أكد الشيخ "صلاح حسنين" القيادي في حركة الجهاد الإسلامي إن أمريكا والغرب يعملان على إشغال المسلمين والعرب بأكذوبة الدولة من أجل إلهائهم عمَّا يحدث في المنطقة من ثورات وتغيرات".
و شدد على أن حركة الجهاد الإسلامي ومنذ انطلاقتها في نهاية العقد السابع للقرن الماضي رفعت شعار تحرير فلسطين كاملةً من البحر إلى النهر ولم تتطرق يوماً ما إلى إمكانية الرجوع عنه كونه يمثل أهم الاستراتجيات التي تتبناها وتؤمن بها.
و أوضح "حسنين" في مقابلة مع وكالة انباء فارس، أنه لا يوجد في قاموس الجهاد القبول بطرح دولة فلسطينية على حدود 1967م، على الرغم من أن الحركة مستعدةٌ للتعاطي مع ذلك دون دفع أي استحقاقات للكيان الصهيوني.
و بيَّن أن التعامل مع هذا الطرح على أرضية الخروج الكامل وغير المشروط والناتج عن المقاومة دون دفع أي استحقاقات للكيان الصهيوني أمرٌ مقبول مرحلياً، مشيراً إلى أنهم لا يقبلون البتة التفريط أو المساومة على شبرٍ واحد من أرض فلسطين التاريخية.
و تعليقاً منه على خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأخير أمام المؤتمر السنوي للجنة العلاقات العامة الأميركية –"الصهيونية" (ايباك)، قال حسنين:" ما جاء على لسان أوباما لم يكن مفاجئاً لنا، ونحن لطالما أكدنا أننا لا نعول كثيراً على موقف واشنطن".
و أضاف قائلا " المتأمل للسياسة الأمريكية في المنطقة يجد أن هنالك انحيازاً كاملاً وبامتياز مع الكيان الصهيوني، وهنا نعود ونكرر أن خطابي أوباما الأخيرين يأتيان في سياق التغييرات والضغوطات الناتجة عن الثورات العربية وخاصةً ما طرأ على المشهد السياسي في مصر بعد إزاحة نظام حسني مبارك".
و لفت "حسنين" النظر إلى أن أوباما يحاول أن يرسل رسالة للعرب والفلسطينيين بأن واشنطن طرفٌ نزيه ومحايد وأنها تسعى إلى تكريس ما يسمى "الديمقراطية والسلام" في المنطقة وفي نفس الوقت يواصل إرضاء الكيان الصهيوني والالتزام بولائه لها من خلال تبنيه رؤيتها حول قضايا القدس وعودة اللاجئين لديارهم وحرصه على مواصلة الاستيطان وضرورة ضمان أمن كيان الاحتلال.
و أشار القيادي في الجهاد الإسلامي إلى إبداء أوباما معارضته لعزل الكيان الصهيوني وتأكيده بأنه سيتوجه بنفسه لأوروبا من أجل الضغط عليها وتغيير موقفهم من نزع السلطة الفلسطينية قرار الاعتراف بالدولة، منوهاً إلى أن ذلك يُظِّهر ضعف الرئيس الأمريكي وانصياعه التام للإرادة الصهيونية ومدى الانخداع الواضح به من قبل الكثيرين إثر خطابه قبل نحو عامين في القاهرة.
و عرّج "حسنين" في حديثه إلى ما حدث ويحدث في العالم العربي من ثورات شعبية، مؤكداً أن ما جرى فاجأ الجميع وفي مقدمتهم القوى والنخب السياسية والفكرية.
و شبَّه الثورات بأنها زلازل سياسية هزت المنطقة نتيجة حالة الإحباط وعدم الثقة من قبل الشباب العربي بالأنظمة الحاكمة, وشدد على ضرورة أن تعمل التنظيمات والقوى السياسية في المنطقة على ترتيب وتنظيم وتنسيق المحاولات الشبابية عبر توجيهها في إطارها ومسارها الصحيح.
و نبَّه "حسنين" إلى محاولة الأعداء اللعب في ثورات الشعوب وتجييرها لخدمة مآربها وأهدافها الخبيثة, وكشف في السياق عن انجرار وسائل إعلام معروفة لخدمة هذا المشروع الماكر.
و تحدَّث القيادي في الجهاد الإسلامي عمَّا انتاب الكيان الصهيوني عقب مسيرات 15 أيار وأكد أن ما حدث في ذلك اليوم المشهود أربك حسابات الكيان الصهيوني وأشعرها بقلقٍ بالغ.
و قال " إن ما حدث يوم الخامس عشر من مايو الجاري، فاجأ الصهاينة تماماً مثلما كان وقع التسونامي الذي اجتاح البلدان العربية، ونجح في إطاحة أنظمة حكم قمعية وخاصةً ما حدث في مصر التي كان قادة العدو ينظرون إليها على أنها ذخر استراتيجي للكيان".
و تابع يقول " كما أن ما حدث في ذلك التاريخ يحمل إشارة واضحة على وجود فلسطين في قلب وعقل ووجدان الأمة كل الأمة. هذا يؤكد على عودة فلسطين لتكون هي المحور الرئيس للأمة العربية والإسلامية والعامل الموحد للجماهير والشعوب".
و دعا حسنين مَن يشككون بجدوى هذه المسيرات بأن يعيدوا حساباتهم وأن يقرؤوا الواقع بصورة جيدة، مبيَّناً أن القادم لفلسطين وقضيتها إيجابيٌ وفاعل وخطوةٌ أولى على طريق تحريرها.
و تناول القيادي في الجهاد الإسلامي ملف المصالحة الفلسطينية؛ حيث أعرب عن أمانيه في أن يكون الاتفاق الذي أُعلن عنه بالقاهرة مؤخراً بين حركتي فتح وحماس داعماً للمقاومة وتصويب بوصلة البندقية وإعادتها إلى مسارها الصحيح.
تعليق