رام الله / سما / نشرت صحيفة "انترناشونال هيرالد تريبيون" مقالا للمحلل الصحافي ايثان برونر تحدثت فيه عن موقع تدريب قوات الامن الجديدة التابعة للسلطة الفلسطينية على 18 فدانا من الارض، حيث توجد في الموقع صفوف من سيارات "لاند روفر" وعلى المدخل لوحة تقول "الحرس الرئاسي، في الطليعة دوما: قوة وتضحية وفداء". وتقول الصحيفة انه قبل عام واحد كانت ارض هذا المخيم (44 هكتارا) الذي تكلفت اقامته 10 ملايين دولار من اموال دافعي الضرائب الاميركيين قطعة من اراضي صحراء وادي الاردن، وهو اليوم الى جانب قطعة ارض (86 هكتارا) اقيم عليها مخيم العمليات بتكلفة 11 مليون دولار تبرعت بها الولايات المتحدة وتقع على بعد بضعة كليومترات من الاولى، يعتبر خطوة رئيسة الى الامام في مسيرة بناء الدولة الفلسطينية.
ويقول الجنرال كيث دايتون، المسؤول الاميركي الذي اشرف على تدريب القوات الفلسطينية ان "هؤلاء الرجال يشعرون انهم مع الفريق الفائز، وانهم يقيمون دولة فلسطينية. وما كنت سابقى هنا ان لم اكن مقتنعا انهم سيحصلون على ما يريدون. ولدي ثقة كبيرة في القيادة الفلسطينية، كما انني على قناعة بان الادارة (الاميركية) الجديدة جادة في هذا السبيل".
وكان مبعوث ادارة اوباما الى المنطقة جورج ميتشل قد قام بثاني زيارة له يوم الخميس الماضي. بينما ستقوم هذا الاسبوع بزيارتها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري رودهام كلينتون. ورغم ما أبداه دايتون من تفاؤل، فليس هناك من يشك في ان مهامهم قد حددت لهم .. فهناك انقسام واسع بين الاسرائيليين والفلسطينيين، فيما تستمر اعمال العنف وبناء المستوطنات، ويتباعد الايمان بحل الدولتين.
ومع ذلك، فقد استمرت قوات الامن الفلسطينية على مدى العام الماضي في التدريب واتساع دورها كما لو ان الامور تتخذ مسارها الصحيح. فقد حضر حوالي 1600 منهم دورة تدريب تمولها الولايات المتحدة في الاردن. وبالتنسيق مع المسؤولين في وزارة الدفاع الاسرائيلية، فان القوات الفلسطينية وضباط الشرطة مارسوا دورا أكبر في عمليات الدورية داخل مدن جنين ونابلس وبيت لحم واجزاء من الخليل.
وفي الشهر الماضي قامت اسرائيل بشن عدوان على غزة التي تسيطر عليها "حماس"، ودعا البعض في العالم الاسلامي الى قيام انتفاضة عنف اخرى في الضفة الغربية احتجاجا على العدوان.الا انه مع ان الضفة الغربية شهدت تظاهرات، فان مثل هذه الانتفاضة لم يجد طريقا له لان قوات السلطة الفلسطينية حافظت بقوة على استتباب النظام.
في الوقت ذاته فان هذه المنشآت التي اقيمت لايواء تلك القوات على احدث نظام تستخدم مئات العمال الفلسطينيين. وقد بدأت كلية الحرس الرئاسي في ممارسة مهامهاـ فيما سيفتح معسكر عمليات قوات الامن الوطنية ابوابه في موقع اخر بمدينة أريحا الشهر القادم. وهما يمثلان الى جانب مرافق تدريب الشرطة بدعم من الاتحاد الاوروبي مرحلة جديدة في خطة الامن..تدريب متقدم في الاراضي الفلسطينية بقيادة فلسطينية.
وكان من المقرر ان تنتهي الان مهمة دايتون التي امتدت لثلاث سنوات الا ان ميتشل طلب منه البقاء لسنتين اخريين وقبل ذلك. ولقي قراره الترحيب في هذه المعسكرات حيث ان القادة يثقون به وينظرون الى وشنطن من خلاله كحليف حقيقي.
وقال الجنرال منير الزعبي الذي يتولى قيادة فرقة الحرس الرئاسي المكونة من 1800 رجل "لقد تم تدريبنا باموال اميركية وعلى ايدي الجنرال دايتون وهو شيء هام بالنسبة لنا". وتعتبر فرقته بانها القوات الخاصة المسؤولة عن حراسة كبار المسؤولين والضيوف "نحن هنا لننفذ القانون والنظام ونستخدم كل الوسائل لمحاربة الارهاب".
واضاف يقول ان "قبل عامين لم يكن مقبولا الحديث عن الارهاب او استخدام هذا التعبير. ومن يستخدمه من الفلسطينيين كان يوسم بانه متعاون (مع العدو). اما الان فالامر ليس كذلك. اذ اكتشفنا ان كثيرين يقومون باعمال ارهابية تحت التذرع بالمقاومة او الاحتلال. ونحن نقاوم ذلك".
وعلى الجانب الاسرائيلي يقول مسؤولون في وزارة الدفاع الاسرائيلية ان تطوير قوات الامن الفلسطينية يعتبر خطوة حقيقية الى الامام. ولكن اذا فشلت هذه القوات في القيام بالاقتحامات الليلية على نشطاء "حماس" و "الجهاد الاسلامي" فلن يكون للاستقرار في المنطقة اثر حقيقي.
اذن هناك تعاون – احد الضباط الاسرائيليين افتتح ارض التدريب على اطلاق النار، وقام بتجرية سلاح فلسطيني ووافق عليه. ومع ذلك تظل هناك توترات. ان ازياء القوة والدروع الواقية لا تزال محجوزة في ميناء عسقلان الاسرائيلي لان الاسرائيليين لم يسمحوا بها. كما انه يشعر بالضيق لان عليه التشاور مع الاسرائيليين في تحريك قواته.
99:9 99:9 99:9 99:9 15:15 15:15 15:15 15:15
تعليق