الرفاعي: على العرب التوحّد تحت عنوان المقاومة لمواجهة التطرّف الصهيوني القادم..
بدعوة من رابطة الحقوقيين بحلب، وبحضور الأستاذ الدكتور المهندس تامر الحجة ـ محافظ حلب، شارك ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان بالندوة التي نظّمتها الرابطة تحت عنوان «أبعاد العدوان على غزة».
حيث اعتبر الرفاعي «أن العدوان على غزة جاء في سياق هزيمة الجمهوريين في الإدارة الأمريكية التي كان يمثلها بوش ورغبة الإدارة الأمريكية في تسوية حساباتها مع خصومها وتمديد مسار أنابوليس بوصفه نقطة الفصل الأخير في سيناريو تصفية المقاومة والحفاظ على هيكل التسوية.. إضافة إلى تغيير الوضع السياسي القائم في غزة عبر إسقاط حكومة حماس ومن خلفها المقاومة ليعود القطاع بعد ذلك خاضعاً لولاية السلطة وحكومة فياض، لكن النتيجة كانت فشل العدو وانتصار المقاومة على الرغم من حجم الخسائر الكبيرة في أرواح المدنيين والأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال.. فتقييم أية معركة لا يمكن أن يكون بحجم الخسائر إنما بالنتائج وكما نعلم فالعدو فشل في تحقيق أياً من هذه الأهداف لا العسكرية منها ولا السياسية وكل ما حققته القيادة الإسرائيلية من هذه الحرب أنها ذهبت إلى واشنطن لتوقيع اتفاقية أمنية معها لمراقبة ما يسمى بتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة».
في حين رأى الرفاعي أن «هناك تداعيات نتيجة هذا العدوان على شعبنا في قطاع غزة وعلى الكيان الصهيوني وعلى الواقع والمنطقة العربية وعلى دور الولايات المتحدة الأمريكية القادم بعد بوش.. فبالنسبة للكيان الصهيوني هناك ثلاث نتائج أساسية ستظهر نتيجة هذا الصمود الأسطوري لأبطال غزة فالانتصار الذي حققته المقاومة في غزة سيدفع الإسرائيلي أكثر نحو البحث عن البقاء وليس كما كان في السابق يبحث عن الأمن وهذا ما رُكّز عليه في مؤتمر هرتزيليا الأخير، كما أن «إسرائيل» فقدت قدرتها على الحسم الحقيقي، وتحقيق أهدافها في المعارك بشكل خاطف وسريع أي خلال ساعات أو أيام وهذه المرة الثانية التي تفشل فيها «إسرائيل» بعد حرب تموز 2006، وهذا مؤشر واضح على انحدار «إسرائيل» وتصاعد قوة حركات المقاومة في مواجهة «إسرائيل». وأضاف الرفاعي: «كما أن المقاومة في غزة أثبتت أنها قادرة على تحقيق توازن الرعب، فـ«إسرائيل» لم تعد بمنأى عن ضربات المقاومة وغير قادرة على حسم أي معركة والقضاء على مصادر تهديدها».
أما بالنسبة للسلطة الفلسطينية فقال الرفاعي: «أنها خسرت الكثير من خلال مواقفها منذ بداية العدوان حيث برّرته، بل أن بعض رموز السلطة حمّلت المقاومة مسؤولية العدوان على غزة. إضافة إلى فقدان الثقة من دول عظمى مثل تركيا وأندونيسيا وما حصل في الكويت من رفض لاستقبال هذه السلطة هذا فضلاً عن أن أحلام السلطة في رام الله لم تتحقق، وخطاب السيد محمود عباس في قمة شرم الشيخ أمام العالم عن هذه الحقيقة، حيث كان خطاباً مقتضباً وضعيفاً من بين جميع الخطابات ولم يتطرّق خلاله لمعاناة أبناء القطاع ولم يطالب بفتح المعابر أو حتى وقف إطلاق الأعمال العدائية لهذا الكيان».
في الوقت الذي اعتبر فيه أن رهان التسوية فشل، وهذا ما سيكّرس فعلياً على الأرض في الأيام لمقبلة، فعملية «السلام» إلى مزيد من السقوط ومصيرها آيل إلى الفشل. أما محور الاعتدال العربي فرأى «أنه مُني بضربة قوية عندما ثبت أنه كان يراهن على الطرف الإسرائيلي في حسم المعركة، وظهر بمظهر المتورّط والمشارك في العدوان سواء بتصدير الأزمة إلى مجلس الأمن الدولي أو بعرقلة عقد قمة عربية طارئة واكتفى بحضور قمة الكويت الاقتصادية وتمسّك بمبادرة مصر التي ألقت بها «إسرائيل» في سلة المهملات وأدارت الظهر لها ولصاحبها».
وأشار إلى أن «هذا المحور سيذهب إلى مزيد من التفتت والضعف وسيقوم بالمناورة والانكفاء إلى الداخل عبر سياسة الاحتواء مع قوى المقاومة ومزيد من التصعيد مع إيران»، معتبراً أن «إعلان أحد المسؤولين في إحدى الخارجيات العربية ببدء المواجهة مع إيران هو محاولة لتدارك الخسائر التي مُني بها محوره بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية عبر معاداة الجمهورية الإسلامية التي تلعب دوراً هاماً وداعماً للمقاومة في لبنان وفلسطين، وبالتالي النيل من محور الممانعة بشكل عام والممتد من فلسطين إلى إيران مروراً بسوريا ولبنان.. ومن ناحية أخرى يتم العمل على دفع «إسرائيل» بشكل مباشر على المواجهة مع إيران وخصوصاً أن توجّه الولايات المتحدة الأمريكية يركّز حالياً على أفغانستان وباكستان أي الدول القريبة من إيران، كما عبّر عن ذلك قائد القوات المركزية الأمريكية ـ ديفد باتريوس.. أما المشروع الآخر فهو بمزيد من إثارة الفتنة المذهبية والطائفية وإعادة محاولة إحياء مشروع الحرب المذهبية الكبرى بين إيران الشيعية وباكستان السنية حسب ما كتب جيمس كير في الدراسة التي أعدّها في العام 2005 والتي أشار فيها إلى أن هناك حرب نووية بين إيران وباكستان في المستقبل».
كما تطرّق الرفاعي إلى الدخول التركي على المشهد الإقليمي بشكل استراتيجي، فرأى أنه «لم يسبق لتركيا الرسمية أو الشعبية أن اتخذت هذه الموقف المناوئ لإسرائيل ـ حليفتها القديمة ـ حيث جاء حجم التحرّك الجماهيري التركي بعيداً عن الصدفة أو العفوية بل دلّ على تحشيد سياسي له أهداف بعيدة المدى»، معتبراً أننا «بعودة تركيا إلى الشرق سنكون أمام نظام إقليمي جديد يحلّ فيه الأتراك محلّ القوة العربية الكبرى خصوصاً مصر في تمثيل قوة التوازن السنية المطلوبة مع القوة الشيعية القائمة مع إيران.. وإذا تمّ هذا التغيير في ظل تفاهم يحرص على عدم التورّط في صراع تنافسي فالقوتان الوازنتان ستتمكنان من قيادة الشرق الأوسط وملأ الفراغ الذي سينتج عن انكفاء المشروع الأمريكي وغياب الدور العربي المتواطئ أو المتحالف مع الإدارة الأمريكية. وسينتج عن هذه العملية السياسية المعقدة خارطة سياسية جديدة لصالح قوى المقاومة ومشروع الممانعة في الأمة، وهذا الحراك انطلق من معجزة مساحتها 360 كيلو متر مربّع اسمها قطاع غزة تضمّ شعباً من الجبّارين، أسّسوا لانتفاضة حقيقية في المنطقة، ومرحلة جديدة من الصراع».
وبالنسبة لنتائج الانتخابات الإسرائيلية اعتبر الرفاعي أنها «تشير بشكل واضح هذه المرة إلى ميل المجتمع الإسرائيلي نحو التشدّد والتطرّف والرغبة في مزيد من شلالات الدم والمجازر والمعارك والانتقام». وقال: «هذه النتائج سيكون لها تأثيرات سلبية قاسمة لما يُعرف بعملية التسوية الفلسطينية الإسرائيلية من ناحية، والسورية الإسرائيلية من ناحية أخرى، وإن كنا نحن في الجهاد الإسلامي لم نؤمن في يوم من الأيام بأن «إسرائيل» تريد تسوية، سواء حكمها اليمين أم اليسار، إلا أنها ستكون أكثر وضوحاً مع هذه النتيجة».
أما فيما يتعلق بالحكومة الإسرائيلية قال: «سواء شكّلتها ليفني أو شكّلها نتنياهو فإن الوضع السياسي لن يتغيّر بالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي أو الفلسطيني الإسرائيلي بالتحديد، فحزب كاديما الذي قبل بالتفاوض مع السلطة الفلسطينية لم تسفر مفاوضاته عن أي نتيجة، وهو الحزب نفسه الذي قصف قطاع غزة بشكل وحشي وهمجي وقتل الأطفال والنساء والشيوخ ودمّر المنازل. أما حزب الليكود فقد يتملص من المفاوضات كلياً بسبب مواقفه المتعنتة خاصة وأنه يعلن رفضه المطلق للاعتراف بالحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية ومجرّد التفاوض على مدينة القدس ويرفض أيضاً إعادة الجولان إلى سوريا ويؤيّد توسيع المستوطنات الإسرائيلية الموجودة على الأراضي الفلسطينية».
وإزاء المشهد السياسي الإسرائيلي رأى الرفاعي أن على العرب والفلسطينيين أن يواجهوا الطور الجديد من سياسة الكيان الصهيوني بقوة وحزم والتوحّد تحت عنوان المقاومة والممانعة ومواجهة التطرّف الصهيوني القادم الذي يعلن متبجحاً بأنه يكفر بعملية التسوية ويرفض الاعتراف بالحقوق الفلسطينية والعربية، معتبراً أن كلمة السّر في الصراع هي المقاومة بكل أبعادها وأشكالها ومضامينها، الاجتماعية والسياسية والثقافية والعسكرية ضد الاحتلال والهيمنة على الأرض والوطن، التي تهدّد ثقافتنا ووجودنا، فالمقاومة باتت هي الخيار الوحيد بمعناها الشمولي الذي يقوم على مناهضة الظلم وتحقيق العدل مستخدمين كافة الوسائل والإمكانيات. في حين رأى أن الحلول الاستسلامية هي ليست أداة لإزالة الاحتلال ولا آلية لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة وغير قادرة من الناحية العملية على إنتاج تسوية قابلة للحياة.
خاص/ «قدس للأنباء»
3-3-2009
بدعوة من رابطة الحقوقيين بحلب، وبحضور الأستاذ الدكتور المهندس تامر الحجة ـ محافظ حلب، شارك ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان بالندوة التي نظّمتها الرابطة تحت عنوان «أبعاد العدوان على غزة».
حيث اعتبر الرفاعي «أن العدوان على غزة جاء في سياق هزيمة الجمهوريين في الإدارة الأمريكية التي كان يمثلها بوش ورغبة الإدارة الأمريكية في تسوية حساباتها مع خصومها وتمديد مسار أنابوليس بوصفه نقطة الفصل الأخير في سيناريو تصفية المقاومة والحفاظ على هيكل التسوية.. إضافة إلى تغيير الوضع السياسي القائم في غزة عبر إسقاط حكومة حماس ومن خلفها المقاومة ليعود القطاع بعد ذلك خاضعاً لولاية السلطة وحكومة فياض، لكن النتيجة كانت فشل العدو وانتصار المقاومة على الرغم من حجم الخسائر الكبيرة في أرواح المدنيين والأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال.. فتقييم أية معركة لا يمكن أن يكون بحجم الخسائر إنما بالنتائج وكما نعلم فالعدو فشل في تحقيق أياً من هذه الأهداف لا العسكرية منها ولا السياسية وكل ما حققته القيادة الإسرائيلية من هذه الحرب أنها ذهبت إلى واشنطن لتوقيع اتفاقية أمنية معها لمراقبة ما يسمى بتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة».
في حين رأى الرفاعي أن «هناك تداعيات نتيجة هذا العدوان على شعبنا في قطاع غزة وعلى الكيان الصهيوني وعلى الواقع والمنطقة العربية وعلى دور الولايات المتحدة الأمريكية القادم بعد بوش.. فبالنسبة للكيان الصهيوني هناك ثلاث نتائج أساسية ستظهر نتيجة هذا الصمود الأسطوري لأبطال غزة فالانتصار الذي حققته المقاومة في غزة سيدفع الإسرائيلي أكثر نحو البحث عن البقاء وليس كما كان في السابق يبحث عن الأمن وهذا ما رُكّز عليه في مؤتمر هرتزيليا الأخير، كما أن «إسرائيل» فقدت قدرتها على الحسم الحقيقي، وتحقيق أهدافها في المعارك بشكل خاطف وسريع أي خلال ساعات أو أيام وهذه المرة الثانية التي تفشل فيها «إسرائيل» بعد حرب تموز 2006، وهذا مؤشر واضح على انحدار «إسرائيل» وتصاعد قوة حركات المقاومة في مواجهة «إسرائيل». وأضاف الرفاعي: «كما أن المقاومة في غزة أثبتت أنها قادرة على تحقيق توازن الرعب، فـ«إسرائيل» لم تعد بمنأى عن ضربات المقاومة وغير قادرة على حسم أي معركة والقضاء على مصادر تهديدها».
أما بالنسبة للسلطة الفلسطينية فقال الرفاعي: «أنها خسرت الكثير من خلال مواقفها منذ بداية العدوان حيث برّرته، بل أن بعض رموز السلطة حمّلت المقاومة مسؤولية العدوان على غزة. إضافة إلى فقدان الثقة من دول عظمى مثل تركيا وأندونيسيا وما حصل في الكويت من رفض لاستقبال هذه السلطة هذا فضلاً عن أن أحلام السلطة في رام الله لم تتحقق، وخطاب السيد محمود عباس في قمة شرم الشيخ أمام العالم عن هذه الحقيقة، حيث كان خطاباً مقتضباً وضعيفاً من بين جميع الخطابات ولم يتطرّق خلاله لمعاناة أبناء القطاع ولم يطالب بفتح المعابر أو حتى وقف إطلاق الأعمال العدائية لهذا الكيان».
في الوقت الذي اعتبر فيه أن رهان التسوية فشل، وهذا ما سيكّرس فعلياً على الأرض في الأيام لمقبلة، فعملية «السلام» إلى مزيد من السقوط ومصيرها آيل إلى الفشل. أما محور الاعتدال العربي فرأى «أنه مُني بضربة قوية عندما ثبت أنه كان يراهن على الطرف الإسرائيلي في حسم المعركة، وظهر بمظهر المتورّط والمشارك في العدوان سواء بتصدير الأزمة إلى مجلس الأمن الدولي أو بعرقلة عقد قمة عربية طارئة واكتفى بحضور قمة الكويت الاقتصادية وتمسّك بمبادرة مصر التي ألقت بها «إسرائيل» في سلة المهملات وأدارت الظهر لها ولصاحبها».
وأشار إلى أن «هذا المحور سيذهب إلى مزيد من التفتت والضعف وسيقوم بالمناورة والانكفاء إلى الداخل عبر سياسة الاحتواء مع قوى المقاومة ومزيد من التصعيد مع إيران»، معتبراً أن «إعلان أحد المسؤولين في إحدى الخارجيات العربية ببدء المواجهة مع إيران هو محاولة لتدارك الخسائر التي مُني بها محوره بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية عبر معاداة الجمهورية الإسلامية التي تلعب دوراً هاماً وداعماً للمقاومة في لبنان وفلسطين، وبالتالي النيل من محور الممانعة بشكل عام والممتد من فلسطين إلى إيران مروراً بسوريا ولبنان.. ومن ناحية أخرى يتم العمل على دفع «إسرائيل» بشكل مباشر على المواجهة مع إيران وخصوصاً أن توجّه الولايات المتحدة الأمريكية يركّز حالياً على أفغانستان وباكستان أي الدول القريبة من إيران، كما عبّر عن ذلك قائد القوات المركزية الأمريكية ـ ديفد باتريوس.. أما المشروع الآخر فهو بمزيد من إثارة الفتنة المذهبية والطائفية وإعادة محاولة إحياء مشروع الحرب المذهبية الكبرى بين إيران الشيعية وباكستان السنية حسب ما كتب جيمس كير في الدراسة التي أعدّها في العام 2005 والتي أشار فيها إلى أن هناك حرب نووية بين إيران وباكستان في المستقبل».
كما تطرّق الرفاعي إلى الدخول التركي على المشهد الإقليمي بشكل استراتيجي، فرأى أنه «لم يسبق لتركيا الرسمية أو الشعبية أن اتخذت هذه الموقف المناوئ لإسرائيل ـ حليفتها القديمة ـ حيث جاء حجم التحرّك الجماهيري التركي بعيداً عن الصدفة أو العفوية بل دلّ على تحشيد سياسي له أهداف بعيدة المدى»، معتبراً أننا «بعودة تركيا إلى الشرق سنكون أمام نظام إقليمي جديد يحلّ فيه الأتراك محلّ القوة العربية الكبرى خصوصاً مصر في تمثيل قوة التوازن السنية المطلوبة مع القوة الشيعية القائمة مع إيران.. وإذا تمّ هذا التغيير في ظل تفاهم يحرص على عدم التورّط في صراع تنافسي فالقوتان الوازنتان ستتمكنان من قيادة الشرق الأوسط وملأ الفراغ الذي سينتج عن انكفاء المشروع الأمريكي وغياب الدور العربي المتواطئ أو المتحالف مع الإدارة الأمريكية. وسينتج عن هذه العملية السياسية المعقدة خارطة سياسية جديدة لصالح قوى المقاومة ومشروع الممانعة في الأمة، وهذا الحراك انطلق من معجزة مساحتها 360 كيلو متر مربّع اسمها قطاع غزة تضمّ شعباً من الجبّارين، أسّسوا لانتفاضة حقيقية في المنطقة، ومرحلة جديدة من الصراع».
وبالنسبة لنتائج الانتخابات الإسرائيلية اعتبر الرفاعي أنها «تشير بشكل واضح هذه المرة إلى ميل المجتمع الإسرائيلي نحو التشدّد والتطرّف والرغبة في مزيد من شلالات الدم والمجازر والمعارك والانتقام». وقال: «هذه النتائج سيكون لها تأثيرات سلبية قاسمة لما يُعرف بعملية التسوية الفلسطينية الإسرائيلية من ناحية، والسورية الإسرائيلية من ناحية أخرى، وإن كنا نحن في الجهاد الإسلامي لم نؤمن في يوم من الأيام بأن «إسرائيل» تريد تسوية، سواء حكمها اليمين أم اليسار، إلا أنها ستكون أكثر وضوحاً مع هذه النتيجة».
أما فيما يتعلق بالحكومة الإسرائيلية قال: «سواء شكّلتها ليفني أو شكّلها نتنياهو فإن الوضع السياسي لن يتغيّر بالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي أو الفلسطيني الإسرائيلي بالتحديد، فحزب كاديما الذي قبل بالتفاوض مع السلطة الفلسطينية لم تسفر مفاوضاته عن أي نتيجة، وهو الحزب نفسه الذي قصف قطاع غزة بشكل وحشي وهمجي وقتل الأطفال والنساء والشيوخ ودمّر المنازل. أما حزب الليكود فقد يتملص من المفاوضات كلياً بسبب مواقفه المتعنتة خاصة وأنه يعلن رفضه المطلق للاعتراف بالحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية ومجرّد التفاوض على مدينة القدس ويرفض أيضاً إعادة الجولان إلى سوريا ويؤيّد توسيع المستوطنات الإسرائيلية الموجودة على الأراضي الفلسطينية».
وإزاء المشهد السياسي الإسرائيلي رأى الرفاعي أن على العرب والفلسطينيين أن يواجهوا الطور الجديد من سياسة الكيان الصهيوني بقوة وحزم والتوحّد تحت عنوان المقاومة والممانعة ومواجهة التطرّف الصهيوني القادم الذي يعلن متبجحاً بأنه يكفر بعملية التسوية ويرفض الاعتراف بالحقوق الفلسطينية والعربية، معتبراً أن كلمة السّر في الصراع هي المقاومة بكل أبعادها وأشكالها ومضامينها، الاجتماعية والسياسية والثقافية والعسكرية ضد الاحتلال والهيمنة على الأرض والوطن، التي تهدّد ثقافتنا ووجودنا، فالمقاومة باتت هي الخيار الوحيد بمعناها الشمولي الذي يقوم على مناهضة الظلم وتحقيق العدل مستخدمين كافة الوسائل والإمكانيات. في حين رأى أن الحلول الاستسلامية هي ليست أداة لإزالة الاحتلال ولا آلية لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة وغير قادرة من الناحية العملية على إنتاج تسوية قابلة للحياة.
خاص/ «قدس للأنباء»
3-3-2009
تعليق