إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماذو فشل المنقسمون في إنهاء الانقسام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماذو فشل المنقسمون في إنهاء الانقسام

    ماذا لو فشل المنقسمون في إنهاء الانقسام
    كتبت هذا المقال قبل التوقيع على اتفاق المصالحة بين فتح وحماس ، وعندما تم التوقيع على الاتفاق شعرت بأن الزمن قد تجاوز المقال وأن الانقسام بات الآن وراء ظهورنا ، ولكن ومع تعثر الاتفاق على رئاسة الوزراء وبرنامج الحكومة والعديد من التفاصيل الأخرى شعرت بأن الحاجة لا زالت قائمة لإثارة الموضوع من جديد عله يحرك مشاعر المنقسمين ويدفعهم تجاه تجاوز المحاذير الحزبية لذلك قررت إعادة طرحه على القراء مرة أخرى
    ==========================

    نشر الثلاثـاء 12/04/2011 الساعة 21:40
    الكاتب: جميل عبد النبي
    أربع سنوات مضت الآن منذ الانفصال الكبير والخطير بين غزة والضفة ، وطوال هذه السنوات الأربعة استمعنا إلى مئات التصريحات ( وبدون مبالغة ) التي تؤكد رغبة طرفي الانقسام في إنهائه ، وليس ذلك فحسب بل أكد كلا الطرفين أن استراتيجيته وثقافته ومبادئه لا تقبل الانقسام حرصاً على الوطن وعلى المصالح العليا للمواطن ، ومع كل ذلك لم ينته الانقسام ، ولم تظهر في الأفق بعد أي بادرة تبشر بخير في هذا السياق ، على العكس ، كل المعطيات على الأرض تكرس استمرار الانقسام واستشرائه ، كل جهة أصبح لها أمنها الخاص ... شرطتها ... جيشها ... وكل جهة لها وزراؤها وموظفوها ، وبات من الصعب تخيل كيف يمكن الدمج بين هذه الجيوش من العسكريين والمدنيين لكل جهة ، وليت المسألة تقف عند هذا الحد ، بل لقد بات الانقسام يهدد البتية النفسية و الاجتماعية ، ويشكل خطراً على علاقتنا الأسرية والعائلية .

    لست مبالغاً في ذلك بل إنني أعتقد أنني لم أذكر حتى سوى أطراف الموضوع ، لأنني أريد في هذه العجالة الحديث عن آلية للخروج من المأزق وليس عن المأزق ذاته ، ومن أراد أن يتأكد أكثر مما أقول فعليه فقط أن يعود إلى المواقع الالكترونية التابعة لكل من فتح وحماس – كالعهد والكوفية وفلسطين الآن وفلسطين للحوار – سيجد أن الشعب الفلسطيني ربما لم يعد شعباً واحداً ، وأن مستوى الكراهية والحقد تجاوز كل الحدود التي يمكن تخيلها بين أبناء الشعب الواحد ، خاصة وهو لا يزال في طور التحرر ولا يزال الاحتلال يكتم أنفاس الجميع ، مما يعني أن للجميع قضية واحدة وهم واحد وعدو مشترك لكن وبكل أسف هذه هي الحال .

    طوال السنوات الأربع الماضية شهدت الساحة الفلسطينية العديد مما أطلق عليه جلسات الحوار ، ودخلت وساطات عربية ومحلية عديدة دون أن تفلح في تقريب وجهات النظر ، وفي كل مرة كانت أطراف الانقسام لا تجد مشقة كبيرة في تبرير تمترسها وعرقلتها للمصالحة ، كان الحديث عن المصالحة يزداد سخونة تارةً ثم يبرد أخرى ، حتى بدا للمراقبين أن الحديث عن إنهاء الانقسام لم يكن جدياً ، وإنما استخدم كفزاعة ربما أو لحجب الأنظار عن قضايا أخرى .
    واستمر الوضع على حاله إلى أن جاءت المبادرة الشعبية لإنهاء الانقسام في الخامس عشر من مارس ، ورغم كل ما قيل عن هذه الحركة الشبابية ومحاولات الفصائل المستميتة لركوبها ، إلا أنها لحظة كانت تعبر حقيقة عن رغبة الشعب الفلسطيني في إنهاء الانقسام ، وتحت ضغط الشارع الذي جاء في لحظة تاريخية فارقة من تاريخ المنطقة العربية استجاب الأخ إسماعيل هنية ودعا الأخ أبو مازن وسرعان ما لبى أبو مازن الدعوة وأعلن جهوزيته للمجيء إلى غزة في أقرب وقت ..... كانت لحظة تفاؤل جميلة ورائعة ، شعر الشعب الفلسطيني المهمش أنه ربما استطاع أن يفرض رغبته على حكامه ولو لمرة واحدة ، وبدا الجميع مشدوداً إلى اللحظات التي اعتقد أنها ستكون حاسمة ، وساد الاعتقاد أن الزيارة ستتم بالفعل خلال يوم أو يومين ، ربما لم يسلم بذلك من يعرف حجم الأزمة ، لكن كان هناك اعتقاد أن القيادة الفلسطينية ربما استفادت من أحداث المنطقة العربية وأنها لن تدخل في مواجهة مع شعبها ، ستكون هي الخاسرة حتماً فيها ، وشيئاً فشيئاً بدأت الأمور تعود إلى الخلف .

    أبو مازن قال أنه قادم لتشكيل حكومة تكنوقراط تدير الأمور مؤقتاً إلى موعد الانتخابات وأنه لن يدخل في حوار جديد حول القضايا الخلافية ، وردت حماس أن هذا غير مقبول ، ولا يمكن القفز عن كل التفاصيل للوصول بشكل مفاجئ إلى الحكومة ، لأن هناك تعقيدات تتعلق بالحكومة وبرنامجها وصلاحياتها ، تراجع موقف الرئاسة قليلاً بأنه لم يقصد عدم الحوار نهائياً ، لكن الحديث كان يدور عن هدف الزيارة النهائي ، ثم بدأ الحديث عن عدم صدق النوايا ثم عن إمكانية تأجيلها حتى تنضج الظروف ثم عن عدم إمكانية تأمين الزيارة ثم عدم الترحيب من بعض الأصوات الجانبية .

    الآن لم نعد متأكدين أن الزيارة ستتم أصلاً ، ولكن أيضاً ليست هذه هي المشكلة .... دعونا نفترض أن الزيارة تمت وجاء أبو مازن برفقة عمرو موسى وأوغلو وآخرين ، ودخل الطرفان في جلسات حوار جديدة ، السؤال : ماذا لو تمترس كل طرف من جديد خلف مواقفه وبرامجه ؟ ماذا لو برز شيطان التفاصيل وأفشل هذا اللقاء ؟ ماذا لو لم تنجح هذه الجولة ؟

    هذه التساؤلات ليست تشاؤمية على الإطلاق ، بل تعبر عن واقع عشناه في جولات سابقة عديدة ، برأيي أن سيناريو التمترس يمكن أن يتكرر وببساطة لأن هناك مشكلة لدى الطرفين ، حماس تعتقد أن تنازلاتها في الحوار - خاصة السياسية منها – يمكن أن تمثل خيانة دينية ووطنية ، لأن المقاومة كما تقول مقدسة وفلسطين أرض وقف ، وأبو مازن يعتبر أن تنازلاته في اتجاه حماس سيعرض الشعب الفلسطيني لمزيد من الحصار وسيجلب ردات فعل قاسية من طرف الاحتلال ، كما أنه سيساعد إسرائيل على الحفاظ على صورتها كضحية وسط مستنقع من الإرهابيين وأن الأسلوب الأمثل للضغط على إسرائيل يكمن في تعريتها أمام العالم وإظهارها بصورة الرافض للسلام ، بينما تعتقد حماس وآخرون أن هذه العالم ( المجتمع الدولي ) هو المسئول عن خلق إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني ، وبالتالي لا قيمة لمحاولة التأثير عليه .... إذاً ... نحن أمام وجهات نظر مختلفة ومن السذاجة أن نقلل من شأن هذه الاختلافات ، هذا إن لم تكن هناك إضافات أخرى تتعلق بمصالح خاصة لبعض المستفيدين من حالة الانقسام ، الذين سيعملون بالتأكيد على عرقلة كل محاولات المصالحة .

    بكلمة أخرى : احتمالات فشل جولة الحوار – إن تمت – واردة جداً ، في ظل المعطيات السابقة ، فماذا نفعل ؟ هذا هو السؤال الكبير .
    1. إن الخطأ الأول الذي تسبب في إفشال جولات الحوار السابقة وقد يتسبب في إفشال الجولات القادمة يكمن في الانطلاق من ضرورة تنازل كل طرف عن جزء من برنامجه وقناعاته .

    2. أما الخطيئة الثانية فتتمثل في استبعاد صاحب الأرض و صاحب القضية وهو الشعب عن الحوار والاكتفاء بممثلي الطرفين مع الحضور البروتوكولي لبعض الفصائل الأخرى .
    3. إن الحل الذي لم نعد نرى إمكانية للتخلص من حالة الانقسام من دونه يتمثل في العودة إلى صاحب الشرعية الحقيقي وهو الشعب ، خاصة وأن كل الشرعيات الانتخابية قد انتهت ، ويحتاج الجميع إلى إعادة تفعيلها ، كما تُزايد كل الأطراف على بعضها بأنها جاءت بالانتخابات ، علما بأن الشعب لم ينتخب حكاماً أبديين ، بل أعطى شرعية مؤقتة مدتها أربع سنوات لا غير ولا شرعية لأحد بعدها .

    4. إن الشعب هو الجهة الأكثر تضرراً جراء كل القرارات الخاطئة التي تتخذها الأطراف المختلفة على الساحة الفلسطينية وهو الذي يدفع الثمن الحقيقي وبالتالي فهو صاحب الحق وصاحب الشرعية ومانحها للآخرين وليس العكس .

    5. علينا العودة للشعب مرة أخرى بل مرات أخرى وعلى كل الأطراف أن تعرض بضاعتها عليه وهو من يقرر ويختار فإذا اختار المقاومة وهو يدرك مخاطرها فمن حقه وإذا اختار طريقاً آخر فمن حقه أيضاً ، وعلى الجميع أن يحترم اختياره حتى لو جاءت بعكس رغباته ، حيث لا يجوز لأحد أن يدعي الوصاية على الشعب ويرى في نفسه صاحب حق في التفكير نيابة عنه .

    6. إن ترك الاختيار للشعب لا يفرض على الجهات المختلفة التنازل عن مبادئها وبرامجها ، فليتمسك كل طرف بما لديه وليتمترس خلف ما يريد شريطة أن يحترم قرار الشعب وإرادة الشعب .

    7. إن عدم إنهاء الانقسام يعني أننا أمام حالة اختطاف فصائلي لأجزاء من الوطن ، تحتفظ فيه كل جهة بالجزء الذي تسيطر عليه إلى الأبد كعزبة خاصة بها دون احترام لحقوق الآخرين ، بل حق الشعب في الانتخاب والمحاسبة .

    8. علينا أن نكثف الضغط بكل السبل السلمية الممكنة من أجل عودة الشرعية لصاحبها الحقيقي وحتى يستعيد الشعب حقه في محاسبة كل الأطراف .

    الشعب صاحب الحق .... الشعب مانح الشرعية ....... الشعب هو الحكم ..... الشعب صاحب القضية .... فلنعد للشعب ....... دائماً للشعب .
    كاتب من غزة

  • #2
    رد: ماذو فشل المنقسمون في إنهاء الانقسام

    3/1/2008 ذكرى استشهاد الشيخ القائد الميداني / سامي فياض

    تعليق


    • #3
      رد: ماذو فشل المنقسمون في إنهاء الانقسام


      قال الرسول _ص_ ( يا غلام ، إني أعلمك كلمات : احفظالله يحفظك ،احفظالله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك بشيء إلا قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، ( رفعت الأقلام وجفت الصحف)

      تعليق

      يعمل...
      X