الاعلام الحربي – غزة:
أشهرٍ معدودة على زفافه، اليوم صلى صلاة الفجر مع والده وودع زوجته وغادر منزله.
"الله يرحمك يا ابني، الله يرحمك يا زوجي، الله يرحمك يابا" من تركيا كان الاتصال: "بتعرف يا عمو أنه اخوك أصيب" يأتي الرد: "لا يا عمي أنا عارف انه استشهد" يعود ليقول الصوت من غزة: "طيب يا ابني خلي عزيمتك قوية هادي ضريبة الوطن والحرية".
الأول كان عم الشهيد "صبري عسلية" الذي رباه كابن له فهو لم يرزق الأبناء، الثاني هو شقيق صبري الجريح "إسلام عسلية" احد مجاهدي سرايا القدس المصاب الذي اصيب بنيران الاحتلال خلال مهمة جهادية أقعدته عن الحركة منذ عامين لا زال يحاول التشافي منها في تركيا اليوم الأحد صباحاً علم أن شقيقه الحبيب إلى قلبه الممرض المشهور في جباليا قد غادر إلى حياة أخرى.
على باب البيت لا زالت الخطوط على جدران المنزل تبارك للممرض صبري هاشم عسلية " 22" عاماً وشقيقه الأكبر محمد بالزفاف الذي لم ينه شهره الثاني بعد، وتركت زوجته تبكي صارخة : "لِمَ تركتني يا صبري فمن يداوي جراحي بعدك"؟.
لم يقو أحد على الحديث بين جمهور المعزين حتى أن الوالدة من صدمتها الأولى لم تقل سوى كلمات:" كان معي الليلة، حدثني عن عمله وقال انه يحب أن يستشهد في سبيل الله فقد أصيب مرتين برصاص الاحتلال"، وتضيف: "لا أملك سوى أن أقول اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها فأولادي فداء للدين والوطن".
أما عمه الذي كان يبكي بحرقة على فلذة كبده الذي لم ينجبه من صلبه فقال:" واه يا عماه تركتني يا "أبا عبد الله"، هل سألقاك ومتى أراك"؟.
اليوم الأحد صباحاً في تمام الساعة الثامنة ودعت غزة شهيدين آخرين من خيرة مجاهديها، وهما الفارسين "صبري هاشم عسلية" و"رضوان النمروطي" من مجاهدي سرايا القدس.
قبل أربعة أعوام قصف الاحتلال منزل آل عسلية الكائن بجباليا، أما العائلة فعدد من أفرادها مصاب بجراح وكان الشهيد صبري قد أصيب مرتين.
تعليق