فلسطين اليوم : غزة (خاص)
منذ 13 عاماً يأتي محمد المجدلاوي والملقب بـ (أبي خميس) ليتخذ له مكاناً بين ذوي الأسرى والمعتقلين بمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة.. فيبدأ بتعليق صوراً لعدد من القادة والأسرى.. فهو وجه مألوف ومعروف بهتافاته العالية.. ابناً لأمهات الأسرى.. وأخاً لزوجاتهم .. وأباً لأبنائهم.. ليجعل منه صورة مضيئة للتضامن مع الأسرى وذويهم.
فدعم الأسرى وذويهم أصبح كالجرح الذي لا يشعر به سوى من به ألم، لأن قضية التضامن مع الأسرى وذويهم باتت لا تلقي اهتماماً من القادة والمسؤولين من جهةٍ ومن المواطنين وبعض ذوي الأسرى والمعتقلين من جهةٍ أخرى، حيث أصبحت تقتصر على أهالي الأسرى فقط وبعض من المتضامنين وأصحاب المؤسسات والجمعيات المهتمة بالقضية.
أبو خميس يجتمع مع عدد قليل من المتضامنين ويبدأون في تعليق الرايات لينضموا إلى ذوي الأسرى الذين يعتصمون داخل مقر الصليب الأحمر، ليشكلوا مع بعضهم البعض عائلة متماسكة هدفها العمل على تفعيل قضية الأسرى والمطالبة بالإفراج الفوري عنهم.
يقول المجدلاوي وهو يفسح لإحدى أمهات الأسرى للجلوس:" التضامن مع الأسرى رسالة إنسانية يجب أن يتمسك بها كافة أبناء شعبنا حرصاً منا على إحياء قضيتهم الوطنية وتفعيلها على كافة المستويات، ولكن للأسف فالتضامن مع ذوي الأسرى منقوص ولا يتعدى لحدود المشكلة والقضية، ويقتصر فقط على أهالي الأسرى".
واستذكر أبو خميس أولى خطوات التضامن مع الأسرى، مشيراً إلى أنه انضم لمجموعة من الشباب قبل 13 عاماً للتضامن مع الأسير المحرر سمير القنطار، حيث تطلب من هذه المجموعة أن تدافع عن القنطار وأن تسد مكان ذويه في اعتصام ذوي الأسرى، لتبدأ معه قصة تضامنه مع ذوي الأسرى لتصبح جزءً من شخصيته.
وفي جانبه تجلس المتضامنة آمال دحلان (27 عاماً) من معسكر جباليا حيث تواصل للسنة الخامسة على التوالي تضامنها مع أهالي الأسرى من خلال عملها في جمعية أنصار الأسرى، لتؤكد أن هناك قصوراً كبيراً من الجميع في التضامن مع ذوي المعتقلين.
وأضافت دحلان، أن ما يدفعها للتضامن مع الأسرى هو الانتماء إلى قضيتهم الوطنية، منوهةً إلى أن القضية غير مفعلة، خاصةً في ظل الانقسام الداخلي وخلاف الفصائل الوطنية التي أدت إلى تراجع قضية الأسرى، مطالبة باستخدام وسائل جديدة للتضامن مع الأسرى وذويهم وعدم اقتصارها على التضامن داخل مقر الصليب الأحمر.
أما الناشطة الإيرلندية كويفار (30 عاماً)، فترى أن قضية الأسرى تحتاج إلى تركيز أكبر من الجميع ويجب احترامهم وتقديرهم لمعاناتهم التي يكابدونها حيث تعتبر قضيتهم من أوليات القضية الفلسطينية، ووضعهم فوق رؤوس الجميع حيث يقاومون الاحتلال بكل ممارساته.
ودعت كويفار الجميع للتضامن مع الأسرى وذويهم وألا ينسوا قضيتهم ويظلوا باستمرار يحملون الهم الوطني، مبينةًَ أن الشعب الايرلندي محب للفلسطينيين ومعني بقضاياه ويقف بجانبه لأنه كان يعاني من الاحتلال بالتالي فهو يشعر بشعور المقاوم الذي يريد استرداد حقوقه الوطنية.
من جانبه، أكد الباحث نشأت الوحيدي منسق الحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية، أن هناك تقصير واضح من قبل القادة والمسؤولين في قضية التضامن مع الأسرى وذويهم، مبيناً أن الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى أصبح روتينياً ويفتقر لأي فعاليات متجددة.
وشدد الوحيدي، على ضرورة تفعيل التضامن مع الأسرى وذويهم، وإبراز صوت أهالي الأسرى على الصعيد العالمي، والمشاركة الفاعلة والأكبر من قبل كافة الجهات والمؤسسات الحكومية والأهلية للتضامن مع الأسرى وذويهم.
أما الصحفية رشا بركة، فاعتبرت أن مشاركة المؤسسات المحلية والحكومية في الاعتصام التضامني مع ذوي الأسرى يقتصر فقط حين حدوث حادثة ما مع أسير داخل سجن إسرائيلي كاستشهاد أو مرض، حيث بات واضحاً التقصير من قبل الجميع في قضية التضامن مع الأسرى وذويهم.
ودعت بركة، كافة الوسائل الإعلامية بمختلف مسمياتها بالتفاعل الأكبر مع معاناة الأسرى وذويهم ومحاولة نقل معاناتهم بصورتها الحقيقية على كافة المستويات المحلية والدولية، مشيرةً إلى أن قضية الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط تجدها على مدار الساعة على لسان أغلب المسؤولين من أجل الإفراج عنه وفك عقدته، بينما تجد قصوراً في استحضار ملف الأسرى الفلسطينيين.
واعتبرت بركة، أن عدم قوة وجدية الفعاليات التضامنية مع الأسرى وذويهم جعل أهاليهم لا يبالون بالدعوات لاعتصامات أو ما شابه، ولسان حالهم يقول "لا حياة لمن ينادي"، مؤكدةً على أهمية دور المؤسسات الحقوقية والمعنية بالأسرى.
وشددت على أهمية التنسيق بين المؤسسات لعمل جدول لفعاليات تضامنية مستمرة والتواصل بشكل دائم مع أهالي الأسرى، والعمل بكل جهد لاستدعاء أكبر قدر من وسائل الإعلام خاصة غير المحلية في نقل وكشف معاناة الأسرى المستمرة في سجون الاحتلال.
والدة الأسير صبحي جاد الله (32 عاماً) من معسكر الشاطئ والذي يقبع في سجن عسقلان الإسرائيلي، لم تخف أهمية التضامن مع الأسرى من قبل كافة المواطنين والمسؤولين حيث تؤكد أن هذا الأمر يسعد الأسرى أنفسهم ويشد على أياديهم ويدفعهم للصمود والقوة والتحمل خاصةً إذا كان هناك من في الخارج يقف بجانبهم ويساندهم.
وأشارت جاد الله إلى أن الكثير من القادة والمسؤولين يتناسون الأسرى وقضيتهم وخاصةً الفصائل الوطنية التي انشغلت بخلافاتها الداخلية ولا يكترثون لقضية الأسرى ومعاناتهم في الوقت الذي تزيد فيه قوات الاحتلال من ممارساتها التعسفية ضدهم، مطالبةً الجميع بالمشاركة في الاعتصام الأسبوعي الذي يقتصر على ذوي الأسرى وبعض المؤسسات والشخصيات المعنية بالقضية.
جدير بالذكر، أن أكثر من ( 9000 ) أسير موزعون على قرابة عشرين سجن ومعتقل ومركز تحقيق وتوقيف إسرائيلي، بينهم ( 336 أسير ) معتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو، و( 760 أسير ) يقضون حكماً بالسجن مدى الحياة، منهم ( 11 أسير ) مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن.
ويقبع في السجون الإسرائيلية من بين مجموع الأسرى ( 41 ) نائب ووزير سابق، و( 69 أسيرة ) منهن أمهات و(246 ) طفل أصغرهم هو يوسف الزق الذي أنجبته والدته الأسيرة فاطمة الزق في يناير من العام الماضي.
وفي ظل انشغال الفصائل الوطنية والقيادات في خلافاتهم الداخلية مازالت أصوات أهالي الأسرى ترتفع عالياً لتطالب بتضامن ومساندة من الجميع.. فهل ستلقى أصواتهم استجابةً.. أم سيكون صدى صوتهم هو المجيب الوحيد؟.
منذ 13 عاماً يأتي محمد المجدلاوي والملقب بـ (أبي خميس) ليتخذ له مكاناً بين ذوي الأسرى والمعتقلين بمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة.. فيبدأ بتعليق صوراً لعدد من القادة والأسرى.. فهو وجه مألوف ومعروف بهتافاته العالية.. ابناً لأمهات الأسرى.. وأخاً لزوجاتهم .. وأباً لأبنائهم.. ليجعل منه صورة مضيئة للتضامن مع الأسرى وذويهم.
فدعم الأسرى وذويهم أصبح كالجرح الذي لا يشعر به سوى من به ألم، لأن قضية التضامن مع الأسرى وذويهم باتت لا تلقي اهتماماً من القادة والمسؤولين من جهةٍ ومن المواطنين وبعض ذوي الأسرى والمعتقلين من جهةٍ أخرى، حيث أصبحت تقتصر على أهالي الأسرى فقط وبعض من المتضامنين وأصحاب المؤسسات والجمعيات المهتمة بالقضية.
أبو خميس يجتمع مع عدد قليل من المتضامنين ويبدأون في تعليق الرايات لينضموا إلى ذوي الأسرى الذين يعتصمون داخل مقر الصليب الأحمر، ليشكلوا مع بعضهم البعض عائلة متماسكة هدفها العمل على تفعيل قضية الأسرى والمطالبة بالإفراج الفوري عنهم.
يقول المجدلاوي وهو يفسح لإحدى أمهات الأسرى للجلوس:" التضامن مع الأسرى رسالة إنسانية يجب أن يتمسك بها كافة أبناء شعبنا حرصاً منا على إحياء قضيتهم الوطنية وتفعيلها على كافة المستويات، ولكن للأسف فالتضامن مع ذوي الأسرى منقوص ولا يتعدى لحدود المشكلة والقضية، ويقتصر فقط على أهالي الأسرى".
واستذكر أبو خميس أولى خطوات التضامن مع الأسرى، مشيراً إلى أنه انضم لمجموعة من الشباب قبل 13 عاماً للتضامن مع الأسير المحرر سمير القنطار، حيث تطلب من هذه المجموعة أن تدافع عن القنطار وأن تسد مكان ذويه في اعتصام ذوي الأسرى، لتبدأ معه قصة تضامنه مع ذوي الأسرى لتصبح جزءً من شخصيته.
وفي جانبه تجلس المتضامنة آمال دحلان (27 عاماً) من معسكر جباليا حيث تواصل للسنة الخامسة على التوالي تضامنها مع أهالي الأسرى من خلال عملها في جمعية أنصار الأسرى، لتؤكد أن هناك قصوراً كبيراً من الجميع في التضامن مع ذوي المعتقلين.
وأضافت دحلان، أن ما يدفعها للتضامن مع الأسرى هو الانتماء إلى قضيتهم الوطنية، منوهةً إلى أن القضية غير مفعلة، خاصةً في ظل الانقسام الداخلي وخلاف الفصائل الوطنية التي أدت إلى تراجع قضية الأسرى، مطالبة باستخدام وسائل جديدة للتضامن مع الأسرى وذويهم وعدم اقتصارها على التضامن داخل مقر الصليب الأحمر.
أما الناشطة الإيرلندية كويفار (30 عاماً)، فترى أن قضية الأسرى تحتاج إلى تركيز أكبر من الجميع ويجب احترامهم وتقديرهم لمعاناتهم التي يكابدونها حيث تعتبر قضيتهم من أوليات القضية الفلسطينية، ووضعهم فوق رؤوس الجميع حيث يقاومون الاحتلال بكل ممارساته.
ودعت كويفار الجميع للتضامن مع الأسرى وذويهم وألا ينسوا قضيتهم ويظلوا باستمرار يحملون الهم الوطني، مبينةًَ أن الشعب الايرلندي محب للفلسطينيين ومعني بقضاياه ويقف بجانبه لأنه كان يعاني من الاحتلال بالتالي فهو يشعر بشعور المقاوم الذي يريد استرداد حقوقه الوطنية.
من جانبه، أكد الباحث نشأت الوحيدي منسق الحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية، أن هناك تقصير واضح من قبل القادة والمسؤولين في قضية التضامن مع الأسرى وذويهم، مبيناً أن الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى أصبح روتينياً ويفتقر لأي فعاليات متجددة.
وشدد الوحيدي، على ضرورة تفعيل التضامن مع الأسرى وذويهم، وإبراز صوت أهالي الأسرى على الصعيد العالمي، والمشاركة الفاعلة والأكبر من قبل كافة الجهات والمؤسسات الحكومية والأهلية للتضامن مع الأسرى وذويهم.
أما الصحفية رشا بركة، فاعتبرت أن مشاركة المؤسسات المحلية والحكومية في الاعتصام التضامني مع ذوي الأسرى يقتصر فقط حين حدوث حادثة ما مع أسير داخل سجن إسرائيلي كاستشهاد أو مرض، حيث بات واضحاً التقصير من قبل الجميع في قضية التضامن مع الأسرى وذويهم.
ودعت بركة، كافة الوسائل الإعلامية بمختلف مسمياتها بالتفاعل الأكبر مع معاناة الأسرى وذويهم ومحاولة نقل معاناتهم بصورتها الحقيقية على كافة المستويات المحلية والدولية، مشيرةً إلى أن قضية الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط تجدها على مدار الساعة على لسان أغلب المسؤولين من أجل الإفراج عنه وفك عقدته، بينما تجد قصوراً في استحضار ملف الأسرى الفلسطينيين.
واعتبرت بركة، أن عدم قوة وجدية الفعاليات التضامنية مع الأسرى وذويهم جعل أهاليهم لا يبالون بالدعوات لاعتصامات أو ما شابه، ولسان حالهم يقول "لا حياة لمن ينادي"، مؤكدةً على أهمية دور المؤسسات الحقوقية والمعنية بالأسرى.
وشددت على أهمية التنسيق بين المؤسسات لعمل جدول لفعاليات تضامنية مستمرة والتواصل بشكل دائم مع أهالي الأسرى، والعمل بكل جهد لاستدعاء أكبر قدر من وسائل الإعلام خاصة غير المحلية في نقل وكشف معاناة الأسرى المستمرة في سجون الاحتلال.
والدة الأسير صبحي جاد الله (32 عاماً) من معسكر الشاطئ والذي يقبع في سجن عسقلان الإسرائيلي، لم تخف أهمية التضامن مع الأسرى من قبل كافة المواطنين والمسؤولين حيث تؤكد أن هذا الأمر يسعد الأسرى أنفسهم ويشد على أياديهم ويدفعهم للصمود والقوة والتحمل خاصةً إذا كان هناك من في الخارج يقف بجانبهم ويساندهم.
وأشارت جاد الله إلى أن الكثير من القادة والمسؤولين يتناسون الأسرى وقضيتهم وخاصةً الفصائل الوطنية التي انشغلت بخلافاتها الداخلية ولا يكترثون لقضية الأسرى ومعاناتهم في الوقت الذي تزيد فيه قوات الاحتلال من ممارساتها التعسفية ضدهم، مطالبةً الجميع بالمشاركة في الاعتصام الأسبوعي الذي يقتصر على ذوي الأسرى وبعض المؤسسات والشخصيات المعنية بالقضية.
جدير بالذكر، أن أكثر من ( 9000 ) أسير موزعون على قرابة عشرين سجن ومعتقل ومركز تحقيق وتوقيف إسرائيلي، بينهم ( 336 أسير ) معتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو، و( 760 أسير ) يقضون حكماً بالسجن مدى الحياة، منهم ( 11 أسير ) مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن.
ويقبع في السجون الإسرائيلية من بين مجموع الأسرى ( 41 ) نائب ووزير سابق، و( 69 أسيرة ) منهن أمهات و(246 ) طفل أصغرهم هو يوسف الزق الذي أنجبته والدته الأسيرة فاطمة الزق في يناير من العام الماضي.
وفي ظل انشغال الفصائل الوطنية والقيادات في خلافاتهم الداخلية مازالت أصوات أهالي الأسرى ترتفع عالياً لتطالب بتضامن ومساندة من الجميع.. فهل ستلقى أصواتهم استجابةً.. أم سيكون صدى صوتهم هو المجيب الوحيد؟.
تعليق