ليس بالضرورة أن تكون فتحاوياً كي تحترم هذا الثائر، فيكفيك فخراً بأن فلسطين أنجبته، ليثأر لكل فلسطيني عانى من الإحتلال وبطشه.
وليس بالضرورة أن تكون فلسطينياً، لكي تتعرف على هذا المقاوم الذي لقن جيش الإحتلال درساً لن ينسوه أبد الدهر في القنص والمقاومة، وفي العمل الفدائي النوعي.
والثالث من آذار مرّ كيوم عادي في حياة الشعوب عامة، لكنه بتقديري ليس عادياً لنا ولمن لا زال يناضل ضد الإحتلال والظلم والإضهاد في بقاع الأرض عامة، وبالتالي كان من المفترض الوقوف أمامه.. للتعرف على من جعل من هذا التاريخ يوماً مميزاً، لتكريمه، بل من الواجب تكريمه كمناضل عربي فلسطيني وقناص متميز، حيث استطاع بمفرده اطلاق (26 رصاصة فقط) من بندقيته الخاصة، ليقتل بها 11 جندياً ويصيب ثمانية آخرين من جنود الإحتلال الإسرئيلي، انه الأسير ثائر حماد، أمير كتائب شهداء الأقصى وقناص "وادي الحرامية".
"ثائر" قناص من نوع فريد قد يكون الأول في العالم..
عملية قنص نوعية أطلق خلالها (26 طلقة) أدت الى قتل واصابة 19 جندي ومستوطن اسرائيلي، وبطلها الأسير القناص "ثائر كايد قدورة حماد" (29 عاماً) ومن مواليد 25-7-1980، أعزب ويسكن بلدة سلواد قضاء رام الله، وأحد مقاتلي كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة "فتح"، الذي استطاع بمفرده وببندقية واحدة قديمة الصنع من زمن الحرب العالمية الثانية، أمريكية الأصل، من ماركة "أم 1"، وبهدوء المقاتل الواثق بحتمية الإنتصار، ونفذ عملية قنص هي الأزخم من نوعها منذ سنوات واعتبرتها حكومة الإحتلال أخطر عملية نوعية تنفذها المقاومة أثناء انتفاضة الاقصى، ولربما هي الأولى منذ عقود.
وأجزم بأنه اذا أجريت مسابقة عالمية باستخدام بنادق قديمة مشابهة فقد يحصل "ثائر" على المرتبة الأولى حيث أصاب (19) من 26 طلقة منهم 11 اصيبوا في أماكن قاتلة أدت لوفاتهم، ولو لم تنفجر البندقية بين يديه لواصل قنصه.
"ثائر" شاب فلسطيني أراد الإنتقام من الإحتلال وممارساته وجرائمه بحق شعبه الفلسطيني، فاختط الثورة طريقاً و"فتح" أداة والبندقية وسيلة، وجرأته وحنكته العسكرية وهدوئه سبباً لنجاحه، وايمانه بالله ورضاه حماية لخطواته وتتويجاً لإنتصاره.
فاستيقظ صباح يوم الاحد الثالث من آذار/ مارس 2002، وتوضأ وأدى صلاة الفجر وتناول نسخة المصحف في جيبه، وارتدى بزة عسكرية لم يسبق وشوهد يرتديها وتمنطق بأمشاط الرصاص وامتشق بندقيته وتفقد عتاده المكون من (70) رصاصة خاصة بهذا الطراز القديم من البنادق.
وامتطى الفارس "ثائر" صهوة جواده وانطلق به الى جبل الباطن الى الغرب من بلدة سلواد، وتحصن بين الصخور وأشجار الزيتون وصوب بندقيته صوب الحاجز العسكري بجنوده ومكوناته التي تشوه المكان، فيما يُسمى حاجز "وادي الحرامية" وأخذ يراقب ويستعد بانتظار ساعة الصفر.
وفي السادسة إلا ربع صباحاً ضغط بأصبعه على زناد بندقيته وأطلق الرصاصة الأولى، واستمر في اطلاق الرصاص القناص وهو يصيب الواحد تلو الآخر من جنود الإحتلال، ومن ثم ترجل عدد من المستوطنين، فنالهم ما نال الجنود من رصاص، ودورية أخرى وصلت للمكان للتبديل، فأصابها ما أصاب من كان قبلها في المكان، وفجأة انفجرت بندقيته العزيزة بين يديه وتناثرت اشلاء فأجبر على انهاء المعركة، بعد أن اطلق (26) رصاصة فقط، استقرت جميعها في أجساد جنود الإحتلال ومستوطنيه وأسفرت عن مقتل 11 جنديا ومستوطنا واصابة ثمانية آخرين، حتى ساد الصمت منطقة الحاجز بأكملها وفي الساعة السابعة والنصف قرر الإنسحاب عائداً الى بيته وكأن شيئاً لم يحدث.
وفي أعقاب العملية فرضت قوات الاحتلال طوقاً حول بلدة سلواد ونفذت حملة تمشيط بحثاً عن المنفذين المحتملين وأعتقل ثائر وأفرج عنه بعد 3 ايام، ربما لم يدر في خلد المحققين ان هذا الفتى ابن الثانية والعشرين هو منفذ العملية، حيث كانت كل التوقعات تشير الى رجل عجوز، وبعد 31 شهر داهمت قوات الإحتلال منزلته واعتقلته فجر يوم 2-10-2004، ليبدأ مشواراً جديداً خلف القضبان، متنقلاً ما بين السجون مع إخوانه ورفاقه الأبطال الذين افتخروا به وتغنوا باسمه قبل أن يعرفوه، ورحبوا به وأعربوا له عن سعادتهم بوجوده بينهم وبما قام به من عمل نوعي غير مسبوق في عمليات القنص والمقاومة.
ومن ثم بدأت رحلته مع المحكمة العسكرية في عوفر جنوب غرب رام الله والتي عقدت للنظر في القضية ولائحة الإتهام ضده أكثر من ثلاثين جلسة، انتهت في 29 أكتوبر عام 2006 الى اصدار حكم بالسجن المؤبد 11 مرة، وهو يقبع الآن في سجن "ريمون" المجاور لسجن "نفحة" في صحراء النقب.
ومر على اعتقاله أربع سنوات ونصف، وآمل أن لاتطول فترة اعتقاله، وأن يطلق سراحه قريباً ضمن صفقة تبادل الأسرى مع "شاليط" فثائر وأمثاله من رموز المقاومة يستحقون بذل المزيد من الجهد والتضحية من أجل ضمان الإفراج عنهم وعودتهم لشعبهم الذي أحبهم وشمخ بهم.
سجل "فتح" حافل بالعمليات البطولية..
وما بين "فتح" الرائدة، وقدس العروبة، وفلسطين الأم، ترابط وثيق، وثورة عريقة، ومواقف اسطورية ، ومآثر بطولية، وحكايات طويلة، ترددها الألسن وتحفظها القلوب والعقول، وتحتل مساحة كبيرة هي الأوسع في الذاكرة الفلسطينية المعاصرة، تغنى بها الأجداد والآباء، وسيرددها الأحفاد، لطالما بقىّ الشعب الفلسطيني حياً، وهو حي لايموت...
عمليات "فتح" البطولية النوعية هي كثيرة وكثيرة جداً، وأجزم بأنها لم تُحصَ من قبل، وتحتاج الى جهد وفير لإحصائها وتوثيقها، بدءً من "عيلبون"، ومروراً بعملية الساحل التي قادتها الشهيدة دلال المغربي عام 1978 والتي تصادف ذكراها بعد ايام، و"تفجير فتدق سافوي" في نيسان 1975، و"21 ساعة في ميونخ" واحتجاز الرياضيين الإسرائيليين لمبادلتهم بأسرى، و"ديمونا" خلال الإنتفاضة الأولى، والعمليات الإستشهادية خلال انتفاضة الأقصى الحالية، وليس انتهاءً بعملية القنص في "وادي الحرامية" عام 2002.
ولو سلطنا الضوء على نشاط "فتح" الفدائي فقط خلال ثماني سنوات مضت، سنجد وفقاً لدراسة توثيقية أعدها الباحث الفلسطيني مهدي جرادات بعنوان "هوية الشهداء الوطنية والعمليات الإستشهادية خلال انتفاضة الأقصى (28-9-2000 ولغاية 20-11-2008)، بأن اجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين خلال الفترة المستعرضة قد بلغ (6598 شهيداً) بينهم (1437 شهيداً) ينتمون لحركة "فتح" وهي النسبة الأكبر فيما بين الفصائل الوطنية والإسلامية، فيما قدمت حركة "فتح" أيضاً (35 شهيداً) و(7 شهيدات) خلال تنفيذها لعمليات إستشهادية فقط خلال نفس الفترة، وتتفوق على كافة الفصائل في عدد الشهيدات الإستشهاديات، وفقاً لنفس الدراسة".
وتشكل تلك العمليات الفدائية بمجموعها منذ الإنطلاقة ومروراً بالإنتفاضتين ولغاية اليوم، جزء كبير ومهم من تاريخ عريق للثورة الفلسطينية المعاصرة منذ انطلاقتها، وأي محاولة لمسح أو تجاهل أو انكار هذا الجزء، أو القفز عنه، انما يشكل مساساً بالتاريخ الفلسطيني عامة، وأي محاولة لازالته يعني ازالة لجزء كبير من ماضي عريق، سُطر ولن يتكرر لاحقاً في تاريخ حركة التحرر الفلسطيني.
فحركة "فتح" هي مكون أساسي وهام جداً من مكونات الشعب الفلسطيني وتعتبر قلب الثورة الفلسطينية النابض، وبتقديري الشخصي بدون "فتح" لا قضية أو انتصار للشعب الفلسطيني.
وأنا هنا لست بصدد سرد ذاك التاريخ من العمليات الفدائية الرائعة، أو مدحاً و اطراءً لحركة "فتح" التي كثيراً ما انتقدناها وانتقدنا قياداتها، بقدر ما هو تكريم للأسير "ثائر" قناص عملية "وادي الحرامية" قبل سبع سنوات، ابن حركة "فتح"، ولا يمكن الحديث عن الإبن دون التطرق للأم.
ولأننا نحب الرجال اينما كانوا وبغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية، ونفخر ببطولاتهم، باعتبارها بطولات لنا ولشعبنا، كان لابد وأن نستحضر عملية "وادي الحرامية" في ذكراها السابعة، لما شكلته من ضربة قاسية أذهلت قوات الإحتلال والمؤسسة العسكرية بمجملها، وأدت الى مقتل (11) جندي اسرائيلي واصابة ثمانية آخرين.
"ثائر" أسير شامخ بماضيه وحاضره، وعلامة بارزة في التاريخ الفلسطيني المقاوم، ويستحق، بل ومن الواجب وضع اسمه على رأس قائمة الأسرى الذين تطالب بهم الفصائل آسرة "شاليط"، والتمسك باطلاق سراحه هو وأمثاله من رموز المقاومة في اطار صفقة تبادل الأسرى.
وليس بالضرورة أن تكون فلسطينياً، لكي تتعرف على هذا المقاوم الذي لقن جيش الإحتلال درساً لن ينسوه أبد الدهر في القنص والمقاومة، وفي العمل الفدائي النوعي.
والثالث من آذار مرّ كيوم عادي في حياة الشعوب عامة، لكنه بتقديري ليس عادياً لنا ولمن لا زال يناضل ضد الإحتلال والظلم والإضهاد في بقاع الأرض عامة، وبالتالي كان من المفترض الوقوف أمامه.. للتعرف على من جعل من هذا التاريخ يوماً مميزاً، لتكريمه، بل من الواجب تكريمه كمناضل عربي فلسطيني وقناص متميز، حيث استطاع بمفرده اطلاق (26 رصاصة فقط) من بندقيته الخاصة، ليقتل بها 11 جندياً ويصيب ثمانية آخرين من جنود الإحتلال الإسرئيلي، انه الأسير ثائر حماد، أمير كتائب شهداء الأقصى وقناص "وادي الحرامية".
"ثائر" قناص من نوع فريد قد يكون الأول في العالم..
عملية قنص نوعية أطلق خلالها (26 طلقة) أدت الى قتل واصابة 19 جندي ومستوطن اسرائيلي، وبطلها الأسير القناص "ثائر كايد قدورة حماد" (29 عاماً) ومن مواليد 25-7-1980، أعزب ويسكن بلدة سلواد قضاء رام الله، وأحد مقاتلي كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة "فتح"، الذي استطاع بمفرده وببندقية واحدة قديمة الصنع من زمن الحرب العالمية الثانية، أمريكية الأصل، من ماركة "أم 1"، وبهدوء المقاتل الواثق بحتمية الإنتصار، ونفذ عملية قنص هي الأزخم من نوعها منذ سنوات واعتبرتها حكومة الإحتلال أخطر عملية نوعية تنفذها المقاومة أثناء انتفاضة الاقصى، ولربما هي الأولى منذ عقود.
وأجزم بأنه اذا أجريت مسابقة عالمية باستخدام بنادق قديمة مشابهة فقد يحصل "ثائر" على المرتبة الأولى حيث أصاب (19) من 26 طلقة منهم 11 اصيبوا في أماكن قاتلة أدت لوفاتهم، ولو لم تنفجر البندقية بين يديه لواصل قنصه.
"ثائر" شاب فلسطيني أراد الإنتقام من الإحتلال وممارساته وجرائمه بحق شعبه الفلسطيني، فاختط الثورة طريقاً و"فتح" أداة والبندقية وسيلة، وجرأته وحنكته العسكرية وهدوئه سبباً لنجاحه، وايمانه بالله ورضاه حماية لخطواته وتتويجاً لإنتصاره.
فاستيقظ صباح يوم الاحد الثالث من آذار/ مارس 2002، وتوضأ وأدى صلاة الفجر وتناول نسخة المصحف في جيبه، وارتدى بزة عسكرية لم يسبق وشوهد يرتديها وتمنطق بأمشاط الرصاص وامتشق بندقيته وتفقد عتاده المكون من (70) رصاصة خاصة بهذا الطراز القديم من البنادق.
وامتطى الفارس "ثائر" صهوة جواده وانطلق به الى جبل الباطن الى الغرب من بلدة سلواد، وتحصن بين الصخور وأشجار الزيتون وصوب بندقيته صوب الحاجز العسكري بجنوده ومكوناته التي تشوه المكان، فيما يُسمى حاجز "وادي الحرامية" وأخذ يراقب ويستعد بانتظار ساعة الصفر.
وفي السادسة إلا ربع صباحاً ضغط بأصبعه على زناد بندقيته وأطلق الرصاصة الأولى، واستمر في اطلاق الرصاص القناص وهو يصيب الواحد تلو الآخر من جنود الإحتلال، ومن ثم ترجل عدد من المستوطنين، فنالهم ما نال الجنود من رصاص، ودورية أخرى وصلت للمكان للتبديل، فأصابها ما أصاب من كان قبلها في المكان، وفجأة انفجرت بندقيته العزيزة بين يديه وتناثرت اشلاء فأجبر على انهاء المعركة، بعد أن اطلق (26) رصاصة فقط، استقرت جميعها في أجساد جنود الإحتلال ومستوطنيه وأسفرت عن مقتل 11 جنديا ومستوطنا واصابة ثمانية آخرين، حتى ساد الصمت منطقة الحاجز بأكملها وفي الساعة السابعة والنصف قرر الإنسحاب عائداً الى بيته وكأن شيئاً لم يحدث.
وفي أعقاب العملية فرضت قوات الاحتلال طوقاً حول بلدة سلواد ونفذت حملة تمشيط بحثاً عن المنفذين المحتملين وأعتقل ثائر وأفرج عنه بعد 3 ايام، ربما لم يدر في خلد المحققين ان هذا الفتى ابن الثانية والعشرين هو منفذ العملية، حيث كانت كل التوقعات تشير الى رجل عجوز، وبعد 31 شهر داهمت قوات الإحتلال منزلته واعتقلته فجر يوم 2-10-2004، ليبدأ مشواراً جديداً خلف القضبان، متنقلاً ما بين السجون مع إخوانه ورفاقه الأبطال الذين افتخروا به وتغنوا باسمه قبل أن يعرفوه، ورحبوا به وأعربوا له عن سعادتهم بوجوده بينهم وبما قام به من عمل نوعي غير مسبوق في عمليات القنص والمقاومة.
ومن ثم بدأت رحلته مع المحكمة العسكرية في عوفر جنوب غرب رام الله والتي عقدت للنظر في القضية ولائحة الإتهام ضده أكثر من ثلاثين جلسة، انتهت في 29 أكتوبر عام 2006 الى اصدار حكم بالسجن المؤبد 11 مرة، وهو يقبع الآن في سجن "ريمون" المجاور لسجن "نفحة" في صحراء النقب.
ومر على اعتقاله أربع سنوات ونصف، وآمل أن لاتطول فترة اعتقاله، وأن يطلق سراحه قريباً ضمن صفقة تبادل الأسرى مع "شاليط" فثائر وأمثاله من رموز المقاومة يستحقون بذل المزيد من الجهد والتضحية من أجل ضمان الإفراج عنهم وعودتهم لشعبهم الذي أحبهم وشمخ بهم.
سجل "فتح" حافل بالعمليات البطولية..
وما بين "فتح" الرائدة، وقدس العروبة، وفلسطين الأم، ترابط وثيق، وثورة عريقة، ومواقف اسطورية ، ومآثر بطولية، وحكايات طويلة، ترددها الألسن وتحفظها القلوب والعقول، وتحتل مساحة كبيرة هي الأوسع في الذاكرة الفلسطينية المعاصرة، تغنى بها الأجداد والآباء، وسيرددها الأحفاد، لطالما بقىّ الشعب الفلسطيني حياً، وهو حي لايموت...
عمليات "فتح" البطولية النوعية هي كثيرة وكثيرة جداً، وأجزم بأنها لم تُحصَ من قبل، وتحتاج الى جهد وفير لإحصائها وتوثيقها، بدءً من "عيلبون"، ومروراً بعملية الساحل التي قادتها الشهيدة دلال المغربي عام 1978 والتي تصادف ذكراها بعد ايام، و"تفجير فتدق سافوي" في نيسان 1975، و"21 ساعة في ميونخ" واحتجاز الرياضيين الإسرائيليين لمبادلتهم بأسرى، و"ديمونا" خلال الإنتفاضة الأولى، والعمليات الإستشهادية خلال انتفاضة الأقصى الحالية، وليس انتهاءً بعملية القنص في "وادي الحرامية" عام 2002.
ولو سلطنا الضوء على نشاط "فتح" الفدائي فقط خلال ثماني سنوات مضت، سنجد وفقاً لدراسة توثيقية أعدها الباحث الفلسطيني مهدي جرادات بعنوان "هوية الشهداء الوطنية والعمليات الإستشهادية خلال انتفاضة الأقصى (28-9-2000 ولغاية 20-11-2008)، بأن اجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين خلال الفترة المستعرضة قد بلغ (6598 شهيداً) بينهم (1437 شهيداً) ينتمون لحركة "فتح" وهي النسبة الأكبر فيما بين الفصائل الوطنية والإسلامية، فيما قدمت حركة "فتح" أيضاً (35 شهيداً) و(7 شهيدات) خلال تنفيذها لعمليات إستشهادية فقط خلال نفس الفترة، وتتفوق على كافة الفصائل في عدد الشهيدات الإستشهاديات، وفقاً لنفس الدراسة".
وتشكل تلك العمليات الفدائية بمجموعها منذ الإنطلاقة ومروراً بالإنتفاضتين ولغاية اليوم، جزء كبير ومهم من تاريخ عريق للثورة الفلسطينية المعاصرة منذ انطلاقتها، وأي محاولة لمسح أو تجاهل أو انكار هذا الجزء، أو القفز عنه، انما يشكل مساساً بالتاريخ الفلسطيني عامة، وأي محاولة لازالته يعني ازالة لجزء كبير من ماضي عريق، سُطر ولن يتكرر لاحقاً في تاريخ حركة التحرر الفلسطيني.
فحركة "فتح" هي مكون أساسي وهام جداً من مكونات الشعب الفلسطيني وتعتبر قلب الثورة الفلسطينية النابض، وبتقديري الشخصي بدون "فتح" لا قضية أو انتصار للشعب الفلسطيني.
وأنا هنا لست بصدد سرد ذاك التاريخ من العمليات الفدائية الرائعة، أو مدحاً و اطراءً لحركة "فتح" التي كثيراً ما انتقدناها وانتقدنا قياداتها، بقدر ما هو تكريم للأسير "ثائر" قناص عملية "وادي الحرامية" قبل سبع سنوات، ابن حركة "فتح"، ولا يمكن الحديث عن الإبن دون التطرق للأم.
ولأننا نحب الرجال اينما كانوا وبغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية، ونفخر ببطولاتهم، باعتبارها بطولات لنا ولشعبنا، كان لابد وأن نستحضر عملية "وادي الحرامية" في ذكراها السابعة، لما شكلته من ضربة قاسية أذهلت قوات الإحتلال والمؤسسة العسكرية بمجملها، وأدت الى مقتل (11) جندي اسرائيلي واصابة ثمانية آخرين.
"ثائر" أسير شامخ بماضيه وحاضره، وعلامة بارزة في التاريخ الفلسطيني المقاوم، ويستحق، بل ومن الواجب وضع اسمه على رأس قائمة الأسرى الذين تطالب بهم الفصائل آسرة "شاليط"، والتمسك باطلاق سراحه هو وأمثاله من رموز المقاومة في اطار صفقة تبادل الأسرى.
تعليق