الإعلام الحربي – غزة:
رغم الاستهداف الصهيوني المتواصل لمجاهدي ومقاومي شعبنا في الضفة الغربية المحتلة دون تدخل وحماية من الأجهزة الأمنية الفلسطينية هناك، إلا أن الأخيرة تصر على توفير الأمن والحماية لمستوطني وقادة الكيان التزاما منها بالاتفاقيات الأمنية المبرمة بين الجانبين برعاية أمريكية رغم السخط الشعبي العارم ضدها.
ففي مشهد يفضح دور أجهزة أمن السلطة كشرطي حماية للعدو، كانت نابلس على موعد مع دخول ثمانية أعضاء كنيست صهاينة لهدف زيارة قبر يوسف في المدينة، وكان دخولهم بحماية قوات الأمن الفلسطينية والصهيونية، حيث أشار عضو الكنيست الصهيوني اليميني المتطرف آرييه إلداد في تصريحات له عبر موقع يديعوت أحرنوت بأن هدف الزيارة هي رسالة مفادها "لكي يفهم العرب أن ليس هناك أي مكان في أرض الكيان الصهيوني لا يمكننا الوصول إليه".
وذكر شهود عيان في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية بأن أجهزة أمن السلطة في المدينة عملت على إغلاق المنطقة من أجل دخول أعضاء الكنيست وذلك أول أمس الثلاثاء، وذكر الشهود بأن جيب المخابرات الصهيونية كان في شوارع المدينة، وكان يسير بكل أمان دون أي خوف من أي حدث سوف يحدث له كما كان في السابق". ويشير أحد شهود العيان –فضّل عدم ذكر اسمه- بأن ما حدث في نابلس يمثل إهانة لدماء الشهداء التي سقطت وهي تدافع عن فلسطين وهو إهانة لتلك المعركة التي خاضها الأبطال في محيط قبر يوسف، ويضيف شاهد العيان: إن تمر الجيبات العسكرية الإسرائيلية والفلسطينية جنبا إلى جنب من جانب صور الشهداء الذين ارتقوا دفاعا عن نابلس فهنا تبدو الجريمة وهنا يبدو بأن مدينة نابلس أصبحت مستباحة من أبنائها".
مسلسل خيانة ممنهج
وأصدرت كتائب شهداء الأقصى -الجناح العسكري لحركة فتح- بدورها بيانا لها أدانت ممارسات جاهزة السلطة الفلسطينية في نابلس مشيرة بأن مسلسل الخيانة الممنهج على يد السلطة، وأشارت الكتائب في بيانها بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي معتبرة التنسيق الأمني مع الاحتلال خروج عن الصف الوطني وعن أخلاق شعبنا الفلسطيني.
اتفاقات ينفذها فاسدون
وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية عبد الستار قاسم بدوره بأن ما يحدث في مدينة نابلس هو نتيجة للاتفاقات الموقعة بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" وهذه الاتفاقات لا ينفذها إلا الفاسدين في السلطة، وهذه الأجهزة الأمنية اليوم ترتبط بأجندة تخدم الاحتلال الصهيوني.
تنسق أمني عالِ المستوى
وفي تصريحات لقائد المنطقة في الجيش الصهيوني للإذاعة العبرية قال: "إن تنسيقا امنيا على أعلى المستويات جرى بين الطرفين لتأمين زيارة الوفد الصهيوني الذي يشارك به أعضاء من الكنيست للقبر، ولضمان عدم التعرض لهم من جانب الفلسطينيين".
ومن جهة أخرى طالب رئيس المجلس الاستيطاني "شومرون"، غرشون ماسيكا أعضاء الكنيست الذين شاركوا في الجولة بفرض السيادة الإسرائيلي على قبر يوسف، مشيرا بأن اتفاقات أوسلو تشمل هذا الطرح.
جدير بالذكر هنا أنه في 24 نيسان الماضي قتل وأصيب 5 آخرون برصاص الأمن الفلسطيني أثناء اقتحام المستوطنين لقبر يوسف دون تنسيق مسبق مع السلطة الفلسطينية. وتعد هذه المرة الأولى من نوعها التي يدخل فيها الصهاينة قبر يوسف في وضح النهار بمرافقة أمن السلطة بعد أن تعودوا على زيارة المكان تحت جنح الظلام ما يشير إلى تطور العلاقة بين أجهزة أمن السلطة والكيان.. إلى ذلك تواصل أجهزة أمن السلطة ملاحقة واعتقال كوادر المقاومة في الضفة المحتلة من أبناء وكوادر حركتي الجهاد الإسلامي وحماس غير آبهة بأجواء المصالحة الداخلية التي تخيم على الفلسطينيين، ما يؤكد أن القائمين على أجهزة أمن الضفة معنيون بضرب النسيج الاجتماعي والسياسي الفلسطيني بما يؤثر على مستقبل المصالحة. وكانت حركتي الجهاد وحماس أعلنتا خلال الأيام القليلة الماضية عن قيام السلطة باعتقال عدد من كوادرهما.
تعليق