إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشعب لا يريد اسقاط النظام، الشعب يسأل فقط: من أين لكم هذا؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشعب لا يريد اسقاط النظام، الشعب يسأل فقط: من أين لكم هذا؟

    لشعب لا يريد اسقاط النظام، الشعب يسأل فقط: من أين لكم هذا؟

    كتب الدكتور أحمد محمود عياش - طبيب نفسي وباحث إجتماعي

    عشيّة الانتفاضة التونسية، كنّا ثلّة من الشبيبة نناقش النموذج الثوري الجديد والناجح من اجل اسقاط الانظمة التوتاليتارية وكنّا متوافقين على أنّ الشرارة الثورية التي انطلقت من نار غضب الشهيد بو عزيزي ستحرق الانظمة العربية الواحد تلو الآخر إن استمرّت المخابرات الدولية على حيادها الايجابي، تاركة المخابرات المحليّة بانظمتها السياسية تتخبّط بمآسيها.


    وسرعان ما قرّرنا أخذ المبادرة في لبنان، وبعد البحث في العوامل الموضوعية للانتفاضة والمحفزّات الذاتية للأفراد والناس، وجدنا انّ لامجال أبدا لاستيراد شعار الثورة المصرية: "الشعب يريد اسقاط النظام"، إذ إن لا نظاما متينا ومتماسكا وحقيقيا في لبنان للانتفاضة ضده، بل تجمعاَ هشاَ للبرجوازيات والمصالح الطائفية المرتبطة بمخابرات اقليمية وعالمية ذي مصالح متضاربة. لذلك كان الرأي برفع شعار يؤدي الدور الوطني بتطهير الكيان دون الدخول في مغامرة اللعب بالتوازنات الطائفية ومن دون السماح لقادة الطوائف باستخدام فيروس مرض الطائفية لتشويه الإنتفاضة لإبعاد يوم الحساب اللبناني عن هدفه.


    وبالفعل وضع البيان وتمّ نشره على الانترنت عبر الفايسبوك وقد تمّ تحديد الزمان والمكان لانطلاق الانتفاضة وبدأنا نترقب ردّات فعل الشباب والناس على النداء. وسرعان ما تلّقينا الاتصالات المؤيدة والمتضامنة ولكن مع بعض التمنّيات بتهذيب البيان فهذّبناه المرّة تلو الاخرى ثمّ وصلتنا بعض الشروط للمشاركة كعدم ذكر اسماء المشكوك بأمر مالهم بل التحدث بالعموميات كي لا نخطو اي خطوة يفهمها البعض اعتداءَ على رموز طائفته، وكي لايتحرك البعض في القضاء اللبناني ضدّنا أو أن تلصق الأجهزة اللبنانية بنا تهمة لاناقة لنا فيها ولاجمل. وبين تهذيب البيان من هنا و حذف الأسماء من هناك، تقلصّ عدد سطور البيان الى التحية والسلام فقط!! وبعد أن كان البيان عظيماً، تحوّل الى رجاء خجول يستعطف الشبيبة للتفضّل والتكرّم بالقيام بالانتفاضة ضدّ من سرق ونهب وساهم وشارك بسرقة المال العام أوّلاً، وثانياً، من جمّع عن قصد وعن غير قصد العقارات والمجوهرات والالتزامات والمشاريع والشركات بطريقة لبنانية عبر القانون وفتاوي اساطنة الادارة بطريقة عدم ترك دليل خلف الجريمة.


    ما عاد أي منا يجهل من تطاول على أموال الوطن والناس، ومن ينتقد ويشمت بزين العابدين ومبارك حالياَ لينتقد أوّلا زوجته وشقيقه وابنه ورجالات تنظيمه أو حزبه أو تيّاره الذين تبوؤا أرفع المراكز في البلاد.


    يحكى أن الطغاة بدؤوا حياتهم أبطالاً، وانتهوا تحت قباقيب الناس، ويقال إنّ الحاشية من حولهم كانت مشاركة بتضخم الرغبات عندهم وانتفاخ الأنا، إذ كانت تُسمع القائد ما يحبّ أن يسمعه كي لا ينزعج خاطره، ممّا ابعده عن سماع نبض الشارع وصالونات الناس. وإذا اضفنا عامل تقدّم العمر وتصلب الشرايين في دماغ القائد، اي ضغف مرونة التفكير وكيفية التصرّف أمام الحدث المستجدّ، أو ما هو من فكر جديد وحديث، وأيضاَ رغبة الذاكرة القديمة بتكرار ذاتها لتعويض النقص في تثبيت المعلومات الحديثة الطارئة، لتمكنّامن فهم آلية تحوّل البطل للصّ والقائد لمهزلة، لأن القائد يغدو مع الوقت آلهة تضحك الناس لضحكتها وتعبس لتوجم وجهها، يتعالى الإعجاب لحنكته وترتفع الصيحات ضد خصمه، ولو انّه يكرر على مسامعهم الرواية ذاتها ويتعاطى مع أي حدث طارىء على الطريقة القديمة إذ انّها مألوفة لديه ومستحبّة من صور ذاكرته القديمة. فلذلك إنّ مدّ يده على المال العام فلأمر ولمصلحة يعرفهما هو ويجهلهما العامة! وإن مدّ أحد محاسيبه يده على المال العام فلأن غيره من جماعة الآخر يفعل ذلك و"ما حدا أحسن من حدا".


    في لبنان يصعب اللقاء بمدير عام في الدولة فكيف الحال مع القائد، والقائد المسكين ما تعوّد الا سماع المديح من الناس التي تأتيه بطلب خدمة من هنا أو بطلب حاجة من هناك، ممّا يجعله يؤمن بقدرته وموّدته ومونته على الناس، تماما كما يحصل مع الطبيب الجراح قبل دخول غرفة العمليات، إذ يرجوه الأهل إنقاذ المريض ممّا يجعله يعتقد مع تراكم التجربة والحدث بعظمته وأهمّيته وعلوّه بين الناس. وربّما لذلك يعتقد القائد بحقّه بالتمايز وحقّه في الانتماء لطبقة النبلاء غير المعلنة، ولذلك ربّما تصبح علاقته تقتصر على هذه الشريحة من الناس التي لها همومها الخاصة ونمط حياة مختلف، ممّا يصيب بَصَر القائد بضعف النظر ويجعله يعتقد أنه ليس لعقل الفقير من عيون ترى الفيلات والقصور والبساتين والشركات لموظفين من الحاشية لو جُمعت رواتبهم مع المكافآت لما وصل الى واحد بالمئة من مجموع ما نرى.


    لايظنّن احد منكم في البلاد وليس في الدولة فقط ببريء من هذا الكلام، ولاتظنّن أنه يحقّ لكم انتقاد مدام زين العابدين او السيدة مبارك. لا أيها القادة اللبنانيون، فلكم أيضا نساء نرى ثرواتهنّ، وأخوة لايقفونعند حدّ ما لرغباتهم، ومحاسيب تزرع الأرض والإدارة فساداً. فللناس ألسن، وذاكرة الناس تحفظ، وساعة الحساب آتية لا ريب فيها، فلا تظنّن أنكم اذكياء جداَ، بل نعترف لكم، نحن هم الجبناء لكن لابدّ أن يستجيب الشباب اللبناني لنداء القدر قريباً. تذكروا، فالشعب لا يريد إسقاط النظام في لبنان، بل هو يسأل فقط من أين لكم هذا؟يا ...لن نستثني منكم احدا و كما نتمنى من المستشارين الاعلاميينَ ان لايحجبوا هذا الكلام ايضا عن نظر وسمع القائد امّا الاعلام اللبناني فالعتب كبير عليه، إذ انه يشارك بطريقة ما من حيث يدري ومن حيث لا يدري بتحول القائد الى طاغية أو لشخص لايجوز انتقاده أو فضحه لسبب نعرفه وقد لانعرفه.

    ان ينصركم الله فلا غالب لكم
يعمل...
X