الشيخ المجاهد عبد الله الشامي.. في لقاء مع موقع الأمة
ما الموقف الفكري والثقافي الذي تأسست عليه الحركة بالنسبة للأنظمة العربية ؟
تميزت حركة الجهاد الإسلامي منذ أيامها الأولي بوضوح الرؤيا المبدئية من النظام العربي الرسمي، ومن ثم الموقف السياسي المبني علي تلك الرؤيا الواضحة .
وتجسد ذلك في اعتبار النظام العربي، هو تكريس لنظام التجزئة، وهو احدي إفرازات الهجمة الغربية الشرسة علي المنطقة، والتي أسقطت نظام الخلافة، وعملت علي إقامة دولة الإجرام إسرائيل..
ولذا اعتبرت هذه النظم نفسها في صراع مع الإسلام في البداية -بسبب رجعيته- حسب زعمها، وتبنت كل الأفكار الوافدة التي تدعي الوطنية والقومية والعلمانية والاشتراكية والثورية..الخ، وحشرت الإسلام في معاملات الناس الحياتية، وشعائرهم التعبدية في المساجد فقط .
ثم لعبت هذه النظم دورا قذرا مع الشعوب الثائرة والمجاهدين والمناضلين، لحماية دولة الكيان الغاصب حتى تمكنها من ضرب جذورها في المنطقة، وكانت تخدر الشعوب وتخاطبها بأنها في حالة حرب مع الكيان، وتحت هذا العنوان تمارس كل الإجرام بحق هذه الشعوب..فلا هي حررت فلسطين، ولا تركت شعوبها تنعم بالأمن والحرية .
هل الثورات العربية الحالية – هي خيار استراتيجي للحركة أم تكتيكي ؟
أمنت الحركة منذ البداية بضرورة التغيير عبر الجماهير.. سواء لهذه النظم، أو للمشروع الصهيوني، وقد كتب في ذلك الدكتور الشقاقي (رضوان الله عليه) مقالات عدة في ذلك.. ولم يبن الدكتور -رحمه الله- أية أمال علي العمل النخبوي فقط.. ومن ثم كان موقف الحركة قائما علي ضرورة تغيير هذه النظم، وعدم التعاطي معها، حتى تتمكن الشعوب من لعب دورها الجهادي ضد المحتل.. ولذا فالحركة ترى في تغيير هذه النظم واجب شرعي، في الإطار الإستراتيجي، وليس في الإطار التكتيكي فقط.. وبهذا تميزت عن غيرها من الحركات الإسلامية منذ البداية .
لقد رفعت الحركة شعارا هاما " الأنظمة العربية الوجه الأخر للكيان الصهيوني " ؟
نعم لقد رفعت الحركة شعارا هاما : " الأنظمة العربية هي الوجه الأخر للكيان الصهيوني " من حيث دوره الحامي لها والقامع لشعوب المنطقة ومنعها من أخذ دورها الجهادي في مواجهة المحتل، ومطاردة وقمع أية حركات إحيائية جهادية تقوم علي الجذور العقائدية للأمة.. وهذا الشعار يفيد ان النظام العربي الرسمي والعدو الصهيوني من إفرازات الهجمة الغربية ضد الأمة وضد نهوضها .
هل الأنظمة كانت عامل تحرير أم إعاقة في التحرير والعودة لفلسطين ؟
من خلال استحضار تاريخ النظام العربي الرسمي وموقفها من حركة فتح وحركات النضال الفلسطينية والعربية وخصوصا إذا ما استحضرنا حروب لبنان والأردن، نجد أن هذه النظم كانت نظم إعاقة وقاطعة للطريق علي المناضلين والمجاهدين، بل أبعد من ذلك كانت معيقة لحركة الجماهير المتعطشة للعودة إلي فلسطين.. ويتضح من خلال استحضار المشهد الأخير في ذكري النكبة، كيف اندفعت الجماهير باتجاه حدود فلسطين مقدمة التضحيات، ووقف العدو مذهولاً كيف يفعل في مواجهة هذه الجماهير في محاولات لاحقة.. ولذا حمل هذه النظم المسؤولية، لأنها لم تلعب الدور المعهود والمطلوب منها في التصدي لهذه الجماهير ومنعها من الاقتراب من الحدود المصطنعة .
هل تثق بتسلم قيادة الأنظمة العربية الشباب الثائر على الدكتاتوريات ؟
بالتأكيد نحن نتطلع بثقة للمستقبل حين تتمكن الشعوب من إسقاط نظمها الدكتاتورية علي غرار ما حدث في مصر وتونس، وحين تتسلم القيادة الشخصيات الواعية المؤمنة المجاهدة والتي تعرف واجبها تجاه فلسطين وتجاه المنطقة (أمثال الأخ المجاهد مجدي حسين، أمين عام حزب العمل الإسلامي في مصر).. لان ذلك يقلق إسرائيل وحلفائها، ويجعلهم جميعا في حالة خوف شديد علي مستقبل دولة الإجرام، فالتغيير بكل تأكيد سيكون في مصلحة الشعب الفلسطيني، والقضية الفلسطينية، والمنطقة بأسرها .
ماذا يعني لك القسوة المتناهية التي تستخدمها الأنظمة العربية ( خاصة ليبيا واليمن وسوريا ) في قمع الثورات ؟
بالنسبة للقسوة المجرمة التي تستخدمها النظم ضد الشعوب علي غرار ما نشاهده في ليبيا واليمن وسوريا، هو محاولة حماية الذات، خصوصا أن تاريخ هذه النظم هو تاريخ دموي مع شعوبهم وقضاياهم الأساسية، وإذا ما تمت محاكمتهم فإن الإعدام سيكون قليلا بالنسبة لهم، فهم إذن يدافعون عن مستقبلهم المظلم والذي هم متأكدون منه بأنه سيكون الإعدام..لذلك هم يحاولون الآن أن يحفظوا أنفسهم من المحاكمة من خلال شروط يحاولون فرضها أو ضمانات يطالبون بها مقابل تخليهم عن الحكم .
هل هذه الثورات بداية مبشرات إنهاء مرحلة الدكتاتوريات ؟
ثورات الشعوب في المنطقة هي عنوان جديد للأمة ودورها باتجاه العالمية الإسلامية الثانية، وباتجاه أن ترتفع راية الأمة فيما أسماه الله سبحانه بقوله (ليظهره علي الدين كله ولو كره المشركون) وباتجاه ما أسماه النبي صلي الله عليه وسلم "ثم تكون خلافة وتعم الأرض " زوال النظم خطوة أولي لزوال إسرائيل.. ثم لوحدة المنطقة في دولة واحدة تسخر إمكانات الأمة في خدمتها وخدمة دينها، بالعدل والحرية والرفاهية وتكريس كل قيم الإنسانية التي حث عليها إسلامنا العظيم .
ما الموقف الفكري والثقافي الذي تأسست عليه الحركة بالنسبة للأنظمة العربية ؟
تميزت حركة الجهاد الإسلامي منذ أيامها الأولي بوضوح الرؤيا المبدئية من النظام العربي الرسمي، ومن ثم الموقف السياسي المبني علي تلك الرؤيا الواضحة .
وتجسد ذلك في اعتبار النظام العربي، هو تكريس لنظام التجزئة، وهو احدي إفرازات الهجمة الغربية الشرسة علي المنطقة، والتي أسقطت نظام الخلافة، وعملت علي إقامة دولة الإجرام إسرائيل..
ولذا اعتبرت هذه النظم نفسها في صراع مع الإسلام في البداية -بسبب رجعيته- حسب زعمها، وتبنت كل الأفكار الوافدة التي تدعي الوطنية والقومية والعلمانية والاشتراكية والثورية..الخ، وحشرت الإسلام في معاملات الناس الحياتية، وشعائرهم التعبدية في المساجد فقط .
ثم لعبت هذه النظم دورا قذرا مع الشعوب الثائرة والمجاهدين والمناضلين، لحماية دولة الكيان الغاصب حتى تمكنها من ضرب جذورها في المنطقة، وكانت تخدر الشعوب وتخاطبها بأنها في حالة حرب مع الكيان، وتحت هذا العنوان تمارس كل الإجرام بحق هذه الشعوب..فلا هي حررت فلسطين، ولا تركت شعوبها تنعم بالأمن والحرية .
هل الثورات العربية الحالية – هي خيار استراتيجي للحركة أم تكتيكي ؟
أمنت الحركة منذ البداية بضرورة التغيير عبر الجماهير.. سواء لهذه النظم، أو للمشروع الصهيوني، وقد كتب في ذلك الدكتور الشقاقي (رضوان الله عليه) مقالات عدة في ذلك.. ولم يبن الدكتور -رحمه الله- أية أمال علي العمل النخبوي فقط.. ومن ثم كان موقف الحركة قائما علي ضرورة تغيير هذه النظم، وعدم التعاطي معها، حتى تتمكن الشعوب من لعب دورها الجهادي ضد المحتل.. ولذا فالحركة ترى في تغيير هذه النظم واجب شرعي، في الإطار الإستراتيجي، وليس في الإطار التكتيكي فقط.. وبهذا تميزت عن غيرها من الحركات الإسلامية منذ البداية .
لقد رفعت الحركة شعارا هاما " الأنظمة العربية الوجه الأخر للكيان الصهيوني " ؟
نعم لقد رفعت الحركة شعارا هاما : " الأنظمة العربية هي الوجه الأخر للكيان الصهيوني " من حيث دوره الحامي لها والقامع لشعوب المنطقة ومنعها من أخذ دورها الجهادي في مواجهة المحتل، ومطاردة وقمع أية حركات إحيائية جهادية تقوم علي الجذور العقائدية للأمة.. وهذا الشعار يفيد ان النظام العربي الرسمي والعدو الصهيوني من إفرازات الهجمة الغربية ضد الأمة وضد نهوضها .
هل الأنظمة كانت عامل تحرير أم إعاقة في التحرير والعودة لفلسطين ؟
من خلال استحضار تاريخ النظام العربي الرسمي وموقفها من حركة فتح وحركات النضال الفلسطينية والعربية وخصوصا إذا ما استحضرنا حروب لبنان والأردن، نجد أن هذه النظم كانت نظم إعاقة وقاطعة للطريق علي المناضلين والمجاهدين، بل أبعد من ذلك كانت معيقة لحركة الجماهير المتعطشة للعودة إلي فلسطين.. ويتضح من خلال استحضار المشهد الأخير في ذكري النكبة، كيف اندفعت الجماهير باتجاه حدود فلسطين مقدمة التضحيات، ووقف العدو مذهولاً كيف يفعل في مواجهة هذه الجماهير في محاولات لاحقة.. ولذا حمل هذه النظم المسؤولية، لأنها لم تلعب الدور المعهود والمطلوب منها في التصدي لهذه الجماهير ومنعها من الاقتراب من الحدود المصطنعة .
هل تثق بتسلم قيادة الأنظمة العربية الشباب الثائر على الدكتاتوريات ؟
بالتأكيد نحن نتطلع بثقة للمستقبل حين تتمكن الشعوب من إسقاط نظمها الدكتاتورية علي غرار ما حدث في مصر وتونس، وحين تتسلم القيادة الشخصيات الواعية المؤمنة المجاهدة والتي تعرف واجبها تجاه فلسطين وتجاه المنطقة (أمثال الأخ المجاهد مجدي حسين، أمين عام حزب العمل الإسلامي في مصر).. لان ذلك يقلق إسرائيل وحلفائها، ويجعلهم جميعا في حالة خوف شديد علي مستقبل دولة الإجرام، فالتغيير بكل تأكيد سيكون في مصلحة الشعب الفلسطيني، والقضية الفلسطينية، والمنطقة بأسرها .
ماذا يعني لك القسوة المتناهية التي تستخدمها الأنظمة العربية ( خاصة ليبيا واليمن وسوريا ) في قمع الثورات ؟
بالنسبة للقسوة المجرمة التي تستخدمها النظم ضد الشعوب علي غرار ما نشاهده في ليبيا واليمن وسوريا، هو محاولة حماية الذات، خصوصا أن تاريخ هذه النظم هو تاريخ دموي مع شعوبهم وقضاياهم الأساسية، وإذا ما تمت محاكمتهم فإن الإعدام سيكون قليلا بالنسبة لهم، فهم إذن يدافعون عن مستقبلهم المظلم والذي هم متأكدون منه بأنه سيكون الإعدام..لذلك هم يحاولون الآن أن يحفظوا أنفسهم من المحاكمة من خلال شروط يحاولون فرضها أو ضمانات يطالبون بها مقابل تخليهم عن الحكم .
هل هذه الثورات بداية مبشرات إنهاء مرحلة الدكتاتوريات ؟
ثورات الشعوب في المنطقة هي عنوان جديد للأمة ودورها باتجاه العالمية الإسلامية الثانية، وباتجاه أن ترتفع راية الأمة فيما أسماه الله سبحانه بقوله (ليظهره علي الدين كله ولو كره المشركون) وباتجاه ما أسماه النبي صلي الله عليه وسلم "ثم تكون خلافة وتعم الأرض " زوال النظم خطوة أولي لزوال إسرائيل.. ثم لوحدة المنطقة في دولة واحدة تسخر إمكانات الأمة في خدمتها وخدمة دينها، بالعدل والحرية والرفاهية وتكريس كل قيم الإنسانية التي حث عليها إسلامنا العظيم .
تعليق