مقال للدكتور المفكر الإسلامي / فتحي الشقاقي
هناك حيث ولد محمد صلى الله عليه وسلم ،ومن هناك ـ من غار حراء ـ حيث ولدنا نحن كأمة.
إلى بيت المقدس ـ إلى الانتفاضة المباركة حيث قدرنا أن نولد من جديد ، ونصعد لعالمية أخرى من جديد.
تاريخ واحدٌ ،منهجٌ واحد وأمة واحدة.
تاريخ واحد هو تاريخ انتصارات الروح ، تاريخ تفوق الواجب وتغلبه على الإمكان.
تاريخ انتصارات الدم والشهادة ، تاريخ انتصارات إرادة الجماهير المستضعفة.
منهجٌ واحدٌ يشع بأعماقنا نوراً ، وبصدورنا نوراً ، وبأذهاننا نوراً.
منهج واحد يزودنا بالكشاف الذي ينير كل الزوايا المظلمة في حياتنا.
منهج واحد نزن به الناس والأشياء لنعرفها على حقيقتها ونسميها بأسمائها.
منهج يحيل ـ ضعفنا وعجزنا وقهرنا واستعبادنا ـ ناراً حارقة لكل أعداء الإنسان وخصوم الإنسانية.
أمة بدأت بمحمد (صلى الله عليه وسلم) والذي كان أمة ، ثم ها هي اليوم ملء سمع العالم وبصره أمةٌ بدأت بشخص محمد صلى الله عليه وسلم وها هي اليوم حوالي مليار مسلمٍ في العالم.
أمة رغم كل النكبات ،ورغم كل التحديات ، ورغم حجم وطبيعة واستمرارية المؤامرات عليها إلا أنها ـ ورغم حجم السلبيات أيضاً ـ تتهيأ لفرز جيل البناء والصعود ، جيل الوعي والثورة ، جيل التبليغ والحسم ، جيل الآية (الكلمات والرصاصة ) جيل وعد الآخرة ، جيل الدم والشهادة ، جيل النار والنور ،وجيل العالمين الإسلامية الثانية.
أمةٌ يهيئها الله على نار الابتلاء ـ نار التجربة ـ كي تستجلي ملامحها المفقودة وكي تهتدي في أعماق أعماقها إلى ذلك الخيط التاريخي المتين الذي ينظم كل حلقاتها والذي بقطع الغرب المستكبر له أفلت من يدها، وها هي اليوم على وشك الإمساك التام به.
من محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى اليوم وإلى هناك حيث استشهد فرسان معركة الشجاعية في 6/10/1987م وحيث انطلقت شرارة الانتفاضة المباركة سؤال واحد يطرح نفسه.
ما وجه الشبه بين غرس محمد (صلى الله عليه وسلم) وغرسنا اليوم؟
ما وجه الشبه بين نمط حياتنا (فكراً وممارسة) وبين نمط حياة محمد (صلى الله عليه وسلم)؟
ما وجه الشبه بين الرسالي الأول ـ إنسان العالمية الإسلامية الأولى ـ وبين الرسالي اليوم ـ إنسان العالمية الإسلامية الثانية؟
إن أهم ملامح الرساليين الذين تخرجوا على يد محمد صلى الله عليه وسلم:
أ ـ رفع الصوت عاليا بالحق والحقيقة دون وجل أو ضعف أو تردد (التبليغ) (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونهُ ولا يخشون أحداً إلا الله ، وكفي بالله حسيبا) ومهما كانت التكاليف باهظة فالضمان قوله سبحانه وتعالى:
(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) الضمان الأكيد «والله يعصمك من الناس».
ب ـ ممارسة العنف والشدة بكل ما في الوسع من جهد وطاقة ضد الأعداء (سياسياً ، إعلامياً وعسكرياً) (أشداء على الكفار) (أعزة على الكافرين).
جـ ـ ممارسة الرفق والرحمة بكل ما في الوسع من جهد وطاقة بين أعضاء الجسد الواحد وداخل الدائرة الواحدة ، (رحماء بينهم) ، (أذلة على المؤمنين).
وهذه الصفات الثلاث للرساليين يجب أن يكون مقياس تحققها هذان الهدفان:
1ـ إعجاب الجماهير والتفافها حول الرساليين، ورضى القائمين على العمل عما يتم ممارسته وإنجازه «يعجب الزراع» .
2 ـ إيلام وإيذاء وإغاظة الأعداء (ليغيظ بهم الكفار) (ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفار).
إذن المطلوب نموذج رسالي مجاهد يصدع بالحق في هذه المرحلة (التبليغ) ويتفانى في خدمة الجماهير على كافة الأصعدة وبكل المواقع مجسداً الرفق والرحمة (رحماء بينهم) ويخوض معركته ـ بغلظة وشدة وعزة ـ مع رموز الاستكبار وأدواته (أشداء على الكفار) الذين يحاولون بكل ما أوتوا من إمكانيات وما لديها من وسائل أن يمنعوا صعودنا نحو الشمس ونحو الجنة.
الصعود نحو الشمس والجنة ودور الرساليين على درب الرسول (ص) في ذكرى مولده
التاريخ: 1410-4-2 هـ الموافق: 1989-11-01م الساعة: 00:00:00هناك حيث ولد محمد صلى الله عليه وسلم ،ومن هناك ـ من غار حراء ـ حيث ولدنا نحن كأمة.
إلى بيت المقدس ـ إلى الانتفاضة المباركة حيث قدرنا أن نولد من جديد ، ونصعد لعالمية أخرى من جديد.
تاريخ واحدٌ ،منهجٌ واحد وأمة واحدة.
تاريخ واحد هو تاريخ انتصارات الروح ، تاريخ تفوق الواجب وتغلبه على الإمكان.
تاريخ انتصارات الدم والشهادة ، تاريخ انتصارات إرادة الجماهير المستضعفة.
منهجٌ واحدٌ يشع بأعماقنا نوراً ، وبصدورنا نوراً ، وبأذهاننا نوراً.
منهج واحد يزودنا بالكشاف الذي ينير كل الزوايا المظلمة في حياتنا.
منهج واحد نزن به الناس والأشياء لنعرفها على حقيقتها ونسميها بأسمائها.
منهج يحيل ـ ضعفنا وعجزنا وقهرنا واستعبادنا ـ ناراً حارقة لكل أعداء الإنسان وخصوم الإنسانية.
أمة بدأت بمحمد (صلى الله عليه وسلم) والذي كان أمة ، ثم ها هي اليوم ملء سمع العالم وبصره أمةٌ بدأت بشخص محمد صلى الله عليه وسلم وها هي اليوم حوالي مليار مسلمٍ في العالم.
أمة رغم كل النكبات ،ورغم كل التحديات ، ورغم حجم وطبيعة واستمرارية المؤامرات عليها إلا أنها ـ ورغم حجم السلبيات أيضاً ـ تتهيأ لفرز جيل البناء والصعود ، جيل الوعي والثورة ، جيل التبليغ والحسم ، جيل الآية (الكلمات والرصاصة ) جيل وعد الآخرة ، جيل الدم والشهادة ، جيل النار والنور ،وجيل العالمين الإسلامية الثانية.
أمةٌ يهيئها الله على نار الابتلاء ـ نار التجربة ـ كي تستجلي ملامحها المفقودة وكي تهتدي في أعماق أعماقها إلى ذلك الخيط التاريخي المتين الذي ينظم كل حلقاتها والذي بقطع الغرب المستكبر له أفلت من يدها، وها هي اليوم على وشك الإمساك التام به.
من محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى اليوم وإلى هناك حيث استشهد فرسان معركة الشجاعية في 6/10/1987م وحيث انطلقت شرارة الانتفاضة المباركة سؤال واحد يطرح نفسه.
ما وجه الشبه بين غرس محمد (صلى الله عليه وسلم) وغرسنا اليوم؟
ما وجه الشبه بين نمط حياتنا (فكراً وممارسة) وبين نمط حياة محمد (صلى الله عليه وسلم)؟
ما وجه الشبه بين الرسالي الأول ـ إنسان العالمية الإسلامية الأولى ـ وبين الرسالي اليوم ـ إنسان العالمية الإسلامية الثانية؟
إن أهم ملامح الرساليين الذين تخرجوا على يد محمد صلى الله عليه وسلم:
أ ـ رفع الصوت عاليا بالحق والحقيقة دون وجل أو ضعف أو تردد (التبليغ) (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونهُ ولا يخشون أحداً إلا الله ، وكفي بالله حسيبا) ومهما كانت التكاليف باهظة فالضمان قوله سبحانه وتعالى:
(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) الضمان الأكيد «والله يعصمك من الناس».
ب ـ ممارسة العنف والشدة بكل ما في الوسع من جهد وطاقة ضد الأعداء (سياسياً ، إعلامياً وعسكرياً) (أشداء على الكفار) (أعزة على الكافرين).
جـ ـ ممارسة الرفق والرحمة بكل ما في الوسع من جهد وطاقة بين أعضاء الجسد الواحد وداخل الدائرة الواحدة ، (رحماء بينهم) ، (أذلة على المؤمنين).
وهذه الصفات الثلاث للرساليين يجب أن يكون مقياس تحققها هذان الهدفان:
1ـ إعجاب الجماهير والتفافها حول الرساليين، ورضى القائمين على العمل عما يتم ممارسته وإنجازه «يعجب الزراع» .
2 ـ إيلام وإيذاء وإغاظة الأعداء (ليغيظ بهم الكفار) (ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفار).
إذن المطلوب نموذج رسالي مجاهد يصدع بالحق في هذه المرحلة (التبليغ) ويتفانى في خدمة الجماهير على كافة الأصعدة وبكل المواقع مجسداً الرفق والرحمة (رحماء بينهم) ويخوض معركته ـ بغلظة وشدة وعزة ـ مع رموز الاستكبار وأدواته (أشداء على الكفار) الذين يحاولون بكل ما أوتوا من إمكانيات وما لديها من وسائل أن يمنعوا صعودنا نحو الشمس ونحو الجنة.
تعليق