السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
الجزيرة لها الدور الفعال في نصرة غزة
إن من أساسيات العمل الصحفي هو التمسك بالقيم الصحفية من صدق وجرأة وإنصاف وتوازن واستقلالية ومصداقية وتنوع دون تغليب أي اعتبارات تجارية كانت أو سياسية...
إن هذه المبادئ وغيرها لهى من أهم ما يجعل للعمل الصحفي رياديته ورونقه ويجعله يؤدى رسالته المرجو منه...
* ولو تتبعنا هذه الأسس فى أسلوب قناة الجزيرة بشيء من التحليل لاستطعنا أن نصل إلى حقيقة جديرة بالملاحظة فى هذه الآونة.. هذه الحقيقة هي أن قناة الجزيرة قد أبرزت بتغطيتها الحرب على غزة دور ريادي تمثل فيه الدور الإعلامي وأهميته فى هذه الأحداث...
* من هذا المنطلق تتبعت الكثير من القنوات للوقوف على الاختلاف والريادة التى تبدو للمتابع دون عناء فى البحث عن هذه الحقيقة .. فوجدت أن قناة الجزيرة تختلف عن غيرها فى تغطية الأحداث ليس فى الأسلوب أو نظام العرض فحسب بل في كل شيء .
* ولعل أبرز النقاط الإيجابية الإستراتيجية في تغطيتها هو السير المستمر على خط واحد دون ميل أو تردد فى إبراز الدور الإعلامي فى أبهى صورة للناقد والمتابع .
* لذلك كان هذا التحقيق عن دور الجزيرة فى تغطية الحرب على غزة، وقد اعتمدت فى هذا التحقيق على إبراز هذا الدور على عدة محاور أساسية اعتمدت عليها قناة الجزيرة فى هذه التغطية .
ولنأخذ أيضا ً الجزيرة كمثال واضح يتمثل فيه الدور الإعلامي وتأثيره المباشر على المجتمع .
التناسب بين أسلوب التغطية وبشاعة الحدث:::
* إن المتابع العادي يجد أن القناة قد كرست كل وقتها المتاح لتغطية الحدث فالمدة 24ساعة لا تورد إلا الأخبار على غزة وتطورات ذلك على مختلف الأصعدة الدولية والمحلية.
فقد ألغيت البرامج التى كانت محل اهتمام المشاهد العادي من لقاءات وأفلام وثائقية حتى البرامج الإعلانية والتي بالطبع تدر دخلا ً أساسيا ً للقناة .. تجد أن كل ذلك توقف دون حتى الإشارة لذلك .
* وإذا بالقناة قد حولت وقتها كله وجعلته نشرة إخبارية لا يقطعها إلا الفواصل لتبدأ نشرة أخرى ،بشبكة مراسلين فى كل قرية ومخيم .. وعلى كل معبر يرصد الحدث .. حتى داخل المستشفيات هناك من يرصد الحدث وفى خضم القصف نفسه تجد المراسل ينقل الحدث فور حدوثه .. وإذا بالشاشة الصغيرة قد قسمت إلي أجزاء : جزء ينقل الحدث مباشرة .. وجزء للمراسلين .. وجزء آخر لمذيع الربط .
* كما ترى التناسب بين حجم التغطية وعظم الحدث فإن بشاعة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وجعله مرمى لنيران حديثة وتجربة لأسلحة أمريكية جديدة كل هذا لمن الأهمية بأن تكرس القناة كل وقتها لهذه التغطية.
أيضا ً لإبراز هذا تجدها قد أغفلت أحداث أخرى قد كانت شرعت قبل الحرب فى جعلها فى بؤرة التغطية مثل ازدياد التوتر بين الهند وباكستان الجارتان النوويتان كما يسمونهما .
* أيضا ً من هذه الأحداث مشكلة القرصنة على الحدود الصومالية لاسيما وان ذلك مادة شيقة للمناقشة والمتابعة .
أيضا ً عودة ما يشبه الحرب الباردة بين أمريكا ورسيا بما يسمى الدرع الصاروخي الأمريكي فى أسيا.
وهذا للمثال لا لحصر، قد تجاوزته القناة كليا ً أو الاكتفاء بالإشارة إليه فى شريط الأنباء أسفل الشاشة...
القيام بدور ما يشبه الوسيط بين الأطراف:::
ِإن رصد التعليقات الصادرة من قيادات حماس والمقاومة والأطراف المعنية جعل منها لأول مرة وسيطا ً بين الأطراف لا سيما أنه فى حالة حماس وإسرائيل الاتصالات مقطوعة تماماً بالفعل .
* فنجد أن الجزيرة تقوم بدور نستطيع أن نسميه (الوسيط) وليس هذا تجده فى حالة إسرائيل وحماس فقط بل مع أطراف أخرى ، فمع بداية الحرب وإصرار مصر على غلق المعبر بدأت تصريحات من حسن نصر الله رصدتها الجزيرة ووصل للجانب المصري عن طريقها، وما تبعه من تصريحات أبو الغيط رداً على ما سماه المزايدة على مصر .
فدور الوساطة وإن لم تكن تتعمده إلا أن مباشرة التغطية المستمرة للجزيرة وضعها في هذا الموضع الحساس .
ضبط الميول والتوجهات:::
* عند بدء الحرب قامت قطر بدعوة لاجتماع قمة عربية لدراسة العدوان على غزة ، بالفعل كانت التغطية من الجزيرة وإبراز تصريحات دولة قطر، ثم أعقب ذلك تجاهل لهذه الدعوة من قبل الدول العربية .
ولك أن تتخيل كيف لهذه القناة وهى داخل دولة قطر وقامت بعد مباركة الحكومة لها أن تستطيع ضبط التوجهات فى مثل هذا الموقف ، إلا إننا نجد أنها ضبطت إطار التوجه .. فلم تلعب على هذه الوتيرة بل تشر إليها على استحياء دون الضغط على موقف الدول العربية .. لأنها أي الجزيرة بصدد أمر أهم من هذا لديها .. إلا وهو محاولة جمع الشتات العربي خاصة والتجاهل العالمي عامة على مبدأ واحد ألا وهو التعاطف الإنساني مع معانة الشعب الفلسطيني فى غز .
استخدام الصورة فى صنع القرار:::
* إن ما تفعله الجزيرة فى إبراز التحركات الشعبية هنا وهناك وما تبديه للمتابع من نبض الشارع العربي والعالمي يبلور القضية بوضوح لصناع القرار على شتى الأصعدة .. فإن صانع القرار أول شيء يفكر فيه قبل أخذ القرار ما هو رد فعل الناس على القرار .. فعندما تنقل الجزيرة نبض الشارع تصنع لصانع القرار أرضية صلبة لقراره متى شاء أخذه .
أيضا ً كما تستخدم الصورة فى إظهارها كوسيلة للضغط على صناع القرار ، تستخدم أيضا ً عدم إظهارها وسيلة ثانية فى بلورة فكرة أخرى .. فنجد مثلا أول الحرب إذا بها ترصد المظاهرات فى شتى الدول العربية كرد فعل عن استشهاد ما يزيد عن مائة فلسطيني أول يوم وتتجاهل نبض الشارع المصري وكأنها تقول أن مشاعر الغضب من الجانب المصري غير كافية فى الشأن المصري وأن مصر لديها الكثير لتقدمه غير التظاهرات والتنديدات .
* أن عدم رصد نبض الشارع المصري أول الأمر لم يأت اعتباطا ً من الجزيرة كما تصور بعض المتابعين، كان محاولة لتوصيل معنى معين للشعوب العربية خاصة، فالجزيرة استغلت الصورة فى إظهارها وإخفائها كمؤثر فعال على صناع القرار .
عدم تشتيت المتابع:::
* استخدمت لتحقيق هذا المبدأ وسائل كثيرة نستطيع الوصول لها بشيء من التركيز فى أسلوب طرح القضايا .
فمثلا ً أن الحرب على غزة ينظر لها ذو التوجه الإسلامي كعدوان على أرض مسلمة يندرج تحت ضياع مقدسات واحتلال أراضي .
* وينظر لها صاحب التوجه القومي العربي على أنه عدوان على أرض عربية من الدرجة الأولى أن هاتان النظرتان لا تتناسب مع نظرة باقي دول العالم فكان لابد لها من أن تستخدم طريقة تستطيع بها أن تجمع العالم كله على منطلق واحد يتفق عليه الجميع .
فلعبت على وتر الجانب الإنساني دون تجاهل التوجهات الأخرى، فركزت الجهود على رصد الجانب الإنساني فهو لغة يفهمها المسلم والعربي والمجوسي وشتى الديانات والأعراق ،فكان لرصد الجانب الإنساني فى هذه الحرب من قبل الجزيرة لمن الوعي بمكان فان صورة الطفل الذى ينزف دما والآخر الذى تظهر يده من أسفل الجدار والآخر الذى لف فى الأكفان .. صور يفهمها الجميع .. ومن هنا تفاعل معها العالم بلغة واحدة وبصوت واحد أوقفوا قتل الأطفال .
* من جانب آخر كان التركيز منها على عدم تشتيت وتركيز فهمه للقضية بمنظور واحد رأيناها ترصد المظاهرات فى كل دول العالم بمختلف كنهها وأغفلت بعض المظاهرات كما فى مصر التى نظمتها جماعة الإخوان تضامنا ً مع أهل غزة ورددوا ً فيها هتافات إخوانيه تربط بين حماس فى فلسطين وإخوان مصر .
* أيضا ً تجاهلت دعوى أحد قيادات الإخوان فى مصر (افتحوا الحدود إما أن نريحكم من إسرائيل أو تستريحوا من الإخوان المسلمين فى مصر) رأت الجزيرة أن هذا قد يشتت المتابع العادي فأغفلته .
وفى نفس الوقت تورد تصريح الشيخ عبد المجيد الزندانى بفتح باب التطوع ترى ما الفرق بين هذه الدعوى والسابقة لها .
الفرق هو أن الدعوى الثانية دعوى عامة والأولى خاصة قد تشتت المتابع للأحداث .
الجزيرة فى عين إسرائيل:::
* لم تأت دعوة شيمون بيريز الرئيس الإسرائيلي للجزيرة أن تجلس مع إسرائيل للحوار (غلطة لسان) كما قيل فهو فى حواره مع القناة قال ما نصه إسرائيل ترحب بالحوار إن أرادت حماس أن تتحاور أهلا ً وسهلا ً .. إن أرادت الجزيرة فمرحبا بها .. قاطعه المذيع ليقول له: نحن قناة إخبارية ولسنا معنيين بالحوار مع إسرائيل .
ولن أن نتخيل المدى الذى وصلت به الجزيرة فى نفوس اليهود من هذا التصريح ، أيضا ً تكرار محاولات الاعتداء على المصورين والمراسلين من قبل جيش الاحتلال دلالة على ذلك مثل الاعتداء على قارب الكرامة والمراسل إلياس كرام والمراسلة جيفار البديرى .. وهذه أمثلة لا للحصر أو مما يبدو من تعليقات المواطنين اليهود من تحامل على قناة الجزيرة .
إن صواريخ الجزيرة على إسرائيل فعلت ما لم تفعله صواريخ المقاومة:::
* ولم لا .. إن كانت صواريخ المقاومة تخرج من بيت لاهيا أو بيت حانون فى غزة فإن صواريخ الجزيرة تخرج من كل مكان وصلته صور الأطفال والقتلى صنع فى نفوس هؤلاء منصات لإطلاق صواريخ الكره والغل على إسرائيل ..
بل إن مدى صواريخ الجزيرة قد فاق صواريخ المقاومة التى لم تصل إلى تل أبيب ليصل إلى قلب بيريز وباراك وليفني فى عمق تل أبيب .. فلم يشكو هؤلاء صواريخ المقاومة كما اشتكوا من تصريحات الجزيرة .
إن الجزيرة أثبتت أن للكلمة فعلا ً أشد تأثيرا ً من الصورايخ فى هذه الحرب .. إن الجزيرة تقاتل إسرائيل بسلاح فتاك اسمه الصورة والكلمة .
* إن الصاروخ إن قتل شخصا ً فالصورة والكلمة أحيت ملايين القلوب في مواجهة إسرائيل وما تفعله فى غزة .. ولنا أن نتخيل ما تفعله الصورة لطفل يبكى وينادى( ماما ) .. كم قلب سوف تزرع فيه الكره لإسرائيل .. كم نفس سوف تصيبها الحسرة على مثل هذا .
* وأخيراً ... لنتخيل الحرب على غزة بدون تغطية الجزيرة لها .. كم من حقيقة قد تخفى مثل رصده لاستخدام إسرائيل القنابل الفسفورية على رؤوس الأطفال .. كيف كان سيصل صوت من لا منبر له فى هذه الحرب .. إن العالم اليوم يفتح قناة الجزيرة ليجد نفسه فى حرب حية وكأنه هو فيها بالفعل .
إن الرسالة الإعلامية قد أظهرتها الجزيرة فى أبهى صورة .. وهى رسالة قوية لمن شكك فى هذه الرسالة وجعل منها مادة للفساد والإفساد .. وهى رسالة صادمة لمن جعل من الشاشة الصغيرة مسرحا ً للرذيلة 0
إن فى تحقيقي هذا أردت أن أوضح أهمية الدور الإعلامي فى هذه الحرب عموما ودور الجزيرة خاصة .. لأنها حاملة هذا اللواء فى هذه الحرب .
* وإني إن تعرضت لقناة الجزيرة فى الحرب على غزة وأردت أن أبين مدى النجاح التى وصلت له لا ينافى أن هناك بعض التجاوزات الشرعية فى الإخراج ولكن (إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث )وكفى بالمرء نبلا ً أن تعد معايبه .
بقلم أ. سيد الغول
يعطيها العافية قناة الجزيرة....
الجزيرة لها الدور الفعال في نصرة غزة
إن من أساسيات العمل الصحفي هو التمسك بالقيم الصحفية من صدق وجرأة وإنصاف وتوازن واستقلالية ومصداقية وتنوع دون تغليب أي اعتبارات تجارية كانت أو سياسية...
إن هذه المبادئ وغيرها لهى من أهم ما يجعل للعمل الصحفي رياديته ورونقه ويجعله يؤدى رسالته المرجو منه...
* ولو تتبعنا هذه الأسس فى أسلوب قناة الجزيرة بشيء من التحليل لاستطعنا أن نصل إلى حقيقة جديرة بالملاحظة فى هذه الآونة.. هذه الحقيقة هي أن قناة الجزيرة قد أبرزت بتغطيتها الحرب على غزة دور ريادي تمثل فيه الدور الإعلامي وأهميته فى هذه الأحداث...
* من هذا المنطلق تتبعت الكثير من القنوات للوقوف على الاختلاف والريادة التى تبدو للمتابع دون عناء فى البحث عن هذه الحقيقة .. فوجدت أن قناة الجزيرة تختلف عن غيرها فى تغطية الأحداث ليس فى الأسلوب أو نظام العرض فحسب بل في كل شيء .
* ولعل أبرز النقاط الإيجابية الإستراتيجية في تغطيتها هو السير المستمر على خط واحد دون ميل أو تردد فى إبراز الدور الإعلامي فى أبهى صورة للناقد والمتابع .
* لذلك كان هذا التحقيق عن دور الجزيرة فى تغطية الحرب على غزة، وقد اعتمدت فى هذا التحقيق على إبراز هذا الدور على عدة محاور أساسية اعتمدت عليها قناة الجزيرة فى هذه التغطية .
ولنأخذ أيضا ً الجزيرة كمثال واضح يتمثل فيه الدور الإعلامي وتأثيره المباشر على المجتمع .
التناسب بين أسلوب التغطية وبشاعة الحدث:::
* إن المتابع العادي يجد أن القناة قد كرست كل وقتها المتاح لتغطية الحدث فالمدة 24ساعة لا تورد إلا الأخبار على غزة وتطورات ذلك على مختلف الأصعدة الدولية والمحلية.
فقد ألغيت البرامج التى كانت محل اهتمام المشاهد العادي من لقاءات وأفلام وثائقية حتى البرامج الإعلانية والتي بالطبع تدر دخلا ً أساسيا ً للقناة .. تجد أن كل ذلك توقف دون حتى الإشارة لذلك .
* وإذا بالقناة قد حولت وقتها كله وجعلته نشرة إخبارية لا يقطعها إلا الفواصل لتبدأ نشرة أخرى ،بشبكة مراسلين فى كل قرية ومخيم .. وعلى كل معبر يرصد الحدث .. حتى داخل المستشفيات هناك من يرصد الحدث وفى خضم القصف نفسه تجد المراسل ينقل الحدث فور حدوثه .. وإذا بالشاشة الصغيرة قد قسمت إلي أجزاء : جزء ينقل الحدث مباشرة .. وجزء للمراسلين .. وجزء آخر لمذيع الربط .
* كما ترى التناسب بين حجم التغطية وعظم الحدث فإن بشاعة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وجعله مرمى لنيران حديثة وتجربة لأسلحة أمريكية جديدة كل هذا لمن الأهمية بأن تكرس القناة كل وقتها لهذه التغطية.
أيضا ً لإبراز هذا تجدها قد أغفلت أحداث أخرى قد كانت شرعت قبل الحرب فى جعلها فى بؤرة التغطية مثل ازدياد التوتر بين الهند وباكستان الجارتان النوويتان كما يسمونهما .
* أيضا ً من هذه الأحداث مشكلة القرصنة على الحدود الصومالية لاسيما وان ذلك مادة شيقة للمناقشة والمتابعة .
أيضا ً عودة ما يشبه الحرب الباردة بين أمريكا ورسيا بما يسمى الدرع الصاروخي الأمريكي فى أسيا.
وهذا للمثال لا لحصر، قد تجاوزته القناة كليا ً أو الاكتفاء بالإشارة إليه فى شريط الأنباء أسفل الشاشة...
القيام بدور ما يشبه الوسيط بين الأطراف:::
ِإن رصد التعليقات الصادرة من قيادات حماس والمقاومة والأطراف المعنية جعل منها لأول مرة وسيطا ً بين الأطراف لا سيما أنه فى حالة حماس وإسرائيل الاتصالات مقطوعة تماماً بالفعل .
* فنجد أن الجزيرة تقوم بدور نستطيع أن نسميه (الوسيط) وليس هذا تجده فى حالة إسرائيل وحماس فقط بل مع أطراف أخرى ، فمع بداية الحرب وإصرار مصر على غلق المعبر بدأت تصريحات من حسن نصر الله رصدتها الجزيرة ووصل للجانب المصري عن طريقها، وما تبعه من تصريحات أبو الغيط رداً على ما سماه المزايدة على مصر .
فدور الوساطة وإن لم تكن تتعمده إلا أن مباشرة التغطية المستمرة للجزيرة وضعها في هذا الموضع الحساس .
ضبط الميول والتوجهات:::
* عند بدء الحرب قامت قطر بدعوة لاجتماع قمة عربية لدراسة العدوان على غزة ، بالفعل كانت التغطية من الجزيرة وإبراز تصريحات دولة قطر، ثم أعقب ذلك تجاهل لهذه الدعوة من قبل الدول العربية .
ولك أن تتخيل كيف لهذه القناة وهى داخل دولة قطر وقامت بعد مباركة الحكومة لها أن تستطيع ضبط التوجهات فى مثل هذا الموقف ، إلا إننا نجد أنها ضبطت إطار التوجه .. فلم تلعب على هذه الوتيرة بل تشر إليها على استحياء دون الضغط على موقف الدول العربية .. لأنها أي الجزيرة بصدد أمر أهم من هذا لديها .. إلا وهو محاولة جمع الشتات العربي خاصة والتجاهل العالمي عامة على مبدأ واحد ألا وهو التعاطف الإنساني مع معانة الشعب الفلسطيني فى غز .
استخدام الصورة فى صنع القرار:::
* إن ما تفعله الجزيرة فى إبراز التحركات الشعبية هنا وهناك وما تبديه للمتابع من نبض الشارع العربي والعالمي يبلور القضية بوضوح لصناع القرار على شتى الأصعدة .. فإن صانع القرار أول شيء يفكر فيه قبل أخذ القرار ما هو رد فعل الناس على القرار .. فعندما تنقل الجزيرة نبض الشارع تصنع لصانع القرار أرضية صلبة لقراره متى شاء أخذه .
أيضا ً كما تستخدم الصورة فى إظهارها كوسيلة للضغط على صناع القرار ، تستخدم أيضا ً عدم إظهارها وسيلة ثانية فى بلورة فكرة أخرى .. فنجد مثلا أول الحرب إذا بها ترصد المظاهرات فى شتى الدول العربية كرد فعل عن استشهاد ما يزيد عن مائة فلسطيني أول يوم وتتجاهل نبض الشارع المصري وكأنها تقول أن مشاعر الغضب من الجانب المصري غير كافية فى الشأن المصري وأن مصر لديها الكثير لتقدمه غير التظاهرات والتنديدات .
* أن عدم رصد نبض الشارع المصري أول الأمر لم يأت اعتباطا ً من الجزيرة كما تصور بعض المتابعين، كان محاولة لتوصيل معنى معين للشعوب العربية خاصة، فالجزيرة استغلت الصورة فى إظهارها وإخفائها كمؤثر فعال على صناع القرار .
عدم تشتيت المتابع:::
* استخدمت لتحقيق هذا المبدأ وسائل كثيرة نستطيع الوصول لها بشيء من التركيز فى أسلوب طرح القضايا .
فمثلا ً أن الحرب على غزة ينظر لها ذو التوجه الإسلامي كعدوان على أرض مسلمة يندرج تحت ضياع مقدسات واحتلال أراضي .
* وينظر لها صاحب التوجه القومي العربي على أنه عدوان على أرض عربية من الدرجة الأولى أن هاتان النظرتان لا تتناسب مع نظرة باقي دول العالم فكان لابد لها من أن تستخدم طريقة تستطيع بها أن تجمع العالم كله على منطلق واحد يتفق عليه الجميع .
فلعبت على وتر الجانب الإنساني دون تجاهل التوجهات الأخرى، فركزت الجهود على رصد الجانب الإنساني فهو لغة يفهمها المسلم والعربي والمجوسي وشتى الديانات والأعراق ،فكان لرصد الجانب الإنساني فى هذه الحرب من قبل الجزيرة لمن الوعي بمكان فان صورة الطفل الذى ينزف دما والآخر الذى تظهر يده من أسفل الجدار والآخر الذى لف فى الأكفان .. صور يفهمها الجميع .. ومن هنا تفاعل معها العالم بلغة واحدة وبصوت واحد أوقفوا قتل الأطفال .
* من جانب آخر كان التركيز منها على عدم تشتيت وتركيز فهمه للقضية بمنظور واحد رأيناها ترصد المظاهرات فى كل دول العالم بمختلف كنهها وأغفلت بعض المظاهرات كما فى مصر التى نظمتها جماعة الإخوان تضامنا ً مع أهل غزة ورددوا ً فيها هتافات إخوانيه تربط بين حماس فى فلسطين وإخوان مصر .
* أيضا ً تجاهلت دعوى أحد قيادات الإخوان فى مصر (افتحوا الحدود إما أن نريحكم من إسرائيل أو تستريحوا من الإخوان المسلمين فى مصر) رأت الجزيرة أن هذا قد يشتت المتابع العادي فأغفلته .
وفى نفس الوقت تورد تصريح الشيخ عبد المجيد الزندانى بفتح باب التطوع ترى ما الفرق بين هذه الدعوى والسابقة لها .
الفرق هو أن الدعوى الثانية دعوى عامة والأولى خاصة قد تشتت المتابع للأحداث .
الجزيرة فى عين إسرائيل:::
* لم تأت دعوة شيمون بيريز الرئيس الإسرائيلي للجزيرة أن تجلس مع إسرائيل للحوار (غلطة لسان) كما قيل فهو فى حواره مع القناة قال ما نصه إسرائيل ترحب بالحوار إن أرادت حماس أن تتحاور أهلا ً وسهلا ً .. إن أرادت الجزيرة فمرحبا بها .. قاطعه المذيع ليقول له: نحن قناة إخبارية ولسنا معنيين بالحوار مع إسرائيل .
ولن أن نتخيل المدى الذى وصلت به الجزيرة فى نفوس اليهود من هذا التصريح ، أيضا ً تكرار محاولات الاعتداء على المصورين والمراسلين من قبل جيش الاحتلال دلالة على ذلك مثل الاعتداء على قارب الكرامة والمراسل إلياس كرام والمراسلة جيفار البديرى .. وهذه أمثلة لا للحصر أو مما يبدو من تعليقات المواطنين اليهود من تحامل على قناة الجزيرة .
إن صواريخ الجزيرة على إسرائيل فعلت ما لم تفعله صواريخ المقاومة:::
* ولم لا .. إن كانت صواريخ المقاومة تخرج من بيت لاهيا أو بيت حانون فى غزة فإن صواريخ الجزيرة تخرج من كل مكان وصلته صور الأطفال والقتلى صنع فى نفوس هؤلاء منصات لإطلاق صواريخ الكره والغل على إسرائيل ..
بل إن مدى صواريخ الجزيرة قد فاق صواريخ المقاومة التى لم تصل إلى تل أبيب ليصل إلى قلب بيريز وباراك وليفني فى عمق تل أبيب .. فلم يشكو هؤلاء صواريخ المقاومة كما اشتكوا من تصريحات الجزيرة .
إن الجزيرة أثبتت أن للكلمة فعلا ً أشد تأثيرا ً من الصورايخ فى هذه الحرب .. إن الجزيرة تقاتل إسرائيل بسلاح فتاك اسمه الصورة والكلمة .
* إن الصاروخ إن قتل شخصا ً فالصورة والكلمة أحيت ملايين القلوب في مواجهة إسرائيل وما تفعله فى غزة .. ولنا أن نتخيل ما تفعله الصورة لطفل يبكى وينادى( ماما ) .. كم قلب سوف تزرع فيه الكره لإسرائيل .. كم نفس سوف تصيبها الحسرة على مثل هذا .
* وأخيراً ... لنتخيل الحرب على غزة بدون تغطية الجزيرة لها .. كم من حقيقة قد تخفى مثل رصده لاستخدام إسرائيل القنابل الفسفورية على رؤوس الأطفال .. كيف كان سيصل صوت من لا منبر له فى هذه الحرب .. إن العالم اليوم يفتح قناة الجزيرة ليجد نفسه فى حرب حية وكأنه هو فيها بالفعل .
إن الرسالة الإعلامية قد أظهرتها الجزيرة فى أبهى صورة .. وهى رسالة قوية لمن شكك فى هذه الرسالة وجعل منها مادة للفساد والإفساد .. وهى رسالة صادمة لمن جعل من الشاشة الصغيرة مسرحا ً للرذيلة 0
إن فى تحقيقي هذا أردت أن أوضح أهمية الدور الإعلامي فى هذه الحرب عموما ودور الجزيرة خاصة .. لأنها حاملة هذا اللواء فى هذه الحرب .
* وإني إن تعرضت لقناة الجزيرة فى الحرب على غزة وأردت أن أبين مدى النجاح التى وصلت له لا ينافى أن هناك بعض التجاوزات الشرعية فى الإخراج ولكن (إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث )وكفى بالمرء نبلا ً أن تعد معايبه .
بقلم أ. سيد الغول
يعطيها العافية قناة الجزيرة....
تعليق