كال رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، المديح لرئيس حزب العمل ووزير الجيش الإسرائيلي، ايهود باراك، قبل أيام من الانتخابات العامة لكنه هاجم حكومة حزب كديما. وقال نتنياهو في خطاب ألقاه أمام مؤتمر هرتسيليا السنوي التاسع، أمس الأربعاء – 5.2.2009، "أريد أن أمتدح رئيس اركان الجيش (غابي أشكنازي) والتعبير عن تقديري لوزير الجيش على العمل التمهيدي (للحرب على غزة) ولجنود الجيش الإسرائيلي".
ومن الجهة الأخرى هاجم نتنياهو الحكومة "التي أوقفت هذه العملية العسكرية في وقت مبكر ولم تسمح لجنود الجيش الإسرائيلي باستكمال مهمتهم".
وكان نتنياهو قد عقد اجتماعا "شخصيا" مع باراك، أمس الأول الثلاثاء، وقال في ختامه إنه "إزاء التحديات الأمنية الكبيرة التي تقف دولة إسرائيل أمامها، فإنه ينبغي تجنيد أفضل الأشخاص والأكثر تجربة وتأهيلا" لمنصب "وزير الدفاع".
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن نتنياهو قوله خلال اجتماعات مغلقة إنه يعتبر باراك أفضل من جميع الشخصيات الأمنية في الليكود بمن فيهم رئيس أركان الجيش الأسبق، موشيه يعلون، لتولي حقيبة "الدفاع" في حكومة برئاسته. وتشير كافة استطلاعات الرأي إلى أن نتنياهو هو الأوفر حظا لتشكيل الحكومة الإسرائيلية بعد الانتخابات العامة التي ستجري يوم الثلاثاء المقبل.
وهاجم نتنياهو الحكومة لأنها "لم تسد الثغرة الجنوبية (عند محور فيلادلفي بين قطاع غزة ومصر) والتي تتلقى حماس بواسطتها المزيد من الأسلحة".
وأضاف أن "ترك محور فيلادلفي والطريق السريعة هناك (لدخول الأسلحة) وضبط النفس حيال إطلاق الصواريخ لم يجلب سلاما أو حمامة بيضاء وإنما جلبت الإرهاب وعدد كبير من الصواريخ. كم صاروخا؟ مطر من الصواريخ وتبعته عاصفة من صواريخ الغراد والقسام وبعد إطلاق آلاف الصواريخ شنت الحكومة أخيرا عملية عسكرية واسعة".
واعتبر نتنياهو إنه لا مفر من إسقاط حكم حماس في القطاع وأن "حماس ليست منظمة إرهابية ستتوقف عن شن هجمات بعد عدة ضربات نوجهها لها، وإنما هي حركة دينية ظلامية مدعومة من قبل نظام ديني إيراني ظلامي. ولذلك فإنه إذا أردنا اقتلاع الصواريخ من غزة فإنه لا مفر من اقتلاع النظام الإيراني في غزة".
وتابع نتنياهو "بالأمس تلقينا تذكيرا آخر يتمثل بأن إيران أطلقت قمرا اصطناعيا إلى الفضاء وهي تطور الصواريخ العابرة للقارات التي بحوزتها. وهي تتقدم إلى الأمام باتجاه حيازة سلاح نووي وتعلن عن رغبتها بمحونا من على وجه الأرض وتجدد مخزون الصواريخ لدى حماس في الجنوب وحزب الله في الشمال. إن الخطر الإيراني، الصاروخي والإرهابي، هو الخطر الأكبر الذي تقف أمامه دولة إسرائيل".
وتطرق نتنياهو إلى الأزمة الاقتصادية العالمية وقال إن "هذا تحدي آخر ماثل أمامنا. وهي أزمة كبيرة للغاية، وقد كنت في دافوس (المنتدى الاقتصادي العالمي) وسألت اقتصاديين كبار من أنحاء العالم الذين توقعوا الأزمة". وأضاف أن "لا أحد بينهم يعتقد أننا سنغوص (في الأزمة) وسنصعد فورا. والتقديرات تشير إلى أنها ستستمر ما بين سنتين وأربع سنوات. وإذا كان هذا هو الوضع فعلا فإن لدينا أفضلية واضحة، تتمثل في أن اقتصادنا صغير وهو ليس جزءا كبيرا وإنما نقطة في بحر الاقتصاد العالمي".
وعبر نتنياهو عن ثقته بفوزه في الانتخابات العامة الوشيكة وقال "إني مقتنع بأن مواطني إسرائيل سيختارون بعد أيام معدودة إنهاء عهد الضعف وبدء عهد القوة. وأنا مقتنع أيضا أنهم سيضعون يوم الثلاثاء حدا لعهد الأوهام والضعف وهذا هو ملخص السياسة التي سأتبعها أنا وزملائي".
تعليق