إسماعيل هنية.. مبحرا وسط العواصف والمرساة في غزة .. ( تقرير مصور )
( لـُجينيات ) يمكن لرئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية أن يسجل براءات اختراع عديدة في دنيا السياسة العربية، فهو أول رئيس وزراء يخطب في المسجد ويؤم المصلين ويحفظ القرآن عن ظهر قلب ويجلس على رصيف المعبر مع العابرين بانتظار أن يفتح لهم ليمر حيث مقر سلطته المهددة منذ يومها الأول.
لا يحظى هنية المولود عام 1963 في مخيم الشاطئ بعلاقات واسعة مع القادة العرب والرسميين، وهو بالتأكيد لا يعرف الكثير من السياسيين الغربيين، غير أن الرجل الذي اختارته كتلة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) البرلمانية ليكون رئيسا للوزراء بعد انتخابات برلمانية اكتسحتها الحركة عام 2006 يحظى بشعبية كبيرة في قطاع غزة والضفة الغربية، وتحول مع الحصار إلى رمز للجماهير حتى خارج فلسطين.
كلفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتشكيل حكومة بعد الانتخابات التي خسرتها حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها عباس نفسه، وبدا الرجل مقبلا على مهمة ثقيلة لتأمين احتياجات نحو أربعة ملايين فلسطيني موزعين في الضفة الغربية وغزة، والمواءمة بين شعارات المقاومة ومتطلبات السلطة.
قدرات تصالحية
برز هنية في بداية حياته السياسية باعتباره من معتدلي حركة حماس تبعا لتصنيفات الإعلام والخصوم، فقدرة الرجل على الحوار وعلاقاته الحسنة مع قادة جميع التنظيمات جعلت منه رجل التسويات مع الآخرين في غزة كلما تأزمت المواقف الداخلية.
لكن علاقاته وقدراته التصالحية لم تمكنه من إقناع بقية الفصائل بالمشاركة بحكومته الأولى، وهكذا لم يمنح وقتا طويلا لإدارة الحكومة قبل أن يجد نفسه محاصرا بين مطالب عربية وغربية للاعتراف بإسرائيل والاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية.
وبين قمع إسرائيلي متصاعد ومناكفات تنظيمية قادتها أجهزة الأمن الخاضعة للرئيس الفلسطيني، بلغت حد محاولة اغتياله مرتين أضيفتا لمحاولة إسرائيلية سابقة تعرض لها برفقة الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة في 6 سبتمبر/أيلول 2003، وتجاهل عربي تام، وجد إسماعيل هنية نفسه محاصرا في غزة عاجزا حتى عن الوصول إلى الضفة الغربية.
وبعد نحو عام عين رئيسا لحكومة الوحدة الوطنية التي تلت توقيع اتفاق مكة بين حركتي حماس وفتح، وعين سلام فياض وزيرا للمالية في حكومته، وسيعين عباس في فترة لاحقة فياض خلفا لهنية، لكن فياض لن يتمكن من مد سلطته إلى معقل هنية في غزة.
لم يحسم اتفاق مكة الصراع بين برنامج حماس وبرنامج الرئيس الفلسطيني المسلح بحركة فتح ودعم غربي وعربي وقبول إسرائيلي غير مستتر، وكانت الصدامات بين مسلحي حماس وأجهزة الأمن التي يقودها محمد دحلان ذروة الصراع على الأرض، سرعان ما فرضت حماس سيطرتها على غزة ليفك عباس الاشتباك بالسيطرة على الضفة وحل حكومة الوحدة الوطنية بقيادة هنية متجاوزا المجلس التشريعي.
على لائحة الاغتيالات
عقب "الحسم" أو "الانقلاب" الذي قادته حكومة الوحدة على أجهزة الأمن المتمردة، ظل هنية يعتبر عباس رئيسا شرعيا بينما كان الأخير يصر على أن يتسلم قطاع غزة ليعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل "الانقلاب"، رفض هنية وإصراره على أن تسليم القطاع يجب أن يسبقه إعادة تشكيل أجهزة الأمن على ما يراها أسسا وطنية حال دون تجاوز الخلاف.
بعد "الانقلاب" شددت إسرائيل حصارها لتخنق القطاع وتم عزل هنية عربيا، إذ جرى التعامل مع حكومته باعتبارها حكومة مقالة تسيطر بالقوة على غزة، بينما أكدت الجامعة العربية والحكومات العربية على اعترافها بشرعية عباس باعتباره منتخبا وممثلا لجميع الفلسطينيين.
يتربع هنية المنحدر من قرية الجورة القريبة من عسقلان المحتلة عام 1948 منذ سنتين على قمة قائمة الاغتيالات الإسرائيلية، لكن الرجل يصر على أنه لن يعترف بإسرائيل، وهو يؤمن أن كل محاولات اقتلاع حكومته وحركته من السلطة سببها رفض الاعتراف بإسرائيل.
تنقل هنية بين المعتقلات الإسرائيلية والكتل الطلابية وعرفه أهالي غزة إماما وخطيبا مفوها مثلما عرفوه رئيسا للوزراء لا زال يقطن في بيته القديم في مخيم الشاطئ، وينتقل حين يخف الخطر على قدميه بين بيته ومسجده القديم، ويبدو الرجل كربان يبحر وسط العواصف لكنه يصر على غرس مرساته في مخيم الشاطئ لتذكره أنه مجرد لاجئ.
كتبت : فداء المدهون ـ غزة
ربما كانت المصادفة هي التي أدخلتني منزل رئيس الوزراء الفلسطيني للحكومة غير الشرعية كما يصفها الرئيس أبو مازن ، الذي دخلت كاميرا الجزيرة توك منزله في غزة سابقا وتجولت في أروقته فور الحسم العسكري، وقد نقلت لكم ذلك عبر تقرير أعددته حينها تجدونه هنا كانت المصادفة حين دعتني مجموعة من الصحفيات للذهاب إلى منزله لتهنئته بالعيد ، وافقت بعد تردد فأعلم أن المكان لاشك مزدحم بالمهنئين وهذا ماحدث بالفعل ، الأمر الذي اضطرنا إلى الذهاب إلى منزله لإلقاء التحية على زوجته وأهل بيته، الذي لايمكن أن يتخيل القارئ بساطة، وسعة صدرهم ،في استقبالنا وعند الدخول لا أخفيكم مدى الصدمة التي تلقيتها عند رؤية منزل هنية "رئيس حكومتين متتاليتين" من الداخل ، جلسنا على فراش أرضي بسيط نتحدث مع أهل بيته بعد أن قدموا لنا عصير الخروب.. ، أثار هذا المشهد ذاكرتي التي تاهت بمنزل الرئيس أبو مازن والذي تعبت من المسير به والتنقل بين غرفة مع مفارقة أنه منزل مهجور لا يسكنه الرئيس ، أما منزل هنية فيسكنه أبناؤه حتى المتزوجين.
وأنا خارجة وأودع زوجته ونساء أبنائه، بعد حديث ليس طويل ،لكنه ممتع ،استأذنتهم بالتقاط بعض الصور فقالت لي زوجة ابنه البكر "تجولي كما شئت فما في شيء مخبئ " وبالطبع أسعفتني كاميراتي التي التقطت بعض الصور السريعة لما رأيت، أترككم معها
صور منزل رئيس الوزراء اسماعيل هنية
النشأة
ولد عام 1963 م في مخيم الشاطئ للاجئيين الفلسطينيين الواقع في شمال مدينة غزة،.ينحدر هنية "42 عاماً" من أسرة فلسطينية لاجئة من قرية الجورة في مدينة عسقلان المحتلة.
ترجمة الشخصية
أنهى دراسته الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين.
حصل على الثانوية العامة من معهد الأزهر الديني بغزة وكانت هذه الفترة من أهم الفترات التي ساهمت في بلورة شخصيته وتوجهاته الإسلامية.
التحق بكلية التربية – قسم اللغة العربية – في الجامعة الإسلامية وتخرج منها عام 1987 م بعد حصوله على إجازة في الأدب العربي.
أنواط ونياشين
قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"
رئيس الوزراء، ووزير الشباب والرياضة الفلسطيني
صور من حياة "هنية"... الطفولة
ينتمي "إسماعيل هنية" إلى عائلة فلسطينية كان تقيم في قرية "الجورة" الواقعة إلى الشمال من مدينة "عسقلان" إحدى مدن قطاع غزة، وقد هاجرت عائلته من قرية "الجورة" في عام 48 بعد أن هاجمتها العصابات الإرهابية الصهيونية، ومن الذين هجروا من نفس القرية الشيخ "أحمد ياسين" مؤسس وزعيم حركة حماس الذي اغتالته قوات الاحتلال الصهيونية في مارس من العام 2004، كما أن عائلات كل من وزير الداخلية الحالي "سعيد صيام"، والقائم بأعمال رئيس المجلس التشريعي "أحمد بحر"، والناطق باسم كتلة الحركة في المجلس التشريعي "صلاح البردويل" هجرت من نفس القرية.
منذ نعومة أظفاره كان الطفل "إسماعيل" مولعاً بالأنشطة الرياضية، وعندما كان طالباً في الصف الأول الإعدادي أنضم لفريق الأشبال التابع لمسجد الحي الذي كان يصلي فيه. في ذلك الوقت نظم المجمع الإسلامي الذي كان يرأسه الشيخ "أحمد ياسين"، والذي كان يمثل جماعة الأخوان المسلمين في قطاع غزة، قد نظم دوري كرة قدم لفرق الأشبال التابعة لمساجد غزة، وفاز فريق "هنية" بالدوري، وكقائد للفريق كان عليه أن يتسلم كأس الدوري من الشيخ "ياسين"، فكانت هذه أول مرة يرى فيها "هنية" الرجل المقعد الذي ارتبط به أكثر من أي شخص آخر.
فيما بعد. في المرحلة الاعدادية والثانوية ظل "هنية" يلعب ضمن فريق كرة القدم، ووجد فرصته لكي يلعب ضمن فريق الجمعية الإسلامية بمدينة غزة، وكانت إحدى الجمعيات الخيرية التابعة للإخوان المسلمين في قطاع غزة، إلى جانب اللعب ضمن منتخب المخيم.
ظل هنية يواظب على دراسته من جهة وعلى ممارسة الأنشطة الرياضية والاجتماعية والدينية ضمن الجمعية الإسلامية. ترعرع هنية في الوقت الذي كانت فيه الحركات الفلسطينية العلمانية تحتكر العمل السياسي، وكانت جماعة الأخوان تركز جهودها على العمل الدعوي والاجتماعي.
بعد إنهائه الثانوية العامة انتقل "هنية" للدراسة في معهد الأزهر الديني لعامين. وكانت هذه الفترة من أهم الفترات التي ساهمت في بلورة شخصيته وتوجهاته الإسلامية.
مرحلة النضج..
انتقل "هنية" بعد ذلك للدراسة في قسم اللغة العربية في الجامعة الإسلامية، التي كانت ومازلت معقلاً هاماً من معاقل الأخوان المسلمين وبعد ذلك حركة حماس... وانضم إلى الكتلة الإسلامية وهي الجناح النقابي الطلابي التابع للإخوان المسلمين.
وفي بداية دراسته الجامعية برز نجم "هنية" كخطيب مفوه، وتم انتخابه كعضو في مجلس اتحاد الطلبة في الجامعة بين عامي 1983م إلى عام 1984م، ثم تولى رئاسة المجلس في الفترة بين بين العامين 1985 و1986. ولقد تولى معظم زملائه في مجلس اتحاد الطلبة مواقع قيادية بعد ذلك في الجناح العسكري لحركة حماس وفي الحكومة الحالية.
ويذكر أنه كان يقف في مواجهة "هنية" وزملائه في ذلك الوقت "محمد دحلان"، الذي كان يتزعم حركة " الشبيبة "، الجناح النقابي الطلابي لحركة " فتح " في الجامعة الإسلامية.
بعد تخرجه من الجامعة الإسلامية وحصوله على شهاد الماجستير عمل "هنية" معيداً في الجامعة الإسلامية في شهر سبتمبر من عام 1987 ، ثم مسئولاً عن الشئون الإدارية في الجامعة. وكان مشهود له بكفاءاته الإدارية.
"هنية" والاعتقال
اُعتقل "هنية" من قِبل قوات الاحتلال الصهيوني 4 مرات.
كانت المرة الأولى خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى التى اندلعت في ديسمبر عام 1987 في مخيم جباليا وهو نفس الشهر والعام الذي أعلن فيه انطلاقة "حماس"، ومكث "هنية" بالسجن 18 يوماً.
وفي عام 1988 اعتقل مرة أخرى واستمر مسجوناً لمدة ستة أشهر.
أما المرة الثالثة فكانت عام 1989 وهي الأطول واعتقل بتهمة إدارة الجناح الأمني لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" حيث حُكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات، قضى منها ثلاث سنوات ونصف في سجون الاحتلال الصهيوني، ودفع غرامة مالية قدرها 6000 شيكل، قبل أن يتم إبعاده – مع حوالي 400 من كوادر حماس والجهاد الإسلامي وقادتهما – إلى مرج الزهور في جنوب لبنان في 17 ديسمبر عام 1992 حيث استمر إبعاده لمدة سنة.
ثم ما لبث أن عاد "هنية" إلى غزة اثر اتفاق اوسلو وتم تعيينه عميداً للجامعة الاسلامية.
هنية" والشهيد "أحمد ياسين"..
عمل "هنية" مديراً لمكتب الشيخ "أحمد ياسين" مؤسس حركة "حماس" وكاتماً لأسراره منذ عام 1994 أي أثناء وجود الشيخ ياسين في السجن وبعد خروجه من السجن عام 1997 م، حيث فطن الشيخ "ياسين" إلى حيوية "هنية" الذي كان الخطيب الرئيسي في الحفل الذي أقامته حماس بمناسبة إطلاق سراح الشيخ "ياسين" في استاد اليرموك.
وعند اندلاع انتفاضة الأقصى في العام 2000، وقيام " كتائب عز الدين القسام "، الجناح العسكري لحماس بشن سلسلة من العمليات الاستشهادية التي ألحقت خسائر فادحة في قلب الكيان الصهيوني، ركزت الحكومة الصهيونية على استهداف قيادات حماس، تلك السياسة التي أكدتها حكومة "شارون" في العام 2003 حيث كان قرارها القاضي بتصفية جميع قيادات المقاومة في فلسطين خاصة حركة المقاومة الإسلامية حماس، وقائدها الشيخ "أحمد ياسين".
ومثله مثل بقية قيادات حركة حماس أصبح "هنية" ملاحقاً من جيش الاحتلال الصهيوني.
وبالفعل تعرض "هنية" لمحاولة اغتيال بينما كان برفقة الشيخ الشهيد "ياسين" في 6 سبتمبر عام 2003 عندما ألقت طائرة حربية صهيونية من طراز F16 قنبلة تزن نصف طن على منزل في غزة يملكه النائب الحالي عن حركة حماس الدكتور "مروان أبو راس"، حيث كان "هنية" والشيخ "ياسين" متوجهين إليه لتهنئته بمناسبة اجتماعية، وقبل دخولهما ألقت الطائرة القنبلة فانهار المبنى أمامها وأصيبا ببعض الشظايا، لينجيهما الله عز وجل.
إلا أن قوات الاحتلال الصهيوني تمكنت من النيل من الشيخ الشهيد "أحمد ياسين" مؤسس حركة "حماس" حيث استشهد نتيجة هجمة غادرة شنتها الطائرات الصهيونية أثناء خروجه من المسجد في 22 مارس 2004... ولحق به بعد شهر خليفته الدكتور الشهيد "عبد العزيز الرنتيسي"، وكان استشهد قبلهما الدكتور "إبراهيم المقادمة" و"إسماعيل أبو شنب".
مرحلة القيادة السياسية..
أصبح هنية عضواً في القيادة الجماعية التي شكلتها "حماس" في قطاع غزة، بعد مقتل الشيخ "ياسين" وخليفته "الرنتيسي" عام 2004، وكذلك عضواً في المكتب السياسي للحركة برئاسة "خالد مشعل"، حيث ساهم "هنية" بشخصيته القيادية في سد الفجوة التي تركها استشهاد القادة المؤسسين.
وعند حلول الانتخابات التشريعية الأخيرة في فلسطين، اختير "هنية" – الذي تصاعدت شعبيته في صفوف "حماس" – بطريق الشورى ليتصدر قائمة مرشحي الحركة.
وبالفعل قاد "هنية" حملة ناجحة ونزيهة ونظيفة حققت لــ"حماس" إلى جانب عوامل أخرى، فوزاً ساحقاً في الانتخابات الفلسطينية التي جرت في 25 يناير 2006 ، حيث نجحت في الحصول على 74 مقعداً من أصل 132 يشكلون مجمل مقاعد المجلس التشريعى الفلسطينى.. وليتم تكليف "هنية" في 16 فبراير من العام 2006 بتشكيل الحكومة الفلسطينية التي ترأسها في العشرين من ذلك الشهر.
وبذلك يكون "هنية" أول شخصية من "حماس" تتولى رئاسة الوزراء في السلطة وثالث رئيس للوزراء بعد "محمود عباس" وأحمد قريع.
ويكون "هنية" كذلك أول فلسطيني من الداخل، بل أول فلسطيني ولد وترعرع في إحدى مخيمات غزة، ولا يزال يعيش فيه حتى الآن، يتولى مسئولية منصب كهذا، إذ كانت المناصب الرئيسية في السلطة الفلسطينية تقتصر على العائدين، وهو الأصغر سناً بين من تولوا هذا المنصب.
هنية".. عواصف الداخل والخارج
ويحظى هنية بشعبية كبيرة في أوساط حماس والشعب الفلسطيني، حيث يشتهر بهدوئه ومواقفه المحسوبة جيداً وتأكيده الدائم على الوحدة الفلسطينية، كما يحظى بعلاقات قوية مع قيادات الفصائل الفلسطينية المختلفة. وشارك هنية في جميع جلسات الحوار بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية.
إلا أنه وعقب توليه رئاسة الحكومة الفلسطينية واجهته عدة عقبات عاصفة، أهمها الحصار الذي فُرض على الشعب الفلسطيني، والذي اعتبر بمثابة عقاب ظالم على اختيار الشعب لمن رآه أفضل من يمثله ويسعى للحفاظ على كيانه في مواجهة الاحتلال الصهيونية.
وتميزت سياسة "هنية" في إدارة الأزمات في البلاد بالمرونة والذكاء، حيث دخل في حوار مع الرئيس "محمود عباس" لتشكيل حكومة وحدة وطنية، معرباً عن استعداده للتنازل عن رئاسة حكومة الوحدة الوطنية من أجل الاسراع برفع الحصار المفروض على الفلسطينيين.. كما قام بجولة موسعة من أجل كسر الحصار عن شعبه، حيث التقى عدد من زعماء الدول العربية والإسلامية، ونجح كذلك – خلال الجولة – في جمع بعض المساعدات المالية للشعب الفلسطيني، لكن قوات الاحتلال الصهيونية رفضت دخوله إلى فلسطين بما يحمل من مساعدات لشعبه وقامت بإغلاق معبر رفح في وجه أرفع شخصية في فلسطين وسط صمت عربي مريب، حتى نجح في إيداع الأموال باسم الشعب الفلسطيني في أحد البنوك المصرية.
بعض المناصب التي تولاها "هنية"
- أمين سر مجلس أمناء الجامعة الإسلامية بغزة.
- مدير الشؤون الإدارية في الجامعة الإسلامية.
- مدير شؤون الأكاديمية في الجامعة الإسلامية.
- عضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية.
- عضو لجنة الحوار العليا لحركة حماس مع الفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية.
- عضو لجنة المتابعة العليا للانتفاضة ممثلاً عن حركة حماس.
- مدير مكتب الشيخ "أحمد ياسين".
- عضو القيادة السياسية للحركة.
- عضو الهيئة الإدارية العليا للجمعية الإسلامية سابقاً.
- رئيس نادي الجمعية الإسلامية بغزة لمدة عشر سنوات تقريباً.
- رئيس الوزراء ووزير الشباب والرياضة الفلسطيني حالياً.
أسرته..
زوجته: الحاجة "آمال محمد هنية عقيلة".
أولاده:
- عبد السلام عام 1981 .
- همام 1983 .
- وسام 1984 .
- معاذ 1985 .
- سناء ولدت عام 1986 ومتزوجة.
- بثينة عام 1987 ومتزوجة أيضاً.
- ثم خولة ولدت أثناء اعتقال والدها عام 1992 .
- عائد ولد أثناء إبعاد والده إلى مرج الزهور عام 1994 .
- حازم 1994 .
- أمير 1995 .
- محمد عام 1996 .
- لطيفة عام 1998 .
- سارة ابنة الثلاث.
ومازال "هنية" يقيم وأسرته في بيته الكائن في الطرف الجنوبي من مخيم "الشاطئ" الذي شهد مولده.
رئيس وزراء فلسطين.. صورة عن قرب
الأمر الذي لا خلاف عليه بين كل الذين احتكوا بـ"هنية" – سواء كانوا أعضاء في طاقم العمل معه، أو من الذين ينتمون إلى حركته، أو حتى من خصومه السياسيين – أن الرجل يتميز بتواضع جم وأخلاق عالية.
والذي يدخل ديوان "هنية"، وتحديداً الطابق الثالث في المكتب، يلمس الشعور بالرضى لدى طاقم الشباب الذي يعمل مع "هنية"، لدى دخوله وخروجه من غرفته يتبادل الدعابات اللطيفة مع الشباب الذين يعملون في الغرف المجاورة لغرفته.
يقول الدكتور "أحمد يوسف" مستشاره السياسي الخاص أنه مضى على عمله مع "هنية" حوالي عام وجده فيها قائداً متواضعاً، لكنه ذو كاريزما، محب للعاملين معه، يؤمن بالتكامل بين طاقم العمل في الديوان.
ويضيف: "إذا نصحته يقبل النصيحة، وإذا وجهت له نقداً يتقبل النقد بصدر رحب.. يحرص على استشارة كل من يرى أنه قادر على تقديم النصح والمشورة".
ويشدد "يوسف" على أن "هنية" لا يحاول دائماً فرض رأيه، منوهاً إلى أنه حضر عدة لقاءات لفرز مرشحين لتولي مناصب كبيرة في الحكومة ومؤسساتها، حيث لم يحاول "هنية" فرض المرشحين الذين اقترحهم، بل أنه تنازل عن معظم هؤلاء المرشحين عندما اطلع على قائمة المرشحين الأخرى.
ويشير "يوسف" إلى أن أكثر ما يميز "هنية" هو ميله لتيسير العمل على من معه.
ويشير "يوسف" الى أن "هنية" دائماً ما كان يبدي مرونة في الحوار الداخلي؛ من أجل التوافق مع الفصائل الفلسطينية الأخرى ولتعزيز الوحدة الوطنية.
ويضيف "يوسف": "قد يبدو هنية أحياناً كحمل وديع، لكنه يتحول إلى أسد هصور، إذا ما شعر أن خطراً يهدد المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني".
ويتفق "صالح زيدان" عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين الذي عمل إلى جانب "هنية" ضمن "لجنة المتابعة العليا للفصائل الفلسطينية" مع كل ما قاله "يوسف" مضيفاً أن: "أكثر ما يميز "أبو العبد"، هو التواضع الجم والأدب الرفيع والأخلاق العالية والترفع عن صغائر الأمور، والاستقامة وطيب المعاملة، وقدرته الفائقة على الاتصال بالآخرين وبناء جسور تواصل معهم.
ويضيف "زيدان" أنه يمكن وصف "أبو العبد" بأنه "رجل الحوار".
ويشير إلى بُعد آخر يجعله دائما يكن احتراماً كبيراً لشخص "هنية"فيقول: "عندما تجلس أمام رجل نجا من عدة محاولات اغتيال دبرها جيش ودولة الاحتلال الصهيوني له بسبب مواقفه الوطنية، ولتحمله أعباء القضية الفلسطينية، تدرك دائماً أنك تجلس أمام شهيد حي، لا يمكنك إلا أن تشعر بالاحترام والمهابة تجاهه".
ويشدد "زيدان" على مساهمات هنية الشخصية في بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية، عبر اسهاماته الإيجابية في الحوار الوطني، ودفعه زملائه في قيادة حركة حماس للتوافق من أجل التوصل لقواسم مشتركة مع بقية الفصائل.
تعليق