إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلطة نهارية ومنظمة بلا مقاومة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلطة نهارية ومنظمة بلا مقاومة

    سلطة نهارية ومنظمة بلا مقاومة
    الكاتب: طاهر العدوان.

    سمعت مسؤولا في السلطة الفلسطينية يعلق على الانتخابات الاسرائيلية محذرا من تشكيل حكومة اسرائيلية ترفض المفاوضات وعملية السلام لان البديل حسب قوله هو "الارهاب والظلامية"، لم يأت هذا المسؤول على ذكر المقاومة كبديل لفشل المفاوضات وانما انساق مع الاصطلاحات السياسية والاعلامية الصهيونية التي تصف المقاومة بالارهاب.

    ذكرتني هذه الاقوال بتعليق لمفكر فلسطيني على التعابير الشائعة حول تصنيفات معسكري الانقسام في فلسطين، بين اهل المفاوضات، واهل المقاومة، اذ يقول، بان المفاوضات في حركات التحرير على مدى التاريخ ترتبط بالمقاومة، وانه لا مفاوضات بدون مقاومة، مثلما ان هدف كل مقاومة اجراء مفاوضات تقود الى حل سياسي. وعلى هذا -حسب رأيه- فان الذين يستبعدون المقاومة لا ينطبق عليهم لقب مفاوضون« وانما اي وصف آخر!!

    خلال الايام الماضية اقتحمت قوات الاحتلال خلال الليل مدينة جنين ودخلت الى بيت احد قادة الجهاد الاسلامي الشهيد ابو الرب« وقتلته بين اهله وداخل منزله. في صباح اليوم التالي تابعت حوارا هاتفيا اجرته اذاعة لندن مع رئيس البلدية او المحافظ احدهما« لتسأله عن كيفية وقوع الحادث وبعد ان أسهب بالوصف، سأله المذيع السؤال التالي: اين كانت قوات الامن الفلسطينية الموجودة في المدينة خلال اقتحام القوات الاسرائيلية؟

    اجاب المسؤول الفلسطيني: قوات الامن الفلسطينية غير مسموح لها بالعمل بين الساعة الثانية عشرة ليلا والسادسة صباحا.

    مثل هذا الجواب الذي يأتي بعد اسابيع قليلة من الحرب الصهيونية على غزة يصعب على الاعداء تصديقه فكيف بالاصدقاء من عرب او فلسطينيين. وعندما رويت ما سمعت، علق احد الاصدقاء بمرارة هذه سلطة نهارية فقط« ويقصد بالطبع سلطة رام الله.

    لا أريد ان اتهم ولا ان اهاجم انما اشعر بالألم يمزقني امام مسيرة نضالية فلسطينية سُكبت فيها شلالات من الدماء فوق كل رقعة عربية من حول فلسطين وحتى تونس وقام خلالها الشعب الفلسطيني بثورات وبأعظم انتفاضتين شعبيتين، ليصل به الحال الى ما هو عليه. وأضيف بحكم التجربة وقراءة تاريخ الامم، ان الثورة والنضال الوطني اكتسبتا قدسيتهما وطهارتهما ليس بما يحققانه من انتصارات انما بما يرمزان اليه من معاني التضحية من اجل الحرية الانسانية، وتقول ادبيات الثورات انه بمجرد ان يثور الشعب فانه يحصل على الحرية والكرامة، ويذهب آخرون الى القول بان الثورة تمنح الشعب معاني الاعتزاز بمجرد ان يبدأ بمقاومة الاحتلال.

    وبمعنى آخر هؤلاء الذين يسمحون لقوات الاحتلال بقتل مناضل مدني ببيته بينما هم نيام قريرو الأعين في أسرّتهم وقد سلموا زمام الامن لعدوهم، انما هم يسيئون للشعب الفلسطيني وتضحياته ولروحه الثائرة المتوثبة من اجل فلسطين العربية، فلسطين ارض الشهداء والتضحيات.

    كان اعظم انجازات منظمة التحرير انها خلقت هوية وطنية لشعب شتته الاحتلال وفرقته طرق الهجرة والمنافي. ولم تكن المنظمة تعني كيانا سياسيا ولا سلطة سياسية، انما كانت كلمات وعهود في ميثاق وطني تمحور حول اهداف التحرير والحرية والوطن المستقل والكرمة اولا وآخرا .. الخ. وان التخلي بالممارسة وتحت وهم السلطة« عن حماية أمن الشعب الفلسطيني انما هو تخل عن مضامين الميثاق الوطني التي هي روح حركة التحرير الوطني الفلسطينية، وبمقدمتها حركة فتح.

    ان تبرير ذلك تحت ذرائع سياسية او ظروف اقليمية او تمنيات وتخيلات عن عملية سلام بائسة انما هو انقلاب على المنظمة وميثاقها ودستورها من قبل حكومة رام الله. ومن اخطر معالم هذا الانقلاب الانجرار في تبني مصطلحات صكها الاحتلال، كالتي لا ترى في المقاومة سوى ارهاب وتسعى الى شطب المقاومة من قواميس حرية وتحرر الشعب الفلسطيني باسم المفاوضات من اجل المفاوضات بما يدخل الشعب الفلسطيني في ازمة جديدة تريد اعادة انتاج عصور العبودية والرق والاستعمار والاستيطان باسم العقلانية والامر الواقع.


    11/2/2009
    عن العرب اليوم

  • #2
    مشكورررررررررررررررررررررررررررررررر
    وداعا ... أحبتي

    تعليق


    • #3
      مشكوووووووووووووووووور

      °ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°لا تمت قبل ان تكون ندا°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°

      تعليق

      يعمل...
      X