بسم الله الرحمن الرحيم
مقابلة مهمة جدا مع مسئول عام النقابات لحركة الجهاد الاسلامي الاستاذ يوسف الحساينة (ابو عبد الله)....مقابلة خاصة مع مجلة صوت الجهاد الاسلامي...أسرة المجلة
إن حركة الجهاد الإسلامي ومنذ أن انطلقت في فلسطين في مطلع الثمانينات اعتنت بضرورة وجود نخبة مثقفة تقوم بدور الإرشاد والتوجيه والتعبئة, وهذا كان أهم رصيد للحركة في انطلاقتها هو هذا الشباب المؤمن الواعي والمثقف, فمن خلال هذه النخبة المثقفة والواعية كانت الحركة تمتد وتشق طريقها في المجتمع الفلسطيني وكان لهذه النخبة دور هام في كل الساحات في الجامعة والمعهد والمسجد والمعتقل...والأخ يوسف الحساينة (ابو عبد الله) هو احد هؤلاء الأخوة الذين كان لهم دور هام ومميز في هذه النخبة وعاش مع الحركة وبها من خلال كل مراحلها فيسرنا في مجلة صوت الجهاد الإسلامي أن نلتقي بأخينا الفاضل الأستاذ يوسف الحساينة (ابو عبد الله) مسئول الاتحاد الإسلامي للنقابات في حركة الجهاد الإسلامي ...فأهلا وسهلا به....
1- الأخ الفاضل يوسف الحساينة (ابو عبد الله) نرحب بك على صفحات مجلة صوت الجهاد الإسلامي فنود منكم أن يتعرف القارئ أكثر عن شخصيتكم الكريمة...
الاسم: يوسف محمد الحساينة
المؤهل: ليسانس حقوق
الحالة الاجتماعية: متزوج ولدى أربعة من الأبناء، ولدان وابنتان.
المهنة : مستشار قانوني
سنوات الاعتقال: مرتين الأولى في بداية عام 1983 أثر مواجهات بين طلبة مدرسة الفالوجا الثانوية بمعسكر جباليا وقوات الاحتلال التي قامت باعتقال أكثر من 40 طالباً، كنت من بينهم واعتقل بعضهم لمدة أيام ومن ثم أحالونا إلي محكمة عسكرية حكمت علينا بإقامة جبرية لمدة ثلاثة أشهر مع غرامة مالية باهظة والجدير ذكره أن الإقامة الجبرية في ذاك الوقت تلزم الدوام يومياً من الصباح وحتى المساء في مراكز جيش الاحتلال.
والثانية في نهاية العام 1991 لمدة ثلاثة أشهر وغرامة مالية بعد عودتي من الخارج بتهمة لقاء شخصيات قيادية في حركة الجهاد الإسلامي في الخارج وتسهيل مهمتهم.
**************************
2- إن حركة الجهاد الإسلامي حركة متميزة بآرائها ومواقفها ولها من العمر الآن ما يزيد على خمسة وعشرين عاما... فماذا يميز حركة الجهاد الإسلامي عن غيرها من الحركات من وجهة نظركم و ما هي علاقتها بالحركات والأطر الأخرى؟
ج- إن ما ميز وما يميز حركة الجهاد الإسلامي منذ نشأتها وحتى هذه الساعة هو وضوح الرؤية ، وصلابة الموقف ، هذه الرؤية وهذا الموقف النابع من عمق الفهم لأبعاد الصراع في فلسطين الدينية والتاريخية والواقعية.
وإن طرح حركة الجهاد فلسطين كقضية مركزية للحركة الإسلامية وجعلها في صلب مشروعها الجهادي والفكري أعطى فكر الحركة ميزة عن غيرها من الحركات السياسية العاملة في فلسطين سواء الإسلامية أو الوطنية.
فعندما طرحت الحركة مشروعها الفكري والجهادي كانت الحركة الإسلامية أهملت المسألة الفلسطينية في بعدها الجهادي وطرحت أولويات بعيدة عن ممارسة الجهاد المسلح في مواجهة الاحتلال والحركة الوطنية مارست المقاومة والكفاح النضالي والمسلح ، ولكنها غيبت دور الإسلام في الصراع مع العدو الصهيوني ومشروعه الاستعماري.
ويعتبر طرح حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين كقضية مركزية للحركة الإسلامية في صلب مشروعها الفكري والجهادي ،من علامات ريادة حركة الجهاد الإسلامي.
ولعل أبرز ما يميز حركة الجهاد الإسلامي عن غيرها من الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية هو ممارستها للجهاد المسلح واستحضار الإسلام ليكون في صدر المواجهة مع المشروع الصهيوني والغربي.
باختصار خاضت حركة الجهاد الإسلامي معركتها المقدسة في مواجهة الاحتلال تحت عناوين ثلاثة وهي الإسلام وفلسطين والجهاد، هذه الكلمة السر التي امتلكت مفاتيحها حركة الجهاد بكل جدارة وامتياز.
أما فيما يتعلق بعلاقة الحركة مع الحركات الأخرى فلعلي لا أكون مبالغاً إذا ما قلت بأن الحركة وبسبب موقفها الوطني الشريف والغيور على مصلحة شبعنا الفلسطيني هو محل احترام لدى هذه الفصائل والحركات فعندما تتحدث عن المقاومة والجهاد تجد أبناء السرايا في مقدمة الصفوف وعندما تتحدث عن وحدة الصف الداخلي الفلسطيني تجد الحركة الأكثر حرصاً في الحفاظ على هذه الوحدة وعندما تتحدث عن الانقسام الحاصل تجد أن موقف الحركة هو الأكثر تعبيراً والأكثر التصاقاً بهموم ومصالح شعبنا مقارنة مع باقي الفصائل والقوى التي وللأسف انغمست بشكل أو بأخر في الخلافات الداخلية.
**************************
3- الدكتور المعلم فتحي الشقاقي شخصية مؤثرة, وتعتبر أفكاره مرجعا هاما للحركة الإسلامية, فكيف يمكن الاستفادة في هذه المرحلة من أفكار الدكتور المعلم فتحي الشقاقي؟
ج- بلا شك أن للشهيد المعلم د. فتحي الشقاقي رضوان الله عليه شخصية جذابة ومؤثرة ومجددة وأن من حق أبناء الجهاد الإسلامي وأبناء الشعب الفلسطيني وأبناء الأمة أن يعيشوا تجربته وأن يتنسموا عبق فكره وجهاده رحمه الله، لتبقى أفكاره ومواقفه في وجدان الأجيال جيلاً بعد جيل تتناقلها وتتعلمها وتنهل من عذب فرات منهجه وفكره وتجربته.
الدكتور المعلم الشهيد فتحي الشقاقي بصدق يعتبر مجدداً في الفكر الإسلامي المعاصر وذلك من خلال ما أرساه من منهج فكري وما كرسه ومارسه من فعل جهادي وهو من أعاد الاعتبار لفلسطين القضية والتاريخ والواقع الممتد من غار حراء إلي بيت المقدس ، فأصبح الإسلام والقوى الإسلامية في فلسطين تتصدى رغم إمكانياتها القليلة للمشروع الغربي الصهيوني ، إذ أصبح الإسلام بقواه الحية والباعثة المحرك الأول والمؤثر في واقعنا الفلسطيني وواقع أمتنا ومنطقتنا.
بعد أن أراد له البعض أن يكون في الزوايا والتكايا وهو من جعل فلسطين محط أنظار وآمال شعوبنا وأمتنا ومنطقتنا عبر مزاوجة عجيبة وفريدة من نوعها بين الإسلام وفلسطين والجهاد
، ومن عايش وتابع حياة وجهاد وفكر معلمنا الشهيد يدرك مدى ما أحدثه من تغير إيجابي في ساحتنا الفلسطينية والعربية فنجد إسهاماته ومشاركاته الفكرية في الكثير من المجالات ومحاورته للمثقفين والمفكرين من مختلف التوجهات والمشارب يشعر بأنه حاضراً في كل الساحات.
أما عن كيفية الاستفادة في هذه المرحلة من أفكار الشهيد المعلم فأعتقد أن ما قام به بعض الأخوة في تنظيم مؤتمر علمي عن حياة وجهاد وفكر الدكتور الشهيد رحمه الله، جهد مهم وأتأمل من الجميع أن تتواصل هذه الجهود وتتنوع لتعريف الأجيال بفكر الشهيد المؤسس رحمه الله.
**************************
4-كثير من الإخوة في قيادة الحركة تعرفوا عن قرب بشخصية الدكتور المعلم فتحي الشقاقي وتفاعلوا معها وتأثروا بها...فكيف كان تأثرك بشخصية الدكتور المعلم سواءً من كتاباته وأفكاره أو بشخصيته؟ وهل سبق وأن قابلته؟,وإن كانت الإجابة بنعم فكيف تصف لنا هذا اللقاء؟
ج- لقد كانت بداية معرفتي بالشهيد المعلم د. فتحي رحمه الله في أواخر العام 1982 وبداية العام 1983 وذلك عبر الأخ مروان أبو العبد وقتها كان الدكتور فتحي يعطي دروس وندوات في مسجد القسام في منطقة مشروع بيت لاهيا، واصطحبني معه الأخ مروان أبو العبد إلي مسجد القسام لحضور ندوة للدكتور ويعتبر هذا اللقاء الأول معه رحمه الله ، كانت لحظات مشوقة ومؤثرة إذ استمعت للدكتور وهو يحاضر عن الإسلام ودوره في حياة الشعوب، وتحديداً شعبنا الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال ولقد أدهشني وهالني ما طرحه الدكتور من أفكار ورؤى باطمئنان وثقة كبيرة، هذا وكنت أتابع ما يكتبه الشهيد من خلال مجلة المختار الإسلامي ، والطليعة الإسلامية ، وفي نفس الوقت كنت ضمن مجموعة تتلقى محاضرات ودروس في مسجد القسام يحاضر بها الأخ / حافظ أبا إبراهيم عن الإسلام والفكر الإسلامي.
وفي نهاية العام 1983 وبعد أن أنهيت الدراسة الثانوية سافرت لمصر على أمل أن أسجل في إحدى جامعاتها، ومكثت في مصر عام وأشهر تقريباً.
وفي بداية العام 1985 سافرت لدولة الإمارات وعملت هناك بإحدى المؤسسات المحلية ، وفي تلك الفترة أي فترة وجودي في الإمارات قمت بالمشاركة من بعض الأخوة الذين استطعنا إقناعهم بفكر الحركة بتأسيس صندوق تكافل باشتراك شهري والمبالغ المتواضعة التي كنا نجمعها نرعى مجموعة من الطلبة في الفلبين واليمن وبعض العائلات الفقيرة في غزة، وفي تلك الأثناء سجلت في جامعة بيروت العربية / فرع الإسكندرية، وهذا يتطلب القدوم لمصر لتقديم الامتحانات ومن ثم زيارة غزة في هذه الزيارة السنوية كنت ألتقي ببعض الأخوة الذين يزودوننا بإصدارات الحركة من مجلات ومقالات وأشرطة كاسيت للشيخ عبد العزيز عودة والدكتور رمضان، خاصة تلك التي كان يلقيها في إحياء ليلة القدر في ساحات المسجد الأقصى المبارك، وبدوري كنت أعيد تصوير وطباعة المجلات وأشرطة الكاسيت وأقوم بتوزيعها على الأخوة.
وفي العام 1988 أُبعد الشيخ عبد العزيز عودة وحضر لدولة الإمارات ومنذ تلك الفترة كانت إصدارات الحركة تصلنا في الإمارات بشكل منتظم مثل نشرة الإسلام وفلسطين وبعض المجلات، وبعد عام تقريباً أُبعد الدكتور فتحي أي في العام 1989 ومنذ تلك الفترة كنا على تواصل دائم معه رحمه الله ، وحتى بعد عودتي لغزة في نهاية العام 1990 استمر التواصل معه رضوان الله عليه.
أما عن شخصيته رضوان الله عليه ،فسأطل إطلالة سريعة على شخصيته رحمه الله في بعدها الإنساني والأخوي، إذ حصل خلاف بيني وبين أحد الأخوة المسئولين ودون الخوض في تفاصيل الخلاف وبعد أن علم الدكتور بذلك وعلى الرغم من أنه تم تسوية الأمر إلا أنه رحمه الله أصر على مكالمتي وتطيب خاطري ونفس الموقف في دولة أخرى كان يشعرك بأنه الأب الحاني والأخ الكبير المهتم لأبعد حدود بإخوانه وأبنائه رحمه الله وجعلنا وإياه في رضوانه.
**************************
5-قضية الأسرى هي من القضايا المهمة, ولقد علق كثير من ذوي المعتقلين آمالا إبان اتفاق أوسلو على إمكانية الإفراج عن الأسرى من خلال التفاوض- إلا انه لم يحدث شيء من ذلك؟ ولا زالت إدارة السجون الإسرائيلية تمارس أبشع وسائل القهر والإذلال للأسرى البواسل- الأمر الذي جعلهم يضربون مؤخرا عن الطعام في سجن "عوفر" وغيره من السجون الإسرائيلية ويخوضون مواجهات مع إدارة السجن...فكيف يمكن خدمة هؤلاء الأسرى وإبراز قضيتهم بعد فشل الآخرين؟
ج- قضية الأسرى هي حسب ما أعتقد الجرح الدامي والنازف في حياة شعبنا الفلسطيني إنها باختصار تعبر عن عقود من جهاد وصبر ومعاناة شعبنا الفلسطيني.
إن سلطة أوسلو مسئولة مسئولية مباشرة عن تفاقم معاناة الأسرى وذويهم خاصة الأسرى القدماء، إذ قامت بإبرام اتفاقية أسلو وما تلاها من اتفاقيات وتفاهمات دون إيجاد حل حاسم لهذه القضية ، هذا جانب وجانب آخر من معاناة أسرانا البواسل هو ما تمارسه سلطات السجون الصهيونية بحقهم من قمع وإذلال وإرهاب مما يزيد من معاناة الأسرى، وفي ظاهرة شاذة تشرع محكمة ما يمسى العدل العليا الصهيونية التعذيب بحق الأسرى ويكرس الانتهاكات بحقهم ، هذا استهتار واضح من قبل دولة الاحتلال بالقوانين والأعراف الدولية وشرعية حقوق الإنسان.
إن القوى الفلسطينية السياسية والشعبية مطالبة اليوم بالتفاعل مع قضية الأسرى عبر تنظيم المزيد من الفعاليات الشعبية من اعتصامات ومسيرات وندوات ، كما أنني أطالب المؤسسات المحلية ذات الاختصاص أن تعمل جاهدة من أجل إطلاق حملة للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين والضغط على مؤسسات المجتمع الدولي من أجل محاكمة المسئولين في دولة الاحتلال لما اقترفوه من جرائم بحق الأسرى.
**************************
6- من المعروف أنكم تتولون ملف لجنة النقابات في الحركة, وهذا الملف من أهم الملفات, فأين تكمن الأهمية من وجهة نظركم؟وماذا أنجزتم وماذا تطمحون تنفيذه؟
ج- تكتسب النقابات المهنية في عصرنا الحاضر وتحديداً في مجتمعنا الفلسطيني الذي ما زال يرزح تحت الاحتلال أهمية خاصة، ولقد أولت حركتنا حركة الجهاد الإسلامي العمل النقابي اهتماماً خاصاً باعتباره دعامة وركيزة أساسية من دعائم وركائز الجهاد والمقاومة وفي سبيل تحقيق هذا الفهم وهذا الوعي قدمت الحركة ومن خلال طلائعها النقابية الأولى العديد من الشهداء والأسرى والقادة النقابيين.
ولقد شاركت الحركة في الفعاليات النقابية المختلفة فمثلاً تجد أن الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي حاضراً في المشاركة في دعم إضراب الأطباء في بداية الثمانينات حيث فرض الاحتلال على عملهم في العيادات الخاصة ضريبة مقاصة وهو من دعم ترشيح أبناء الحركة من الأطباء في انتخابات الجمعية العربية الطبية في حينه ، هذا وقد خاض أبناء الحركة التجارب النقابية تحت اسم الجماعة الإسلامية وشاركت الحركة في انتخابات العديد من النقابات المهنية كالمهندسين والمحامين والمحاسبين والأطباء واتحاد موظفي الوكالة.
إلا أن حملات العدو الصهيوني ضد الحركة وقيادتها أدت قسرياً إلي غياب المتابعة الكافية للعمل النقابي، واليوم العمل النقابي الحالي نعتبره امتداداً طبيعياً يضاف للجهود ومبادرات الأخوة السابقين.
أما عن تجربتنا الحديثة والتي انطلقت منذ حوالي السنتين فإننا نمارس عملنا النقابي كإطار نقابي للحركة باسم الاتحاد الإسلامي في النقابات المهنية وبكل تواضع لله نورد بعض انجازات الاتحاد الإسلامي خلال المرحلة السابقة:
- أنجز الاتحاد مرحلة البناء والتأسيس وللمرة الأولى في أكثر من ثلاثة عشر ساحة نقابية.
- سندخل للمرحلة الثانية وهي مرحلة التزاحم والتأثير، أي أن نكون منافسين أقوياء في ساحات العمل النقابي، وكما أننا نطمح أن نستكمل البناء الهيكلي للاتحاد من خلال ضم لجان جديدة له مثل ( لجنة خريجي الشريعة ، والمهن الطبية ، والاقتصاديين ، والمكتبات).
- ينشط الاتحاد الإسلامي كإطار نقابي لحركة الجهاد الإسلامي في ثلاثة عشر ساحة نقابية وهي (نقابة الأطباء، المعلمين ، المحامين، المحاسبين، الإعلاميين، المهندسين، المهن الهندسية، أطباء الأسنان ، الصيادلة، المهندسين الزراعيين، الأخصائيين الاجتماعيين، العمال) بالإضافة لنشاطه في لجان العاملين في بلديات غزة والشمال.
- سجل الاتحاد حضوراً متميزاً في الكثير من النقابات المهنية مثل إضراب المعلمين والأطباء والموظفين وكانت مشاركة الاتحاد واضحة وفعالة ومتميزة.
- أصبح لحركة الجهاد الإسلامي جسم نقابي مهني واضح يمثل الحركة في المحافل النقابية والمهنية يضم أكثر من 1400 نقابي من مختلف المهن بالإضافة لخمسة آلاف عامل.
**************************
7-لقد مرت الساحة الفلسطينية بإشكاليات متعددة منها إضراب الصحة والتعليم,والمعروف أن إضراب القطاع الصحي فشل بعد عودة معظم العاملين, أما إضراب المعلمين فمازالت المشكلة تراوح مكانها بسبب استبدال المعلمين القدامى بمعلمين مساندين وبسبب رفض وزارة التربية والتعليم في غزة لعودة الإداريين الذين اضربوا, ولم يتم حل المشكلة جملة واحدة ... كيف ترى انعكاسات الانقسام السياسي على مسيرة التربية والتعليم, وكيف يمكن إنقاذ المسيرة التعليمية وحل مشكلة المعلمين الذين ما زالوا مضربين؟
ج- إن أخطر ما تسبب به الانقسام هو ضرب النسيج الداخلي الفلسطيني إذ انعكست تداعيات هذا الانقسام على الخدمات العامة الضرورية مثل التعليم والصحة والخدمات العامة ، ولقد دعونا الأطراف منذ بداية الأزمة إلي تجنيب هذه المرافق الحيوية المناكفات السياسية وتقديم مصلحة أبنائنا وشعبنا على المصالح الفئوية الضيقة.
ولقد تقدم الاتحاد الإسلامي بمبادرة للأطراف لضمان عودة المعلمين المضربين دون إجراءات عقابية تضمن إعادة الموظف لموقعه ووظيفته وفي المقابل ضمان احترام أجهزة السلطة للعمل النقابي.
ولقد أصدر الاتحاد الإسلامي العديد من البيانات المعبرة عن موقفه من هذه الإضرابات والتصرفات التي صاحبتها داعياً الأطراف لعدم الزج بالمرافق الخدماتية في آتون الخلاف السياسي.
وبالتنسيق مع الاتحاد تقدم الأخوة في القيادة السياسية للحركة بمبادرة للأطراف تتضمن وقف الإضراب ووقف أي إجراءات عقابية بحق المواطنين ، وللأسف لم تستجيب أطراف الانقسام لمساعي الحركة وقياداتها لتغليبهم الأجندة الحزبية على الأجندة الوطنية.
وحتى هذه اللحظة مازال الاتحاد الإسلامي يبذل جهوداً متواصلة من أجل إيجاد حل لهذه المعضلة ، ونتمنى أن يكتب لجهودنا النجاح.
**************************
8-شاهد العالم ما قام به الصحفي العراقي البطل والجريء "منتظر الزيدي" وهو يلقي الطاغية بوش بحذائه ومن المعروف أن بوش المستكبر دمر العراق وأفغانستان ووقف من وراء اليهود في مجازرهم في فلسطين, وفوق ذلك كله أعلن عن جائزة قيمتها خمسة ملايين دولار لمن يأتي برأس الدكتور رمضان حيا أو ميتا فما هو تعليقكم على ذلك؟
ج- إن ما قام به الصحفي العراقي منتظر الزيدي هو رد فعل طبيعي على طغيان الإدارة الأمريكية ورئيسها المجرم بوش ، الذي قتل وشرد ملايين الأبرياء في العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان والصومال.
أما عن رصد الإدارة الأمريكية المجرمة لمكافئة مالية كبيرة لاعتقال أو تصفية رمز من رموز الأمة العربية والإسلامية وأحد أبرز قادة المقاومة والعمل السياسي الإسلامي في المنطقة ألا وهو الدكتور/ رمضان عبد الله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، فهذا يعني أن هذه الإدارة ماضية في رعاية الإرهاب الدولي الذي تمارسه مباشرة أو عن طريق حلفائها الصهاينة وهي خطوة ماكرة تسعى لتزوير وطمس الحقيقة عن جرائم دولة الاحتلال بحق شعبنا وقواه الحية ، وهو عمل إرهابي بامتياز يصدر عن دولة تدعي زوراً وبهتاناً رعايتها لحقوق الإنسان.
لن يضير قائد مسيرتنا ورمز مقاومتنا ، هذا الحقد والمكر إن شاء الله.
**************************
9-ينتظر الشعب الفلسطيني بكافة فصائله تداعيات انتهاء التهدئة في 19/12/2008 وقد أعلنت معظم الفصائل وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي عدم نيتها في تجديد التهدئة كما صرح الأخ زياد النخالة النائب الأمين العام للحركة- خصوصا أنها لم تحقق شيئا ايجابيا للشعب الفلسطيني ولم ترفع الحصار عنه-بل وفوق هذا كله أقدمت دولة الكيان من خلال جهاز الشين بيت صباح الثلاثاء 16/12/2008 على اغتيال قائد سرايا القدس في جنين جهاد أمين نواهضة وكانت قد اغتالت في بداية التهدئة طارق ابو غالي احد قادة السرايا في الضفة ومعه المجاهد إياد خنفر ثم بدأت عمليات القصف في قطاع غزة فور الإعلان عن انتهاء التهدئة...فإلى أين تسير الأمور؟
ج- تحاول دولة الاحتلال تكريس واقع جديد مستغلة التهدئة وذلك بمحاولة إظهار قضية شعبنا النضالية وكأنها احتياجات إنسانية ، ولقد كان واضحاً ما يطمع إليه العدو الصهيوني من وراء تشديد الحصار على شعبنا وحملات الاغتيال والاعتقالات المجنونة بحق مجاهدينا رغم الاتفاق الغير موقع بين الفصائل باستثناء حركة الجهاد الإسلامي تبث معادلة جديدة وهي وقف المقاومة مقابل فتح المعابر وفصل مسألة الضفة الغربية عن قطاع غزة وهي محاولة خبيثة وماكرة من العدو لضرب المقاومة في غزة والضفة الغربية.
وأعتقد أن دولة الاحتلال مقبلة على انتخابات عامة وتجربتنا مع العدو تؤكد على أن الساسة الصهاينة يجعلون من الدم الفلسطيني والمعاناة الفلسطينية وقوداً لتحقيق طموحاتهم الانتخابية ، وهذا يعني أننا مقدمين على مرحلة صعبة وأتوقع أن يقدم العدو الصهيوني على عمليات في غزة تستهدف المقاومة والشعب الفلسطيني بالاغتيالات والاعتقالات والحصار.
**************************
10- نود من سيادتكم كلمة توجهها لكل من:
*طرفي الصراع فتح وحماس:
ج- اتقوا الله في مستقبل قضيتنا ولا تتمسكوا بسلطة وهم.
*الشعب الفلسطيني:
ج- إنما النصر صبر ساعة.
*الأسرى البواسل:
ج- نستمد منكم العزيمة والإصرار على مواصلة الطريق.
*عائلات الشهداء الميامين:
ج- دماء الشهداء سبيلنا للوصول
*أبناء حركة الجهاد الإسلامي:
ج- أنتم أمل الأمة وطليعتها فكونوا كما أراد الله لكم.
*الإعلاميين الفلسطينيين و الإعلاميين العرب:
ج- انحيازكم لفلسطين انحياز للحق والحقيقة.
*قادة وأعضاء العمل النقابي في حركة الجهاد الإسلامي
ج- بعزيمتكم وجهدكم سندخل لمرحلة التزاحم والتأثير بعنفوان جديد وروح جديدة تشع نوراً وأملاً.
مقابلة مهمة جدا مع مسئول عام النقابات لحركة الجهاد الاسلامي الاستاذ يوسف الحساينة (ابو عبد الله)....مقابلة خاصة مع مجلة صوت الجهاد الاسلامي...أسرة المجلة
إن حركة الجهاد الإسلامي ومنذ أن انطلقت في فلسطين في مطلع الثمانينات اعتنت بضرورة وجود نخبة مثقفة تقوم بدور الإرشاد والتوجيه والتعبئة, وهذا كان أهم رصيد للحركة في انطلاقتها هو هذا الشباب المؤمن الواعي والمثقف, فمن خلال هذه النخبة المثقفة والواعية كانت الحركة تمتد وتشق طريقها في المجتمع الفلسطيني وكان لهذه النخبة دور هام في كل الساحات في الجامعة والمعهد والمسجد والمعتقل...والأخ يوسف الحساينة (ابو عبد الله) هو احد هؤلاء الأخوة الذين كان لهم دور هام ومميز في هذه النخبة وعاش مع الحركة وبها من خلال كل مراحلها فيسرنا في مجلة صوت الجهاد الإسلامي أن نلتقي بأخينا الفاضل الأستاذ يوسف الحساينة (ابو عبد الله) مسئول الاتحاد الإسلامي للنقابات في حركة الجهاد الإسلامي ...فأهلا وسهلا به....
1- الأخ الفاضل يوسف الحساينة (ابو عبد الله) نرحب بك على صفحات مجلة صوت الجهاد الإسلامي فنود منكم أن يتعرف القارئ أكثر عن شخصيتكم الكريمة...
الاسم: يوسف محمد الحساينة
المؤهل: ليسانس حقوق
الحالة الاجتماعية: متزوج ولدى أربعة من الأبناء، ولدان وابنتان.
المهنة : مستشار قانوني
سنوات الاعتقال: مرتين الأولى في بداية عام 1983 أثر مواجهات بين طلبة مدرسة الفالوجا الثانوية بمعسكر جباليا وقوات الاحتلال التي قامت باعتقال أكثر من 40 طالباً، كنت من بينهم واعتقل بعضهم لمدة أيام ومن ثم أحالونا إلي محكمة عسكرية حكمت علينا بإقامة جبرية لمدة ثلاثة أشهر مع غرامة مالية باهظة والجدير ذكره أن الإقامة الجبرية في ذاك الوقت تلزم الدوام يومياً من الصباح وحتى المساء في مراكز جيش الاحتلال.
والثانية في نهاية العام 1991 لمدة ثلاثة أشهر وغرامة مالية بعد عودتي من الخارج بتهمة لقاء شخصيات قيادية في حركة الجهاد الإسلامي في الخارج وتسهيل مهمتهم.
**************************
2- إن حركة الجهاد الإسلامي حركة متميزة بآرائها ومواقفها ولها من العمر الآن ما يزيد على خمسة وعشرين عاما... فماذا يميز حركة الجهاد الإسلامي عن غيرها من الحركات من وجهة نظركم و ما هي علاقتها بالحركات والأطر الأخرى؟
ج- إن ما ميز وما يميز حركة الجهاد الإسلامي منذ نشأتها وحتى هذه الساعة هو وضوح الرؤية ، وصلابة الموقف ، هذه الرؤية وهذا الموقف النابع من عمق الفهم لأبعاد الصراع في فلسطين الدينية والتاريخية والواقعية.
وإن طرح حركة الجهاد فلسطين كقضية مركزية للحركة الإسلامية وجعلها في صلب مشروعها الجهادي والفكري أعطى فكر الحركة ميزة عن غيرها من الحركات السياسية العاملة في فلسطين سواء الإسلامية أو الوطنية.
فعندما طرحت الحركة مشروعها الفكري والجهادي كانت الحركة الإسلامية أهملت المسألة الفلسطينية في بعدها الجهادي وطرحت أولويات بعيدة عن ممارسة الجهاد المسلح في مواجهة الاحتلال والحركة الوطنية مارست المقاومة والكفاح النضالي والمسلح ، ولكنها غيبت دور الإسلام في الصراع مع العدو الصهيوني ومشروعه الاستعماري.
ويعتبر طرح حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين كقضية مركزية للحركة الإسلامية في صلب مشروعها الفكري والجهادي ،من علامات ريادة حركة الجهاد الإسلامي.
ولعل أبرز ما يميز حركة الجهاد الإسلامي عن غيرها من الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية هو ممارستها للجهاد المسلح واستحضار الإسلام ليكون في صدر المواجهة مع المشروع الصهيوني والغربي.
باختصار خاضت حركة الجهاد الإسلامي معركتها المقدسة في مواجهة الاحتلال تحت عناوين ثلاثة وهي الإسلام وفلسطين والجهاد، هذه الكلمة السر التي امتلكت مفاتيحها حركة الجهاد بكل جدارة وامتياز.
أما فيما يتعلق بعلاقة الحركة مع الحركات الأخرى فلعلي لا أكون مبالغاً إذا ما قلت بأن الحركة وبسبب موقفها الوطني الشريف والغيور على مصلحة شبعنا الفلسطيني هو محل احترام لدى هذه الفصائل والحركات فعندما تتحدث عن المقاومة والجهاد تجد أبناء السرايا في مقدمة الصفوف وعندما تتحدث عن وحدة الصف الداخلي الفلسطيني تجد الحركة الأكثر حرصاً في الحفاظ على هذه الوحدة وعندما تتحدث عن الانقسام الحاصل تجد أن موقف الحركة هو الأكثر تعبيراً والأكثر التصاقاً بهموم ومصالح شعبنا مقارنة مع باقي الفصائل والقوى التي وللأسف انغمست بشكل أو بأخر في الخلافات الداخلية.
**************************
3- الدكتور المعلم فتحي الشقاقي شخصية مؤثرة, وتعتبر أفكاره مرجعا هاما للحركة الإسلامية, فكيف يمكن الاستفادة في هذه المرحلة من أفكار الدكتور المعلم فتحي الشقاقي؟
ج- بلا شك أن للشهيد المعلم د. فتحي الشقاقي رضوان الله عليه شخصية جذابة ومؤثرة ومجددة وأن من حق أبناء الجهاد الإسلامي وأبناء الشعب الفلسطيني وأبناء الأمة أن يعيشوا تجربته وأن يتنسموا عبق فكره وجهاده رحمه الله، لتبقى أفكاره ومواقفه في وجدان الأجيال جيلاً بعد جيل تتناقلها وتتعلمها وتنهل من عذب فرات منهجه وفكره وتجربته.
الدكتور المعلم الشهيد فتحي الشقاقي بصدق يعتبر مجدداً في الفكر الإسلامي المعاصر وذلك من خلال ما أرساه من منهج فكري وما كرسه ومارسه من فعل جهادي وهو من أعاد الاعتبار لفلسطين القضية والتاريخ والواقع الممتد من غار حراء إلي بيت المقدس ، فأصبح الإسلام والقوى الإسلامية في فلسطين تتصدى رغم إمكانياتها القليلة للمشروع الغربي الصهيوني ، إذ أصبح الإسلام بقواه الحية والباعثة المحرك الأول والمؤثر في واقعنا الفلسطيني وواقع أمتنا ومنطقتنا.
بعد أن أراد له البعض أن يكون في الزوايا والتكايا وهو من جعل فلسطين محط أنظار وآمال شعوبنا وأمتنا ومنطقتنا عبر مزاوجة عجيبة وفريدة من نوعها بين الإسلام وفلسطين والجهاد
، ومن عايش وتابع حياة وجهاد وفكر معلمنا الشهيد يدرك مدى ما أحدثه من تغير إيجابي في ساحتنا الفلسطينية والعربية فنجد إسهاماته ومشاركاته الفكرية في الكثير من المجالات ومحاورته للمثقفين والمفكرين من مختلف التوجهات والمشارب يشعر بأنه حاضراً في كل الساحات.
أما عن كيفية الاستفادة في هذه المرحلة من أفكار الشهيد المعلم فأعتقد أن ما قام به بعض الأخوة في تنظيم مؤتمر علمي عن حياة وجهاد وفكر الدكتور الشهيد رحمه الله، جهد مهم وأتأمل من الجميع أن تتواصل هذه الجهود وتتنوع لتعريف الأجيال بفكر الشهيد المؤسس رحمه الله.
**************************
4-كثير من الإخوة في قيادة الحركة تعرفوا عن قرب بشخصية الدكتور المعلم فتحي الشقاقي وتفاعلوا معها وتأثروا بها...فكيف كان تأثرك بشخصية الدكتور المعلم سواءً من كتاباته وأفكاره أو بشخصيته؟ وهل سبق وأن قابلته؟,وإن كانت الإجابة بنعم فكيف تصف لنا هذا اللقاء؟
ج- لقد كانت بداية معرفتي بالشهيد المعلم د. فتحي رحمه الله في أواخر العام 1982 وبداية العام 1983 وذلك عبر الأخ مروان أبو العبد وقتها كان الدكتور فتحي يعطي دروس وندوات في مسجد القسام في منطقة مشروع بيت لاهيا، واصطحبني معه الأخ مروان أبو العبد إلي مسجد القسام لحضور ندوة للدكتور ويعتبر هذا اللقاء الأول معه رحمه الله ، كانت لحظات مشوقة ومؤثرة إذ استمعت للدكتور وهو يحاضر عن الإسلام ودوره في حياة الشعوب، وتحديداً شعبنا الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال ولقد أدهشني وهالني ما طرحه الدكتور من أفكار ورؤى باطمئنان وثقة كبيرة، هذا وكنت أتابع ما يكتبه الشهيد من خلال مجلة المختار الإسلامي ، والطليعة الإسلامية ، وفي نفس الوقت كنت ضمن مجموعة تتلقى محاضرات ودروس في مسجد القسام يحاضر بها الأخ / حافظ أبا إبراهيم عن الإسلام والفكر الإسلامي.
وفي نهاية العام 1983 وبعد أن أنهيت الدراسة الثانوية سافرت لمصر على أمل أن أسجل في إحدى جامعاتها، ومكثت في مصر عام وأشهر تقريباً.
وفي بداية العام 1985 سافرت لدولة الإمارات وعملت هناك بإحدى المؤسسات المحلية ، وفي تلك الفترة أي فترة وجودي في الإمارات قمت بالمشاركة من بعض الأخوة الذين استطعنا إقناعهم بفكر الحركة بتأسيس صندوق تكافل باشتراك شهري والمبالغ المتواضعة التي كنا نجمعها نرعى مجموعة من الطلبة في الفلبين واليمن وبعض العائلات الفقيرة في غزة، وفي تلك الأثناء سجلت في جامعة بيروت العربية / فرع الإسكندرية، وهذا يتطلب القدوم لمصر لتقديم الامتحانات ومن ثم زيارة غزة في هذه الزيارة السنوية كنت ألتقي ببعض الأخوة الذين يزودوننا بإصدارات الحركة من مجلات ومقالات وأشرطة كاسيت للشيخ عبد العزيز عودة والدكتور رمضان، خاصة تلك التي كان يلقيها في إحياء ليلة القدر في ساحات المسجد الأقصى المبارك، وبدوري كنت أعيد تصوير وطباعة المجلات وأشرطة الكاسيت وأقوم بتوزيعها على الأخوة.
وفي العام 1988 أُبعد الشيخ عبد العزيز عودة وحضر لدولة الإمارات ومنذ تلك الفترة كانت إصدارات الحركة تصلنا في الإمارات بشكل منتظم مثل نشرة الإسلام وفلسطين وبعض المجلات، وبعد عام تقريباً أُبعد الدكتور فتحي أي في العام 1989 ومنذ تلك الفترة كنا على تواصل دائم معه رحمه الله ، وحتى بعد عودتي لغزة في نهاية العام 1990 استمر التواصل معه رضوان الله عليه.
أما عن شخصيته رضوان الله عليه ،فسأطل إطلالة سريعة على شخصيته رحمه الله في بعدها الإنساني والأخوي، إذ حصل خلاف بيني وبين أحد الأخوة المسئولين ودون الخوض في تفاصيل الخلاف وبعد أن علم الدكتور بذلك وعلى الرغم من أنه تم تسوية الأمر إلا أنه رحمه الله أصر على مكالمتي وتطيب خاطري ونفس الموقف في دولة أخرى كان يشعرك بأنه الأب الحاني والأخ الكبير المهتم لأبعد حدود بإخوانه وأبنائه رحمه الله وجعلنا وإياه في رضوانه.
**************************
5-قضية الأسرى هي من القضايا المهمة, ولقد علق كثير من ذوي المعتقلين آمالا إبان اتفاق أوسلو على إمكانية الإفراج عن الأسرى من خلال التفاوض- إلا انه لم يحدث شيء من ذلك؟ ولا زالت إدارة السجون الإسرائيلية تمارس أبشع وسائل القهر والإذلال للأسرى البواسل- الأمر الذي جعلهم يضربون مؤخرا عن الطعام في سجن "عوفر" وغيره من السجون الإسرائيلية ويخوضون مواجهات مع إدارة السجن...فكيف يمكن خدمة هؤلاء الأسرى وإبراز قضيتهم بعد فشل الآخرين؟
ج- قضية الأسرى هي حسب ما أعتقد الجرح الدامي والنازف في حياة شعبنا الفلسطيني إنها باختصار تعبر عن عقود من جهاد وصبر ومعاناة شعبنا الفلسطيني.
إن سلطة أوسلو مسئولة مسئولية مباشرة عن تفاقم معاناة الأسرى وذويهم خاصة الأسرى القدماء، إذ قامت بإبرام اتفاقية أسلو وما تلاها من اتفاقيات وتفاهمات دون إيجاد حل حاسم لهذه القضية ، هذا جانب وجانب آخر من معاناة أسرانا البواسل هو ما تمارسه سلطات السجون الصهيونية بحقهم من قمع وإذلال وإرهاب مما يزيد من معاناة الأسرى، وفي ظاهرة شاذة تشرع محكمة ما يمسى العدل العليا الصهيونية التعذيب بحق الأسرى ويكرس الانتهاكات بحقهم ، هذا استهتار واضح من قبل دولة الاحتلال بالقوانين والأعراف الدولية وشرعية حقوق الإنسان.
إن القوى الفلسطينية السياسية والشعبية مطالبة اليوم بالتفاعل مع قضية الأسرى عبر تنظيم المزيد من الفعاليات الشعبية من اعتصامات ومسيرات وندوات ، كما أنني أطالب المؤسسات المحلية ذات الاختصاص أن تعمل جاهدة من أجل إطلاق حملة للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين والضغط على مؤسسات المجتمع الدولي من أجل محاكمة المسئولين في دولة الاحتلال لما اقترفوه من جرائم بحق الأسرى.
**************************
6- من المعروف أنكم تتولون ملف لجنة النقابات في الحركة, وهذا الملف من أهم الملفات, فأين تكمن الأهمية من وجهة نظركم؟وماذا أنجزتم وماذا تطمحون تنفيذه؟
ج- تكتسب النقابات المهنية في عصرنا الحاضر وتحديداً في مجتمعنا الفلسطيني الذي ما زال يرزح تحت الاحتلال أهمية خاصة، ولقد أولت حركتنا حركة الجهاد الإسلامي العمل النقابي اهتماماً خاصاً باعتباره دعامة وركيزة أساسية من دعائم وركائز الجهاد والمقاومة وفي سبيل تحقيق هذا الفهم وهذا الوعي قدمت الحركة ومن خلال طلائعها النقابية الأولى العديد من الشهداء والأسرى والقادة النقابيين.
ولقد شاركت الحركة في الفعاليات النقابية المختلفة فمثلاً تجد أن الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي حاضراً في المشاركة في دعم إضراب الأطباء في بداية الثمانينات حيث فرض الاحتلال على عملهم في العيادات الخاصة ضريبة مقاصة وهو من دعم ترشيح أبناء الحركة من الأطباء في انتخابات الجمعية العربية الطبية في حينه ، هذا وقد خاض أبناء الحركة التجارب النقابية تحت اسم الجماعة الإسلامية وشاركت الحركة في انتخابات العديد من النقابات المهنية كالمهندسين والمحامين والمحاسبين والأطباء واتحاد موظفي الوكالة.
إلا أن حملات العدو الصهيوني ضد الحركة وقيادتها أدت قسرياً إلي غياب المتابعة الكافية للعمل النقابي، واليوم العمل النقابي الحالي نعتبره امتداداً طبيعياً يضاف للجهود ومبادرات الأخوة السابقين.
أما عن تجربتنا الحديثة والتي انطلقت منذ حوالي السنتين فإننا نمارس عملنا النقابي كإطار نقابي للحركة باسم الاتحاد الإسلامي في النقابات المهنية وبكل تواضع لله نورد بعض انجازات الاتحاد الإسلامي خلال المرحلة السابقة:
- أنجز الاتحاد مرحلة البناء والتأسيس وللمرة الأولى في أكثر من ثلاثة عشر ساحة نقابية.
- سندخل للمرحلة الثانية وهي مرحلة التزاحم والتأثير، أي أن نكون منافسين أقوياء في ساحات العمل النقابي، وكما أننا نطمح أن نستكمل البناء الهيكلي للاتحاد من خلال ضم لجان جديدة له مثل ( لجنة خريجي الشريعة ، والمهن الطبية ، والاقتصاديين ، والمكتبات).
- ينشط الاتحاد الإسلامي كإطار نقابي لحركة الجهاد الإسلامي في ثلاثة عشر ساحة نقابية وهي (نقابة الأطباء، المعلمين ، المحامين، المحاسبين، الإعلاميين، المهندسين، المهن الهندسية، أطباء الأسنان ، الصيادلة، المهندسين الزراعيين، الأخصائيين الاجتماعيين، العمال) بالإضافة لنشاطه في لجان العاملين في بلديات غزة والشمال.
- سجل الاتحاد حضوراً متميزاً في الكثير من النقابات المهنية مثل إضراب المعلمين والأطباء والموظفين وكانت مشاركة الاتحاد واضحة وفعالة ومتميزة.
- أصبح لحركة الجهاد الإسلامي جسم نقابي مهني واضح يمثل الحركة في المحافل النقابية والمهنية يضم أكثر من 1400 نقابي من مختلف المهن بالإضافة لخمسة آلاف عامل.
**************************
7-لقد مرت الساحة الفلسطينية بإشكاليات متعددة منها إضراب الصحة والتعليم,والمعروف أن إضراب القطاع الصحي فشل بعد عودة معظم العاملين, أما إضراب المعلمين فمازالت المشكلة تراوح مكانها بسبب استبدال المعلمين القدامى بمعلمين مساندين وبسبب رفض وزارة التربية والتعليم في غزة لعودة الإداريين الذين اضربوا, ولم يتم حل المشكلة جملة واحدة ... كيف ترى انعكاسات الانقسام السياسي على مسيرة التربية والتعليم, وكيف يمكن إنقاذ المسيرة التعليمية وحل مشكلة المعلمين الذين ما زالوا مضربين؟
ج- إن أخطر ما تسبب به الانقسام هو ضرب النسيج الداخلي الفلسطيني إذ انعكست تداعيات هذا الانقسام على الخدمات العامة الضرورية مثل التعليم والصحة والخدمات العامة ، ولقد دعونا الأطراف منذ بداية الأزمة إلي تجنيب هذه المرافق الحيوية المناكفات السياسية وتقديم مصلحة أبنائنا وشعبنا على المصالح الفئوية الضيقة.
ولقد تقدم الاتحاد الإسلامي بمبادرة للأطراف لضمان عودة المعلمين المضربين دون إجراءات عقابية تضمن إعادة الموظف لموقعه ووظيفته وفي المقابل ضمان احترام أجهزة السلطة للعمل النقابي.
ولقد أصدر الاتحاد الإسلامي العديد من البيانات المعبرة عن موقفه من هذه الإضرابات والتصرفات التي صاحبتها داعياً الأطراف لعدم الزج بالمرافق الخدماتية في آتون الخلاف السياسي.
وبالتنسيق مع الاتحاد تقدم الأخوة في القيادة السياسية للحركة بمبادرة للأطراف تتضمن وقف الإضراب ووقف أي إجراءات عقابية بحق المواطنين ، وللأسف لم تستجيب أطراف الانقسام لمساعي الحركة وقياداتها لتغليبهم الأجندة الحزبية على الأجندة الوطنية.
وحتى هذه اللحظة مازال الاتحاد الإسلامي يبذل جهوداً متواصلة من أجل إيجاد حل لهذه المعضلة ، ونتمنى أن يكتب لجهودنا النجاح.
**************************
8-شاهد العالم ما قام به الصحفي العراقي البطل والجريء "منتظر الزيدي" وهو يلقي الطاغية بوش بحذائه ومن المعروف أن بوش المستكبر دمر العراق وأفغانستان ووقف من وراء اليهود في مجازرهم في فلسطين, وفوق ذلك كله أعلن عن جائزة قيمتها خمسة ملايين دولار لمن يأتي برأس الدكتور رمضان حيا أو ميتا فما هو تعليقكم على ذلك؟
ج- إن ما قام به الصحفي العراقي منتظر الزيدي هو رد فعل طبيعي على طغيان الإدارة الأمريكية ورئيسها المجرم بوش ، الذي قتل وشرد ملايين الأبرياء في العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان والصومال.
أما عن رصد الإدارة الأمريكية المجرمة لمكافئة مالية كبيرة لاعتقال أو تصفية رمز من رموز الأمة العربية والإسلامية وأحد أبرز قادة المقاومة والعمل السياسي الإسلامي في المنطقة ألا وهو الدكتور/ رمضان عبد الله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، فهذا يعني أن هذه الإدارة ماضية في رعاية الإرهاب الدولي الذي تمارسه مباشرة أو عن طريق حلفائها الصهاينة وهي خطوة ماكرة تسعى لتزوير وطمس الحقيقة عن جرائم دولة الاحتلال بحق شعبنا وقواه الحية ، وهو عمل إرهابي بامتياز يصدر عن دولة تدعي زوراً وبهتاناً رعايتها لحقوق الإنسان.
لن يضير قائد مسيرتنا ورمز مقاومتنا ، هذا الحقد والمكر إن شاء الله.
**************************
9-ينتظر الشعب الفلسطيني بكافة فصائله تداعيات انتهاء التهدئة في 19/12/2008 وقد أعلنت معظم الفصائل وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي عدم نيتها في تجديد التهدئة كما صرح الأخ زياد النخالة النائب الأمين العام للحركة- خصوصا أنها لم تحقق شيئا ايجابيا للشعب الفلسطيني ولم ترفع الحصار عنه-بل وفوق هذا كله أقدمت دولة الكيان من خلال جهاز الشين بيت صباح الثلاثاء 16/12/2008 على اغتيال قائد سرايا القدس في جنين جهاد أمين نواهضة وكانت قد اغتالت في بداية التهدئة طارق ابو غالي احد قادة السرايا في الضفة ومعه المجاهد إياد خنفر ثم بدأت عمليات القصف في قطاع غزة فور الإعلان عن انتهاء التهدئة...فإلى أين تسير الأمور؟
ج- تحاول دولة الاحتلال تكريس واقع جديد مستغلة التهدئة وذلك بمحاولة إظهار قضية شعبنا النضالية وكأنها احتياجات إنسانية ، ولقد كان واضحاً ما يطمع إليه العدو الصهيوني من وراء تشديد الحصار على شعبنا وحملات الاغتيال والاعتقالات المجنونة بحق مجاهدينا رغم الاتفاق الغير موقع بين الفصائل باستثناء حركة الجهاد الإسلامي تبث معادلة جديدة وهي وقف المقاومة مقابل فتح المعابر وفصل مسألة الضفة الغربية عن قطاع غزة وهي محاولة خبيثة وماكرة من العدو لضرب المقاومة في غزة والضفة الغربية.
وأعتقد أن دولة الاحتلال مقبلة على انتخابات عامة وتجربتنا مع العدو تؤكد على أن الساسة الصهاينة يجعلون من الدم الفلسطيني والمعاناة الفلسطينية وقوداً لتحقيق طموحاتهم الانتخابية ، وهذا يعني أننا مقدمين على مرحلة صعبة وأتوقع أن يقدم العدو الصهيوني على عمليات في غزة تستهدف المقاومة والشعب الفلسطيني بالاغتيالات والاعتقالات والحصار.
**************************
10- نود من سيادتكم كلمة توجهها لكل من:
*طرفي الصراع فتح وحماس:
ج- اتقوا الله في مستقبل قضيتنا ولا تتمسكوا بسلطة وهم.
*الشعب الفلسطيني:
ج- إنما النصر صبر ساعة.
*الأسرى البواسل:
ج- نستمد منكم العزيمة والإصرار على مواصلة الطريق.
*عائلات الشهداء الميامين:
ج- دماء الشهداء سبيلنا للوصول
*أبناء حركة الجهاد الإسلامي:
ج- أنتم أمل الأمة وطليعتها فكونوا كما أراد الله لكم.
*الإعلاميين الفلسطينيين و الإعلاميين العرب:
ج- انحيازكم لفلسطين انحياز للحق والحقيقة.
*قادة وأعضاء العمل النقابي في حركة الجهاد الإسلامي
ج- بعزيمتكم وجهدكم سندخل لمرحلة التزاحم والتأثير بعنفوان جديد وروح جديدة تشع نوراً وأملاً.
تعليق