الدين ..منهاج .. ارتضاه الخالق للمخلوق ..كي ينظم أموره الحياتية في ثلاثة محاور : محورالانسان بربه وهي الشعائر التعبديه ، ثم محور الانسان بأخيه الانسان والبيئه حوله وهي ما يسمى بنظام المعاملات وتوابعه ، وأخيرا : محور علاقة الانسان بذاته ..،
يمكن لأي شخص أن يأخذ أي مبدأ أو قيمه من قيم هذا المنهج القويم ..ليطبقه في واقع الحياه ..ليننتج له معيشة على أفضل ما يرضى مولاة في الدنيا وعلى أفضل ما يسعده في الآخره ولكن ..كذلك وفق ثلاثة شروط ..: الأول وهو أن لا يأخذ بمبدا من مبادىء الاسلام ويلقي جانبا بباقي المبادىء فهذا المبدأ هو جزء من منظومه قيميه شامله لا يستقيم الدين ولا ينتج آثاره الايجابية إلا بتطبيقها جميعا .. والثاني : أن لا يأخذ بهذا المنهج في كل مبادئه أحيانا.. ثم يلقي بالمنهج جانبا أحيانا أحرى كلما شعر أن مبادىء هذا المنهج الرباني لا تناسب رغباته وأهوائه ..وهو ما فعله بنو اسرائيل مرارا وكان سببا لسخط المولى عز وجل عليهم ، والثالث ..أن يردّ هذا المنهج ومبادئه دائما لله عز وجل الذي أنزل هذا المنهج خدمة للمخلوق وصلاحا له وليس خدمة لذاته جل وعلى ..وأن يطلب منه ويدعوه دائما أن يوفقه ويقف معه وهو يطبق هذا المنهج .. ،
هذا هو رأيي في الاسلام ..كما فهمته منذ صغري ..
فلماذا أضطر اليوم أن أراجع – في ضميري – مدى التزام حركة احترمتها كثيرا كحركة "حماس" وأبدأ أطرح على ذاتي علامات من الشك والقلق والريبة بشأن مدى التزام هذه الحركه وقادتها وعناصرها الحاليين بمبادىء الاسلام وأخلاق هذا الدين وسلوكيات المسلم الرسالي المعاصر ؟؟؟!!!
إن هذه التجربه الرائده التي حاولنا المشاركة في إنجاحها رغم الحصار ..ورغم المؤامرات ..ورغم كيد الأعداء وتآمر الإخوة والاصدقاء .. تتعرض اليوم الى التشويه ..وتكاد صورتها الناصعة تتمزق أن لم تكن قد تمزقت فعلا في أذهان الناس والعالم وأبناء أرض الرباط ..
أقول هذا بصوت عالي ..حتى يسمع قادة حماس هذا الصراخ ..:
اتركوا شباب فلسطين يحاولوا أن يصنعوا فجرهم القادم ..بأيديهم ..بعد أن أقفلنا نحن الساسه عليهم آفاق غدهم بانقسامنا وبنعراتنا ..وبأنانيتنا ..وبظلمنا لأنفسنا ...وباستئثارنا بكراسينا ..
بالأمس واليوم ..عندما تعلن فئه شبابيه من بني شعب فلسطين المرابط .. المنكوب بالاحتلال ,,وبالانقسام السياسي ..أنها بصدد تنظيم اعتصامات ومسيرات مدنيه سلميه بهدف معلن عنه وبمواعيد معلن عنها وفي أماكن معلن عنها ..فبماذا يضير هذا حركة حماس التي تحكم قطاع غزة اليوم بالقانون بعد أن وصلت الى الحكم بالقانون ذلك في شيىء ؟؟
ولماذا تقدم حركة حماس على ارسال شرطتها العلنيه والسريه للانقضاض على هذه التجمعات وباستخدام عشرات الموتورسيكيلات تاره والعصي والهراوات والحجارة تارة أخرى في محاوله ناجحه .. ولكن هزلية وبائسه لفض التجمعات السلميه لهؤلاء الشباب بهذه الدرجة من القوه و القسوه معا ؟؟
هذا العمل يفتح جرحا في الذاكره اندمل ..منذ فترة طويله بفعل جهاد أبناء حماس وكتائب عز الدين القسام المجاهده .. حينما نجح الشيخ الشهيد أحمد ياسين هو وباقي الكوكبه من الفرسان وعلى رأسهم القاده الرنتيسي والمقادمه رحمهم الله في تحويل أداء حماس والمجمع الاسلامي من فعل سلبي عبثي داخلي أبان بداية تأسيس الجامعة الاسلاميه وارهاصاتها ..الى فعل ايجابي اسطوري معجز في الجهاد ضد الاحتلال ومقاومته بالسلاح حتى دحره في العام 2005م عن قطاع غزه جنبا الى جنب مع باقي تشكيلات المقاومة الاسلاميه والوطنيه ..!
سؤال خاص .. أيليق بالمؤمن أن يكذب ..؟؟ أيليق به أن يخون وعده ..فماذا تقول حماس في أدائها بعدما تعهدت أمام ممثلي كل التجمعات الشبابيه بأنها ستسمح بالاعتصام والمسيرات ثم انها ستشارك فيها وترفع فقط أعلام فلسطين ..ثم نفاجأ ويفاجأ معنا عشرات آلاف المشاركين في قدوم جحافلها وهي ترفع الأعلام الأخضراء التابعة لحزبها أحيانا وعلما فلسطينيا ملاصقا لعلمها الأخضر لرفع العتب ؟؟ ..، ثم تسيطر على المنصة الرئيسيه في الجندي المجهول ..وعندما ينتقل جزء هام من المتظاهرين الى ميدان الكتيبه المجاور رافعين فقط أعلام فلسطين ومرددين شعارات "لا للانقسام" تلاحقهم شرطتها وتقرر فض اعتصامهم وضربهم بالهراوات والعصي الكهربائيه وغيرها من أداوات البطش والقمع ..
لكل ذلك .. يوم 15 آذار ..كان يوما حزينا حقا في ذاكرة شعبنا رغم نجاح دعوة شباب 15 آذار ..نجاحا لافتا بحق ..هؤلاء الشباب الذين أثني عليهم وأشد على أياديهم البيضاء التي حاولت أن تلقي حجرا كبيرا في المستنقع الحالي السياسي الفلسطيني الآسن ..
وفي النهاية أنا سأسمح لنفسي الآن أن أوجه اشارات بريئه أخرى الى الاخوه في حركة حماس لأني فقدت الأمل مسبقا في قادة حكومة رام الله (أبطال) التنسيق الأمني :
العالم كله يتغير ..والزلزال وصل الى كل البلاد وكل البيوت حتى ايران وسوريا ..رموز تيار الممانعه في الوطن الاسلامي ..فهل شعرتم به أنتم ؟ .. !
سبق وأن قلت على الفيس بوك هذه العباره : " وحده من يقف على أرض صلبه من خلال علاقته الوطيدة مع الله ومع الشعب هو من سيتأثر بزلزال الثورة العربية بشكل أقل من غيره ..لكنه سيتأثر حتما ..!
أنصحكم بترك الشباب يعبرون عن رأيهم بكل سلميه وشفافيه ووضوح ولا تتصادموا مع قواعد الدين .. والقانون .. والعرف ..
فلحسن حظ هؤلاء الشجعان أنهم اليوم هم الشعب ..و.. أنتم الحكومه ..!
تعليق