شاهد الفيديو : اخرج فيلم "عشرة ابطال في الفن والمقاومة" ..مقتل الممثل "جوليان خميس" بهجوم مسلح على سيارته في مخيم جنين
جنين / سما / افادت مصادر فلسطينية مساء اليوم الاثنين أن الممثل المعروف، جوليان مير خميس، قتل مساءاً بحادث إطلاق نار خلال تواجده بالقرب من مدخل مخيم جنين، وذلك بعد أن قام عدد من المسلحين بمهاجمة السيارة التي كان يستقلها وإمطاره بعشرات الطلقات النارية مما أدى لمقتله على الفور.
وقالت المصادر أن المعلومات تؤكد مقتل خميس(..) مشيره الى أن خمسة مسلحين قاموا بمهاجمته وإطلاق النار عليه بكثافة شديدة، مما أدى لإصابته بعشرات الطلقات النارية التي أدت لمقتله.
واوضحت أن المربية الخاصة المرافقة لابنه أصيبت هي الأخرى خلال الحادث، غير أن خطورة إصابتها لم تتضح بعد.
من جانبه أكد قدورة موسى، محافظ جنين أن هذا الحادث هو حادث مؤسف جدا، وأعلن استنكاره الشديد لمقتل من يتضامن مع الشعب الفلسطيني. وقال: "برأيي هذا اغتيال، وقد شكلنا لجنة خاصة لفحص حيثيات الموضوع".
وردا على سؤالنا حول هوية الجهة التي من الممكن أن تقوم بهذه الجريمة، قال موسى: "حتى الآن لا توجد لدينا أي تقديرات حول هوية الجاني".
وأضاف: "لقد تم نقل الجثة إلى الجانب الإسرائيلي، حيث استلمتها قوات الارتباط من الجانب الإسرائيلي مساء اليوم الاثنين".
وولد جوليان 52 عاما في مدينة الناصرة لام يهودية واب عربي واسس مسرح الحرية وهو ناشط مؤيد للقضية الفلسطينية وتلقى تهديدات عديدة على حياته كان اخرها في عام 2009 حيث تم تهديده بالقتل في حينه .
واثار جوليان اهتمام الصحف العالمية عندما قدم رواية "مزرعة الحيوانات" للكاتب الانجليزي جوج اوريل على مسرح الحرية.
المخرج جوليانو خميس من أبناء الشعب الفلسطيني في أرض الـ 48، وكان والده الفلسطيني من اليساريين في الحزب الشيوعي، الذي تزوج المرأة "اليهودية سابقاً (آرنا)" التي أمضت فترة شبابها في عصابة "البالماخ" الصهيونية (المعروف عناصرها بارتداء الكوفية الفلسطينية والاعتداء على الفلسطينيين قبل وبعد حرب 1948)، وبعد تحولها من امرأة صهيونية إلى الحزب الشيوعي "راكاح" تخلت عن يهوديتها الكولونيالية لتصبح مواطنة أممية، وتزوجت الفلسطيني خميس وأصبحت يسارية تناضل من أجل تقدم الفلسطينيين.
ومن أبناء آرنا كان جوليانو خميس (المخرج السينمائي) الذي انتقل مع أمه إلى مخيم جنين لتدريس المسرح لأطفال المخيم. وأخرج فيلماً عن هؤلاء الأطفال لاحقاً.المسألة قد لا تكون بهذا التقسيم الطائفي والعرقي (الإثني) الحاد المذكور أعلاه، إلا أن آرنا المرأة الإنسان وجوليانو الرجل الحضاري والإنساني قد عملا حتى آخر لحظة من حياة (الأم آرنا) في خدمة القضية الفلسطينية وأطفال فلسطين في مخيم جنين للاجئين.
لقد كفّرت الأم عن خطاياها أثناء الشباب (وكانت مغرر بها في حينه) على طريقتها الخاصة، بأن انتقلت لتعليم أطفال فلسطينيين طردتهم عصابات صهيونية من بيوتهم (من الأراضي التي احتلت عام 1984)، وفتحت لهؤلاء الأطفال مسرحاً بإمكانات متواضعة وعلمتهم أن يرفعوا رؤوسهم وأن يكونوا أبطالاً ومناضلين ومكافحين في الحياة وألا يقبلوا الذل أياً كان.وفعلاً، ظهر من هؤلاء الأطفال الفلسطينيين عشرة مناضلين كبروا وترعرعوا وتثقفوا ولعبوا على أيدي (آرنا) والتحقوا بالمقاومة ومنهم من نال الشهادة.فيلم جوليانو، أولاد آرنا، تابع طفولة وحياة هؤلاء الممثلين العشرة الذين تدربوا على المسرح، وتتبع سير حياتهم ورافقتهم كاميرا جوليانو حتى آخر لحظة في حياتهم، مدافعين عن مخيمهم وبيوتهم في جنين، على الرغم من أنها بيوت لجوء.جوليانو الفلسطيني الانتماء (وقال عنه الصحفي يوري أفنيري بأنه نصف يهودي)، أحبه الشباب الفلسطينيين واطمأنوا إليه، وتنقل بين بيوتهم وتعرف على أهاليهم وأكل وشرب معهم وحقق فيلمه عن حياة عشرة أبطال في الفن والمقاومة.
استغرق إنجاز فيلمه عشر سنوات. فيلم أولاد آرنا، إنه فيلم عن البطولة والمقاومة وعن الإبداع.اختار جوليانو مسرحية "روميو وجولييت" التي لعب هؤلاء الأطفال فيها أدواراً مسرحية وصوّر أداءهم كأطفال على خشبة المسرح وربط هذه المشاهد مع أداء لهم على مسرح الحياة والبطولة.لقد قدّم جوليانو مشاهد حية عن المقاومين الأبطال في جنين.
ورافقت كاميرته هؤلاء المقاومين في أحلك ظروف الصراع والدفاع عن مخيم جنين. إنها لقطات وبطولات نادرة لأطفال فلسطينيين سابقين. انتقلوا من خشبة المسرح إلى خشبة المقاومة.تناول جوليانو هؤلاء الفتية واحداً واحداً، حياة حياة، شخصية شخصية، وحاورهم بالكاميرا حول خياراتهم بضرورة المقاومة والدفاع عن جنين، وانتقل معهم إلى ساحات القتال ورافقهم في المواجهات رفيقاً مخلصاً لحياتهم ولصداقته لهم.إنه جوليانو ذلك الإنسان العجيب في هويته (العرقية والطائفية) والذي تتجاذبه شخصية أبيه الفلسطيني وشخصية أمه اليسارية التي أبت أن تموت قبل أن تودع أولادها الذين ربتهم في جنين.قبل موت آرنا بأيام، وصلت آرنا إلى أحضان أمهات الشهداء وقبلت الأطفال الذين تعرفهم وودعتهم مطمئنة وغادرتهم إلى مستشفى ليحتضها كفن بارد رفضت المقابر اليهودية استقباله. وظهر أيضاً من لقطات الفيلم كيف ناضلت آرنا في مختلف المواقع ضد الحواجز والظلم والغطرسة (الإسرائيلية).
لقد كانت آرنا داعية سلام ومكافحة من أجله.عندما سألنا جوليانو لماذا لم تدفن أمك في مقبرة جنين. قال: "فكرت بذلك، ولكن خشيت أن يقوم الجيش الإسرائيلي باحتلال جنين إلى الأبد لأن هناك رفات يهودي فيه، فعدلت عن الفكرة وبحثت عن مقبرة أخرى".فيلم جوليانو "أولاد آرنا" يتحدث عن البطولة الفلسطينية في جنين. ويتناول حياة الفلسطينيين من الداخل، كل فرد باسمه وحياته كإنسان وروح تستحق الحياة والعيش بكرامة.فيلم"جنين جنين" للمخرج الفلسطيني محمد بكري:أما فيلم "جنين جنين" للمخرج والممثل الفلسطيني محمد بكري فيتحدث عن هزيمة الفلسطينيين في جنين ويتحدث عن الموت والدمار الذي لحق بالفلسطينيين في هذا المخيم الصامد. ويصور فيلم بكري الناس الفلسطينيين على حقيقتهم في جنين مكسوري الخاطر ومجروحين ومظلومين
ومعوّقين وبلهاء وساذجين. فيلم بكري يصور بشاعة الجريمة (الإسرائيلية) في جنين ولم يتناول المقاومة وأفعال البطولة (لأن مجزرة جنين أطاحت بالمقاومة). ويستغرب البعض أن يمنع هذا الفيلم الذي تحدث عن الانكسار ولا يعالج البطولة، وللعلم لقد سمحت المحاكم (الإسرائيلية) مؤخراً (بعد جدل طويل في المحاكم استمر سنتين من منع العرض) بعرض الفيلم في الصالات (الإسرائيلية). بالرغم من ذلك، فإن فيلم بكري مليء بشعارات بطولية وبتوعد فلسطيني بالانتقام. كل ذلك جاء على لسان فتاة لم يتجاوز عمرها خمسة عشر عاماً.
وهناك أيضاً عبارات انتقلت على ألسنة المقهورين والمظلومين من الفلسطينيين، بأنهم لن ينسوا ماذا فعلت الآلة العسكرية (الإسرائيلية) ولن يؤمنوا بالسلام ووعوده بعد مجزرة جنين.فيلمان ورؤيتان:فيلم "أولاد آرنا" لجوليانو خميس اقترب من الدراما ـ الوثائقية، بينما "جنين جنين" لبكري (صاحب الهوية العربية الفلسطينية) كان وثائقياً مغرقاً في وثائقيته.جوليانو (صاحب الهوية القومية المختلطة) تحدث عن حياة الناس البشر الفلسطينيين الأبطال الذين يستحقون الحياة في جنين. بينما بكري صور لنا الانكسار والهزيمة والدمار في جنين.فيلم جوليانو كان زاخراً وغنياً بقصص وحيوات الفلسطينيين الأبطال في جنين. وفيلم بكري تابع مسيرة البلدوزر ورصد الدمار والخراب الذي خلفه (الإسرائيليون) الغزاة خلفهم.فيلم بكري عن جنين كان ينطلق في رحلته البصرية من الخارج (المراقب والمشاهد) إلى الداخل، وفيلم جوليانو عن ذات المخيم جنين، كان ينطلق من عمق وتاريخ الداخل (الفاعل) إلى الخارج (المشاهد).هناك فروقات كثيرة بين الفيلمين والمخرجين ولكنهما يستحقان الثناء والمديح. فقد عمل الاثنان فيلمين من أهم الوثائق التاريخية عن محنة الفلسطينيين في بقعة جغرافية صغيرة على أرض فلسطين.
نستحضر هنا ما ذكره يوري أفنيري (إسرائيلي يساري من حركة السلام) في جريدة "هأرتس الاسرائيلية" يوم 13/1/2004 تحت عنوان: روميو الفلسطيني عن الفيلمين:"كانت أورنه مِر [آرنا مير] امرأة ثائرة ومثيرة. لقد كانت ابنة بروفيسور يعمل في مجال الطب، وقد كان أسطورة في حياته. انضمت أورنه إلى البلماخ في شبابها، وتحول الشماغ (الكوفية) إلى رمز يميزها.
بعد الحرب انضمت إلى الحزب الشيوعي الذي حظي بالقسط الأكبر من الكراهية في الدولة، وتزوجت من أحد نشطاء الحزب العرب. يحمل ابناها المشهوران جوليانو وسبارتك اسمين ثوريين"."جمعت[آرنا] مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 9-10 سنوات، ومثلت معهم مسرحيات بأبسط الوسائل التي توفرت آنذاك. لقد تكلمت العربية بطلاقة، وانطلاقاً من تفهمها التام للمعاناة الفلسطينية شجعت هؤلاء الأولاد على التعبير عن الغضب، الاعتزاز ومقاومة الاحتلال. تكريساً لهذه الجهود مُنحت "جائزة نوبيل البديلة" في ستوكهولم.
وعشية وفاتها، وهي تصارع الموت، قامت بزيارة وداع إلى "أولادها" في المخيم.""أثار فيلم محمد بكري، "جنين، جنين" ضجة ونقاشاً جماهيرياً حاداً في إسرائيل، وكان قد وصل إلى أروقة المحكمة العليا. يتناول الفيلمان، في بعض أجزائهما، موضوعاً واحداً، وهو الأحداث الدامية في جنين التي حدثت في شهر نيسان من عام 2002، حين اجتاح الجيش الإسرائيلي المخيم في إطار حملة "السور الواقي"."كل من الفيلمين يعبر عن تأييده العميق للطرف الفلسطيني. ولكن الفرق بينهما هو فرق شاسع، ففي فيلم محمد بكري يتم وصف سكان جنين على أنهم ضحايا مجزرة، أما في فيلم جوليانو مِر فإن سكان جنين يظهرون بمظهر الأبطال الذين يقاومون القوة العسكرية الهائلة للجيش الإسرائيلي. إنهم يرفضون بشدة الادعاء بأنه قد حدثت "مجزرة" هناك، ويرون في ذلك تحقيراً وإذلالاً. يذكر توجههم هذا توجه متمردي جيتو وارسو الذين بقوا على قيد الحياة".
"هؤلاء [أولاد آرنا ،الذين قاوموا الاحتلال الإسرائيلي لجنين] هم أبطالهم الوطنيون، شباب شجعان ومخلصون يبذلون أنفسهم من أجل كرامة شعبهم ومستقبله. كان يمكن لألترمان (الشاعر نتان ألترمان) فلسطيني أن يصفهم على أنهم "صينية من فضة". "أشرف، وهو "روميو الفلسطيني"، مات مع أصحابه، كما حدث لروميو في تراجيدية شكسبير.
ولكن من يشاهد هذا الفيلم سيكون على يقين بأن لكل من هؤلاء الشباب عشرات سيخلفونهم".كل الاحترام لتعليق وملاحظات أفنيري ففيها بعض الصدق وقوة التعبير، لهذا سمحت لنفسي باقتطافها لتعريف الجمهور بإشكالية التلقي لبعض الأفلام التي تعالج المسألة الفلسطينية وقضية الصراع الفلسطيني (الإسرائيلي).
وقالت المصادر أن المعلومات تؤكد مقتل خميس(..) مشيره الى أن خمسة مسلحين قاموا بمهاجمته وإطلاق النار عليه بكثافة شديدة، مما أدى لإصابته بعشرات الطلقات النارية التي أدت لمقتله.
واوضحت أن المربية الخاصة المرافقة لابنه أصيبت هي الأخرى خلال الحادث، غير أن خطورة إصابتها لم تتضح بعد.
من جانبه أكد قدورة موسى، محافظ جنين أن هذا الحادث هو حادث مؤسف جدا، وأعلن استنكاره الشديد لمقتل من يتضامن مع الشعب الفلسطيني. وقال: "برأيي هذا اغتيال، وقد شكلنا لجنة خاصة لفحص حيثيات الموضوع".
وردا على سؤالنا حول هوية الجهة التي من الممكن أن تقوم بهذه الجريمة، قال موسى: "حتى الآن لا توجد لدينا أي تقديرات حول هوية الجاني".
وأضاف: "لقد تم نقل الجثة إلى الجانب الإسرائيلي، حيث استلمتها قوات الارتباط من الجانب الإسرائيلي مساء اليوم الاثنين".
وولد جوليان 52 عاما في مدينة الناصرة لام يهودية واب عربي واسس مسرح الحرية وهو ناشط مؤيد للقضية الفلسطينية وتلقى تهديدات عديدة على حياته كان اخرها في عام 2009 حيث تم تهديده بالقتل في حينه .
واثار جوليان اهتمام الصحف العالمية عندما قدم رواية "مزرعة الحيوانات" للكاتب الانجليزي جوج اوريل على مسرح الحرية.
من هو جوليان خميس ؟
المخرج جوليانو خميس من أبناء الشعب الفلسطيني في أرض الـ 48، وكان والده الفلسطيني من اليساريين في الحزب الشيوعي، الذي تزوج المرأة "اليهودية سابقاً (آرنا)" التي أمضت فترة شبابها في عصابة "البالماخ" الصهيونية (المعروف عناصرها بارتداء الكوفية الفلسطينية والاعتداء على الفلسطينيين قبل وبعد حرب 1948)، وبعد تحولها من امرأة صهيونية إلى الحزب الشيوعي "راكاح" تخلت عن يهوديتها الكولونيالية لتصبح مواطنة أممية، وتزوجت الفلسطيني خميس وأصبحت يسارية تناضل من أجل تقدم الفلسطينيين.
ومن أبناء آرنا كان جوليانو خميس (المخرج السينمائي) الذي انتقل مع أمه إلى مخيم جنين لتدريس المسرح لأطفال المخيم. وأخرج فيلماً عن هؤلاء الأطفال لاحقاً.المسألة قد لا تكون بهذا التقسيم الطائفي والعرقي (الإثني) الحاد المذكور أعلاه، إلا أن آرنا المرأة الإنسان وجوليانو الرجل الحضاري والإنساني قد عملا حتى آخر لحظة من حياة (الأم آرنا) في خدمة القضية الفلسطينية وأطفال فلسطين في مخيم جنين للاجئين.
لقد كفّرت الأم عن خطاياها أثناء الشباب (وكانت مغرر بها في حينه) على طريقتها الخاصة، بأن انتقلت لتعليم أطفال فلسطينيين طردتهم عصابات صهيونية من بيوتهم (من الأراضي التي احتلت عام 1984)، وفتحت لهؤلاء الأطفال مسرحاً بإمكانات متواضعة وعلمتهم أن يرفعوا رؤوسهم وأن يكونوا أبطالاً ومناضلين ومكافحين في الحياة وألا يقبلوا الذل أياً كان.وفعلاً، ظهر من هؤلاء الأطفال الفلسطينيين عشرة مناضلين كبروا وترعرعوا وتثقفوا ولعبوا على أيدي (آرنا) والتحقوا بالمقاومة ومنهم من نال الشهادة.فيلم جوليانو، أولاد آرنا، تابع طفولة وحياة هؤلاء الممثلين العشرة الذين تدربوا على المسرح، وتتبع سير حياتهم ورافقتهم كاميرا جوليانو حتى آخر لحظة في حياتهم، مدافعين عن مخيمهم وبيوتهم في جنين، على الرغم من أنها بيوت لجوء.جوليانو الفلسطيني الانتماء (وقال عنه الصحفي يوري أفنيري بأنه نصف يهودي)، أحبه الشباب الفلسطينيين واطمأنوا إليه، وتنقل بين بيوتهم وتعرف على أهاليهم وأكل وشرب معهم وحقق فيلمه عن حياة عشرة أبطال في الفن والمقاومة.
استغرق إنجاز فيلمه عشر سنوات. فيلم أولاد آرنا، إنه فيلم عن البطولة والمقاومة وعن الإبداع.اختار جوليانو مسرحية "روميو وجولييت" التي لعب هؤلاء الأطفال فيها أدواراً مسرحية وصوّر أداءهم كأطفال على خشبة المسرح وربط هذه المشاهد مع أداء لهم على مسرح الحياة والبطولة.لقد قدّم جوليانو مشاهد حية عن المقاومين الأبطال في جنين.
ورافقت كاميرته هؤلاء المقاومين في أحلك ظروف الصراع والدفاع عن مخيم جنين. إنها لقطات وبطولات نادرة لأطفال فلسطينيين سابقين. انتقلوا من خشبة المسرح إلى خشبة المقاومة.تناول جوليانو هؤلاء الفتية واحداً واحداً، حياة حياة، شخصية شخصية، وحاورهم بالكاميرا حول خياراتهم بضرورة المقاومة والدفاع عن جنين، وانتقل معهم إلى ساحات القتال ورافقهم في المواجهات رفيقاً مخلصاً لحياتهم ولصداقته لهم.إنه جوليانو ذلك الإنسان العجيب في هويته (العرقية والطائفية) والذي تتجاذبه شخصية أبيه الفلسطيني وشخصية أمه اليسارية التي أبت أن تموت قبل أن تودع أولادها الذين ربتهم في جنين.قبل موت آرنا بأيام، وصلت آرنا إلى أحضان أمهات الشهداء وقبلت الأطفال الذين تعرفهم وودعتهم مطمئنة وغادرتهم إلى مستشفى ليحتضها كفن بارد رفضت المقابر اليهودية استقباله. وظهر أيضاً من لقطات الفيلم كيف ناضلت آرنا في مختلف المواقع ضد الحواجز والظلم والغطرسة (الإسرائيلية).
لقد كانت آرنا داعية سلام ومكافحة من أجله.عندما سألنا جوليانو لماذا لم تدفن أمك في مقبرة جنين. قال: "فكرت بذلك، ولكن خشيت أن يقوم الجيش الإسرائيلي باحتلال جنين إلى الأبد لأن هناك رفات يهودي فيه، فعدلت عن الفكرة وبحثت عن مقبرة أخرى".فيلم جوليانو "أولاد آرنا" يتحدث عن البطولة الفلسطينية في جنين. ويتناول حياة الفلسطينيين من الداخل، كل فرد باسمه وحياته كإنسان وروح تستحق الحياة والعيش بكرامة.فيلم"جنين جنين" للمخرج الفلسطيني محمد بكري:أما فيلم "جنين جنين" للمخرج والممثل الفلسطيني محمد بكري فيتحدث عن هزيمة الفلسطينيين في جنين ويتحدث عن الموت والدمار الذي لحق بالفلسطينيين في هذا المخيم الصامد. ويصور فيلم بكري الناس الفلسطينيين على حقيقتهم في جنين مكسوري الخاطر ومجروحين ومظلومين
ومعوّقين وبلهاء وساذجين. فيلم بكري يصور بشاعة الجريمة (الإسرائيلية) في جنين ولم يتناول المقاومة وأفعال البطولة (لأن مجزرة جنين أطاحت بالمقاومة). ويستغرب البعض أن يمنع هذا الفيلم الذي تحدث عن الانكسار ولا يعالج البطولة، وللعلم لقد سمحت المحاكم (الإسرائيلية) مؤخراً (بعد جدل طويل في المحاكم استمر سنتين من منع العرض) بعرض الفيلم في الصالات (الإسرائيلية). بالرغم من ذلك، فإن فيلم بكري مليء بشعارات بطولية وبتوعد فلسطيني بالانتقام. كل ذلك جاء على لسان فتاة لم يتجاوز عمرها خمسة عشر عاماً.
وهناك أيضاً عبارات انتقلت على ألسنة المقهورين والمظلومين من الفلسطينيين، بأنهم لن ينسوا ماذا فعلت الآلة العسكرية (الإسرائيلية) ولن يؤمنوا بالسلام ووعوده بعد مجزرة جنين.فيلمان ورؤيتان:فيلم "أولاد آرنا" لجوليانو خميس اقترب من الدراما ـ الوثائقية، بينما "جنين جنين" لبكري (صاحب الهوية العربية الفلسطينية) كان وثائقياً مغرقاً في وثائقيته.جوليانو (صاحب الهوية القومية المختلطة) تحدث عن حياة الناس البشر الفلسطينيين الأبطال الذين يستحقون الحياة في جنين. بينما بكري صور لنا الانكسار والهزيمة والدمار في جنين.فيلم جوليانو كان زاخراً وغنياً بقصص وحيوات الفلسطينيين الأبطال في جنين. وفيلم بكري تابع مسيرة البلدوزر ورصد الدمار والخراب الذي خلفه (الإسرائيليون) الغزاة خلفهم.فيلم بكري عن جنين كان ينطلق في رحلته البصرية من الخارج (المراقب والمشاهد) إلى الداخل، وفيلم جوليانو عن ذات المخيم جنين، كان ينطلق من عمق وتاريخ الداخل (الفاعل) إلى الخارج (المشاهد).هناك فروقات كثيرة بين الفيلمين والمخرجين ولكنهما يستحقان الثناء والمديح. فقد عمل الاثنان فيلمين من أهم الوثائق التاريخية عن محنة الفلسطينيين في بقعة جغرافية صغيرة على أرض فلسطين.
نستحضر هنا ما ذكره يوري أفنيري (إسرائيلي يساري من حركة السلام) في جريدة "هأرتس الاسرائيلية" يوم 13/1/2004 تحت عنوان: روميو الفلسطيني عن الفيلمين:"كانت أورنه مِر [آرنا مير] امرأة ثائرة ومثيرة. لقد كانت ابنة بروفيسور يعمل في مجال الطب، وقد كان أسطورة في حياته. انضمت أورنه إلى البلماخ في شبابها، وتحول الشماغ (الكوفية) إلى رمز يميزها.
بعد الحرب انضمت إلى الحزب الشيوعي الذي حظي بالقسط الأكبر من الكراهية في الدولة، وتزوجت من أحد نشطاء الحزب العرب. يحمل ابناها المشهوران جوليانو وسبارتك اسمين ثوريين"."جمعت[آرنا] مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 9-10 سنوات، ومثلت معهم مسرحيات بأبسط الوسائل التي توفرت آنذاك. لقد تكلمت العربية بطلاقة، وانطلاقاً من تفهمها التام للمعاناة الفلسطينية شجعت هؤلاء الأولاد على التعبير عن الغضب، الاعتزاز ومقاومة الاحتلال. تكريساً لهذه الجهود مُنحت "جائزة نوبيل البديلة" في ستوكهولم.
وعشية وفاتها، وهي تصارع الموت، قامت بزيارة وداع إلى "أولادها" في المخيم.""أثار فيلم محمد بكري، "جنين، جنين" ضجة ونقاشاً جماهيرياً حاداً في إسرائيل، وكان قد وصل إلى أروقة المحكمة العليا. يتناول الفيلمان، في بعض أجزائهما، موضوعاً واحداً، وهو الأحداث الدامية في جنين التي حدثت في شهر نيسان من عام 2002، حين اجتاح الجيش الإسرائيلي المخيم في إطار حملة "السور الواقي"."كل من الفيلمين يعبر عن تأييده العميق للطرف الفلسطيني. ولكن الفرق بينهما هو فرق شاسع، ففي فيلم محمد بكري يتم وصف سكان جنين على أنهم ضحايا مجزرة، أما في فيلم جوليانو مِر فإن سكان جنين يظهرون بمظهر الأبطال الذين يقاومون القوة العسكرية الهائلة للجيش الإسرائيلي. إنهم يرفضون بشدة الادعاء بأنه قد حدثت "مجزرة" هناك، ويرون في ذلك تحقيراً وإذلالاً. يذكر توجههم هذا توجه متمردي جيتو وارسو الذين بقوا على قيد الحياة".
"هؤلاء [أولاد آرنا ،الذين قاوموا الاحتلال الإسرائيلي لجنين] هم أبطالهم الوطنيون، شباب شجعان ومخلصون يبذلون أنفسهم من أجل كرامة شعبهم ومستقبله. كان يمكن لألترمان (الشاعر نتان ألترمان) فلسطيني أن يصفهم على أنهم "صينية من فضة". "أشرف، وهو "روميو الفلسطيني"، مات مع أصحابه، كما حدث لروميو في تراجيدية شكسبير.
ولكن من يشاهد هذا الفيلم سيكون على يقين بأن لكل من هؤلاء الشباب عشرات سيخلفونهم".كل الاحترام لتعليق وملاحظات أفنيري ففيها بعض الصدق وقوة التعبير، لهذا سمحت لنفسي باقتطافها لتعريف الجمهور بإشكالية التلقي لبعض الأفلام التي تعالج المسألة الفلسطينية وقضية الصراع الفلسطيني (الإسرائيلي).
http://www.youtube.com/watch?v=eBKKG...layer_embedded
http://www.youtube.com/watch?feature...&v=OaSvnkRFRic
تعليق