بسم الله الرحمن الرحيم
نـــــــداء عــــــــاجل
إلى إخواننا الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه من نصرة إخوانهم المسلمين في كل مكان..
إلى جند كنانة الذين نصر الله بهم دينه..
إلى الأحرار و الأشراف من شعب مصر الأبي..
إليكم نداءنا العاجل..
إن الخطب الجلل الذي تمر به الأمة الإسلامية..
من طغيان العدو الصهيوني الغاشم..
و تكالب الراعي الصليبي الآثم ..
و تواطؤ المنافق من بني جلدتنا الخائن..
لحري بذوي العقول الراشدة، و الإيمان الصادق، و النفس الكريمة التي تأبى الذل و الخنوع..
أن تقف موقف المقاتل في سبيل الله..
فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74)
لا نقول بالســــــــــــلاح و السنان..
و لا نقول بالــــــــــــدماء و الأشـــــــــــــلاء..
فالأمر أهون من ذلك حتى لحظة كتابة هذه السطور..
إننا في حــــــــاجة ملحة إلى إضراب شامل..
تتوقف بسببه جميع أشكال الحياة اليومية في مصر..
فلا يبقى مجــــــال لحكومة الخيانة اللامباركة أن تظل على موقفها الخسيس من الإعتداء الصارخ و الدموي على أبناء غزة المستضعفين في الأرض..
و الذين أنهكهم الحصار الذي فرضته هذه الحكومة الطاغية عليهم في حقيقة الأمر..
و ما هو إلا بداعي الحفاظ على عرشها و ضمان مصالحها الخاصة الجشعة..
فكان أطفال غزة و شيوخها و عجائزها و مرضاها و جرحاها هم من يدفع ثمن فاتورة الاستعلاء في الأرض الذي تمارسه هذهِ الحكومة الخائنة لله و لرسوله و للمسلمين..
فما هو المطلوب منكم تحديدا..؟
مجرد إضراب عن العمل، إضراب عن النشاط الإقتصادي..
فتصاب مصر بحالة من الشلل الإقتصادي الذي تفسد بسببه استمرارية مصالح الحكومة العميلة..
و الذي تؤمنه لها هيئة الأمم المتحدة على حرب الإسلام مقابل صمتها بل مشاركتها الدنيئة في اغتيال الصامدين المرابطين من أهل غزة الفداء..
فلن تجد بعد ذلك بدا من الرضوخ و النزول عند مطلب الشارع الإسلامي الحر، فتقوم بالخطوة الحازمة في إيقاف هذا العدوان الصهيوني الغير مسبوق..
لأنها فقدت ورقة التوت التي تستر بها عورتها، فلا مجال للاستحياء إذاً من زجر شركائها اليهود ليوقفوا إعتداءهم السافر على ضعفاء غزة..
إخواننا المسلمون في مصر العزة و الكرامة..
وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75)
فهل ترضون بأن تكونوا بِصَمْتِكم و عجزكم و تخاذلكم..
عن مجرد إضراب..
مجرد امتناع عن الخروج إلى العمل..
مجرد المكوث في المنزل..
أن تكونوا ممن قاتل في سبيل الطاغوت اللامباركي..!؟
وتعجزون عن أن تكونوا ممن قاتل في سبيل الله بمجرد قعوده في المنزل..!!
الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76)
نعم..
كلنا يدّعي الحميّة لأهل الإسلام في غزة هاشم..
كلنا يود أن يفديهم بدمه و ماله و عرضه ..
فما لنا عندما طلب منا مجرد الامتناع عن الخروج من المنزل تقاعسنا و خفنا الموت جوعا..!!
خفنا على الوظيفة التي نصبح و نمسي في عبادة لها و كأنها الرازق المعطي من دون الله..!!
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (77)
أما تيقنتم بعد أن الأرزاق بيد الله...؟!
أما تيقنتم بعد أن الأنفس و الأرواح بيد الله..؟!
أما استيقنت أنفسكم أن أي حسنة تعيشونها الآن من رغد العيش، إنما هي بأمر الله فلو شاء أبدلكم إياها بسيئة تكدّر عليكم صفو معيشتكم..؟!
أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78)
فمالكم تجبنون عن مجرد القعود في مساكنكم..؟؟؟
و ختاما..
إن هذا الإضراب عن العمل الذي ندعوا إليه إنما هو أقل مقدار نقدمه لمعونة إخواننا المستضعفين في غزة، التي هي على مقربة دقائق معدودة من المسير شمالا..
بيننا و بينهم مجرد سياج لا يرد الحشود الصادقة في دعواها مع الله..
فالله الله في دينكم
الله الله في نصرة إخوانكم..
الله الله في إضرابكم عن العمل في سبيل الطاغوت الجاثم على صدوركم..
وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ
تعليق