المجد- خاص
أثارت أخبار المصالحة الفلسطينية "المفاجئة" سخط وقلق العدو الصهيوني لما ينطوي عليها من تقوية لحركة حماس ومشروعية لوجودها، حيث أطلق قادة الاحتلال سيل من التهديدات عبروا فيها بشكل واضح عن معارضتهم لاتفاق المصالحة, مخيرين محمود عباس بين السلام مع "إسرائيل" أو حماس.
التصريحات الصادرة عن شخصيات في الحكومة الصهيونية هاجمت السلطة برام الله ورئيسها محمود عباس مهددة إياه بترسانة من الإجراءات الانتقامية لعقده مصالحة مع حماس كونها منظمة "ارهابية" على حد تعبير الصهاينة ..
ويعتبر وزير الخارجية الصهيوني "افيغدور ليبرمان" المسئول الوحيد الذي أفصح عن تلك الإجراءات الانتقامية, معتبراً الاتفاق "تخطياً لخط أحمر "، وكانت على النحو الآتي:
· إلغاء وضع الشخصية المهمة (vip) "لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة سلام فياض "ما سيمنعهما من التحرك بحرية" في الضفة الغربية.
· وقف تحويل أموال للفلسطينيين من مستحقات الضرائب والجمارك التي تجبيها (إسرائيل) على المعابر لصالح السلطة.
· على الجيش الاستعداد بما يتلاءم مع انتشار المخربين الفلسطينيين المزمع إطلاق سراحهم في إطار اتفاق مصالحة فتح وحماس من سجون السلطة بالضفة.
باراك من جهته قال أنه متخوف من مستقبل التعاون الأمني بينه وبين السلطة، وأشار أن استخباراته "توقعت وجود احتمال ضئيل للتوصل إلى مصالحة داخلية فلسطينية"، والذي وصفته صحيفة يديعوت بـ"الفشل الاستخباري".
موقف السلطة برام الله:
· دافع رئيس السلطة محمود عباس عن اتفاق المصالحة وقال انه ايجابي لمفاوضات السلام.
· في تصريح له أمام شخصيات صهيونية مستقلة, قال:"نأمل أن يؤدي ذلك بكافة الحركات الفلسطينية (في إشارة إلى حركة حماس) إلى الموافقة على شروط اللجنة الرباعية", التي تنص على وقف "العنف", واحترام الاتفاقات المبرمة والاعتراف بـ"حق إسرائيل في الوجود".
· رفض صائب عريقات تصريحات وزير الخارجية الصهيوني ليبرمان واصفاً اياها"بالتدخل السافر في الشأن الفلسطيني الداخلي".
· الطلب من المجتمع الدولي "بدعم وحدة الشعب الفلسطيني وديمقراطيته ومصالحته".
ويري مراقبون أن ما صدر من تصريحات فورية والتي عبرت عن مخاوف الكيان تدل على أهمية التعاون الأمني بين الطرفين، وأن الكيان سيبذل جهدا كبيرا لإفشال المصالحة التي يرى فيها ضربة قاسية للاتفاقيات الأمنية الموقعة مع السلطة .
وأنه في حال سارت خارطة طريق المصالحة في خطوات جديدة كالإفراج عن المعتقلين من أبناء المقاومة من سجون السلطة بالضفة فهذا يعني تعطيل شق مهم في التعاون الأمني، ما يدفع العدو للقيام بـ:
· ابتزاز وتهديد السلطة "بالفضح" من خلال كشف عمليات سرية أمنية تم التنسيق لها بين الطرفين.
· القيام بعملية عسكرية أمنية لاعتقال الخارجين من سجون السلطة أو اغتيالهم.
· تنفيذ عملية عسكرية في مناطق محددة في الضفة تهدف لتجريد قوات الأمن من الأسلحة وفرض قيود على حركة دورياتها لدفع السلطة على مواصلة التنسيق الأمني.
من جهته رجح محلل "المجد" الأمني أن السلطة لن تستطيع الانفكاك من الاتفاقيات الأمنية الموقعة مع العدو الصهيوني، وأضاف أن المصالحة وضعت السلطة في اختبار حول مدى قدرة قيادتها على الصمود في وجه الابتزاز والضغوط الأمنية الصهيونية أو الجانب الخفي من ترسانة الإجراءات الانتقامية التي عبر عنها وزير الخارجية الصهيوني ليبرمان.
تعليق