تويت
أنصاف أبوزايد .. ضحية جديدة للإهمال الطبي في غزة
ليست القصة الأولى ولن تكون الأخيرة بل هي قصة ضمن العديد من القصص ضمن مسلسل الإهمال الطبي الذي لم ولن يتوقف طوال الفترة الماضية .. فلا محاسبة ولا مراقبة ولا أي إحساس بالمسئولية .
فحالة اللامبالاة التي يعيشها الحقل الطبي في قطاع غزة وصلت أعلى ما يمكن أن يتوقعه العقل ولا ما يتصوره الإنسان .
قبل بضعة أيام دخلت المرأة أنصاف أبوزايد من مدينة رفح إلى مسلخ الأوروبي المسمى زوراً (مستشفى الأوروبي) فليس فيه ما يمكن أن نسميه أوروبيا سوى الحدائق ومكان المشفى إما العلاج والأطباء فهم أبعد ما يكونوا لهم علاقة بالطب والطبابة, دخلت أنصاف إلى المستشفى وهي تعاني بمغص في بطنها ودخلت على أثرها المشفى الذي بادر الأطباء فيه للتخمين والتحليل للمغص وبعد أن قامت المريضة بإجراء فحوصات داخل المستشفى وخارج المستشفى تبين بأن الأمور لديها جيدة وقالت لهم بأنها تعاني من حصوة بالكلى ولكن الأطباء الأشاوس قاموا بعمل عملية استكشاف وعملية زايدة ومن وقت العملية حتى وفاتها بقيت غائبة عن الوعي ولم يُعرف السبب لذلك .
كانت عائلة أبوزايد قد طلبت من الأطباء بمستشفى الأوروبي أن يسمحوا لهم بأن تسافر المريضة على دولة خارجية للعلاج ولكن الأطباء رفضوا وقالوا (بأن ما سيفعله الطب في أمريكا هو الذي سنفعله لها هنا) يعني أن الطب هنا في غزة أصبح مثله مثل أمريكا ,, ما شاء الله !
بعد أن قام أطباء غزة بإجراء العملية ودخلت أنصاف أبوزايد بحالة غيبوبة تامة لمدة أسبوع متواصل سمحوا لأهلها بأن تخرج للعلاج خارج البلد (بعد أن خربت مالطا) وبالفعل جهزوا عائلة المريضة كافة الأوراق واستطاعوا أن يرسلوا المريضة إلى مستشفى الميزان في الخليل الذي بدوره أبلغ عائلة أبوزايد بأن المريضة وصلتهم حالتها سيئة للغاية وأن العملية التي أجريت لها هي خاطئة ولم تكن بحاجة لأي عملية وقالوا بأن بالمريضة في حالة يرثى لها بسبب حالة الإهمال التي حدثت للمريضة في غزة في مستشفى الأوروبي .
وبقيت المريضة في مستشفى الميزان بالخليل لمدة أسبوع تقريبا إلى أن توفاها الله عزوجل .. نسأل الله أن يرحمها ويتغمدها بواسع رحمته .
السؤال هنا أنه يوجد المئات من هذه الحالات حدثت وستحدث ومازالت تحدث حتى الآن أين المسئولين عن هذه القضية الهامة – فالأطباء هنا للأسف الشديد لا يستطيعوا أن يضعوا الإبرة في الوريد فنراهم يقوموا بوخز الإبرة أكثر من خمسة مرات لكي تنجح محاولاتهم ويكونوا حينها قد مزقوا يد المريض من كثرة الوخز بحجة أن الوريد قد هرب !! الوريد لا يهرب إلا في مشافي غزة .
وزير الصحة الدكتور باسم نعيم قد قرر أول أمس الخميس, إيقاف موظفا عن العمل لمخالفته قرار الوزارة بمنع التدخين في المؤسسات الصحية, شمال قطاع غزة., وهل ياسيادة الوزير قرار الوزارة أصبح أهم بأن ينفذ ويوقف الموظفين بينما الإهمال الطبي للأطباء وقتلهم للمرضى لا حسيب ولا رقيب ؟
سيحاسب كافة المسئولين على هذه الجرائم التي ترتكب سواء بتقصيرهم لعدم وجود مبدأ الثواب والعقاب أو حتى لعدم تحريكهم ساكن وهم يروا ما يحدث للمواطنين وهم يموتوا عشرات المرات يوميا في مسالخ (مشافي) قطاع غزة .
تعليق