فلسطين اليوم _ غزة ( خاص)
منظر يتكرر للمرة الثانية في عيون أم محمد حلس .. قبل عشر سنوات عاد ابنها محمد شهيد محمولا على أكتاف رفاقه.. ظنت أنه نائم .. فأخذت تتحسس وجهه عله يصحو من نوم أبدي .. وبالأمس فإذا بذات الشباب يحملون ابنها الثاني مدرجا بدمائه ... ولكن المحمول اليوم لم يكن محمد بل كان سعدي .
نظرت إليه بكل حزن والدموع تتلجلج في عينيها .. وكأنها تسأله لماذا رحلت ؟! .. لماذا تركت ابنك الوحيد محمود الذي لم ينعم بمشاهدتك إلا لشهور .. ووسط نظرات الأم دوت صرخات هزت المكان لفتت أنظار جميع من كان متواجداً ... وإذا بزوجة الشهيد سعدي تصرخ وابنها الطفل لماذا تركتني وحيدة ؟ .. من سيتحمل معي تربية طفلنا ؟.. تساؤلات أطلقتها زوجة الشهيد وهي تعرف أنه لن يجيبها .. والطفل متشبث بأمه وكأنه أحس بأن أبيه قد رحل عنه ولم يبق له إلا هي .
أما والد الشهيد فقد خجلت عيناه عن التعبير عما يجول في قلبه .. وقف متجلداً بالصبر .. تتنقل نظراته ما بين ابنه الشهيد وبين صورة ابنه محمد وكأنه يوصيهم بأن يحافظوا على بعضهم البعض .. محاولا إسكات من كان في المكان وحثهم على التوقف عن البكاء .. وعندما انطلقت مسيرة التشييع إلى المسجد لأداء صلاة الجنازة أنطلق والده وإخوانه يتصدرون المسيرة ليتكرر أمام الناظرين يوم زفاف سعدي قبل حوالي عام ونصف .
وكالة فلسطين اليوم الإخبارية حاولت أن ترصد حال أسرة عائلة حلس التي لطالما قدمت عشرات الشهداء عقب استشهاد ابنها وتشييع جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير .
عند المساء انقلبت الصورة التي كان عليها الأب .. من الصبر والجلد على فقدان أعز أبنائه إلى حزن بدت ملامحه ظاهرة على وجهه حتى أصبحت عيناه تذرف الدموع التي طالما حبسها حينما كان جثمان ابنه الأكبر لا يزال على ظهر الأرض .
أما والدة الشهيد سعدي فتحدثت لمراسلتنا خلال مقابلة أجرتها معها في بيت العزاء أن نبأ استشهاد سعدي ذكرها بوفاة محمد ابنها الأكبر , وذلك لأنه صادف نفس الشهر " مارس" , ونفس اليوم "الثلاثاء" قبل عشر سنوات , مؤكدة أن العديد من الصفات كان يجتمع عليها الأخوان مثل : حب الجهاد .. الذهاب المتكرر للمساجد .. الصدق .. ولم تكن الأم تعلم بأن التشابه بين ولديها يصل إلى نفس يوم الاستشهاد .
بشئ من الصبر احتسبت والدة الشهيد سعدي ابنها عند الله شهيداً , منوهة إلى أن ابنها كان يسعى دائما للشهادة وأنه وهب نفسه لله طوال حياته .
ولكن ما أبكى أم الشهيد سعدي هو ابنه محمود , ابن الخمسة أشهر الذي بدأ قبل يومين يفسر كلمة " با با " , وكأنه حاول اجتياز خطوط الزمن لينطق الكلمة التي سيحرم منها طوال حياته .
أما زوجة الشهيد فقد خيم عليها الحزن والألم بفقدانه , لأنه كان المثال الفعلي للزوج المثالي , فأينما كانت تنظر كانت تحس بوجوده .. وعندما حثها أقرباؤها على التوقف عن البكاء ردت قائلة : " السماء بكت عليه ورفاقه , فلماذا لا أبكي أنا " .
واستذكرت زوجة الشهيد خلال حديثها موقف جمعها وزوجها وابنها محمود قبل استشهاده , وذلك عندما قام سعدي بمشاركتها في إعداد حمام للطفل الصغير , والكلمات التي أخذ يوصي بها ابنه " دير بال على أمك " وكأنه يعرف أن منيته ستوافيه في اليوم التالي .
وفي الوقت الذي كانت تتألم فيه أم الشهيد وزوجته بالحسرة .. كان محمود الطفل الصغير نائم في سريره .. وعندما دخلت النساء الغرفة على أمه .. فتح عينيه الجميلتين وأخذ ينظر لمن حوله ويتبسم ..
منظر يتكرر للمرة الثانية في عيون أم محمد حلس .. قبل عشر سنوات عاد ابنها محمد شهيد محمولا على أكتاف رفاقه.. ظنت أنه نائم .. فأخذت تتحسس وجهه عله يصحو من نوم أبدي .. وبالأمس فإذا بذات الشباب يحملون ابنها الثاني مدرجا بدمائه ... ولكن المحمول اليوم لم يكن محمد بل كان سعدي .
نظرت إليه بكل حزن والدموع تتلجلج في عينيها .. وكأنها تسأله لماذا رحلت ؟! .. لماذا تركت ابنك الوحيد محمود الذي لم ينعم بمشاهدتك إلا لشهور .. ووسط نظرات الأم دوت صرخات هزت المكان لفتت أنظار جميع من كان متواجداً ... وإذا بزوجة الشهيد سعدي تصرخ وابنها الطفل لماذا تركتني وحيدة ؟ .. من سيتحمل معي تربية طفلنا ؟.. تساؤلات أطلقتها زوجة الشهيد وهي تعرف أنه لن يجيبها .. والطفل متشبث بأمه وكأنه أحس بأن أبيه قد رحل عنه ولم يبق له إلا هي .
أما والد الشهيد فقد خجلت عيناه عن التعبير عما يجول في قلبه .. وقف متجلداً بالصبر .. تتنقل نظراته ما بين ابنه الشهيد وبين صورة ابنه محمد وكأنه يوصيهم بأن يحافظوا على بعضهم البعض .. محاولا إسكات من كان في المكان وحثهم على التوقف عن البكاء .. وعندما انطلقت مسيرة التشييع إلى المسجد لأداء صلاة الجنازة أنطلق والده وإخوانه يتصدرون المسيرة ليتكرر أمام الناظرين يوم زفاف سعدي قبل حوالي عام ونصف .
وكالة فلسطين اليوم الإخبارية حاولت أن ترصد حال أسرة عائلة حلس التي لطالما قدمت عشرات الشهداء عقب استشهاد ابنها وتشييع جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير .
عند المساء انقلبت الصورة التي كان عليها الأب .. من الصبر والجلد على فقدان أعز أبنائه إلى حزن بدت ملامحه ظاهرة على وجهه حتى أصبحت عيناه تذرف الدموع التي طالما حبسها حينما كان جثمان ابنه الأكبر لا يزال على ظهر الأرض .
أما والدة الشهيد سعدي فتحدثت لمراسلتنا خلال مقابلة أجرتها معها في بيت العزاء أن نبأ استشهاد سعدي ذكرها بوفاة محمد ابنها الأكبر , وذلك لأنه صادف نفس الشهر " مارس" , ونفس اليوم "الثلاثاء" قبل عشر سنوات , مؤكدة أن العديد من الصفات كان يجتمع عليها الأخوان مثل : حب الجهاد .. الذهاب المتكرر للمساجد .. الصدق .. ولم تكن الأم تعلم بأن التشابه بين ولديها يصل إلى نفس يوم الاستشهاد .
بشئ من الصبر احتسبت والدة الشهيد سعدي ابنها عند الله شهيداً , منوهة إلى أن ابنها كان يسعى دائما للشهادة وأنه وهب نفسه لله طوال حياته .
ولكن ما أبكى أم الشهيد سعدي هو ابنه محمود , ابن الخمسة أشهر الذي بدأ قبل يومين يفسر كلمة " با با " , وكأنه حاول اجتياز خطوط الزمن لينطق الكلمة التي سيحرم منها طوال حياته .
أما زوجة الشهيد فقد خيم عليها الحزن والألم بفقدانه , لأنه كان المثال الفعلي للزوج المثالي , فأينما كانت تنظر كانت تحس بوجوده .. وعندما حثها أقرباؤها على التوقف عن البكاء ردت قائلة : " السماء بكت عليه ورفاقه , فلماذا لا أبكي أنا " .
واستذكرت زوجة الشهيد خلال حديثها موقف جمعها وزوجها وابنها محمود قبل استشهاده , وذلك عندما قام سعدي بمشاركتها في إعداد حمام للطفل الصغير , والكلمات التي أخذ يوصي بها ابنه " دير بال على أمك " وكأنه يعرف أن منيته ستوافيه في اليوم التالي .
وفي الوقت الذي كانت تتألم فيه أم الشهيد وزوجته بالحسرة .. كان محمود الطفل الصغير نائم في سريره .. وعندما دخلت النساء الغرفة على أمه .. فتح عينيه الجميلتين وأخذ ينظر لمن حوله ويتبسم ..
تعليق