بقلم الناطق باسم لجان المقاومة " أبو مجاهد"
في مثل هذا اليوم وقبل خمس سنوات وفي مشهد مهيب تعمه هتافات التهليل والتكبير ودعت فلسطين أسداً هصوراً من أسودها وابناً عزيزاً على شعبه , ورجلاً صلداً استحوذ على قلوب الملايين من أحرار الأمة , وقائداً فذاً في مواجهة الأعداء .
لم تنسى فلسطين ذلك المشهد , يوم أن خرج قطاع غزة عن بكرة أبيه مودعاً الأمين العام الشهيد جمال أبو سمهدانة "أبو عطايا " , خرجوا شيباً وشباناً من كافة شرائح المجتمع لتشييع الشهيد ورفاقه مطالبين بالانتقام , مجددين العهد على السير على طريق أبو عطايا والشهداء .
خمس أعوام مضت لم تهن عزائم جنده المجاهدين وقادت لجانه الميامين لا زالوا متمسكين بالجهاد حتى تحرير كامل تراب فلسطين , ممتشقين سلاحهم للذود عن أرضهم والدفاع عن شعبهم العظيم .
أبو عطايا الذي أسس لمرحلة جديدة في الصراع مع الاحتلال مع بداية انتفاضة الأقصى المباركة ليحشد الهمم ويحرض الشباب للقتال , متقدماً الصفوف في تنفيذ أروع العمليات بدءاً بعملية معبر رفح ومروراً بتفجير دبابة الميركافاه "التي اعتبرت الأكثر تحصناً في العالم " , وعملية البرق الصاعق وفتح خيبر وجسر الموت , وصولاً لعملية الوهم المتبدد ليشرف بنفسه على تلك العمليات المميزة في سجل المقاومة الفلسطينية والتي بدورها أربكت حسابات قادة الاحتلال وجعلت شغلهم الشاغل اغتيال أبو عطايا الذي تصدر قائمة المطلوبين للاحتلال على مستوى قطاع غزة واعتبرته المطلوب الثاني بعد رفيقه القائد المجاهد محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام, وحاول اغتياله أكثر من أربع مرات , لكن عناية الله حالت دون ذلك .
اكتسب أبو عطايا شعبيته من خلال حمله لهموم شعبه ومساعدته في حل العديد من المشاكل العائلية وحرص أشد الحرص على حقن الدماء الفلسطينية بكل ما أوتي من جهد , بل ورسخ ذلك المفهوم واقعاً من خلال العمليات المشتركة التي اختلطت فيها الدماء الفلسطينية بين أبناء التنظيمات المختلفة لإيصال رسالة أن خندق المقاومة هو الكفيل دوماً بصون وحدتنا والمحافظة عليها.
لم تتسع الكلمات لذكر مناقب الشهيد القائد الذي حمل هم الأسيرات والأسرى حتى في اللحظات الأخيرة قبل استشهاده وذلك تمثل في التحضير لعملية "أسر جنود " لمبادلتهم بأسرانا في سجون الاحتلال , لكن الأمل تجدد بعد أيام من ارتقاء أبو عطايا فقد تمكن مجاهدو ألوية الناصر صلاح الدين بمشاركة كتائب القسام وجيش الإسلام من تنفيذ عملية الوهم المتبدد كردٍ على اغتيال الشهيد القائد والتي قتل فيها عدد من الجنود الصهاينة وأسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط الذي جدد النبض في قلوب آلاف الأسرى وأسس لإستراتيجية مميزة هزت أركان دولة تعتبر نفسها الأقوى في الشرق الأوسط .
لم ننسى شهيدنا القائد وقفاتك التاريخية في وجه كل من يساوم على دماء الشهداء , ووقفاتك المشرفة مع إخوانك في الفصائل الإسلامية في أحلك الظروف وإيوائك لهم , شرُفت فلسطين بك حياً وظفرت وافتخرت بك شهيداً , لا تثريب على من قدم دمائه من أجل وطنه وبذل ماله وكل ما يملك لإبقاء جذوة الجهاد مشتعلة على أرض فلسطين .
أبو عطايا ارتقيت شهيداً ونلت ما تمنيت , فلسطين لن تنساك , وجنودك على عهدك , وطلاب الشهادة الذين زرعت فيهم حب الوطن لن يحيدوا عن دربك , رحلت عنا روحاً لكنك بقيت فينا نهجاً وجهاداً , سيسجل التاريخ اسمك بأحرف من نور , و ستدشن صفحات العطاء يوماً أن رجلاً مجاهداً أبلى في ميادين القتال بلاءاً حسناً وأسس لجيل لا يعرف الانكسار ومرغ أنف العدو في ثبات واقتدار .
تعليق