كتب رئيس التحرير - بعد مقالة ( لا للانضمام لمجلس التعاون الخليجي )
وصلني العديد من ردود الفعل ، المؤيد منها والمعارض ، واعتقد ان الامر لا ينتهي بمقالة ، فلا يزال لدينا ما نقوله حول هذا الامر ، وقد لفت انتباهي مقالة نشرت في صحيفة الاهرام لكاتب مصري يقول فيها : ان هجرة المصريين الى الشرق ( شرق مصر اي الخليج العربي ) كانت فاشلة ولم تحقق لمصر اي تقدم نوعي ، فقد ذهب مئات الالاف من المصريين للعمل في دول الخليج كمعلمين ومهندسين واطباء وعمال وغابوا عن وطنهم عشرات السنوات ولكنهم عادوا بما يكفي قوتهم ولم يساهموا في اضفاء تطوّر نوعي على حضارة مصر . ويضيف الكاتب " اما هجرة المصريين الى الغرب ( اوروبا وامريكا وكندا ) فقد حققت اكثر مما كان متوقع منها على صعيد التحصيل العلمي والمساهمة في نهضة البلد تكنولوجيا وفي التجربة والبناء وغيرها .
ما قرأته للكاتب المصري يذكرني بتجربة الفلسطينيين على هذا الصعيد ، حيث كان الشاب الفلسطيني يتخرّج من الجامعة كلية علوم بمعدّل 97 علمي ويذهب الى الخليج ، ولا يدخل الى هناك الا بكفالة كفيل ، فيجري تعيينه لتدريس مادة اللغة الاسلامية للصف الثاني الابتدائي مثلا ، ويعود بعد عشرين عاما وهو مفلس تقريبا ، ومعه اسرة كبيرة من زوجة فلسطينية ( ممنوع ان يقع في حب او يتزوّج اي فتاة خليجية ) وبالكاد يستطيع ان يؤمن لقمة عيشهم .... وبالمقابل كان يهاجر شاب فلسطيني غير متعلم تقريبا الى كندا او موسكو او امريكا ، ويعود بعد 4 سنوات وهو متعلم وحاصل على شهادة جامعية ومتزوج من اجنبية ومعه نقود وجنسية من ذلك البلد الاجنبي ، بل ويحق له الترشح الى رئاسة تلك الدولة اذا أراد .وحتى الفلسطيني الذي حمل الجنسية الاسرائيلية صار من حقه ان يرشح نفسه للكنيست الاسرائيلي . ولا نكشف سرّا اذا قلنا ان بنايات ومنازل بلدة دير دبوان الجميلة العالية وكثير من قرى رام الله تشهد على ما حققته هجرة الشبان الى الغرب ، اما الفلسطينيين الذين هاجروا الى البلدان العربية ( باستثناء الاردن التي اعطتهم ما اعطة لابنائها من جنسية وهوية وحق التملك والزواج ) فانهم لم يحصلوا سوى على التعب والشقاء وعدم المساواة ، واذكر اننا حين زرنا بغداد وجدنا ان الفلسطينيي هناك ممنوع بأمر الحكومة ان يشتري سيارة ، وفي لبنان ممنوع ان يعمل او يصلّح نافذة بيته ، وفي فطر ممنوع ان يتزوج من قطرية حتى لو كان مسلما ولا يتدخل المفتي الكبير لتفسير الامر و.... الخ .
وللاسف فان تجربة الكويت وطرد 600 الف فلسطيني هناك ، هم الذين امضوا زهرة اعمارهم في بناء الدولة الكويتية ، كانت تجربة قاسية ، ويكفي ان نقارنها مع وجود 400 الف فلسطيني موجودون في تشيلي ، و200 الف في البرازيل يحملون الجنسية في تلك البلدان ، وبمساواة حقيقية مع السكان الاصليين ، يملكون المصانع والمزارع ، وحين هدّد الرئيس بوش عرب البرازيل واتهمهم ان من بينهم ارهابيين ، رد عليه الرئيس البرازيلي لولا وقال له : قف عند حدّك فان هؤلاء ليسوا ارهابيين عرب وانما هم مواطنون برازيليون وعليك ان تتحدث عنهم بأدب !!!!!!!!!!!
على كل حال ، فان المجتمع الفلسطيني مجتمع مذهل وعظيم ، ورغم كل ما قاساه لا يزال يفاخر بعروبته ، ويحارب التهويد وملذات التجنيس في كندا واستراليا واوروبا ، ورغم ان اسرائيل تتوسل ابناء القدس ان يهاجروا الى اوروبا ويحصلوا فورا على عشرات الاف الدولارات وجنسية اوروبية الا اننا اخترنا ان نقف في الطوابير امام السفارات العربية نطلب كفيلا ونطلب ورقة اقامة ونطلب ان يرسلونا الى اقاصي الصحراء لنعمل عمالا او مزارعين لاستصلاح الصحراء او في مطبخ او في مدرسة .ولو اننا شعب يستخدم الخبث لكان شبابنا هاجروا الى اوروبا عدة سنوات وحصلوا على الجنسيات الغربية وعادوا الى الوطن العربي معززين مكرّمين ويحصلون على الرواتب العالية والمقام المحفوظ .
اجتماعيا ، وبما ان اكثر من 5 مليون فلسطيني يعيشون في الدول العربية فان معظمهم قد تزوج من فلسطينييات ويرغب في ان يزوّج اولاده وبناته من فلسطينيين في داخل الارض المحتلة ، وقد لفت انتباهي في ال 20 سنة الاخيرة ان غالبية الفلسطينيين في الخليج يعودون في الصيف للتزاوج في فلسطين واقامة عائلات جديدة ، والغريب هنا ان نسبة العنوسة في فلسطين ورغم كل ما حدث لنا ولشبابنا الاسرى في سجون الاحتلال ، نسبة العنوسة لم ترتفع ابدا اكثر من 3.9 % . بل ان هذه النسبة تشكّل ارتفاعا مقارنة مع عام 2000 حيث كانت النسبة لا تتعدى 1 %، ورغم أن هذه النسبة تعتبر منخفضة بين مقارنة مع الدول العربية والتي تتعدى النسبة فيها 80 % في العراق وأكثر من 40% في الخليج العربي.
وقد قرأت تعليقات علماء الاجتماع وكبار الكتّاب والمثقفين وهم يحاولون تفسير سبب انخفاض نسبة العنوسة في فلسطين قياسا مع الخليج العربي الغني او مصر او العراق او سوريا او المغرب العربي ، ولم اجد سوى سبب واحد لعدم عنوسة البنات في فلسطين ، وهو الحب . فالحب هو الحل الامثل لمشكلة العنوسة .... ومرة اخرى يثبت التاريخ " ان الفقراء هم اقدر الناس على العشق " ، والفلسطيني عاشق من الطراز الاول ، يعشق الارض والثورة والحياة ، وليس المال ولا التكنولوجيا ولا الاسلحة التي تساهم في توازن المجتمع ، المال لا يصنع حبا ، والفلسطيني لا يملك مالا كثيرا بل قلبا نابضا بالعشق والاحترام ، يحب بكل وجدانه و يجيد الالتزام لذلك تجد نسبة العنوسة 1% فقط .
وصلني العديد من ردود الفعل ، المؤيد منها والمعارض ، واعتقد ان الامر لا ينتهي بمقالة ، فلا يزال لدينا ما نقوله حول هذا الامر ، وقد لفت انتباهي مقالة نشرت في صحيفة الاهرام لكاتب مصري يقول فيها : ان هجرة المصريين الى الشرق ( شرق مصر اي الخليج العربي ) كانت فاشلة ولم تحقق لمصر اي تقدم نوعي ، فقد ذهب مئات الالاف من المصريين للعمل في دول الخليج كمعلمين ومهندسين واطباء وعمال وغابوا عن وطنهم عشرات السنوات ولكنهم عادوا بما يكفي قوتهم ولم يساهموا في اضفاء تطوّر نوعي على حضارة مصر . ويضيف الكاتب " اما هجرة المصريين الى الغرب ( اوروبا وامريكا وكندا ) فقد حققت اكثر مما كان متوقع منها على صعيد التحصيل العلمي والمساهمة في نهضة البلد تكنولوجيا وفي التجربة والبناء وغيرها .
ما قرأته للكاتب المصري يذكرني بتجربة الفلسطينيين على هذا الصعيد ، حيث كان الشاب الفلسطيني يتخرّج من الجامعة كلية علوم بمعدّل 97 علمي ويذهب الى الخليج ، ولا يدخل الى هناك الا بكفالة كفيل ، فيجري تعيينه لتدريس مادة اللغة الاسلامية للصف الثاني الابتدائي مثلا ، ويعود بعد عشرين عاما وهو مفلس تقريبا ، ومعه اسرة كبيرة من زوجة فلسطينية ( ممنوع ان يقع في حب او يتزوّج اي فتاة خليجية ) وبالكاد يستطيع ان يؤمن لقمة عيشهم .... وبالمقابل كان يهاجر شاب فلسطيني غير متعلم تقريبا الى كندا او موسكو او امريكا ، ويعود بعد 4 سنوات وهو متعلم وحاصل على شهادة جامعية ومتزوج من اجنبية ومعه نقود وجنسية من ذلك البلد الاجنبي ، بل ويحق له الترشح الى رئاسة تلك الدولة اذا أراد .وحتى الفلسطيني الذي حمل الجنسية الاسرائيلية صار من حقه ان يرشح نفسه للكنيست الاسرائيلي . ولا نكشف سرّا اذا قلنا ان بنايات ومنازل بلدة دير دبوان الجميلة العالية وكثير من قرى رام الله تشهد على ما حققته هجرة الشبان الى الغرب ، اما الفلسطينيين الذين هاجروا الى البلدان العربية ( باستثناء الاردن التي اعطتهم ما اعطة لابنائها من جنسية وهوية وحق التملك والزواج ) فانهم لم يحصلوا سوى على التعب والشقاء وعدم المساواة ، واذكر اننا حين زرنا بغداد وجدنا ان الفلسطينيي هناك ممنوع بأمر الحكومة ان يشتري سيارة ، وفي لبنان ممنوع ان يعمل او يصلّح نافذة بيته ، وفي فطر ممنوع ان يتزوج من قطرية حتى لو كان مسلما ولا يتدخل المفتي الكبير لتفسير الامر و.... الخ .
وللاسف فان تجربة الكويت وطرد 600 الف فلسطيني هناك ، هم الذين امضوا زهرة اعمارهم في بناء الدولة الكويتية ، كانت تجربة قاسية ، ويكفي ان نقارنها مع وجود 400 الف فلسطيني موجودون في تشيلي ، و200 الف في البرازيل يحملون الجنسية في تلك البلدان ، وبمساواة حقيقية مع السكان الاصليين ، يملكون المصانع والمزارع ، وحين هدّد الرئيس بوش عرب البرازيل واتهمهم ان من بينهم ارهابيين ، رد عليه الرئيس البرازيلي لولا وقال له : قف عند حدّك فان هؤلاء ليسوا ارهابيين عرب وانما هم مواطنون برازيليون وعليك ان تتحدث عنهم بأدب !!!!!!!!!!!
على كل حال ، فان المجتمع الفلسطيني مجتمع مذهل وعظيم ، ورغم كل ما قاساه لا يزال يفاخر بعروبته ، ويحارب التهويد وملذات التجنيس في كندا واستراليا واوروبا ، ورغم ان اسرائيل تتوسل ابناء القدس ان يهاجروا الى اوروبا ويحصلوا فورا على عشرات الاف الدولارات وجنسية اوروبية الا اننا اخترنا ان نقف في الطوابير امام السفارات العربية نطلب كفيلا ونطلب ورقة اقامة ونطلب ان يرسلونا الى اقاصي الصحراء لنعمل عمالا او مزارعين لاستصلاح الصحراء او في مطبخ او في مدرسة .ولو اننا شعب يستخدم الخبث لكان شبابنا هاجروا الى اوروبا عدة سنوات وحصلوا على الجنسيات الغربية وعادوا الى الوطن العربي معززين مكرّمين ويحصلون على الرواتب العالية والمقام المحفوظ .
اجتماعيا ، وبما ان اكثر من 5 مليون فلسطيني يعيشون في الدول العربية فان معظمهم قد تزوج من فلسطينييات ويرغب في ان يزوّج اولاده وبناته من فلسطينيين في داخل الارض المحتلة ، وقد لفت انتباهي في ال 20 سنة الاخيرة ان غالبية الفلسطينيين في الخليج يعودون في الصيف للتزاوج في فلسطين واقامة عائلات جديدة ، والغريب هنا ان نسبة العنوسة في فلسطين ورغم كل ما حدث لنا ولشبابنا الاسرى في سجون الاحتلال ، نسبة العنوسة لم ترتفع ابدا اكثر من 3.9 % . بل ان هذه النسبة تشكّل ارتفاعا مقارنة مع عام 2000 حيث كانت النسبة لا تتعدى 1 %، ورغم أن هذه النسبة تعتبر منخفضة بين مقارنة مع الدول العربية والتي تتعدى النسبة فيها 80 % في العراق وأكثر من 40% في الخليج العربي.
وقد قرأت تعليقات علماء الاجتماع وكبار الكتّاب والمثقفين وهم يحاولون تفسير سبب انخفاض نسبة العنوسة في فلسطين قياسا مع الخليج العربي الغني او مصر او العراق او سوريا او المغرب العربي ، ولم اجد سوى سبب واحد لعدم عنوسة البنات في فلسطين ، وهو الحب . فالحب هو الحل الامثل لمشكلة العنوسة .... ومرة اخرى يثبت التاريخ " ان الفقراء هم اقدر الناس على العشق " ، والفلسطيني عاشق من الطراز الاول ، يعشق الارض والثورة والحياة ، وليس المال ولا التكنولوجيا ولا الاسلحة التي تساهم في توازن المجتمع ، المال لا يصنع حبا ، والفلسطيني لا يملك مالا كثيرا بل قلبا نابضا بالعشق والاحترام ، يحب بكل وجدانه و يجيد الالتزام لذلك تجد نسبة العنوسة 1% فقط .
تعليق