إلى الشباب الفلسطيني ...
حياكم الله ورعاكم وسدد على درب الحق خطاكم .. اللهم أري الشباب الفلسطيني الحق حقاً وأرزقهم اتباعه .. وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه .. إنك على كل شيء قدير ...
أخاطبكم أيها الشباب .. فأنتم عنوان الإرادة والثبات وأنتم الذين إن قلتم فعلتم .. وإن عزمتم صنعتم .. وأنتم سراج هذا الوطن الذي لا يضيء إلا بكم .. ولأنكم امتداد للحركة الأسيرة أحاكي قلوبكم .. فقبل أحد عشر عاماً من أسري كنت أقف معكم .. لبنة من لبنات الصفوف الشبابية التي ضجت الشوارع الفلسطينية بهتافها ..
كنت قبل أحد عشر عاماً أقف في ساحات جامعاتكم وفي قلب منتدياتكم ومعكم في جلساتكم وقبلي شهدت الشوارع الفلسطينية جيلاً سابقاً من الشباب هو جيل النخبة من الشعب .. جيل نائل البرغوثي وفخري البرغوثي .. فؤاد الرازم .. وناصر أبو سرور .. وفيصل أبو الرب وقائمة لا يحصى عددها أشعلوا الشوارع الفلسطينية بركاناً تحت أقدام الأعداء ..
هو جيل يعقب جيلاً وأنتم امتداد لهؤلاء الأسرى ولا نموّ لكم إلا بثبات جذوركم ولا عطاء لكم إلا بتمسككم بجذوركم .. والأسرى هم الجذور ..
فلتضربوا بقبضة يمناكم الأرض كي تنطق محدثة إياكم عن أنوار الأسرى الشباب التي أضاءت كل مخيم وكل قرية وكل مدينة .. كي تنطق محدثة إياكم عن الجثث التي جرّها الأعداء فوقها فاختلط دمهم بالأرض ... وما زال عبق الجثث عالقاً .. فاسألوا الأرض عنا ..
فلتضربوا بقبضة يمناكم جدران البيوت والجامعات كي تنطق محدثة عن الشعارات التي ما كتبت بالألوان وأفخر أنواع الدهان ... بل كتبت بالدم الأحمر النازف .. أما استنشقتم عبق نزف دماء الشريان ؟؟
فلتضربوا بقبضة يمناكم جذع شجرة الزيتون الرومية لتنطق لكم عن جثة شاب كان يوماً من عمركم والآن هو تحت الثرى .. أما عاد عبقه يصلكم ؟؟؟
أيها الشباب المارون فوق الشوارع .. كنا يوماً مكانكم ... !!
أيها العابرون بخطاكم فوق خطانا ... خطونا يوماً مكانكم ...!!
أيها الشباب الجالس في الجامعات ... كنا يوماً نجلس مكانكم ..!!
أيها الشباب المجتمع في غرف اجتماعات النوادي الشبابية .. كنا يوماً مكانكم ..!!
أيها الشباب المطلون عبر نوافذ التكنولوجيا وصفحات التواصل الشبابية .. كنا يوماً مكانكم ..!!
أخاطب قلوبكم أيها الشباب الواعي ، فأنتم الامتداد الطبيعي لنا ، وأطلب منكم أن يسأل الشاب الآخر في اجتماعاتكم .. هل لك قريب في السجون الإسرائيلية ؟؟
بالتأكيد الإجابة ، نعم .. كل شاب وشابة فيكم لابد أن له خلف القضبان إما أخ أو أب أو زوج أو ابن أو ابنة . فمالكم تتناسونهم ..؟؟ مالكم تقدمون قضايا سياسية أخرى على قضيتهم ؟؟ أليست هذه النخبة هي من تستحق ثورتكم ؟؟؟ هي من تستحق اجتماعاتكم ؟؟ هي من تستحق جهدكم المبذول ؟؟ ...
إن لم يكن الأسرى على سلم أولويات مطالبكم ومقدماً على كل القضايا .. فعلى الدنيا السلام وعلى الشعب السلام .. وعلى الشباب السلام ...
مبارك سعيكم .. ومباركة جهودكم .. مبارك بذلكم .. ولكن ...!!
اسمحوا لي أن أذكركم إن كنتم نسيتم أو مللتم من سبعة آلاف أسير خلف القضبان أن هذه النخبة تنتظر ثورتكم منذ أكثر من ثلاثين عاماً ..
منذ كان نائل البرغوثي شاباً مثلكم والآن اكتسح البياض شعره وتجاوز الخمسين .. من يومها وهو ينتظر ثورتكم ..
منذ كان فخري البرغوثي شاباً مثلكم والآن أصبح جدّاً .. من يومها وهو ينتظر ثورتكم ...!!
منذ كان فؤاد الرازم شاباً مثلكم والآن ودّع أمه إلى الرفيق الأعلى .. من يومها وهو ينتظر ثورتكم .. !!
منذ كان روحي مشتهى شاباً مثلكم والآن بلا ولد يحمل اسمه .. من يومها وهو ينتظر ثورتكم..!!
منذ كانت دلال المغربي شابة مثلكم وسمحتم بصمتكم أن يدّعي الاحتلال أن مياه البحر جرفت جثتها .. وهي تنتظر ثورتكم ..!!
منذ استشهد إبراهيم الراعي .. وأبو الفحم وغيرهم داخل السجون ومضيتم غير مكترثين باستشهادهم .. وهم ينتظرون ثورتكم ..!!
منذ اعتلى منصور الموقدي وهو شاب مثلكم مقعد المقعدين والآن يعجز عن اعتلائه .. وهو ينتظر ثورتكم ..!!
منذ كان أحمد النجار شاباً مثلكم والآن أفقده مرض السرطان صوته .. وهو ينتظر ثورتكم.. !!
منذ كان هيثم صالحية شاباً مثلكم .. والآن أفقدته حبة دواء دسها العدو له تركيزه .. وهو ينتظر ثورتكم ..!!
منذ أكثر من عشرين يوماً وعباس السيد بلا طعام وأنتم تتناولون الوجبات السريعة .. وهو ينتظر ثورتكم ...!!
فماذا تحتاجون لتثوروا من أجل الأسرى ؟؟ شهداء جدد من الحركة الأسيرة ؟؟
أم اعتداءات أخرى على أخواتكم الأسيرات ؟؟ أم ضرب مضاعف للأشبال ؟؟
أم أمراض غير السرطان تهتك بأجسادنا ؟؟؟ أم ماذا بالله عليكم ؟؟؟ !!!
أيها الشباب العصري ...
اعلموا أن أية قضية على الساحة الفلسطينية ما هي إلا فقاعة .. تخرج واحدة ثم تخبو لتظهر فقاعة أخرى .. أما الأسرى فهم القضية الدائمة الثابتة بلا حل .. بلا أنصار ...
ولستم بعاجزين عن ذلك .. ثقتنا أنكم تحملوننا في قلوبكم .. ولكن هذا ليس كافياً لإنقاذ أسير مريض .. ليس بكاف لاسترداد سواد الشعر . ليس بكاف لاسترداد والدين خطفهما الموت ..
نحن بحاجة لبرنامج شبابي غايته إغلاق السجون .. وتحرير كافة الأسرى عبر الفعل الحقيقي الجاد .. عبر استنهاض شباب العالم العربي والعالمي .. أنتم قادرون على ذلك بثباتكم .. بإرادتكم .. بفكركم الواعي المدرك .. فلتخرجوا نحو المحاكم العسكرية الإسرائيلية المقامة فوق أراضيكم والتي تمرون بقربها يومياً إما في طريقكم للجامعات أو البيوت .. تلك محكمة "عوفر" تلتصق بجدران بيوتكم ومحكمة " سالم " إلى جانب أراضيكم .. وسجن " مجدو " مشرف عليكم ..
فلتهبّوا جحافل الأحرار ولتقتلعوها من أراضيكم بقوتكم .. بصلابتكم .. بتضامن شباب العالم معكم..
هي لحظة تأمل نريدها منكم .. لحظة تأمل عميق بحالنا .. بتقدم أعمارنا .. بالأجساد التي استشهدت في الزنازين .. لحظة تأمل بالقيود التي تكبلنا في وقت أنتم فيه أحرار ..
لحظة تأمل بحال أسير جالس مع إخوانه في الزنزانة قطعت ابتسامته على خبر وفاة أحد والديه..
لحظة تأمل بحال أسيرة زفّت ابنتها بالخيال ..
لحظة تأمل بحال سامي يونس الذي تجاوز الثمانين عاماً .. هل تبقى له يوم للحرية ..؟؟
لحظة تأمل بأكثر من ثلاثين عاماً انتظرناكم فما وجدناكم ..!!
أمضيت في الأسر أحد عشر عاماً واظبت فيها على سماع برامج الأسرى الإذاعية والتلفزيونية ما سمعت خلالها صوت أي شاب أو شابة منكم فكر يوماً أن يزور الأسرى عبر كلمة تضامنية حتى في الأعياد الدينية .. خالية هذه البرامج إلا من صوت حاجة على أعتاب الموت .. أو صوت طفلة تعرف أن لها أباً ترسمه في خيال صنعته لها أمها ..
أننا في قلوبكم لا يكفي .. ولا يطابق منطق تفكيرنا ..
أننا في مشاعركم .. كلمات وشعارات لا يصادقها فعل حقيقي جاد ..
عاتبون عليكم أيها الشباب .. أين نحن منكم ؟؟ أين نحن من برامجكم في الوقت الذي نفترض فيه أن نكون على سلم أولويات برنامجكم الثوري .. ؟؟
من منظوري الخاص أرى أن حل أي قضية سياسية على الساحة الفلسطينية هو بيد نخبة الأسرى القدامى على وجه الخصوص .. من يملكون رؤيا واضحة للوضع الفلسطيني العام ويقبضون على جملة مبادئ ما غيرتها الوعود وما بدلتها المتغيرات .. الأسرى القدامى هم عنوان التغيير المرتجى في الأراضي الفلسطينية .. وهم الذين يملكون ثقافة فكرية ثابتة .. وأي تغير في المجتمع يجب أن يبدأ بالعمل الفوري الثوري الحقيقي لإخراج الأسرى من السجون عبركم أيها الشباب .. لأن التقاء ثقافتكم مع ثقافة الأسرى هي المنقذ من العقبات السياسية المفتعلة وغير المفتعلة ..
أنتم أيها الشباب امتداد لنا .. والشجرة لا تنمو بلا جذور .. والأرض لا تتشبث إلا بالجذور .. ونحن نحتاج ثورتكم لأجلنا .. لأجلكم .. لأجل الوطن .. لأجل الوحدة التي لا تتحقق إلا بالأسرى على اختلاف انتماءاتهم .. وإنهاء الانقسام لا يتحقق إلا بالأسرى .. ولا بداية صحيحة للتغيير إلا بالأسرى ..
نحن ماضيكم .. ولا حاضر ولا مستقبل لكم .. إلا بنا ..
ولا تغيير ولا ديمومة .. إلا بنا .. وإلا فعلى الدنيا السلام ...
وعلى الوطن السلام ....
وعلى الشباب السلام ....
ابنة الشعب الفلسطيني
الأسيرة أحلام التميمي
سجن الشارون
حياكم الله ورعاكم وسدد على درب الحق خطاكم .. اللهم أري الشباب الفلسطيني الحق حقاً وأرزقهم اتباعه .. وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه .. إنك على كل شيء قدير ...
أخاطبكم أيها الشباب .. فأنتم عنوان الإرادة والثبات وأنتم الذين إن قلتم فعلتم .. وإن عزمتم صنعتم .. وأنتم سراج هذا الوطن الذي لا يضيء إلا بكم .. ولأنكم امتداد للحركة الأسيرة أحاكي قلوبكم .. فقبل أحد عشر عاماً من أسري كنت أقف معكم .. لبنة من لبنات الصفوف الشبابية التي ضجت الشوارع الفلسطينية بهتافها ..
كنت قبل أحد عشر عاماً أقف في ساحات جامعاتكم وفي قلب منتدياتكم ومعكم في جلساتكم وقبلي شهدت الشوارع الفلسطينية جيلاً سابقاً من الشباب هو جيل النخبة من الشعب .. جيل نائل البرغوثي وفخري البرغوثي .. فؤاد الرازم .. وناصر أبو سرور .. وفيصل أبو الرب وقائمة لا يحصى عددها أشعلوا الشوارع الفلسطينية بركاناً تحت أقدام الأعداء ..
هو جيل يعقب جيلاً وأنتم امتداد لهؤلاء الأسرى ولا نموّ لكم إلا بثبات جذوركم ولا عطاء لكم إلا بتمسككم بجذوركم .. والأسرى هم الجذور ..
فلتضربوا بقبضة يمناكم الأرض كي تنطق محدثة إياكم عن أنوار الأسرى الشباب التي أضاءت كل مخيم وكل قرية وكل مدينة .. كي تنطق محدثة إياكم عن الجثث التي جرّها الأعداء فوقها فاختلط دمهم بالأرض ... وما زال عبق الجثث عالقاً .. فاسألوا الأرض عنا ..
فلتضربوا بقبضة يمناكم جدران البيوت والجامعات كي تنطق محدثة عن الشعارات التي ما كتبت بالألوان وأفخر أنواع الدهان ... بل كتبت بالدم الأحمر النازف .. أما استنشقتم عبق نزف دماء الشريان ؟؟
فلتضربوا بقبضة يمناكم جذع شجرة الزيتون الرومية لتنطق لكم عن جثة شاب كان يوماً من عمركم والآن هو تحت الثرى .. أما عاد عبقه يصلكم ؟؟؟
أيها الشباب المارون فوق الشوارع .. كنا يوماً مكانكم ... !!
أيها العابرون بخطاكم فوق خطانا ... خطونا يوماً مكانكم ...!!
أيها الشباب الجالس في الجامعات ... كنا يوماً نجلس مكانكم ..!!
أيها الشباب المجتمع في غرف اجتماعات النوادي الشبابية .. كنا يوماً مكانكم ..!!
أيها الشباب المطلون عبر نوافذ التكنولوجيا وصفحات التواصل الشبابية .. كنا يوماً مكانكم ..!!
أخاطب قلوبكم أيها الشباب الواعي ، فأنتم الامتداد الطبيعي لنا ، وأطلب منكم أن يسأل الشاب الآخر في اجتماعاتكم .. هل لك قريب في السجون الإسرائيلية ؟؟
بالتأكيد الإجابة ، نعم .. كل شاب وشابة فيكم لابد أن له خلف القضبان إما أخ أو أب أو زوج أو ابن أو ابنة . فمالكم تتناسونهم ..؟؟ مالكم تقدمون قضايا سياسية أخرى على قضيتهم ؟؟ أليست هذه النخبة هي من تستحق ثورتكم ؟؟؟ هي من تستحق اجتماعاتكم ؟؟ هي من تستحق جهدكم المبذول ؟؟ ...
إن لم يكن الأسرى على سلم أولويات مطالبكم ومقدماً على كل القضايا .. فعلى الدنيا السلام وعلى الشعب السلام .. وعلى الشباب السلام ...
مبارك سعيكم .. ومباركة جهودكم .. مبارك بذلكم .. ولكن ...!!
اسمحوا لي أن أذكركم إن كنتم نسيتم أو مللتم من سبعة آلاف أسير خلف القضبان أن هذه النخبة تنتظر ثورتكم منذ أكثر من ثلاثين عاماً ..
منذ كان نائل البرغوثي شاباً مثلكم والآن اكتسح البياض شعره وتجاوز الخمسين .. من يومها وهو ينتظر ثورتكم ..
منذ كان فخري البرغوثي شاباً مثلكم والآن أصبح جدّاً .. من يومها وهو ينتظر ثورتكم ...!!
منذ كان فؤاد الرازم شاباً مثلكم والآن ودّع أمه إلى الرفيق الأعلى .. من يومها وهو ينتظر ثورتكم .. !!
منذ كان روحي مشتهى شاباً مثلكم والآن بلا ولد يحمل اسمه .. من يومها وهو ينتظر ثورتكم..!!
منذ كانت دلال المغربي شابة مثلكم وسمحتم بصمتكم أن يدّعي الاحتلال أن مياه البحر جرفت جثتها .. وهي تنتظر ثورتكم ..!!
منذ استشهد إبراهيم الراعي .. وأبو الفحم وغيرهم داخل السجون ومضيتم غير مكترثين باستشهادهم .. وهم ينتظرون ثورتكم ..!!
منذ اعتلى منصور الموقدي وهو شاب مثلكم مقعد المقعدين والآن يعجز عن اعتلائه .. وهو ينتظر ثورتكم ..!!
منذ كان أحمد النجار شاباً مثلكم والآن أفقده مرض السرطان صوته .. وهو ينتظر ثورتكم.. !!
منذ كان هيثم صالحية شاباً مثلكم .. والآن أفقدته حبة دواء دسها العدو له تركيزه .. وهو ينتظر ثورتكم ..!!
منذ أكثر من عشرين يوماً وعباس السيد بلا طعام وأنتم تتناولون الوجبات السريعة .. وهو ينتظر ثورتكم ...!!
فماذا تحتاجون لتثوروا من أجل الأسرى ؟؟ شهداء جدد من الحركة الأسيرة ؟؟
أم اعتداءات أخرى على أخواتكم الأسيرات ؟؟ أم ضرب مضاعف للأشبال ؟؟
أم أمراض غير السرطان تهتك بأجسادنا ؟؟؟ أم ماذا بالله عليكم ؟؟؟ !!!
أيها الشباب العصري ...
اعلموا أن أية قضية على الساحة الفلسطينية ما هي إلا فقاعة .. تخرج واحدة ثم تخبو لتظهر فقاعة أخرى .. أما الأسرى فهم القضية الدائمة الثابتة بلا حل .. بلا أنصار ...
ولستم بعاجزين عن ذلك .. ثقتنا أنكم تحملوننا في قلوبكم .. ولكن هذا ليس كافياً لإنقاذ أسير مريض .. ليس بكاف لاسترداد سواد الشعر . ليس بكاف لاسترداد والدين خطفهما الموت ..
نحن بحاجة لبرنامج شبابي غايته إغلاق السجون .. وتحرير كافة الأسرى عبر الفعل الحقيقي الجاد .. عبر استنهاض شباب العالم العربي والعالمي .. أنتم قادرون على ذلك بثباتكم .. بإرادتكم .. بفكركم الواعي المدرك .. فلتخرجوا نحو المحاكم العسكرية الإسرائيلية المقامة فوق أراضيكم والتي تمرون بقربها يومياً إما في طريقكم للجامعات أو البيوت .. تلك محكمة "عوفر" تلتصق بجدران بيوتكم ومحكمة " سالم " إلى جانب أراضيكم .. وسجن " مجدو " مشرف عليكم ..
فلتهبّوا جحافل الأحرار ولتقتلعوها من أراضيكم بقوتكم .. بصلابتكم .. بتضامن شباب العالم معكم..
هي لحظة تأمل نريدها منكم .. لحظة تأمل عميق بحالنا .. بتقدم أعمارنا .. بالأجساد التي استشهدت في الزنازين .. لحظة تأمل بالقيود التي تكبلنا في وقت أنتم فيه أحرار ..
لحظة تأمل بحال أسير جالس مع إخوانه في الزنزانة قطعت ابتسامته على خبر وفاة أحد والديه..
لحظة تأمل بحال أسيرة زفّت ابنتها بالخيال ..
لحظة تأمل بحال سامي يونس الذي تجاوز الثمانين عاماً .. هل تبقى له يوم للحرية ..؟؟
لحظة تأمل بأكثر من ثلاثين عاماً انتظرناكم فما وجدناكم ..!!
أمضيت في الأسر أحد عشر عاماً واظبت فيها على سماع برامج الأسرى الإذاعية والتلفزيونية ما سمعت خلالها صوت أي شاب أو شابة منكم فكر يوماً أن يزور الأسرى عبر كلمة تضامنية حتى في الأعياد الدينية .. خالية هذه البرامج إلا من صوت حاجة على أعتاب الموت .. أو صوت طفلة تعرف أن لها أباً ترسمه في خيال صنعته لها أمها ..
أننا في قلوبكم لا يكفي .. ولا يطابق منطق تفكيرنا ..
أننا في مشاعركم .. كلمات وشعارات لا يصادقها فعل حقيقي جاد ..
عاتبون عليكم أيها الشباب .. أين نحن منكم ؟؟ أين نحن من برامجكم في الوقت الذي نفترض فيه أن نكون على سلم أولويات برنامجكم الثوري .. ؟؟
من منظوري الخاص أرى أن حل أي قضية سياسية على الساحة الفلسطينية هو بيد نخبة الأسرى القدامى على وجه الخصوص .. من يملكون رؤيا واضحة للوضع الفلسطيني العام ويقبضون على جملة مبادئ ما غيرتها الوعود وما بدلتها المتغيرات .. الأسرى القدامى هم عنوان التغيير المرتجى في الأراضي الفلسطينية .. وهم الذين يملكون ثقافة فكرية ثابتة .. وأي تغير في المجتمع يجب أن يبدأ بالعمل الفوري الثوري الحقيقي لإخراج الأسرى من السجون عبركم أيها الشباب .. لأن التقاء ثقافتكم مع ثقافة الأسرى هي المنقذ من العقبات السياسية المفتعلة وغير المفتعلة ..
أنتم أيها الشباب امتداد لنا .. والشجرة لا تنمو بلا جذور .. والأرض لا تتشبث إلا بالجذور .. ونحن نحتاج ثورتكم لأجلنا .. لأجلكم .. لأجل الوطن .. لأجل الوحدة التي لا تتحقق إلا بالأسرى على اختلاف انتماءاتهم .. وإنهاء الانقسام لا يتحقق إلا بالأسرى .. ولا بداية صحيحة للتغيير إلا بالأسرى ..
نحن ماضيكم .. ولا حاضر ولا مستقبل لكم .. إلا بنا ..
ولا تغيير ولا ديمومة .. إلا بنا .. وإلا فعلى الدنيا السلام ...
وعلى الوطن السلام ....
وعلى الشباب السلام ....
ابنة الشعب الفلسطيني
الأسيرة أحلام التميمي
سجن الشارون
تعليق