'القدس العربي'
قال تسفي مازال، الذي عمل سفيرا لتل ابيب في مصر والسويد، والذي يعمل اليوم باحثا كبيرا في معهد 'اورشليم للدراسات السياسية' انّ العالم العربي خرج بعد الحملة العسكرية على غزة ممزقا مرتبكا، ولم يتمكن من التوصل الى موقف واحد ازاء الحملة، فيما طفت على السطح الخلافات بين المعسكرين: المعسكر الاول، محور الاعتدال البراغماتي بقيادة المملكة العربية السعودية ومصر، والمعسكر الثاني المؤيد لايران، ولفت الى انّ الخلافات لم تبق خفية، انما برزت على السطح بشكل واضح جدا للعيان، مع ذلك، يتوقع الباحث الاسرائيلي انّ هذه الخلافات لن تؤدي الى تحسين العلاقات بين الدولة العبرية ومحور الحوار المعتدل، بما في ذلك مصر. ورأى الكاتب ان هناك سلسلة من الاحداث وقعت بعد بدء الحملة العسكرية على غزة، الامر الذي ادى الى ظهور بوادر سيئة وخطيرة للغاية. فأمير قطر دعا الى عقد مؤتمر قمة عربية في الدوحة، مصر اعلنت عن تحفظها، وضمن الجامعة العربية تقرر اجتماع لوزراء الخارجية العرب للبحث في التطورات، وبعد نقاش مستفيض قرر وزراء الخارجية العرب التوجه الى مجلس الامن الدولي لكي يندد باسرائيل ويطالبها بوقف الحرب على غزة، وزاد قائلا انّه من الناحية السياسية الاسرائيلية فانّ التوجه العربي الى المنظمة الأممية كان معقولا، لانّ القادة في الدولة العبرية لم يتوقعوا ان تقوم الدول العربية بمحاربة اسرائيل.
اما بالنسبة لمؤتمر القمة في الدوحة، فقد تمّ تأجيله مثلما ارادت الرياض والقاهرة، ولكن من ناحية اخرى، قال السفير الاسرائيلي السابق، ان هذه الخطوة فتحت الابواب على مصراعيها امام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولعدد من الفئات المتطرفة في العالم العربي بتوجيه الاتهامات للرئيس المصري، محمد حسني مبارك، ولوزير خارجيته، احمد ابو الغيط، بالتهرب من المسؤولية وبالتهرب من حماية الفلسطينيين، واكثر من ذلك، بأن المصريين حمّلوا حركة حماس مسؤولية الحرب على غزة. ورأى الباحث الاسرائيلي انّه على هذه الخلفية فتحت الابواب امام التنظيمات المتطرفة في العالمين العربي والاسلامي للتحريض الأرعن ضد اسرائيل والمطالبة بعملية مشتركة عربية والقيام بمظاهرات في جميع انحاء العالم العربي، من ناحيته استغل امير قطر هذا الدعم من الباب الخلفي وجدد دعوته لعقد مؤتمر القمة في الدوحة، ولكنّه لم يفلح في تجنيد النصاب القانوني، حيث شاركت 14 دولة عربية، من اصل 22 دولة في المؤتمر، ولكنّ الامير لم يرتدع واعلن انّ القمة ستعقد على الرغم من عدم اكتمال النصاب القانوني، كما وجّه دعوة للرئيس الايراني، محمود احمدي نجاد، ورؤساء التنظيمات الفلسطينية المعارضة لعملية السلام. ورأى السفير السابق انّ مشاركة العراق في مؤتمر الدوحة جاء بناءً على ضغوط مارستها طهران على النظام الحاكم في بغداد.
وزاد الكاتب قائلا انّه للمرة الاولى في العالم العربي تمّ في الدوحة صقل المعسكر العربي الراديكالي بزعامة ايران وبتاييد جارف من امير قطر، الذي حتى تلك اللحظة حافظ على موقف مزدوج، وساق قائلا انّ القرارات التي اتخذت في المؤتمر كانت صعبة جدا وقاسية للغاية، مشيرا الى انّه بالاضافة الى التنديد بالدولة العبرية، اتخذ قرار يطالب الدول العربية بشطب المبادرة العربية، التي اجمعت الدول العربية عليها في مؤتمري بيروت والرياض، والعودة الى تبني خيار الحرب ضد اسرائيل.
واشار الكاتب الى انّ المبادرة العربية الغت عمليا اللاءات الثلاث من مؤتمر القمة في الخرطوم من شهر اب (اغسطس) من العام 1967: لا للاعتراف باسرائيل، لا للمفاوضات معها، ولا للسلام معها، بكلمات اخرى، وقال الباحث الاسرائيلي انّ 35 بالمائة من العالم العربي قرر في مؤتمر الدوحة، الذي يتزعمه الزعيم الايراني الشيعي، محمود احمدي نجاد، التحول بنسبة 180 درجة في مواقفه.
من ناحيتها، اعلنت مصر عن رفضها لقرارات مؤتمر الدوحة لعقده بدون النصاب القانوني، وبسبب مشاركة ايران في الاجتماع، على الرغم من انّها ليست عضوا في الجامعة العربية، ولكن بسبب ضغوط الرأي العام في العالم العربي، والمظاهرات والاتهامات، فهمت مصر انّه يتحتم عليها ان تقوم بفعل شيء ما، لكي تعيد الى نفسها منصب قيادة العالم العربي، وبادرت الى مفاوضات التهدئة بين حماس وبين اسرائيل، وبادرت الى طرح قرار لوقف اطلاق النار خلال المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في الكويت، والذي كان مقررا عقده منذ فترة طويلة، وهكذا في حين كان اعضاء المعسكر الراديكالي يجتمعون في الدوحة، اجتمع العرب في الكويت لاتخاذ قرار بالنسبة لغزة، وهو القرار المصري الذي قوبل بالايجاب من حماس واسرائيل، وبموجبه يتوصل الطرفان الى اتفاق وقف اطلاق النار لفترة طويلة، ولكي يقوي موقفه، قام الرئيس المصري مبارك بتوجيه دعوة لزعماء الدول الاوروبية بالقدوم الى مؤتمر شرم الشيخ بحضور العاهل الاردني، الملك عبد الله الثاني، ومحمود عباس، رئيس سلطة رام الله، لكي يباركوا القرار المصري، واشار الكاتب الى انّ الزعماء الاوروبيين وصلوا غداة مؤتمر شرم الشيخ الى القدس، لكي يعبروا عن تاييدهم لاسرائيل.
وفعلا، رأى الكاتب انّ مصر تمكنت من احراز النصر على المجتمعين في الدوحة، فقرارات الدوحة لابطال المبادرة العربية وقطع العلاقات مع اسرائيل تمّ رفضها، وبالتالي فانّ مصر خرجت منتصرة هي والمملكة العربية السعودية والمملكة الاردنية الهاشمية، الدول التي تقود المحور البراغماتي في العالم العربي. امير قطر، وفق الكاتب، الذي كان له الدور الاساسي والهدام في تأجيج الخلافات داخل العالم العربي حاول رأب الصدع وحاول ان يتوافق الطرفان على موقف واحد، ولكنّ الاجتماع الذي عقده مع المصريين والسعوديين والسوريين انتهى بدون نتائج، وعادت الخلافات العربية وطفت على المشهد في قضية اعادة اعمار قطاع غزة، حيث اراد المعسكر الراديكالي في العالم العربي ان تقوم حركة حماس بتحمل المسؤولية لوحدها (العربية السعودية تبرعت لوحدها بمبلغ مليار ونصف المليار دولار)، ولكنّ العربية السعودية ومصر عارضتا تسليم حماس مسؤولية اعادة الاعمار لمنع الحركة من ان تعود وتصبح قوية، وبالتالي فانّ هذه القضية ما زالت مفتوحة وبدون حل.
ووصل الكاتب الى نتيجة مفادها انّ حالة الانقسام التي يشهدها العالم العربي في هذه الفترة تهدد الاستقرار في المنطقة برمتها، لافتا الى انّ العالم العربي يعيش الآن في اسوأ فترة في تاريخه، اذ ان تنظيمات جهادية عالمية مثل القاعدة وتنظيمات اخرى تعمل على قلب انظمة الحكم في دول محور الاعتدال، ومن ناحية اخرى فانّ النزاع الشيعي السني يتأجج ويهدد الانظمة العربية جميعها.
وقال الباحث الاسرائيلي ايضا انّ الشيعة الذين كانوا اقلية مضطهدة في العالم العربي باتوا اقوياء بفضل الدعم الايراني، وبفضل استغلال الصراع الاسرائيلي الفلسطيني اتيحت لهم الفرصة لزيادة تاثيرهم، وامير قطر منحهم المنظومة السياسية والقانونية، وانشأ عمليا المعسكر الراديكالي في العالم العربي، وهكذا تحول المحور المتطرف في العالم العربي الى قوة سياسية فاعلة، وبالتالي فانّه ملقى الان على عاتق مصر العديد من المهمات الصعبة: تثبيت وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحماس في قطاع غزة، وقف تهريب الاسلحة من مصر الى المقاومة الفلسطينية في القطاع عن طريق محور فيلاديلفي (صلاح الدين)، فتح المعابر وتجديد التهدئة بين حماس واسرائيل. بالاضافة الى ذلك، يتوقع الباحث الاسرائيلي ان تعمل مصر بدون كلل او ملل على راب الصدع داخل البيت الفلسطيني والتوصل الى مصالحة وطنية بين حماس وفتح لمنع ايران من التدخل والتخريب على هذه الجهود، ولكنّ الكاتب يرى انّه من الصعوبة بمكان ان تنجح مصر في تنفيذ المهمات الصعبة الملقاة على عاتقها، لانّ حركة حماس لن تسهل عليها الطريق الى ذلك، فتهريب الاسلحة من محور صلاح الدين جدد، كما انّ اللاعب المركزي الآخر، ايران، سيعمل كل ما في وسعه من اجل افشال مصر.
ويرى الباحث انّ حماس تلقت ضربة قاسية للغاية من اسرائيل، ولكنّ حماس منظمة اسلامية متطرفة تعمل بدعم من ايران، وبالتالي فانّ حماس ستبقى تشكل تهديدا كبيرا على الامن القومي المصري والاسرائيلي، على حد سواء، وفق اقوال السفير السابق. من الناحية الاسرائيلية، فعلى الرغم من انّ معسكر الاعتدال العربي يريد التعاون مع الدولة العبرية ضد ايران وسورية وحزب الله وحماس، فمن المستبعد جدا ان يتوصل الطرفان الى اتفاق حول هذه الظاهرة، بل بالعكس من ذلك، خلال الحرب على غزة، قال الباحث الاسرائيلي، تنامت الكراهية لاسرائيل ووصلت الى حدود لم يعرفها العالم العربي في الماضي.
ويتوقع الكاتب ان لا يطرأ اي تحسن على العلاقات بين الاردن ومصر من ناحية وبين اسرائيل من ناحية اخرى، كما انّ العمليات المصرية لمنع تهريب الاسلحة عبر محور فيلاديلفي الى قطاع غزة ستبقى عمليات مترددة للغاية، كما انّ التحريض الارعن في مصر ضد اسرائيل سيزداد بدعم او بغير دعم من النظام الحاكم في القاهرة، لانّه فقط بهذه الطريقة يمكن لمصر ان تمسك العصا من الجانبين: المحافظة على الموقف المعادي لاسرائيل من جهة، والمحافظة على العلاقات مع الدولة العبرية، على حد وصف الباحث الاسرائيلي.
قال تسفي مازال، الذي عمل سفيرا لتل ابيب في مصر والسويد، والذي يعمل اليوم باحثا كبيرا في معهد 'اورشليم للدراسات السياسية' انّ العالم العربي خرج بعد الحملة العسكرية على غزة ممزقا مرتبكا، ولم يتمكن من التوصل الى موقف واحد ازاء الحملة، فيما طفت على السطح الخلافات بين المعسكرين: المعسكر الاول، محور الاعتدال البراغماتي بقيادة المملكة العربية السعودية ومصر، والمعسكر الثاني المؤيد لايران، ولفت الى انّ الخلافات لم تبق خفية، انما برزت على السطح بشكل واضح جدا للعيان، مع ذلك، يتوقع الباحث الاسرائيلي انّ هذه الخلافات لن تؤدي الى تحسين العلاقات بين الدولة العبرية ومحور الحوار المعتدل، بما في ذلك مصر. ورأى الكاتب ان هناك سلسلة من الاحداث وقعت بعد بدء الحملة العسكرية على غزة، الامر الذي ادى الى ظهور بوادر سيئة وخطيرة للغاية. فأمير قطر دعا الى عقد مؤتمر قمة عربية في الدوحة، مصر اعلنت عن تحفظها، وضمن الجامعة العربية تقرر اجتماع لوزراء الخارجية العرب للبحث في التطورات، وبعد نقاش مستفيض قرر وزراء الخارجية العرب التوجه الى مجلس الامن الدولي لكي يندد باسرائيل ويطالبها بوقف الحرب على غزة، وزاد قائلا انّه من الناحية السياسية الاسرائيلية فانّ التوجه العربي الى المنظمة الأممية كان معقولا، لانّ القادة في الدولة العبرية لم يتوقعوا ان تقوم الدول العربية بمحاربة اسرائيل.
اما بالنسبة لمؤتمر القمة في الدوحة، فقد تمّ تأجيله مثلما ارادت الرياض والقاهرة، ولكن من ناحية اخرى، قال السفير الاسرائيلي السابق، ان هذه الخطوة فتحت الابواب على مصراعيها امام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولعدد من الفئات المتطرفة في العالم العربي بتوجيه الاتهامات للرئيس المصري، محمد حسني مبارك، ولوزير خارجيته، احمد ابو الغيط، بالتهرب من المسؤولية وبالتهرب من حماية الفلسطينيين، واكثر من ذلك، بأن المصريين حمّلوا حركة حماس مسؤولية الحرب على غزة. ورأى الباحث الاسرائيلي انّه على هذه الخلفية فتحت الابواب امام التنظيمات المتطرفة في العالمين العربي والاسلامي للتحريض الأرعن ضد اسرائيل والمطالبة بعملية مشتركة عربية والقيام بمظاهرات في جميع انحاء العالم العربي، من ناحيته استغل امير قطر هذا الدعم من الباب الخلفي وجدد دعوته لعقد مؤتمر القمة في الدوحة، ولكنّه لم يفلح في تجنيد النصاب القانوني، حيث شاركت 14 دولة عربية، من اصل 22 دولة في المؤتمر، ولكنّ الامير لم يرتدع واعلن انّ القمة ستعقد على الرغم من عدم اكتمال النصاب القانوني، كما وجّه دعوة للرئيس الايراني، محمود احمدي نجاد، ورؤساء التنظيمات الفلسطينية المعارضة لعملية السلام. ورأى السفير السابق انّ مشاركة العراق في مؤتمر الدوحة جاء بناءً على ضغوط مارستها طهران على النظام الحاكم في بغداد.
وزاد الكاتب قائلا انّه للمرة الاولى في العالم العربي تمّ في الدوحة صقل المعسكر العربي الراديكالي بزعامة ايران وبتاييد جارف من امير قطر، الذي حتى تلك اللحظة حافظ على موقف مزدوج، وساق قائلا انّ القرارات التي اتخذت في المؤتمر كانت صعبة جدا وقاسية للغاية، مشيرا الى انّه بالاضافة الى التنديد بالدولة العبرية، اتخذ قرار يطالب الدول العربية بشطب المبادرة العربية، التي اجمعت الدول العربية عليها في مؤتمري بيروت والرياض، والعودة الى تبني خيار الحرب ضد اسرائيل.
واشار الكاتب الى انّ المبادرة العربية الغت عمليا اللاءات الثلاث من مؤتمر القمة في الخرطوم من شهر اب (اغسطس) من العام 1967: لا للاعتراف باسرائيل، لا للمفاوضات معها، ولا للسلام معها، بكلمات اخرى، وقال الباحث الاسرائيلي انّ 35 بالمائة من العالم العربي قرر في مؤتمر الدوحة، الذي يتزعمه الزعيم الايراني الشيعي، محمود احمدي نجاد، التحول بنسبة 180 درجة في مواقفه.
من ناحيتها، اعلنت مصر عن رفضها لقرارات مؤتمر الدوحة لعقده بدون النصاب القانوني، وبسبب مشاركة ايران في الاجتماع، على الرغم من انّها ليست عضوا في الجامعة العربية، ولكن بسبب ضغوط الرأي العام في العالم العربي، والمظاهرات والاتهامات، فهمت مصر انّه يتحتم عليها ان تقوم بفعل شيء ما، لكي تعيد الى نفسها منصب قيادة العالم العربي، وبادرت الى مفاوضات التهدئة بين حماس وبين اسرائيل، وبادرت الى طرح قرار لوقف اطلاق النار خلال المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في الكويت، والذي كان مقررا عقده منذ فترة طويلة، وهكذا في حين كان اعضاء المعسكر الراديكالي يجتمعون في الدوحة، اجتمع العرب في الكويت لاتخاذ قرار بالنسبة لغزة، وهو القرار المصري الذي قوبل بالايجاب من حماس واسرائيل، وبموجبه يتوصل الطرفان الى اتفاق وقف اطلاق النار لفترة طويلة، ولكي يقوي موقفه، قام الرئيس المصري مبارك بتوجيه دعوة لزعماء الدول الاوروبية بالقدوم الى مؤتمر شرم الشيخ بحضور العاهل الاردني، الملك عبد الله الثاني، ومحمود عباس، رئيس سلطة رام الله، لكي يباركوا القرار المصري، واشار الكاتب الى انّ الزعماء الاوروبيين وصلوا غداة مؤتمر شرم الشيخ الى القدس، لكي يعبروا عن تاييدهم لاسرائيل.
وفعلا، رأى الكاتب انّ مصر تمكنت من احراز النصر على المجتمعين في الدوحة، فقرارات الدوحة لابطال المبادرة العربية وقطع العلاقات مع اسرائيل تمّ رفضها، وبالتالي فانّ مصر خرجت منتصرة هي والمملكة العربية السعودية والمملكة الاردنية الهاشمية، الدول التي تقود المحور البراغماتي في العالم العربي. امير قطر، وفق الكاتب، الذي كان له الدور الاساسي والهدام في تأجيج الخلافات داخل العالم العربي حاول رأب الصدع وحاول ان يتوافق الطرفان على موقف واحد، ولكنّ الاجتماع الذي عقده مع المصريين والسعوديين والسوريين انتهى بدون نتائج، وعادت الخلافات العربية وطفت على المشهد في قضية اعادة اعمار قطاع غزة، حيث اراد المعسكر الراديكالي في العالم العربي ان تقوم حركة حماس بتحمل المسؤولية لوحدها (العربية السعودية تبرعت لوحدها بمبلغ مليار ونصف المليار دولار)، ولكنّ العربية السعودية ومصر عارضتا تسليم حماس مسؤولية اعادة الاعمار لمنع الحركة من ان تعود وتصبح قوية، وبالتالي فانّ هذه القضية ما زالت مفتوحة وبدون حل.
ووصل الكاتب الى نتيجة مفادها انّ حالة الانقسام التي يشهدها العالم العربي في هذه الفترة تهدد الاستقرار في المنطقة برمتها، لافتا الى انّ العالم العربي يعيش الآن في اسوأ فترة في تاريخه، اذ ان تنظيمات جهادية عالمية مثل القاعدة وتنظيمات اخرى تعمل على قلب انظمة الحكم في دول محور الاعتدال، ومن ناحية اخرى فانّ النزاع الشيعي السني يتأجج ويهدد الانظمة العربية جميعها.
وقال الباحث الاسرائيلي ايضا انّ الشيعة الذين كانوا اقلية مضطهدة في العالم العربي باتوا اقوياء بفضل الدعم الايراني، وبفضل استغلال الصراع الاسرائيلي الفلسطيني اتيحت لهم الفرصة لزيادة تاثيرهم، وامير قطر منحهم المنظومة السياسية والقانونية، وانشأ عمليا المعسكر الراديكالي في العالم العربي، وهكذا تحول المحور المتطرف في العالم العربي الى قوة سياسية فاعلة، وبالتالي فانّه ملقى الان على عاتق مصر العديد من المهمات الصعبة: تثبيت وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحماس في قطاع غزة، وقف تهريب الاسلحة من مصر الى المقاومة الفلسطينية في القطاع عن طريق محور فيلاديلفي (صلاح الدين)، فتح المعابر وتجديد التهدئة بين حماس واسرائيل. بالاضافة الى ذلك، يتوقع الباحث الاسرائيلي ان تعمل مصر بدون كلل او ملل على راب الصدع داخل البيت الفلسطيني والتوصل الى مصالحة وطنية بين حماس وفتح لمنع ايران من التدخل والتخريب على هذه الجهود، ولكنّ الكاتب يرى انّه من الصعوبة بمكان ان تنجح مصر في تنفيذ المهمات الصعبة الملقاة على عاتقها، لانّ حركة حماس لن تسهل عليها الطريق الى ذلك، فتهريب الاسلحة من محور صلاح الدين جدد، كما انّ اللاعب المركزي الآخر، ايران، سيعمل كل ما في وسعه من اجل افشال مصر.
ويرى الباحث انّ حماس تلقت ضربة قاسية للغاية من اسرائيل، ولكنّ حماس منظمة اسلامية متطرفة تعمل بدعم من ايران، وبالتالي فانّ حماس ستبقى تشكل تهديدا كبيرا على الامن القومي المصري والاسرائيلي، على حد سواء، وفق اقوال السفير السابق. من الناحية الاسرائيلية، فعلى الرغم من انّ معسكر الاعتدال العربي يريد التعاون مع الدولة العبرية ضد ايران وسورية وحزب الله وحماس، فمن المستبعد جدا ان يتوصل الطرفان الى اتفاق حول هذه الظاهرة، بل بالعكس من ذلك، خلال الحرب على غزة، قال الباحث الاسرائيلي، تنامت الكراهية لاسرائيل ووصلت الى حدود لم يعرفها العالم العربي في الماضي.
ويتوقع الكاتب ان لا يطرأ اي تحسن على العلاقات بين الاردن ومصر من ناحية وبين اسرائيل من ناحية اخرى، كما انّ العمليات المصرية لمنع تهريب الاسلحة عبر محور فيلاديلفي الى قطاع غزة ستبقى عمليات مترددة للغاية، كما انّ التحريض الارعن في مصر ضد اسرائيل سيزداد بدعم او بغير دعم من النظام الحاكم في القاهرة، لانّه فقط بهذه الطريقة يمكن لمصر ان تمسك العصا من الجانبين: المحافظة على الموقف المعادي لاسرائيل من جهة، والمحافظة على العلاقات مع الدولة العبرية، على حد وصف الباحث الاسرائيلي.
تعليق