استخلاص من كتاب " فلسفة المواجهة وراء القضبان "
زاد وعدل عليه بتصرف جليبيب القندهاري
كيف تواجه المحقق
لشعبنا المسلم في بلاده المحتلة والمغتصبة خبرة طويلة تراكمية في أقبية التحقيق، وزنازين الاعتقال وسجون الاحتلال الصهيوني وسجون الدول العربية والأجنبية، بدأ بتجميعها منذ بداية الصراع العربي الصهيوني، بل منذ اعتلاء طواغيت الحكم في بلادنا لأزمة الأمور وما زال مستمرا بذلك.
كذلك فإن للإحتلال الصهيوني مدرسته العنصرية التلمودية ولطواغيت الحكم في بلادنا أساليبهم الدنيئة أيضا في التحقيق مع المعتقلين واستخدام مختلف الوسائل للحصول منهم على معلومات، الهدف منها تثبيت إدانتهم بالتهم الموجهة إليهم، ثم استعمال المعلومات التي يحصلون عليها في التحقيق، لكشف جوانب العمل السري المتعلقة برفاقهم، ومحاربة المجاهدين الآخرين، وإحباط جهادهم .
ومن أجل تثقيف المجاهدين، قامت مجموعة من الأسرى الذين خبروا التحقيق والسجون، قبل عدة سنوات، بإصدار كتاب بعنوان، "فلسفة المواجهة وراء القضبان ".
يحدد مجموعة من المفاهيم والبديهيات، ولخص مجموعة من التجارب، ويبين الأساليب المختلفة التي يتعرض لها المعتقلون في معتقلات العدو الصهيوني وغيرها، في محاولة منهم لتسليح المناضلين ضدهم، بالمعرفة المسبقة والعلمية حول التحقيق وأساليبه، لمساعدتهم على الصمود والتحدي أمام المحققين، ولحماية الجهاد والمجاهدين الآخرين، وذلك بتعريفهم بما ينتظرهم في أقبية التحقيق، وشرح أفضل الطرق للتعامل مع المحققين، فلا يفاجئون مفاجأة قد تدفعهم إلى الانهيار.
ونظرا لعدم توفر الكتاب في الأسواق، ولأن سلطات الاحتلال وطواغيت الحكم العملاء يمنعون هكذا كتب، ولأن الكتاب في 250 صفحة، لا يستطيع أن يقرأه الجميع، فقد قمنا بدراسته واستخلاص مفاهيم وتوصيات ونقاط محددة ومختصرة منه، ليستفيد منها كل مجاهد ، مهما كان مستواه الثقافي والتعليمي، وحتى نوفر الوقت لمن لا يملكه ونوفل تناقله أيضا ..
ونلفت انتباه المجاهدين، إلى أن الطواغيت والعدو الصهيوني قد يلجؤون إلى أساليب أخرى غير ما ورد هنا، نظرا لتمرسهم وإبداعهم وتبادلهم الخبرات في مجال التعذيب والتحقيق، لكننا نؤكد أن قراءة هذه الأوراق المبسطة، تساعد على أن يدرك المعتقل ما يدور حوله خلال التحقيق، وحجم ما يمكن أن يتعرض له، ليستطيع بعد ذلك حماية نفسه من الانهيار.
ومن المهم أن نؤكد أننا لا نضع أية حقوق ملكية على هذه الدراسة، تماما مثل الذين ألفوا الكتاب الأصلي، ومن الممكن لأي مجاهد أن يصورها ويمررها للمجاهدين الآخرين للاستفادة منها، بل إننا نرجوه أن يفعل ذلك..
وسوف ننشر الدراسة مقسمة إلى صفحات عادية، ليتمكن أي شخص من تصويرها، ولتسهيل تداولها والتعامل معها، عسانا نكون قد قدمنا هذه الخدمة للمجاهدين، لحمايتهم وحماية دعوتهم وجهادهم ..
خطوات الاعتقال
قد يداهمون بيتك، أو مقر عملك، أو يعتقلونك من الشارع، وإذا طلبوا منك التوقيع على أية ورقة، فلا تفعل ذلك، ولا تقر بتوقيعك أنهم لم يأخذوا شيئا منك أو من المكان الذي أخذوك منه.
سيدفعونك بعنف إلى داخل السيارة، وربما يلقوك في صندوق السيارة الخلفي وربما يمددونك تحت أرجلهم، ويضربونك بالبنادق، ويدوسون عليك، كما يمكن أن يغموا عينيك ويكبلوا يديك، حتى وصولك إلى مكان الاعتقال، دون أن يخلو الأمر من شتائم وإهانات.
يسلمونك إلى الجهة التي ستكون مسؤولة عنك خلال التحقيق، حيث يفك قيدك مؤقتا، وتنزع الغمامات عن عينيك، ثم تستبدل ملابسك، وتفتش وتصادر أغراضك، وبعضها يوضع في الأمانات. بعد ذلك مباشرة، أو بعد حين، يقص شعرك، ثم توضع على صدرك لوحة ثم تصور كالمجرمين من كل الجهات، وتؤخذ بصمات أصابعك جميعها.
يعاد تكبيلك وتغميم عينيك، وتنقل إلى الزنزانة مع الضرب والشتم، وللوصول إلى الزنزانة، يسيرون بك مسافات طويلة جدا، ويركبونك في مصاعد ويهبطون ويصعدون أدراجا متكررة، لخلق حالة من الضياع والتهويل لديك، حيث أنهم يدورون في دوائر محددة، لا تلاحظها بسبب تغميم عينيك.
يضربونك ويشتمونك قبل بدء التحقيق بطرق مختلفة، ويسمعونك أنين بعض المعتقلين، وقد يفتحون عينيك في بعض الغرف لترى بعض أدوات التعذيب.
تمنع من الكلام ورفع الصوت بل وقراءة القرآن أو الصلاة بصوت مرتفع ليحافظوا على هدوء سجنهم ويضفوا عليه الرهبة بالصوت الوحيد لطاقات زنازنهم التي تفتح وتغلق كلما مروا بمعتقل من الممرات .
انشغل بحفظ القرآن ومطالعته والصلاة والعبادة وإذا استطعت أن تغافل الحرس أو تستغل فترة تغيير شفتاتهم أو أوقات رفع صوتهم بالمزاح مع بعضهم أو غير ذلك برفع صوتك ببعض الآيات والعظات تثبت بها إخوانك المعتقلين الآخرين وتكسر بها حاجز الهدوء المصطنع تكون قد حققت نصرا في الاعتقال .
قد لا يبدأ التحقيق معك في اليوم الأول أو الثاني،إن الزمن يفقد قيمته عندهم،إلا إذا كانوا هم في عجلة من أمرهم. كل شيء هناك بطيء،فلا تتأثر نفسيا وحافظ على ثباتك وصلابتك التي دفعتك إلى بذل روحك في الجهاد.
بدايات التحقيق:
يقودونك من الزنزانة مغمم العينين، مكبل اليدين.. محاطا بجنود ، يدفعونك ويجرونك بهمجية.
قد يمررونك خصيصا في مناطق تسمع فيها أصوات عذاب وألم وضرب.
من حقك أن تنام وتأكل وتشرب وتستعمل المرافق الصحية، ولكن هذه الحقوق ليست مضمونة أبدا، فيمنعونك عنها أحيانا، ويستعملونها للضغط عليك ولمضايقتك، خصوصا النوم ... وعليك أن تصمد .
تعود على زنزانتك وتآنس فيها بكتاب الله وبعبادة ربك وذكره { أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } فزنزانتك بر الأمان المرحلي لك ، وفيها ستعزل عن العالم وعن الأخبار.
وقد يسمعونك هم بعض الأخبار التي يريدونها وقد تكون كاذبة فإياك أن تثق بهم ، إياك أن تصدق أنك أصبحت وحيدا، بل عليك أن تتذكر دائما أن الله معك بمعية النصرة فقد نصرت دعوته ودينه وجاهدت في سبيله ولينصرن الله من ينصره ؛ وتذكر أن إخوانك في الخارج لا ينسونك بالدعاء ، وأن الدعوة والجهاد لا ينقطع باعتقالك ، وأن أهلك وإخوانك يهمهم ويرفع معنوياتهم ثباتك و صمودك، ويفعلون المستحيل لإنقاذك وإخراجك .
ثم تبدأ مراحل التحقيق: إنسان ذو قضية، مجاهد عقائدي وحيد صلب عنيد، معزول لا يملك سلاحا إلا إيمانه بأن الله معه وكفى بذلك سلاحا يقهر به الجبابرة ، وثباته واحتماله وصموده عزة له ولدينه وأن الله لا يضيع ذلك له بل محصيه مدخر لأجره وثوابه ، وهذا هو أنت، في مواجهة موظف ينتظر راتبه في نهاية الشهر، بلا عقيدة أو مبدأ، يستمد قوته من رتبته وجدران قلعته، ومن أسلحة آلاف الجنود الذين يحيطون به، دون أن يكون لهم أي شأن معك، ومن صلاحيات محددة له لا يستطيع تجاوزها، وهذا: هو المحقق.
والمكان: ساحات وأقبية وغرف التحقيق :
فتارة يحقق معك في غرفة يجلس فيها المحقق إلى مكتب وربما حقق معك وأنت واقف أمامه بعيدا عن المكتب كي لا تنظر إلى أوراقه بعد نزع العصابة عن عينيك وربما حقق معك وأنت مغمى العينين في بعض الأوقات وربما أجلسك على كرسي مقابل له بعيدا عن مكتبه .. وربما حقق معك في ساحة التعذيب ويتعمد أن يريك العصي المكسرة على أرجل آخري والعصي الأخرى التي تنتظرك وأدوات التعذيب ويتجاذبك جنودهم ويسبوك ويهددوك وقد يكونوا في هذه الأوقات مقنعين كي يدخلوا الخوف إلى نفسك فلا تخشهم وتذكر أنهم جميعا ذباب ولا يساوون عند الله جناح بعوض لأنهم لا مبدأ لهم ولا عقيدة ولا غاية إلا راتبهم ورضى أسيادهم ..
لا تخش كثرتهم فهم همج الورى وذبابه؛ أتخاف من ذبان؟
وتأكد أنك أعظم منهم في نفوسهم فهم يعرفون في قرارة أنفسهم حقارتهم وويعلمون عزتك وإن كتموا ذلك عنك لأنك صاحب مبدأ وعقيدة وجهاد وأنك مهما كنت وحيدا فأنت عزيز بهذه العقيدة ولذلك فهم مهزومون نفسيا أمامك وإن قلوا أدبهم وتطاولوا عليك إرضاء لأسيادهم.
التحقيق والمحققون
الامتناع عن كتابة الإفادة بداية التمرد والتحدي.
كل المعلومات مهما صغرت أو بدت لك تافهة، تكون هامة بالنسبة للمحقق.
تذكر أن للتحقيق نهاية مهما طال، وأنه سيصبح ذكريات، فاجعله ينتهي دون اعتراف ودون استسلام.
في أول لقاء، يكون المحقق قد جمع عنك بعض المعلومات، تنبه : هذا لا يعني انه يعرف كل شيء، لكنه يحاول أن يوحي بذلك خلال التحقيق. إنه لا يستطيع معرفة وضعك النفسي، لكنه يحاول أن يفهمه من تصرفاتك وردود فعلك. إنه لا يعرفك، ومن أهدافه الحقيقية، التعرف على شخصيتك لفهمها، وهو بحاجة لهذه المعرفة لبناء خططه لمهاجمتك وتفسيخ ثقتك بنفسك لتوصيلك إلى الطاعة والتعاون. إنه لا يعرف إن كنت ستصمد أو تنهار، فاخلق عنده فكرة صمودك وصلابتك من البداية، ولا تقدم له ما يفيد خططه.
لا تنس أن رجل التحقيق موظف بأجر، ويعتبر التحقيق معك عملا روتينيا، وقوته نابعة من صلاحياته لا من شخصيته وأنه يمل ويتعب . بينما تمثل أنت القطب المقابل، وقوتك ناتجة عن إيمانك ، كما إنك مجاهد مأجور إن شاء الله من الرب المطلع على أخوالك في كل لحظة في الزنزانة وفي الساحة وفي مكاتب التحقيق ولذلك فأنت تنتظر أجره وحده ولا تنتظر أجرا من أحد من البشر، لهذا كن أقوى لأنك فعلا أقوى.
تأكد أن الصراع بينك وبين المحقق لا يحسم إلا في نهاية التحقيق، وحسمه يعتمد على صلابتك، ونجاح المحقق يعني سيطرته عليك وعلى إخوانك وعلى دعوتك وجهادك إثبت فأنت على ثغرة وحاذر أن يؤتى الجهاد من جهتك .
تذكر دائما أن المحقق لا يمكن أن يكون صديقا، ولا رؤوفا بك، فهو وحش وعدو، لكنه قادر بحكم صلاحياته، أن يبدل لونه وأسلوبه ؛ فلا تثق بوعوده وعهوده وإياك أن تصدقه وتسلم بكلامه ولو حلف لك الأيمان المغلظة.
مبدأ هام: الأغبياء فقط يصدقون المحققين .
لا تقاطع المحقق أبدا خلال التحقيق، فهو لا يعنيك.
فشل ونجاح المحقق:
مبدأ هام: المحقق قابل للتضليل بسهولة.
ولا تحزن أو تغير طريقتك إذا اكتشفوا أنك تكذب ولو وصفوك بالشيخ الكذاب أو الدجال أو غير ذلك فأنت لا يهمك إحترامهم بل يهمك أن لا يؤتى الدين والجهاد وإخوانك من قبلك ... وثق تماما أنهم في قرارة أنفسهم يحترمون صمودك وثباتك ولو كذبت عليهم ويحتقرون من يفشي أسرار إخوانه ويسلمهم لهم ولو أظهروا له الإحترام والتكريم .
إذا اجتزت التحقيق بسلام فإنك تزداد صلابة وقوة واحتراما.
إذا فشل المحقق في نقطة ما، فهو يعود للتجربة مرة أخرى، ودائما يحاول المحاولة الأخيرة، فاجعلها تفشل.
إذا استبدلوا محققا بعد فشله معك بمحقق آخر، أي إذا استبدلوا موظفا بموظف آخر، فإن هذا يحصل بسبب نجاحك، والمحقق الثاني سيبدأ ضعيفا بسبب فشل المحقق الأول، فضاعف صمودك، لأن المحققين يتراجعون أمام مجاهد صلب لا يلين.
وسائل المحقق تجريبية، وأنت من يقرر فشلها أو نجاحها.
عند فشل التحقيق مع أحد المجاهدين الصامدين، قد يدفع به إلى السجن، مع موقوفين آخرين، وقد تتاح له فرصة الاحتكاك مع مجاهدين آخرين، بوجود بعض الجواسيس، فربما يكشف خلال الحديث معهم، بعض المعلومات السرية.
مجريات وأساليب التحقيق:
المحقق يعمل دائما وفق طرق محددة ومنهج محدد، وليس لديه مبادرات ذاتية، ويحاول أن يظهر لك أنه عالم نفس ليضمن تفوقه عليك، بينما أنت حر في اختيار وسائلك، فأفشل طرقه وتمرد، وابق دائما متفوقا عليه.
يقول المحقق لك أنه قادر على إطالة التحقيق كما يريد وهو كاذب بذلك، لأن صلاحياته محدودة، وهو ليس حرا ليفعل ما يريد. ويدعي أن رضاه عنك هو الخير لك ؛ إنه يكذب، وعندما تصدقه في أية مرحلة، تقع في المصيدة
قد يفتح المحقق معك، بعض المواضيع الهامشية والعامة، ويمكنه أن يستنتج منها بعض المعلومات التي يستخدمها ضدك وضد غيرك من المجاهدين دون أن تلاحظ أنت. فلا تتحدث معه حتى لا تمنحه هذه الفرصة.
وإذا رآك متشددا في البوح بأسرار بعض اللقاءات والجلسات ربما حاول أن يسألك عن بعض الأسئلة التافهة في نظرك مثل نوع الطعام أو الشراب الذي شربتموه في الجلسة - شاي قهوة أوغيره - إياك أن تتساهل بهكذا معلومات وحاول تضليله حتى فيها لأنها إن كانت صحيحة فسيوقع بها غيرك ويلجئه للإعتراف بالمعلومات المهمة التي رفضت أنت أن تعترف بها وذلك بأن يوهمه أنه يعرف كل شيء دار بتلك الجلسة حتى الشاي أو اليانسون الذي شربتموه فيها أو الطعام المحدد الذي أكلتموه ؛ فربما ينطلي ذلك الكذب على الأخ وينهار ويعترف بما يريده المحقق ظانا أن من سبقوه اعترفوا بكل شيء ولم يكتموا حتى نوع الشراب أو الطعام .. والحقيقة أنه هو الذي وقع في المصيدة .. فتنبه لهذه المصيدة وإياك أن تفرط بأية معلومة ولو كانت تافهة في نظرك فلا يوجد شيء تافه في التحقيق ..
المحقق يعود للمسائل التي يتجاوزها من حين لآخر، ليوقعك في الخطأ والتناقض، فكن حذرا.
يجب ألا يخيفك أو يقلقك إحضار الأقارب واستعمالهم للضغط عليك خلال التحقيق ، بل ربما يدعون أنهم إعتقلوا إخوانك بل وزوجتك وأولادك وغير ذلك من أساليبهم القذرة فلا تكترث بذلك وتوكل على الله فلن يضيعك بل سيحفظك ويحفظ أهلك بحفظك لدينه ودعوته وأسرار إخوانك وجهادهم .
يتبادل الأدوار في التحقيق، محققون شرسون، وآخرون لطفاء، عليك ألا تنخدع وألا تكترث بذلك، ولا تتعامل مع أي منهم على أساس أنه لطيف معك، فهم جميعا مجرمون وهم في داخلهم جميعا متشابهون وهدفهم واحد، هو إسقاطك. ولن يرضوا عنك أبدا حتى تبيع دينك وجهادك وتصير ذنبا لهم وسيحتقرونك بذلك حتى وهم راضون عنك .
يلجأ المحقق إلى تبسيط التهمة وتقليل شأن عواقب اعترافك وأنه سيساعدك ، ويدعي أن ما يقوم به ليس تحقيقي ولكنه مجرد دردشة أوعمل روتيني لإقفال الملف. كن حذرا لأنه في ذلك يريد أن يصطادك، فلا تصدقه أبدا.
يحاول المحقق أن يجعلك تهتم بخلاصك الذاتي، ويوهمك أن التحقيق هو نهاية المطاف، وأن تعاونك هو خلاصك. إنه ينصب لك مصيدة، فكن حذرا..
يلجأ المحقق إلى التشكيك بالجهاد وتالمجاهدين والطعن بشيوخك وإخوانك وأهلك وأقاربك، وزعزعة علاقتك مع إخوانك المجاهدين، بكل وسائل التشكيك الممكنة، فلا تسمح له. ولا تصدقه إذا قال أن رفاقك هم الذين وشوا بك. ولتكن إجابتك إما الصمت، أو الإصرار على عدم وجود علاقة لك بهذا التنظيم أو ألئك الأفراد، أو: امدح المجاهدين وأظهر الإحترام لهم ولدعوتهم وعقيدتهم وجهادهم دون الاعتراف بوجود أي علاقة لك معهم.
من وسائل المحقق الاستخفاف بالمجاهد قائلا له " أنت لا شيء " ونحو ذلك من الإهانات والسباب الفاحش والبذيء الممتليء به قاموسهم النتن ، فتحمل الإهانة لأن القصد منها استفزازك للاعتراف.
لا يحترم المحققون أية عقيدة أو دين، ولذلك يدسون عناصر في ثوب ديني أو محققين قد درسوا دراسات دينية لتشكيك المعتقلين بجواز ما يفعلون دينيا، كما يهاجمون مسلكيات بعضهم لإثارة الفتنة والخلافات بين المعتقلين.
قد يضربك المحقق لأي سبب تافه، أو إذا جلست أو وقفت، والسبب الحقيقي للضرب يكون إما إحساسه بالفشل أو إحساسه أنك تخاف من الضرب، فيحاول أن يجبرك على الطاعة والتعاون بالقوة .
ملاخظة هاض جزء الاول
زاد وعدل عليه بتصرف جليبيب القندهاري
كيف تواجه المحقق
لشعبنا المسلم في بلاده المحتلة والمغتصبة خبرة طويلة تراكمية في أقبية التحقيق، وزنازين الاعتقال وسجون الاحتلال الصهيوني وسجون الدول العربية والأجنبية، بدأ بتجميعها منذ بداية الصراع العربي الصهيوني، بل منذ اعتلاء طواغيت الحكم في بلادنا لأزمة الأمور وما زال مستمرا بذلك.
كذلك فإن للإحتلال الصهيوني مدرسته العنصرية التلمودية ولطواغيت الحكم في بلادنا أساليبهم الدنيئة أيضا في التحقيق مع المعتقلين واستخدام مختلف الوسائل للحصول منهم على معلومات، الهدف منها تثبيت إدانتهم بالتهم الموجهة إليهم، ثم استعمال المعلومات التي يحصلون عليها في التحقيق، لكشف جوانب العمل السري المتعلقة برفاقهم، ومحاربة المجاهدين الآخرين، وإحباط جهادهم .
ومن أجل تثقيف المجاهدين، قامت مجموعة من الأسرى الذين خبروا التحقيق والسجون، قبل عدة سنوات، بإصدار كتاب بعنوان، "فلسفة المواجهة وراء القضبان ".
يحدد مجموعة من المفاهيم والبديهيات، ولخص مجموعة من التجارب، ويبين الأساليب المختلفة التي يتعرض لها المعتقلون في معتقلات العدو الصهيوني وغيرها، في محاولة منهم لتسليح المناضلين ضدهم، بالمعرفة المسبقة والعلمية حول التحقيق وأساليبه، لمساعدتهم على الصمود والتحدي أمام المحققين، ولحماية الجهاد والمجاهدين الآخرين، وذلك بتعريفهم بما ينتظرهم في أقبية التحقيق، وشرح أفضل الطرق للتعامل مع المحققين، فلا يفاجئون مفاجأة قد تدفعهم إلى الانهيار.
ونظرا لعدم توفر الكتاب في الأسواق، ولأن سلطات الاحتلال وطواغيت الحكم العملاء يمنعون هكذا كتب، ولأن الكتاب في 250 صفحة، لا يستطيع أن يقرأه الجميع، فقد قمنا بدراسته واستخلاص مفاهيم وتوصيات ونقاط محددة ومختصرة منه، ليستفيد منها كل مجاهد ، مهما كان مستواه الثقافي والتعليمي، وحتى نوفر الوقت لمن لا يملكه ونوفل تناقله أيضا ..
ونلفت انتباه المجاهدين، إلى أن الطواغيت والعدو الصهيوني قد يلجؤون إلى أساليب أخرى غير ما ورد هنا، نظرا لتمرسهم وإبداعهم وتبادلهم الخبرات في مجال التعذيب والتحقيق، لكننا نؤكد أن قراءة هذه الأوراق المبسطة، تساعد على أن يدرك المعتقل ما يدور حوله خلال التحقيق، وحجم ما يمكن أن يتعرض له، ليستطيع بعد ذلك حماية نفسه من الانهيار.
ومن المهم أن نؤكد أننا لا نضع أية حقوق ملكية على هذه الدراسة، تماما مثل الذين ألفوا الكتاب الأصلي، ومن الممكن لأي مجاهد أن يصورها ويمررها للمجاهدين الآخرين للاستفادة منها، بل إننا نرجوه أن يفعل ذلك..
وسوف ننشر الدراسة مقسمة إلى صفحات عادية، ليتمكن أي شخص من تصويرها، ولتسهيل تداولها والتعامل معها، عسانا نكون قد قدمنا هذه الخدمة للمجاهدين، لحمايتهم وحماية دعوتهم وجهادهم ..
خطوات الاعتقال
قد يداهمون بيتك، أو مقر عملك، أو يعتقلونك من الشارع، وإذا طلبوا منك التوقيع على أية ورقة، فلا تفعل ذلك، ولا تقر بتوقيعك أنهم لم يأخذوا شيئا منك أو من المكان الذي أخذوك منه.
سيدفعونك بعنف إلى داخل السيارة، وربما يلقوك في صندوق السيارة الخلفي وربما يمددونك تحت أرجلهم، ويضربونك بالبنادق، ويدوسون عليك، كما يمكن أن يغموا عينيك ويكبلوا يديك، حتى وصولك إلى مكان الاعتقال، دون أن يخلو الأمر من شتائم وإهانات.
يسلمونك إلى الجهة التي ستكون مسؤولة عنك خلال التحقيق، حيث يفك قيدك مؤقتا، وتنزع الغمامات عن عينيك، ثم تستبدل ملابسك، وتفتش وتصادر أغراضك، وبعضها يوضع في الأمانات. بعد ذلك مباشرة، أو بعد حين، يقص شعرك، ثم توضع على صدرك لوحة ثم تصور كالمجرمين من كل الجهات، وتؤخذ بصمات أصابعك جميعها.
يعاد تكبيلك وتغميم عينيك، وتنقل إلى الزنزانة مع الضرب والشتم، وللوصول إلى الزنزانة، يسيرون بك مسافات طويلة جدا، ويركبونك في مصاعد ويهبطون ويصعدون أدراجا متكررة، لخلق حالة من الضياع والتهويل لديك، حيث أنهم يدورون في دوائر محددة، لا تلاحظها بسبب تغميم عينيك.
يضربونك ويشتمونك قبل بدء التحقيق بطرق مختلفة، ويسمعونك أنين بعض المعتقلين، وقد يفتحون عينيك في بعض الغرف لترى بعض أدوات التعذيب.
تمنع من الكلام ورفع الصوت بل وقراءة القرآن أو الصلاة بصوت مرتفع ليحافظوا على هدوء سجنهم ويضفوا عليه الرهبة بالصوت الوحيد لطاقات زنازنهم التي تفتح وتغلق كلما مروا بمعتقل من الممرات .
انشغل بحفظ القرآن ومطالعته والصلاة والعبادة وإذا استطعت أن تغافل الحرس أو تستغل فترة تغيير شفتاتهم أو أوقات رفع صوتهم بالمزاح مع بعضهم أو غير ذلك برفع صوتك ببعض الآيات والعظات تثبت بها إخوانك المعتقلين الآخرين وتكسر بها حاجز الهدوء المصطنع تكون قد حققت نصرا في الاعتقال .
قد لا يبدأ التحقيق معك في اليوم الأول أو الثاني،إن الزمن يفقد قيمته عندهم،إلا إذا كانوا هم في عجلة من أمرهم. كل شيء هناك بطيء،فلا تتأثر نفسيا وحافظ على ثباتك وصلابتك التي دفعتك إلى بذل روحك في الجهاد.
بدايات التحقيق:
يقودونك من الزنزانة مغمم العينين، مكبل اليدين.. محاطا بجنود ، يدفعونك ويجرونك بهمجية.
قد يمررونك خصيصا في مناطق تسمع فيها أصوات عذاب وألم وضرب.
من حقك أن تنام وتأكل وتشرب وتستعمل المرافق الصحية، ولكن هذه الحقوق ليست مضمونة أبدا، فيمنعونك عنها أحيانا، ويستعملونها للضغط عليك ولمضايقتك، خصوصا النوم ... وعليك أن تصمد .
تعود على زنزانتك وتآنس فيها بكتاب الله وبعبادة ربك وذكره { أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } فزنزانتك بر الأمان المرحلي لك ، وفيها ستعزل عن العالم وعن الأخبار.
وقد يسمعونك هم بعض الأخبار التي يريدونها وقد تكون كاذبة فإياك أن تثق بهم ، إياك أن تصدق أنك أصبحت وحيدا، بل عليك أن تتذكر دائما أن الله معك بمعية النصرة فقد نصرت دعوته ودينه وجاهدت في سبيله ولينصرن الله من ينصره ؛ وتذكر أن إخوانك في الخارج لا ينسونك بالدعاء ، وأن الدعوة والجهاد لا ينقطع باعتقالك ، وأن أهلك وإخوانك يهمهم ويرفع معنوياتهم ثباتك و صمودك، ويفعلون المستحيل لإنقاذك وإخراجك .
ثم تبدأ مراحل التحقيق: إنسان ذو قضية، مجاهد عقائدي وحيد صلب عنيد، معزول لا يملك سلاحا إلا إيمانه بأن الله معه وكفى بذلك سلاحا يقهر به الجبابرة ، وثباته واحتماله وصموده عزة له ولدينه وأن الله لا يضيع ذلك له بل محصيه مدخر لأجره وثوابه ، وهذا هو أنت، في مواجهة موظف ينتظر راتبه في نهاية الشهر، بلا عقيدة أو مبدأ، يستمد قوته من رتبته وجدران قلعته، ومن أسلحة آلاف الجنود الذين يحيطون به، دون أن يكون لهم أي شأن معك، ومن صلاحيات محددة له لا يستطيع تجاوزها، وهذا: هو المحقق.
والمكان: ساحات وأقبية وغرف التحقيق :
فتارة يحقق معك في غرفة يجلس فيها المحقق إلى مكتب وربما حقق معك وأنت واقف أمامه بعيدا عن المكتب كي لا تنظر إلى أوراقه بعد نزع العصابة عن عينيك وربما حقق معك وأنت مغمى العينين في بعض الأوقات وربما أجلسك على كرسي مقابل له بعيدا عن مكتبه .. وربما حقق معك في ساحة التعذيب ويتعمد أن يريك العصي المكسرة على أرجل آخري والعصي الأخرى التي تنتظرك وأدوات التعذيب ويتجاذبك جنودهم ويسبوك ويهددوك وقد يكونوا في هذه الأوقات مقنعين كي يدخلوا الخوف إلى نفسك فلا تخشهم وتذكر أنهم جميعا ذباب ولا يساوون عند الله جناح بعوض لأنهم لا مبدأ لهم ولا عقيدة ولا غاية إلا راتبهم ورضى أسيادهم ..
لا تخش كثرتهم فهم همج الورى وذبابه؛ أتخاف من ذبان؟
وتأكد أنك أعظم منهم في نفوسهم فهم يعرفون في قرارة أنفسهم حقارتهم وويعلمون عزتك وإن كتموا ذلك عنك لأنك صاحب مبدأ وعقيدة وجهاد وأنك مهما كنت وحيدا فأنت عزيز بهذه العقيدة ولذلك فهم مهزومون نفسيا أمامك وإن قلوا أدبهم وتطاولوا عليك إرضاء لأسيادهم.
التحقيق والمحققون
الامتناع عن كتابة الإفادة بداية التمرد والتحدي.
كل المعلومات مهما صغرت أو بدت لك تافهة، تكون هامة بالنسبة للمحقق.
تذكر أن للتحقيق نهاية مهما طال، وأنه سيصبح ذكريات، فاجعله ينتهي دون اعتراف ودون استسلام.
في أول لقاء، يكون المحقق قد جمع عنك بعض المعلومات، تنبه : هذا لا يعني انه يعرف كل شيء، لكنه يحاول أن يوحي بذلك خلال التحقيق. إنه لا يستطيع معرفة وضعك النفسي، لكنه يحاول أن يفهمه من تصرفاتك وردود فعلك. إنه لا يعرفك، ومن أهدافه الحقيقية، التعرف على شخصيتك لفهمها، وهو بحاجة لهذه المعرفة لبناء خططه لمهاجمتك وتفسيخ ثقتك بنفسك لتوصيلك إلى الطاعة والتعاون. إنه لا يعرف إن كنت ستصمد أو تنهار، فاخلق عنده فكرة صمودك وصلابتك من البداية، ولا تقدم له ما يفيد خططه.
لا تنس أن رجل التحقيق موظف بأجر، ويعتبر التحقيق معك عملا روتينيا، وقوته نابعة من صلاحياته لا من شخصيته وأنه يمل ويتعب . بينما تمثل أنت القطب المقابل، وقوتك ناتجة عن إيمانك ، كما إنك مجاهد مأجور إن شاء الله من الرب المطلع على أخوالك في كل لحظة في الزنزانة وفي الساحة وفي مكاتب التحقيق ولذلك فأنت تنتظر أجره وحده ولا تنتظر أجرا من أحد من البشر، لهذا كن أقوى لأنك فعلا أقوى.
تأكد أن الصراع بينك وبين المحقق لا يحسم إلا في نهاية التحقيق، وحسمه يعتمد على صلابتك، ونجاح المحقق يعني سيطرته عليك وعلى إخوانك وعلى دعوتك وجهادك إثبت فأنت على ثغرة وحاذر أن يؤتى الجهاد من جهتك .
تذكر دائما أن المحقق لا يمكن أن يكون صديقا، ولا رؤوفا بك، فهو وحش وعدو، لكنه قادر بحكم صلاحياته، أن يبدل لونه وأسلوبه ؛ فلا تثق بوعوده وعهوده وإياك أن تصدقه وتسلم بكلامه ولو حلف لك الأيمان المغلظة.
مبدأ هام: الأغبياء فقط يصدقون المحققين .
لا تقاطع المحقق أبدا خلال التحقيق، فهو لا يعنيك.
فشل ونجاح المحقق:
مبدأ هام: المحقق قابل للتضليل بسهولة.
ولا تحزن أو تغير طريقتك إذا اكتشفوا أنك تكذب ولو وصفوك بالشيخ الكذاب أو الدجال أو غير ذلك فأنت لا يهمك إحترامهم بل يهمك أن لا يؤتى الدين والجهاد وإخوانك من قبلك ... وثق تماما أنهم في قرارة أنفسهم يحترمون صمودك وثباتك ولو كذبت عليهم ويحتقرون من يفشي أسرار إخوانه ويسلمهم لهم ولو أظهروا له الإحترام والتكريم .
إذا اجتزت التحقيق بسلام فإنك تزداد صلابة وقوة واحتراما.
إذا فشل المحقق في نقطة ما، فهو يعود للتجربة مرة أخرى، ودائما يحاول المحاولة الأخيرة، فاجعلها تفشل.
إذا استبدلوا محققا بعد فشله معك بمحقق آخر، أي إذا استبدلوا موظفا بموظف آخر، فإن هذا يحصل بسبب نجاحك، والمحقق الثاني سيبدأ ضعيفا بسبب فشل المحقق الأول، فضاعف صمودك، لأن المحققين يتراجعون أمام مجاهد صلب لا يلين.
وسائل المحقق تجريبية، وأنت من يقرر فشلها أو نجاحها.
عند فشل التحقيق مع أحد المجاهدين الصامدين، قد يدفع به إلى السجن، مع موقوفين آخرين، وقد تتاح له فرصة الاحتكاك مع مجاهدين آخرين، بوجود بعض الجواسيس، فربما يكشف خلال الحديث معهم، بعض المعلومات السرية.
مجريات وأساليب التحقيق:
المحقق يعمل دائما وفق طرق محددة ومنهج محدد، وليس لديه مبادرات ذاتية، ويحاول أن يظهر لك أنه عالم نفس ليضمن تفوقه عليك، بينما أنت حر في اختيار وسائلك، فأفشل طرقه وتمرد، وابق دائما متفوقا عليه.
يقول المحقق لك أنه قادر على إطالة التحقيق كما يريد وهو كاذب بذلك، لأن صلاحياته محدودة، وهو ليس حرا ليفعل ما يريد. ويدعي أن رضاه عنك هو الخير لك ؛ إنه يكذب، وعندما تصدقه في أية مرحلة، تقع في المصيدة
قد يفتح المحقق معك، بعض المواضيع الهامشية والعامة، ويمكنه أن يستنتج منها بعض المعلومات التي يستخدمها ضدك وضد غيرك من المجاهدين دون أن تلاحظ أنت. فلا تتحدث معه حتى لا تمنحه هذه الفرصة.
وإذا رآك متشددا في البوح بأسرار بعض اللقاءات والجلسات ربما حاول أن يسألك عن بعض الأسئلة التافهة في نظرك مثل نوع الطعام أو الشراب الذي شربتموه في الجلسة - شاي قهوة أوغيره - إياك أن تتساهل بهكذا معلومات وحاول تضليله حتى فيها لأنها إن كانت صحيحة فسيوقع بها غيرك ويلجئه للإعتراف بالمعلومات المهمة التي رفضت أنت أن تعترف بها وذلك بأن يوهمه أنه يعرف كل شيء دار بتلك الجلسة حتى الشاي أو اليانسون الذي شربتموه فيها أو الطعام المحدد الذي أكلتموه ؛ فربما ينطلي ذلك الكذب على الأخ وينهار ويعترف بما يريده المحقق ظانا أن من سبقوه اعترفوا بكل شيء ولم يكتموا حتى نوع الشراب أو الطعام .. والحقيقة أنه هو الذي وقع في المصيدة .. فتنبه لهذه المصيدة وإياك أن تفرط بأية معلومة ولو كانت تافهة في نظرك فلا يوجد شيء تافه في التحقيق ..
المحقق يعود للمسائل التي يتجاوزها من حين لآخر، ليوقعك في الخطأ والتناقض، فكن حذرا.
يجب ألا يخيفك أو يقلقك إحضار الأقارب واستعمالهم للضغط عليك خلال التحقيق ، بل ربما يدعون أنهم إعتقلوا إخوانك بل وزوجتك وأولادك وغير ذلك من أساليبهم القذرة فلا تكترث بذلك وتوكل على الله فلن يضيعك بل سيحفظك ويحفظ أهلك بحفظك لدينه ودعوته وأسرار إخوانك وجهادهم .
يتبادل الأدوار في التحقيق، محققون شرسون، وآخرون لطفاء، عليك ألا تنخدع وألا تكترث بذلك، ولا تتعامل مع أي منهم على أساس أنه لطيف معك، فهم جميعا مجرمون وهم في داخلهم جميعا متشابهون وهدفهم واحد، هو إسقاطك. ولن يرضوا عنك أبدا حتى تبيع دينك وجهادك وتصير ذنبا لهم وسيحتقرونك بذلك حتى وهم راضون عنك .
يلجأ المحقق إلى تبسيط التهمة وتقليل شأن عواقب اعترافك وأنه سيساعدك ، ويدعي أن ما يقوم به ليس تحقيقي ولكنه مجرد دردشة أوعمل روتيني لإقفال الملف. كن حذرا لأنه في ذلك يريد أن يصطادك، فلا تصدقه أبدا.
يحاول المحقق أن يجعلك تهتم بخلاصك الذاتي، ويوهمك أن التحقيق هو نهاية المطاف، وأن تعاونك هو خلاصك. إنه ينصب لك مصيدة، فكن حذرا..
يلجأ المحقق إلى التشكيك بالجهاد وتالمجاهدين والطعن بشيوخك وإخوانك وأهلك وأقاربك، وزعزعة علاقتك مع إخوانك المجاهدين، بكل وسائل التشكيك الممكنة، فلا تسمح له. ولا تصدقه إذا قال أن رفاقك هم الذين وشوا بك. ولتكن إجابتك إما الصمت، أو الإصرار على عدم وجود علاقة لك بهذا التنظيم أو ألئك الأفراد، أو: امدح المجاهدين وأظهر الإحترام لهم ولدعوتهم وعقيدتهم وجهادهم دون الاعتراف بوجود أي علاقة لك معهم.
من وسائل المحقق الاستخفاف بالمجاهد قائلا له " أنت لا شيء " ونحو ذلك من الإهانات والسباب الفاحش والبذيء الممتليء به قاموسهم النتن ، فتحمل الإهانة لأن القصد منها استفزازك للاعتراف.
لا يحترم المحققون أية عقيدة أو دين، ولذلك يدسون عناصر في ثوب ديني أو محققين قد درسوا دراسات دينية لتشكيك المعتقلين بجواز ما يفعلون دينيا، كما يهاجمون مسلكيات بعضهم لإثارة الفتنة والخلافات بين المعتقلين.
قد يضربك المحقق لأي سبب تافه، أو إذا جلست أو وقفت، والسبب الحقيقي للضرب يكون إما إحساسه بالفشل أو إحساسه أنك تخاف من الضرب، فيحاول أن يجبرك على الطاعة والتعاون بالقوة .
ملاخظة هاض جزء الاول
تعليق