صلصة بيونير وصابحة = أحمد ومحمود في غزة .. مقال يوسف محمد
لم تعد علبة البندورة "الصلصة" مجرد منتج يدخل بيوت المستهلك في قطاع غزة فحسب ، فربما الأمر له ميزةً لم يلاحظها الكثير .
فالأمر يتعدى ذلك، لقد حضي صديق لي بزيارةٍ إلى أحد مصانع تعليب البندورة الفاخرة في جمهورية مصر العربية الشقيقة، وكونه _أي صديقي_ شغوفٌ في المجال الصناعي والتجاري ؛ أخذني بجولة كلاميةٍ مستعرضاً فيها آلية تصنيع هذا المنتج الحيوي والمهم للإنسانية قاطبةً .
يقال : أن البندورة قبل أن نراها على شاكلتها معلبةً بجودة راقية ،يقال أنها تمر بخطوات كثيرة وليست بيسيرة حيث أنها تقطف ثم تعصر ثم تملّح ثم تصبغ ثم يضاف إليها مواد ومخثرةُ _مسموحُ باستخدامها_ كي تصبح في هذا القوام الرشيق الشهي الذي نرى ؟؟ قبل أن تصل إلى مرحلة التعليب وهي مرحلة ضمان الجودة، وهي مرحلةُ مهمةً جداً في هذه الصناعة الراقية . وبعد كل هذه الخطوات المعقدة تسير علب البندورة في خط إنتاج طويل واحدةُ تلو الأخرى ثم وبواسطة آلةُ (بسيطة الحركة) تقلب على وعائها السفلي وتختم ببياناتها ثم (....)
لكن؟؟
ما رأيته جليا في كل هذه المراحل المعقدة والشيقة من التصنيع أن ثمة نقطة التقاء بين عقول الجمهور في غزة وآرائهم المتسرعة التقلب و الانبهار وبين (آلية تصنيع علب البندورة)
فعلب البندورة تختم قاعدتها ببياناتها دون أن تبدى رأيها وتناقش بما كتب على وعائها .. كذلك آراء الناس السريعة التقلب وكأنهم يتلقونه بألسنتهم وليس بعقولهم ..
لماذا يقبل الجميع أن يختم على ظهره وعقله وسمعه وبصره ورأيه دون أن يناقش بنوع هذا الختم أو حتى بالمكتوب بهذا الختم .
مفارقة !
قبل أسابيع أثملنا إلى حد الغثيان من كلام الفر قاء عبر منابرهم الإعلامية أو قل جحورهم التي تحتار كيف توصف بأقذع الأوصاف غرمائها، فبين خائنٍ وشريف وتاجرٍ وعفيف وبين حانا و مانا تعرقلت المصالحة أربع سنوات ونيف عن الإبرام .. والناس الشغوف لرؤية بركاتها _المصالحة_ قد بحثوا لهم عن مساحات أخرى للاهتمام والحماسة فتراهم هائمون في صراع الأبطال (برشلونة و الريال) أو بمتابعة حلقات وادي الذئاب .. وبعد الاهتمام بكل تفاصيل هذه الثنائيات قد يتطرقوا إلى خبر المصالحة بشكل عام، فقد أعطوها سابقا من اهتمامهم الكثير دون أن تعطيهم أو تحن إلى شغفهم..
وبعد أن يلعب الساسة بمصائر الناس ويطوعها رهن مصالح أحزابهم لا ترى من يعارضهم أو يسألهم حتى لماذا ؟؟ لماذا تعطلت المصالحة كل هذه المدة وبين عشية وضحاها أبرمت .. ولماذا في هذا التوقيت ؟؟ وهل هناك علاقة للأحداث الإقليمية وتوقيع المصالحة ؟؟
ولعل من نافلة القول أن نرى آراء الناس تقول إنها المصالحة فحياها الله وحيا الله مصانع البندورة ومروجوها في قطاعنا الحبيب ..
لم تعد علبة البندورة "الصلصة" مجرد منتج يدخل بيوت المستهلك في قطاع غزة فحسب ، فربما الأمر له ميزةً لم يلاحظها الكثير .
فالأمر يتعدى ذلك، لقد حضي صديق لي بزيارةٍ إلى أحد مصانع تعليب البندورة الفاخرة في جمهورية مصر العربية الشقيقة، وكونه _أي صديقي_ شغوفٌ في المجال الصناعي والتجاري ؛ أخذني بجولة كلاميةٍ مستعرضاً فيها آلية تصنيع هذا المنتج الحيوي والمهم للإنسانية قاطبةً .
يقال : أن البندورة قبل أن نراها على شاكلتها معلبةً بجودة راقية ،يقال أنها تمر بخطوات كثيرة وليست بيسيرة حيث أنها تقطف ثم تعصر ثم تملّح ثم تصبغ ثم يضاف إليها مواد ومخثرةُ _مسموحُ باستخدامها_ كي تصبح في هذا القوام الرشيق الشهي الذي نرى ؟؟ قبل أن تصل إلى مرحلة التعليب وهي مرحلة ضمان الجودة، وهي مرحلةُ مهمةً جداً في هذه الصناعة الراقية . وبعد كل هذه الخطوات المعقدة تسير علب البندورة في خط إنتاج طويل واحدةُ تلو الأخرى ثم وبواسطة آلةُ (بسيطة الحركة) تقلب على وعائها السفلي وتختم ببياناتها ثم (....)
لكن؟؟
ما رأيته جليا في كل هذه المراحل المعقدة والشيقة من التصنيع أن ثمة نقطة التقاء بين عقول الجمهور في غزة وآرائهم المتسرعة التقلب و الانبهار وبين (آلية تصنيع علب البندورة)
فعلب البندورة تختم قاعدتها ببياناتها دون أن تبدى رأيها وتناقش بما كتب على وعائها .. كذلك آراء الناس السريعة التقلب وكأنهم يتلقونه بألسنتهم وليس بعقولهم ..
لماذا يقبل الجميع أن يختم على ظهره وعقله وسمعه وبصره ورأيه دون أن يناقش بنوع هذا الختم أو حتى بالمكتوب بهذا الختم .
مفارقة !
قبل أسابيع أثملنا إلى حد الغثيان من كلام الفر قاء عبر منابرهم الإعلامية أو قل جحورهم التي تحتار كيف توصف بأقذع الأوصاف غرمائها، فبين خائنٍ وشريف وتاجرٍ وعفيف وبين حانا و مانا تعرقلت المصالحة أربع سنوات ونيف عن الإبرام .. والناس الشغوف لرؤية بركاتها _المصالحة_ قد بحثوا لهم عن مساحات أخرى للاهتمام والحماسة فتراهم هائمون في صراع الأبطال (برشلونة و الريال) أو بمتابعة حلقات وادي الذئاب .. وبعد الاهتمام بكل تفاصيل هذه الثنائيات قد يتطرقوا إلى خبر المصالحة بشكل عام، فقد أعطوها سابقا من اهتمامهم الكثير دون أن تعطيهم أو تحن إلى شغفهم..
وبعد أن يلعب الساسة بمصائر الناس ويطوعها رهن مصالح أحزابهم لا ترى من يعارضهم أو يسألهم حتى لماذا ؟؟ لماذا تعطلت المصالحة كل هذه المدة وبين عشية وضحاها أبرمت .. ولماذا في هذا التوقيت ؟؟ وهل هناك علاقة للأحداث الإقليمية وتوقيع المصالحة ؟؟
ولعل من نافلة القول أن نرى آراء الناس تقول إنها المصالحة فحياها الله وحيا الله مصانع البندورة ومروجوها في قطاعنا الحبيب ..
تعليق