إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ترجمة الصحف العبرية - الأحد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ترجمة الصحف العبرية - الأحد

    ترجمة الصحف العبرية - الأحد

    الاحد 28 /كانون الأول/2008

    قسم العناوين
    يديعوت احرونوت:
    - نصف مليون اسرائيلي تحت النار.
    - أفضل متأخرا.
    - استنهض جنود الى القواعد، ووحدات الاحتياط في استعداد.
    - بعد فينوغراد.
    - امتحان الصمود.
    - نتيفون الموت.
    - "يتركون الى ان ينتهي كل شيء".
    - هذه هي البداية فقط.
    - حماس نامت وتلقت الضرب.
    - "نسينا الله في غزة".
    - حماس: سننتقم في كل مكان وبجميع الوسائل.
    - "اذا امتدت العملية فسنزن تأجيل الانتخابات".
    معاريف:
    - يردون بحرب.
    - يستعدون لتجنيد الاحتياط.
    - بلا توقعات.
    - في الطريق الى عملية برية.
    - شهر تضليل.
    - جهة سياسية: ليس الهدف الان اعادة جلعاد.
    - علاج الصدمة.
    - 98 في المائة من الدقة للطائرات.
    - تختلف عن لبنان، وتشبه لبنان.
    هآرتس:
    - الجيش الاسرائيلي بدأ هجوما مفاجئا على حماس: ابيد نحو من مائة هدف في اكبر عملية جوية منذ 1967.
    - في اقل من 4 دقائق ابيدت اكثر قواعد حماس.
    - بسبب تلك الحرب.
    - "كما كانت الحال في بغداد – اختبأ الناس وكان خوف وكراهية".
    - قتيل وعشرة جرحى. نحو من 65 صاروخا اطلق على النقب.
    اسرائيل اليوم:
    - ضربة مبايتة.
    - ضحايا القسام: قتيل واربعة جرحى في نتيفوت.
    - عرب اسرائيل: رمي حجارة في يافا ومحاولة صدم في القدس.
    - هذه البداية فقط.
    - اجماع قصير الامد.
    - مفاجأة تامة.
    - حرب على حماس.
    * * *
    قسم الأخبــــار الاحد 28/12/2008
    الخبر الرئيس – الحرب على حماس – يديعوت – من ناحوم برنياع:
    أفضل متأخرا../
    لن يكون هذا رائعا. ولا يمكن أن يكون. لكنه يجب أن يكون قويا وسريعا.
    يسير باراك واولمرت والدا عملية الجيش الاسرائيلي في غزة على جسر ضيق. اذا خطوا خطوة واحدة متعجلين سيثور من جديد ارهاب المنتحرين في الضفة، وعرب اسرائيل سيسدون الشوارع، وحزب الله سيطلق الصواريخ من الشمال والعالم العربي على شفا انفجار. اما تلبث واحد لا حاجة اليه فسيجعل حماس ترفع رأسها من جديد وتخرج اسرائيل من هذه العملية كما خرجت من حرب لبنان الثانية مضروبة ذليلة.
    يمكن أن نقول عن العملية في مرحلتها الحالية ان الامر افضل متأخرا من الا يكون ابدا. كان يجب ان ينفذ لا بسبب الوضع الذي لا يطاق في غلاف غزة فقط، بل وبالاساس بسبب الضرر المستمر بقوة ردع اسرائيل. فالدولة التي تخاف علاج حماس لن تستطيع ردع ايران او الحفاظ على مصالحها ازاء سورية ومصر والاردن والسلطة الفلسطينية.
    لست أعلم كيف والى اين ستتطور هذه العملية ولست على ثقة من أن قادتها يعلمون. فليس الحديث ههنا عن لعبة شطرنج محكمة واستراتيجية بل عن طاولة زهر: يطرحون احجار الزهر ويمضون الى حيث تمضي. اذا نجحت حماس في اطلاق 200 – 300 صاروخ قسام كل يوم مدة اسابيع، كما يقدر اكثر السيناريوات تشاؤما، فلن يكون مناص من دخول بري كثيف في غزة واجلاء عشرات الاف الاسرائيليين ان لم يكن أكثر الى وسط الدولة. لكن توجد سيناريوات اخرى ايضا.
    الهدف الذي نصبته الحكومة هذه المرة محدود. فليس هو "القضاء على حماس" كما طلبت منذ وقت قريب تسيبي لفني بل – كما قال أمس احد اباء العملية – "ضرب حماس ضربة شديدة تمكن من هدوء في شروط تقبلها اسرائيل". اولمرت الذي مال بطبيعته الى هدف أهم، أيد آخر الامر خفض التوقعات. هذا هو الدرس الذي استخلصه من الاخطاء التي قام بها في بدء حرب لبنان الثانية.
    في واقع الامر هدف العملية ان يفرض على حماس هدنة جديدة مؤقتة تكون قواعد لعبها اكثر استقرارا واسهل بالنسبة لاسرائيل. خط التفكير الحذر ذاك نتجت عنه عمليات الجيش الاسرائيلي المحدودة في لبنان حتى اخفاق سنة 2006. لا اكثر من ذلك ولا اقل. لن تهدأ البلاد اربعين سنة. ليس لاسرائيل خريطة حظ تضمن لها هدوءا لاربعين سنة.
    * * *
    الاستعدادات للعملية انشأت حلفا جديدا بين اولمرت وباراك واشكنازي. كان الثلاثة شركاء في السر. وأشركوا تسيبي لفني في جزء من المعلومات فقط. بحسب اقوال واحد من المشاركين، وجدت اتصالات بحكومات اجنبية تمت من وراء ظهرها. ولم يشركوا وزراء المجلس الوزاري المصغر قط. فقد خافوا من أن يتسرب ما يُبلغ به المجلس الوزاري المصغر. ولقد تسرب مضمون جلسة المجلس الوزاري المصغر التي اجازت العملية كله الى الاعلام.
    بالرغم من ذلك، نجحوا بمساعدة طائفة من الحيل باحراز مباغتة تكتيكية. كان اسهام اولمرت في الحيلة اعلانه بانه يعقد نقاشا آخر لاثار العملية اليوم أي يوم الاحد. وكان اسهام باراك في الحيلة فتح المعابر لقافلة غذاء في يوم الخميس وهو اجراء جلب عليه النقد ممن لم يكونوا شركاء في سر العملية.
    كان قرار المهاجمة في السبت عملا لامعا: فاسرائيل لا يفترض أن تبدأ حروبا في السبت. زادت المباغتة عدد القتلى، فقد كانت منشآت حماس التي هوجمت آهلة، وتمت مراسم التخريج في مدرسة الشرطة في باحة مجمعات شرطة غزة. وكان مهما ايضا قرار ان يرسل في الموجة الاولى عدد كبير من الطائرات المقاتلة هاجمت دفعة واحدة بمباغتة تامة. ذكر هذا بهجوم سلاح الجو الناجح في بداية حرب الايام الستة. ووجهت موجة الهجوم الثانية الى حفر اطلاق الصواريخ. دمرت عشرات الحفر. مع ذلك لم يتم القضاء على قدرة اطلاق الصواريخ من غزة. والفرض في الجيش الاسرائيلي ان عمليات الاطلاق ستستمر.
    تأخذ الحكومة في حسابها امكان اجلاء جماعي عن البلدات. هذا ايضا درس من حرب لبنان الثانية. فالحكومة تدرك ان مصير مواطنيها من مسؤوليتها لا من مسؤولية جمعيات عارضة. وستكون قيادة الجبهة الداخلية التي غابت في حرب لبنان الثانية العنوان الرئيس بلدات غلاف غزة. ظهر ضباط في البزات العسكرية امس في كل مكان من عسقلان الى سديروت ونتيفوت.
    لن تأمر الحكومة باجلاء لكنها ستخفف عمن يريد الخروج. بلدات الجنوب أقل تحصينا من البلدات في الشمال التي دخلت حرب سنة 2006 بعد سنين من القصف بصواريخ الكاتيوشا. سيجلى الف من المعوقين يسكنون الدائرة الاولى الى أماكن خصصت لهم. وسكان الكيبوتسات الذين يريدون الجلاء سيجدون بيتا مؤقتا في كيبوتسات في قلب الدولة. تمت استعدادات لاسكان عشرات الالاف من بلدات مدنية. عدم التحصين في الجنوب يقتضي تعجيل العملية وانهاءها سريعا قدر المستطاع.
    اعلن وزير الدفاع حالة طوارىء. لم يحدث هذا في حرب لبنان الثانية. وكان من جملة اسباب ذلك معارضة المالية. يمكن الاعلان قيادة الجبهة الداخلية من السيطرة على القيادة. اليوم هو يوم مهم: فاليوم سيتبين هل يمكن الخروج للعمل في بلدات الغلاف. وبعد ذلك في يوم الثلاثاء سيكون يوما حاسما فهو أول ايام الدراسة بعد عطلة عيد الانوار. يجب على احد ما ان يقرر هل سيتعلم الاولاد وكيف.
    * * *
    في الحادية عشرة والنصف صباحا، عندما تكاثف دخان اسود فوق غزة، خرج سكان سديروت من غرفهم المحصنة الى الشارع، واطلقوا صافرات سياراتهم وصاحوا "كل الاحترام للجيش الاسرائيلي". وصل عشرات الى التلال غربي كيبوتس نير عام، ورأوا الاصابات وصفقوا. لم يفكروا في الايام الصعبة التي تنتظرهم الان. ارادوا انتقاما.
    غير بعيد من هناك في نتيفوت عالم مختلف. فنتيفوت مدينة فخور، نامية حسنة الادارة بمفاهيم الجنوب النسبية. يمتد أحد أكثر احياء المدينة فقرا عن جانبي شارع وايزمن: كتل مبانٍ قاتمة اللون من ثلاثة طوابق، حيطانها دقيقة وساحاتها مليئة بالقمامة. دخل الصاروخ من حائط غرفة النوم في الطابق الثاني للكتلة 57. ثقب مستدير محيطه كمحيط اطار دراجة هوائية. والسكان وهم عائلة من مهاجري اثيوبيا كانوا يتناولون الغذاء في الصالون. لم يصابوا لكن بابر فيكنين الذي وقف في الخارج، قبل مدخل كتلة المباني المجاورة تلقى شظية في صدره وقتل. ستقولون سيء الحظ. لو كان تحرك مترا الى الداخل لما خدش. هذه هي طبيعة حرب صواريخ القسام. فهي في اكثر الحالات تعرض للخطر من يوجد في منطقة مفتوحة فقط. اما الباقون فانها تخيفهم. توجد 15 شقة في كل كتلة سكنية وملجأ في الاسفل. صناديق البريد مفتوحة مسحوقة، ولكن الرواق مغسول وتوجد فيه صورة حسنة لقرية سويسرية بيضاء من الثلج. ينزل الجيران الى الساحة حبا في الاستطلاع. ومن أجل عدسات تصوير التلفاز. يوجد بينهم كثير من الاثيوبيين وبعض الروس واسرائيليون قدماء ايضا بعضهم من سكان الدارات المقابلة. ويوجد هنالك ايضا ثلاثة من الكلاب، في اطواق ينبح بعضها بعضا.
    التقيت هنالك فرجي بيرمي وهو احد المعارف من سديروت. قرر قبل سبعة اشهر الانتقال الى نتيفوت هو وثلاث من بناته بسبب صواريخ القسام في سديروت. استأجر شقة في كتلة سكنية مجاورة. في يوم الجمعة عاد مع احدى بناته الى سديروت وبقيت بنتان في نتيفوت. استقبلوا السبت واستقبلوا صاروخا. حدث عدد من الاشياء الجيدة منذ بدء حرب صواريخ القسام. احدها اجهزة الانذار. فالجيش الاسرائيلي يستعمل رادار جهاز "ناوتيلوس" الامريكي الذي كان يفترض أن يعمل في مواجهة الصواريخ لكنه رفض. يخضع الجهاز للجدل لكن الرادار ممتاز. فهو لا يحدد الخروج فقط بل الاتجاه ايضا. انه جهاز ينقذ الحياة.


    معاريف – من بن كاسبيت:
    بلا توقعات../
    أوقف بوعز أدري سيارته المرسيدس بقرب المقهى في محطة وقود كفار عزة. يأتي كل سبت ههنا من بيته في نتيفوت ليشرب قهوة الصباح. كان هذا السبت مختلفا. فقد ملأت ضجة غامضة السماء. بعقبها ظهرت الطائرات. اسراب تتلو اسرابا من الطائرات، من الشمال والجنوب ملأت السماء. منظر هائل بشرط أن تراه من محطة وقود محايدة. عرف أدري بالضبط ما الذي يحدث هنا. فرح من جهة وخاف من جهة اخرى. اشرقت الشمس وكان الجو صافيا، وامتلأت المنطقة بالمتنزهين وراكبي الدراجات الهوائية. نظروا جميعا الى أعلى الى السماء وفهموا بالضبط ما الذي يحدث. وعندها تفرقوا.
    بعد ذلك بوقت قصير سقط سبعة صواريخ على نتيفوت. ما كان لن يكون بعد. فنتيفوت التي ارادت أن تكون تل أبيب الجنوب، تصبح الان سديروت جديدة. مدينة فوارة ومتفائلة وتختلف تمام الاختلاف عن صورتها كـ "مدينة المراقص الليلية"، تحاول الان ان تكيف نفسها للواقع الجديد او ان تحاول في الحقيقة فهمه. "تنتظرنا ايام صعبة"، اعترف امس يحيئيل زوهر رئيس البلدية مرتاحا بين جولة مدنية وعملية توجه مع قائد المنطقة. زوهر محاط الان بافرقة التلفاز. اصبح شهيرا بعد رشقة صواريخ واحدة. اصبح ايلي موئيل الجديد لكنه لا يريد أن يكون ايلي موئيل لكن احدا لا يسأله الان.
    الدروس استخلصت
    خطب ايهود اولمرت الامة أمس. مرت عليه حربان وهو لم يقضِ بعد ثلاث سنين في منصبه. في يوم الجمعة في مقابلة مع القناة الثانية، قال اولمرت ان يوجد من يكتبون تقارير لجان تحقيق، ويوجد من يصنعون التاريخ. وهو ممن يصنعون التاريخ. في هذه الاثناء يبدو الامر اشبه بالهستيريا (في مقابلة الهستوريا). كان ظهور اولمرت امس نموذجا لاستخلاص الدروس، فقد كان متواضعا ومتزنا ومعتدلا ومترددا. أي فرق بينه وبين رئيس الحكومة الذي خطب خطبة "الى هنا" من فوق منبر الكنيست. كان على حق في الجوهر في الحالتين. لكن الجوهر في الحقيقة لا يقرر. المهم هنا هو الغلاف. والنغمة. والمزاج. لا توجد توقعات الان.
    "تحسين الواقع الامني جنوبي البلاد". هذا هو هدف العملية الحالية الى الان. لا يوجد اضيق من ذلك. كل ما تريده اسرائيل ان تعود راجعة بسلام. ومن جهة ثانية انت تعلم كيف تدخل احداثا كهذه لكنك لا تعلم متى وكيف تخرج. يمكن ان يأتي التدهور من كل اتجاه ممكن. من حماس او حزب الله او عرب اسرائيل او عمليات من المناطق او غير ذلك. يجب تصريف ذلك بحذر لكن لا يحل الغفلة.
    في هذه المرة ايضا بدأ الامر بضربة جوية مخطط لها، ودقيقة وفتاكة. عمل نموذجي استخباري، وغرفة حرب مشتركة بين الشاباك والجيش الاسرائيلي لاول مرة في ساعة الحرب، او الحرب في ظاهر الامر. في حرب لبنان الثانية ابيد من الجو في غضون ثلاثة وثلاثين دقيقة جميع صواريخ حزب الله البعيدة المدى. في حرب غزة الاولى، ابيد من الجو في غضون ثلاث دقائق واربعين سنة كل مواقع الاطلاق تحت الارض التي اعدتها حماس لتستطيع أن تطلق بحرية اذا نشبت مواجهة واسعة مع الجيش الاسرائيلي. وهكذا نشبت مواجهة واسعة كهذه. لن تطلق حماس النار بحرية. فقد تم القضاء على اكثر هذه المواقع. ومن جهة ثانية ستطلق وتطلق. فالتقدير هو ان الرشقة التي رايناها امس على النقب الغربي مستحجرة. في الايام القريبة سيتبين لنتيفوت انها ليست وحدها. فكريات جات واسدود وظاهر بئر السبع، كل ذلك مستهدِف. سديروت؟ الوضع سيء تماما. ستضطر حماس الى أن تثبت انها ما زالت تملك القوة وان الجولة الحالية لن تنقضي بغير انجازات لها.
    ومن جهة ثانية تغيرت الظروف. ففي اسرائيل، والامر يشتمل على الجمهور والاعلام والقيادة، اصبح الجميع على علم بانه لا داعي الى محاولة وقف صواريخ القسام. حتى لو ظلت حماس تطلق الصواريخ حتى آخر يوم فلن يكون هذا مفاجئا. سيحاول الجيش الاسرائيلي ان يحدد نقاط الخروج من جولة العنف هذه من غير أن يفسد كل شيء. ما الذي سيعد انجازا؟ تجديد التهدئة بشروط أشد صرامة، مع بيان ان قذيفة واحدة لن تتقبل بتفهم، من غير وقف الحصار مع تشديد الرقابة على التهريبات. لقد قلنا أن ذلك متواضع.
    وماذا عن جلعاد شليت؟ لا شيء. فجلعاد شليت، وهذا يقوله كل من يجب عليهم القول لا تشتمل عليه هذه الصفقة. فاسمه غير مذكور كجزء من صفقة ما. وهذا درس آخر من حرب لبنان الثانية. يوجد في جهاز الامن من يقولون همسا ان الامر قد يكون محسوما. ويقدر آخرون ان حماس قد تستعمل شليت. مثل ادخال عدسات تصوير وبث مقطع يمزق القلب للجندي شاحبا هزيلا. في قبو سجنه، يستجدي الحفاظ على حياته ويطلب الى اسرائيل أن تقف القصف الذي قد يصيبه. سنرى آنذاك قوة صمود القيادة في اسرائيل.
    ايهود اولمرت هو أول رئيس حكومة يدير حربا بلا حساب. لم يعد اولمرت معنا. وهو في ظاهر الامر بلا اله. ويستطيع وهو متحرر من قيود السياسة واستطلاعات الرأي ان يقرر على نحو موضوعي. حلم اولمرت ان يعيد جلعاد شليت قبل أن يعيد المفاتيح. ويمكن ان يساعده الكلام في الجهاز السياسي عن تأجيل الانتخابات. والعملية الحالية ايضا. وبالرغم من أن اولمرت خفض التوقعات فلا مانع من أن يحاول المفاجأة وان يأتي بشليت مع كل ذلك. وقد يفشل. وليس يعوزه الفشل.
    لفني من اليمين وباراك من اليسار
    أمس أجلس اولمرت تسيبي لفني عن يمينه وايهود باراك عن يساره. لم يكن ذلك سهلا. لم يبقَ مكان لبيبي وحده. حملة الليكود المضادة التي كان يفترض أن ترفعها هذا الصباح لافتات في جميع انحاء البلاد ("هذا اكبر منها")، اجلت حتى اشعار آخر. هدوء الان يطلقون النار.
    هآرتس – من عميرة هاس:
    "كما كانت الحال في بغداد – اختبأ الناس وكان خوف وكراهية"../
    جثث كثيرة وجرحى، وفي كل لحظة اضيف جريح الى قائمة القتلى، ولم يعد يوجد مكان في غرفة الموتى؛ ابناء العائلة يبحثون بين الجثث والجرحى للاسراع في دفن موتاهم؛ امرأة قتل ابناؤها الثلاثة وهم طلاب في مدرسة وضع بعضهم على بعض في غرفة الموتى، وهي تصرخ وتبكي وتصرخ ثم تسكت؛ كل هذا رآه مصطفى ابراهيم امس في الواحدة ظهرا في مشفى الشفاء في غزة. كان يعتقد كمحقق ميداني في منظمة حقوق الانسان ان قد حصل على المناعة، لكن لم يعده أي شيء لهذه المناظر. طُلب الى مرضى ليس وضعهم خطرا مغادرة الشفاء واخلاء الاسرة.
    د. حيدر عيد محاضر في دراسات الحضارة في جامعة الاقصى. رأى هو ايضا أمس الجثث والجرحى. واولادا مقطوعي الاعضاء ايضا. وقال "اختيار ساعة كهذه الحادي عشرة والنصف بقصف قلب المدينة شيء فظيع. فهذا الاختيار يرمي الى تسبيب مجزرة كبيرة قدر المستطاع".
    كان ابو محمد على مبعدة مائتي متر عن المشفى عندما سمع صوت فظيع: فثلاثة من مراكز الشرطة الكبيرة التي قصفت موجودة قرب المشفى."في غضون ثوانٍ اصبح هذه بغداد صغيرة، قصف في كل مكان، ودخان ونار وأناس لا يعرفون اين يختبئون. في كل مكان خوف وغضب وكراهية"، قال.
    جرى هو نفسه الى مدرسة بناته مثل عشرات الالاف من الاباء الاخرين في القطاع. في 11:25 – 11:30، قصف نحو من خمسين طائرة مقاتلة اهدافها وكان مئات الاف من الاولاد في الشوارع. خرج بعضهم من فترة الدراسة الاولى ومضى آخرون الى الفترة الثانية. "رأيت في ساحة المدرسة خمسمائة بنت خائفة، تبكي لا تعرفني وتلتصق بي"، قال ابو محمد.
    في حي الشيخ رضوان فقط عد ثلاثة واربعون قتيلا. اقيمت خيمة عزاء واحد للجميع. اكثرهم افراد شرطة شبان انضموا الى الشرطة المدنية وقتلوا في مراسم نهاية الدورة. كانت معسكرات تدريب عز الدين القسام ومراكز التحقيق والاعتقال خالية من الناس عندما قصفت. لكن مراكز الشرطة في القطاع التي تقدم خدمات للمواطنين كانت مكتظة بالناس. لم يقدر احد انها ستقصف. بعد الظهر كانوا ما زالوا يبحثون عن جثث بين الانقاض. اسرع خليل شاهين الى محطة الشرطة في مركز القطاع. قال "هذا مبنى ضخم كله على الارض"، قتل نحو من ثلاثين شخصا هناك. علم ان ابن اخيه وهو مدني قتل عندما جاء يستوضح شيئا في الشرطة.
    ام صلاح وهي معلمة اعتقدت في البدء أن الانفجار خرق لحاجز الصوت. اهتز المبنى كله والزجاج كله. لكن الدخان وغيوم الغبار، وصفير سيارات الاسعاف، بين لها ان شيئا أفظع قد حدث. اصيب بعض الطلاب بشظايا الزجاج. وكان هنالك من بكى ومن صمت.
    في زحام الشارع وجدت ابنها الذي كان يمتحن بالرياضيات ساعة القصف. عادا معا الى البيت ووجدا الاخ الصغير مع الجدة ابنة السبعين التي حاولت اخفاء خوفها عندما اعتنت بالاحفاد. "لم تكد توجد الكهرباء طول الاسبوع الاخير، ولا يوجد غاز ولا دقيق ولا خبز. والقصف الان"، قالت ام صلاح. "وفجأت عادت الكهرباء. أدرت التلفاز ورأيت المناظر واغلقت التلفاز وارسلت الاولاد لتحضير واجباتهم المنزلية".
    -----------------------------------------------------
    قسم الافتتاحيات الجمعة 28/12/2008
    هآرتس – افتتاحية - 28/12/2008
    تحديد الأهداف
    بقلم: أسرة التحرير

    بحسب قرار الحكومة بدأ الجيش الاسرائيلي امس معركة عسكرية في غزة. في موجة الهجوم الجوي الاولى قتل أكثر من مائتي فلسطيني وباطلاق حماس النار ردا على ذلك قتل مواطن اسرائيلي من نتيفوت. وجرح مئات في الجانب الفلسطيني الى جانب عشرات الجرحى في الجانب الاسرائيلي. "هذا وقت القتال"، كما بين أمس وزير الدفاع الواقع الجديد للاسابيع الاخيرة في سديروت وعسقلان وبلدات النقب الغربي. حان الان دور غزة.
    يمكن ان نفهم منطق رد الجيش الاسرائيلي. فلم تكن محتاجة الى تحميس وسائل الاعلام التي سلكت سلوك المشجعات المتحمسات في مسابقة، ولا لريح الانتخابات التي تضرب ظهور الساسة الباحثين عن العناوين. فمواطنو النقب الغربي الذين عاشوا في خوف كل يوم، والطلاب المذعورون في رياض الاطفال والمدارس، ومساحة الدولة ذات السيادة المخترقة بلا انقطاع هي التي تمنح العملية شرعيتها.
    لكن التفهم ليس بديلا من الحكمة، والطموح المفهوم الى المجازاة لا يجب ان يعشي البصر عن مناظر اليوم الذي يتلو. لان تعبير "زمن القتال" ما زال لا يبين ما هي اهداف الهجوم. فهل تريد اسرائيل "فقط" ان تنقل الى حماس رسالة عنيفة ومخيفة؟ هل القصد تدمير البنية العسكرية والمدنية للحركة؟ او ربما يكون الطموح أبعد مدى الى حد ابعاد حماس عن جميع مراكز السيطرة في غزة ونقل السلطة الى السلطة الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس؟ كيف تنوي اسرائيل احراز هذه الاهداف. لان الهجوم الجوي وحده كما يمكن أن نتذكر من حرب لبنان لا يمكن أن يكون كافيا. فهل ينوي الجيش الاسرائيلي ان يلقي في شوارع غزة بالاف الجنود؟ وماذا سيكون عدد القتلى في هذه المرحلة؟
    الجمهور الذي تعلم من التجربة لا يمكن أن يفترض مرة اخرى ان الحكومة تعلم ما تفعل، ولا سيما وقد صعب على قادتها صياغة موقف ثابت في الفترة الاخيرة. ذلك الجمهور يعلم جيدا لا من تجربة لبنان وحدها ان السعي الى اهداف بعيدة المدى تغير الواقع كله، مثل ابعاد حماس عن السلطة في غزة قد يتبين أنه احلام يقظة. افضل الاكتفاء باهداف مباشرة، وانجازات نقيصة منضبطة تستطيع اعادة الهدوء كما كان ولا سيما تلك التهدئة التي تمتعت بها اسرائيل خمسة اشهر والتي مكنت سكان غزة ايضا من حياة معقولة.
    ان نقض اسرائيل للتهدئة في تشرين الثاني عجل التدهور الذي أفضى الى الحرب أمس. لكن اذا استمرت هذه اياما طويلة بل اسابيع فستنتهي الى اتفاق او الى اتفاق على الاقل يشبه ذلك الذي احرز في حزيران الماضي. لم تتغير شروط حماس للتهدئة وهي: وقف الهجوم على غزة وعلى نشطاء المنظمة في الضفة، وفتح المعابر واطلاق السجناء. وبقيت شروط اسرائيل ايضا كما كانت وهي وقف اطلاق الصواريخ على بلداتها. يحسن تجنيد أي وسيط ممكن من مصر الى قطر الى الولايات المتحدة والى اوروبا لتحقيقها. اصبح يمكننا الافتراض ان الرسالة العسكرية التي نقلتها اسرائيل فهمت كاملة في غزة، ويحسن عدم جعلها كارثة تمنع أي اتفاق في المستقبل.
    ------------------------------------------------------

  • #2
    يديعوت – مقال افتتاحي – 28/12/2008
    عدم الوقف!
    بقلم: دوف فايسغلاس
    المستشار السياسي لرئيس الوزراء السابق

    قد يكون هجوم سلاح الجو على غزة علامة على عودة اسرائيل الى نفسها وانها تحاول اعادة بناء قدرتها على الردع. يمكن ذلك وهو بداية عمل تحلل من خطأ "التهدئة" التي ثبتت سلطة حماس في غزة، وعززت قدرتها العسكرية وزادت وقاحتها الى ذرى جديدة. يعلم التاريخ ان اسرائيل على نحو عام تخلص نفسها من آلام اخطائها على يد العدو العربي. ان دولة اسرائيل ليست هي التي انهت الهدنة الخطرة التي جلبتها على نفسها بل حماس.
    ان الانجاز الذي احرزته حماس باضطرارها اسرائيل الى الموافقة على الهدنة والتردد الذي يميز الحكومة الاسرائيلية في هذه الايام جعل حماس كما يبدو تصاب "بالبلبلة": فـ "الشروط" التي اشترطتها بصلف وصرامة، على دولة اسرائيل، والقسوة والوقاحة التي اعتادتها في خطابها للمصريين، وهجوم الصواريخ والقذائف الذي لم يكن له مثيل في سعته كل اولئك دفع حكومة اسرائيل "الضابطة لنفسها" الى انهاء الهدنة الضارة والى تذكير الزعران الغزيين بعدة اشياء على حقيقتها في مسألة نسب القوة العسكرية بين دولة غزة ودولة اسرائيل.
    يجب أن تكون هذه البداية فقط. يرى جميع الخبراء انه يمكن احراز الهدوء في حدود القطاع على صورتين: الاولى عملية عسكرية برية واسعة النطاق، واحتلال القطاع، والسيطرة العسكرية عليها لامد طويل وابعاد العدو من حماس. "علاج جذري" اساسي يضمن هدوءا لوقت طويل مثل "السور الواقي" في يهودا والسامرة. لكن من البيت للجميع الثمن الباهظ لعملية برية واسعة، ومع التنبه الى الارتياب، الموجود دائما، اذا كان الهدوء المطلوب سيحرز على هذا النحو فمن المناسب ان توزن عملية برية واسعة كملاذ أخير فقط.
    والصورة الثانية لا تضمن انجازا تاما ويحتاج لنجاحها الى الكثير من القدرة على المثابرة والصبر والصمود – وهي استمرار استعمال الوسائل العسكرية والاقتصادية التي جربت حتى الان في حرب غزة، لكن على الجيش بخلاف الماضي ان يعمل كل يوم بحزم ومثابرة ومنهجية.
    استمرار قصف معسكرات حماس وقواعدها ومنشآتها ومراكبها؛ واستمرار اغتيالات مسؤولي القيادة العسكرية والسياسية الكبار؛ واصابة مطلقي صواريخ القسام من الجو، والنشطاء المسلحين والمتجمعين المسلحين؛ وان يعمل الجيش بحسب الحاجة داخل القطاع في عمليات برية محددة على نحو يمنع قدر المستطاع الخسائر من الارواح. كلما استطاع الجيش التقليل من الاصابات، سيزداد ويمتد التأييد العام المطلوب للعملية العسكرية المستمرة.
    الى أن يتم احرا ميزان الرعب وفرض الهدوء، سيعاني سكان المدن والبلدات حول غزة معاناة كبيرة. يجب على الحكومة أن تؤيدهم تأييدا كبيرا، وان تزيد في تحسين تحصين البيوت والمباني وتعويضهم من الخسارة الاقتصادية المتوقعة. ان قدرة السكان على الثبات وقتا طويلا لخسائر الايام الصعبة شرط ضروري لضمان المثابرة المطلوبة على نشاط عسكري متصل.
    ان زيادة الحصار والضغط الاقتصادي على قطاع غزة هي الوسيلة الوحيدة، في الامد البعيد التي قد تفضي الى القضاء على حكم حماس. الجمهور الفلسطيني في غزة فقط يستطيع أن يركل قيادة حماس وان يصرفها. حماس تدرك ذلك جيدا، وليس عجبا ان حماس لخصت شروط تجديد التهدئة الاخرى بفتح المعابر وتجديد المدد الدائم، لان المعابر المغلقة تعرض استمرار وجود سلطتها للخطر.
    سيكون خطأ شديدا الا يستغل النشاط العسكري الذي بدأ لاحراز الهدف الحقيقي، بل ان يوجه ويلخص في احراز هدنة اخرى "متفق عليها". في الظروف التي نشأت، يجب على الحكومة أن تأخذ بجميع الوسائل المعقولة لاضطرار حماس مرة والى الابد الى الامتناع عن اطلاق النار؛ أي ان يوجد هدوء تحرص عليه حماس خوف الرد الاسرائيلي، لا نتاج اتفاق مرفوض آخر.
    ----------------------------------------------------
    قسم التقارير والمقالات الاحد 28/12/2008
    معاريف - مقال - 28/12/2008
    الحيرة المصرية
    بقلم: جاكي حوجي
    مراسل الصحيفة للشؤون العربية

    (المضمون: في حين تحلم اسرائيل بابعاد حماس بضرب قواعدها في غزة، خلصوا في القاهرة الى استنتاج ان حماس أتت القطاع لكي تبقى -).

    لم يفاجأ احد ان تكون مصر أمس اول دولة دعت الى اجتماع طارىء في الجامعة العربية. يكاد يكون الاجتماع، الذي لا يعلق عليه احد في غزة آمالا، اقصى قدر تستطيعه القاهرة المحبطة في هذه الايام. ان عملية "الرصاص المصهور"، فشل صارخ لجهود حسني مبارك ورجاله من أجل التهدئة.
    لم تعد مصر منذ وقت صديقا لخالد مشعل ومحمود الزهار، بل عضو شرف في رابطة من أضرت بهم حماس. مشكلة غزة تثقل عليها وقد تصبح كارثة سياسية وعسكرية اذا لم تخمد هذه النار في اقرب وقت لكنه لا توجد حلول ناجعة. ففي حين تحلم اسرائيل بابعاد حماس بضربة على قواعدها في غزة، خلصوا في القاهرة الى استنتاج ان حماس أتت القطاع لكي تبقى.
    المصريون بخلاف اسرائيل التي ترى غزة الحماسية خطرا امنيا حقيقيا، الجانب الامني موجود بالنسبة اليهم لكنه في مكان أدنى في سلم الاولويات. فهم يرون ان غزة هي فلسطين المجاورة، ومع الجيران يجب استعمال علاقات جيدة والحفاظ على قنوات مفتوحة للتجارة والسياحة والدبلوماسية. في نظرة من القاهرة ليس المليون ونصف المليون من المواطنين الذين يعيشون في غزة سكانا معادين، بل اخوة دفعوا الى ازمة ويحتاجون الى مساعدة ولا سيما الان. العلاقات بحماس تجعل مصر في وضع حساس. فمن جهة جميع حقائق الدولارات التي يدخلها اناس حماس غزة قد تصبح بنادق وصواريخ تهددها هي ايضا. فمصادرة هذه الحقائب مصلحة مصرية واضحة، لكن يصعب مصادرتها في الصباح ودعوة حماس الى تسوية في المساء، بعد أن اطلقت بضعة صواريخ قسام على سديروت، او تشددت في مواقفها في اتصالات اطلاق جلعاد شليت.
    في حين تحظى اسرائيل بتأييد دولي صامت لتفعل في غزة ما شاءت – الى حد ما بطبيعة الامر – تتعرض مصر لضغوط من قبل اخواتها في الشرق الاوسط، وبعضها ليست عنده سذاجة. لسورية وايران معا وكل واحدة على حده، برنامج خاص في هذا النزاع. فدمشق مثلا لا تذرف دمعة عندما تهاجم غزة لان الجميع يجرون آنذاك الى الاسد ويطلبون اليه ان يساعد في اخماد اللهب. اما ايران في مقابلتها فتشجيع منذ سنين حماس على التحرش بالجيش الاسرائيلي واستنزافه، ويسعدها أن ترى كيف يفشل المصريون في مهمتهم لاحباط تدبيرها.
    على هذه الخلفية خرج متظاهرون الى شوارع طهران ودمشق معارضين لحكومة مصر. في المظاهرات التي نظمت بأمر من أعلى دعا المشاركون مصر بسخرية الى الكف عن مصافحة مسؤولين اسرائيليين كبار والى أن تبدأ تقديم مساعدة حقيقية للفلسطينيين.
    برغم كل ذلك، ترفض مصر ان تدع لحماس ان تصرف امورها على نحو يعرضها لخطر في المستقبل. فوجود نظام متطرف في ساحتها الخلفية قد يجلب عليها الازمات والكوارث. فدولة اسرائيل لا تهدد اسرائيل فقط. فهي قد تستعمل قاعدة انطلاق لعمليات في مصر. السياحة في سيناء مورد مهم للمصريين اضر به الارهاب من قبل. وعندما يهاجم الجيش الاسرائيلي غزة فليست هذه مشكلة اسرائيلية فقط. انها حرب على حدود مصر.
    ولما كانت مشكلة القاهرة تختلف عن مشكلة اسرائيل، فان قنوات العمل مختلفة ايضا: فالقاهرة تعمل على حسب ايقاعها لمواجهة تهريب السلاح. وهي تضع يدها، في الاطار الممكن، على المال المتدفق سرا على القطاع. وعندما رأت حاجة الى اعتقال مسؤولين كبار من الذراع العسكرية لحماس اعتقلوا وزج بهم في سجن العريش. في مقابلة ذلك حاولت مصر تخفيف الوضع الانساني لسكان غزة واثارت امام اسرائيل حلولا ممكنة للتهدئة، وتوسطت بين حماس وابي مازن وتحاول أن تجند رعاية امريكية للاجراءات. وهي تترك الخيار العسكري للجيش الاسرائيلي او لنفسها – ايام اسوأ.
    قال ضابط رفيع المستوى في الاسبوع الماضي لصحيفة "معاريف" ان المصريين يستطيعون التخفيف من اطلاق الصواريخ من غزة لو شاءوا ذلك. وقد نسي أن يذكر ان طول نفس الطلب المصري لا يزيد على يوم واحد. لان حماس منذ زمن لم تعد تحت رعاية مصر بل اصبحت طفلها المشاغب. وعندما يحتاج الامر لا يوجد عند محمود الزهار ورفاقه أي مشكلة في الشغب على حسني مبارك ايضا.
    -----------------------------------------------------



    يديعوت - مقال - 28/12/2008
    مسبوكة من رصاص قديم
    بقلم: يغئال سيرينا

    (المضمون: لن يأتي التدمير والقتل باي حل للمشكلة مع غزة. الحل الوحيد هو التفاوض وجلب الامل لاهل غزة).
    أي هدوء ستجلبه على اجنحتها السوداء الجنائز المئتان لقتلى غزة؟ أي هدوء كاوٍ لمئتي شخص سينقطعون عن عول عائلات جائعة؟ والثكل واليتم واليأس. هل يضمن احد ما شيئا يشذ عن دائرة الانتقام القديم ونصف يوم من الشماتة نستفيده من عملية نفذ سلاح الجو المرحلة الاولى منها؟ الانتقام فقط سينتج عن مئتي القتيل، الذين كانوا هم انفسهم نتيجة الانتقام لمئات من المصابين بالرعب الذين يعيشون في غلاف غزة.
    "سيستغرق الامر زمنا"، يحذر الضباط. "ليس ذلك ضربة خاطفة وانتهينا". ما زال اولمرت لم يذهب وأنتم تنظرون في نصوص لبنان الثانية. الا يتوقع أي تجديد صغير لمسيرة الغباء التي يقودها ايهود باراك؟
    بعد سلاح الجو سيأتي بحسب تجربة الماضي وقت قوات البر. قبل ذلك سيظهر في صحيفة لاناس يفكرون حث على دخول عملية برية استكمالية، صغيرة وجراحية. كما في لبنان. حينئذ سندخل غزة التي ليست هي لبنان. فهي اكثر بؤسا وفقرا ويأسا ومزدحمة جدا. انها لنا في الحقيقة. مكثنا فيها جيلا ونصف جيل. اخترقنا كل باب فيها تقريبا بركلة.
    كنت هنالك في سنة 1980 مع قوة آفي ايتام في الرابعة صباحا في دير البلح ذات الجرذان والقمامة. وكنت في خانيونس وفي رفح البائسة، وفي أزقة غزة الغارقة في ماء الصرف الصحي، في ساعة الفجر التي خرج فيها آباء مطلقي الصواريخ الان الى عملهم اليومي المهين في مطاعم تل أبيب.
    غزة مكان مزدحم جدا. وهي كارثة على عملية سلاح المشاة. وهي شرك لمن يعيش فيه ولمن يدخلها. مليون ونصف من الساكنين في مخيمات فيها الكوخ الى الكوخ والانفاق. ومشافٍ قديمة وأزقة بلا مخرج. مواقع سجن قديمة، ومصانع كفت عن العمل وحقول توت لا تستطيع تصدير الثمار. ومدارس قديمة وعيادات اطفال، وشريط ساحلي ضيق وناطحات سحاب اقيمت بأمل ساد للحظة في سندريلا الغبار التي تؤمل الخير دائما الى أن يئست. الجحيم على شاطىء البحر المتوسط.
    هذه هي غزة التي هربنا منها كما في لبنان بعد اربعين سنة كاملة من السيطرة. لا باتفاق سياسي بل بانسحاب عسكري على عجل. من غير أن ننظر الى الخلف، لئلا نتذكر عار السيطرة الاستغلالية. هكذا خرج باراك من لبنان وهكذا تخلص شارون من غزة. كلاهما جنرال حُطَمة، تعوزه أي قدرة على ادارة التفاوض وانشاء اتفاقات سلمية متسامحة كثيرة التفصيلات. كما في لبنان قادنا انسحاب غزة الابكم الى فترة الصواريخ. صواريخ غزة تذكار للمكان الذي لم نعلمه شيئا سوى اطلاق النار وتركناه بعد ذلك لنفسه.
    وفي الجبهتين اللتين انسحبنا منهما عسكريا تركنا ورما دائما. مرضا يستصرخ الجيش لعلاجه، وبمحاولته يهزم مرة بعد اخرى. لان الهدوء والسكينة لا ينشآن البتة من اليأس والقتل. حتى لو سويت غزة بالارض مثل جمهورية الشيشان او غرانيكا، كما يطلب الكهانيون والليبرمانيون، فلن ينشأ أي هدوء بل انتقام يأتي من السكون ومن الاعشاب ومن القبور.
    السبيل الوحيدة للهدوء تمر بالتحادث والتفاوض البطيء والصبور، كما كان مع مصر والاردن، تفاوض افضى الى اتفاقات تم الحفاظ عليها جيدا سنين طويلة. تفاوض مع الجميع. ان ما ينبغي فعله بخلاف جميع الغرائز هو قلب الامور في غزة 180 درجة. أي ان نحادث ونساعد ونطور. ان نأتي غزة بالوسيلة الوحيدة التي لم تجرب هنالك بعد وهي الامل.
    لانه لن ينشأ أي حل من السحق. ومن القصف واهداف الهجوم. لا يوجد في التاريخ أي مثل على انتصار سلاح جو على شعب آخر. اذا لم نحول علاج غزة من المدمرين الى المفاوضين فسنغرق معها متعانقين في مجزرة، وستغرق سديروت وبيت حانون ونتيفوت وخانيونس وعسقلان واسدود وتل ابيب وغزة.
    ------------------------------------------------------
    التعديل الأخير تم بواسطة خطاب المقدس; الساعة 29-12-2008, 12:52 AM.

    تعليق


    • #3
      هآرتس - مقال – 28 /12/2008
      نتنياهو؟ صدقوه
      بقلم: ابيرما جولان
      (المضمون: يجب تصديق نتنياهو لانه يفعل ما يقول بالضبط -).

      رئيس الليكود بنيامين نتنياهو لم يكن كما نعلم السياسي الوحيد الذي يلتقطون له صورة بجانب الجدار المهدوم في البيت الذي اصابه صاروخ قسام في سديروت في هذ الاسبوع، ولكنه اثار الدهشة في استغلال الموقف اكثر من الاخرين. لم يكن وجهه متجهما فقط، وكأن كل ثقل المسؤولية الامنية في دولة اسرائيل ملقى على كتفيه من الان ، بل ان الكلمات التي القاها اطلقت رسالة ذات صدى تاريخي.
      نتنياهو وعد بالقضاء على حماس حتى "نستعيد كرامتنا الوطنية". قبل ذلك بمساء افيد انه التقى مع افيغدور ليبرمان، من اجل توحيد الطاقات قبل الانتخابات وتشكيل كتلة مانعة حاسمة بعدها في المقابل، وبعد ذلك بيوم اتضح ان افي ايتام قد تبرع لليكود باثني عشرة مليون شيكل- هو وكتلته– الامر الذي يوفر فرصة اضافة لمحاولة اغراء ناخبي اليمين المتطرف مرة اخرى، بعد ان غادروا الليكود بخيبة امل اثر قضية موشيه فايغلن.
      في اخر الاسبوع، رغم الغمز يمينا اتضح ان الليكود يفقد ستة مقاعد ( استطلاع ديالوغ)، ولكن ليس لكاديما، الذي جاءه جزء من قوته منه، وانما لليمين المتطرف. اي انه لا يوجد لنتنياهو سبب لطرح مظهر اكثر تطرفا لاجتذاب الناخبين. فمن الواضح ان المعسكر اليميني سيوحد طاقاته بعد الانتخابات من دون ذلك.
      ولكن هل يختلف نتنياهو عموما عن ليبرمان وايتان؟ في السنوات الاخيرة، خصوصا منذ ان نجح في اقناع كل العالم، انه هو، وليس اي طرف اخر في الاقتصاد العالمي او في الظروف التي نشأت حينئذ، الذي انقذ اقتصاد اسرائيل من الانهيار- يميل الكثيرون في اليسار والوسط في الاعتقاد ان نتنياهو هو انسان براغماتي.
      هم يقولون انه يكترث لما يظنه الامريكيون به، وفي اخر المطاف عندما سيصل للحكم- سيتنازل ان كانت هناك حاجة عن كل الضفة حتى. المشكلة الوحيدة كما يدعون، هي انه ليس مصادقا. الدعاويون في كاديما ركزوا حملتهم الانتخابية على شخصيته تحت شعار "بيبي؟ انا لا اصدقك".
      من الغريب جدا حقيقة ان المستشارين الاعلاميين الذين عمل واحد منهم على الاقل مع نتنياهو وكان قريبا جدا منه، بل وحاول معه تجربة المبادىء الايديولوجية لحملة انتخابات 1996 الناجحة- يفضلون التشبث بصورته السائدة والتهرب من مواجهة نتنياهو الحقيقي ذلك لان نتنياهو لم يصرف خلال مسيرته السياسية كانسان مجرد من المبادىء وبراغماتي: لا عندما كان وزيرا للخارجية، حيث مثل بصورة جيدة سياسة رئيس الوزراء اسحاق شامير المتشددة ولا كرئيس وزراء عديم التجربة، اخطأ دائما باتجاهه نحو اليمين ( من نفق حائط المبكى والهمس في اذن الحاخام كادوري، ضد اليسار في السياق)، وبالتاكيد ليس كوزير للخارجية.
      فترة ولاية نتنياهو كوزير للمالية تبرهن اكثر من اي شيء اخر الى اي مدى هو انسان ذو فلسفة راسخة. الا ان فلسفته الاقتصادية ليست معارضة لفلسفته السياسية، ووفقا لافضل التقاليد المحافظة الجديدة هي تعيش معه بانسجام كامل. احاديثه عن استعادة الكرامة الوطنية، ووعده ببقاء هضبة الجولان مع اسرائيل للابد وثقته بانه لن يكون لاسرائيل شريك في السلام- كل هذه المواقف حقيقة، ولا يتوجب الاستخفاف بها . "السلام الاقتصادي" الذي ابتدعه ، والذي يقترح احتفاظ اسرائيل بالاراضي المحتلة مع توفير مستوى حياة وعمل للفلسطينيين الامر الذي يخفف تطلعاتهم القومية، تشبه خطة موشيه دايان الاستعمارية التي الحقت باسرائيل كارثة التجذر في المناطق.
      دايان ابتدع الاعتقاد الخاطىء بانه براغماتي وفي نفس الوقت قاد المسيرة لليمين، الا ان نتنياهو اكثر تطرفا منه بكثير. هو ما زال "جيدا لليهود "وسيئا جدا لاسرائيل. عندما يتحدث مثلا باعتزاز عن الغاء مخصصات الاطفال ويفضل عدم ذكر الاصوليين وانما فقط العرب من مواطني اسرائيل الذين يتحدث عنهم باسلوب يثير الصدمة والفزع.
      يبدو ان اتباع اليسار الوسط الذين عانقوا نتنياهو كوزير للمالية ، قد نسوا فجأة كل مواقفه واخفاقاته وتصريحاته، ويجدون صعوبة في التصديق بان هذا الاقتصادي الرائع من جامعة امريكية شهيرة اقرب لايتان وليبرمان المتطرفين الذين تسهل كراهيتهما، منه اليهم. لهؤلاء على ما يبدو وجه شعار كاديما المناهض لنتنياهو ومصداقيته، ولكنه ما زال شعارا خاطئا ومخطئا. نتنياهو شخص يفضل تصديقه، لانه سيفعل ما يقوله بالضبط، مع ايتان وليبرمان ويهدوت هاتوراه وشاس.
      ----------------------------------------------------

      اسرائيل اليوم - مقال – 28/12/2008
      لنحتل القطاع مع اجتياح بري
      بقلم: يعقوب عميدرور
      (المضمون: الطريق الوحيد لايقاف اطلاق الصواريخ على الجنوب يكمن في احتلال قطاع غزة وعدم التنازل لهم ولا بديل عن ذلك - ).
      الحرب التي بدأت اليوم لن تنتهي بسرعة، الا ان كررت اسرائيل سيناريو التهدئة، اي :وقف اطلاق نار بوساطة طرف ثالث، الوضع الذي حظينا من خلاله بالهدوء الشكلي الا انه كان هدوءا قامت حماس في ظله ببناء قوتها استعدادا للجولة القادمة.
      للاسف، ليس من الممكن الوصول الى وقف اطلاق نار بصواريخ الكاتيوشا على امتداد الجبهة كلها الا ان احتل الجيش الاسرائيلي قطاع غزة كله. من الممكن البدء بمستوى اكثر انخفاضا من العمليات، ومن الممكن التحرك من الجو بكثافة ونجاح كبير، ومن الممكن استخدام الية الطوق الاقتصادي الذي يصعب الحياة في القطاع بصورة كبيرة- كل هذه الامور قد تؤدي الى تنغيص حياة السكان، وربما قد تشكل هنا وهناك ضغطا على حماس.
      ولكن مع ذلك يتوجب ان يكون واضحا، ومن المحظور علينا ان نخدع انفسنا مرة اخرى: اطلاق النار نحونا لن يتوقف من دون احتلال الارض. لم تظهر بعد طريقة لوقف اطلاق النيران بهذه الصورة من دون احتلال الارض التي تطلق منها. هذه العبرة الاهم المستفادة من حرب لبنان الاخيرة، التي ترتكز بدرجة عميقة على الحروب التي شهدها التاريخ البشري. يبدو ان الطلعات الاولى التي قام بها سلاح الجو، ارتكازا على معلومات استخبارية دقيقة، قد نجحت في اصابة قيادات حماس والمنشآت الهامة. ربما يكون الجيش قد شوش من خلال ذلك لدرجة ما منظومة القيادة والسيطرة الخاصة بهم، ولكن هذا الضرر لن يوقف اطلاق حماس وباقي التنظيمات للصواريخ.
      احدى مشاكلنا منذ اتفاقيات اوسلو وخصوصا اثر طرح الانجازات التي افترض بها ان تؤدي الى فك الارتباط عن غزة هي انهم يبيعوننا الاوهام ولا يقولون لنا الحقيقية. بعد التوقيع على اتفاقيات اوسلو باقل من شهر قال رئيس الاستخبارات ان من الواجب ان ناخذ بالحسبان ان هذا الاتفاق سيؤدي الى اطلاق صواريخ الكاتيوشا على عسقلان؛ لم ينتبه احد لذلك. قبل فك الارتباط بعدة اشهر قيل لرئيس بلدية عسقلان في لقاء خاص ان من الواجب اعداد الملاجىء في عسقلان، فاستخف هو بذلك، مثل اغلبية المواطنين الذين انطلت عليهم هذه الاوهام. مع تقديم قانون اخلاء غزة سلم لمحكمة العدل العليا تصريح يصف ما سيحدث على الارض، الا ان هذه المحكمة تجاهلته وفضلت التشبث بوعود بلا رصيد. في مؤتمر هرتسيليا، قبل فك الارتباط، وعد دوف فايسغلاس، الذي كان رئيس ديوان رئيس الوزراء اريئيل شارون حينئذ، بجبال من الوعود حول السعادة والنجاح الذين ستتمخض عنهما خطة فك الارتباط. عندما سئلوا اسئلة صعبة- لم تكن هناك ردود، الا اننا تجاهلنا ذلك. طبعا الى ان غمرنا الواقع بحقائقه.
      انا اذكر ذلك حتى اوضح ان المشكلة الاكثر تعقيدا التي تواجهها اسرائيل هي عدم رغبة المواطنين بالاعتراف بالحقيقة الصعبة، ونتيجة لذلك- ميل القادة لبيع الاوهام. من المحظور ان يتكرر هذا الشيء. اثر العملية الحالية من المحتمل ان يتبين ان حماس مستعدة للعودة الى طاولة المفاوضات حتى تتوصل الى تهدئة اخرى، ولكن يجب ان نعرف ان هذه ستكون تهدئة لتغطية تحضيرات حماس للجولة القادمة. لذلك من المهم ان نفهم ان هناك احتمالية عالية جدا بان تكون الطريقة الوحيدة لضمان الهدوء في الجنوب هي احتلال قطاع غزة. من الاجدر بمواطني اسرائيل ان يتذكروا ان اتباع حماس وفتح قد نجحوا بانتاج الات دمار حربية في ظل عدم سيطرة الجيش الاسرائيلي على يهودا والسامرة بين ايلول 2000 ونيسان 2002 (نتيجة لاتفاقيات اوسلو حيث سقط لنا في تلك الفترة اكثر من 135 قتيلا في الشهر).
      احتلال يهودا والسامرة مرة اخرى (في عملية السور الواقي) هو وحده الذي اعاد الهدوء الى شوارع اسرائيل. للاسف الشديد ولانني مثل الجميع انا اكره الحروب ايضا، ستكون هذه ايضا الطريقة الوحيدة لايقاف الجنون الحاصل في الجنوب منذ عدة سنوات، وبشدة اكبر بعد فك الارتباط.
      قبل اوسلو لم يكن هناك اي اطلاق لنار على اسرائيل. بعد اوسلو بدأت عملية تسببت حتى فك الارتباط باطلاق 280 صاروخا وبعد ذلك ازداد هذا السيل تعاظما. الان هناك خوف من ان يصل اطلاق الصواريخ حتى ضواحي اسدود وبئر السبع. من الواجب ايقاف هذه العملية، والطريق الوحيد هو احتلال كل قطاع غزة من اجل ذلك لشدة الاسف.
      ----------------------------------------------------

      اسرائيل اليوم - مقال - 28/12/2008
      لا اجتياح ولا احتلال- وقف اطلاق نار مطلق
      بقلم: يهوشع سوبول
      (المضمون: يتوجب على اسرائيل ان تتوصل الى اتفاق هدنة غير محدود زمنيا وليس احتلال القطاع –)
      فك الارتباط السابق عن قطاع غزة تم بمبادرة من حكومة اسرائيل بصورة غير صحيحة. هو نفذ من دون اي تفاوض مع طرف سياسي فلسطيني معين، ومن دون اي اتفاق مع السلطة الفلسطينية والتي كانت كما يجب التذكير في تلك الايام الطرف السيادي المسيطر في القطاع بعد.
      مع مرور الاشهر والسنين منذ فك الارتباط، اصبح واضحا للجميع ما هو ثمن تجاهل اي طرف فلسطيني يمكن ومن الواجب التوصل معه الى وقف لاطلاق النار على حدود القطاع مقابل اخلاء المستوطنات الاسرائيلية منه.
      الثمن الذي دفعناه عن ذلك كان وصول حماس للحكم، اولا، عبر الانتخابات، ولاحقا من خلال سيطرتها بالقوة. وهكذا في صبيحة فك الارتباط تواصل اطلاق صواريخ القسام على تجمعات غلاف غزة الاسرائيلية، مثلما كان في الفترة التي سبقت فك الارتباط الذي نفذ بصورة هوجاء فوضوية وحالمة تماما.
      مع انتهاء التهدئة، التي لم تكن تهدئة بالضبط، ومع تكثيف اطلاق الصواريخ والقذائف على المدن والتجمعات السكانية الاسرائيلية في الجنوب، كان واضحا ان دولة غزة قد شرعت مرة اخرى في حرب استنزاف ضد دولة اسرائيل.
      كل دولة سيادية تطلق دولة مجاورة النار على مواطنيها لاصابتهم، كانت ستتصرف بالضبط مثلما تصرفت اسرائيل في الاسبوعين الاخيرين.
      في واضح الامر كل دولة طبيعية في وضع كهذا كانت ستطلق تحذيرات للدولة المعتدية، وكانت ستتقدم بشكوى للامم المتحدة، وتحاول تحريك الدول المجاورة المؤثرة على الدولة المعتدية حتى يقنعوها بوقف اطلاق النار.
      سمعنا من وزير الخارجية المصري ان مصر قد حاولت بالفعل اقناع حماس بالتوقف عن اطلاق الصواريخ، كما سمعنا منه ان مصر قد حذرت قيادة حماس من انها ستتحمل المسؤولية عن رد اسرائيل الاتي لاي محاولة ان لم تتوقف عن دك المراكز السكانية الاسرائيلية بالصواريخ، وزير الخارجية المصري ذكر قيادة حماس بغزة بهذه الحقائق وقال في واقع الامر انهم يأكلون الان العصيدة التي طبخوها لانفسهم.
      ولكن سؤالنا لا يتوجب ان يكون مرتبطا بلامبالاة مصر والدول العربية الاخرى ازاء حكم حماس في القطاع ، او حتى فرحهم للضربة التي توجهها اسرائيل لها. السؤال الذي يتوجب ان يشغل بالنا هو كيف يتوجب انهاء هذه الحرب، وما الذي يمكن توقعه من انتهاءها، وما الذي يجب ان تتمخض عنه.
      من المحظور على اسرائيل ان تحدد اسقاط حكم حماس كهدف للحرب. مثل هذا الهدف لن يتحقق من خلال الحرب التي لا تتضمن احتلال القطاع، والثمن الذي سيدفع بالارواح سيكون فادحا.
      لذلك هدف دولة اسرائيل يجب ان يكون التوصل الى هدنة غير محدودة زمنيا على حدود القطاع.
      مثل هذه الهدنة يمكن ان تتسنى ان وقعت الحكومة المسيطرة على دولة القطاع على اتفاق كهذا مع دولة اسرائيل، وان كان واضحا لها انه لا توجد مستويات انتقالية بين هذه الهدنة وبين الحرب الشاملة؛ لا تنقيطا بصواريخ القسام، ولا اطلاق نار من القناصة على المزارعين ولا عمليات كوماندو او عمليات تخريبية داخل دولة اسرائيل.
      يجب الافتراض ان تدخل الدول العظمى والامم المتحدة بوقف اطلاق النار سيحدث ان اجلا او عاجلا. سيكون بامكان اسرائيل ومن واجبها ان تطالب في هذه الحالة بشروط واضحة لوقف اطلاق النار المنشود.
      لذلك يجب ان يكون هدف العملية الجارية في القطاع الان واضحا مسبقا: التوصل الى اتفاق الهدنة نفسه من دون قيد زمني. هذا الاتفاق الذي تنازلت اسرائيل عنه مسبقا في فك الارتباط.
      ------------------------------------------------------

      اسرائيل اليوم - مقال - 28/12/2008
      استخلاص العبرة من حرب لبنان
      بقلم: اوري هايتنر
      (المضمون: يجب استخلاص العبرة من حرب لبنان واخضاع حماس وليس التدخل في السياسة الفلسطينية الداخلية)
      انتهت التهدئة. الجيش الاسرائيلي خرج في عملية "الرصاص المصهور". ولكن استخدام القوة لذاتها ليس هدفا، لان استخدام القوة قد يتجسد من خلال الاحباط والغضب والعجز ومن اجل الانتقام. ما هو اذا الهدف الذي يتم من خلاله استخدام الجيش الاسرائيلي في هذه المرحلة؟ الامور التي تصرح بها رئيسة كاديما تسيبي لفني والقائم باعمال رئيس الوزراء حاييم رامون بالايام الاخيرة، تشير الى ان الهدف السياسي هو اسقاط حكم حماس حتى يعود تنظيم فتح برئاسة ابو مازن لحكم قطاع غزة.
      منذ الخمسينيات تخيل دافيد بن غوريون رعاية اسرائيل لضابط مسيحي ومساعدته بالسيطرة على لبنان والتوقيع معه على اتفاق سلام بعد ذلك. في فترة حرب حزيران دعى ايغال يادين باحتلال جبل الدروز واقامة دولة دورزية حليفة هناك. في حرب لبنان الاولى جربنا هذا الطريق- التدخل بالقوة في سياسة جيراننا الداخلية- فاحترقنا. هذا الحلم الخيالي ورطنا في لبنان. يتبين ان هناك من لا يتعلموا هذا الدرس ويحاولون اليوم ايضا اقامة نظم جديدة في الشرق الاوسط، بدم جنود الجيش الاسرائيلي.
      استخدام الجيش الاسرائيلي من اجل التدخل في السياسة الداخلية الفلسطينية ليس اخلاقيا- الجيش الاسرائيلي موجود من اجل الدفاع عن دولة اسرائيل وليس لخدمة حزب معين عند العدو. هذا التدخل ليس ذكيا- حماس تسيطر على قطاع غزة لان هذه رغبة الفلسطينيين هناك، مجرد التفكير بارسال الجنود الاسرائيليين للمخاطرة بحياتهم لمساعدة عدو لدود للتغلب على عدو لدود اخر في السياسية الداخلية الفلسطينية، هو عمى في البصيرة.
      لذلك يتوجب ان يكون الهدف الذي تكلف الحكومة الجيش الاسرائيلي به هو الانتصار على الارهاب الفلسطيني ووضع حد لاطلاق صواريخ القسام. هذه مهمة قابلة للتنفيذ وكل المطلوب هو قرار من المستوى السياسي. في فترة العمليات الانتحارية قيل لنا ان لا طريقة للانتصار- كيف يمكن منع فلسطيني منفرد يحيط نفسه بحزام ناسف من تفجير نفسه؟- ولكن عندما اتخذ القرار الصحيح، انتصر الجيش الاسرائيلي في عملية السور الواقي وحطمت البنية التحتية للارهاب في يهودا والسامرة، والنشاطات والخطوات التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي والشاباك منذ ذلك الحين تنجح في التصدي لكل انبوب ارهابي (ايضا لان الاغتيالات الممركزة حطمت العمود الفقري لقيادة الارهاب).
      من الممكن ايضا التغلب على ارهاب الصواريخ. هنا ايضا يشترط الامر بقرار صحيح من المستوى السياسي. من المحتمل ان لا يكون هناك مفر في اخر المطاف من خوض نوع من "االسور الواقي" وتكرارها في غزة ايضا، ولكن يتوجب ان تسبق ذلك خطوات اخرى. لاحتلال غزة اعتبارات سياسية. الحكومة الانتقالية لا تملك وهي مقدمة على انتخابات بعد شهر تفويضا باتخاذ قرار كهذا. لذلك يتوجب التصرف بطرق اخرى. اولا، يتوجب استخدام قوات الجيش الاسرائيلي من دون توقف ليلا ونهارا في مسلسل عمليات برية وجوية شديدة تجبر العدو على الانتقال لحالة الدفاع عن النفس. ثانيا، يتوجب العودة الى سياسة الاغتيالات، التي برهنت بصورة صارخة عن فعاليتها العالية، والاهم من كل ذلك يتوجب فك الارتباط عن قطاع غزة.
      خلافا لحرب لبنان الثانية، يحظر الاكتفاء بـ "الانتصار بالنقاط". يتوجب استخدام كل القوة لمنع امكانية استمرار اطلاق الصواريخ خلال العملية- فقط من خلال الهجوم البري لا يتوجب التوقف قبل ان يخضع العدو ويتوسل مطالبا بوقف اطلاق النار ويطلق سراح جلعاد شليت (في صفقة تبادل بثمن معقول).
      الانتصار في الشرق الاوسط يجب ان يظهر وليس فقط ان يتم. انتصار كهذا سيعيد لاسرائيل قدرتها الردعية التي تصدعت بصورة بليغة في حرب لبنان الثانية وفي سياسة ضبط النفس ازاء صواريخ القسام. انا على قناعة ان اصرار الحكومة والجيش الاسرائيلي والجمهور سيؤدي الى هذه النتيجة.
      ----------------------------------------------------

      تعليق


      • #4
        هارتس - مقال – 28/12/2008
        سحر العملية الواسعة
        بقلم: تسفي بارايل
        (المضمون: من الممكن الوصول لوقف اطلاق نار من خلال تسوية لمطالب الطرفين من دون العملية العسكرية الكبرى والدماء التي ستتسبب بإراقتها).
        هناك سيناريو جديد يلقي بظلاله منذ امس على السياسييين وعلى الجمهور: عملية عسكرية واسعة، يسمونه. هذا مصطلح يضم في ثناياه كل الامنيات الخفية في السرائر- انتقام عن اطلاق النار والصواريخ، استعادة المكانة الاعتبارية كما كانت في الماضي، توجيه ضربة جسيمة لحماس، التعويض عن فك الارتباط عن غزة، توجيه رسالة حادة لايران، تهديد مبطن لحزب الله، وكذلك التعبير عن قلق الحكم في اسرائيل لمواطنيه، وبضعة نقاط اعتماد استعدادا للانتخابات.
        الخيال في حالة نشاط وانشودة المجد والفخار تعزف. ها هي الطائرات الحربية قد قصفت اهداف في قلب غزة وغدا قد يدخل الاف الجنود مقتحمين ازقتها. يوم الثلاثاء قد يقضون على اسماعيل هنية ومشير المصري ومحمود الزهار. الجيش الاسرائيلي يسيطر على مواقع السيطرة التابعة لحكومة حماس والناطق باسمه يرسل للصحافة الاف الصور عن الاسلحة والصواريخ التقنية التي ضبطت في المخازن. جنود الوحدات الخاصة يشقون طريقهم نحو المكان الذي يختبىء فيه جلعاد شليت والجندي المخطوف يعود الى والديه سليما معافى. او ربما تبدأ حينئذ العملية البطيئة والصعبة. بحث من بيت لبيت، تفتيش المخازن واعتقال المشبوهين وقتل المطلوبين، فتكف وسائل الاعلام بدورها عن الاهتمام، وتعود سديروت الى روتين حياتها المرير. الانتخابات، كما سيصرح المذيع ستجري في موعدها. ويتبقى لتسيبي لفني وايهود باراك وبنيامين نتنياهو خوض الكفاح من اجل حقوق طبع الحرب الناجحة التي كانت في غزة.
        هذا كان السيناريو الخيالي، ذلك لان السيناريو الحقيقي لا يعرض علينا. ربما سيعرض علينا عندما تتشكل لجنة التحقيق التي ستحقق فيما حدث في غزة.
        قد يقتل بعض الجنود في الضربة النارية الاولى؟ والجيش الاسرائيلي قد يقضي بضعة اشهر في تطهير الانهار والمنازل في غزة؟ وكم هو عدد المواطنين الفلسطينيين الذين سيقتلون في العملية؟ هل سيبقى جلعاد شليت وفقا لهذا السيناريو حيا يرزق؟ هل سيجلس حزب الله مكتوف اليدين في ظل الهجمة التي تشن على غزة؟ وكيف سيرد سكان الضفة ومصر والاردن؟ وماذا عن الرئيس الامريكي الجديد؟ ومحمود عباس؟ حسنا هو ليس مهما حقا.
        الحكومة تقول ان اسرائيل تمتلك شرعية كاملة لضرب من يهدد حياة مواطنيها. الدولة اقيمت من اجل هذا الهدف ، ولا يمكن لاية دولة ان تتحمل مثل هذه الهجمات على تجمعاتها السكانية. شعار جميل وهو مشابه في مضمونه لتعليلات حماس ومنطقها: هل يمكن لغزة ان تتحمل الحصار الطويل والصعب المفروض على مواطنيها خلال مثل هذه الفترة؟ وهل يمكن للقيادة ان تتحمل اغتيال قادتها واحدا تلو الاخر؟ او قصف المدنيين الابرياء؟ وقف اطلاق النار الذي وافقت عليه حماس يهدف بالضبط لفرملة هذا الحوار العنيف. من الجدير ان نذكر ان اسرائيل استخدمت نفس الشعارات عندما خرجت الى حرب لبنان وعادت منها بشق الانفس. السيناريو التفاؤلي لم يتحقق حينئذ، ومن الصعب ان نقنع انفسنا الان انه سيتحقق في غزة. شرعية حرب لبنان كانت في بداية الحرب واحتفلت بالانتصار وكذلك الحال مع الهزيمة.
        مقارنة مع لبنان الذي كانت الحرب فيه مفسرة في البداية بذريعة اعادة الجنود المخطوفين الى منازلهم، ومن ثم تضخمت لتصل الى التطلع لتصفية "البنية التحتية" لحزب الله – امامنا في غزة الان ذريعة اخرى: وقف اطلاق النار على النقب وربما- مثلما في لبنان – تدمير حكم حماس. "الصنوبر الصغير"، التي ستنمو لتصبح هدفا اكبر اسمه "الصنوبر الكبير"، وفرض نظام جديد في المناطق، تعود فيه سلطة محمود عباس الفلسطينية الى غزة فوق فوهات مدافع الجيش الاسرائيلي. ولكن قبل لحظة من ان نغط في هذا الحلم اللطيف يجدر بنا ان نتحقق من الواقع.
        قبل نصف عام، طلبت اسرائيل من حماس وقف اطلاق نار وحصلت عليه. ومن ثم قامت بخرق هذا الوقف لاطلاق النار من طرف واحد، عندما قصفت النفق في غزة، وما زالت تناشد مصر باقناع حماس بوقف اطلاق النار. فهل زالت الظروف المواتية لوقف اطلاق النار فعلا؟ لحماس شروط واضحة من اجل تمديد الهدنة: فتح المعابر وادخال البضائع، كما تحدد في الاتفاق الاصلي ووقف الهجمات على غزة، وبعد ذلك، استكمال شروط التهدئة في الضفة ايضا. اسرائيل من جانبها، تتطالب وعن حق، بهدوء مطلق في القطاع. لا قسام ولا قذائف لا من حماس ولا الجهاد او اي من التنظيمات الاخرى. في الواقع تقول اسرائيل لحماس، انها مستعدة للاعتراف بحكمها في غزة شريطة ان تمارس صلاحياتها الامنية كاملة. تماما كما يسيطر حزب الله على جنوب لبنان. وهذه هي النتيجة المتوقعة ايضا من عملية غزة الكبيرة، ان قررت اسرائيل انها لا ترغب السيطرة على القطاع بصورة مباشرة. فلماذا لا ينتقلون فورا لهذه المرحلة دون الولوج في الحرب؟
        ----------------------------------------------------

        هآرتس - مقال – 28/12/2008
        ازعر الحارة يضرب مرة اخرى
        بقلم: جدعون ليفي
        (المضمون: اسرائيل تكرر نفس الحماقة وتدخل في حروب عدمية. حكومة اولمرت بدأت ولايتها بحرب بائسة وهي تنهيها باخرى اكثر بؤسا).
        اسرائيل خرجت بالامس من حرب جديدة بائسة وبلا داع. في السادس عشر من تموز 2006، بعد اربعة ايام من اندلاع حرب لبنان الثانية، كتبت في هذه الصحيفة: "في كل حارة هناك ازعر يحظر اغاظته... ليس لانه ليس على حق، فهذا الازعر تعرض فعلا للمس. ولكن رده كبير وغير متناسب". بعد ذلك بعامين ونصف تكرر الاحداث نفسها ولكن بصورة مفزعة ومثيرة للقشعريرة. خلال بضعة ساعات من ظهيرة يوم السبت زرع الجيش الاسرائيلي في غزة القتل والدمار باحجام لا تقترب صواريخ القسام التي اطلقت طوال كل السنوات منها، وعملية "الرصاص المصهور" ما زالت في بدايتها. مرة اخرى تتجاوز ردود فعل اسرائيل العنيفة حتى وان كانت مبررة كل نسبة وتناسب، وتجتاز كل خط احمر انساني واخلاقي وقانوني على المستوى الدولي وتتجاوز حدود الحكمة.
        ما بدأ بالامس في غزة هو جريمة حرب وحماقة دولة. سخرية التاريخ المريرة : حكومة خرجت بعد شهرين من اقامتها بحرب عدمية فظيعة- اليوم يوشك الجميع على الاعتراف بذلك تقريبا. تخرج الى حرب بائسة اخرى قبل شهرين من انتهاء ولايتها. وبين هذا وذاك كان ايهود اولمرت يطلق من حنجرته شعارات السلام عاليا وقال اكثر الكلمات جرئة في تاريخ رؤساء الوزراء في اسرائيل. شعار السلام الذي اطلقه قوبل بحرببين عدميتين في ممارسته والى جانبه وزير دفاعه ايهود باراك قائد حزب اليسار المزعوم، في منصب الشريك الرئيسي في الجريمة.
        اسرائيل لم تستنفد الخطوات السياسية، قبل خروجها بالامس في حملة القتل والدمار المفزعة. صواريخ القسام التي تطلق على غلاف غزة تحولت الى ظاهرة لا تطاق، وقد تسببت بالموت ايضا، الا ان الرد عليها يجب ان يكون مغايرا في مضمونه وهدفه: تحركات سياسية لاعادة وقف اطلاق النار هذا الوقف الذي خرق في المرة الاولى كما يجب ان نقول الان، بمبادرة من اسرائيل، عندما قصفت النفق من دون داع- وبعده، وان لم ينجح ذلك ، فمن الواجب التوجه نحو رد عسكري مضبوط وتدريجي. ولكن لا. كل شيء او لا شيء. الجيش الاسرائيلي شرع بالامس في حرب لا نعرف نهايتها كالعادة.
        دم سيراق الان مثل المياه. غزة المحاصرة والفقيرة ، مدينة اللاجئين ، ستدفع الثمن الاساسي، ولكن الدم عندنا سيراق ايضا من دون داع. حماس بحماقتها تسببت بذلك لنفسها ولشعبها، ولكن ذلك لا يبرر البتة رد فعل اسرائيل المبالغ فيه. تاريخ الشرق الاوسط يكرر نفسه بصورة دقيقة وعجيبة، ولا يزداد في هذه التكرارية الا الاصرار والصرامة . ان شهدنا بين حرب يوم الغفران وحرب لبنان الاولى تسع سنوات من الهدوء في سابق الايام، فنحن نخرج الان للحروب كل عامين، وبذلك تبرهن اسرائيل على عدم وجود علاقة بين حديثها عن السلام وبين سلوكها الحربجي.
        اسرائيل ايضا تبرهن الان، انها لم تستخلص العبرة من الحرب السابقة: مرة اخرى ساد قبل الحرب جدال شعبي اجماعي بصورة غريبة، وتردد في طاره صوت واحد فقط، الصوت الذي يدعو للضرب والتدمير والتجويع والقتل ويحرض على تنفيذ جرائم حرب. مرة اخرى جلس المحللون بالامس في الاستديوهات وصفقوا للطائرات الحربية التي قصفت قواعد الشرطة الزرقاء التي ترعى النظام العام في الشوارع. ومرة اخرى يدعون الى مواصلة الضرب بشدة وعدم التوقف. مرة اخرى يصف الصحافيون فقط صورة البيت المثقوب في نتيفوت باعتباره "مشهدا صعبا"، مرة اخرى تجرأنا للتذمر والادعاء بان العالم يعرض المشاهد من غزة- ومرة اخرى يجب الانتظار بضعة ايام اخرى حتى يرتفع اخيرا صوت من الظلام، صوت الحكمة والاخلاق. بعد اسبوع – اسبوعين سيتنافس المحللون فيما بينهم في انتقاداتهم لهذه الحرب- بعد ان تنافسوا في الدعوة لتوجيه الضربات- ومرة اخرى سيكون ذلك بعد تأخر كبير.
        المشاهد التي غطت الشاشات في كل ارجاء العالم بالامس اظهرت مسيرات الجثث والجرحى، الذين يلقى بهم من صندوق السيارات الخلفي الى المستشفى الوحيد في غزة، الذي يستحق ان يسمى كذلك. ربما يتوجب التذكير مرة اخرى اننا نتحدث عن منطقة فقيرة بائسة ، والتي يعتبر اغلب سكانها من ابناء اللاجئين الذين شهدوا في حياتهم مراحل صعبة وغير انسانية، وهم مسجونين ومقاطعين من قبل العالم كله منذ عامين ونصف. الاعتقاد باننا سننصب في غزة حلفاء جددا من خلال الحرب، وان التنكيل بالناس وقتل ابنائهم سيكوي وعيهم، وان الحرب قادرة على اسقاط حكم راسخ واستبداله باخر، يكون محبوبا على قلوبنا ومقبولا علينا- ليس اكثر من افكار خيالية بائسة. حزب الله لم يصبح ضعيفا بعد حرب لبنان الثانية، بل على العكس لن تضعف بسبب حرب غزة وانما بالعكس. بعد مدة من الزمن وبعد ان تنتهي مسيرة الجثث والجرحى، سنتوصل الى وقف اطلاق نار جديد، تماما كما حدث بعد لبنان، وبالضبط كما كان من الممكن ان يحصل من دون هذه الحرب التي لا يوجد لها داع.
        في هذه الاثناء اتيح المجال للجيش الاسرائيلي حتى ينتصر، هكذا يقولون. بطل على الضعفاء. الجيش الاسرائيلي قصف بالامس من الجو عشرات الاهداف، وصور الدم والنار ستظهر للاسرائيليين وللعرب وللعالم كله ان قوة ازعر الحارة لم تتلاشى. وعندما يعربد ، لا يمكن لاحد ان يقف في طريقه.
        ----------------------انتهت النشرة -------------------------

        تعليق


        • #5
          يا ريت اخي لو كان الموضوع على شكل حلقات ليتم متابعته

          بوركت على النقل وجاري قراءته

          وحياك الله

          تعليق

          يعمل...
          X