طائرات الإف16 لا تزال تطارد محمد..و صدمات الذهول والتجمد أعراض نفسية جديدة عرفت بعد عدوان غزة
غزة- وكالة قدس نت للأنباء
على الرغم من مغادرة سحابة الحرب الإسرائيلية التي انتهت منذ ما يقارب شهرين لسماء قطاع غزة ، ووضعت الحرب المجنونة أوزارها، إلا أن طائرات الإف16 الحربية الإسرائيلية لا تزال تطارد محمد وتهدد حياته ، فلم يحمل محمد رشاشا أو قاذف" R.b.g"، يوما في حياته وإنما كان حلم حياته إنهاء دراسته و يصبح طبيبا،وان يكون له مستقبل".
الطفل محمد ابن الـ 11 عاما، من عزبة عبد ربه شمال مدينة غزة، وفق ما أفاد به لمراسل وكالة قدس نت للأنباء" ناهض منصور" لا يزال يرفض الذهاب للمدرسة".
وحينما سألته لماذا لا تريد الذهاب للمدرسة قال ببراءة الطفولة" طائرات الإف 16 بدها تقتلني ، وأنا خايف منها"، هنا أدركت أن محمد يعانى من صدمة نفسية شديدة، وأن عقدة الخوف من طائرات الإف 16 وما شاهده من دمار وسمعه من أصوات الإنفجارات المرعبة أثر على نفسيته وحالته الصحية، جعلته يعيش لحظات من الخوف والقلق".
للحظات تأملت محمد وهو ينظر إليّ بنظرات، لم أفهم معناها، وقلت له جرب أن تذهب للمدرسة فلن يحدث شيء فرد قائلا" لو ذهبت للمدرسة وأنا في الطريق ستأتي طائرات الإف 16 وتطلق علي صاروخ و راح تقصف المدرسة ، ما بدى أذهب للمدرسة".
حالة محمد تحدث بها مع الدكتور الأكاديمي والأخصائي " أنور البنا" رئيس جمعية الدعم النفسي المجتمعي للشباب بغزة فقال " هناك بعض الحالات حتى هذه اللحظة يرفضون الذهاب إلى المدارس، كما في حالة الطفل محمد،و السبب الرئيسي الذي يمنع الطفل من الذهاب إلى المدرسة لأنه يعتقد انه إذا خرج من باب البيت ستقوم أي طائرة سواء الاف 16 أو الرنانة " طائرة الاستطلاع " بقصفه ، أيضا هناك ممن يذهب إلى المدرسة يرفض العودة إلى البيت لأنه يخاف من أي طائرة تقصفه و هو راجع من المدرسة إلى البيت كما الحالة التي أشرت إليها سابقا".
ويضيف " كذلك هناك أعراض نفسية جديدة أصابت المواطنين في قطاع غزة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي والذي استمر لمدة 23 يوما، وهى أعراض " الذهول والتجمد" ظهرت نتيجة الخوف والصدمات المرعبة، والمئات من المواطنين لشرائح مختلفة أصيبوا بهذه الحالات لاسيما الأطفال منهم، و بالتجمد أو الذهول" لا يحرك ساكنا أي يمكن أن تقع الصواريخ بجانبه أو يرى بيته يهدم ويقتل من فيه ويبقى ينظر إليهم، لأن المصاب في هذه الحالة يكون خرج من الوعي والشعور ".
متابعا" وكثيرا ما لمسنا أن عدد كبير من المواطنين أصبحوا يعانون من اضطرابات، هذه الاضطرابات التي نسميها دائما اضطرابات ما بعد الصدمة ، اضطرابات ما بعد الصدمة تختلف اختلاف كليا للاضطرابات التي يعاني منها أطفالنا والشباب في ظل هذا الوضع ، وبعد المسح الميداني التي قمنا به من خلال مؤسسات دولية أو عالمية في أصعب المناطق المتضررة وكان أهمها عزبة عبد ربه ومنطقة جبل الكاشف وشرق جباليا و شرق الزيتون ومنطقة أبو العجين و عملنا دراسة مسحية على الأهالي المهدمة بيوتهم تهديما كليا أو جزئيا وفعلا من خلال هذا المسح الميدان اكتشفنا أن هناك اضطرابات نفسية يعانون منها الأطفال ".
وأردف قائلا " ومن أهم هذه الاضطرابات التي كان يعاني منها الأطفال ظاهرة الخوف الشديد أو الهلع الشديد و عدم التركيز حتى أن بعضهم يخافون أن يخرجوا من منازلهم نتيجة لسمع أصوات الطائرات الزنانة أو طائرة الإف 16، ارتبطت ارتباط شرطي بأي صوت خارجي على الرغم من انسحاب اليهود من هذه المناطق إلا أن هؤلاء الأطفال يعانوا من أي صوت مزعج اثر ذلك على نفسيتهم ،
وأوضح البنا، بأنهم تعاملوا إحصائيا في منطقة الزيتون و عزبة عبد ربه و جبل الكاشف مع 250 أسرة ممن هدمت بيوتهم تدمير كلي أو جزئي و كان هناك مسح ميداني في ثلاث مناطق منطقة الشمال في عزبة عبد ربه و شرق جباليا و جبل الكاشف وشرق الزيتون ومنطقة أو العجين في الوسطى كان تقريبا عدد الأسر التي تعاملنا معهم 664 أسرة كان يشتمل على 4619 فرد ، كان عدد الاضطرابات التي وجدناها من خلال هذا المسح الميداني تعدى 19450حالة اضطراب ، ونحن الآن تقريبا نتعامل مع 4000طفل من ضمن المسح الميداني ممن لديهم بعض المشاكل السلوكية يحتاجون إلى تفريغ ودعم نفسي ، ومن خلال هذا المسح وجدنا حوالي 73% من الحالات التي وجدناها يحتاجون إلى تفريغ و تنشيط و إرشاد و علاج نفسي و سلوكي وهذه نسبة كبيرة جدا ".
وفي ختام حديثه يؤكد البنا، بأنهم قاموا بإعداد جدول إرشادي توجيهي من خلال الطاقم الموجود المختص لديه وهذا الفريق يذهب للمدرسة من اجل توعية المدرسين و توجيهم بكيفية التعامل مع تلك الحالات معاملة تختلف عن التعامل مع الأطفال الآخرين و كذلك قام الطاقم بزيارة الأهالي في البيوت،من اجل توجيه الطفل و ترغيبه بالذهاب إلى المدرسة مرة أخرى ، ونحن في الجمعية نقوم بعمل متكامل بالتعاون مع المدرسة و مع الأسرة من اجل أن نخفف من حدة الآثار و اضطرابات ما بعد الصدمة التي يعاني منها أطفالنا في هذا الوقت ".12:12 12:12 12:12 10:10 10:10 99:9 99:9
غزة- وكالة قدس نت للأنباء
على الرغم من مغادرة سحابة الحرب الإسرائيلية التي انتهت منذ ما يقارب شهرين لسماء قطاع غزة ، ووضعت الحرب المجنونة أوزارها، إلا أن طائرات الإف16 الحربية الإسرائيلية لا تزال تطارد محمد وتهدد حياته ، فلم يحمل محمد رشاشا أو قاذف" R.b.g"، يوما في حياته وإنما كان حلم حياته إنهاء دراسته و يصبح طبيبا،وان يكون له مستقبل".
الطفل محمد ابن الـ 11 عاما، من عزبة عبد ربه شمال مدينة غزة، وفق ما أفاد به لمراسل وكالة قدس نت للأنباء" ناهض منصور" لا يزال يرفض الذهاب للمدرسة".
وحينما سألته لماذا لا تريد الذهاب للمدرسة قال ببراءة الطفولة" طائرات الإف 16 بدها تقتلني ، وأنا خايف منها"، هنا أدركت أن محمد يعانى من صدمة نفسية شديدة، وأن عقدة الخوف من طائرات الإف 16 وما شاهده من دمار وسمعه من أصوات الإنفجارات المرعبة أثر على نفسيته وحالته الصحية، جعلته يعيش لحظات من الخوف والقلق".
للحظات تأملت محمد وهو ينظر إليّ بنظرات، لم أفهم معناها، وقلت له جرب أن تذهب للمدرسة فلن يحدث شيء فرد قائلا" لو ذهبت للمدرسة وأنا في الطريق ستأتي طائرات الإف 16 وتطلق علي صاروخ و راح تقصف المدرسة ، ما بدى أذهب للمدرسة".
حالة محمد تحدث بها مع الدكتور الأكاديمي والأخصائي " أنور البنا" رئيس جمعية الدعم النفسي المجتمعي للشباب بغزة فقال " هناك بعض الحالات حتى هذه اللحظة يرفضون الذهاب إلى المدارس، كما في حالة الطفل محمد،و السبب الرئيسي الذي يمنع الطفل من الذهاب إلى المدرسة لأنه يعتقد انه إذا خرج من باب البيت ستقوم أي طائرة سواء الاف 16 أو الرنانة " طائرة الاستطلاع " بقصفه ، أيضا هناك ممن يذهب إلى المدرسة يرفض العودة إلى البيت لأنه يخاف من أي طائرة تقصفه و هو راجع من المدرسة إلى البيت كما الحالة التي أشرت إليها سابقا".
ويضيف " كذلك هناك أعراض نفسية جديدة أصابت المواطنين في قطاع غزة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي والذي استمر لمدة 23 يوما، وهى أعراض " الذهول والتجمد" ظهرت نتيجة الخوف والصدمات المرعبة، والمئات من المواطنين لشرائح مختلفة أصيبوا بهذه الحالات لاسيما الأطفال منهم، و بالتجمد أو الذهول" لا يحرك ساكنا أي يمكن أن تقع الصواريخ بجانبه أو يرى بيته يهدم ويقتل من فيه ويبقى ينظر إليهم، لأن المصاب في هذه الحالة يكون خرج من الوعي والشعور ".
متابعا" وكثيرا ما لمسنا أن عدد كبير من المواطنين أصبحوا يعانون من اضطرابات، هذه الاضطرابات التي نسميها دائما اضطرابات ما بعد الصدمة ، اضطرابات ما بعد الصدمة تختلف اختلاف كليا للاضطرابات التي يعاني منها أطفالنا والشباب في ظل هذا الوضع ، وبعد المسح الميداني التي قمنا به من خلال مؤسسات دولية أو عالمية في أصعب المناطق المتضررة وكان أهمها عزبة عبد ربه ومنطقة جبل الكاشف وشرق جباليا و شرق الزيتون ومنطقة أبو العجين و عملنا دراسة مسحية على الأهالي المهدمة بيوتهم تهديما كليا أو جزئيا وفعلا من خلال هذا المسح الميدان اكتشفنا أن هناك اضطرابات نفسية يعانون منها الأطفال ".
وأردف قائلا " ومن أهم هذه الاضطرابات التي كان يعاني منها الأطفال ظاهرة الخوف الشديد أو الهلع الشديد و عدم التركيز حتى أن بعضهم يخافون أن يخرجوا من منازلهم نتيجة لسمع أصوات الطائرات الزنانة أو طائرة الإف 16، ارتبطت ارتباط شرطي بأي صوت خارجي على الرغم من انسحاب اليهود من هذه المناطق إلا أن هؤلاء الأطفال يعانوا من أي صوت مزعج اثر ذلك على نفسيتهم ،
وأوضح البنا، بأنهم تعاملوا إحصائيا في منطقة الزيتون و عزبة عبد ربه و جبل الكاشف مع 250 أسرة ممن هدمت بيوتهم تدمير كلي أو جزئي و كان هناك مسح ميداني في ثلاث مناطق منطقة الشمال في عزبة عبد ربه و شرق جباليا و جبل الكاشف وشرق الزيتون ومنطقة أو العجين في الوسطى كان تقريبا عدد الأسر التي تعاملنا معهم 664 أسرة كان يشتمل على 4619 فرد ، كان عدد الاضطرابات التي وجدناها من خلال هذا المسح الميداني تعدى 19450حالة اضطراب ، ونحن الآن تقريبا نتعامل مع 4000طفل من ضمن المسح الميداني ممن لديهم بعض المشاكل السلوكية يحتاجون إلى تفريغ ودعم نفسي ، ومن خلال هذا المسح وجدنا حوالي 73% من الحالات التي وجدناها يحتاجون إلى تفريغ و تنشيط و إرشاد و علاج نفسي و سلوكي وهذه نسبة كبيرة جدا ".
وفي ختام حديثه يؤكد البنا، بأنهم قاموا بإعداد جدول إرشادي توجيهي من خلال الطاقم الموجود المختص لديه وهذا الفريق يذهب للمدرسة من اجل توعية المدرسين و توجيهم بكيفية التعامل مع تلك الحالات معاملة تختلف عن التعامل مع الأطفال الآخرين و كذلك قام الطاقم بزيارة الأهالي في البيوت،من اجل توجيه الطفل و ترغيبه بالذهاب إلى المدرسة مرة أخرى ، ونحن في الجمعية نقوم بعمل متكامل بالتعاون مع المدرسة و مع الأسرة من اجل أن نخفف من حدة الآثار و اضطرابات ما بعد الصدمة التي يعاني منها أطفالنا في هذا الوقت ".12:12 12:12 12:12 10:10 10:10 99:9 99:9
تعليق