بيت لحم-معا- محمد اللحام- توجهت مواطنة من مدينة اربد لقسم الشرطة، وهي تحمل طفل رضيع بعمر عام تقريبا، وتدعي أنها وجدته على طرف سهرة عرس ولا تعرف أهله.
الشرطة من جانبها قامت بالإجراءات المعتادة ولم تعثر على أهل الطفل لتودعه في مؤسسة للرعاية.
أبو يوسف الوحيدي فلسطيني يسكن في مخيم البقعة تقدم بطلب تبني لطفل صغير وخاصة انه محروم من الإنجاب ولا يوجد له اخ ولا أخت ولا حتى عم او خال، وكان هذا الطفل من نصيبه، عاد ابو يوسف مع زوجته والطفل المتبنى للأراضي الفلسطينية مع عودة السلطة في العام 1994 وأصبح ابو يوسف رئيساً لجهاز الأمن الخاص بالرئيس الراحل ياسر عرفات.
حمل الطفل المتبنى اسم ياسر الوحيدي ودخل المدارس حتى انتهاء المرحلة الثانوية ويلتحق بجامعة القدس المفتوحة.
قبل أيام اكتشف ياسر الوحيدي انه ليس فلسطينيا بل والده باكستاني وأمه أردنية من أصول فلسطينية.
في مخيم عين السلطان التقيناه في منزله ليروي لنا حكايته، يقول ياسر انه كان يفكر كثيرا في اصل عائلته وجذوره وبدأ بالتفكير حين لاحظ ان اسمه في الشهادات المدرسية (ريان علي) واسمه في البيت والشارع ياسر الوحيدي وعند سن الـ 14 تقريبا أصبح يسأل والديه عن سر الخلاف في الأسماء فقيل له ان عائلتك توفيت في حرب لبنان خوفا عليه وتمسكا به ولكن وبعد حين صارحته أمه بالتبني (ام يوسف) بحقيقة الأمر.
وفي صباح احد الايام افاق ياسر من النوم ليعاود البحث في مجموعة الأوراق وإثناء البحث عثر على ورقة هي (بلاغ الشرطة) الذي بموجبه تسلمته الشرطة الأردنية من مواطنة جاء اسمها في البلاغ (فاطمة صبيح هاشم الجودة).
وتاريخ البلاغ 9/7/1987 ليبتسم ياسر ليس لإيجاده رأس الخيط فحسب بل لأنه تزوج في 9/7/2005 فيوم ضياعه كان يوم زواجه الذي أثمر عن ولد وبنتين.
قبل حوالي الثلاث سنوات توفي والده الذي تبناه أبو يوسف الوحيدي، وعادت ام يوسف للعيش في عمان ويقول ياسر :"لقد قدمت عائلة الوحيدي لي ما لم تقدمه أي أسرة لابنها ولم يحرموني من أي شيء وتعاملوا معي بحنان واحترام وعلموني ووفروا لي كافة الاحتياجات من بيت وزواج ولن انسى ما عملوه لي ما حييت" .
الشرطة من جانبها قامت بالإجراءات المعتادة ولم تعثر على أهل الطفل لتودعه في مؤسسة للرعاية.
أبو يوسف الوحيدي فلسطيني يسكن في مخيم البقعة تقدم بطلب تبني لطفل صغير وخاصة انه محروم من الإنجاب ولا يوجد له اخ ولا أخت ولا حتى عم او خال، وكان هذا الطفل من نصيبه، عاد ابو يوسف مع زوجته والطفل المتبنى للأراضي الفلسطينية مع عودة السلطة في العام 1994 وأصبح ابو يوسف رئيساً لجهاز الأمن الخاص بالرئيس الراحل ياسر عرفات.
حمل الطفل المتبنى اسم ياسر الوحيدي ودخل المدارس حتى انتهاء المرحلة الثانوية ويلتحق بجامعة القدس المفتوحة.
قبل أيام اكتشف ياسر الوحيدي انه ليس فلسطينيا بل والده باكستاني وأمه أردنية من أصول فلسطينية.
في مخيم عين السلطان التقيناه في منزله ليروي لنا حكايته، يقول ياسر انه كان يفكر كثيرا في اصل عائلته وجذوره وبدأ بالتفكير حين لاحظ ان اسمه في الشهادات المدرسية (ريان علي) واسمه في البيت والشارع ياسر الوحيدي وعند سن الـ 14 تقريبا أصبح يسأل والديه عن سر الخلاف في الأسماء فقيل له ان عائلتك توفيت في حرب لبنان خوفا عليه وتمسكا به ولكن وبعد حين صارحته أمه بالتبني (ام يوسف) بحقيقة الأمر.
وفي صباح احد الايام افاق ياسر من النوم ليعاود البحث في مجموعة الأوراق وإثناء البحث عثر على ورقة هي (بلاغ الشرطة) الذي بموجبه تسلمته الشرطة الأردنية من مواطنة جاء اسمها في البلاغ (فاطمة صبيح هاشم الجودة).
وتاريخ البلاغ 9/7/1987 ليبتسم ياسر ليس لإيجاده رأس الخيط فحسب بل لأنه تزوج في 9/7/2005 فيوم ضياعه كان يوم زواجه الذي أثمر عن ولد وبنتين.
قبل حوالي الثلاث سنوات توفي والده الذي تبناه أبو يوسف الوحيدي، وعادت ام يوسف للعيش في عمان ويقول ياسر :"لقد قدمت عائلة الوحيدي لي ما لم تقدمه أي أسرة لابنها ولم يحرموني من أي شيء وتعاملوا معي بحنان واحترام وعلموني ووفروا لي كافة الاحتياجات من بيت وزواج ولن انسى ما عملوه لي ما حييت" .
وبعد ان عثر ياسر على الورقة قرر التوجه للأردن ومباشرة توجه في نفس يوم وصوله الى مدينة اربد حيث عنوان المواطنة فاطمة الجودة والتي أنكرت في البداية معرفتها بالموضوع الى حين واجهها بحقيقة الأمر وان لديه بلاغا رسميا من الشرطة فيه اسمها الكامل وانه جاء من فلسطين يبحث عن عائلته الأصلية.
وبعد جهد جهيد قالت له انها لا تتذكر سوى أنها وجدته في حي التركمان بإربد في ليلة عرس لعائلة عشيرة السرحان الأردنية التي تبين إليك أن والدتك كانت مستأجرة منزل عند هذه العائلة .
وذهب مباشرة إلى حي التركمان ووجد عائلة السرحان التي ساعدته حتى أوصلته لشخص من المفترض ان يكون شقيقه وأمه كانت متزوجة بشخص أخر قبل والده الذي انفصل عن والدته وتزوج من أخرى.
جلس ياسر قبالة امرأة عجوز مريضة لا تقوى على الكلام ولا على السير ويتبادل إطراف الحديث مع أشقائه في استعراض لقصته التي التقت تماما مع قصة ضياع ابن هذه العائلة، ومن متاعب البحث انه كان طوال الوقت يبحث عن (ريان علي ) وهو الاسم المكتوب في الوثيقة الصادرة عن الجهات الأردنية وهو اسم منحوه إياه هناك في مؤسسة الرعاية ، واعتمد في الوثائق بينما كانت أسرته طوال الوقت تبحث عن (ناصر راجه) وهذا طبعا ساهم في استحالة اللقاء لولا حصوله على ورقة البلاغ لدى الشرطة وتحديد المرأة في اربد للمكان الذي وجدته فيه.
ففي نفس التاريخ فقدت العائلة طفلها وفي نفس الحي وبنفس المواصفات ..لتدب المشاعر الساخنة في عروق الحضور وطوال الوقت ينتظر ياسر إشارة من يد او حركة من شفاه او نظرة من عين لكي يلمس ذاك الحضن الساكن للسرير بفعل المرض والشلل والذي حرم منه لربع قرن .
وأخيرا يلتقط دمعة كأنها تخرج من قاع بحر حبست في أعماقه ربع قرن لينطلق معها نحو رمال الشاطئ ويغطس برأسه في أمواج حضن أمه وسط عاصفة من البكاء والمشاعر الجياشة للقاء الابن الضال. وفي اليوم الثاني ذهب للجسر بغرض إحضار زوجته وأولاده وعندما عاد لمنزل شقيقه وجد رجلا كبيرا يهجم عليه باكيا ومحتضنا ويقول له انا والدك وحاول ان يشرح له ليتأكد أكثر الا ان الرجل قاطعه، وقال انه شاهد صورة في غيابه كان قد احضرها ياسر معه في اليوم السابق والصورة للطفل الصغير التي كانت عائلة الوحيدي قد صورته إياها بعد التبني بشهرين وهو نفس الطفل في الصور التي له قبل الضياع بأيام والموجودة بحوزة الوالد مما لا يدعي مجالا للشك في انه ابنه ناصر الذي ضاع قبل ربع قرن.
عاد يوسف لأريحا وهو يستعد لإنهاء ارتباطاته هنا والمغادرة نحو عائلته الأصلية التي تضم 8 إخوة و5 أخوات ومن المفاجأة أيضا أن والده باكستاني حضر للأردن وتزوج من أردنية ذات أصول فلسطينية ويعمل اليوم كمنفذ لمنشآت عمرانية.
وعن رد فعله لاكتشاف أن أصله باكستاني وليس فلسطيني..... يقول ياسر من الجميل جدا أن تكون فلسطيني لربع قرن وبغض النظر عن حقيقة كوني ذو أصول باكستانية الا إنني افتخر أن دمي فلسطيني واعتز أكيد بأصولي الباكستانية وفلسطين في قلب كل عربي وكل مسلم.
وعن الأسماء الثلاثة التي حملها (ياسر الوحيدي وريان علي والاسم الحقيقي ناصر شرف راجه) يقول ان أحب الأسماء على قلبي هو ياسر لأنه على اسم الزعيم الراحل ياسر عرفات.
الا ان هناك سؤالا يبقى عالقا وهو لماذا لم تسلم المرأة (فاطمة صبيح) الطفل لعائلته بل أعطته للشرطة وهي بالمناسبة كانت تسكن بجوار والدته.. فهل سرق الطفل في حينه ام فعلاً ضاع في لحظة سهو؟؟!!
وبعد جهد جهيد قالت له انها لا تتذكر سوى أنها وجدته في حي التركمان بإربد في ليلة عرس لعائلة عشيرة السرحان الأردنية التي تبين إليك أن والدتك كانت مستأجرة منزل عند هذه العائلة .
وذهب مباشرة إلى حي التركمان ووجد عائلة السرحان التي ساعدته حتى أوصلته لشخص من المفترض ان يكون شقيقه وأمه كانت متزوجة بشخص أخر قبل والده الذي انفصل عن والدته وتزوج من أخرى.
جلس ياسر قبالة امرأة عجوز مريضة لا تقوى على الكلام ولا على السير ويتبادل إطراف الحديث مع أشقائه في استعراض لقصته التي التقت تماما مع قصة ضياع ابن هذه العائلة، ومن متاعب البحث انه كان طوال الوقت يبحث عن (ريان علي ) وهو الاسم المكتوب في الوثيقة الصادرة عن الجهات الأردنية وهو اسم منحوه إياه هناك في مؤسسة الرعاية ، واعتمد في الوثائق بينما كانت أسرته طوال الوقت تبحث عن (ناصر راجه) وهذا طبعا ساهم في استحالة اللقاء لولا حصوله على ورقة البلاغ لدى الشرطة وتحديد المرأة في اربد للمكان الذي وجدته فيه.
ففي نفس التاريخ فقدت العائلة طفلها وفي نفس الحي وبنفس المواصفات ..لتدب المشاعر الساخنة في عروق الحضور وطوال الوقت ينتظر ياسر إشارة من يد او حركة من شفاه او نظرة من عين لكي يلمس ذاك الحضن الساكن للسرير بفعل المرض والشلل والذي حرم منه لربع قرن .
وأخيرا يلتقط دمعة كأنها تخرج من قاع بحر حبست في أعماقه ربع قرن لينطلق معها نحو رمال الشاطئ ويغطس برأسه في أمواج حضن أمه وسط عاصفة من البكاء والمشاعر الجياشة للقاء الابن الضال. وفي اليوم الثاني ذهب للجسر بغرض إحضار زوجته وأولاده وعندما عاد لمنزل شقيقه وجد رجلا كبيرا يهجم عليه باكيا ومحتضنا ويقول له انا والدك وحاول ان يشرح له ليتأكد أكثر الا ان الرجل قاطعه، وقال انه شاهد صورة في غيابه كان قد احضرها ياسر معه في اليوم السابق والصورة للطفل الصغير التي كانت عائلة الوحيدي قد صورته إياها بعد التبني بشهرين وهو نفس الطفل في الصور التي له قبل الضياع بأيام والموجودة بحوزة الوالد مما لا يدعي مجالا للشك في انه ابنه ناصر الذي ضاع قبل ربع قرن.
عاد يوسف لأريحا وهو يستعد لإنهاء ارتباطاته هنا والمغادرة نحو عائلته الأصلية التي تضم 8 إخوة و5 أخوات ومن المفاجأة أيضا أن والده باكستاني حضر للأردن وتزوج من أردنية ذات أصول فلسطينية ويعمل اليوم كمنفذ لمنشآت عمرانية.
وعن رد فعله لاكتشاف أن أصله باكستاني وليس فلسطيني..... يقول ياسر من الجميل جدا أن تكون فلسطيني لربع قرن وبغض النظر عن حقيقة كوني ذو أصول باكستانية الا إنني افتخر أن دمي فلسطيني واعتز أكيد بأصولي الباكستانية وفلسطين في قلب كل عربي وكل مسلم.
وعن الأسماء الثلاثة التي حملها (ياسر الوحيدي وريان علي والاسم الحقيقي ناصر شرف راجه) يقول ان أحب الأسماء على قلبي هو ياسر لأنه على اسم الزعيم الراحل ياسر عرفات.
الا ان هناك سؤالا يبقى عالقا وهو لماذا لم تسلم المرأة (فاطمة صبيح) الطفل لعائلته بل أعطته للشرطة وهي بالمناسبة كانت تسكن بجوار والدته.. فهل سرق الطفل في حينه ام فعلاً ضاع في لحظة سهو؟؟!!
تعليق