إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحاجة "أم حاتم" .. معاناة في خيمة بانتظار العودة إلى منزلها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحاجة "أم حاتم" .. معاناة في خيمة بانتظار العودة إلى منزلها

    تنتظر الحاجة عائشة عبد ربة "أم حاتم" (65 عاما) من عزبة عبد ربه شرق جباليا على أحر من الجمر العودة إلى منزلها الجديد في أقرب وقت ممكن، بالرغم من شدة الـمعاناة والآلام الـمتجددة بين الانتظار والواقع، والتي تكاد تقتل هذا الحلـم.
    وتقول أم حاتم وهي تنظر الى خيام أقيمت على عجل لإيواء الـمواطنين الذين هدمت قوات الاحتلال منازلهم، إن هذه الخيام أقيمت لإيواء الـمواطنين، لكننا ما زلنا ننتظر أن نعود إلى منازلنا.
    وتعيش هذه السيدة وعائلتها وأحفادها في منزل أحد الأقارب بمدينة جباليا، حيث يتجمع ما يزيد عن 40 فردا في مساحة ضيقة تجعل البقاء فيها مستحيلا مع ساعات النهار، حيث تكثر حركة الأطفال والشبان.
    وتابعت بصوت حزين: كل يوم نأتي الى هنا منذ ساعات الصباح ونمضي ساعات اليوم بالقرب من منازلنا الـمهدمة، ونعود إلى جباليا بعد حلول الظلام وكلنا أمل بأن يكون موعد عودتنا إلى هذه الـمنازل قريبا.
    وتابعت وهي تنظر إلى لافتة من قماش أبيض كتب عليها "أهلا وسهلا بكم في مخيم الكرامة"، إنه لا يمكن العيش في هذه الخيام، خاصة في أجواء البرد القارس، وتابعت: نريد أن نعود إلى منازلنا في أقرب وقت ممكن.
    ولا تولي أم حاتم الجدل حول من سيعيد بناء الـمنازل أي اهتمام، بقدر ما يهمها أن تعود سريعا إلى منزلها الذي كانت تعتبره "قصرا": لا يهمنا من الذي سيبني الـمنازل، لكننا نريد العودة، فبعد أن كنا نعيش في القصور نعيش الآن في خيام بسيطة متهالكة لا تصلح للإقامة الـمؤقتة.
    وكانت قوات الاحتلال أجبرت أم حاتم وأقاربها على إخلاء منازلهم أثناء العدوان البري الذي شنته على قطاع غزة.
    وقالت: أجبرونا على ترك منازلنا تحت وابل من الرصاص، وأصابوا عددا منا بجروح متفاوتة، وعندما عدنا إليها وجدناها كومة من الأحجار وقد دفنت تحتها آمالنا وأحلامنا.
    وأضافت: حتى الآن لا أعرف لـماذا دمروا الـمنازل والـمساجد والـمدارس، لا أعرف، إلا أنها همجية ووحشية استهدفت الشجر والبشر وكل شئ يتحرك.
    وزادت: أثناء الاعتداء قتلوا حفيدي محمد ناهض عبد ربه (20 عاما) الذي يقبع والده في السجن منذ تسعة شهور دون أية تهمة محددة.
    وقالت: قتلوا محمد وأصابوا شقيقه الثاني، متسائلة: لـماذا لا يفرجون عن أبيهم الـمعتقل دون تهمة، خاصة أنه يعاني من أزمة قلبية حادة أدت إلى شلل في قدمه ويده؟
    أم حاتم تحدثت كثيرا عن آمالها وأحلامها لكنها لـم تفقد الأمل في أن تعود سريعا إلى بيتها، وقالت: لا نريد وعودا بقدر ما نريد أن تتحقق هذه الوعود سريعا لتنتهي عذاباتنا.
    بجوار أم حاتم وداخل مخيم "الكرامة"، اصطفت نحو خمسين خيمة من القماش الأبيض وهي تخلو من أي أثاث أو حركة تدل على وجود حياة داخلها، في حين واصل الناس النظر إليها بذهول واستغراب.
    وقال خالد (30 عاما) بصوت غاضب: هذا ما جنيناه بعد هذه الحرب الـمجنونة، خيمة وانتظار "كوبونات" من متبرعين هالهم ما حدث في غزة.
    وبعد أن لوح بيده في الهواء، أضاف: لا أطيق النظر فيها ولا يمكن أن أتصور أنني سأقضي فيها أياما وشهورا طويلة.
    وزاد: يجب أن يوقفوا خلافاتهم ويهتموا بإعادة بناء منازلنا، يكفي خلافات ومشاكل على أشياء تافهة، بينما معاناتنا تتواصل بكافة الأشكال.
    يشار إلى أن عمليات إعادة بناء الـمنازل في قطاع غزة تواجه حتى الآن كثيرا من الصعوبات بسبب عدم سماح إسرائيل بدخول مواد البناء الى قطاع غزة، ما يجعل من البناء ضربا من الـمستحيل.
    في مكان آخر من الـمنطقة، تحلق محمد فرج (27 عاما) وعائلته حول موقد بني على عجل بالقرب من الـمنزل الـمهدوم لإعداد الطعام والشاي لأفراد العائلة الذين يصرون على الـمجيء للـمكان في انتظار إعادة إعمار الـمنزل.
    وقال فرج وهو يعبث في النيران لتزداد اشتعالا: لقد حطموا مستقبلي ودفنوا تحت أكوام التراب كثيرا من الـمعاناة والأحلام.
    وتابع: كنت استعد للزواج واشتريت ملابس الزفاف وجهزت البيت لهذا الحدث السعيد، لكنني فقدت أموالي وملابس الفرح والأثاث دفعة واحدة.
    ولا يعلـم فرج الآن متى سيتم زواجه بعد أن دمرت قوات الاحتلال منزله قائلا: لا أعلـم متى سأتزوج، لقد حطموا مستقبلي وقلبوا كل حسابات العائلة.
    وبعد أن يمعن النظر طويلا في النيران الـمشتعلة أمامه يقول: كل يوم أحضر إلى هنا مع العائلة وننتظر أن يتم إعادة بناء منزلنا، نشعر بحنين غريب الى الـمكان، وأترك منزل صديقي حيث أعيش، مفضلا قضاء ساعات النهار بجوار منزلي الـمهدوم.
    وزاد: من هدم منزلي هو الذي يجب ان يعيد بناءه، أنا أريد ان أعود إلى منزلي.. وكفى!
    كثير من الأحلام والقصص يمكن سماعها من أصحاب البيوت الـمهدمة وقد تختلف شخوصها وأبطالها لكنها تشترك في شيء واحد، الإصرار على العودة للـمنازل وإعادة بنائها
يعمل...
X