إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ها هو قائدنا يطل عليكم من جديد في حوار شامل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ها هو قائدنا يطل عليكم من جديد في حوار شامل


    لم يكن اللقاء بالدكتور رمضان عبد الله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي لقاء عاديا، فحوار مع شخصية تدير حركة «دوخت» - ومازالت - إسرائيل عبر عمليات مقاومة نوعية، وتعد واحدة من ابرز الحركات والفصائل الفلسطينية التي اتخذت خط المقاومة سبيلا لتحرير الارض الفلسطينية، يمثل فرصة لطرح قضايا شائكة على الساحة، فلسطينيا وعربيا ودوليا، خاصة في ظل اشتعال الموقف على كل الجبهات، وما تمثله حركة الجهاد الاسلامي من رقم يصعب تجاوزه او تخطيه.
    الامر الآخر ان الدكتور رمضان عبد الله شلح بات المطلوب رقم واحد فلسطينيا بالنسبة للادارة الامريكية، التي أعلنت عن مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات ترشد للقبض عليه، وذلك بعد عملية ايلات في فبراير الماضي، والتي اعلنت حركة الجهاد تبنيها للعملية مع كتائب شهداء الاقصى، مما يعني ان محاورة هذا الرجل، الذي يعد الرجل الأول فيها، مطلبا "إعلاميا".
    وفيما يلي نص الحوار:


    بداية ما هو موقفكم من حكومة الوحدة الوطنية وكيف تنظرون لها؟


    ـ موقفنا من أي حكومة فلسطينية تشكل في ظل أوسلو اننا لا نشارك في هذه الحكومات، لانها في النهاية محكومة بسقف اوسلو، لكن القوى التي كانت لها اجتهادات اخرى، ودخلت في الحكومة نتيجة رهانات معينة، اليوم يبدو واضحاً ان الرهان على تغيير الوضع القائم ضمن المعادلة الاقليمية والدولية غير ممكن، لذلك نحن لا نتوقع ان تستطيع ما سمي بحكومة الوحدة الوطنية ان تحقق أية انجازات مهمة، سواء من فك الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني او النهوض بالوضع الفلسطيني برمته، والخروج من الازمة التي يعيشها، بل هناك توقعات من اطراف مشاركة في هذه الحكومة انها ربما لا تعمر طويلاً.
    اذن أنتم كمبدأ لن تشاركوا بأية حكومة طالما أتت ضمن اتفاقيات أوسلو؟
    ـ في ظل المعطيات الراهنة التى نرى فيها ان كل المبررات التي حالت دون مشاركتنا فيما يسمى بالعملية السياسية التي هى عملية التسوية، نحن نعتقد أن هذه المبررات لازالت قائمة، وبالتالي لن نشارك في أي حكومة.


    لكن عملية التغيير للوضع الفلسطيني الراهن ألن يكن بالانخراط في هذه العملية هو الافضل سواء من خلال الحكومة أو المجلس التشريعي؟

    ـ الآن مضى نحو عام ونصف على انتخاب المجلس التشريعي، وللأسف فأن المجلس شبه معطل، رئيس المجلس واعضاء آخرون (قرابة 40 عضواً) معتقلون لدى العدو الصهيوني، وهذا يؤكد مصداقية ما قلناه بأن محاولة الهاء الساحة الفلسطينية بما يسمى العملية الديمقراطية في ظل الاحتلال غير ممكنة ومضيعة للوقت وصرف للانظار عن المشروع الاساسي الذي يجب ان ينشغل به الشعب الفلسطيني وهو مشروع المقاومة.
    المجلس التشريعي معطل، البرامج التغييرية التي طرحتها القوى التي شاركت بالانتخابات لم ينجز منها أي شيء، بل ان القوى التي كانت في حل من أمرها، ولم تكن تتحمل أعباء وأوزار هذه العملية السياسية، اصبحت مثقلة بها وكأنها طرف فيها، أو في تأسيس هذه العملية، فالناس تسأل اليوم قوى المقاومة أين الرواتب؟ أين حل مشاكل الناس على المستوى الاقتصادي والمعيشي؟.. صحيح ان هذه هموم يجب ان يشارك فيها الجميع، لكن الذي يجب ان يتحمل وزرها بالدرجة الاساسية، الذين جلبوا لللشعب الفلسطيني مشروع التسوية ومشروع أوسلو، وليس مشروع المقاومة بأن يترك برنامجه الاساسي وأن يتم استيعابه او اشغاله بقضايا هي ليست من افرازاته، ولم يكن سبباً في نشوئها في الساحة الفلسطينية.

    لكن وجود حكومة ولدت من رحم المقاومة ألا يمثل ذلك على أقل تقدير حماية للفصائل التي لازالت تقاوم؟ ولم تحدث اعتقالات للمقاومين على يد الحكومة؟

    ـ هذا غير صحيح، الاعتقالات في الضفة الغربية لم تتوقف على يد العدو الاسرائيلي، بتنسيق مع بعض الاجهزة الفلسطينية، هناك اجهزة امنية لازالت موجودة في السلطة، وبمعلومات من اوساط فلسطينية، تقدم خدمة مجانية للاسرائيليين.
    الامر الآخر، لي تحفظ على عبارة حكومة مقاومة، يمكن تسميتها حكومة ممانعة، بمعنى أننا نؤيد هذه الحكومة، او بالاحرى نحن أيدنا حكومة حماس الأولى، عندما رفضت الاذعان والرضوخ لشروط ما يسمى بالرباعية، والاعتراف باسرائيل، او بادانة برنامج المقاومة أو التخلي عنه، نحن اعتبرنا هذا موقف مشرف تمسكت به حكومة حماس بالثوابت ونحن دعمنا هذا الموقف بقوة، ولكن ان نقول حكومة مقاومة فانها لم تصل فى ادائها حتى تتحول الى حكومة مقاومة، ودعنى اقول لكم وبشكل صريح، لو كانت الاطراف بالساحة الفلسطينية لديها استعداد ان تشكل حكومة مقاومة لكنا نحن كجهاد اسلامي لدينا الاستعداد لدراسة امكانية المشاركة في هكذا حكومة، اما ان ندخل العملية السياسية تحت عنوان حماية المقاومة، والجمع بين السياسة والمقاومة، ثم يوضع برنامج المقاومة لمدة سنتينن على الرف في اجازة، وننشغل في تفاصيل العملية السياسية، وما يبتدع لنا الآخرون من مؤامرات واجراءات واساليب للكيد والحصار، فنحن انفسنا مستهلكون ومستنفذون منهكون في هذه القضايا، ما هكذا يمكن ان ندير صراعنا من اجل الوصول الى اهدافنا الواضحة في تحرير ارضنا ونيل حقوقنا.

    اذن هناك افتراق اكثر حالياً بينكم وبين حركة حماس؟

    ـ لا أسميه افتراقاً بمعنى واضح، نعم هناك تباين في وجهات النظر، لكن من حيث الاصل نحن وحماس نعتبر انفسنا مازلنا في دائرة واحدة، هي دائرة مشروع المقاومة في فلسطين، ولكن الاخوة في حماس لهم اجتهادات تحول في ظلها برنامج المقاومة خلال فترة التهدئة التي انشغل بها الاخوة في حماس والانخراط في العملية السياسية، واصبح برنامج المقاومة مع وقف التنفيذ، والآن نحن نرحب بالبوادر الايجابية التي رأيناها في الايام الاخيرة بإعلان الاخوة في حماس إنهاء التهدئة من جانبهم، والانخراط مجددا في برنامج المقاومة، لأن وجود حماس في برنامج المقاومة أمر مهم بالنسبة لنا ولقضيتنا ولشعبنا وأمتنا، حماس في قلب مشروع المقاومة، رصيد مهم جدا للشعب الفلسطيني، ولا أعتقد أن هناك أي مكسب آخر يمكن أن يعوض ما تمثله حماس في المقاومة.

    هل تعتقد أن هناك أطرافا بالساحة الفلسطينية تريد إبعاد حماس من صف المقاومة لكي تستفرد بحركة الجهاد؟

    ـ هناك رهان لدى أطراف كثيرة على استيعاب حماس لجانب ما سمي بالعملية السياسية، هذا الرأي موجود حتى في أوساط إسرائيلية وأمريكية وأوروبية وعربية، أنه يجب احتواء حماس، لما تمثله في مشروع المقاومة، ولكن حتى الآن مازلنا مطمئنين إلى أداء الإخوة في حماس، ومازال رهاننا على صدقية انتماء حماس لمشروع المقاومة واستمرارها على هذا الخط هو رهان قائم وقوي.

    هل مازال هناك تنسيق على أرض الواقع بالداخل بين الجهاد وحركات المقاومة الأخرى؟

    ـ التنسيق موجود ولكن للأسف محدود ليس بحجم التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني.


    مع كل الفصائل المقاومة أم مع الفصائل ذات التوجه الإسلامي؟.

    ـ نحن علاقتنا بالجميع إيجابية وإذا ما دعت الضرورة لإيجاد تنسيق ميداني في أي فعل كفاحي نحن ننسق.

    في عملية أسر الجندي الإسرائيلي كان هناك تنسيق.. هل يتوقع الشارع الفلسطيني والعربي عمليات على مثل هذا الغرار؟

    ـ في السابق كنا شركاء مع كثير من الفصائل بما فيها حركة حماس في التنسيق لعمليات جهادية نوعية، ومازلنا نمد أيدينا إلى الجميع بما في ذلك حركة حماس لمزيد من التنسيق من أجل أن تتكاتف جهودنا لتعزيز برنامج المقاومة، وتفعيل طاقات شعبنا من أجل الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحماية قضيته وأرضه.
    نفهم من ذلك أن التعاون والتنسيق تقلص في الوقت الراهن.
    ـ الاهتمام بالجانب السياسي لدى الآخرين فرض نفسه خلال الفترة السابقة عندما انخرط الجميع تقريبا في الساحة الفلسطينية في العملية السياسية باستثناء الجهاد الإسلامي الذي ظل يقول إن السياسة في الساحة الفلسطينية يجب أن تكون من أجل تعزيز وحماية برنامج المقاومة وتطويره وليس من أجل صرف النظر عنه أو تجميده لصالح خيارات أخرى ثبت عدم جدواها وفشلها منذ سنوات.

    أشرت إلى أن كل الفصائل انخرطت في العملية السياسية باستثناء الجهاد.. إلى متى ستبقى حركة الجهاد تمانع من الانخراط في هذه العملية؟


    ـ الموقف الذي تسلكه الجهاد الإسلامي ليس جديدا في تاريخه حركات المقاومة وتاريخ الشعوب، قد تأتي فترات على الشعوب والأمم تجد أن هناك انزياحا كبيرا، وانزياح الكثرة إلى خيار معين، وقد تجد فئة تخرج من بين صفوف الجميع، وحتى صوت رجل واحد أو امرأة ليقول إن هناك طريقا آخر، وأن هناك خيارا آخر، الجهاد الإسلامي رغم أنها تدفع ثمنا باهظا لهذا التميز اختارت هذا الطريق، أن تظل الصوت المرفوع الذي ينبه الجميع إلى أن الرهان على أي مشروع سياسي هو مضيعة للوقت، وأنه يسلبنا الكثير من المكتسبات والمنجزات على مستوى استنهاض شعبنا.
    في ظل المقاومة تحولت المقاومة إلى ثقافة، وإلى نمط حياة للشعب الفلسطيني، عندما يؤخذ الشعب الفلسطيني ويتم صرف مسيرته إلى مسار آخر اسمه مسار البناء الديمقراطي، والحديث عن التنمية، أي تنمية تحت الاحتلال، وتحت حراب المستعمرين يمكن أن يبنيها الشعب الفلسطيني.
    أنا أعتقد أن الأولوية يجب أن تبقى دائما لتحرير الأرض، عندما نمتلك أرضا، ونمتلك سيادة عليها، يمكن الحديث عن البناء وفي شكل البناء السياسي، إن كان ديمقراطيا أو إسلاميا أو حتى ديكتاتوريا، أو أي نمط من الأنماط يريدها الشعب الفلسطيني، الآن نحن جميعا لا نملك سيادة على الأرض.

    إذن أنتم تعتقدون أنه تم اختطاف الشعب الفلسطيني وصرف نظره إلى أولويات أخرى؟

    ـ أعتقد أن هذه المسيرة إذا أردتم تسميتها اختطافا فهي قد بدأت على الاقل منذ أوسلو، فقد تم صرف أنظار الشعب الفلسطيني عن الخطر الحقيقي وعن الجوهر الحقيقي لهذه القضية، فنحن أمام استعمار، واستيطان احلالي، الشعب الفلسطيني اقتلع من أرضه، وجئ بغزاة مستعمرين حلوا مكانه، كيف يمكن أن يجيب شعب تحت الاحتلال عن هذا السؤال، ماذا يفعل؟، الاسلام ماذا يقول؟ الشعوب الحرة ماذا تقول؟ اي عقيدة في البشر، ماذا تقول؟ الانسان لا يقبل العبودية.
    الجواب هو الجهاد والمقاومة والكفاح في مواجهة هذا الاستعمار، الشعب الفلسطيني أريد له منذ انهيار الاتحاد السوفييتي واطلاق ما سمي بالنظام العالمي الجديد، والنظام الاقليمي الجديد، والتبشير بشرق أوسط جديد، والآن غزو العراق الذي بشر بالعراق ببناء ديمقراطية جاءت على الدبابة الامريكية، وتحت حراب الاحتلال الأمريكي.. اصبح هناك مناخ عاصف بالمنطقة يسوق ويروج للناس بضاعة الديمقراطية، حتى ينسيهم ما هي مشكلتهم الحقيقية، نحن نعاني من مشكلة اساسية وهي وجود احتلال جاثم على أرضنا، ولا جواب يصلح لمواجهة هذا الاحتلال الا المقاومة.

    اذا أعيدت اراضي فلسطينية دون مقاومة عبر الطرق السياسية، أو التسوية السياسية.. ماذا سيكون موقفكم، هل ستغيرون استراتيجيتكم؟

    ـ انت لست مضطراً الى فرضية من هذا النوع، فأنت أمام تجربة عمرها الآن على الأقل 14 سنة، منذ أوسلو، ماذا كانت النتيجة لاشيء الذي جرى في أوسلو هو تسويق نوع من الوهم والسراب انكم يمكن ان تأخذوا دولة وشيئاً من الأرض بلا مقاومة، ضمن ما سمي بعملية السلام، الآن العالم كله يرى ما هي النتائج لا يمكن للاسرائيليين ان يقبلوا بتسليم حق الشعب الفلسطيني في وطنه وبحقه في الحياة الحرة والكريمة.. وبحقه في تقرير المصير والاستقلال الحقيقي وإقامة دولة.. انا اعتقد أن الترويج لفكرة الدولة الفلسطينية هي الخدعة التي تم تحوير هدف الشعب الفلسطيني من تحرير الأرض الى اقامة الدولة، التي لا يعرف أحد أين ستقام، وعلى أي مساحة من الأرض وبأي مواصفات وأي شروط.. اوسلو كانت وعدا لدولة بمواصفات اسرائيلية وحتى الآن لم نبرح هذا الوعد، وحتى يمكن أن يقبل الاسرائيلي بالتصدق على الفلسطيني بدولة بمواصفاته بمعنى تكوين خادمة ومطيعة له، وتعزز مشروعه وتحميه وتكون حاجزا في خاصرته وجسرا له يعبر عليه لكل المنطقة ولكل الأمة حتى هذه اللحظة الاسرائيلي لا يشعر بالطمأنينة، لأنه يعرف أن مشكلته ليست مع رئيس السلطة او رئيس حكومة أو رئيس مجلس تشريعي او رئيس فيصل في الشعب الفلسطيني.. يعرف أن مشكلته أولا مع نفسه، لأنه جاء الى أرض ليست له ليبني له وطنا تاريخيا في محيط لا يقبله.
    فالشعب الفلسطيني لا يقبله، الأمة العربية والاسلامية كلها لا تقبله، ولكن الذي يقبل به أو سلم بوجوده مرغماً هو أنظمة، الاسرائيلي يعرف أن حل مشكلته مع الأنظمة لا تؤمن مستقبله بالمنطقة، لذلك هو غير مطمئن لأي فلسطيني او عربي أو مسلم على وجه الأرض لانه يعتبر ان هؤلاء جميعا يمثلون نقيضا للمشروع الصهيوني لأنه باطل وقائم على باطل.

    موضوع التهدئة.. ظل لفترة حديث أطراف عربية وزيارات مكوكية الى غزة.. كيف تنظرون الى موضوع التهدئة مع اسرائيل؟

    ـ أولاً مصطلح التهدئة هو مصطلح وافد وجديد، ويمثل بدعة في السياسة الفلسطينية - إن جاز التعبير ـ تحفي الكلمة الحقيقية التي هي الهدنة مع هذا العدو.
    مصطلح التهدئة دخل الى الساحة الفلسطينية ونحن قبلنا به لأسباب داخلية وحاجة وطنية داخلية في ظرف عصيب، اما ان تتحول التهدئة الى خيار والى طرق يخطته الشعب الفلسطيني لنفسه في مواجهة هذا الاحتلال فنحن لا نقبل بذلك.
    الأمر الثاني نحن عندما قبلنا بالتهدئة قبلنا بها بشروط وكان لنا شرطان، الأول أن تكون تهدئة تبادلية بمعنى أن العدو يكف يده عن الشعب الفلسطيني.
    ويوقف عدوانه المتواصل على الأرض والانسان والأمر الآخر الافراج عن أسرى ومعتقلين لنا في سجون الاحتلال.
    التجربة السابقة للتهدئة أثبتت أن هذا العدد لا يريد لا تهدئة ولا يريد تسوية، ولا يريد سلاماً، كل همه أن يحقق أمنه وبقاءه وقوته في الأرض الفلسطينية دون الالتفات مطلقاً إلى ما هي مطالب وحاجات الشعب الفلسطيني في الحياة أو إلى المستوى الذي ينخفض أحياناً إلى مستوى الحيوانات للأسف، هو لا يعرف إلا لغة القتل والمطاردة والاقتحامات والاعتقالات والاجتياحات، هذا الذي نراه من العدو على مدار الوقت، نحن في الجهاد الإسلامي منذ اليوم الأول للتهدئة قبل وبعد اتفاق القاهرة في مارس 2005 قلنا نحن لا يمكن القبول بالتهدئة إذا لم تكن تبادلية، إذا كف العدو يده عنا يمكن أن يكون هناك تخفيض في مستوى العمليات ووتيرة المقاومة، لكن طالما كان هناك عدوان متواصل على الشعب الفلسطيني فمن حقنا الدفاع عن أنفسنا.

    مبدأ الهدنة بالنسبة لكم هل هو مرفوض مطلقاً؟

    ـ مبدأ الهدنة أيضا مبدأ بحاجة إلى مراجعة، وإلى اعادة نظر وبحث وتأصيل حتى في الفقه الإسلامي، بمعنى أن يتم اجتزاء مصطلح وعنوان اسمه الهدنة من كتب الفقه وتاريخ الحروب عندما كانت الأمة الإسلامية هي الأمة القوية والمنتصرة والجيوش تنتصر وتكتسح بالفتوحات ثم تأتي ظروف ميدانية وتكتيكية تضطر فيها إلى اعادة حساباتها والتقاط انفاسها ثم تأخذ قراراً بالهدنة، ثم نقتطع هذه الصورة ونجتزأها ونسقطها على الصراع مع العدو الصهيوني الذي اغتصب أرض فلسطين بكاملها، وقتل وشرد أهلها بالمذابح والأمة في مواجهته تعيش واقع هزيمة مرة ثم نأتي لنغلف هذا الواقع بغلاف اسمه الهدنة وأنها تجوز شرعاً، انا أعتقد أن هذا أمر خطير بحاجة إلى اعادة نظر وبحث واجتهاد من أصحاب الرأي والاجتهاد.

    لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أقام هدنة مع قريش، ويستشهد بها حالياً؟

    ـ الظرف مغاير تماما، الرسول صلى الله عليه وسلم كان بصفته نبي يوحى إليه من جانب، وكقائد للمسلمين والجيش الإسلامي والدولة الإسلامية، كان يعلم أنه يقود مشروعاً في صعود وانتشار، وكان يخبر أصحابه بذلك في أوج الحصار والمعركة في غزوة الخندق كان يبشرهم بهزيمة الروم والفرس.
    الأمر الاخر أن صراعه مع قريش هو صراع في مواجهة قوم كان هناك رهان على هدايتهم، وعلى انتقالهم إلى معسكر الإسلام، وبالتالي فإن القياس لا يصلح.
    عامل الوقت منذ بداية المشروع الصهيوني واقامة الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين الذي كان يراهن أن الأرض كلها تصبح له، وأن الشعب الفلسطيني كله يتم اقتلاعه ويقذف به للخارج.
    اليوم الشعب الفلسطيني يراهن على حلم العودة إلى فلسطين، لا يمكن لنا الحديث عن الهدنة والعالم يبحث في كيفية اسقاط حق العودة.

    على ذكر حق العودة خرجت تصريحات أو تسريبات من أطراف عربية بإمكانية تسوية أو بحث موضوع حق العودة.. ما تعليقكم على ذلك؟

    ـ رأيي الشخصي النظام العربي موافق على اسقاط حق العودة، لكنه مازال خجولا ولا يعرف كيف يمكن اخراج هذه القضية، بل اكثر من ذلك هناك اطراف فلسطينية، وثيقة جنيف، فالفلسطينيون الذين وقعوا ما سمي بوثيقة جنيف اسقطوا حق العودة، فالسلطة الفلسطينية منذ زمن فيها أناس تنازلوا عن حق العودة، النظام العربي للأسف بعضه يقول: نحن لا نستطيع ان نكون ملكيين اكثر من الملك، وهذه هي المصيبة التي جلبتها لنا أوسلو، بل جلبتها لنا في علاقاتنا مع اخواننا العرب والمسلمين وفي علاقاتنا مع كل شعوب الأرض، فأنت لا تستطيع ان تضع فيتو على علاقة الصين بإسرائيل، أو الهند أو أوروبا أو أي دولة في العالم بإسرائيل، مادام أن الفلسطينيين بعضهم يتسابق ويعمل حارساً لأمن إسرائيل، وسحق شعبه في زنازين افتتحتها خصيصاً للمقاومين من الشعب الفلسطيني.
    لذلك النظام العربي فيما سمى بالمبادرة العربية أنا اعتقد أن المبادرة كما خرجت في جوهرها لم يكن فيها أي ذكر لحق العودة، وقيل انه في بيروت حدثت مداولات مع اطراف كان لها وجهة نظر، فوضع على استحياء حق العودة بصيغة أنه قابل للبحث، ليس تأكيد على تثبيته وأنه حق ثابت لا مساس به، وهذا بحد ذاته تنازل.

    الآن الدول العربية تتحدث وتقدم هذه المبادرة لإسرائيل، التي حتى الآن ترفض التعامل معها.. أنتم كحركة هل تعتبرون أن المبادرة تعد مكافأة لإسرائيل؟

    ـ كلمة مكافأة لا تمثل الوصف الحقيقي للمبادرة، المبادرة العربية من وجهة نظرنا هي وعد بلفور جديد «عربي» مع كل الأسف.
    العرب بعد أن قالت إسرائيل لهم لا أكثر من مرة، وأن المبادرة لا تستحق الحبر الذي كتبت به، العرب يعودون وكأنهم فاقدون للخيارات، ليس عندهم في المدينة إلا هذا الحديث، المبادرة العربية، لكن إسرائيل للأسف رغم أنها تعلم أن المبادرة هي أعظم جائزة أو منحة لم تكن تحلم بها الدولة اليهودية، يقدمها العرب على طبق من ذهب، لكنها رفضتها، وما يحدث اليوم لحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني من حصار سببه المبادرة العربية، فاذا كان الإسرائيليون يعلمون أن هذا كل ما لدى العرب، وكل ما في جعبتهم فلماذا تقدم إسرائيل تنازلا للحكومة أو لأبو مازن أو لأي طرف فلسطيني، حتى أبو مازن الذي هو جزء من هذا النظام العربي يقف أمام أولمرت «عاريا» كأنه مدير شركة، أنا لاأعلم لماذا يذهب أبو مازن للقاء أولمرت وفي أي شيء يبحثون؟
    على المستوى الشخصي أبو مازن رجل مهذب، ونحن نلتقيه ونحترمه، لكن أنا لا أتفهم مطلقاً كفلسطيني قبل أن أكون كمسؤول على رأس فصيل فلسطيني كيف يمكن لأبو مازن أن يتحدث عن مذبحة يرتكبها الإسرائيليون في يوم واحد يسقط أكثر من عشرة شهداء، ثم يدعو الإسرائيليين والفلسطينيين إلى ضبط النفس، فلو صدر هذا الكلام عن الأمين العام للأمم المحدة لأتهم الناس بالتحيز لإسرائيل لأنه يساوي بين الضحية والجلاد. فكيف بمن يقف على رأس السلطة الفلسطينية ويمثل الشعب الفلسطيني، التي يفترض أنها تحمي الشعب، وأنها تتحدث باسم هذه الضحية؟
    أنت صوت الضحية التي تخلى عنها الجميع يا أبو مازن، فاذا في مقعدك بالنظام العربي تريدا ن تشيح بوجهك عن هذه الضحية فأترك هذا الكرسي، وأتى بمن يصرخ باسمها؟ أنت لست أمين عام الأمم المتحدة، ولا الأم تريزا..


    القمة العربية الأخيرة.. هل قدمت أمراً جديداً للقضية الفلسطينية؟

    ـ بالنسبة لي هي مجرد تكرار في التعبير عن حالة الانهيار التي يعيشها النظام العربي، فالنظام العربي يجتر حالة العجز والافلاس التي يعيشها ويعيد انتاجها ولكن تختلف باختلاف المحطات، فتم تقديم هذه المبادرة، فاذا كان هناك جديد بالموضوع هو أن هذا الصوت يخرج من جوار الكعبة، الصهاينة، اليهود.. الإسرائيليون دائماً كان لديهم حلم بأن أي اعتراف من أي طرف عربي لن يكون له أي قيمة إذا لم تقترب السعودية من هذا الاعتراف وتضفي عليه شرعية، وقبل أيام سمعت الأستاذ محمد حسنين هيكل يذكر عن المرحوم الملك فيصل رحمه الله عندما قال نحن كمملكة عربية سعودية لا نستطيع القبول بقرار 242 طالما أنه يتضمن الاعتراف بإسرائيل، أين كنا مع المرحوم الملك فيصل رحمه الله، وأين أصبحنا بالمبادرة العربية اليوم في ظل ما أسماه هيكل أيضاً بـ«بندر ـ كوندي».
    الإسرائيليون كان لديهم حلم دائم بأن تنخرط السعودية فيما سمى بعملية التسوية، حتى تضفي شرعية على ذلك لما تمثله بمكانتها الدينية، ووجود الحرمين الشريفين والحج، لكن لأن الكيان الإسرائيلي الآن يمر بمأزق وبأزمة غير مسبوقة في تاريخه، ليست هناك قيادة في إسرائيل تلتقط هذه اللحظة، قيادة اختطلت عليها الأوراق وتعقدت وأصبحت لا تمتلك الجرأة للاقتراب من مبادرة هي تعلم أنها في صالحها، فتحفظت وبمزيد من الطمع اليهودي المعروف على طريقة «شايلوك» نسى الإسرائيليون كل الأطراف التي اجتمعت لتوقع على المبادرة، وجه أولمرت نظره صوب الملك عبدالله ملك السعودية وقال ليجرب هل يقبل الملك عبدالله أن يلتقيه، وسيفاجأ بحجم ما سأقدمه، طبعاً هذه هي المخادعة والمراوغة الإسرائىلية المعروفة.
    لن يقدم أولمرت للملك عبدالله ولا لأي عربي أو مسلم على وجه الأرض أكثر مما كان يقدم لياسر عرفات الذي كان يتحدث باسم هذه القضية، وأعطاه صك الاعتراف باسم منظمة التحرير في رسائل الاعتراف المتبادلة بالاعتراف بإسرائيل، ثم انتهى الأمر بياسر عرفات عندما حاول تحسين شروط «اللعبة» أن وضعوه تحت الحصار ومات مسموماً على أرجح الأقوال التي نعتقد بها.

    من يفرض حصاراً على الشعب الفلسطيني.. الأنظمة العربية أم الحكومات الغربية؟

    ـ كل من لا يروقه أن يسمع نضال الشعب الفلسطيني، كل من لا يعجبه أن يتحدث عن مقاومة إسرائيل ومواجهتها وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في مواجهتها، وكسر جبروت قوتها بالمقاومة والجهاد، هؤلاء كلهم مشاركون بالحصار، أمريكان.. أوروبيون.. إسرائيليون.. أنظمة عربية.. بعض الفلسطينيين.. كلهم يشاركون بالحصار.

    إذا ما قبلت إسرائيل بالمبادرة العربية.. فماذا سيكون موقف الفصائل الفلسطينية المقاومة؟


    ـ لا أعتقد ان الإسرائىليين سوف يقبلون بالمبادرة العربية لتصبح برنامجاً يبنى عليه مشروع سلام حقيقي عادل وشامل بالمنطقة، لأن إسرائىل غير مهيأة ولا تريد هذا النوع من السلام، ولكن لو جارينا هذه الفرضية، أقول إن العرب إذا فعلوا ذلك فسيغامرون باستقرار أنظمتهم وحكوماتهم وعروشهم، لماذا لأن المغامرة التي خاضها ياسر عرفات في أوسلو انتجت انتفاضة في داخل الشعب الفلسطيني انقلبت على أوسلو، عندما أدرك الناس ان أوسلو وصلت لطريق مسدود، وأدرك عرفات نفسه انه وصلت لطريق مسدود، اذا أراد العرب توسيع دائرة المغامرة لتوريط دول وأطراف أخرى في الأمة للرهان على السلام مع إسرائيل فليتوقع العرب انتفاضات في بلدانهم على خلفية تبدد الوهم والسراب من قبل شعوبهم عندما تستيقظ الشعوب وتدرك ان الأنظمة والحكومات أخذتهم إلى دوائر ومربعات خسروا فيها كل شيء، إسرائيل أخذت كل شيء، ولم تعط لا للفلسطينيين ولا للعرب أي شيء، إسرائيل برنامجها قائم في قلب المشروع الأمريكي الذي تروجه رايس والمحافظون الجدد في أمريكا - إسرائيل يجب ان تكون القوة المركزية المهيمنة في قلب الشرق الأوسط هي الدولة المحور، ليست السعودية أو مصر أو تركيا أو إيران...، ليست أي دولة عربية أو إسلامية أخرى.
    على ذكر إيران.. أنتم مرتبطون بإيران كثيراً.. وتتلقون الدعم المباشر منها وانها توجه بوصلة الحركة، إضافة إلى سوريا بالطبع التي تتخذون منها مقراً لكم؟
    هذه تهمة كبيرة نحن نتعرض فيها لظلم كبير، إذا كنا مرتبطين بإيران - ونحن لسنا كذلك بما تعنيه الكلمة - فالذي ربطنا بإيران هم العرب، وهم يحاولون ربطنا بإيران مرتين، مرة عندما تخلوا عن دورهم تجاه فلسطين وتجاه الشعب الفلسطيني ومقاومته، وأصبح الشعب الفلسطيني حريصا على أن يصافح أي يد تقدم له الدعم والاسناد، هذه هي قصة حركة الجهاد الإسلامية، وبعض حركات المقاومة، وفئات الشعب الفلسطيني مع إيران أو غيرها.
    والمرة الثانية عندما يحاولون تشويه صورة هذه الحركة ومحاصرتها بالحديث عن ارتباطها بإيران، نحن نقول إذا كان الارتباط بإيران كدولة مسلمة لأنه من أجل المقاومة ودعم المقاومة تهمة نحن لا نخجل من ذلك ونفضل الموت على ألا نرتبط بإسرائيل وتصبح إسرائيل صديقتنا وشريكتنا وحليفنا، وكلانا يرعانا جورج بوش وكوندوليزا رايس.


    إذن تقدم لكم إيران الدعم؟

    ـ إيران تدعم الشعب الفلسطيني، تدعم حركات المقاومة، دعمت الحكومة الفلسطينية، وهذا لم يعد سراً، مئات ملايين الدولارات التي أعلنت عنها إيران انها قدمتها للحكومة الفلسطينية، إيران لم تقدم لنا شيئا مما قدمته للحكومة الفلسطينية، لكن لماذا لا تتهم الحكومة في تلقيها للدعم من إيران بهذه الأموال الطائلة، وتتهم حركة الجهاد الإسلامي عندما تدعم إيران مثلاً أسرة شهيد، أو أسرة سجين أو شخصا أو عائلة دمر بيتها من الاحتلال الصهيوني لأن ابنها ينخرط في المقاومة.

    أي حكومة فلسطينية تقصدون تدعمها إيران؟

    ـ حكومة حماس دعمتها إيران.


    وماذا عن سوريا.. إذا ما توصلت إلى اتفاق مع إسرائيل.. ما هو مستقبل الحركة فيها.. هل ستبحثون عن عاصمة أخرى؟

    ـ أنا لا أعتقد ان هذا بالمنظور القريب سيحدث أولا، وإذا حدث فعندها لكل حادث حديث، ثانيا نحن وجودنا وثقلنا الأساسي كحركة مقاومة داخل فلسطين، في الضفة الغربية وقطاع غزة، ووجودنا في سوريا وجود رمزي ومحدود، سياسي وإعلامي ليس أكثر.


    بالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية.. هناك حديث منذ عدة سنوات عن اصلاح واعادة هيكلة هذه المنظمة ولكن إلى الآن لم يحدث شيء.. فهل توصلتم الى أرضية ومنطلقات للبدء بعملية الاصلاح.. أم أن عملية الاصلاح تسير بـ «سلحفائية» كما يقولون؟

    ـ ربما كان وصف «سلحفائية» وصفاً مناسباً، لأن هذا هو بالضبط الذي يحدث، وإذا شئت ان تعبر عنه بـ «المراوحة» بالمكان.
    الحديث عن منظمة التحرير، اصلاحها واعادة بنائها وهيكلتها ليس بالجديد، لكن هذه القضية اعتقد انه بعد فوز حماس بالانتخابات وتشكيل الحكومة ربما أصبح موضوع المنظمة اكثر إلحاحا، لكنه في الوقت نفسه غدا أكثر تعقيدا، لأن هناك أطرافا لا تريد إعادة بناء منظمة التحرير، وتخشى ان تتم سيطرة القوى الإسلامية على المنظمة، حماس أو الجهاد، اللتين غير منضمتين إليها، كما حدث في المجلس التشريعي والانتخابات لذلك دائما هناك تأجيل وابطاء وعرقلة، وربما جزء من هذا التأجيل سببه الابطاء، نحن نسمع من اطراف فلسطينية وعربية مبررات له، هي الخشية والخوف من تكرار تجربة الحكومة الفلسطينية في فرض المزيد من الحصار على الشعب الفلسطيني كنوع من العقاب لاختياره لقوى غير القوى التي - تاريخيا- أمسكت بزمام المنظمة.

    هل أنتم حريصون على إعادة الإصلاح لمنظمة التحرير؟
    ـ ربما كلمة الاصلاح لا تعبر كثيرا عما هو مطلوب، منظمة التحرير بحاجة الى جراحة معقدة جدا وبحاجة الى فك واعادة تركيب، لأن هناك موضوع الميثاق والبرنامج السياسي والبنية والآلية التي تم تركيب المنظمة بموجبها وعلاقتها بالنظام العربي والاقليمي والدولي، كل هذه القضايا إذا ما وضعتها على الطاولة للبحث فكم من الوقت ستستغرق للتوصل الى اتفاق يرضي كل الاطراف في ظل التباينات الايديولوجية والسياسية وفي ظل الخلاف على البرنامج السياسي...، هناك مشروعان بالساحة الفلسطينية مختلفان تماما، هما الآن يتصارعان على مسرح الحكومة والتشريعي، وعندما ينتقل الصراع الى منظمة التحرير كيف ستصبح الساحة الفلسطينية.
    أي برنامج يمكن أن يتوافق عليه الجميع؟ مثلا الجميع باستثناء الجهاد قد توافقوا على ما سمي بوثيقة الأسرى بعد تعديلات وقالوا إنها تصلح أن تكون برنامجا، نحن في الجهاد لم نقبل بها، لأن فيها الاعتراف بالمبادرة العربية، وبالشرعية الدولية الذي هو اعتراف بالقرارين 242 و338 وكل قرارات الأمم المتحدة التي تعترف بإسرائيل..، هذه الأمور التي لم يعترف بها الملك فيصل رحمه الله، نحن متهمون بأننا أصوليون أكثر تطرفا من الملك فيصل.
    نحن لم نقبل بالمبادرة العربية ولم نقبل بوثيقة الوفاق، لكن قلنا لن نقف حجر عثرة امام تطبيقها من قبل الآخرين حتى نوجد نوعاً من الوفاق بما يحمينا من الاقتتال والاصطدام الداخلي، لكن إذا كانت وثيقة الوفاق تصلح للحكومة، اعتقد انها لا تصلح لمنظمة التحرير لأن حركة مقاومة مثل حماس في الحكومة قالت هذه الوثيقة برنامج للحكومة ولكنها ليست برنامجا لحماس، إذا أرادت حماس والجهاد ان ينخرطا في إطار منظمة التحرير، التي هي إطار كفاحي وليست إطارا سلطويا، يعبر عن القضية الفلسطينية بثوابتها، فهذه منظمة عندما أنشئت حملت اسم التحرير باعتباره هدفا يجب إنجازه للمشروع الوطني الفلسطيني، فالمنظمة اليوم لم يعد في برنامجها وجوهرها أي شيء من اسمها، لم يعد برنامجها هو برنامج التحرير، فقد وقعت بالاعتراف بإسرائيل، هي التي أنشأت السلطة، المنظمة تحولت الى كيان مثله مثل أي كيان سياسي عربي، جزء من المنظومة الاقليمية أو الدولية، فإذا أردنا دخول المنظمة هل ادخله ببرنامج الوفاق الوطني الذي تتحدث به الوثيقة، عن المبادرة العربية والشرعية الدولية والاعتراف بإسرائيل.. لا تصلح وثيقة الوفاق للمنظمة، وبالتالي لا أرى في الأفق امكانية للوفاق قريبا على آلية لإنجاز شيء مهم في موضوع المنظمة.
    البعض يقول يمكن ان نترك كل هذه الأمور جانبا، ولا نتحدث لا في ميثاق ولا في برنامج، إنما نتحدث في الهيكلية والحصص وآلية الدخول، وبعد الدخول لكل حادث حديث.
    هل أنتم مع هذا الاتجاه؟
    ـ المشكلة ليست موقفنا، المشكلة الآخرون يتخوفون من أن هذا هو التفكير الذي يخطط له البعض للاستيلاء على منظمة التحرير، لذلك أطراف فلسطينية وعربية أسمعتنا مراراً أننا إذا سلكنا هذا الطريق أين سنأخذ الساحة الفلسطينية، إذا كانت الحكومة أو وصول حماس إلى السلطة أوصلتنا الى الصدام المسلح بين فتح وحماس، والذي أوقفه اتفاق مكة، وهو اتفاق بالمناسبة لم تكن له أي ميزة مهمة أو إنجاز يحسب له إلا حقن الدم، لكن حل المسائل العالقة في الساحة الفلسطينية من جذورها لم يحدث أي شيء، وكان الاتفاق مجرد «تسكين» لمشكلة الجميع يخشى أن تنفجر مجددا، لأن الاتفاق لم يلامس جذور المشاكل الخلافية.

    بما فيها الاقتتال يمكن أن يتفجر ويعود بالشكل الذي حدث؟
    ـ الاقتتال موجود ولكن بوتيرة قليلة، والاعلام لا يجاريها ولا يلاحقها وهو بذلك يفعل خيرا، لكن الصدام المحدود موجود، لم يتوقف والاحتقان الذي ينذر بصدام أوسع يكبر على مدار الوقت، لذلك لدينا مخاوف من احتمال انفجار الصدام مجدداً.


    أشرت إلى أن هناك مشروعين على الساحة الفلسطينية.. ماذا تقصد بهذين المشروعين الإسلامي والعلماني؟
    ـ أنا لا أتحدث من وجهة النظر الأيديولوجية، أنا أتحدث عن مشروع المقاومة، وعن مشروع أوسلو ومشروع التسوية.
    فمشروع المقاومة يصطف فيه - بين مد وجذر- أطياف مختلفة، حماس والجهاد وبعض مجموعات كتائب شهداء الأقصى بحركة فتح، ولجان المقاومة الشعبية، والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية..، حسب الوتيرة والمرحلة التي تمر بها الانتفاضة وحالة الصدام مع العدو.
    أما مشروع التسوية فهو المشروع الذي يؤمن أهله فقط بأن الحقوق يمكن أن ترجع بـ «التسول» والاستجداء للعدو الصهيوني، وينكرون على أهل المقاومة حتى مقاومة الاحتلال بالحجر، فهذا يصنف عندهم عنفا، واشبعونا وأمطرونا طيلة سنوات الانتفاضة بالحديث عن عسكرة الانتفاضة، وكأنها خطر محدق بالقضية الفلسطينية.
    إسرائيل هذه الثكنة العسكرية المدججة بأكثر من 200 رأس نووي لا تشكل أي خطورة في عقلهم وتفكيرهم، الذي يشكل خطرا كبيرا على القضية الفلسطينية ما يقول عنها اليوم الإعلام الإسرائيلي، ترسانة الأسلحة الموجودة لدى الفصائل في قطاع غزة، ويهددون باجتياح القطاع لتدميرها، وإذا سألت عن الترسانة فهي ليست أكثر من أسلحة شخصية، بنادق لمقاومين وبعض الصواريخ المصنوعة محليا وبعض المقذوفات التي يدافع بها الشعب الفلسطيني عن نفسه.
    هناك حديث أن أطرافا فلسطينية تتلقى دعما عسكريا من إسرائيل وأمريكا.. ما مدى صحة ذلك؟

    ـ هناك حديث متواتر، فقد ذكر أكثر من مرة بأن الإدارة الأمريكية تقدم دعما ماديا ولوجستيا للسلطة وبالذات لما سمي بالحرس الرئاسي لتقويته وتعزيز قوته في مواجهة قوة حماس على وجه الخصوص في قطاع غزة.
    أنا ليس لديّ أية معلومات أو تفاصيل تنفي أو تؤكد هذا الموضوع، ولكن طالما أن الأمريكان يتحدثون عن هذا الأمر من باب الواجب الملقى على عاتقهم لحماية حلفائهم في الساحة الفلسطينية، فأنا اعتقد أن الأمر صحيح ولا يصدر من فراغ.

    بمناسبة حديثكم عن الأمريكان.. ماذا عن المشروع الأمريكي في المنطقة.. هل يعيش حالة مد أم جذر؟
    ـ للأسف المشروع الإسرائيلي-الأمريكي في المنطقة لا يعيش على أي من قوة الدفع الذاتية له، بل يعيش على واقع الانهيار العربي وحبال النجاة التي تحدها بعض الأطراف.
    ما يجري في العراق يؤكد أننا أمام مأزق كبير وفشل ذريع وهزيمة للمشروع الأمريكي في العراق، والمعركة التي تخوضها الإدارة الأمريكية في مواجهة الديمقراطيين داخل المجتمع الأمريكي دليل على حجم وعمق هذا المأزق، وكله بفضل المقاومة العراقية الباسلة، ما حدث في لبنان من هزيمة نكراء لهذا البعبع المسمى بـ «إسرائيل»، بجيشها الذي لا يقهر أوصل هذا الكيان إلى أسوأ لحظاته منذ نشأته على المستوى العسكري والسياسي والأخلاقي..، حالة الفساد، حالة اللامعنى والإحساس بألا مستقبل آمن لهذا الكيان في هذه المنطقة، لم يمر المشروع الصهيوني في تاريخه بأسوأ من اللحظة الراهنة، لكن للأسف بعض الأطراف العربية أدمنت كيف تحول انتصارات الأمة مهما كانت محدودة إلى هزائم، وكيف تحول هزائم أعدائنا إلى انتصارات مجانية توهب لهم.
    اليوم الصحافة الإسرائيلية لا تخلو من مقال أو تقرير يشتمل على نهاية إسرائيل، زوال إسرائيل.. الخوف على مستقبل إسرائيل.. من كان يجرؤ قبل سنوات الحديث عن نهاية إسرائيل، كان يتهم بأنه غارق في الخيال والأوهام...، اليوم جنرالات ومنظرون استراتيجيون كبار في إسرائيل يتحدثون عن القلق الذي يتزايد كل يوم على مستقبل هذا الكيان.
    في أوج الانتفاضة، «مارتن كريفلت» من أكبر المنظرين والمحللين والمؤرخين العسكريين الاستراتيجيين، ليس في إسرائيل، بل في العالم تحدث عن أنه لا يمكن هزيمة الشعب الفلسطيني، وإذا لم نعط الفلسطينيين حقوقهم في هذه الأرض، على الأقل دولة كاملة السيادة في حدود 67، كريفلت قال سيحزم حقائبه ويرحل ويترك إسرائيل تنهار.
    هذا الكلام قبل عام 2003، وكان يقول انظروا كيف يودع الفلسطينيون قتلاهم -الشهداء- بالزغاريد والفرح، ونحن لا نطيق أن يقتل إسرائيلي واحد، ونخرج بالعويل.
    المأزق الإسرائيلي اليوم مأزق معقد ومتشعب، مأزق سياسي وأمني واستراتيجي.. اقتصادي.. بكل المقاييس إسرائيل الآن بأسوأ أوضاعها.. ولكن هذا لا يعني انها ستنهار غدا، لا هي الآن تعيد بناء قوة الردع، وتستفيد من حالة الضعف الموجودة في الوطن العربي، وهي الآن تستفيد من أن العرب يحاصرون الفلسطنيين.
    في ظل هذا الانهيار العربي.. كيف تستشرفون مستقبل الأمة؟

    ـ لديّ يقين أن المستقبل لهذه الأمة، المأزق الذي تعاني منه أمريكا في المنطقة، والمأزق الذي يعاني منه الكيان الإسرائيلي، أننا صمدنا وصبرنا وأدرنا هذا الصراع بحكمة وبطول نفس وبدون تقديم هدايا مجانية لهؤلاء الأعداء، سننتصر، وعندنا خبرة وعبرة من تجربة أوسلو، عندما وقعوا اتفاق أوسلو كان شعارهم أنت إسلامي، أنت حماس، أنت الجهاد، انج بنفسك لأن الطوفان قادم، الشرق الأوسط الجديد ستفتح فيه الشوارع ليطوف اسحاق رابين حول الكعبة، المشروع الصهيوني قتل رابين، وفي النهاية المشروع الصهيوني قتل عرفات، وقتل كل من يراهن على الوهم بأن هذا المشروع يمكن التخاطب معه بغير لغة الجهاد والمقاومة وهي اللغة التي مارستها كل شعوب الأرض في مواجهة أي استعمار أجنبي.

    د. رمضان.. سؤالي الأخير.. حول إعلان الولايات المتحدة الأمريكية بعد عملية ايلات عن مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنك تؤدي لاعتقالك.. كيف هو وقع هذا الإعلان؟

    ـ هذا إعلان إسرائيلي، وهو دليل أن الإدارة الأمريكية الحالية هي أكثر صهيونية من بعض الإسرائيليين أنفسهم، نحن كحركة مقاومة معركتنا الأساسية هي مع الاحتلال الصهيوني في فلسطين، أمريكا تعادي شعبنا، وتناصر عدونا، لكن نحن لا نخوض معركة ضد الولايات المتحدة حتى تأخذ منا هذا الموقف المعادي، ونصبح هدفا للإدارة الأمريكية بهذا المستوى.
    أنا أفهم -كما قلت- هو قرار إسرائيلي، ويخدم إسرائيل، لأنه في النهاية يراد به الحد من حركتنا وفرض نوع من الحصار علينا، وقطع سبل الاتصال والجسور بيننا وبين قوى أمتنا الحية، ولكن الحمد لله هذا لم يحدث ولن يحدث، لأننا منذ أن سلكنا هذا الطريق، وطنا أنفسنا على التضحية وبكل شيء حتى بأنفسنا وبكل ما نملك، ومازلنا نجد التجاوب الكبير من كل الشرفاء في هذه الأمة، بأن تتواصل معنا ومن خلالنا مع شعبنا الفلسطيني، مقاومين في داخل الأرض المحتلة، ولا أظن أن هذا القرار في النهاية سيمنعنا من أداء دورنا وواجبنا في استمرار العمل والنضال
    .


    هل أثر هذا القرار الأمريكي على تعاملكم في النطاق العربي فيما يتعلق بعلاقاتكم بالأنظمة العربية؟
    ـ تعتمد أية أنظمة، فالأنظمة العربية التي لنا اتصال معها، وهي قليلة بالمناسبة، لم يؤثر عليها هذا القرار، وآمل ألا يؤثر، هناك أنظمة أخرى تعمل باملاءات أمريكية، وتخشى أمريكا في كل صغيرة وكبيرة، ولا تخطو أي خطوة في سلوكها السياسي إلا تحسبا ان كانت هذه الخطوة تغضب أمريكا أو تسرها، هذه الأطراف موقفها لم يتغير لأن في الموقف يضع فيتو على حركة الجهاد الإسلامي، ليس حركة الجهاد بشخوصها، بل بما تمثل من مشروع مقاومة يقول لا للمشروع الأمريكي والإسرائيلي بالمنطقة.



    22:2 22:2 22:2 22:2

    أبتاهُ فَقْدُكَ مُوْجِعٌ ، أعياني
    وأقضَّ جَفْني ، والأسَى يَغْشَاني
    واذاق قلبي من كؤوس مرارة
    في بحر حزن من بكاي رماني !

  • #2
    أننا صمدنا وصبرنا وأدرنا هذا الصراع بحكمة وبطول نفس وبدون تقديم هدايا مجانية لهؤلاء الأعداء، سننتصر،
    الله عليك يا قائدنا وعلى كلامك النير والرائع

    وفي النهاية المشروع الصهيوني قتل عرفات، وقتل كل من يراهن على الوهم بأن هذا المشروع يمكن التخاطب معه بغير لغة الجهاد والمقاومة وهي اللغة التي مارستها كل شعوب الأرض في مواجهة أي استعمار أجنبي.
    فلتسمعوها يا أبناء حماس عزنا ققط بالجهاد في سبيل الله وليس بالمنصب والكرسي



    اللهم إحفظ أميننا العام المعلم أبو عبدالله حفظه الله

    شكرا لك أختنا على الموضوع
    القناعة كنز لا يفنى

    تعليق


    • #3
      شكرا لك أختي على هذا الموضوع و بارك الله فيك

      اللهم احفظ قائدنا أبا عبدالله من مكرهم

      تعليق


      • #4
        بوركت ايها القائد ...
        حفظك الله يا ابا عبد الله .. سر ونحن خلفك
        إن سلاحنا هو شرفنا .. إن سلاحنا هو عرضنا وكرامتنا .. وبندقيتنا لن نقايضها الا بفلسطين المحررة



        لا تنسوا وصايا الشهداء

        تعليق


        • #5
          شكرا لك أختي على هذا الموضوع و بارك الله فيك

          اللهم احفظ قائدنا أبا عبدالله من مكرهم

          تعليق


          • #6
            شكرا لك أختي على هذا وعليك بالمزيد

            تعليق


            • #7
              حفظ الله اميننا العام الدكتور المجاهد والاسد الهصور
              رمضان عبد الله شلح
              واطال عمره في خدمة الاسلام والمسلمين
              ونقولها مدوية للامين العام والله لو طلبت منا ان نخوض البحر لخضناه فسر على بركة الله ونحن جنودك وابناءك

              تركت فيكم حروفاَ، أعيدوا بها رسم الحكاية، ولا تذكروني

              تعليق


              • #8
                الله أكبر ولله الحمد
                بوررررررررركتي أختي بنت الشقاقي على هذا الموضوع القيم
                وجزا الله الدكتور رمضان شلح خير الجزاء ونسأل الله أن يحفظه ويثبته
                فصرخت فيهم صرخة قالوا كفانا تملقـا..!
                أتريـد منـا ثـورة أتريـد فعـلا أحمـقـا...؟!
                زمنُ البطولة قد مضي وكفانا قولا أخرقا
                إنا تعودنا القيــود ومثلنــا لــن يُعتقـــا..!
                النومُ أفضلُ غايــةً لسنا لمجــدٍ مطلقـا
                يامن تريد كرامةً ثوب الكرامة أُحرِقا..


                وقل ربي ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا.
                نموت ويبقى كل ما قد كتبناه فياليت من يقرأ مقالي دعا لياْْْْ لعل إلهي أن يمن بلطفه ويرحم تقصيري وسوء فعاليا .

                تعليق


                • #9
                  بارك الله فيكى اختى الكريم

                  تعليق


                  • #10
                    حفط الله لنا الدكتور شلح
                    وجزاكي اله خير ا اختي



                    اباطارق دمك الوصيه

                    تعليق


                    • #11
                      اللهم اخفظ قائدا ووفقه الى كل خير
                      الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه


                      " عندما سلكنا هذا الطريق كنا نعرف ان تكاليفه صعبة جدا لكن هذا هو واجبنا وخيارنا المقدس"

                      تعليق

                      يعمل...
                      X