أخبار فلسطين / الخليل (خاص: سهام عوض الله)
(حلحول) مدينةٌ فلسطينية تاريخية تحوي العديد من الآثار الإسلامية القديمة؛ وتعتبر هذه الآثار الأقدم على مستوى العالم الإسلامي في العصر الحديث.
وتقع المدينة على بعد 7 كيلو متر شمال مدينة خليل الرحمن جنوب الضفة المحتلة، ومن المعالم الإسلامية الموجودة فيها مقام النبي يونس (عليه السلام) الذي يقع على أعلى قمة في فلسطين (قمة جبل النبي يونس) التي ترتفع 1027 كيلو متراً.
وللتعرف أكثر على المقام والمخاطر التي تحيط به التقت مراسلة "أخبار فلسطين" برئيس البلدية الدكتور زياد أبو يونس، الذي استهل حديثه بالقول:" إن تاريخ المقام يعود إلى زمن الأمير بدر الدين محمد بن القاسم الهلكاري، وأما المنارة المتواجدة قام ببنائها الملك العظيم عيسى الأيوبي وهو ابن شقيق القائد صلاح الدين".
وأشار إلى أن للمقام مئذنة يعود تاريخها إلى العام 623 ه، وكان هذا خلال ولاية الأمير رشيد الدين فرج بن عبد الله المعظم، منوهاً إلى أنه لم يبقَ من المسجد القديم والمنارة غير القليل بعد أن أصبح قسماً منه جزءاً من المسجد المبني حديثاً.
وأوضح أبو يونس أن المسجد يعتبر اليوم من أكبر المساجد المتواجدة في المدينة، مؤكداً أن ما يعزز وجود قبر سيدنا يونس بهذا المقام ارتباط اسم حلحول باسم هذا النبي الذي حلَّ هذا المكان ومن هنا جاء اسم حلحول التي تعتبر اليوم معلماً للزوار حيث يرتادها العديد منهم من كافة الأماكن العالمية وخاصةً من تركيا وإفريقيا".
وتحدث عن المخاطر التي يتعرض لها المقام في هذه الأيام، لافتاً إلى أن المخاطر التي يتعرض لها المقام ممتدة من عام 1967م منذ الاعتداء على البلدة القديمة وتهديمها وهدم أجزاء كبيرة من المسجد.
وتابع أبو يونس يقول:" واليوم الزيارات المتواصلة للمسجد من قبل المستوطنين والمحاولات لاقتحامه وممارسة الطقوس التلمودية بداخله، مع توفير حماية لهم من قبل الجيش".
واستطرد يقول:" أحدثكم عن موقف حدث معي شخصياً قبل شهرين حيث قام جيش الاحتلال بالاتصال بي هاتفيا ًبعد الساعة الواحدة من منتصف الليل وطلب مني الحضور إلى المسجد فوراً وعندما سألتهم لماذا؟ قالوا إن هناك نشاطاً أمنياً في المنطقة وإن لم تحضر الآن سنقوم بإحضارك، وعندما توجهت إلى هناك طلبوا مني أن أفتح لهم المسجد وقاموا بالدخول لداخله وبعدها غادروا المكان وما زالت المخاطر تحيط به".
ووجَّه رئيس بلدية حلحول نداءً عاجلاً لإدراك المسجد قبل أن يضع الصهاينة يدهم عليه؛ كما وضعوا يدهم على العديد من المساجد في الفترة الأخيرة من إحراق وتهويد.
واتهم أبو يونس جميع الدوائر المسؤولة وخاصةً دائرة الأوقاف والجهات الإعلامية المحلية والعالمية منها بالقصور حيال ما المخاطر التي تتربص بالمعالم الإسلامية.
من جانبه، تحدَّث المشرف على المقام الشيخ عصام الواوي بالتفصيل عن البناء القديم قبل الإضافات والتوسعات الموجودة اليوم.
وقال:" إن المسجد القديم كان عبارة عن غرفة مساحتها 225م لكن اليوم أصبح يتكون من طابقين وكل طابق مساحته 1000م".
ويضيف الواوي:" عندما تم تعمير المقام وجدت قطعة جلدية مكتوب عليها هذا القبر يعود لسيدنا يونس عليه السلام وان والده سيدنا متى مدفون في بلدة بيت أمر إلى الشمال من بلدة حلحول وعندما سألناه عن القطعة قال بأن "الإسرائيليون" قاموا بحرقها من أجل إخفاء وتزوير التاريخ".
وعن المخاطر المحيطة بالمسجد من قبل المستوطنين، قال الشيخ الواوي:" إن هنالك محاولات تجري بشكل شبه يومي لاقتحام المسجد وبأعداد كبيرة تفوق الـ 200 مستوطن".
وبيَّن أن أحد الاقتحامات كان يشارك فيها الحاكم العسكري، وكان برفقة المقتحمين خبير آثار وكان هذا قبل شهر ونصف حيث قام بالتقاط العديد من الصور للمقام وعمل على تفحصه.
واستصرخ الشيخ الواوي كل الجهات المعنية بالمحافظة على المسجد، قائلا:" المسجد أمانة في أعناقهم وأناشدكم أن تعملوا على حمايته حتى لا يتم تهويده وكي يبقى معلماً إسلامياً خالصاً للمسلمين".
تعليق