كثيرة هي صور البطولة والفداء التي ظهرت خلال معركة الفرقان وبدأ الناس يتناقلونها بينهم بعدما انجلى غبار المعركة القاسية والتي ارتقى خلالها ما يزيد عن ألف وثلاثمائة من الشهداء وخمسة آلاف وخمسمائة من الجرحى جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ .
المعركة غير المتكافئة التي دارت رحاها بين رجال المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام وبين العدو الصهيوني المدجج بالسلاح والعتاد والمجند لأجل حمايته وتأمين الطرق له كل التكنولوجيا الحديثة وأكثر الأسلحة الجوية تطوراً في العالم, أظهرت نتائجها التي خلص إليها بعد المعركة أن عجزاً واضحاً للعدو الصهيوني على مواجهة رجال القسام في الميدان وبدا واضحاً أيضاً الجبن الكبير الذي يتمتع به جنود العدو الصهيوني الذي طالما وصف بالجيش الذي لا يقهر .
هو مجاهد قسامي باع النفس رخيصة لله عز وجل واشترى جنة الفردوس ورضا الرحمن, وارتضى لنفسه القتل شهيداً مقبلاً غير مدبر, فخاض معركة تسجلها صفحات التاريخ بعزة وكرامة على ورق ناصع البياض بمداد الدم الطاهر .
استعداد للمواجهة
" كانت الأجواء قاسية جداً فالعدو الصهيوني استعان خلال محاولة التوغل في المنطقة بكافة الأسلحة الحديثة وضرب براً وبحراً وجواً, رغم ذلك قمنا بتحديد مكان ننصب فيه كميناَ للقوات الصهيونية سواء أكانت قوات صهيونية راجلة أو رتل من الآليات والدبابات, فالهدف واحد وهو إيقاع القتل في صفوف الصهاينة المجرمين, نصبنا الكمين بشكل محكم بجوار منزل يتكون من ثلاث طبقات وقمنا بوضع نقطة الرصد في الطابق الأخير من المنزل , وراقبنا المكان جيداً "
وبدأ التقدم المنتظر
" عند دخول ساعات الفجر الأولى بدأت الدبابات الصهيونية بالاقتراب من المكان وقد صاحب ذلك غطاء كثيف من الطيران الحربي الصهيوني بكافة أنواعه ومع تقدم الأرتال والقوات قام الصهاينة بقصف الطابق الأخير من المبنى والذي تتواجد فيه نقطة الرصد الوحيدة لمكان الكمين المحكم مما أدى إلى تشويش الكمين وإفشال العمل بالعبوات الموجودة فيه, لكننا بقينا على أمل بالله عز وجل أن ينجح كميننا ويمكننا من رقاب عدونا, نزلنا جميعاً وكان عددنا لحظتها ثلاثة وجلسنا في الطابق السفلي من المنزل, وفي تمام الساعة الرابعة فجراً سمعنا أصوات الجنود الصهاينة وهم يتكلمون اللغة العبرية, ورأينا أضواء كشافاتهم, وهنا أخذنا مواقعنا وجلست أنا في زاوية المنزل وجهزت سلاحي
وحان الموعد مع المواجهة المرتقبة
" بدأت القوات الصهيونية بالدخول إلى المنزل من ثلاث نقاط حيث دخلت مجموعة من نافذة وآخرين من نافذة ثانية بينما دخلت المجموعة الثالثة من الباب الرئيسي للمنزل, كان عدد الجنود الصهاينة على أقل تقدير يتراوح ما بين عشرين إلى ثلاثين جندياً على أقل تقدير . بقيت أنتظر زحفهم من مكاني على أحر من الجمر, ولما اقتربت مجموعة الجنود من الزاوية التي أتمركز فيها ومن على بعد مترين فقط وأشهد الله على ذلك بدأت بإطلاق النار وبشكل كثيف وسريع على المجموعة الصهيونية لأراهم بعد قليل أمامي صرعى وقتلى يصرخون صراخ المهزوم الخائف " .
كالعادة صراخ وخوف وهروب من الموت
" بعد أن سمع الجنود الباقون صوت إطلاق النار وصوت الجنود الذين يصرخون انسحبوا بشكل سريع من المنزل, حين علموا وتأكدوا أن مجاهداً موجوداً في المنزل وهو الذي أطلق النار, فهم عدو لا يعرف المواجهة الحقيقية بل يعتمد على القتل والغدر . انسحب باقي الجنود وبقي الجرحى والقتلى ينزفون فقمت بتأكيد قتلهم وإطلاق النار عليهم مرة أخرى بما يكفي لـتأكدي من قتلهم . بقي العدو الصهيوني بكل ما معه من عتاد وقوة ساعة كاملة صامتاً لا يدري ماذا يفعل , وبعد تلك الساعة بدؤوا بإطلاق القنابل الدخانية والصوتية على المكان الذي أتواجد فيه في محاولة لإخافتي, في ذلك الوقت ومن شدة قوة الصوت فقدت القدرة على السمع نهائياً, وقمت باستغلال الدخان والصوت الذي أحدثته القنابل الصوتية والدخانية وانسحبت إلى الطابق الثالث الذي تم قصفه قبل دخول القوات الصهيونية, كان ذلك في تمام الساعة السادسة صباحاً وبعدها لم تتقدم القوات الصهيونية للمنزل بل أرسلت كلاباً لسحب جثث الجنود الملقاة في الطابق السفلي "
الاستقواء بالجو بعد الهروب من المواجهة
" لم يتقدم منهم أحد حتى تمام الساعة الرابعة والنصف مساء, في تلك الساعة أخذت طرفاً من المنزل, وبدأت أصلي العصر بعد أن أخرته بسبب الوضع الأمني والميداني الساخن وعندما سلمت التسليمة الثانية فقدت الوعي تماماً ولم أرى نفسي إلا تحت الأنقاض وقد تدخلت عناية الرحمن ولم أصب إلا ببعض الخدوش والرضوض وكان ظنهم أنني أصبحت أشلاء بفعل قصفهم للمنزل لكن الله كتب لي البقاء ".
عناية الله تتدخل
" بقيت أحاول الخروج من تحت الأنقاض مدة ساعتين أو يزيد عانيت خلالها معاناة شديدة لكن الله وفقني في الخروج من تحت الأنقاض والانسحاب, وكنت أردد قول الله تعالى " وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون " واستطعت الخروج من بين أرتال الدبابات وبعيداً عن عيون القناصة في تمام الساعة الثامنة مساء حتى وصلت إلى منزل يبعد عن المنزل الذي كنت فيه حوالي كيلو متر واحد وتم نقلي من هناك إلى المستشفى للعلاج ". وهكذا انتهت قصة بطولية أخرى سطرها مجاهدو القسام في شمال العزة والبطولة, في معركة شهد التاريخ بأنها أسطورة العصر الحديث, فشعب البطولة المحاصر في غزة منذ ثلاثة أعوام يخرج منتفضاً لينفض عن الأمة بجهاده وتصديه وصبره غبار الذل, وليفتح بعدها صفحة جديدة ناصعة من صفحات التاريخ التي كتبت يوماً أن العرب قالوا عن جيش الصهاينة أنه لا يقهر, ولكن الصفحة التي فتحتها المقاومة كتب في مقدمتها جيشنا هو الذي لا يقهر وجيشهم يقهر ويهزم تحت سنان العز المرتبطة بالإيمان المستوحى من آيات الأنفال والتوبة والأحاديث الصحاح , فهنيئاً لمن افتتحها والبشرى لمن سيكمل المشوار .
المعركة غير المتكافئة التي دارت رحاها بين رجال المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام وبين العدو الصهيوني المدجج بالسلاح والعتاد والمجند لأجل حمايته وتأمين الطرق له كل التكنولوجيا الحديثة وأكثر الأسلحة الجوية تطوراً في العالم, أظهرت نتائجها التي خلص إليها بعد المعركة أن عجزاً واضحاً للعدو الصهيوني على مواجهة رجال القسام في الميدان وبدا واضحاً أيضاً الجبن الكبير الذي يتمتع به جنود العدو الصهيوني الذي طالما وصف بالجيش الذي لا يقهر .
هو مجاهد قسامي باع النفس رخيصة لله عز وجل واشترى جنة الفردوس ورضا الرحمن, وارتضى لنفسه القتل شهيداً مقبلاً غير مدبر, فخاض معركة تسجلها صفحات التاريخ بعزة وكرامة على ورق ناصع البياض بمداد الدم الطاهر .
استعداد للمواجهة
" كانت الأجواء قاسية جداً فالعدو الصهيوني استعان خلال محاولة التوغل في المنطقة بكافة الأسلحة الحديثة وضرب براً وبحراً وجواً, رغم ذلك قمنا بتحديد مكان ننصب فيه كميناَ للقوات الصهيونية سواء أكانت قوات صهيونية راجلة أو رتل من الآليات والدبابات, فالهدف واحد وهو إيقاع القتل في صفوف الصهاينة المجرمين, نصبنا الكمين بشكل محكم بجوار منزل يتكون من ثلاث طبقات وقمنا بوضع نقطة الرصد في الطابق الأخير من المنزل , وراقبنا المكان جيداً "
وبدأ التقدم المنتظر
" عند دخول ساعات الفجر الأولى بدأت الدبابات الصهيونية بالاقتراب من المكان وقد صاحب ذلك غطاء كثيف من الطيران الحربي الصهيوني بكافة أنواعه ومع تقدم الأرتال والقوات قام الصهاينة بقصف الطابق الأخير من المبنى والذي تتواجد فيه نقطة الرصد الوحيدة لمكان الكمين المحكم مما أدى إلى تشويش الكمين وإفشال العمل بالعبوات الموجودة فيه, لكننا بقينا على أمل بالله عز وجل أن ينجح كميننا ويمكننا من رقاب عدونا, نزلنا جميعاً وكان عددنا لحظتها ثلاثة وجلسنا في الطابق السفلي من المنزل, وفي تمام الساعة الرابعة فجراً سمعنا أصوات الجنود الصهاينة وهم يتكلمون اللغة العبرية, ورأينا أضواء كشافاتهم, وهنا أخذنا مواقعنا وجلست أنا في زاوية المنزل وجهزت سلاحي
وحان الموعد مع المواجهة المرتقبة
" بدأت القوات الصهيونية بالدخول إلى المنزل من ثلاث نقاط حيث دخلت مجموعة من نافذة وآخرين من نافذة ثانية بينما دخلت المجموعة الثالثة من الباب الرئيسي للمنزل, كان عدد الجنود الصهاينة على أقل تقدير يتراوح ما بين عشرين إلى ثلاثين جندياً على أقل تقدير . بقيت أنتظر زحفهم من مكاني على أحر من الجمر, ولما اقتربت مجموعة الجنود من الزاوية التي أتمركز فيها ومن على بعد مترين فقط وأشهد الله على ذلك بدأت بإطلاق النار وبشكل كثيف وسريع على المجموعة الصهيونية لأراهم بعد قليل أمامي صرعى وقتلى يصرخون صراخ المهزوم الخائف " .
كالعادة صراخ وخوف وهروب من الموت
" بعد أن سمع الجنود الباقون صوت إطلاق النار وصوت الجنود الذين يصرخون انسحبوا بشكل سريع من المنزل, حين علموا وتأكدوا أن مجاهداً موجوداً في المنزل وهو الذي أطلق النار, فهم عدو لا يعرف المواجهة الحقيقية بل يعتمد على القتل والغدر . انسحب باقي الجنود وبقي الجرحى والقتلى ينزفون فقمت بتأكيد قتلهم وإطلاق النار عليهم مرة أخرى بما يكفي لـتأكدي من قتلهم . بقي العدو الصهيوني بكل ما معه من عتاد وقوة ساعة كاملة صامتاً لا يدري ماذا يفعل , وبعد تلك الساعة بدؤوا بإطلاق القنابل الدخانية والصوتية على المكان الذي أتواجد فيه في محاولة لإخافتي, في ذلك الوقت ومن شدة قوة الصوت فقدت القدرة على السمع نهائياً, وقمت باستغلال الدخان والصوت الذي أحدثته القنابل الصوتية والدخانية وانسحبت إلى الطابق الثالث الذي تم قصفه قبل دخول القوات الصهيونية, كان ذلك في تمام الساعة السادسة صباحاً وبعدها لم تتقدم القوات الصهيونية للمنزل بل أرسلت كلاباً لسحب جثث الجنود الملقاة في الطابق السفلي "
الاستقواء بالجو بعد الهروب من المواجهة
" لم يتقدم منهم أحد حتى تمام الساعة الرابعة والنصف مساء, في تلك الساعة أخذت طرفاً من المنزل, وبدأت أصلي العصر بعد أن أخرته بسبب الوضع الأمني والميداني الساخن وعندما سلمت التسليمة الثانية فقدت الوعي تماماً ولم أرى نفسي إلا تحت الأنقاض وقد تدخلت عناية الرحمن ولم أصب إلا ببعض الخدوش والرضوض وكان ظنهم أنني أصبحت أشلاء بفعل قصفهم للمنزل لكن الله كتب لي البقاء ".
عناية الله تتدخل
" بقيت أحاول الخروج من تحت الأنقاض مدة ساعتين أو يزيد عانيت خلالها معاناة شديدة لكن الله وفقني في الخروج من تحت الأنقاض والانسحاب, وكنت أردد قول الله تعالى " وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون " واستطعت الخروج من بين أرتال الدبابات وبعيداً عن عيون القناصة في تمام الساعة الثامنة مساء حتى وصلت إلى منزل يبعد عن المنزل الذي كنت فيه حوالي كيلو متر واحد وتم نقلي من هناك إلى المستشفى للعلاج ". وهكذا انتهت قصة بطولية أخرى سطرها مجاهدو القسام في شمال العزة والبطولة, في معركة شهد التاريخ بأنها أسطورة العصر الحديث, فشعب البطولة المحاصر في غزة منذ ثلاثة أعوام يخرج منتفضاً لينفض عن الأمة بجهاده وتصديه وصبره غبار الذل, وليفتح بعدها صفحة جديدة ناصعة من صفحات التاريخ التي كتبت يوماً أن العرب قالوا عن جيش الصهاينة أنه لا يقهر, ولكن الصفحة التي فتحتها المقاومة كتب في مقدمتها جيشنا هو الذي لا يقهر وجيشهم يقهر ويهزم تحت سنان العز المرتبطة بالإيمان المستوحى من آيات الأنفال والتوبة والأحاديث الصحاح , فهنيئاً لمن افتتحها والبشرى لمن سيكمل المشوار .
تعليق