ح ندمروك ح نطلعوك بالسيف ..
عظيم هو هذا الحاكم العربي , في انحداره في استهتاره , في دمويته وفي لصوصيته , في همجيته ووحشيته وصهيونيته واستكلابه وسعاره , في تمسكه الشيطاني بالكرسي .
خالد هو هذا الحاكم العربي بالكذب , يولد من عاهرة تخدم في قاعدة عسكرية أمريكية , ترضعه حاضنته "لانغلي" , توصله إلى القصر , إلى جوار القاعدة الأمريكية , يستمر في فيئها وتحت ظلالها الاستعمارية , يكذب ويكذب , فيصفق له الأمريكان ويسوق له إعلام الصهاينة العرب , لرمزيته الاستقلالية , وتجربته الديمقراطية , ومعجزته في بناء الاقتصاد الوطني , وحكمته في قيادة سفينة البلاد في وحدة وطنية نادرة , وحرية تفوق في اتساعها الخيال .
لماذا إذا كل هذه الأجهزة الأمنية وكل هذا العديد الهائل , لحماية الحريات ..!!
لماذا هذا الجيش الجرار حول العاصمة والمدن الرئيسية , لحماية الديمقراطية ..!!
لماذا كل هذه الكتائب البوليسية لحفظ النظام , لحماية الوحدة الوطنية ..!!
لماذا تحولت الأحزاب إلى ميليشيات حقيقية إرهابية الملامح , لحماية المعجزة الاقتصادية ..!!
هي هنا إذا الحكمة كلها , في قيادة سفينة البلاد , من البحر إلى البر , وتعطيلها , وتحويل العملية التنموية السلطوية العظيمة في المجالات كلها , إلى عملية تنمية قدرات النظام السيادي البوليسي الواقف , في البقاء صلبا ومتماسكا , واستمرارية السلطة الديكتاتورية بيد الحاكم العربي الواحد .
طفلة ليبية عربية بعمر الثورة , خرجت بأجراس صوتها الصافية , لتعلن الانتصار الحتمي , ببصيرتها الشجاعة , ببراءتها , بتلك الكلمات الخالدة :
معمر .. ح ندمروك ح نطلعوك بالسيف ..
عظمة الثورة التونسية , أنها كسرت حاجز (الخوف الأمني العربي) من المحيط إلى الخليج , لقد اصطدمت به عارية , وانتصرت , على أكثر نظام أمني عربي مشغول عليه أمنيا , بهدوء وعناية وأناة .
عظمة الثورة المصرية , أنها كسرت حاجز (الخوف البوليسي العربي) من المحيط إلى الخليج , وتجاوزت أكبر نظام أمني عربي يتميز بالعديد البشري الهائل فعلا , واصطدمت به عارية , وانتصرت , على أكثر الكتائب البوليسية العربية عديدا وشراسة وفسادا ودموية وعدائية .
عظمة الثورة الليبية , أنها كسرت حاجز (الخوف العسكري العربي) من المحيط إلى الخليج , وتجاوزت أشرس نظام أمني عربي , وتجاوزت أكثر الكتائب البوليسية العربية سعارا دمويا , وهي تصطدم اليوم وغدا , وتنتصر , مسلحة ثائرة , على أكثر الجيوش الماسونية العربية , استعدادا لحرب الشوارع والمدن , وقتل الشعب كله , جيش المرتزقة الصهاينة الليبي .
النظام الرسمي العربي في البحرين أو اليمن , لم يعد يمتلك أداة رابعة , والنظام الرسمي العربي كله من المحيط إلى الخليج , يراهن اليوم بقلق شديد , على الجيش الماسوني _ فرع ليبيا , جيش المرتزقة الإسرائيليين والعرب والأفارقة والأوربيين , لتدمير الثورة الليبية , حتى يكون له أمل في تكرار هذه الطريقة , والبقاء في السلطة الاستعمارية , ولكن هذا الأمل أسقطته كلمات الطفلة الليبية , قالت لكل النظام الرسمي العربي المتحد في الجوهر والكينونة :
ح ندمروك ح نطلعوك بالسيف ..
والأداة الرابعة الافتراضية بيد النظام الرسمي العربي , للبقاء والاستمرار , وهي الأحزاب العربية الخشبية , السلطوية المباشرة , والسلطوية غير المباشرة , أو (الميليشيات الحقيقية إرهابية الملامح) .
هذه الأداة التي افترض النظام الرسمي العربي أنها (الحساسات الاجتماعية) القائدة والممهدة , لعمل الأجهزة الأمنية , وتاليا الكتائب البوليسية , وأخيرا الجيش .
هذه الأداة تحديدا هي التي خذلت النظام الرسمي العربي , وعجزت تماما عن لعب دورها الاستباقي المفترض , في كشف الحالة الثورية الجنينية , بالرغم من إمساكها بمفاصل الحياة الاجتماعية كلها , من أصغر بلطجي أو مختار أو إمام جامع , في كل حي عربي , إلى أكبر محافظ , أو حتى وزير .
لماذا عجزت الأحزاب العربية الرسمية المباشرة أو غير المباشرة عن لعب دورها الطبيعي , كمخدة النظام الرسمي العربي الناعمة ..؟؟
هذا السؤال الاستراتيجي والكبير , لا يزال من المبكر الإجابة عليه علميا , ليس على الأقل قبل انهيار هذا النظام العربي الصهيوني من المحيط إلى الخليج , نحن هنا لا يمكننا ن نقدم لجلادينا الصهاينة حلا .
ولكننا نستطيع أن نقدم نموذجين شديدي التعبير , من واقع المشهد في مصر , حيث افترض الجميع أن النموذج الحزبي الرسمي العربي هناك , هو الأكثر ديمقراطية بين الجميع , ومن الممكن أن ينجح , وبالتالي يتم تعميمه في جغرافية النظام الجمهوري العربي كلها .
وزير الإعلام السابق صفوت الشريف , ضابط أمن صغير , كان مسؤولا عن تصوير الممثلات , وابتزازهن , وتقديمهن محظيات وجواري , لقادة النظام الأمنيين والعسكريين , وكبار الضيوف النفطيين , وتجار السلاح والآثار والمخدرات , العرب وغير العرب .
الإفراج عن القريبين الزُمر المحكومين بقضية اغتيال الرئيس السادات , لتعويم تنظيم الأخوان المسلمين , في محاولة لاستيعاب الشباب الثائر على قياداته التاريخية التي انكشفت علاقتها بالنظام , في محاولة لتعطيل اندفاع الثورة المصرية ديمقراطيا .
هذين النموذجين يكفيان الآن لشرح المشهد , مشهد انهيار مخدة النظام الرسمي العربي بشقيها (الأحزاب الرسمية المباشرة) التي لم تنجح في إفساد المجتمع , بل انتقل فسادها عموديا في بناء النظام نفسه .
و(الأحزاب الرسمية غير المباشرة) التي رضيت أن تتحول إلى مخدة النظام الناعمة , تحت شعارات وتبريرات متواضعة كثيرا في ساحات القيم الإنسانية كلها , وفقدت الآن شبابها على الأقل ..
عندما تبحث لجيلك , جيل ما قبل أجيال الثورة العربية , جيل دائرة العام 1970 والأجيال السابقة له , تجد أنك لم تقم بأي شيء عظيم أو مجيد في حياتك كلها , بل كرست (فلسفة التقية الاجتماعية العربية) عبر مساهمتك الفعالة في (ثقافة الخوف الرسمي العربي) , بل تاجرت وشوهت وتلاعب بإرث الوطن , ومكاسب الثورات الاستقلالية العربية الخالدة .
قد يكون هذا التوصيف قاسيا ومؤلما , ولكننا نحن نعيش اليوم في زمن قسوة وألم .
هناك ايجابية ما في مكان ما قد نستطيع أن نتجمل بها قليلا , ويجب ذلك .
(الطبقة المتوسطة العربية الحرّة والنظيفة) , الجيدة الثقافة والصادقة الانتماء الوطني , والقادرة على الاستقلال الاقتصادي النسبي والعيش خارج دائرة الفساد , والتي تمتلك الخبرات الحقيقية في الميادين كلها , والتي استهدفها النظام الرسمي العربي على مساحة الأقطار والكيانات , والتي استبدلها النظام الرسمي العربي بـ (الطبقة المتوسطة العربية الفاسدة والقذرة) .
هذه (الطبقة المتوسطة العربية الحرّة والنظيفة) , أخلت ومنذ دائرة العام 1970 الساحات كلها لـ (الطبقة المتوسطة العربية الفاسدة والقذرة) , وفي مكان ما , وبالرغم من كل شيء , خيرا فعلت .
والآن , تخرج الأجيال القائدة للثورة العربية , من رحم هذه (الطبقة المتوسطة العربية الحرّة والنظيفة) التي ابتعدنا عن طريقها نحن الآباء العرب الأحرار الخائفين , وتركناها تخرج لتنتصر على أجيال السلطة العربية المولودة من رحم هذه (الطبقة المتوسطة العربية الفاسدة والقذرة) التي تحاول عبثا الدفاع عن آبائها الصهاينة العرب الاستعماريين .
تخرج علينا في هذا الصباح العربي المشرق بالثورة المنتصرة بقوة الحرية , (مرضعة القدافي) , الآنسة / السيدة مريم نور , على فضائية الجديد اللبنانية , لتتحدث كعادتها عن القرآن الأمريكي , والأناجيل الأمريكية , والتوراة الأمريكية , والعالم الأمريكي الجديد .
هي ومثيلاتها من مرشدات / مرضعات "لانغلي" الروحيات للنظام الرسمي العربي , لا يمكنهن أن يشعرن بالغرق إلا عندما يغمرهن التسونامي الثوري , وقد لا يشعرن به .
تخرج علينا برسوم كاريكاتيرية , تتحدث واحدة عن مفردة (الثورة) : ما هي ..؟
الجواب هو : (أنثى الثور) ..!!
وفي الثانية كومبيوتر كرسيه كرسي حمام وهو موصول بـ .... !!
يمارس (الستربتيز الإيحائي) السيد سعد الدين رفيق الحريري على منصة ساحة الحرية في عاصمة الماسونية العربية بيروت , أمام (تصفيق وتصفير) شباب ثورة الأرز , ويعلن العداء لإسرائيل ويقرر وبقية خطباء المحفل , قتلة الحرب الأهلية اللبنانية الجماعيين , أن هناك تحالفا ما , بين إسرائيل وحزب الله ..!!
يطالب الرجل الثائر بثيابه المترفة , وبقية الثائرين , حزب الله بنزع سلاحه , لإسقاط تحالفه الافتراضي مع إسرائيل ..!!
هل يحاول السيد الأمريكي أن يبرر ويمرر غرائبية المشهد الليبي وعقيده , عبر مشهد حريري لبناني يعطي الانطباع بأن لسياسيي هذه المنطقة العربية "كاريزما" تخصهم , في لباسهم وخطابهم الجماهيري , كما هو الحال تاريخيا مع "الكاريزما" الأمريكية اللاتينية , تشافيز مثالا موازيا .
إلى متى يستطيع أن ينتظر حزب الله , قبل أن يُخرج الماسونية الصهيونية من بيروت ويلقيها في إسرائيل , ليس بالضرورة أن يكون في كل تأخيرٍ , خيراً ..؟؟
النموذجين , مريم نور وسعد الحريري , هما الرهان الحقيقي الآن , على نهاية العصر الماسوني في بيروت , لأنهما أداتيه الأذكى .
هناك أنظمة عربية , لم تعد تمتلك خيارا غير العنف , وبالتالي الثورات فيها لم تعد تمتلك خيارا سلميا .
فالنموذج الثوري الأكثر عنفا ثوريا وعنفا سلطويا , صار مسرحه اليمن , والنموذج الثوري العربي الأكثر ترويعا , صار مسرحه البحرين , والمحاولات السعودية المستميتة لضبط الثورتين البحرينية واليمنية , لمنع انتشار النار في النسيج الاجتماعي المتصل , على جانبي مملكة آل سعود ، ستقود إلى حتمية انتشار الثورة بأسرع مما يتخيل الجميع , إلى داخل بلاد الحرمين أهم واخطر معاقل الصهيونية العربية أمنيا , وقاعدة الاستعمار الأمريكي المالية.
وهناك أنظمة عربية , لا تزال تمتلك الوقت والأدوات اللازمة للتطوير , وتأمين الانتقال السلمي للسلطة , ولكن :
هل بقيت هناك , حول هذه الأنظمة , تلك (الطبقة المتوسطة العربية الحرّة والنظيفة) الضرورية واللازمة , لاستثمار الوقت , واستخدام الأدوات ..!!
لا تقل لي يا إبراهيم أنني ما قلت لك ..
سورية العربية / زياد هواش
النص نشر أولا في مجلة صوت العرب العدد 48 .
..
عظيم هو هذا الحاكم العربي , في انحداره في استهتاره , في دمويته وفي لصوصيته , في همجيته ووحشيته وصهيونيته واستكلابه وسعاره , في تمسكه الشيطاني بالكرسي .
خالد هو هذا الحاكم العربي بالكذب , يولد من عاهرة تخدم في قاعدة عسكرية أمريكية , ترضعه حاضنته "لانغلي" , توصله إلى القصر , إلى جوار القاعدة الأمريكية , يستمر في فيئها وتحت ظلالها الاستعمارية , يكذب ويكذب , فيصفق له الأمريكان ويسوق له إعلام الصهاينة العرب , لرمزيته الاستقلالية , وتجربته الديمقراطية , ومعجزته في بناء الاقتصاد الوطني , وحكمته في قيادة سفينة البلاد في وحدة وطنية نادرة , وحرية تفوق في اتساعها الخيال .
لماذا إذا كل هذه الأجهزة الأمنية وكل هذا العديد الهائل , لحماية الحريات ..!!
لماذا هذا الجيش الجرار حول العاصمة والمدن الرئيسية , لحماية الديمقراطية ..!!
لماذا كل هذه الكتائب البوليسية لحفظ النظام , لحماية الوحدة الوطنية ..!!
لماذا تحولت الأحزاب إلى ميليشيات حقيقية إرهابية الملامح , لحماية المعجزة الاقتصادية ..!!
هي هنا إذا الحكمة كلها , في قيادة سفينة البلاد , من البحر إلى البر , وتعطيلها , وتحويل العملية التنموية السلطوية العظيمة في المجالات كلها , إلى عملية تنمية قدرات النظام السيادي البوليسي الواقف , في البقاء صلبا ومتماسكا , واستمرارية السلطة الديكتاتورية بيد الحاكم العربي الواحد .
طفلة ليبية عربية بعمر الثورة , خرجت بأجراس صوتها الصافية , لتعلن الانتصار الحتمي , ببصيرتها الشجاعة , ببراءتها , بتلك الكلمات الخالدة :
معمر .. ح ندمروك ح نطلعوك بالسيف ..
عظمة الثورة التونسية , أنها كسرت حاجز (الخوف الأمني العربي) من المحيط إلى الخليج , لقد اصطدمت به عارية , وانتصرت , على أكثر نظام أمني عربي مشغول عليه أمنيا , بهدوء وعناية وأناة .
عظمة الثورة المصرية , أنها كسرت حاجز (الخوف البوليسي العربي) من المحيط إلى الخليج , وتجاوزت أكبر نظام أمني عربي يتميز بالعديد البشري الهائل فعلا , واصطدمت به عارية , وانتصرت , على أكثر الكتائب البوليسية العربية عديدا وشراسة وفسادا ودموية وعدائية .
عظمة الثورة الليبية , أنها كسرت حاجز (الخوف العسكري العربي) من المحيط إلى الخليج , وتجاوزت أشرس نظام أمني عربي , وتجاوزت أكثر الكتائب البوليسية العربية سعارا دمويا , وهي تصطدم اليوم وغدا , وتنتصر , مسلحة ثائرة , على أكثر الجيوش الماسونية العربية , استعدادا لحرب الشوارع والمدن , وقتل الشعب كله , جيش المرتزقة الصهاينة الليبي .
النظام الرسمي العربي في البحرين أو اليمن , لم يعد يمتلك أداة رابعة , والنظام الرسمي العربي كله من المحيط إلى الخليج , يراهن اليوم بقلق شديد , على الجيش الماسوني _ فرع ليبيا , جيش المرتزقة الإسرائيليين والعرب والأفارقة والأوربيين , لتدمير الثورة الليبية , حتى يكون له أمل في تكرار هذه الطريقة , والبقاء في السلطة الاستعمارية , ولكن هذا الأمل أسقطته كلمات الطفلة الليبية , قالت لكل النظام الرسمي العربي المتحد في الجوهر والكينونة :
ح ندمروك ح نطلعوك بالسيف ..
والأداة الرابعة الافتراضية بيد النظام الرسمي العربي , للبقاء والاستمرار , وهي الأحزاب العربية الخشبية , السلطوية المباشرة , والسلطوية غير المباشرة , أو (الميليشيات الحقيقية إرهابية الملامح) .
هذه الأداة التي افترض النظام الرسمي العربي أنها (الحساسات الاجتماعية) القائدة والممهدة , لعمل الأجهزة الأمنية , وتاليا الكتائب البوليسية , وأخيرا الجيش .
هذه الأداة تحديدا هي التي خذلت النظام الرسمي العربي , وعجزت تماما عن لعب دورها الاستباقي المفترض , في كشف الحالة الثورية الجنينية , بالرغم من إمساكها بمفاصل الحياة الاجتماعية كلها , من أصغر بلطجي أو مختار أو إمام جامع , في كل حي عربي , إلى أكبر محافظ , أو حتى وزير .
لماذا عجزت الأحزاب العربية الرسمية المباشرة أو غير المباشرة عن لعب دورها الطبيعي , كمخدة النظام الرسمي العربي الناعمة ..؟؟
هذا السؤال الاستراتيجي والكبير , لا يزال من المبكر الإجابة عليه علميا , ليس على الأقل قبل انهيار هذا النظام العربي الصهيوني من المحيط إلى الخليج , نحن هنا لا يمكننا ن نقدم لجلادينا الصهاينة حلا .
ولكننا نستطيع أن نقدم نموذجين شديدي التعبير , من واقع المشهد في مصر , حيث افترض الجميع أن النموذج الحزبي الرسمي العربي هناك , هو الأكثر ديمقراطية بين الجميع , ومن الممكن أن ينجح , وبالتالي يتم تعميمه في جغرافية النظام الجمهوري العربي كلها .
وزير الإعلام السابق صفوت الشريف , ضابط أمن صغير , كان مسؤولا عن تصوير الممثلات , وابتزازهن , وتقديمهن محظيات وجواري , لقادة النظام الأمنيين والعسكريين , وكبار الضيوف النفطيين , وتجار السلاح والآثار والمخدرات , العرب وغير العرب .
الإفراج عن القريبين الزُمر المحكومين بقضية اغتيال الرئيس السادات , لتعويم تنظيم الأخوان المسلمين , في محاولة لاستيعاب الشباب الثائر على قياداته التاريخية التي انكشفت علاقتها بالنظام , في محاولة لتعطيل اندفاع الثورة المصرية ديمقراطيا .
هذين النموذجين يكفيان الآن لشرح المشهد , مشهد انهيار مخدة النظام الرسمي العربي بشقيها (الأحزاب الرسمية المباشرة) التي لم تنجح في إفساد المجتمع , بل انتقل فسادها عموديا في بناء النظام نفسه .
و(الأحزاب الرسمية غير المباشرة) التي رضيت أن تتحول إلى مخدة النظام الناعمة , تحت شعارات وتبريرات متواضعة كثيرا في ساحات القيم الإنسانية كلها , وفقدت الآن شبابها على الأقل ..
عندما تبحث لجيلك , جيل ما قبل أجيال الثورة العربية , جيل دائرة العام 1970 والأجيال السابقة له , تجد أنك لم تقم بأي شيء عظيم أو مجيد في حياتك كلها , بل كرست (فلسفة التقية الاجتماعية العربية) عبر مساهمتك الفعالة في (ثقافة الخوف الرسمي العربي) , بل تاجرت وشوهت وتلاعب بإرث الوطن , ومكاسب الثورات الاستقلالية العربية الخالدة .
قد يكون هذا التوصيف قاسيا ومؤلما , ولكننا نحن نعيش اليوم في زمن قسوة وألم .
هناك ايجابية ما في مكان ما قد نستطيع أن نتجمل بها قليلا , ويجب ذلك .
(الطبقة المتوسطة العربية الحرّة والنظيفة) , الجيدة الثقافة والصادقة الانتماء الوطني , والقادرة على الاستقلال الاقتصادي النسبي والعيش خارج دائرة الفساد , والتي تمتلك الخبرات الحقيقية في الميادين كلها , والتي استهدفها النظام الرسمي العربي على مساحة الأقطار والكيانات , والتي استبدلها النظام الرسمي العربي بـ (الطبقة المتوسطة العربية الفاسدة والقذرة) .
هذه (الطبقة المتوسطة العربية الحرّة والنظيفة) , أخلت ومنذ دائرة العام 1970 الساحات كلها لـ (الطبقة المتوسطة العربية الفاسدة والقذرة) , وفي مكان ما , وبالرغم من كل شيء , خيرا فعلت .
والآن , تخرج الأجيال القائدة للثورة العربية , من رحم هذه (الطبقة المتوسطة العربية الحرّة والنظيفة) التي ابتعدنا عن طريقها نحن الآباء العرب الأحرار الخائفين , وتركناها تخرج لتنتصر على أجيال السلطة العربية المولودة من رحم هذه (الطبقة المتوسطة العربية الفاسدة والقذرة) التي تحاول عبثا الدفاع عن آبائها الصهاينة العرب الاستعماريين .
تخرج علينا في هذا الصباح العربي المشرق بالثورة المنتصرة بقوة الحرية , (مرضعة القدافي) , الآنسة / السيدة مريم نور , على فضائية الجديد اللبنانية , لتتحدث كعادتها عن القرآن الأمريكي , والأناجيل الأمريكية , والتوراة الأمريكية , والعالم الأمريكي الجديد .
هي ومثيلاتها من مرشدات / مرضعات "لانغلي" الروحيات للنظام الرسمي العربي , لا يمكنهن أن يشعرن بالغرق إلا عندما يغمرهن التسونامي الثوري , وقد لا يشعرن به .
تخرج علينا برسوم كاريكاتيرية , تتحدث واحدة عن مفردة (الثورة) : ما هي ..؟
الجواب هو : (أنثى الثور) ..!!
وفي الثانية كومبيوتر كرسيه كرسي حمام وهو موصول بـ .... !!
يمارس (الستربتيز الإيحائي) السيد سعد الدين رفيق الحريري على منصة ساحة الحرية في عاصمة الماسونية العربية بيروت , أمام (تصفيق وتصفير) شباب ثورة الأرز , ويعلن العداء لإسرائيل ويقرر وبقية خطباء المحفل , قتلة الحرب الأهلية اللبنانية الجماعيين , أن هناك تحالفا ما , بين إسرائيل وحزب الله ..!!
يطالب الرجل الثائر بثيابه المترفة , وبقية الثائرين , حزب الله بنزع سلاحه , لإسقاط تحالفه الافتراضي مع إسرائيل ..!!
هل يحاول السيد الأمريكي أن يبرر ويمرر غرائبية المشهد الليبي وعقيده , عبر مشهد حريري لبناني يعطي الانطباع بأن لسياسيي هذه المنطقة العربية "كاريزما" تخصهم , في لباسهم وخطابهم الجماهيري , كما هو الحال تاريخيا مع "الكاريزما" الأمريكية اللاتينية , تشافيز مثالا موازيا .
إلى متى يستطيع أن ينتظر حزب الله , قبل أن يُخرج الماسونية الصهيونية من بيروت ويلقيها في إسرائيل , ليس بالضرورة أن يكون في كل تأخيرٍ , خيراً ..؟؟
النموذجين , مريم نور وسعد الحريري , هما الرهان الحقيقي الآن , على نهاية العصر الماسوني في بيروت , لأنهما أداتيه الأذكى .
هناك أنظمة عربية , لم تعد تمتلك خيارا غير العنف , وبالتالي الثورات فيها لم تعد تمتلك خيارا سلميا .
فالنموذج الثوري الأكثر عنفا ثوريا وعنفا سلطويا , صار مسرحه اليمن , والنموذج الثوري العربي الأكثر ترويعا , صار مسرحه البحرين , والمحاولات السعودية المستميتة لضبط الثورتين البحرينية واليمنية , لمنع انتشار النار في النسيج الاجتماعي المتصل , على جانبي مملكة آل سعود ، ستقود إلى حتمية انتشار الثورة بأسرع مما يتخيل الجميع , إلى داخل بلاد الحرمين أهم واخطر معاقل الصهيونية العربية أمنيا , وقاعدة الاستعمار الأمريكي المالية.
وهناك أنظمة عربية , لا تزال تمتلك الوقت والأدوات اللازمة للتطوير , وتأمين الانتقال السلمي للسلطة , ولكن :
هل بقيت هناك , حول هذه الأنظمة , تلك (الطبقة المتوسطة العربية الحرّة والنظيفة) الضرورية واللازمة , لاستثمار الوقت , واستخدام الأدوات ..!!
لا تقل لي يا إبراهيم أنني ما قلت لك ..
سورية العربية / زياد هواش
النص نشر أولا في مجلة صوت العرب العدد 48 .
..
تعليق