مواجهات نهر البارد وأطماع السياسة الأمريكية
بسم الله الرحمن الرحيم
تؤشر المواجهة في محيط مخيم نهر البارد إلى تطور هام في الأحداث في هذه المنطقة حيث أن المساحة اللبنانية لم تكن منفصلة أبداً عما يجري في الساحة الفلسطينية , كما أن تلك المواجهة تزيد الجدل الموجود أصلاً حول المقاومة والوجود الفلسطيني في لبنان والتصور الأمريكي لهذه المنطقة وما يعبر عنه بالشرق الأوسط الجديد , كما أنها يمكن أن تشتغل لبنانياً على الصعيد الداخلي في إطار الاختلاف حول العناوين الأنفة الذكر.....
بغض النظر عن الضعف والقوة للبلدان العربية في منطقتنا وقوى المقاومة الموجودة فيها , فإن المشروع الأمريكي الصهيوني لن يتوقف عن السعي من أجل قلب المعادلة وتغيير جذري لملامح هذه المنطقة جغرافياً وسياسياً وهناك تنظير واضح من قبل المحافظين الجدد الذين يرسمون السياسة الأمريكية لهذا التغيير وقد كانت الحرب على العراق رأس حربته كما أن الحرب التي شنت على لبتان الصيف الماضي تدخل في إطار ذلك البرنامج الدموي , وكما هو واضح فإن هذا المشروع يتعثر في العراق ولم تستطع أمريكا بعد أربع سنوات من الغزو ورغم الوحشية الكبيرة التي تطبع سياستها ضد العراقيين والتأجيج الأمريكي الواضح للفتنة الطائفية المذهبية رغم كل ذلك لم تستطع أمريكا حسم الأمور في العراق وجعله مركزاً لانطلاق حملتها الهادفة إلى تغيير واسع في المنطقة برمتها وأما بخصوص لبنان فجميع المراقبين يسجلون الفشل الذريع لحرب الصيف الماضي التي شنتها إسرائيل بضوء ؟أخضر أمريكي وتعثر بالتالي بناء الشرق الأوسط الجديد الذي عبرت وزيرة الخارجية الأمريكية عن رغبتها في أن تكون الحرب على لبنان الطريق الأسرع إليه...ومن مراوحة الأمور وكأنها في فلسطين من حيث المشاريع السياسية وما يسمى بعملية التسوية فإن المشروع الأمريكي الصهيوني لم يتوقف عن المحاولة ويحاول استثمار أي خلاف أو تناقص فلسطيني وعربي للنفاذ منه وإضعاف جبهة المقاومة أو إشعالها بتلك الخلافات ...وعلى ضوء ذلك يمكن أن نفسر المواجهة الحاصلة في محيط مخيم نهر البارد الواقع في شمال لبنان وبغض النظر عن مدى اتفاقنا أو اختلافنا مع مجموعة فتح الإسلام فأمريكا وإسرائيل أطراف غربية أخرى تحاول توظيف ما يجري لخلط الأوراق أكثر في الساحة اللبنانية وصب المزيد من الزيت على نار الجدل والخلافات بين الأطراف اللبنانية ولا يمكن أن يفهم الموقف الأمريكي الغربي إلا في ضوء هذه الخلفية . فأمريكا التي دعمت إسرائيل في حربها الوحشية على لبنان وأمدتها بكل أشكال المساعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية ورفضت بعناد المطالب اللبنانية والعربية المستمرة بوقف الحرب تهب الآن لإرسال شحنات من الأسلحة للجيش اللبناني وتحرض الحكومة اللبنانية على المضي في المواجهة حتى النهاية , وليس بعيدا ً عن ذلك الموقف الفرنسي الذي أعلنه وزير الخارجية الجديد بان فرنسا تؤيد الجيش اللبناني في قراره سحق فتح الإسلام !!
ولم تختلف الحكومات الغربية الأخرى كثيرا عن الموقفين الأمريكي والفرنسي والمحصلة أن تلك المواقف التي كان أصحابها لا يتفرجون على ذبح لبنان وتدميره وتمزيق أطفاله في حرب الصيف الماضي تهدف اليوم إلى زج لبنان في أقوى مواجهة لن يستفيد منها لا اللبنانيون ولا الفلسطينيون وهي مواقف لا تريد الخير للبنان أو فلسطين بل تدفع باتجاه مزيد من الفوضى والعنف والماسي لكلا الشعبين اللبناني والفلسطيني .
من الجائز أن تكون فتح الإسلام قد أخطأت ومن الممكن أن نختلف مع كثير من سياساتها ومواقفها لكن لا يجوز أن يصف الجيش اللبناني صاحب التاريخ الوطني أو الحكومة اللبنانية للتحريض الأمريكي الغربي الساعي لتأجيج الأوضاع وخلط الأوراق أكثر.
ولان أي قرار بتوسيع المواجهة أو اقتحام المخيم سيقود إلى نتائج سيئة على الجميع سواء على صعيد العلاقة بين اللبنانيين والفلسطينيين أو على طبيعي التوازنات القائمة بخصوص وضع المخيمات الفلسطينية في لبنان وكذلك سيعطي ذلك فرصة جديدة لتدخل أمريكي غربي في الساحة اللبنانية ..
الخلاصة أن أمريكا لا يمكن أن تفكر في مصلحتنا أو في تخفيف معاناتنا ولا يجوز في ظل التوحش المتنامي للسياسة الأمريكية أن نظن أن مساعداتها العسكرية والاقتصادية لأي بلد عربي ومسلم تعبر عن دوافع إنسانية أو لخدمة أهداف أخلاقية !!
وبناء عليه يجب أن ينتبه اللبنانيون (الحكومة والجيش تحديداً) إلى هذه المحاذير ومهما كانت طبيعة مخالفات فتح الإسلام وتجاوزاتها فيجب أن يستثني الخيار العسكري ويجب أن تعطي فرصة اكبر للحوار ولدور الفصائل الفلسطينية الكبيرة في علاج هذه المشكلة أو إيجاد حلول للأزمة التي عنوانها فتح الإسلام لكن تداعياتها ستكون بتأثيرات وإخطار لا حدود لها ّّ
خاص شبكة حوار بوابة الأقصى
الشيخ نافذ عزام
ابو رشاد
27/5/2007
بسم الله الرحمن الرحيم
تؤشر المواجهة في محيط مخيم نهر البارد إلى تطور هام في الأحداث في هذه المنطقة حيث أن المساحة اللبنانية لم تكن منفصلة أبداً عما يجري في الساحة الفلسطينية , كما أن تلك المواجهة تزيد الجدل الموجود أصلاً حول المقاومة والوجود الفلسطيني في لبنان والتصور الأمريكي لهذه المنطقة وما يعبر عنه بالشرق الأوسط الجديد , كما أنها يمكن أن تشتغل لبنانياً على الصعيد الداخلي في إطار الاختلاف حول العناوين الأنفة الذكر.....
بغض النظر عن الضعف والقوة للبلدان العربية في منطقتنا وقوى المقاومة الموجودة فيها , فإن المشروع الأمريكي الصهيوني لن يتوقف عن السعي من أجل قلب المعادلة وتغيير جذري لملامح هذه المنطقة جغرافياً وسياسياً وهناك تنظير واضح من قبل المحافظين الجدد الذين يرسمون السياسة الأمريكية لهذا التغيير وقد كانت الحرب على العراق رأس حربته كما أن الحرب التي شنت على لبتان الصيف الماضي تدخل في إطار ذلك البرنامج الدموي , وكما هو واضح فإن هذا المشروع يتعثر في العراق ولم تستطع أمريكا بعد أربع سنوات من الغزو ورغم الوحشية الكبيرة التي تطبع سياستها ضد العراقيين والتأجيج الأمريكي الواضح للفتنة الطائفية المذهبية رغم كل ذلك لم تستطع أمريكا حسم الأمور في العراق وجعله مركزاً لانطلاق حملتها الهادفة إلى تغيير واسع في المنطقة برمتها وأما بخصوص لبنان فجميع المراقبين يسجلون الفشل الذريع لحرب الصيف الماضي التي شنتها إسرائيل بضوء ؟أخضر أمريكي وتعثر بالتالي بناء الشرق الأوسط الجديد الذي عبرت وزيرة الخارجية الأمريكية عن رغبتها في أن تكون الحرب على لبنان الطريق الأسرع إليه...ومن مراوحة الأمور وكأنها في فلسطين من حيث المشاريع السياسية وما يسمى بعملية التسوية فإن المشروع الأمريكي الصهيوني لم يتوقف عن المحاولة ويحاول استثمار أي خلاف أو تناقص فلسطيني وعربي للنفاذ منه وإضعاف جبهة المقاومة أو إشعالها بتلك الخلافات ...وعلى ضوء ذلك يمكن أن نفسر المواجهة الحاصلة في محيط مخيم نهر البارد الواقع في شمال لبنان وبغض النظر عن مدى اتفاقنا أو اختلافنا مع مجموعة فتح الإسلام فأمريكا وإسرائيل أطراف غربية أخرى تحاول توظيف ما يجري لخلط الأوراق أكثر في الساحة اللبنانية وصب المزيد من الزيت على نار الجدل والخلافات بين الأطراف اللبنانية ولا يمكن أن يفهم الموقف الأمريكي الغربي إلا في ضوء هذه الخلفية . فأمريكا التي دعمت إسرائيل في حربها الوحشية على لبنان وأمدتها بكل أشكال المساعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية ورفضت بعناد المطالب اللبنانية والعربية المستمرة بوقف الحرب تهب الآن لإرسال شحنات من الأسلحة للجيش اللبناني وتحرض الحكومة اللبنانية على المضي في المواجهة حتى النهاية , وليس بعيدا ً عن ذلك الموقف الفرنسي الذي أعلنه وزير الخارجية الجديد بان فرنسا تؤيد الجيش اللبناني في قراره سحق فتح الإسلام !!
ولم تختلف الحكومات الغربية الأخرى كثيرا عن الموقفين الأمريكي والفرنسي والمحصلة أن تلك المواقف التي كان أصحابها لا يتفرجون على ذبح لبنان وتدميره وتمزيق أطفاله في حرب الصيف الماضي تهدف اليوم إلى زج لبنان في أقوى مواجهة لن يستفيد منها لا اللبنانيون ولا الفلسطينيون وهي مواقف لا تريد الخير للبنان أو فلسطين بل تدفع باتجاه مزيد من الفوضى والعنف والماسي لكلا الشعبين اللبناني والفلسطيني .
من الجائز أن تكون فتح الإسلام قد أخطأت ومن الممكن أن نختلف مع كثير من سياساتها ومواقفها لكن لا يجوز أن يصف الجيش اللبناني صاحب التاريخ الوطني أو الحكومة اللبنانية للتحريض الأمريكي الغربي الساعي لتأجيج الأوضاع وخلط الأوراق أكثر.
ولان أي قرار بتوسيع المواجهة أو اقتحام المخيم سيقود إلى نتائج سيئة على الجميع سواء على صعيد العلاقة بين اللبنانيين والفلسطينيين أو على طبيعي التوازنات القائمة بخصوص وضع المخيمات الفلسطينية في لبنان وكذلك سيعطي ذلك فرصة جديدة لتدخل أمريكي غربي في الساحة اللبنانية ..
الخلاصة أن أمريكا لا يمكن أن تفكر في مصلحتنا أو في تخفيف معاناتنا ولا يجوز في ظل التوحش المتنامي للسياسة الأمريكية أن نظن أن مساعداتها العسكرية والاقتصادية لأي بلد عربي ومسلم تعبر عن دوافع إنسانية أو لخدمة أهداف أخلاقية !!
وبناء عليه يجب أن ينتبه اللبنانيون (الحكومة والجيش تحديداً) إلى هذه المحاذير ومهما كانت طبيعة مخالفات فتح الإسلام وتجاوزاتها فيجب أن يستثني الخيار العسكري ويجب أن تعطي فرصة اكبر للحوار ولدور الفصائل الفلسطينية الكبيرة في علاج هذه المشكلة أو إيجاد حلول للأزمة التي عنوانها فتح الإسلام لكن تداعياتها ستكون بتأثيرات وإخطار لا حدود لها ّّ
خاص شبكة حوار بوابة الأقصى
الشيخ نافذ عزام
ابو رشاد
27/5/2007
تعليق