الإسلام وفلسطين والجهاد
أين تكمن المعادلة في القرآن الكريم؟
فلسطين في قلب القرآن
ماذا تعني فلسطين في منظور الدكتور الشقاقي؟
يرى الدكتور الشقاقي أن فلسطين هي مركز الكون مركز الصراع الكوني بين قوى الحق وقوى الباطل وإذا نظرنا إلى جغرافية هذه الأرض وتاريخها أدركنا ماذا يعني فهمنا لفلسطين على أنها مركز الصراع الكوني بين قوى الشر وقوى الخير.
لقد شكلت فلسطين أهم مركز ديني عبر التاريخ بعد الكعبة المشرفة. وفيها التقت الجيوش والحروب الإستراتيجية وحددت مصير كثير من الغزاة والجيوش إنها أولاً آية من كتاب الله سبحانه القرآن، وهي ثانيا مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهي ثالثا: أهم نقطة استراتيجية في المجال الحيوي والإستراتيجي. فهي إذا ما احتلت أكبر عقبة في طريق وحدة الأمة العربية ولهذا عمل المسلمون منذ عهودهم الأولى على تقوية مركزها عسكريا وإداريا حتى تكون سداً أمام الغزاة القادمين من البحر أو البر.
إن أهمية أية بقعة عربية أو إسلامية لا تضاهي أهمية أرض فلسطين. لأن هذه الأرض جمعت رأسي الصراع في العالم. الرأس الصهيوني والرأس الإسلامي الجهادي ولو نظرنا إلى قوى العالم الآن لوجدنا أن الارتباط مع الكيان الصهيوني يعتبر أساس التوجه الاستعماري العالمي في المنطقة. وستكون هذه المنطقة مستقبلاً محور الصراع بين الأمة العربية والإسلامية وبين قوى البغي الصهيوني الأمريكي الغربي.
فالكيان الصهيوني رأس الحربة للاستعمار الغربي في العالم. وهذا العالم الغربي يدرك قبل غيره أن هذه الأمة متى استيقظت وتخلصت من التبعية بكل أشكالها ستكون أكبر خطر على مصالح المستعمرين في العالم. فالأمة العربية والإسلامية فيها من الطاقات الروحية ما سيؤهلها لقيادة العالم. وفي أرضها ثروات أساسية كالبترول لو تحكمت بها أيد أمينة لعجز الغرب عن أي تقدم عسكري أو مادي.
إن هدف الاستعمار منذ اتفاقية سايكس بيكو تجلى من خلال تقسيم المنطقة العربية إلى دويلات ومن ثم إقامة ما يسمى وطناً قومياً لليهود في فلسطين. وفعلا استطاع الغرب أن يشل حركة الوحدة العربية والإسلامية التي تبدو إذا ما تحققت مخيفة للغرب وحتى لا تتعلق أنظار المسلمين بالمركز (القدس) راحت تكرس أشكال التعاون اليهودي الغربي على كافة المستويات لتخلق تطلعات أخرى للمسلمين من شأنها الانشغال الحقيقي عن التوجه إلى مركز الصراع الحقيقي بين الغرب واليهود من جهة والمسلمين والعرب من جهة أخرى.
المشروع الإسلامي الجهادي البديل
من خلال تلمس الواقع الذي تشهده الصحوة الإسلامية التحررية في فلسطين والعالم الإسلامي نجد بدء تباشير انقلاب المعادلة في الصراع بين اليهود والمسلمين، فقد انتشرت تلك الصحوة في فلسطين المحتلة وراحت القوى الإسلامية تتلمس طريقاً جديداً للصراع يعتمد على منهج ذي رؤية وطنية إسلامية قومية إنسانية واقعية. وأصبح واضحاً أن هذا الاتجاه الجديد يحمل تباشير القوة الفاعلة التي تستطيع مجابهة العدو اليهودي حيث يُتخذ في هذا الصراع القرآن الكريم دستوراً والبندقية والجهاد المسلح طريقاً عملياً واقعياً. وصار من الواضح أن الاستناد القرآني التاريخي والوطني الواقعي صار باستطاعته مجابهة الاستناد التوراتي الدموي والاستعماري على السواء. وكم هو الفرق بين الاستناد على عقيدة إلهية وبين الاستناد على فلسفة وضعية.
إن العقيدة والإيمان بها يدفع الإنسان المجاهد نحو الشهادة متيقنا بالفوز الأخروي والرضا الإلهي وهذا ما كان يفتقده الكثيرون ممن يصارعون العدو ويسقطون على طريق النضال دون ربط التضحية بالجزاء الإلهي. ولعل العمليات الاستشهادية التي نفذت خلال سني الانتفاضة كانت الدليل الأقوى على نجاح الإنسان المجاهد المسلم في خلق التوازن بين معنى الحياة والجهاد فيها ومعنى الحياة البرزخية التي بشر القرآن بها الشهداء والإيمان بالله قبل كل حساب يدفع المجاهد نحو الصراع وهو يحمل في روحه وقناعته الراسخة أن الشهادة طريق النصر في الدنيا وطريق الخلود في الآخرة وأن النصر هو تحقيق لوعد الله ومطالبته المؤمنين بعدم الرضوخ للمستبد والمحتل والظالم. يأخذ الجهاد هنا دور الفرض الإلهي الذي فرضه الله على عباده. إنه تنفيذ لطلب من الله والغاية فيه تحرير المقدسات ونشر كلمة الحق والتوحيد ودحر كلمة الشرك والإلحاد والاستغلال والعلو والإفساد ومعاقبة المفسدين أينما وجدوا ونشر عدل الله على الكون. وعندما يعم الجهاد القرآني الواعي في فلسطين والعالم الإسلامي تصبح ردة الفعل عند اليهود كافة ذات منحى مغاير قد يمتاز بالانتحار والهروب وهنا يكمن مقتل العدو لأنه إن حارب سيحارب دون أي استناد ديني أو واقعي.
إن تجسيد التوجه الجهادي عند الشقاقي وحركة الجهاد الإسلامي تقوم على عدم حصر دور الإسلام في المواعظ والإرشاد كما هو الحال في عالمنا العربي والإسلامي. إنها ترى أن هناك علاقة أساسية جدلية بين طريق الجهاد المسلح وطريق الهدى والإرشاد.
وينظر فكر الشقاقي وحركة الجهاد الإسلامي إلى أن هدفنا إقامة الدولة الإسلامية وإبادة الكيان الصهيوني من جذوره ومحاربة الصهيونية في كل مكان من العالم. وزوال الكيان الصهيوني حتمي قدري أو حتمية قرآنية. وصراع المسلمين مع أعدائهم يجب أن يبدأ من فلسطين والحل الأنسب لتحريرها هو حرب تحرير شعبية إسلامية تؤدي إلى تدمير الكيان الصهيوني المغتصب وإقامة دولة إسلامية في فلسطين.
ووجود اليهود في فلسطين هو تجسيد للتحدي الغربي الحديث ولا يمكن الانتصار عليه إلا من خلال نهج إسلامي معاصر يمتلك قوة القران وقوة الجهاد الفعلي ضد الغزو اليهودي الغربي فلا اعتراف بالعدو ولا بالمفاوضات ولا تهادن على الأرض ولا مساومة على الحقوق.
إن حل القضية الفلسطينية لا يتم عن طريق الحلول الجزئية كاتفاق أوسلو أو مفاوضات كامب ديفيد أو وادي عربة. حل القضية ليس بيد الأمم المتحدة والمحافل الدولية التي تسيطر عليها قوى الشر الاستعماري. إن الحل يكمن في الحرب المقدسة ضد العدو بشتى السبل وشتى الأزمان وطالما أن تحرير فلسطين كل فلسطين هو الطرح الذي يتبناه المنهج الجهادي الإسلامي العملي فإن هذا المنهج يرفض أي حل جزئي للقضية ويرفض بالتالي أي طرح لحكم ذاتي أو دويلة في الضفة والقطاع. وجهادنا لن يتوقف طالما هناك شبر واحد محتل في فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر.
لقد استشرف تفكير الشهيد القائد الشقاقي المستقبل المعتم من جانب والمستقبل الجهادي المشرق من جانب آخر. وقد شكّل هذا الاستشراف لدى الصهاينة هاجس رعب فقرروا التخلص من الشقاقي بأي شكل من الأشكال خوفاً من تعميم نهجه ورؤيته في الجانب الفلسطيني كله.
أين تكمن المعادلة في القرآن الكريم؟
فلسطين في قلب القرآن
ماذا تعني فلسطين في منظور الدكتور الشقاقي؟
يرى الدكتور الشقاقي أن فلسطين هي مركز الكون مركز الصراع الكوني بين قوى الحق وقوى الباطل وإذا نظرنا إلى جغرافية هذه الأرض وتاريخها أدركنا ماذا يعني فهمنا لفلسطين على أنها مركز الصراع الكوني بين قوى الشر وقوى الخير.
لقد شكلت فلسطين أهم مركز ديني عبر التاريخ بعد الكعبة المشرفة. وفيها التقت الجيوش والحروب الإستراتيجية وحددت مصير كثير من الغزاة والجيوش إنها أولاً آية من كتاب الله سبحانه القرآن، وهي ثانيا مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهي ثالثا: أهم نقطة استراتيجية في المجال الحيوي والإستراتيجي. فهي إذا ما احتلت أكبر عقبة في طريق وحدة الأمة العربية ولهذا عمل المسلمون منذ عهودهم الأولى على تقوية مركزها عسكريا وإداريا حتى تكون سداً أمام الغزاة القادمين من البحر أو البر.
إن أهمية أية بقعة عربية أو إسلامية لا تضاهي أهمية أرض فلسطين. لأن هذه الأرض جمعت رأسي الصراع في العالم. الرأس الصهيوني والرأس الإسلامي الجهادي ولو نظرنا إلى قوى العالم الآن لوجدنا أن الارتباط مع الكيان الصهيوني يعتبر أساس التوجه الاستعماري العالمي في المنطقة. وستكون هذه المنطقة مستقبلاً محور الصراع بين الأمة العربية والإسلامية وبين قوى البغي الصهيوني الأمريكي الغربي.
فالكيان الصهيوني رأس الحربة للاستعمار الغربي في العالم. وهذا العالم الغربي يدرك قبل غيره أن هذه الأمة متى استيقظت وتخلصت من التبعية بكل أشكالها ستكون أكبر خطر على مصالح المستعمرين في العالم. فالأمة العربية والإسلامية فيها من الطاقات الروحية ما سيؤهلها لقيادة العالم. وفي أرضها ثروات أساسية كالبترول لو تحكمت بها أيد أمينة لعجز الغرب عن أي تقدم عسكري أو مادي.
إن هدف الاستعمار منذ اتفاقية سايكس بيكو تجلى من خلال تقسيم المنطقة العربية إلى دويلات ومن ثم إقامة ما يسمى وطناً قومياً لليهود في فلسطين. وفعلا استطاع الغرب أن يشل حركة الوحدة العربية والإسلامية التي تبدو إذا ما تحققت مخيفة للغرب وحتى لا تتعلق أنظار المسلمين بالمركز (القدس) راحت تكرس أشكال التعاون اليهودي الغربي على كافة المستويات لتخلق تطلعات أخرى للمسلمين من شأنها الانشغال الحقيقي عن التوجه إلى مركز الصراع الحقيقي بين الغرب واليهود من جهة والمسلمين والعرب من جهة أخرى.
المشروع الإسلامي الجهادي البديل
من خلال تلمس الواقع الذي تشهده الصحوة الإسلامية التحررية في فلسطين والعالم الإسلامي نجد بدء تباشير انقلاب المعادلة في الصراع بين اليهود والمسلمين، فقد انتشرت تلك الصحوة في فلسطين المحتلة وراحت القوى الإسلامية تتلمس طريقاً جديداً للصراع يعتمد على منهج ذي رؤية وطنية إسلامية قومية إنسانية واقعية. وأصبح واضحاً أن هذا الاتجاه الجديد يحمل تباشير القوة الفاعلة التي تستطيع مجابهة العدو اليهودي حيث يُتخذ في هذا الصراع القرآن الكريم دستوراً والبندقية والجهاد المسلح طريقاً عملياً واقعياً. وصار من الواضح أن الاستناد القرآني التاريخي والوطني الواقعي صار باستطاعته مجابهة الاستناد التوراتي الدموي والاستعماري على السواء. وكم هو الفرق بين الاستناد على عقيدة إلهية وبين الاستناد على فلسفة وضعية.
إن العقيدة والإيمان بها يدفع الإنسان المجاهد نحو الشهادة متيقنا بالفوز الأخروي والرضا الإلهي وهذا ما كان يفتقده الكثيرون ممن يصارعون العدو ويسقطون على طريق النضال دون ربط التضحية بالجزاء الإلهي. ولعل العمليات الاستشهادية التي نفذت خلال سني الانتفاضة كانت الدليل الأقوى على نجاح الإنسان المجاهد المسلم في خلق التوازن بين معنى الحياة والجهاد فيها ومعنى الحياة البرزخية التي بشر القرآن بها الشهداء والإيمان بالله قبل كل حساب يدفع المجاهد نحو الصراع وهو يحمل في روحه وقناعته الراسخة أن الشهادة طريق النصر في الدنيا وطريق الخلود في الآخرة وأن النصر هو تحقيق لوعد الله ومطالبته المؤمنين بعدم الرضوخ للمستبد والمحتل والظالم. يأخذ الجهاد هنا دور الفرض الإلهي الذي فرضه الله على عباده. إنه تنفيذ لطلب من الله والغاية فيه تحرير المقدسات ونشر كلمة الحق والتوحيد ودحر كلمة الشرك والإلحاد والاستغلال والعلو والإفساد ومعاقبة المفسدين أينما وجدوا ونشر عدل الله على الكون. وعندما يعم الجهاد القرآني الواعي في فلسطين والعالم الإسلامي تصبح ردة الفعل عند اليهود كافة ذات منحى مغاير قد يمتاز بالانتحار والهروب وهنا يكمن مقتل العدو لأنه إن حارب سيحارب دون أي استناد ديني أو واقعي.
إن تجسيد التوجه الجهادي عند الشقاقي وحركة الجهاد الإسلامي تقوم على عدم حصر دور الإسلام في المواعظ والإرشاد كما هو الحال في عالمنا العربي والإسلامي. إنها ترى أن هناك علاقة أساسية جدلية بين طريق الجهاد المسلح وطريق الهدى والإرشاد.
وينظر فكر الشقاقي وحركة الجهاد الإسلامي إلى أن هدفنا إقامة الدولة الإسلامية وإبادة الكيان الصهيوني من جذوره ومحاربة الصهيونية في كل مكان من العالم. وزوال الكيان الصهيوني حتمي قدري أو حتمية قرآنية. وصراع المسلمين مع أعدائهم يجب أن يبدأ من فلسطين والحل الأنسب لتحريرها هو حرب تحرير شعبية إسلامية تؤدي إلى تدمير الكيان الصهيوني المغتصب وإقامة دولة إسلامية في فلسطين.
ووجود اليهود في فلسطين هو تجسيد للتحدي الغربي الحديث ولا يمكن الانتصار عليه إلا من خلال نهج إسلامي معاصر يمتلك قوة القران وقوة الجهاد الفعلي ضد الغزو اليهودي الغربي فلا اعتراف بالعدو ولا بالمفاوضات ولا تهادن على الأرض ولا مساومة على الحقوق.
إن حل القضية الفلسطينية لا يتم عن طريق الحلول الجزئية كاتفاق أوسلو أو مفاوضات كامب ديفيد أو وادي عربة. حل القضية ليس بيد الأمم المتحدة والمحافل الدولية التي تسيطر عليها قوى الشر الاستعماري. إن الحل يكمن في الحرب المقدسة ضد العدو بشتى السبل وشتى الأزمان وطالما أن تحرير فلسطين كل فلسطين هو الطرح الذي يتبناه المنهج الجهادي الإسلامي العملي فإن هذا المنهج يرفض أي حل جزئي للقضية ويرفض بالتالي أي طرح لحكم ذاتي أو دويلة في الضفة والقطاع. وجهادنا لن يتوقف طالما هناك شبر واحد محتل في فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر.
لقد استشرف تفكير الشهيد القائد الشقاقي المستقبل المعتم من جانب والمستقبل الجهادي المشرق من جانب آخر. وقد شكّل هذا الاستشراف لدى الصهاينة هاجس رعب فقرروا التخلص من الشقاقي بأي شكل من الأشكال خوفاً من تعميم نهجه ورؤيته في الجانب الفلسطيني كله.
تعليق