فإلى متى يبقى أهلنا في فلسطين خائفين، ونحن آمنون أمناً زائفاً مؤقتاً؟ وإلى متى يبقى أهل غزة محاصرين، ونحن متنعمون إلى حين؟ وإلى متى نقعد وقلوبهم تحترق على أكبادهم، الذين حرقوا بقنابل الفسفور الأبيض، بتواطؤ حكام عرب، مما أبكى حتى أولي بأس من الرجال، وما ذاك إلا لأمر عظيم، فبكاؤهم هنا أبلغ في التعبير من آلاف الخطب عن فداحة الخطب.
أمتي المسلمة: لقد مضى على احتلال فلسطين أكثر من تسعين سنة، ذاقت خلالها الأمرين على أيدي النصارى واليهود، وبرغم الجهود السابقة التي بذلت بما في ذلك تكرار المظاهرات والمهرجانات، فالاحتلال مازال مستمراً. فأريد منك أمتي دقائق معدودة، لأضع أمامك خطوات عملية لتحريرها، تبرأة للذمة، وإنهاضاً للأمة.
أمتي المسلمة: إن من الحق المر الذي ينبغي الصدع به، هو أنه رغم حرصنا على إنقاذ أهلنا في غزة وفك الحصار عنها، فهناك من هم أحرص منا عليهم، وأعني بذلك إخواننا في باقي فلسطين، بما في ذلك الضفة الغربية، ومع ذلك لم يستطيعوا إغاثة أهلهم وذويهم. والسبب واضح جلي، فبلادهم محتلة، وجنود الصهاينة وجنود السلطة بقيادة عباس يمنعونهم من نصرة إخوانهم هناك.
وهذا السبب هو نفسه الذي يمنعنا من نصرة أهلنا في غزة، فالحقيقة المرة أن بلادنا محتلة من داخلها، وصهاينة العرب حكام المنطقة وكلاء أعدائنا، هم وجنودهم الذين يمنعوننا من نصرة المستضعفين هناك.
فإن لم نع هذا الأمر، ونعمل على كشف حقيقة هؤلاء، والتحذير منهم وخلعهم والتحرر من سلطانهم، فلن نستطيع أن نحرر فلسطين، ففاقد الشيء لا يعطيه، وسنبقى ندور في دائرة مغلقة بدأ المسير بها منذ أن احتلت الأرض المباركة.
فكفى قعوداً وإهداراً للوقت وتهرباً من المسؤولية، فمحرقة غزة وسط هذا الحصار الطويل، هي حدث تاريخي مهم، وفاجعة مفصلية، تؤكد على ضرورة المفاصلة بين المسلمين والمنافقين، فلا يصح أن يكون حالنا بعد غزة كحالنا قبلها، بل يجب العمل الجاد والإعداد للجهاد، لإحقاق الحق وإبطال الباطل، ويجب أن نبرأ إلى الله تعالى من كل من توطأ مع الأعداء على أهل غزة، فالبراءة من هؤلاء المتواطئن ليست من نوافل الأعمال بل هي أحد ركني التوحيد، فمناصرة الكفار على المسلمين كفر أكبر مخرج من الملة، واقرؤا قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) سورة المائدة 51، وقول الله تعالى (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) سورة البقرة 256. فهذا الحدث اختبار لنا جميعاً، ينجح فيه من اتبع الهدى، ويتردى فيه من ضل وغوى.
فالأمة بحاجة ماسة اليوم، وخاصة بعد هذه الحرب على غزة، أن تعرف المنافقين على جميع الأصعدة، لتحذرهم فتجاهدهم، كما في قوله تعالى (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) سورة المنافقون 4 وقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) سورة التوبة 73
***************
خطوات عملية لتحرير فلسطين
للشيخ أسامة بن لادن
(حفظه الله)
مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي
ربيع الأول 1430هـ
مارس 2009م
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
أمتي المسلمة: حديثي هذا إليكم عما يجب فعله نصرة لأهلنا في الأرض المباركة، فقد تأخرنا عنهم كثيراً وأضر ذلك بقضايانا فازدادت صعوبة وتشعباً.
فإلى متى يبقى أهلنا في فلسطين خائفين، ونحن آمنون أمناً زائفاً مؤقتاً؟ وإلى متى يبقى أهل غزة محاصرين، ونحن متنعمون إلى حين؟ وإلى متى نقعد وقلوبهم تحترق على أكبادهم، الذين حرقوا بقنابل الفسفور الأبيض، بتواطؤ حكام عرب، مما أبكى حتى أولي بأس من الرجال، وما ذاك إلا لأمر عظيم، فبكاؤهم هنا أبلغ في التعبير من آلاف الخطب عن فداحة الخطب.
وطعن ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند
ولا عجب إن مات بعض أمهاتنا وأخواتنا في غزة أو كدن ، بغير شظايا ولا رصاص، لا بسبب الحصار فليس بشيء حصار البلد، إذا بقي الولد، وإنما الحصار يوم فُقِد، فالأم ترى الملوك وما يملكون أصغر في عينيها من صغيرها، ولكن الطائرات الأمريكية بيد اليهود تقصف وتعود، فتخطف صغار الحي وبينهم صغارها، فهذا ما يجعل أمهاتنا وأخواتنا يرتعدن خوفاً، فتكاد تخرج أنفسهن بعدد خروج أنفاسهن وليس الخبر كالمعاينة فلا يعرف الثكل إلا من خُطِفَ كبده، ولا القصف إلا من يكابده، ولا معتصم من الطغاة ينتقم. وينبغي التنبيه إلى أن من الهزيمة النفسية ومن الخيانة للملة والأمة ودماء الشهداء، أن يتم مدح من تواطأ على قتلهم ووصفه بأنه أمل غزة، بينما أهلها أباة أعزاء يرفضون ذلك.
فـغزة مات فتـيتها لتحيا ومدح الكفر للأحرار حرق
وحررت الشعوب على قناها فكيف على قناها تسترق
وبي مـما رمتك به الدواهي جراحات لها في القلب عمق
فلا يحمي العقائد كالضحايا ولا يدني الحقوق ولا يحق
ذووا السلطان قد باعوا القضايا لأهل الكفر غلمان ورق
سلي من حاصر الأطفال فيك أبين فؤاده والصخر فرق
قلوب ولاتنا مثل الأعادي بنجد أو بمصر لا ترق
فراعنة أتو من بعد عهد تذلوا بني العروبة تسترقوا
تعاونتم مع الأعدا علينا فضرب رقابكم في الدين حق
أمتي المسلمة: لقد مضى على احتلال فلسطين أكثر من تسعين سنة، ذاقت خلالها الأمرين على أيدي النصارى واليهود، وبرغم الجهود السابقة التي بذلت بما في ذلك تكرار المظاهرات والمهرجانات، فالاحتلال مازال مستمراً. فأريد منك أمتي دقائق معدودة، لأضع أمامك خطوات عملية لتحريرها، تبرأة للذمة، وإنهاضاً للأمة.
وهذا يستلزم قول الحق ولو كان مراً، كما أنه لا بد من إقامته على الضعيف والشريف ولو كان ثقيلا، وإلا فهو طريق الهلاك فاحذروه. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد) متفق عليه.
أمتي المسلمة: إن من الحق المر الذي ينبغي الصدع به، هو أنه رغم حرصنا على إنقاذ أهلنا في غزة وفك الحصار عنها، فهناك من هم أحرص منا عليهم، وأعني بذلك إخواننا في باقي فلسطين، بما في ذلك الضفة الغربية، ومع ذلك لم يستطيعوا إغاثة أهلهم وذويهم. والسبب واضح جلي، فبلادهم محتلة، وجنود الصهاينة وجنود السلطة بقيادة عباس يمنعونهم من نصرة إخوانهم هناك.
وهذا السبب هو نفسه الذي يمنعنا من نصرة أهلنا في غزة، فالحقيقة المرة أن بلادنا محتلة من داخلها، وصهاينة العرب حكام المنطقة وكلاء أعدائنا، هم وجنودهم الذين يمنعوننا من نصرة المستضعفين هناك.
فإن لم نفقه أن بلادنا محتلة لصالح الحكام وموكليهم، يساندهم في ذلك جيوش عسكرية، وأخرى مدنية، وهي الأهم والأخطر، وفي مقدمتهم علماء السوء، ومن استأجروا من المثقفين ورجال الإعلام، هؤلاء يقومون بتضليل الأمة، وبث روح الهزيمة فيها، وترويضها بشتى الطرق، للسير خلف الحكام، فيواصلون إغتصاب الإدارة، ويسلبوها الإرادة، ترغيباً وترهيباً، فتصبح أمتنا عاجزة عن أخذ زمام المبادرة، والتحرك بعيداً عن الحكام ورجالاتهم.
فإن لم نع هذا الأمر، ونعمل على كشف حقيقة هؤلاء، والتحذير منهم وخلعهم والتحرر من سلطانهم، فلن نستطيع أن نحرر فلسطين، ففاقد الشيء لا يعطيه، وسنبقى ندور في دائرة مغلقة بدأ المسير بها منذ أن احتلت الأرض المباركة.
أمتي المسلمة: إن الناظر إلى الأوضاع في فلسطين، يرى أن المقومات المطلوبة لكي يحقق الجهاد غاياته ما زالت بحاجة إلى أن تستكمل، ورغم صعوبة ذلك في فلسطين المحتلة، وخاصة مع الحصار المفروض على أهلنا هناك، فضلاً عن اتفاقيات التهدئة التي توقع من حين لآخر، وواقع الحال خلال العقود الماضية يؤكد ذلك، لذا يجب تكوين قوة كافية من المجاهدين، تفك الحصار عن فلسطين لتناصر أهلنا هناك، وحيث إن دول الطوق العربية جميعها، مغلقة لحدودها مع فلسطين حارسة لها من تحرك المجاهدين، بل وحتى الجزء الذي كان يستثنى من الجبهة الشمالية لفلسطين على حدود لبنان، قام حسن نصر الله وحزبه بالموافقة على قرار إغلاقه رقم 1701، القاضي بدخول آلاف القوات الصليبية لحماية اليهود، وبذا يكون ليس هناك فرق في هذه القضية، بين حسن وحسني وبقية طواغيت العرب الذين حاصروا أهلنا هناك.
وبناء على ما تقدم: لا بد من البحث عن دول خارج دول الطوق، يتم تحرك المجاهدين منها لتفتح الحدود بالقوة، لنصل إلى أهلنا في ربوع الأقصى المبارك، والفرصة الثمينة النادرة للصادقين في رغبتهم في تخليص الأقصى، هي بدعم المجاهدين في العراق بكل ما يحتاجون إليه، لكي يحرروا أرض الرافدين، وبذا يقومون بواجبين اثنين: هزيمة الحليف الأكبر للصهاينة ثم ينطلقوا إلى الأردن، حيث إنها أفضل وأوسع الجبهات، فنصف سكانها هم من أهل فلسطين الذين هجروا منها سابقاً، ومن الأردن تكون الإنطلاقة الثانية إلى الضفة الغربية وما جاورها، وتفتح الحدود بالقوة لاستكمال النقص في المقومات المطلوبة، لكي يتم تحرير فلسطين كلها من النهر إلى البحر بإذن الله. فهذا هو السبيل الشرعي وهو السبيل الواقعي العملي، بعيداً عن صرف الجهود بأقوال وأفعال معظمها لا تكف بأس سلاح، ولا تنكأ للعدو جراح.
فكفى قعوداً وإهداراً للوقت وتهرباً من المسؤولية، فمحرقة غزة وسط هذا الحصار الطويل، هي حدث تاريخي مهم، وفاجعة مفصلية، تؤكد على ضرورة المفاصلة بين المسلمين والمنافقين، فلا يصح أن يكون حالنا بعد غزة كحالنا قبلها، بل يجب العمل الجاد والإعداد للجهاد، لإحقاق الحق وإبطال الباطل، ويجب أن نبرأ إلى الله تعالى من كل من توطأ مع الأعداء على أهل غزة، فالبراءة من هؤلاء المتواطئن ليست من نوافل الأعمال بل هي أحد ركني التوحيد، فمناصرة الكفار على المسلمين كفر أكبر مخرج من الملة، واقرؤا قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) سورة المائدة 51، وقول الله تعالى (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) سورة البقرة 256. فهذا الحدث اختبار لنا جميعاً، ينجح فيه من اتبع الهدى، ويتردى فيه من ضل وغوى.
فنحن بحاجة إلى قيادات صادقة، تقوم بما يلزم لحشد ما يكفي من طاقات المسلمين في هذا الميدان، فالأمة تعاني إفلاسا ًهائلاً في قياداتها، رغم أن كثيراً من أبناءها يحسبون أن لديهم قيادات تقودهم إلى شاطيء الأمان، فإن لم يكن على مستوى الصف الأول من الملوك والرؤساء، فعلى الأقل على مستوى الصف الثاني والثالث، والحقيقة أن هذا وهم كبير وهو مكمن رئيسي للخلل، وبقاء فلسطين لتسعة عقود تحت الاحتلال، فضلاً عن غيرها، ناهيك عن انتشار الفقر والجهل والمرض رغم كثرة الموارد، مؤشر واضح على ذلك، فالسفينة مهما عظمت وحسنت فلن تصل إلى شاطئ الأمان، إن لم يكن لها قيادة أمينة.
فزعامات الصف الأول عرفنا أمرهم وتبعيتهم لأعدائنا، لكن الأدهى والأمر أنهم استطاعوا ترويض كثيراً من القيادات التي تليهم. فقيادات الصف الثاني ومن قرب منهم، إن لم يغيروا ما بأنفسهم من ركون ومداهنة للباطل، أو يغيَّروا، فلن تتقدم الامة في طريق تحرير الأقصى، لأن هؤلاء قد أصبحوا عقبات وحواجز في الطريق الذي يخرج الأمة من هذا التيه، مثلهم كمثل سكة حديد في مقدمتها قطار الحكام ويليه قطار قيادات الصف الثاني ومن قرب منهم، وكلا القطارين متوقفين منذ عقود في طريق تحرير فلسطين، فلا سبيل إلى الأقصى إلا بإزاحة كلا القطارين عن الطريق وتجاوزهما، ويصعب أن يتم ذلك قبل أن يستيقظ كثير من المسلمين، فيتركوا التعصب المذموم للأوطان والرجال، حكاماً أو علماءً أو قيادات للجماعات الإسلامية ، ويتركوا معارضة نصحهم وإقامة الحق عليهم، فإن لم يفعلوا فلسان حالهم يقول، إنهم يسيرون على الطريق الذي أهلك الأمم قبلنا، ولذلك فالأمة في تيه الظلمات منذ عقود، ويبدو أنهم لم يفقهوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) متفق عليه.
فيجب أن تسري فينا روح النصيحة لتصحيح المسار، وأن الحق أكبر من الجميع، وسلامة الحق مقدمة على سلامة الأوطان والرجال والأحزاب والجماعات، فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي قال (الدين النصيحة).
نعم فإن أضعناها أضعنا الدين، وتبعاً لذلك ضياعنا، فهذا واقعنا وقد قال عمر رضي الله عنه (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله) فاعتبروا يا أولي الأبصار.
وعوداً على موضوع القيادة: فالطريق لتحرير الأقصى يحتاج إلى قيادات حقيقية صادقة مستقلة قوية أمينة، تكون على مستوى هذه الاحداث الجسام، ملمة بفقه الواقع وفقه الشريعة، وينشؤون هيئة مناصحة لها فروع في أقطار العالم الإسلامي، تسعى لنشر البيان والبلاغ، وتوعية عامة أبناء الأمة شرعياً وسياسياً، وعندها تتحرر العقول من الجهل والغفلة، والنفوس من الخضوع والخنوع للحكام الخاضعين لأعدائنا.
فالمعرفة بخطورة هذا الواقع الذي نعيشه، ودور الحكام وأعوانهم فيه، هي الخطوة الأولى لتشكيل قوة دافعة في النفس، لتتحرك لتغيير هذا الواقع المظلم. وهنا لا بد من إنزال فقه الشريعة على هذا الواقع، وعندها تنضبط تحركاتنا على الطريق المستقيم، لتصحيح الأوضاع المنكرة وإزالة العدوان عن أمتنا.
كما ينبغي أن يحرص أعضاء هذه الهيئة، على أن يكونوا في مأمن من تدخل السلاطين في هيأتهم، متبرئين منهم جميعاً، حذرين من اختراقهم لهيئتهم عبر علماء السوء، كما هو حال كثير من الهيئات القائمة في بلادنا، وإن من واجبهم نشر الأحكام الشرعية ذات الصلة بهذه المواضيع، كالتأكيد على أن الجهاد متعين اليوم إلى أن تتم الكفاية، والتأكيد على الفتوى التي صدرت عن بعض أهل العلم في أحداث غزة، والمتضمنة بأن من ساعد الأعداء وظاهرهم على المسلمين، يكون مرتكباً ناقضاً من نواقض الإسلام، وما يترتب على ذلك من أحكام.
كما أضع بين يدي العلماء والدعاة بعض المقترحات في هذا المجال، راجياً بذل الجهود لاستكمال الأمر وتطويره، ومن أهم هذه المقترحات:
أولاً: القيام بعمل القوائم المتضمنة للعلماء والدعاة والمفكرين والكتاب الصادقين المناصحين لأمتهم، مع أبرز مؤلفاتهم، والعمل على نشرها بين عامة الأمة، ولا يمنع من ذلك وجود بعض الزلل غير المتعمد، فتتم الملاحظة عليه والنصح فيه، وإلا فلن يبقى لنا عالم فضلاً عمن دونه، فينبغي العمل على إبراز القيادات الصادقة الملتزمة بمنهج الإسلام.
ثانياً: تصحيح المفاهيم الشرعية في فكر وحياة الأمة. ومن الكتب المفيدة في ذلك كتاب (فتح المجيد) للشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ وهو كتاب مهم جداً لمعرفة التوحيد والتحذير من الشرك ومنه شرك القبور وشرك القصور، وكتابي الشيخ محمد قطب (مفاهيم ينبغي أن تصحح) و(هل نحن مسلمون)، وكتاب (التبيان في كفر من أعان الأمريكان) للشيخ المجاهد ناصر بن حمد الفهد فك الله أسره من سجون الرياض.
وهناك كتاب خامس مفيد، في تقييم جميع الأنظمة في العالم الإسلامي، وإن كان عنوانه خاصاً (النظام السعودي في ميزان الإسلام)، وكثير من الكتب المفيدة يتيسر قراءتها على شبكة المعلومات كموقع التوحيد والجهاد.
ثالثاً: تنبيه الأمة على أن هناك حرباً لتغيير وإماتة الأسماء والمصطلحات الشرعية، لارتكاب ما حرم الله تعالى، فيجب تفنيد ذلك وإشاعة الأسماء والألفاظ الشرعية، ومن أمثلة ذلك:
انتهاك حرمة الربا فسموه بالفائدة، وأطلقوا على البنوك الربوية البنوك التجارية.
وعندما أرادو انتهاك حرمة الخمر، أطلقوا عليه المشروبات الروحية وما شابهها من أسماء.
وعندما أرادوا محاربة ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله، سموه بالعنف والإرهاب.
ولما أرادوا إرتكاب نواقض الإسلام، وموالاة أعداء الله، أماتوا حد الردة ووصفوا كل من دعا لإقامة هذا الحد بأنه تكفيري.
ويتم الحديث عن تسمية الكافر والمرتد والزنديق والمنافق بلفظ الآخر، وينفرون عن استخدام المصطلحات الشرعية، وكذا المغالطة بحوار الأديان، وحرية الرأي وحرية التعبير والتعايش السلمي، والدول الصديقة وعقود تقديم التسهيلات لدعم السفن الحربية الصليبية، في الوقت الذي يقوم به اليهود والنصارى بقتل إخواننا في فلسطين والعراق وأفغانستان ووزيرستان والصومال وكشمير والفلبين والشيشان. فالمغالطة بالأسماء والمصطلحات باب واسع فينبغي تتبعها وكشف حقيقتها وحقيقة ناشريها.
رابعاً: القيام بعمل القوائم المتضمنة لأعدائنا من المنافقين ووسائلهم، ولاسيما الإعلامية كالصحف والكتب والمجلات والإذاعات والقنوات الفضائية، وأخطرها الأخيرتان كهيئة الإذاعة البريطانية وأخواتها وقناة الحرة وقناة العربية.
وكذلك إعداد القوائم للذين تصب جهودهم في صالح أعدائنا دون أن يشعروا، كالمرجفين والمخذلين والمثبطين من المسلمين، وذلك بالضوابط الشرعية، ونشرها على الأمة بالوسائل المتاحة لتحذرهم، مرفقين تلك القوائم بوثائق وبراهين من أقوالهم وأفعالهم، تدلل على ذلك مع تفنيدها، وأذكر هنا بقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) المائدة 8.
فكشف حقيقة المنافقين منهج قرآني، كما أجمع العلماء على وجوب كشف المنافقين والمبتدعين، وقد سئل الإمام أحمد رحمه الله: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك، أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال (إذا قام وصلى واعتكف، فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع، فإنما هو للمسلمين. هذا أفضل). انتهى كلامه.
فالأمة بحاجة ماسة اليوم، وخاصة بعد هذه الحرب على غزة، أن تعرف المنافقين على جميع الأصعدة، لتحذرهم فتجاهدهم، كما في قوله تعالى (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) سورة المنافقون 4
وقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) سورة التوبة 73
فخلاصة القول: لا بد من قادة صادقين وتوعية شرعية وسياسية وجهاد في سبيل الله وكشف لحقيقة المنافقين وتمايز ومفاصلة معهم، مع العلم أن المفاصلة هي أمر قائم من جهة الحكام، فلديهم أجهزة أمنية يصل تعداد أفرادها إلى مئات الألوف، ترصد الناصحين لأمتهم، وتتجسس عليهم، وتعد بهم قوائم تسمى سوداء لمحاربتهم بطرق عدة، إغراء وإغواء، وفصلاً وسجناً، ومنعاً من السفر، ومطاردة وتشويهاً لسمعتهم، بل وقتلاً، وذلك كله للحيلولة بينهم وبين منابر التوجيه، لنصح أمتهم وتحذيرها من مؤامراتهم، وفي المقابل انفردوا هم وعلماؤهم وإعلامهم بالدجل على الأمة وتضليلها. وفيما يخص قوائم أعدائنا، فنظراً لضيق المقام فسأكتفي بوصف كبار أئمتهم في بلادنا. ففي هذه الأحداث تمايز الناس، وخاصةً السادة والكبراء حكاماً وعلماء، وقد بدا واضحاً أن بعض حكام العرب، تواطؤوا مع التحالف الصليبي الصهيوني على أهلنا، وهم من تسميهم أمريكا بحكام دول الاعتدال. وفي الحقيقة أن دول العالم الإسلامي من اندونيسيا إلى موريتانيا بلا استثناء، تنقسم إلى قسمين اثنين: دول معوجة ودول أكثر اعوجاجاً والإسلام بريء من حكامها جميعاً.
ولا يخفى أن مما ساعد الجماعة الأولى في صدر الإسلام، على أن يصلب عودها ويقوى عمودها، لتحمل أعباء إقامة الدولة الإسلامية، عدد من الأمور كان من أهمها بعد الإيمان الصحيح والزهد، التمايز بين المؤمنين والمنافقين، فالأحداث العظام والمصائب الجسام ولا سيما الحروب والصدمات، نفضت الخبيث عن الطيب وميزت الصادق من المنافق، كما في قوله تعالى (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ) سورة آل عمران 166-167
وإن من المصائب التي وقعت على المسلمين يوم أحد، أن ثلث الجيش خضع وانقاد لرأس المنافقين ابن سلول، فانخذل بهم وأمرهم أن لا يقاتلوا الأعداء، وأما اليوم فجميع الجيوش الرسمية للأمة تحت قيادة المنافقين من حكام المنطقة، كما أن معظم الجيوش غير الرسمية تحت قادة الجماعات الإسلامية، وكثير منهم يرون أن هؤلاء الحكام ولاة أمر شرعيين، يحرم الخروج عليهم، فكيف لاتتوالى علينا المصائب؟! وقد بدا ذلك واضحاً في خذلان هذه الجماعات لغزة وأهلها، وهم ينتظرون إذناً من المنافقين حتى يجاهدوا، فأي استغفال هذا للشباب المسلم!
فالواجب أن نبعد المنافقين والمخذلين عن ميادين القيادة والتوجيه، كما فعل الصحابة رضي الله عنهم بعد غزوة أحد، فلما قام ابن سلول ليخطب بالمسلمين كما كان يفعل من قبل، وكان سيداً في قومه يريد بذلك أن يحافظ على مكانته في توجيه الجماعة الأولى، أخذ الصحابة بثيابه من نواحيه وقالوا "اجلس أي عدو الله لست لذلك بأهل وقد صنعت ما صنعت".
فما أكثر الرجال الذين يعتلون منابر التوجيه بصورها المختلفة، ليخادعوا الأمة لتلتف حول حكام المنطقة المنافقين، ويخذلوها عن القتال لتحرير فلسطين، فما أحرانا أن نقول لكل واحد من هؤلاء مواجهة أو عبر الهاتف كما قيل لرئيسهم الأول ابن سلول "اجلس أي عدو الله لست لذلك بأهل وقد صنعت ما صنعت". فما فعله الصحابة رضي الله عنه بابن سلول هو فضح وإزالة له عن منابر التوجيه في الجماعة المسلمة، حتى لا يعيد الكرة في غزوة أخرى، فينثني بثلث الجيش وتتكرر المصائب، وهذا ما ينبغي علينا فعله، فالمنافقون والمخذلون يكررون علينا المصائب منذ عقود.
فهذه بعض المقترحات، أرجو أن تصب في صالح المشروع العام لإنقاذ الأمة وفك وكسر القيود التي كبل بها كثير من أبنائها، فيتحررون منها، وينطلق منهم من يكفي بما يلزم للقيام بأوجب الوجبات بعد الإيمان، دفع العدو الصائل، الذي يفسد الدين والدنيا. وإن فك حلقة من حلقات السلسة الغليظة الملقاة على رقابنا، تعيننا على إسقاط وطرح لبقية الحلقات بإذن الله.
فالفرصة متاحة اليوم، للقيام بهذا الواجب في عدد من ساحات الجهاد المفتوحة، وخاصة في العراق وأفغانستان وباكستان والصومال والمغرب الإسلامي. فأرجوا الله أن يوفقنا لنصرة الدين وللجهاد في سبيله، حتى نحرر بلاد المسلمين، ولا سيما العراق لننطلق منها إلى فلسطين.
وختاماً، أذكر أمتي بأهمية تعاهد قلوبنا بمقويات الإيمان، وتجنيبها مواطن الفتن والنفاق، ويعيننا على ذلك: أن تكون ألسنتنا رطبة بذكر الله تعالى، وقرآءة جزء يومياً من القرآن الكريم بتدبر وتفكر، فهو يجلي القلوب وينير العقول، ويبصرنا بالصفات المشتركة لأعدائنا، من المشركين والمنافقين على مر العصور. واقرؤا قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) سورة يونس 57
وكذلك أذكر بأهمية قراءة الكتب المقترحة، ومتابعة كتيبات القوائم والاطلاع عليها ونشرها، لأنها منارات وسط ظلمات الهجمات الداخلية والخارجية علينا.
وأخيراً، أحرض نفسي وإخواني بهذه الأبيات:
وتسألني عزائمنا علام الجبن والخور
وقد ملأت عوالمنا طواغيت لها صور
ليوهنوا من عقيدتنا وفيهم يكمن الخطر
أخي يا قوة عظمى سبيل الله غايتك
أأنت الموت تخشاه وأنت الموت جنتك
عمود الدين لا يقوى بتصويت وتخذيل
فغير السيف لا يجدي يميناً فتية الجيل
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذلُّ فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر.
اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم انصر المجاهدين في كل مكان وتقبل شهداءهم واشف جرحاهم وفك أسراهم إنك على كل شيء قدير.
اللهم عليك بالتحالف الصليبي الصهيوني ومن ناصرهم.
اللهم لا حول لنا ولا قوة إلا بك فأمدنا بمدد من عندك وانصرنا على القوم الكافرين.
وصلي اللهم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
لتحميل الخطاب اضغط على أحد الروابط التالية:
جودة عالية
106.3 MB
http://www.archive.org/download/Khot...BLPalestine.rm
http://ia331416.us.archive.org/3/ite...BLPalestine.rm
ftp://ia331416.us.archive.org/3/item...BLPalestine.rm
http://www.sendspace.com/file/9eoln3
http://www.sendspace.com/file/ijizno
http://www.sendspace.com/file/pgzpqg
http://www.sendspace.com/file/3tdt5q
http://www.zshare.net/download/57036910f5df7642
http://www.zshare.net/download/57036953dc3b76dd
http://www.zshare.net/download/570369679fe5dbc0
جودة منخفضة
28.3 MB
http://ia331428.us.archive.org/0/ite...UBPalestine.rm
http://ia331428.us.archive.org/0/ite...UBPalestine.rm
جوال
7.8 MB
http://www.archive.org/download/Khot...LPalestine.3gp
http://ia331416.us.archive.org/3/ite...LPalestine.3gp
ftp://ia331416.us.archive.org/3/item...LPalestine.3gp
صوت
28.7 MB
http://www.archive.org/download/Khot...LPalestine.mp3
http://ia331416.us.archive.org/3/ite...LPalestine.mp3
ftp://ia331416.us.archive.org/3/item...LPalestine.mp3
مفرغة
عربي
http://ia331416.us.archive.org/3/ite...t/khotowat.doc
ftp://ia331416.us.archive.org/3/item...t/khotowat.doc
EGNLISH
http://ia331416.us.archive.org/3/ite...l-Awwa1430.doc
http://www.archive.org/download/Khot...l-Awwa1430.doc
تعليق