قمة الخديعة
كم درسا يحتاج العرب والمسلمون لكي يتعلموا أن إسرائيل هي أحسن من يطبق الحديث النبوي الشريف الذي يقول «الحرب خدعة». فقد خدعت إسرائيل الجيش المصري وقصفت طائراته وهي جاثية فوق مطاراتها، واضطر زعيم القومية العربية جمال عبد الناصر إلى تقديم استقالته بعد هذه الهزيمة المدوية. واليوم يعيد التاريخ نفسه في حرب إسرائيل ضد الفلسطينيين، لكن بتواطؤ عربي هذه المرة. فقد زارت وزيرة الخارجية الإسرائيلية «تزيبني ليفني» مصر قبل المجزرة بأيام قليلة لكي تخبر القادة المصريين بما ستقترفه. ثم عادت واتفقت مع رئيس الحكومة الإسرائيلية على ممارسة سياسة «السرية والخداع والتضليل لضمان عنصر المفاجأة»، كما نشرت ذلك صحيفة «هآريتس» الإسرائيلية.
ولكي يعرف العالم بأسره أن إسرائيل تعتبر نفسها في حالة حرب هذه الأيام، فيكفي الرجوع إلى ما نشرته جريدة «هآريتس» عندما كتبت بأن «يهود أولمرت» طلب من وزراء حكومته بأن يكفوا عن إعطاء التصريحات التي من شأنها إضعاف قدرات الجيش القتالية، حتى يكون بمستطاع الجيش تحقيق الانتصار نفسه الذي حققه في حرب الأيام الستة.
ومن بين وسائل التضليل والخداع التي مارستها الحكومة الإسرائيلية هي أنها كلفت الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بإعطاء حوار في الصحيفة السعودية الأكثر انتشارا يبشر فيه المنطقة بالسلام الموعود. وفي الوقت الذي كان فيه مسؤولون مصريون يعطون تطمينات خادعة للفلسطينيين بأن الجيش الإسرائيلي لن يقصف غزة، خرج يهود باراك «يزف» لوسائل الإعلام أن إسرائيل قررت فتح المعابر الحدودية مع القطاع من أجل إدخال المساعدات.
فعلت إسرائيل كل شيء لكي تخدع حركة حماس والفلسطينيين، ومعهم العرب أجميعن. وفعل بعض الأشقاء العرب كل جهدهم لكي تنجح هذه الخديعة في الانطلاء على إخوانهم الفلسطينيين. وفي الأخير عندما سقطت كل هذه المئات من الشهداء والجرحى انطلقت مناحات الحكومات العربية بين مندد وشاجب ومستنكر.
والحقيقة أن ما وقع درس عميق وباهظ الثمن للفلسطينيين أولا، وللعرب والمسلمين ثانيا. حتى يفهموا جميعا أن إسرائيل لا تريد من الفلسطينيين السلام وإنما تريد منهم الاستسلام. وفي الوقت الذي كانت فيه الحكومة الإسرائيلية تمثل أمام العالم بأسره دور الباحث عن مخرج لعملية السلام من ورطتها، كانت في الخفاء تعد العدة لشن أشرس حملة للتطهير العرقي ضد الفلسطينيين منذ الستينات وإلى اليوم.
في الحوار المطول الذي نشرته جريدة «الشرق الأوسط» يوم المجزرة مع شيمون بيريز، قال فيه هذا الأخير أنه جاء لكي يعلن الحرب على الحرب، وأن المنطقة نضجت للتوجه نحو السلام. من قرأ كلام الرئيس الإسرائيلي في الثامنة صباحا، رأى مع آذان الظهر بالتوقيت الفلسطيني التطبيق العملي لما قاله شيمون بيريز للصحيفة السعودية. فالرئيس الإسرائيلي في الواقع كان يريد أن يقول بأنه لم يأت لكي يعلن الحرب على الحرب، وإنما جاء لكي يعلن الحرب فقط. أما بخصوص نضج المنطقة للسلام فالرئيس الإسرائيلي كان يقول هذه الكذبة المفضوحة للصحافي الذي أجرى معه الحوار، فيما هو مقتنع في داخله بأن المنطقة نضجت بالفعل، ليس لاستقبال حمائم السلام ولكن لاستقبال نيران القذائف والصواريخ.
شخصيا ما اثارني في حوار «الشرق الأوسط» مع الرئيس الإسرائيلي المنشور يوم المجزرة، هو التقديم الذي خصت به الجريدة بيريز. وهو تقديم يجب أن يطالعه رؤساء الحكومات العربية من باب «اعرف عدوك»، هذا إذا كانت الحكومات العربية تعتبر شيمون بيريز عدوا طبعا.
فالرجل البالغ من العمر 86 سنة يستيقظ على الساعة الخامسة صباحا وأول ما يصنعه هو قراءة تقرير مفصل للأحداث من الصحافة الإسرائيلية والعربية والدولية، ثم يخرج لممارسة حصته الرياضية، قبل أن يعود لكي يفطر بوجبته المفضلة التي ليست شيئا آخر غير «سلطة» عربية باللبن. (يفطر بالسلطة العربية ويتعشى بالأطفال الفلسطينيين) وبعد ذلك يدخل مكتبه الرئاسي على الساعة الثامنة ولا يغادره إلا في الساعة العاشرة ليلا.
وهذا درس لرؤساء الحكومات العربية الذين يحتقرون صحافة بلدانهم ولا يعيرونها أهمية، ويعتقلون ويضايقون الصحافيين عوض قراءة تحليلاتهم وأخبارهم. ودرس كذلك لرؤساء الحكومات العربية الكسالى الذين عجزوا حتى عن الاتفاق على قمة طارئة لاتخاذ موقف عربي مشترك من هذه العربدة والفجور الإسرائيلي.
قبل شن عدوانها الدموي ضد غزة اتخذت كل الأحزاب الإسرائيلية موقفا مشتركا يقضي بوقف كل أشكال الدعاية الانتخابية إلى حين انتهاء الجيش من إراقة دماء الفلسطينيين. وقال زعماء الأحزاب السياسية أنهم يشعرون بأنهم اليوم جميعهم جنود في الجيش الإسرائيلي، ولذلك لا مكان للسياسة الآن.
وهم لا يكذبون في هذا الأمر. لأن الإسرائيليين ليسوا في الواقع مدنيين ككل مواطني دول العالم، بل جميعهم عسكريون خضعوا للتجنيد العسكري الإجباري في الجيش، استعدادا لحمل السلاح في وجه العرب في يوم من الأيام.
وهكذا ففي الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل باستمرار للحرب، وتتسلح بأحدث العتاد الحربي، وتكون المهندسين وترصد الملايير لميزانيات البحث العلمي، وتدرب يوميا مواطنيها على القتال، يتغنى العرب بالسلام ويمدون أيديهم إلى إسرائيل مصافحين. ثم يستغربون كيف أن إسرائيل تبادر إلى قطع هذه اليد الممدودة بغباء عوض مصافحتها.
ولعل ما يثير الحنق هو أن نسمع الرئيس عباس أبو مازن يحمل مسؤولية ما وقع في غزة لحماس عوض حكومة إسرائيل. وكأنه يساعد إسرائيل في البحث عن مبرر آخر يمنح الضوء الأخضر للعمليات البرية التي تستعد لشنها على غزة لقتل المزيد من الفلسطينيين العزل. فالرجل من أجل القضاء نهائيا على خصومه السياسيين في غزة والذين فشل في مجابهتهم بصناديق الاقتراع، مستعد لتبرير الهمجية والبربرية.
أما أبو الغيط المصري فمتضايق لأن حركة حماس منعت دخول جرحاها إلى مصر. والجميع طبعا يفهم تخوف حركة حماس من نقل جرحاها إلى مستعجلات مصر. فقد فقدت حماس الثقة في قادة هذه الدولة الشقيقة التي ذهبت إليها وزيرة الخارجية الإسرائيلية لكي تخبرهم بالمجزرة التي سيقترفها جيشها يوميين قبل وقوعها. وبالتالي فحماس خائفة على جرحاها، خصوصا منهم الكوادر الأمنية المطلوبة رؤوسها من طرف الموساد الإسرائيلي.
ومن حقها أن تخاف، فقبل ثلاثة أسابيع من مجزرة غزة، عرضت الحكومة الإسرائيلية هدايا الزعماء والرؤساء العرب التي أرسلوها لرئيس جهاز الموساد الإسرائيلي للبيع في مزاد علني، خصصت عائدات هذه الهدايا العربية لخزينة الدولة.
بعض هؤلاء الرؤساء والزعماء هم الذين يعرضون مساعدتهم على الجرحى الفلسطينيين اليوم، وبعضهم هم الذين سيجتمعون في القمة العربية، إذا اجتمعوا طبعا. فكيف يمكن أن نفهم حرص هؤلاء على مصلحة الشعب الفلسطيني في العلن بينما هم في الخفاء يرسلون هداياهم وعطاياهم لوزراء في الحكومة الإسرائيلية ولرئيس جهاز الموساد.
إن الخداع الحقيقي في الصراع العربي الإسرائيلي، ليس فقط خداع جيش الاحتلال لخصومه الفلسطينيين واللبنانيين والعرب بشكل عام في المعركة، بل أيضا خداع الأشقاء العرب وطعنهم لبعضهم البعض في الظهر لمصلحة العدو المشترك. هذه ليست قمة عربية وإنما هذه هي قمة الخديعة.
كم درسا يحتاج العرب والمسلمون لكي يتعلموا أن إسرائيل هي أحسن من يطبق الحديث النبوي الشريف الذي يقول «الحرب خدعة». فقد خدعت إسرائيل الجيش المصري وقصفت طائراته وهي جاثية فوق مطاراتها، واضطر زعيم القومية العربية جمال عبد الناصر إلى تقديم استقالته بعد هذه الهزيمة المدوية. واليوم يعيد التاريخ نفسه في حرب إسرائيل ضد الفلسطينيين، لكن بتواطؤ عربي هذه المرة. فقد زارت وزيرة الخارجية الإسرائيلية «تزيبني ليفني» مصر قبل المجزرة بأيام قليلة لكي تخبر القادة المصريين بما ستقترفه. ثم عادت واتفقت مع رئيس الحكومة الإسرائيلية على ممارسة سياسة «السرية والخداع والتضليل لضمان عنصر المفاجأة»، كما نشرت ذلك صحيفة «هآريتس» الإسرائيلية.
ولكي يعرف العالم بأسره أن إسرائيل تعتبر نفسها في حالة حرب هذه الأيام، فيكفي الرجوع إلى ما نشرته جريدة «هآريتس» عندما كتبت بأن «يهود أولمرت» طلب من وزراء حكومته بأن يكفوا عن إعطاء التصريحات التي من شأنها إضعاف قدرات الجيش القتالية، حتى يكون بمستطاع الجيش تحقيق الانتصار نفسه الذي حققه في حرب الأيام الستة.
ومن بين وسائل التضليل والخداع التي مارستها الحكومة الإسرائيلية هي أنها كلفت الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بإعطاء حوار في الصحيفة السعودية الأكثر انتشارا يبشر فيه المنطقة بالسلام الموعود. وفي الوقت الذي كان فيه مسؤولون مصريون يعطون تطمينات خادعة للفلسطينيين بأن الجيش الإسرائيلي لن يقصف غزة، خرج يهود باراك «يزف» لوسائل الإعلام أن إسرائيل قررت فتح المعابر الحدودية مع القطاع من أجل إدخال المساعدات.
فعلت إسرائيل كل شيء لكي تخدع حركة حماس والفلسطينيين، ومعهم العرب أجميعن. وفعل بعض الأشقاء العرب كل جهدهم لكي تنجح هذه الخديعة في الانطلاء على إخوانهم الفلسطينيين. وفي الأخير عندما سقطت كل هذه المئات من الشهداء والجرحى انطلقت مناحات الحكومات العربية بين مندد وشاجب ومستنكر.
والحقيقة أن ما وقع درس عميق وباهظ الثمن للفلسطينيين أولا، وللعرب والمسلمين ثانيا. حتى يفهموا جميعا أن إسرائيل لا تريد من الفلسطينيين السلام وإنما تريد منهم الاستسلام. وفي الوقت الذي كانت فيه الحكومة الإسرائيلية تمثل أمام العالم بأسره دور الباحث عن مخرج لعملية السلام من ورطتها، كانت في الخفاء تعد العدة لشن أشرس حملة للتطهير العرقي ضد الفلسطينيين منذ الستينات وإلى اليوم.
في الحوار المطول الذي نشرته جريدة «الشرق الأوسط» يوم المجزرة مع شيمون بيريز، قال فيه هذا الأخير أنه جاء لكي يعلن الحرب على الحرب، وأن المنطقة نضجت للتوجه نحو السلام. من قرأ كلام الرئيس الإسرائيلي في الثامنة صباحا، رأى مع آذان الظهر بالتوقيت الفلسطيني التطبيق العملي لما قاله شيمون بيريز للصحيفة السعودية. فالرئيس الإسرائيلي في الواقع كان يريد أن يقول بأنه لم يأت لكي يعلن الحرب على الحرب، وإنما جاء لكي يعلن الحرب فقط. أما بخصوص نضج المنطقة للسلام فالرئيس الإسرائيلي كان يقول هذه الكذبة المفضوحة للصحافي الذي أجرى معه الحوار، فيما هو مقتنع في داخله بأن المنطقة نضجت بالفعل، ليس لاستقبال حمائم السلام ولكن لاستقبال نيران القذائف والصواريخ.
شخصيا ما اثارني في حوار «الشرق الأوسط» مع الرئيس الإسرائيلي المنشور يوم المجزرة، هو التقديم الذي خصت به الجريدة بيريز. وهو تقديم يجب أن يطالعه رؤساء الحكومات العربية من باب «اعرف عدوك»، هذا إذا كانت الحكومات العربية تعتبر شيمون بيريز عدوا طبعا.
فالرجل البالغ من العمر 86 سنة يستيقظ على الساعة الخامسة صباحا وأول ما يصنعه هو قراءة تقرير مفصل للأحداث من الصحافة الإسرائيلية والعربية والدولية، ثم يخرج لممارسة حصته الرياضية، قبل أن يعود لكي يفطر بوجبته المفضلة التي ليست شيئا آخر غير «سلطة» عربية باللبن. (يفطر بالسلطة العربية ويتعشى بالأطفال الفلسطينيين) وبعد ذلك يدخل مكتبه الرئاسي على الساعة الثامنة ولا يغادره إلا في الساعة العاشرة ليلا.
وهذا درس لرؤساء الحكومات العربية الذين يحتقرون صحافة بلدانهم ولا يعيرونها أهمية، ويعتقلون ويضايقون الصحافيين عوض قراءة تحليلاتهم وأخبارهم. ودرس كذلك لرؤساء الحكومات العربية الكسالى الذين عجزوا حتى عن الاتفاق على قمة طارئة لاتخاذ موقف عربي مشترك من هذه العربدة والفجور الإسرائيلي.
قبل شن عدوانها الدموي ضد غزة اتخذت كل الأحزاب الإسرائيلية موقفا مشتركا يقضي بوقف كل أشكال الدعاية الانتخابية إلى حين انتهاء الجيش من إراقة دماء الفلسطينيين. وقال زعماء الأحزاب السياسية أنهم يشعرون بأنهم اليوم جميعهم جنود في الجيش الإسرائيلي، ولذلك لا مكان للسياسة الآن.
وهم لا يكذبون في هذا الأمر. لأن الإسرائيليين ليسوا في الواقع مدنيين ككل مواطني دول العالم، بل جميعهم عسكريون خضعوا للتجنيد العسكري الإجباري في الجيش، استعدادا لحمل السلاح في وجه العرب في يوم من الأيام.
وهكذا ففي الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل باستمرار للحرب، وتتسلح بأحدث العتاد الحربي، وتكون المهندسين وترصد الملايير لميزانيات البحث العلمي، وتدرب يوميا مواطنيها على القتال، يتغنى العرب بالسلام ويمدون أيديهم إلى إسرائيل مصافحين. ثم يستغربون كيف أن إسرائيل تبادر إلى قطع هذه اليد الممدودة بغباء عوض مصافحتها.
ولعل ما يثير الحنق هو أن نسمع الرئيس عباس أبو مازن يحمل مسؤولية ما وقع في غزة لحماس عوض حكومة إسرائيل. وكأنه يساعد إسرائيل في البحث عن مبرر آخر يمنح الضوء الأخضر للعمليات البرية التي تستعد لشنها على غزة لقتل المزيد من الفلسطينيين العزل. فالرجل من أجل القضاء نهائيا على خصومه السياسيين في غزة والذين فشل في مجابهتهم بصناديق الاقتراع، مستعد لتبرير الهمجية والبربرية.
أما أبو الغيط المصري فمتضايق لأن حركة حماس منعت دخول جرحاها إلى مصر. والجميع طبعا يفهم تخوف حركة حماس من نقل جرحاها إلى مستعجلات مصر. فقد فقدت حماس الثقة في قادة هذه الدولة الشقيقة التي ذهبت إليها وزيرة الخارجية الإسرائيلية لكي تخبرهم بالمجزرة التي سيقترفها جيشها يوميين قبل وقوعها. وبالتالي فحماس خائفة على جرحاها، خصوصا منهم الكوادر الأمنية المطلوبة رؤوسها من طرف الموساد الإسرائيلي.
ومن حقها أن تخاف، فقبل ثلاثة أسابيع من مجزرة غزة، عرضت الحكومة الإسرائيلية هدايا الزعماء والرؤساء العرب التي أرسلوها لرئيس جهاز الموساد الإسرائيلي للبيع في مزاد علني، خصصت عائدات هذه الهدايا العربية لخزينة الدولة.
بعض هؤلاء الرؤساء والزعماء هم الذين يعرضون مساعدتهم على الجرحى الفلسطينيين اليوم، وبعضهم هم الذين سيجتمعون في القمة العربية، إذا اجتمعوا طبعا. فكيف يمكن أن نفهم حرص هؤلاء على مصلحة الشعب الفلسطيني في العلن بينما هم في الخفاء يرسلون هداياهم وعطاياهم لوزراء في الحكومة الإسرائيلية ولرئيس جهاز الموساد.
إن الخداع الحقيقي في الصراع العربي الإسرائيلي، ليس فقط خداع جيش الاحتلال لخصومه الفلسطينيين واللبنانيين والعرب بشكل عام في المعركة، بل أيضا خداع الأشقاء العرب وطعنهم لبعضهم البعض في الظهر لمصلحة العدو المشترك. هذه ليست قمة عربية وإنما هذه هي قمة الخديعة.
تعليق