الاحتلال ينفذ مشروع فندق جديد بالقدس سيهدد أساسات الأقصى ::
منذ ثماني سنوات كاملة، والمسجد الأقصى المبارك يتعرض لحفريات شاملة أسفله تهدد بقاءه على وجه الأرض، غير أن المسلمين تجاهلوا الخطر دون أن يظهروا اهتماماً لذلك، أو أن يلجؤوا لبادرة توصف بأنها "حقيقية" من أجل إنقاذ المسجد.
ومنذ أيام، بدأت تظهر أولى البوادر الخطيرة لتلك الحفريات، وذلك عندما انهار جزء من مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين في القدس المحتلة، متأثرة بما يتم من أعمال حفر تحت المسجد المبارك، ليس هذا فقط ما يتهدد المسجد، بل هنالك موضوع جديد، يكشفه الدكتور ناجح بكيرات رئيس قسم المخطوطات بالمسجد الأقصى لقراء "فلسطين"، حول فندق جديد، ستؤدي عملية بنائه إلى تهديد حقيقي للمسجد الأقصى، والمنطقة المحيطة به بالكامل.
تهويد مستمر
ويقول بكيرات :"إن تلك الحفريات لم تتوقف مطلقاً منذ العام 2000، حيث أصبحت ورشات العمل فيها منذ ذلك الحين مستمرة على مدى 24 ساعة دون توقف، هادفة بذلك إلى عدة أهداف".
ويبين بكيرات هذه الأمور، فيقول :"إن مجموع هذه الحفريات يهدف إلى خلخلة بنيان المسجد الأقصى بشكل أساسي، والمباني الإسلامية التي تحيط به، بالإضافة إلى انجاز 3 غايات أساسية للمشاريع الصهيونية داخل مدينة القدس".
ويتابع :"إذا أرادت سلطات الاحتلال مصادرة المزيد من أراضي المدينة، فلن تجد ذريعة أفضل من حجة "تنفيذ حفريات تاريخية"، مما يعني إخلاء المنازل والعقارات التجارية، وانتزاع ملكيتها من أصحابها إلى الأبد، حيث تم حتى الآن مصادرة 130 دونماً من أراضي بلدة القدس القديمة، التي تبلغ مساحتها 800 دونم تقريباً".
ويمثل تدمير كل المعالم الإسلامية في مدينة القدس المحتلة الهدف الثاني من حفريات الاحتلال، حيث يقول بكيرات :"إن سلطات الاحتلال دمرت حتى الآن العديد من المعالم الإسلامية، من بينها التلة الحضارية، التي أزيلت عام 2007، مع كل الغرف الأثرية والآبار العثمانية التي كانت تحتويها، واستعمال ما تبقى من تلك الآثار، وإظهاره للسياح الأجانب على أنها آثار يهودية قديمة، كما تم تهويد ممر مائي تحت الأرض، كان يجلب مياه السبيل للمسجد الأقصى، ليصبح اسمه الآن (ممر حشمونائيم)".
خداع للرأي العالمي
ويضيف خبير التراث في هذا المجال :"لقد تحقق الهدف الأخير من الحفريات بتحويل مناطقها إلى مناطق سياحية، لجلب السياح من جميع أنحاء العالم، لإيهامهم بأن كافة هذه الآثار المتبقية هي يهودية، وكذلك غسل عقول المستوطنين الذين يأتون للمكان، ليتصوروا فيما بعد بأن لهم امتداداً تاريخياً في المدينة، مما يؤكد حقهم المزعوم في المسجد ذاته".
ويقول بكيرات :"إن ما لا يقل عن 1500 إلى 3000 سائح من داخل وخارج (إسرائيل)، يأتون يومياً لمشاهدة ساحات المسجد الأقصى ومواقع الحفريات الموجودة أسفله، مما يؤكد أهمية الحفريات في منح السياح صورة كاذبة عن الوضع في فلسطين المحتلة".
وينفي بكيرات وكثيرون من المهتمين بموضوع الحفريات، هيكلية الحفر تحت المسجد الأقصى، وما الذي يجري أسفله، رغم أن بعض تلك الحفريات يتم تحت مكتب بكيرات مباشرة.
وعن السبب وراء التعتيم الذي يفرضه الاحتلال على موضوع هذه الحفريات، يقول بكيرات :"لقد منعنا من الإطلاع على ما يجري هناك، ولا أحد من الجهات الرسمية أو المهتمة بموضوع المسجد الأقصى يعرف ما الذي يجري هناك على وجه التحديد؛ لأن سلطات الاحتلال ترى أن مسارات الحفر تحت المسجد يجب أن تبقى سراً للتعتيم الإعلامي على الموضوع".
ويتابع :"على العموم، فالإسرائيليون يرون أن الظروف الحالية مواتية جداً للحفر، وذلك بسبب التكاسل العربي عن نصرة المسجد، ووجود خلافات داخلية عربية أبعدت مشكلة حفريات الأقصى عن الأضواء، وفصل القدس عن محيطها العربي، ومنع الشخصيات المهتمة بموضوع المسجد كالشيخ رائد صلاح من ولوج المدينة بأسرها، وليس المسجد وحده".
وأكد المتخصص في التراث الإسلامي أن سلطات الاحتلال تسابق الزمن في حفرياتها، مضيفاً :"لذلك قاموا بزيادة ساعات الحفر من 8 ساعات يوميا إلى كامل ساعات الليل والنهار".
الخطر الجديد
ويبرر بكيرات ما حدث من انهيارات في مباني مدرسة تتبع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في القدس المحتلة منذ أيام بأنه يأتي كـ"نتيجة واضحة لآثار الحفريات التي جرت بسلوان".
ويشرح هذه المسألة أكثر بقوله :"سلوان هي جزء من المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى، وتمتد لأربعة كيلو متر من جهة الجنوب، ويسكنها 40 ألفا من سكان المدينة المسلمين، لقد تم اقتطاع عدة مناطق منها ذات أهمية عظيمة، مثل عين أم الدرج، والتي كانت أول وقف إسلامي في فلسطين، والتي أوقفها الخليفة الراشدي عثمان بن عفان رضي الله عنه، والتي مدحها العديد من الشعراء، وقارنوا بينها وبين عين زمزم بمكة المكرمة، من حيث أهميتها بالنسبة للمكان".
وبحسب الدراسات التاريخية، فإن تلك العين كانت أول مكان سكنته القبائل اليبوسية، بمدينة القدس المحتلة قبل أربعة آلاف سنة، وكانت تسمى بـ"أوفل"، حسبما تشير إلى ذلك الآثار التاريخية التي وجدت بالمنطقة.
ويسعى اليهود لتهويد المنطقة بكاملها، فأطلقوا على البلدة القديمة اسم "كير ديفيد"، أي مدينة داوود باللغة العبرية، مستغلين مكان العين المذكورة تحديداً كمواقع عسكرية وأثرية وكنسية يهودية للتعبد.
ويحذر بكيرات، من خطر جديد يتهدد المسجد الأقصى، خاصة المنطقة المحيطة به، مضيفاً :"أخطر مشروع حالي هو بناء فندق في ساحة باب المغاربة، ويرتفع عن قبة الصخرة بشكل كبير، مما يعني تهديد أساسات المسجد، وأسس أكثر من 200 بيت للعائلات العربية المقيمة حوله؛ لأن عملية بناء الأسس الإسمنتية للفندق، وما سيصاحبها من استخدام آلات ومعدات ضخمة، سيتسبب بالتأكيد في حدوث تصدعات في المسجد ومحيطه".
منذ ثماني سنوات كاملة، والمسجد الأقصى المبارك يتعرض لحفريات شاملة أسفله تهدد بقاءه على وجه الأرض، غير أن المسلمين تجاهلوا الخطر دون أن يظهروا اهتماماً لذلك، أو أن يلجؤوا لبادرة توصف بأنها "حقيقية" من أجل إنقاذ المسجد.
ومنذ أيام، بدأت تظهر أولى البوادر الخطيرة لتلك الحفريات، وذلك عندما انهار جزء من مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين في القدس المحتلة، متأثرة بما يتم من أعمال حفر تحت المسجد المبارك، ليس هذا فقط ما يتهدد المسجد، بل هنالك موضوع جديد، يكشفه الدكتور ناجح بكيرات رئيس قسم المخطوطات بالمسجد الأقصى لقراء "فلسطين"، حول فندق جديد، ستؤدي عملية بنائه إلى تهديد حقيقي للمسجد الأقصى، والمنطقة المحيطة به بالكامل.
تهويد مستمر
ويقول بكيرات :"إن تلك الحفريات لم تتوقف مطلقاً منذ العام 2000، حيث أصبحت ورشات العمل فيها منذ ذلك الحين مستمرة على مدى 24 ساعة دون توقف، هادفة بذلك إلى عدة أهداف".
ويبين بكيرات هذه الأمور، فيقول :"إن مجموع هذه الحفريات يهدف إلى خلخلة بنيان المسجد الأقصى بشكل أساسي، والمباني الإسلامية التي تحيط به، بالإضافة إلى انجاز 3 غايات أساسية للمشاريع الصهيونية داخل مدينة القدس".
ويتابع :"إذا أرادت سلطات الاحتلال مصادرة المزيد من أراضي المدينة، فلن تجد ذريعة أفضل من حجة "تنفيذ حفريات تاريخية"، مما يعني إخلاء المنازل والعقارات التجارية، وانتزاع ملكيتها من أصحابها إلى الأبد، حيث تم حتى الآن مصادرة 130 دونماً من أراضي بلدة القدس القديمة، التي تبلغ مساحتها 800 دونم تقريباً".
ويمثل تدمير كل المعالم الإسلامية في مدينة القدس المحتلة الهدف الثاني من حفريات الاحتلال، حيث يقول بكيرات :"إن سلطات الاحتلال دمرت حتى الآن العديد من المعالم الإسلامية، من بينها التلة الحضارية، التي أزيلت عام 2007، مع كل الغرف الأثرية والآبار العثمانية التي كانت تحتويها، واستعمال ما تبقى من تلك الآثار، وإظهاره للسياح الأجانب على أنها آثار يهودية قديمة، كما تم تهويد ممر مائي تحت الأرض، كان يجلب مياه السبيل للمسجد الأقصى، ليصبح اسمه الآن (ممر حشمونائيم)".
خداع للرأي العالمي
ويضيف خبير التراث في هذا المجال :"لقد تحقق الهدف الأخير من الحفريات بتحويل مناطقها إلى مناطق سياحية، لجلب السياح من جميع أنحاء العالم، لإيهامهم بأن كافة هذه الآثار المتبقية هي يهودية، وكذلك غسل عقول المستوطنين الذين يأتون للمكان، ليتصوروا فيما بعد بأن لهم امتداداً تاريخياً في المدينة، مما يؤكد حقهم المزعوم في المسجد ذاته".
ويقول بكيرات :"إن ما لا يقل عن 1500 إلى 3000 سائح من داخل وخارج (إسرائيل)، يأتون يومياً لمشاهدة ساحات المسجد الأقصى ومواقع الحفريات الموجودة أسفله، مما يؤكد أهمية الحفريات في منح السياح صورة كاذبة عن الوضع في فلسطين المحتلة".
وينفي بكيرات وكثيرون من المهتمين بموضوع الحفريات، هيكلية الحفر تحت المسجد الأقصى، وما الذي يجري أسفله، رغم أن بعض تلك الحفريات يتم تحت مكتب بكيرات مباشرة.
وعن السبب وراء التعتيم الذي يفرضه الاحتلال على موضوع هذه الحفريات، يقول بكيرات :"لقد منعنا من الإطلاع على ما يجري هناك، ولا أحد من الجهات الرسمية أو المهتمة بموضوع المسجد الأقصى يعرف ما الذي يجري هناك على وجه التحديد؛ لأن سلطات الاحتلال ترى أن مسارات الحفر تحت المسجد يجب أن تبقى سراً للتعتيم الإعلامي على الموضوع".
ويتابع :"على العموم، فالإسرائيليون يرون أن الظروف الحالية مواتية جداً للحفر، وذلك بسبب التكاسل العربي عن نصرة المسجد، ووجود خلافات داخلية عربية أبعدت مشكلة حفريات الأقصى عن الأضواء، وفصل القدس عن محيطها العربي، ومنع الشخصيات المهتمة بموضوع المسجد كالشيخ رائد صلاح من ولوج المدينة بأسرها، وليس المسجد وحده".
وأكد المتخصص في التراث الإسلامي أن سلطات الاحتلال تسابق الزمن في حفرياتها، مضيفاً :"لذلك قاموا بزيادة ساعات الحفر من 8 ساعات يوميا إلى كامل ساعات الليل والنهار".
الخطر الجديد
ويبرر بكيرات ما حدث من انهيارات في مباني مدرسة تتبع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في القدس المحتلة منذ أيام بأنه يأتي كـ"نتيجة واضحة لآثار الحفريات التي جرت بسلوان".
ويشرح هذه المسألة أكثر بقوله :"سلوان هي جزء من المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى، وتمتد لأربعة كيلو متر من جهة الجنوب، ويسكنها 40 ألفا من سكان المدينة المسلمين، لقد تم اقتطاع عدة مناطق منها ذات أهمية عظيمة، مثل عين أم الدرج، والتي كانت أول وقف إسلامي في فلسطين، والتي أوقفها الخليفة الراشدي عثمان بن عفان رضي الله عنه، والتي مدحها العديد من الشعراء، وقارنوا بينها وبين عين زمزم بمكة المكرمة، من حيث أهميتها بالنسبة للمكان".
وبحسب الدراسات التاريخية، فإن تلك العين كانت أول مكان سكنته القبائل اليبوسية، بمدينة القدس المحتلة قبل أربعة آلاف سنة، وكانت تسمى بـ"أوفل"، حسبما تشير إلى ذلك الآثار التاريخية التي وجدت بالمنطقة.
ويسعى اليهود لتهويد المنطقة بكاملها، فأطلقوا على البلدة القديمة اسم "كير ديفيد"، أي مدينة داوود باللغة العبرية، مستغلين مكان العين المذكورة تحديداً كمواقع عسكرية وأثرية وكنسية يهودية للتعبد.
ويحذر بكيرات، من خطر جديد يتهدد المسجد الأقصى، خاصة المنطقة المحيطة به، مضيفاً :"أخطر مشروع حالي هو بناء فندق في ساحة باب المغاربة، ويرتفع عن قبة الصخرة بشكل كبير، مما يعني تهديد أساسات المسجد، وأسس أكثر من 200 بيت للعائلات العربية المقيمة حوله؛ لأن عملية بناء الأسس الإسمنتية للفندق، وما سيصاحبها من استخدام آلات ومعدات ضخمة، سيتسبب بالتأكيد في حدوث تصدعات في المسجد ومحيطه".
تعليق