بن لادن مات في ساحة التحرير بالقاهرة../ زكريا محمد
بالطبع، يستحيل لي أن افرح لأن أمريكا قتلت عربيا، سواء كان بن لادن أو القذافي أو صدام أو غيرهم. هذا أمر محسوم بالنسبة لي، وبالنسبة لمن هم على شاكلتي. لذا لم أستطع سماع رنة الانتصار في صوت أوباما وهو يعلن مقتل بن لادن، لأنها ذكرتني برنة صوت جنرالات إسرائيل وقادتها وهم يعلنون الانتصار علينا. في الثلاثينيات من القرن الماضي قال الشاعر الفلسطيني أبو سلمى: (لو كان ربي إنجليزيا دعوت إلى الجحود). وقد تحول الإنجليزي إلى أمريكي. لذا أقول مع من هم مثلي: (لو كان ربي أمريكيا دعوت على الجحود).
لم نُسر بمقتل بن لادن..
لكن،
علي أن أقول أن بن لادن دخل، بالنسبة للعرب، في نزاعه الأخير في 25 يناير في ساحة التحرير بالقاهرة، وإنه مات في اللحظة التي سقط فيها حسني مبارك. مات بن لادن، نظريا، يوم سقوط مبارك. أزاحه الناس في ساحة التحرير قبل أن يعلن أوباما انتصاره عليه. منذ 25 يناير لم يعد له من ضرورة بالنسبة للعرب العاديين. لم يعد لما يدعو إليه من ضرورة.
بن لادن ومبارك كانا وجهي عمل واحدة.
جنون مبارك أوصل إلى جنون بن لادن.
وحين أقول مبارك، فإنما أقصد نظام كامب ديفيد، الذي أوصله مبارك إلى قمته. كل واحد منهما كان ظل الآخر، كان داعمه وحليفه، حتى لو بدا الأمر، ظاهريا، عكس ذلك.
تحررنا من بن لادن حين تحررنا من مبارك. لذا ومنذ 25 يناير لم يعد أحد يتذكر بن لادن. أتذكرون عندما لم تكن للجزيرة من تسلية سوى أشرطة بن لادن والظواهري؟ لا بد أنكم تذكرون ذلك. انتهى بن لادن وأشرطته، وانتهى مبارك ووجوده. انتهيا معا، لأنهما توأمان سقطا من بطن واحدة؛ البطن الفاجرة لكامب ديفيد.
في ساحة التحرير، أعلنت وفاة محمد حسني بن لادن، رحمه الله وأدخله فسيح جناته
بالطبع، يستحيل لي أن افرح لأن أمريكا قتلت عربيا، سواء كان بن لادن أو القذافي أو صدام أو غيرهم. هذا أمر محسوم بالنسبة لي، وبالنسبة لمن هم على شاكلتي. لذا لم أستطع سماع رنة الانتصار في صوت أوباما وهو يعلن مقتل بن لادن، لأنها ذكرتني برنة صوت جنرالات إسرائيل وقادتها وهم يعلنون الانتصار علينا. في الثلاثينيات من القرن الماضي قال الشاعر الفلسطيني أبو سلمى: (لو كان ربي إنجليزيا دعوت إلى الجحود). وقد تحول الإنجليزي إلى أمريكي. لذا أقول مع من هم مثلي: (لو كان ربي أمريكيا دعوت على الجحود).
لم نُسر بمقتل بن لادن..
لكن،
علي أن أقول أن بن لادن دخل، بالنسبة للعرب، في نزاعه الأخير في 25 يناير في ساحة التحرير بالقاهرة، وإنه مات في اللحظة التي سقط فيها حسني مبارك. مات بن لادن، نظريا، يوم سقوط مبارك. أزاحه الناس في ساحة التحرير قبل أن يعلن أوباما انتصاره عليه. منذ 25 يناير لم يعد له من ضرورة بالنسبة للعرب العاديين. لم يعد لما يدعو إليه من ضرورة.
بن لادن ومبارك كانا وجهي عمل واحدة.
جنون مبارك أوصل إلى جنون بن لادن.
وحين أقول مبارك، فإنما أقصد نظام كامب ديفيد، الذي أوصله مبارك إلى قمته. كل واحد منهما كان ظل الآخر، كان داعمه وحليفه، حتى لو بدا الأمر، ظاهريا، عكس ذلك.
تحررنا من بن لادن حين تحررنا من مبارك. لذا ومنذ 25 يناير لم يعد أحد يتذكر بن لادن. أتذكرون عندما لم تكن للجزيرة من تسلية سوى أشرطة بن لادن والظواهري؟ لا بد أنكم تذكرون ذلك. انتهى بن لادن وأشرطته، وانتهى مبارك ووجوده. انتهيا معا، لأنهما توأمان سقطا من بطن واحدة؛ البطن الفاجرة لكامب ديفيد.
في ساحة التحرير، أعلنت وفاة محمد حسني بن لادن، رحمه الله وأدخله فسيح جناته
تعليق