أسلوب العدو في تعقب المجاهدين في فلسطين
إسلام أون لاين.نت/
كشف أسرى فلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي أن نجاح العديد من عمليات اغتيالات نشطاء المقاومة التي نفذها الاحتلال مؤخرًا يعود إلى عدم دراية رجال المقاومة الفلسطينية بقوة العدو التكنولوجية، وقدرته الكبيرة على المراقبة والتنصت، إضافة لضعف التدابير الأمنية التي يتخذونها لحماية أنفسهم؛ لمحدودية إمكانياتهم، ولإيثارهم الجهاد والاستشهاد على أي احتياطات أمنية قد تكون ضرورية.
ونقل مراسل "إسلام أون لاين.نت" عن إفادات لهؤلاء الأسرى أن "الهاتف الخلوي" هو المتهم الأول في نجاح مخابرات الاحتلال في الوصول للشخص المراد تصفيته أو اعتقاله إلى جانب تحديد بصمة الصوت للشخص المستهدف إسرائيليا، خصوصًا أن غالبية المقاومين يجهلون مدى قدرات مخابرات الاحتلال في مجال مراقبة الاتصالات التي تجرى عبر الهاتف المحمول والتحكم بأسراره.
وأوضح الأسرى أن رجال المقاومة يعتقدون أن سلطات الاحتلال لا يمكنها مراقبة شبكة الجوال الفلسطينية أو أي شركة جوال مستقلة، وأن استخدامهم لأسماء حركية والتحدث بأسلوب الشفرات أو تغيير لهجتهم عند التحدث في الهاتف يكفي لتجاوز مسألة المراقبة، غير أن ذلك لا يكفي في بعض الأحيان.
وكانت قوات الاحتلال قد كثفت مؤخرا من عمليات اغتيالها لنشطاء وقادة المقاومة، ومنها محاولة اغتيال فاشلة في 10-6-2003 لـ"د.عبد العزيز الرنتيسي" الناطق باسم حركة حماس، تلتها 4 عمليات اغتيال أسفرت عن استشهاد عشرات الفلسطينيين غالبيتهم من المدنيين، وكان آخرها في 21-6-2003 عندما اغتالت "عبد الله القواسمي" قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية.
وكان الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قد صرح للصحفيين في أعقاب عملية الاغتيال بأن مخابرات الاحتلال حددت موقعه عقب إجرائه مكالمة هاتفية من جهاز محمول مع أحد قادة حماس.
***
بصمة.. للصوت
وكشف العديد من الأسرى الفلسطينيين أن قوات الاحتلال تمكنت من إحباط العمليات التي كانوا ينوون القيام بها واعتقالهم من خلال كشفها "لبصمات صوتهم ومراقبة اتصالاتهم الهاتفية"، مشيرين إلى أن سلطات الاحتلال عرضت عليهم أثناء التحقيق معهم جميع مكالماتهم التي أجروها.
ويؤكد مهندسو اتصالات فلسطينيون أن سلطات الاحتلال تمتلك القدرة على "استخراج بصمة صوت من تريد من الفلسطينيين، ومن ثم استخراج جميع مكالماته التي تحدث بها من خلال جميع وسائل الاتصال السلكية واللاسلكية، حتى لو حاول تغيير نبرة صوته أو لهجته".
ويعتقد هؤلاء أن قوات الاحتلال إذا أرادت اصطياد شخص ما فإنها تعمل أولا على الحصول على بصمة صوته من خلال التنصت على اتصالاته الهاتفية، ثم تستخرج جميع المكالمات التي أجراها سابقا ولاحقا، وكذلك التنصت على جميع المكالمات التي يجريها من يتحدثون إليه ويتحدث إليهم ومن ثم تحديد موقعه.
ويؤكد مهندسو الاتصالات الفلسطينيون أن بإمكان مخابرات الاحتلال أيضا تحديد مكان أي شخص عن طريق هاتفه الجوال حتى إن كان مغلقا.
وأوضح هؤلاء أن السر في قدرة مخابرات الاحتلال في تحديد مكان أي هاتف محمول حتى لو كان مغلقا يرجع لوجود تخزين دائم للكهرباء في الجهاز المحمول -ليس تحت تصرف صاحب الهاتف- يحافظ على ذاكرة الجهاز وبرمجته، مشيرين إلى أنه من خلال موجات كهرومغناطيسية أو إرسال رسائل صوتية معينة يمكن تحديد مكان صاحب الهاتف، سواء كان مفتوحا أم مغلقا؛ حيث يحدث تواصل بين الجهاز ومحطات التقوية والإرسال للشركة مقدمة الخدمة، ومن ثم بالجهاز المراد رصده.
وكانت الصحف الإسرائيلية قد كشفت قبل أكثر من عام عن جانب من هذه المعلومات؛ الأمر الذي أغضب جهاز الأمن العام الإسرائيلي، ودفعه لمطالبة وزارة العدل الإسرائيلية بعدم نشر هذه المعلومات بحجة أنها تضر بجهوده في "مكافحة الإرهاب والإجرام"، على حد زعمه.
وقد طرحت شركات الهواتف الخلوية الإسرائيلية خدمات تقوم بتحديد مكان الهاتف المحمول بشكل دقيق، كما طرحت شركة "بلفون" الإسرائيلية للهواتف المحمولة أيضا خدمة تقوم على أساس تحديد مكان المتصل برقم الخدمة *11 (نجمة واحد واحد) تلقائيا وتزويده بالمرافق الخدمية القريبة من مكان تواجده مثل المطاعم والمحطات ومكاتب التاكسيات.
الفرازة
ومن الأمور التي كشفها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال جهاز "مراقبة الاتصالات على نظام قاعدة البيانات"، ويطلقون عليه تجاوزا اسم "الفرازة".
ويشير الأسرى إلى أن جهاز الفرازة يسمح لسلطات الاحتلال بالتسجيل التلقائي لكلمات معينة مثل: السلاح أو المتفجرات والاستشهاديين... الخ، أو أي مكالمات مموهة تحمل كلمات مثل: "عريس"، وتعني "استشهادي"، و"تفاح روسي" وتعني "رصاص وقنابل"... إلخ، وكل المصطلحات التي استخدمتها فصائل المقاومة في السابق وتعرفت عليها مخابرات الاحتلال.
ويقوم هذا الجهاز بتخزين المكالمات على أسطوانات يمكن استرجاعها بعد معرفة رقم متصل ما، واسترجاع مكالمات من اتصل به على مدى شهور سابقة.
***
الإشعاع
كذلك أشار الأسرى إلى أن قوات الاحتلال تستخدم كذلك طريقة "الطلاء" أو "المادة المشعة" التي توضع على سيارات الكوادر الفلسطينيين الذين تنوي اغتيالهم بواسطة العملاء والخونة؛ حيث تصدر هذه المواد المشعة موجات يتم تحديد موقعها من قبل طائرات الأباتشي، ثم قصفها وقتل من بداخلها.
إجراءات وقائية
ومن الإجراءات الوقائية التي نصحت بها دراسة أمنية أعدها أسرى في سجن عسقلان الإسرائيلي مؤخرًا أنه ينبغي إذا تم اعتقال أحد المقاومين أن يقوم بتغيير شرائح أجهزة المحمول التي يملكها، ويحظر على المقاوم تسجيل اسمه عند شراء أي جهاز أو شريحة.
وأيضا يجب على المقاوم المستخدم ألا يجري اتصالاته من مكان يتواجد فيه باستمرار، وأن يجري اتصالاته من خارج مكان سكنه؛ نظرا لأن ذلك قد يؤدي لمعرفة أين يقطن بالضبط؟
إسلام أون لاين.نت/
كشف أسرى فلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي أن نجاح العديد من عمليات اغتيالات نشطاء المقاومة التي نفذها الاحتلال مؤخرًا يعود إلى عدم دراية رجال المقاومة الفلسطينية بقوة العدو التكنولوجية، وقدرته الكبيرة على المراقبة والتنصت، إضافة لضعف التدابير الأمنية التي يتخذونها لحماية أنفسهم؛ لمحدودية إمكانياتهم، ولإيثارهم الجهاد والاستشهاد على أي احتياطات أمنية قد تكون ضرورية.
ونقل مراسل "إسلام أون لاين.نت" عن إفادات لهؤلاء الأسرى أن "الهاتف الخلوي" هو المتهم الأول في نجاح مخابرات الاحتلال في الوصول للشخص المراد تصفيته أو اعتقاله إلى جانب تحديد بصمة الصوت للشخص المستهدف إسرائيليا، خصوصًا أن غالبية المقاومين يجهلون مدى قدرات مخابرات الاحتلال في مجال مراقبة الاتصالات التي تجرى عبر الهاتف المحمول والتحكم بأسراره.
وأوضح الأسرى أن رجال المقاومة يعتقدون أن سلطات الاحتلال لا يمكنها مراقبة شبكة الجوال الفلسطينية أو أي شركة جوال مستقلة، وأن استخدامهم لأسماء حركية والتحدث بأسلوب الشفرات أو تغيير لهجتهم عند التحدث في الهاتف يكفي لتجاوز مسألة المراقبة، غير أن ذلك لا يكفي في بعض الأحيان.
وكانت قوات الاحتلال قد كثفت مؤخرا من عمليات اغتيالها لنشطاء وقادة المقاومة، ومنها محاولة اغتيال فاشلة في 10-6-2003 لـ"د.عبد العزيز الرنتيسي" الناطق باسم حركة حماس، تلتها 4 عمليات اغتيال أسفرت عن استشهاد عشرات الفلسطينيين غالبيتهم من المدنيين، وكان آخرها في 21-6-2003 عندما اغتالت "عبد الله القواسمي" قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية.
وكان الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قد صرح للصحفيين في أعقاب عملية الاغتيال بأن مخابرات الاحتلال حددت موقعه عقب إجرائه مكالمة هاتفية من جهاز محمول مع أحد قادة حماس.
***
بصمة.. للصوت
وكشف العديد من الأسرى الفلسطينيين أن قوات الاحتلال تمكنت من إحباط العمليات التي كانوا ينوون القيام بها واعتقالهم من خلال كشفها "لبصمات صوتهم ومراقبة اتصالاتهم الهاتفية"، مشيرين إلى أن سلطات الاحتلال عرضت عليهم أثناء التحقيق معهم جميع مكالماتهم التي أجروها.
ويؤكد مهندسو اتصالات فلسطينيون أن سلطات الاحتلال تمتلك القدرة على "استخراج بصمة صوت من تريد من الفلسطينيين، ومن ثم استخراج جميع مكالماته التي تحدث بها من خلال جميع وسائل الاتصال السلكية واللاسلكية، حتى لو حاول تغيير نبرة صوته أو لهجته".
ويعتقد هؤلاء أن قوات الاحتلال إذا أرادت اصطياد شخص ما فإنها تعمل أولا على الحصول على بصمة صوته من خلال التنصت على اتصالاته الهاتفية، ثم تستخرج جميع المكالمات التي أجراها سابقا ولاحقا، وكذلك التنصت على جميع المكالمات التي يجريها من يتحدثون إليه ويتحدث إليهم ومن ثم تحديد موقعه.
ويؤكد مهندسو الاتصالات الفلسطينيون أن بإمكان مخابرات الاحتلال أيضا تحديد مكان أي شخص عن طريق هاتفه الجوال حتى إن كان مغلقا.
وأوضح هؤلاء أن السر في قدرة مخابرات الاحتلال في تحديد مكان أي هاتف محمول حتى لو كان مغلقا يرجع لوجود تخزين دائم للكهرباء في الجهاز المحمول -ليس تحت تصرف صاحب الهاتف- يحافظ على ذاكرة الجهاز وبرمجته، مشيرين إلى أنه من خلال موجات كهرومغناطيسية أو إرسال رسائل صوتية معينة يمكن تحديد مكان صاحب الهاتف، سواء كان مفتوحا أم مغلقا؛ حيث يحدث تواصل بين الجهاز ومحطات التقوية والإرسال للشركة مقدمة الخدمة، ومن ثم بالجهاز المراد رصده.
وكانت الصحف الإسرائيلية قد كشفت قبل أكثر من عام عن جانب من هذه المعلومات؛ الأمر الذي أغضب جهاز الأمن العام الإسرائيلي، ودفعه لمطالبة وزارة العدل الإسرائيلية بعدم نشر هذه المعلومات بحجة أنها تضر بجهوده في "مكافحة الإرهاب والإجرام"، على حد زعمه.
وقد طرحت شركات الهواتف الخلوية الإسرائيلية خدمات تقوم بتحديد مكان الهاتف المحمول بشكل دقيق، كما طرحت شركة "بلفون" الإسرائيلية للهواتف المحمولة أيضا خدمة تقوم على أساس تحديد مكان المتصل برقم الخدمة *11 (نجمة واحد واحد) تلقائيا وتزويده بالمرافق الخدمية القريبة من مكان تواجده مثل المطاعم والمحطات ومكاتب التاكسيات.
الفرازة
ومن الأمور التي كشفها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال جهاز "مراقبة الاتصالات على نظام قاعدة البيانات"، ويطلقون عليه تجاوزا اسم "الفرازة".
ويشير الأسرى إلى أن جهاز الفرازة يسمح لسلطات الاحتلال بالتسجيل التلقائي لكلمات معينة مثل: السلاح أو المتفجرات والاستشهاديين... الخ، أو أي مكالمات مموهة تحمل كلمات مثل: "عريس"، وتعني "استشهادي"، و"تفاح روسي" وتعني "رصاص وقنابل"... إلخ، وكل المصطلحات التي استخدمتها فصائل المقاومة في السابق وتعرفت عليها مخابرات الاحتلال.
ويقوم هذا الجهاز بتخزين المكالمات على أسطوانات يمكن استرجاعها بعد معرفة رقم متصل ما، واسترجاع مكالمات من اتصل به على مدى شهور سابقة.
***
الإشعاع
كذلك أشار الأسرى إلى أن قوات الاحتلال تستخدم كذلك طريقة "الطلاء" أو "المادة المشعة" التي توضع على سيارات الكوادر الفلسطينيين الذين تنوي اغتيالهم بواسطة العملاء والخونة؛ حيث تصدر هذه المواد المشعة موجات يتم تحديد موقعها من قبل طائرات الأباتشي، ثم قصفها وقتل من بداخلها.
إجراءات وقائية
ومن الإجراءات الوقائية التي نصحت بها دراسة أمنية أعدها أسرى في سجن عسقلان الإسرائيلي مؤخرًا أنه ينبغي إذا تم اعتقال أحد المقاومين أن يقوم بتغيير شرائح أجهزة المحمول التي يملكها، ويحظر على المقاوم تسجيل اسمه عند شراء أي جهاز أو شريحة.
وأيضا يجب على المقاوم المستخدم ألا يجري اتصالاته من مكان يتواجد فيه باستمرار، وأن يجري اتصالاته من خارج مكان سكنه؛ نظرا لأن ذلك قد يؤدي لمعرفة أين يقطن بالضبط؟
تعليق