تويت
منهج الحكومة الفلسطينية لا يتفق مع منهج الإسلام
تحكيم كتاب الله فريضة منسية ...
(الإسلام ليس مجرد عقيدة وعبادات .. إنه إعلان لتحرير الإنسان للإنسان بهدف إزالة الأنظمة التي تقوم على أساس حاكمية البشر للبشر وعبودية الإنسان للإنسان، إن النظام الذي يحكم البشر يجب أن تكون قاعدته العبودية لله وذلك بتلقي الشرائع منه وحده، أي يصبح الدين كله لله، والدين يحمل مدلولا أشمل من العقيدة فهو المنهج والنظام الذي يحكم الحياة ويعتمد على العقيدة ولكنه أشمل منها.. وهكذا فالجهاد الإسلامي لم يكن يوما عملية دفاعية، إنه يحمل في ذاته مبررات التحرير العام للإنسان.. يحمل مبرراً ذاتياً في طبيعة منهجه الواقعي ولا يقف مدافعا وإلا فقد أهم مبررات وجوده.. إنه على عكس ما اعتبره بعض الباحثين الإسلاميين المعاصرين المهزومين تحت ضغط الواقع.. هؤلاء الذين غشّى أبصارهم التصور الغربي لطبيعة الدين فاعتبروه مجرد عقيدة في الضمير أو نحلة قوم وليس منهجا أرسله الله للحياة البشرية. ) .. الشهيد المعلم فتحي الشقاقي رحمه الله ....
الإخوة المجاهدون الأطهار : الإسلام دين كامل لا يتجزَّأ ولا يتبعَّض، فمن شاء فليؤمن ومن شاء كفر وعندها لا يضرَّن إلا نفسه: "يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً" الحديث... لذا إخواننا وجب علينا العمل بهذا الدين وأخذه جملة واحدة عقيدة وشريعة ومنهاج حياة .
لقد حكم الله بكفر من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض من اليهود وغيرهم، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فقال : "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردُّون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون".
ومن المسلمات أن رسولنا صلى الله عليه وسلم لم ينتقل إلى الرفيق الأعلى إلا بعد أن أكمل الله على يديه الدين، وأتم علينا النعمة، فتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، وحذرنا من الالتفات إلى غيرها من الشرائع والقوانين الوضعية، مهما كانت منزلة الملتفت إليه.
روى خالد بن عرفطة قال: (كنتُ جالساً عند عمر، إذ أتي برجل من عبد القيس مسكنه بالسوس، فقال له عمر: أنت فلان بن فلان العبدي؟ قال: نعم؛ فضربه بعصا معه، فقال الرجل: مالي يا أمير المؤمنين؟ فقال له عمر: اجلس؛ فجلس، فقرأ عليه: "بسم الله الرحمن الرحيم. ألر. تلك آيات الكتاب المبين. إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون. نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين"، فقرأها عليه ثلاثاً وضربه ثلاثاً، فقال الرجل: مالي يا أمير المؤمنين؟ فقال: أنت الذي نسخت كتب دانيال؟ قال: مرني بأمرك أتبعه؛ قال: انطلق فامحه بالحميم والصوف الأبيض، ثم لا تقرأه أنت، ولا تقرئه أحداً من الناس، فلئن بلغني عنك أنك قرأته أوأقرأته أحداً من الناس لأنهتك عقوبة؛ ثم قال: اجلس، فجلس بين يديه، قال: انطلقتُ أنا فانتسخت كتاباً من أهل الكتاب، ثم جئت به في أديم، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذا الذي في يدك يا عمر؟ فقلتُ: يا رسول الله كتاب نسخته لنزداد علماً إلى علمنا؛ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرَّت وجنتاه، ثم نودي بالصلاة جامعة، فقالت الأنصار: أغضب نبيكم صلى الله عليه وسلم، السلاح السلاح؛ فجاءوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا أيها الناس، إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتمه، واختصر لي اختصاراً، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية، فلا تتهوَّكوا ولا يغرَّنكم المتهوِّكون[2]"؛ فقال عمر: فقمتُ فقلتُ: رضيتُ بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبك رسولاً؛ ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم).
الأدلة القرآنية على وجوب العمل بما أنزل الله كثيرة ومنها :
• قوله تعالى: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيتَ ويسلموا تسليماً".
• وقوله عن المنافقين: "ويقولن آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين".
• وقال مادحاً المؤمنين: "إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون".
• وقوله في سورة المائدة: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون.."
• وقوله: "فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى".
• وقوله: "ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً".
أقوال أهل العلم في وجوب الحكم بما أنزل الله :
لقد أتفق أهل العلم من أهل السنة قاطبة، قديماً وحديثاً، على كفر من ردَّ حكم الله ورضي بحكم الطواغيت،على تفصيل في ذلك ( كفر دون كفر وكفر مخرج عن الملة ) وإليك أخي المجاهد بعضاً من أقوالهم.
1. ابن حزم رحمه الله
قال عند قوله تعالى: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيحَ.." الآية: (لما كان اليهود والنصارى يحرِّمون ما حرَّم أحبارُهم ورهبانُهم، ويحلون ما أحلوا، كانت هذه ربوبية صحيحة، وعبادة صحيحة، وقد دانوا بها، وسمى الله تعالى هذا العمل اتخاذ أرباب من دون الله عبادة، وهذا هو الشرك بلا خلاف) .. فدل ذلك على أن الرضا بما يشرعه البشر ليس ناقضاً لتوحيد الألوهية فقط، بل ناقض لتوحيد الربوبية.
2. ابن تيمية رحمه الله
قال: (ذمَّ اللهُ عز وجل المدعين الإيمان بالكتب كلها، وهم يتركون التحاكم إلى الكتاب والسنة، ويتحاكمون إلى بعض الطواغيت المعظمة من دون الله، كما يعيب ذلك كثير ممن يدعي الإسلام وينتحله في تحاكمهم إلى مقالات الصابئة الفلاسفة أوغيرهم، أوإلى سياسة بعض الملوك الخارجين عن شريعة الإسلام.
إلى أن قال: ومعلوم باتفاق المسلمين أنه يجب تحكيم الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما شجر بين الناس في أمر دينهم ودنياهم في أصول دينهم وفروعه، وعليهم كلهم إذا حكم بشيء ألا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما حكم ويسلموا تسليماً".[14]
3. ابن القيم رحمه الله
قال: (أقسم سبحانه بنفسه المقدسة قسماً مؤكداً بالنفس قبله على عدم إيمان الخلق حتى يحكموا رسوله في كل ما شجر بينهم من الأصول والفروع، وأحكام الشرع وأحكام المعاد، ولم يثبت لهم الإيمان بمجرد هذا التحكيم حتى ينتفي عنهم الحرج، وهو ضيق الصدر، وتنشرح صدورهم لحكمه كل الانشراح، وتقبله كل القبول، ولم يثبت لهم الإيمان بذلك أيضاً حتى ينضاف إليه مقابلة حكمه بالرضا والتسليم، وعدم المنازعة، وانتفاء المعارضة والاعتراض).
4. العز بن عبد السلام
قال: (وتفرَّد الإله بالطاعة لاختصاصه بنعم الإنشاء والإبقاء والتغذية والإصلاح الديني والدنيوي، فما من خير إلا هو جالبه، وما من ضير إلا هو سالبه، وكذلك لا حكم إلا له).
5. ابن كثير رحمه الله
قال: (فما حكم به كتاب الله وسنة رسوله، وشهد له بالصحة فهو الحق، وماذا بعد الحق إلا الضلال، ولهذا قال تعالى: ".. إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر"، أي ردُّوا الخصومات والجهالات إلى كتاب الله وسنة رسوله فتحاكموا إليهما فيما شجر بينكم، فدل على أن من لم يتحاكم في محل النزاع إلى الكتاب والسنة ولا يرجع إليهما في ذلك فليس مؤمناً بالله ولا باليوم الآخر).
6.القرطبي المفسِّر رحمه الله
قال: (إن حكم بما عنده ـ أي بما وضعه من قوانين ـ على أنه من عند الله تعالى فهو تبديل يوجب الكفر).
6. دكتور فتحي الشقاقي رحمه الله
الإسلام تصور مستقل للوجود.. كامل متميز.. ينبثق منه منهج ذاتي مستقل للحياة كلها، يخالف بشكل أساسي التصورات الجاهلية قديما وحديثا.. ووظيفة الإسلام أن ينشئ حياة إنسانية توافق تصوره وتمثله في صورة واقعية، وظيفته إلا يصطلح مع الجاهلية وتصوراتها، لم تكن هذه وظيفته يوم جاء.. ولن تكون اليوم، الإسلام لن يقبل أنصاف الحلول مع الجاهلية، لأن وظيفته هي هذه القيادة، الإسلام لم يجئ ليربت على شهوات الناس المتمثلة في تصوراتهم وأوضاعهم بل ليلغي كل هذا إلغاء، هذه حقيقة يجب أن نطرحها دوما للناس دون تلعثم أو تردد، سنخاطبهم في عطب ورحمة ولكن أيضا في ثقة وقوة.. لا نتدسس إليهم ولا نربت على شهواتهم وتصوراتهم المنحرفة.. نقول لهم: ما أنتم فيه نجس والله يرد أن يطهركم.. هذه الحياة التي تحيونها دون، والله يرد أن يرفعكم.. ما أنتم فيه شقوة، والله يريد أن يخفف عنكم ويرحمكم ويسعدكم.. لن نقول لهم إن الإسلام جاء من أجل تعديل هنا أو تغيير هناك.. نحدثهم مرة عن ديمقراطية الإسلام!! وأخرى عن اشتراكيته!! كلا.. إن الانتقال من الجاهلية إلى الإسلام نقلة بعيدة واسعة، كان هذا حال محمد (صلى الله عليه وسلم) مع الجاهلية منذ اليوم الأول ويجب أن يكون حالنا اليوم ...
السلوك الواجب مع من حكم بغير كتاب الله
1. عدم الرضى بمؤسساتهم القانونية الطاغوتية أو مجالسهم التشريعية فالتشريع لله وحده، واعتماد ملة إبراهيم وسلوك أتباعه المؤمنين وهي { إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده
2. العمل الجاد من أجل تحكيم مهج الله وهو ما حث عليه معلمنا الشقاقي واعتبره هدف الحركة والإعراض عن ما سوى الله وشرعه ، قال تعالى { فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين } ، وقال تعالى { اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إلـه إلا هو وأعرض عن المشركين } ، قال تعالى : { قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون
3. البغض والمعاداة وعدم الموالاة للأنظمة الوضعية ، قال تعالى { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم مع اعتبار أقوال أهل العلم من أن من تحاكم لهذه القوانين من غير رضى بها فهو مؤمن أخ لنا في الدين ... والقاعدة الفقهية عندنا نحن أهل السنة تقول : ( لا نكفر أحد بذنب ما لم يستحله .. )
كيف نشارك في سلطة لا تحكم بشرع الله ؟؟ !!
الإخوة المجاهدون الأطهار ...
لهذه الأسباب رفضنا الدخول في الحكومة ..
حادثة صغيرة ذات مدلولات عظيمة نرويها لكم .. الحادثة حصلت في المجلس التشريعي عند التصويت على منح الخمارات تراخيص رسمية .. اذ طرح الموضوع للتصويت فتعادلت الأصوات ثم حسم الأمر بدخول عضو متأخر .. إخواننا هل الخمر والميسر والحجاب موضوع فيه أخذ ورد ؟؟
هل ستخضع الأمور المعلومة بالدين بالضرورة للتصويت ... واذا أقرت الأغلبية بما ينافي الشرع هل سنقبل ؟؟ اليست هذا قواعد الديمقراطية !! هم يقولون الحكم للأغلبية ونحن نقول : ( ان الحكم إلا لله )
ان الحكومة وللأسف استندت في مرجعيتها على الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة .. جاء في برنامج الحكومة الذي تلاه رئيسها السيد اسماعيل هنية أمام المجلس التشريعي ما نصة : (تلتزم الحكومة بحماية المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وصون حقوقه، والحفاظ على مكتسباته وتطويرها، والعمل على تحقيق أهدافه الوطنية، كما أقرتها قرارات المجالس الوطنية ومواد القانون الأساسي ووثيقة الوفاق الوطني، وقرارات القمم العربية، وعلى أساس ذلك تحترم الحكومة قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية ).
كما وضعت الحكومة الاحترام المتبادل أساس لعلاقتها مع الدول وقد تربينا أحبتنا على يد معلمنا الشقاقي على أن القرب والبعد من أي طرف مرهون ببعد أو قرب هذا الطرف من الإسلام والجهاد وفلسطين ..
وهذا هو النص من برنامج حكومة الأخ هنية : ترسيخ العلاقة و الانفتاح والتعاون مع المحيط الإقليمي والدولي على أساس الاحترام المتبادل. وهذا الموقف أدى لموقف مؤسف أخر وهو ربط مقاومة وجهاد شعبنا الذي بدأنا به بأمر من الله ورضعنا حبه من مجالس القرآن وسورة الأنفال والتوبة والقتال والإسراء .. ربطه بالشرائع والمواثيق الدولية هذا ما جاء ايضا في برنامج الحكومة تؤكد الحكومة بأن المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني، وكفلته كافة الأعراف والمواثيق الدولية ...
الإخوة المجاهدون : إن قضية الحكم بما أنزل الله قضية لا تطرح حتى للنقاش في الحكومة أو المجلس التشريعي .. حتى أن المجلس وبعد عام ونصف على انتخابه لم يقر قانون واحد يسعى لتحكيم الشريعة .. بل صرح رئيس المجلس الدكتور عزيز دويك لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية بأن كتلة حماس لا تسعى لفرض العمل بالشريعة في الوقت الحالي !! وتجسد هذا التصريح الخطير بإقرار الحكومة في برنامجها بالعمل بالقوانين الوضعية ( وهو ما يسمى بالقانون الأساسي ) وهذا هو النص بدون تعليق .. تؤكد الحكومة العمل بموجب القانون الأساسي والذي ينظم العلاقة بين السلطات الثلاث على أسس الفصل بين السلطات، واحترام الصلاحيات الممنوحة للرئاسة والحكومة وفق النظام والقانون.
سلطة مسقوفة باتفاقات العار
الإخوة المجاهدون : السلطة مسقوفة بأوسلو شاء المشاركون فيها أم أبو .. مسقوفة باتفاقات القاهرة وطابا وواي ريفر ، فإن سلمنا جدلا ً أننا سندخل الحكومة لنقضي على أوسلو فكيف نفسر أن الحكومة أعطت صلاحية التفاوض على فلسطين وتاريخ الأمة للنخاسين عرابي أوسلو .. هذا ما جاء في برنامج الحكومة للأسف الشديد (تؤكد الحكومة على ما جاء في وثيقة الوفاق الوطني بأن إدارة المفاوضات هي من صلاحية منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، )
إن السلطة الفلسطينية مرتبطة عضويا بالكيان الصهيوني ووزراء السلطة لا يستطيعون الحركة بدون التنسيق مع الاحتلال هذا الأمر دفع رئيس بلدية إحدى قرى الضفة المنتخب للتنسيق مع سكان مستوطنة بجواره وعقد اللقاءات وتبادل الابتسامات مع المغتصبين مع العلم أن رئيس البلدية ينتمي لحماس !!
هدنة طويلة الأمد
لا يفونتا الحديث حول الهدنة طويلة الأمد التي يتم الترويج لها .. اذ لا نستبعد في ظل هذه الهدنة أن يتم اعتقال المجاهدين الذين يسعون لضرب عمق الصهاينة بحجة فرض الأمن والحفاظ على النظام ومصلحة الشعب تماما كما تم اغتيال عمار الأعرج وأيمن الرزاينة واعتقال المجاهدين عام 1996 بنفس الحجة .. هذه الهدنة إخواننا تعطي الفرصة للكيان باستكمال مخططاته الشيطانية في القدس فيما نحن نتقاتل لفرض هذه الهدنة !!
ان أكثر الأخطاء جسامة عام 1948 كان رضى الجيوش العربية بالهدنة التي أعطت للصهاينة فرصة بالتقاط الأنفاس وابتلاع فلسطين .. وأكثر الأخطاء التي من الممكن اتخاذها في الوقت الحالي هو هدنة يلتقط فيها اقتصاد الصهاينة انفاسه بعد سني الانتفاضة المباركة .. وترجع فيها معدلات الهجرة لفلسطين الى سابق عهدها وتقف الهجرة العكسية مما يمهد لنكبة جديدة و(نهائية ) للشعب الفلسطيني .....
(ومع ذلك فإن الحكومة ومن خلال التوافق الوطني سوف تعمل على تثبيت التهدئة وتوسيعها لتصبح تهدئة شاملة ومتبادلة ومتزامنة، وذلك مقابل التزام “إسرائيل” بوقف إجراءاتها الاحتلالية على الأرض من اغتيالات واعتقالات واحتياجات وهدم البيوت وتجريف الأراضي وحفريات القدس والعمل على رفع الحواجز وإعادة فتح المعابر ورفع القيود على حركة التنقل) . من برنامج حكومة السيد هنية
وتبقى فلسطين قضيتنا المركزية
أن القضية الفلسطينية بما وصلت إليه، كانت جزءاً من ملامح القيادات اللاإسلامية التي تعاقبت على التصدي الإنتهازي لقيادة حركة الجماهير، أو التي تسلمت السلطة طوال الفترة التالية لهزيمة الدولة الإسلامية في مطلع هذا القرن... تلك القيادات التي تمثل التراجع المستمر أمام التحدي الصهيوني الغربي الذي جاء ليلغي التاريخ، ويسقط وعي الأمة ويهدم الحائط الإسلامي الصلب ويستولي على الأرض والثروة والمستقبل... كما أن فشل تلك القيادات في سنة 1948، ثم في سنة 1967، ثم عجزها عن مواصلة الصراع – كنتيجة لعجزها عن فهمه – قد أدى بها كما نرى الآن إلى قبول أي شيء كحل للقضية... ويدل على ذلك ما نراه من ممارسة الجميع وإعلانهم عن مشاريعهم لحل القضية إبتداء من الأنظمة العربية بكل أصنافها، إلى من يدعون قيادة الفلسطينيين بكل إنتماءاتهم، ويبدو الإسلام وحده كدين والإسلام وحده كتاريخ وحضارة ونظام وممارسة هو القادر على مواجهة الأزمة وفهمها وقيادة حركة الصراع وحسمه ذلك أنه هو الطرف الحقيقي، والمستهدف، وهو وعي الأمة وحسها....
المعلم الشهيد فتحي الشقاقي رحمه الله
تحكيم كتاب الله فريضة منسية ...
(الإسلام ليس مجرد عقيدة وعبادات .. إنه إعلان لتحرير الإنسان للإنسان بهدف إزالة الأنظمة التي تقوم على أساس حاكمية البشر للبشر وعبودية الإنسان للإنسان، إن النظام الذي يحكم البشر يجب أن تكون قاعدته العبودية لله وذلك بتلقي الشرائع منه وحده، أي يصبح الدين كله لله، والدين يحمل مدلولا أشمل من العقيدة فهو المنهج والنظام الذي يحكم الحياة ويعتمد على العقيدة ولكنه أشمل منها.. وهكذا فالجهاد الإسلامي لم يكن يوما عملية دفاعية، إنه يحمل في ذاته مبررات التحرير العام للإنسان.. يحمل مبرراً ذاتياً في طبيعة منهجه الواقعي ولا يقف مدافعا وإلا فقد أهم مبررات وجوده.. إنه على عكس ما اعتبره بعض الباحثين الإسلاميين المعاصرين المهزومين تحت ضغط الواقع.. هؤلاء الذين غشّى أبصارهم التصور الغربي لطبيعة الدين فاعتبروه مجرد عقيدة في الضمير أو نحلة قوم وليس منهجا أرسله الله للحياة البشرية. ) .. الشهيد المعلم فتحي الشقاقي رحمه الله ....
الإخوة المجاهدون الأطهار : الإسلام دين كامل لا يتجزَّأ ولا يتبعَّض، فمن شاء فليؤمن ومن شاء كفر وعندها لا يضرَّن إلا نفسه: "يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً" الحديث... لذا إخواننا وجب علينا العمل بهذا الدين وأخذه جملة واحدة عقيدة وشريعة ومنهاج حياة .
لقد حكم الله بكفر من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض من اليهود وغيرهم، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فقال : "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردُّون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون".
ومن المسلمات أن رسولنا صلى الله عليه وسلم لم ينتقل إلى الرفيق الأعلى إلا بعد أن أكمل الله على يديه الدين، وأتم علينا النعمة، فتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، وحذرنا من الالتفات إلى غيرها من الشرائع والقوانين الوضعية، مهما كانت منزلة الملتفت إليه.
روى خالد بن عرفطة قال: (كنتُ جالساً عند عمر، إذ أتي برجل من عبد القيس مسكنه بالسوس، فقال له عمر: أنت فلان بن فلان العبدي؟ قال: نعم؛ فضربه بعصا معه، فقال الرجل: مالي يا أمير المؤمنين؟ فقال له عمر: اجلس؛ فجلس، فقرأ عليه: "بسم الله الرحمن الرحيم. ألر. تلك آيات الكتاب المبين. إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون. نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين"، فقرأها عليه ثلاثاً وضربه ثلاثاً، فقال الرجل: مالي يا أمير المؤمنين؟ فقال: أنت الذي نسخت كتب دانيال؟ قال: مرني بأمرك أتبعه؛ قال: انطلق فامحه بالحميم والصوف الأبيض، ثم لا تقرأه أنت، ولا تقرئه أحداً من الناس، فلئن بلغني عنك أنك قرأته أوأقرأته أحداً من الناس لأنهتك عقوبة؛ ثم قال: اجلس، فجلس بين يديه، قال: انطلقتُ أنا فانتسخت كتاباً من أهل الكتاب، ثم جئت به في أديم، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذا الذي في يدك يا عمر؟ فقلتُ: يا رسول الله كتاب نسخته لنزداد علماً إلى علمنا؛ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرَّت وجنتاه، ثم نودي بالصلاة جامعة، فقالت الأنصار: أغضب نبيكم صلى الله عليه وسلم، السلاح السلاح؛ فجاءوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا أيها الناس، إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتمه، واختصر لي اختصاراً، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية، فلا تتهوَّكوا ولا يغرَّنكم المتهوِّكون[2]"؛ فقال عمر: فقمتُ فقلتُ: رضيتُ بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبك رسولاً؛ ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم).
الأدلة القرآنية على وجوب العمل بما أنزل الله كثيرة ومنها :
• قوله تعالى: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيتَ ويسلموا تسليماً".
• وقوله عن المنافقين: "ويقولن آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين".
• وقال مادحاً المؤمنين: "إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون".
• وقوله في سورة المائدة: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون.."
• وقوله: "فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى".
• وقوله: "ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً".
أقوال أهل العلم في وجوب الحكم بما أنزل الله :
لقد أتفق أهل العلم من أهل السنة قاطبة، قديماً وحديثاً، على كفر من ردَّ حكم الله ورضي بحكم الطواغيت،على تفصيل في ذلك ( كفر دون كفر وكفر مخرج عن الملة ) وإليك أخي المجاهد بعضاً من أقوالهم.
1. ابن حزم رحمه الله
قال عند قوله تعالى: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيحَ.." الآية: (لما كان اليهود والنصارى يحرِّمون ما حرَّم أحبارُهم ورهبانُهم، ويحلون ما أحلوا، كانت هذه ربوبية صحيحة، وعبادة صحيحة، وقد دانوا بها، وسمى الله تعالى هذا العمل اتخاذ أرباب من دون الله عبادة، وهذا هو الشرك بلا خلاف) .. فدل ذلك على أن الرضا بما يشرعه البشر ليس ناقضاً لتوحيد الألوهية فقط، بل ناقض لتوحيد الربوبية.
2. ابن تيمية رحمه الله
قال: (ذمَّ اللهُ عز وجل المدعين الإيمان بالكتب كلها، وهم يتركون التحاكم إلى الكتاب والسنة، ويتحاكمون إلى بعض الطواغيت المعظمة من دون الله، كما يعيب ذلك كثير ممن يدعي الإسلام وينتحله في تحاكمهم إلى مقالات الصابئة الفلاسفة أوغيرهم، أوإلى سياسة بعض الملوك الخارجين عن شريعة الإسلام.
إلى أن قال: ومعلوم باتفاق المسلمين أنه يجب تحكيم الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما شجر بين الناس في أمر دينهم ودنياهم في أصول دينهم وفروعه، وعليهم كلهم إذا حكم بشيء ألا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما حكم ويسلموا تسليماً".[14]
3. ابن القيم رحمه الله
قال: (أقسم سبحانه بنفسه المقدسة قسماً مؤكداً بالنفس قبله على عدم إيمان الخلق حتى يحكموا رسوله في كل ما شجر بينهم من الأصول والفروع، وأحكام الشرع وأحكام المعاد، ولم يثبت لهم الإيمان بمجرد هذا التحكيم حتى ينتفي عنهم الحرج، وهو ضيق الصدر، وتنشرح صدورهم لحكمه كل الانشراح، وتقبله كل القبول، ولم يثبت لهم الإيمان بذلك أيضاً حتى ينضاف إليه مقابلة حكمه بالرضا والتسليم، وعدم المنازعة، وانتفاء المعارضة والاعتراض).
4. العز بن عبد السلام
قال: (وتفرَّد الإله بالطاعة لاختصاصه بنعم الإنشاء والإبقاء والتغذية والإصلاح الديني والدنيوي، فما من خير إلا هو جالبه، وما من ضير إلا هو سالبه، وكذلك لا حكم إلا له).
5. ابن كثير رحمه الله
قال: (فما حكم به كتاب الله وسنة رسوله، وشهد له بالصحة فهو الحق، وماذا بعد الحق إلا الضلال، ولهذا قال تعالى: ".. إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر"، أي ردُّوا الخصومات والجهالات إلى كتاب الله وسنة رسوله فتحاكموا إليهما فيما شجر بينكم، فدل على أن من لم يتحاكم في محل النزاع إلى الكتاب والسنة ولا يرجع إليهما في ذلك فليس مؤمناً بالله ولا باليوم الآخر).
6.القرطبي المفسِّر رحمه الله
قال: (إن حكم بما عنده ـ أي بما وضعه من قوانين ـ على أنه من عند الله تعالى فهو تبديل يوجب الكفر).
6. دكتور فتحي الشقاقي رحمه الله
الإسلام تصور مستقل للوجود.. كامل متميز.. ينبثق منه منهج ذاتي مستقل للحياة كلها، يخالف بشكل أساسي التصورات الجاهلية قديما وحديثا.. ووظيفة الإسلام أن ينشئ حياة إنسانية توافق تصوره وتمثله في صورة واقعية، وظيفته إلا يصطلح مع الجاهلية وتصوراتها، لم تكن هذه وظيفته يوم جاء.. ولن تكون اليوم، الإسلام لن يقبل أنصاف الحلول مع الجاهلية، لأن وظيفته هي هذه القيادة، الإسلام لم يجئ ليربت على شهوات الناس المتمثلة في تصوراتهم وأوضاعهم بل ليلغي كل هذا إلغاء، هذه حقيقة يجب أن نطرحها دوما للناس دون تلعثم أو تردد، سنخاطبهم في عطب ورحمة ولكن أيضا في ثقة وقوة.. لا نتدسس إليهم ولا نربت على شهواتهم وتصوراتهم المنحرفة.. نقول لهم: ما أنتم فيه نجس والله يرد أن يطهركم.. هذه الحياة التي تحيونها دون، والله يرد أن يرفعكم.. ما أنتم فيه شقوة، والله يريد أن يخفف عنكم ويرحمكم ويسعدكم.. لن نقول لهم إن الإسلام جاء من أجل تعديل هنا أو تغيير هناك.. نحدثهم مرة عن ديمقراطية الإسلام!! وأخرى عن اشتراكيته!! كلا.. إن الانتقال من الجاهلية إلى الإسلام نقلة بعيدة واسعة، كان هذا حال محمد (صلى الله عليه وسلم) مع الجاهلية منذ اليوم الأول ويجب أن يكون حالنا اليوم ...
السلوك الواجب مع من حكم بغير كتاب الله
1. عدم الرضى بمؤسساتهم القانونية الطاغوتية أو مجالسهم التشريعية فالتشريع لله وحده، واعتماد ملة إبراهيم وسلوك أتباعه المؤمنين وهي { إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده
2. العمل الجاد من أجل تحكيم مهج الله وهو ما حث عليه معلمنا الشقاقي واعتبره هدف الحركة والإعراض عن ما سوى الله وشرعه ، قال تعالى { فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين } ، وقال تعالى { اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إلـه إلا هو وأعرض عن المشركين } ، قال تعالى : { قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون
3. البغض والمعاداة وعدم الموالاة للأنظمة الوضعية ، قال تعالى { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم مع اعتبار أقوال أهل العلم من أن من تحاكم لهذه القوانين من غير رضى بها فهو مؤمن أخ لنا في الدين ... والقاعدة الفقهية عندنا نحن أهل السنة تقول : ( لا نكفر أحد بذنب ما لم يستحله .. )
كيف نشارك في سلطة لا تحكم بشرع الله ؟؟ !!
الإخوة المجاهدون الأطهار ...
لهذه الأسباب رفضنا الدخول في الحكومة ..
حادثة صغيرة ذات مدلولات عظيمة نرويها لكم .. الحادثة حصلت في المجلس التشريعي عند التصويت على منح الخمارات تراخيص رسمية .. اذ طرح الموضوع للتصويت فتعادلت الأصوات ثم حسم الأمر بدخول عضو متأخر .. إخواننا هل الخمر والميسر والحجاب موضوع فيه أخذ ورد ؟؟
هل ستخضع الأمور المعلومة بالدين بالضرورة للتصويت ... واذا أقرت الأغلبية بما ينافي الشرع هل سنقبل ؟؟ اليست هذا قواعد الديمقراطية !! هم يقولون الحكم للأغلبية ونحن نقول : ( ان الحكم إلا لله )
ان الحكومة وللأسف استندت في مرجعيتها على الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة .. جاء في برنامج الحكومة الذي تلاه رئيسها السيد اسماعيل هنية أمام المجلس التشريعي ما نصة : (تلتزم الحكومة بحماية المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وصون حقوقه، والحفاظ على مكتسباته وتطويرها، والعمل على تحقيق أهدافه الوطنية، كما أقرتها قرارات المجالس الوطنية ومواد القانون الأساسي ووثيقة الوفاق الوطني، وقرارات القمم العربية، وعلى أساس ذلك تحترم الحكومة قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية ).
كما وضعت الحكومة الاحترام المتبادل أساس لعلاقتها مع الدول وقد تربينا أحبتنا على يد معلمنا الشقاقي على أن القرب والبعد من أي طرف مرهون ببعد أو قرب هذا الطرف من الإسلام والجهاد وفلسطين ..
وهذا هو النص من برنامج حكومة الأخ هنية : ترسيخ العلاقة و الانفتاح والتعاون مع المحيط الإقليمي والدولي على أساس الاحترام المتبادل. وهذا الموقف أدى لموقف مؤسف أخر وهو ربط مقاومة وجهاد شعبنا الذي بدأنا به بأمر من الله ورضعنا حبه من مجالس القرآن وسورة الأنفال والتوبة والقتال والإسراء .. ربطه بالشرائع والمواثيق الدولية هذا ما جاء ايضا في برنامج الحكومة تؤكد الحكومة بأن المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني، وكفلته كافة الأعراف والمواثيق الدولية ...
الإخوة المجاهدون : إن قضية الحكم بما أنزل الله قضية لا تطرح حتى للنقاش في الحكومة أو المجلس التشريعي .. حتى أن المجلس وبعد عام ونصف على انتخابه لم يقر قانون واحد يسعى لتحكيم الشريعة .. بل صرح رئيس المجلس الدكتور عزيز دويك لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية بأن كتلة حماس لا تسعى لفرض العمل بالشريعة في الوقت الحالي !! وتجسد هذا التصريح الخطير بإقرار الحكومة في برنامجها بالعمل بالقوانين الوضعية ( وهو ما يسمى بالقانون الأساسي ) وهذا هو النص بدون تعليق .. تؤكد الحكومة العمل بموجب القانون الأساسي والذي ينظم العلاقة بين السلطات الثلاث على أسس الفصل بين السلطات، واحترام الصلاحيات الممنوحة للرئاسة والحكومة وفق النظام والقانون.
سلطة مسقوفة باتفاقات العار
الإخوة المجاهدون : السلطة مسقوفة بأوسلو شاء المشاركون فيها أم أبو .. مسقوفة باتفاقات القاهرة وطابا وواي ريفر ، فإن سلمنا جدلا ً أننا سندخل الحكومة لنقضي على أوسلو فكيف نفسر أن الحكومة أعطت صلاحية التفاوض على فلسطين وتاريخ الأمة للنخاسين عرابي أوسلو .. هذا ما جاء في برنامج الحكومة للأسف الشديد (تؤكد الحكومة على ما جاء في وثيقة الوفاق الوطني بأن إدارة المفاوضات هي من صلاحية منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، )
إن السلطة الفلسطينية مرتبطة عضويا بالكيان الصهيوني ووزراء السلطة لا يستطيعون الحركة بدون التنسيق مع الاحتلال هذا الأمر دفع رئيس بلدية إحدى قرى الضفة المنتخب للتنسيق مع سكان مستوطنة بجواره وعقد اللقاءات وتبادل الابتسامات مع المغتصبين مع العلم أن رئيس البلدية ينتمي لحماس !!
هدنة طويلة الأمد
لا يفونتا الحديث حول الهدنة طويلة الأمد التي يتم الترويج لها .. اذ لا نستبعد في ظل هذه الهدنة أن يتم اعتقال المجاهدين الذين يسعون لضرب عمق الصهاينة بحجة فرض الأمن والحفاظ على النظام ومصلحة الشعب تماما كما تم اغتيال عمار الأعرج وأيمن الرزاينة واعتقال المجاهدين عام 1996 بنفس الحجة .. هذه الهدنة إخواننا تعطي الفرصة للكيان باستكمال مخططاته الشيطانية في القدس فيما نحن نتقاتل لفرض هذه الهدنة !!
ان أكثر الأخطاء جسامة عام 1948 كان رضى الجيوش العربية بالهدنة التي أعطت للصهاينة فرصة بالتقاط الأنفاس وابتلاع فلسطين .. وأكثر الأخطاء التي من الممكن اتخاذها في الوقت الحالي هو هدنة يلتقط فيها اقتصاد الصهاينة انفاسه بعد سني الانتفاضة المباركة .. وترجع فيها معدلات الهجرة لفلسطين الى سابق عهدها وتقف الهجرة العكسية مما يمهد لنكبة جديدة و(نهائية ) للشعب الفلسطيني .....
(ومع ذلك فإن الحكومة ومن خلال التوافق الوطني سوف تعمل على تثبيت التهدئة وتوسيعها لتصبح تهدئة شاملة ومتبادلة ومتزامنة، وذلك مقابل التزام “إسرائيل” بوقف إجراءاتها الاحتلالية على الأرض من اغتيالات واعتقالات واحتياجات وهدم البيوت وتجريف الأراضي وحفريات القدس والعمل على رفع الحواجز وإعادة فتح المعابر ورفع القيود على حركة التنقل) . من برنامج حكومة السيد هنية
وتبقى فلسطين قضيتنا المركزية
أن القضية الفلسطينية بما وصلت إليه، كانت جزءاً من ملامح القيادات اللاإسلامية التي تعاقبت على التصدي الإنتهازي لقيادة حركة الجماهير، أو التي تسلمت السلطة طوال الفترة التالية لهزيمة الدولة الإسلامية في مطلع هذا القرن... تلك القيادات التي تمثل التراجع المستمر أمام التحدي الصهيوني الغربي الذي جاء ليلغي التاريخ، ويسقط وعي الأمة ويهدم الحائط الإسلامي الصلب ويستولي على الأرض والثروة والمستقبل... كما أن فشل تلك القيادات في سنة 1948، ثم في سنة 1967، ثم عجزها عن مواصلة الصراع – كنتيجة لعجزها عن فهمه – قد أدى بها كما نرى الآن إلى قبول أي شيء كحل للقضية... ويدل على ذلك ما نراه من ممارسة الجميع وإعلانهم عن مشاريعهم لحل القضية إبتداء من الأنظمة العربية بكل أصنافها، إلى من يدعون قيادة الفلسطينيين بكل إنتماءاتهم، ويبدو الإسلام وحده كدين والإسلام وحده كتاريخ وحضارة ونظام وممارسة هو القادر على مواجهة الأزمة وفهمها وقيادة حركة الصراع وحسمه ذلك أنه هو الطرف الحقيقي، والمستهدف، وهو وعي الأمة وحسها....
المعلم الشهيد فتحي الشقاقي رحمه الله
تعليق