إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حوار مسؤول

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حوار مسؤول

    يجب أن يرتقي الحوار الفلسطيني إلى مستوى المخاطر التي تحيق بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، بعيداً من حال التكاذب والتنابذ المسيطرة على معظم هموم هذه الجهة أو تلك من أطراف النزاع الداخلي، في الضفة وفي غزة على السواء.



    والاعتقالات الكيدية المتبادلة بين الجهتين معيبٌ استمرارها، لأنها تضيف المئات إن لم يكن أكثر إلى معاناة آلاف الأسرى في معتقلات العدو الصهيوني، الأمر الذي يجعل من المتعذر التمييز بين من تحجز حريته على يد من يفترض أنهم أخوة وأولئك الذين يمارس عليهم الاحتلال إرهابه وعنصريته.



    حوار “فتح” و”حماس” وغيرهما من الفصائل آن له أن يهتدي إلى بر الأمان، فالسفينة الفلسطينية مهددة من كل جانب في ظل الحكومة التي يسعى إلى تشكيلها مجرم حرب آخر في الكيان الصهيوني، ولن تكون إلا على شاكلة من يتمثل فيها، خصوصاً أن التنافس عليها، كما التنافس في الانتخابات التي سبقتها، هو في اتجاه إكمال المخطط الصهيوني القائم على تهويد فلسطين كلها، بعيداً من كل الأكاذيب التي يجري الترويج لها حول التسوية ومفرداتها.



    الحوار الفلسطيني يجب أن يثبت فيه أطرافه أنهم بلغوا سن الرشد، فعلاً لا قولاً، ولهذا الرشد توابعه ومفاعيله المفترض أن تترجم على أرض الواقع، لأن طريق الخلافات والنزاعات لا يوصل إلا إلى التهلكة، فيما العدو يقتل ويهوّد ويشرّد، ويتحين الفرصة للانقضاض على الجميع، لترجمة أطماعه وإقامة ما يسميه “الدولة اليهودية”.



    والحوار يجب أن يكون منتجاً، وأن يرسي علاقات صحية وصحيحة تحدث نقلةً نوعيةً مبنيةً على تقدير واحترام تضحيات الشعب الفلسطيني لأكثر من ستين عاماً، ونضاله المديد من أجل تحرير وطنه، وتكريس حقه في حياة حرة كريمة تريحه من كابوس الاحتلال، ومن كابوس الصراعات الداخلية، الصراعات التي اثقلت كاهله، وشكّلت ولاتزال طعنة في الظهر، أضيفت إلى طعنات العدو وكوارثه.



    الحوار فرصة يجب أن يستفاد منها، خارج الخنادق السياسية والأمنية، مع وجوب إرساء برنامج وطني هدفه الأساسي إزالة الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، والخالية من أي وجود استيطاني، والمسيطرة على مقدراتها بعيداً من أية شروط أو قيود أو موانع.



    الاحتلال حدد أهدافه منذ زمن، ولاءاته هي نفسها، وأدواته هي نفسها: إرهاب ومحارق واستيطان وتهويد. فهل يبقى التعامل معه، كما كان، منذ “أوسلو” إلى الآن؟
يعمل...
X