة اغتيال , ولكن الاحتلال كان له بالمرصاد , فتمكن من اغتياله ليحقق امنيته بالشهادة.
وشهدت مدينة ومخيم جنين مسيرة جماهيرية حاشدة شارك بها الاف الفلسطينيين والعشرات من مقاتلي سرايا القدس واستشهادييها وكتائب شهداء الاقصى وفصائل المقاومة التي جددت العهد لجرادات على مواصلة مسيرته حتى النصر.
وكانت قوات الاحتلال اغتالت جرادات في مخيم جنين عندما هاجمته وحدة صهيونية خاصة مساء يوم الاربعاء 23-8 , واصيب بعيار ناريين واستشهد في عمان متاثرا بجراحه , وعرقلت قوات الاحتلال ادخال جثمانه لجنين اربعة ايام , وامضى حسام عدة سنوات في سجون الاحتلال الذي لاحقه خلال العام والنصف الاخيرة نجا خلالها من عدة محاولات اغتيال واعتقال.
تعليق