25/12/2008 14:17:00
منتصر حمدان *
تابعت باهتمام بالغ الحلقة التلفزيونية التي بثتها فضائية الجزيرة يوم، أمس، الأربعاء الموافق 24-12-2008 ، والتي قدمها الزميل الإعلامي المعروف، احمد منصور، والتي استضاف فيها عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمد نزال، وخصصت للحديث عن ملفات ووثائق قيل عنها أنها رسمية من قبل محمد نزال، في حين حرص منصور على التأكيد أكثر من مرة أن الجزيرة غير مسؤولة عن ما جاء في هذه الملفات كونها لم تحصل على نسخ رسمية منها، ولم اعتبر أن ما جاء في هذا الوثائق من معلومات وصور هو المهم في هذا المقام، بقدر ما استوقفني كثيرا ما تحدث به محمد نزال الذي أكد أن هذه الوثائق والمعلومات حصلت عليها حركة حماس بعد المواجهات الدامية المسلحة بين حركتي حماس وفتح في قطاع غزة في 14 - 6-2007 والتي أفضت إلى سيطرة حماس بالقوة المسلحة على جميع المقار الأمنية الرسمية، ما يعني أن حركة حماس أصبحت هي المسؤولة رسميا عن كافة هذه الوثائق التي وجدتها في المقار الأمنية الفلسطينية، وارى أن هذا الموضوع هو المهم والذي يتمحور حول هل من حق حماس كحركة أو حزب سياسي سيطرة بالقوة المسلحة على المؤسسات الرسمية التصرف بهذه المعلومات كيفما شاءت دون رقيب أو حسيب ؟ سيما أن هذه المعلومات والبيانات هي من حق الشعب الفلسطيني ولا يجوز تعريض مصالح الشعب الفلسطينية للخطر من خلال الكشف عن هذه الوثائق أو المعلومات التي قال عنها نزال أن تصل إلى ملايين الأوراق والوثائق. وارى في هذا المقام انه ليس من حق حماس العبث بنشر هذه المعلومات والوثائق لتحقيق مكاسب سياسية خاصة وإنها تتضمن معلومات قد تلحق بالأذى بكل الفلسطينيين بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية والسياسية بما في ذلك أعضاء وأنصار حركة حماس، خاصة عندما تحدث نزال بطريقة تفتقر للحد الأدنى من المسؤولية - من وجهة نظري- عن عمليات تجنيد الطلاب والتجار الفلسطينيين من قبل جهاز المخابرات الفلسطيني لما وصفه بالتجسس في العديد من الدول العربية والأجنبية، الأمر الذي قد يعرض مئات الآلاف من الطلاب الذين يحصلون على منح دراسية أو بعثات تعليمية والتجار الفلسطينيين للملاحقة والمنع من دخول العديد من الدول ويكون بذلك نزال وقيادة حماس المسؤولة عن هذه الملفات قد ألحقت ضررا بالغا بسمعة الشعب الفلسطيني بصفة عامة أمام الرأي العام العربي والدولي، كل ذلك من اجل تشويه صورة هذه الأجهزة الأمنية وتشويه صورة السلطة الفلسطينية لجني بعض المكاسب السياسية لصالح حزب أو فصيل استولى على السلطة بالقوة المسلحة، في محاولة مكشوفة لاسترضاء الدول وإظهار الذات كبديل نزيه يمكن التعامل معه بصورة أفضل من السلطة القائمة والمعترف بها رسميا من جميع الدول العربية والإسلامية والأجنبية. الأمر الأخر الذي استوقفني هل من حق قيادات في حماس ومنهم محمد نزال، الظهور للجمهور الفلسطيني والعربي للحديث عن مثل هذه المعلومات والبيانات، قبل تسليمها لمؤسسة المجلس التشريعي الفلسطيني على سبيل المثال باعتباره الجهة الرقابية على أداء السلطة التنفيذية في السلطة الفلسطينية، حيث أرى ان المسؤولية الأخلاقية والوطنية والدينية تحتم على حركة حماس تسليم كل ما لديها من ملفات ووثائق لجهة فلسطينية وطنية عليا تتولى التحقيق في كل ما ورد فيها وإخراج هذا الملف الوطني من دائرة الصراع المأزوم بين حركتي حماس وفتح باعتبار ان الإضرار التي تلحق بالشعب الفلسطيني هي اكبر من حماس وفتح على حد السواء. وارى ان قيادة حماس أصابت عندما اتخذت قرارا بمنع نشر هذه الوثائق والمعلومات، لكنها مطالبة باتخاذ قرارات تعكس المسؤولية الوطنية والأخلاقية والدينية لهذه الحركة في التعامل مع القضايا ذات طابع الأمن الاستراتيجي للشعب الفلسطيني، وعدم السماح لأمثال نزال وغيره من القادة الذين يتسمون بالتهور إدارة مثل هذه الملفات، خاصة وان نزال قال في هذه الحلقة التلفزيونية لو كان الأمر بيده لقام بنشر كل البيانات والصور والوثائق والأفلام المصورة للجمهور بصورة لا تعكس تمتع هذا الرجل بنوع من الحكمة أو الرزانة، أو حتى الظهور للتعبير عن مواقف الحركة التي تعتبر نفسها بأنها صاحبة مشروع ديني ووطني لكل الشعب وليس لفصيل بعينه. وفي الختام فانني كمواطن فلسطيني لا اشعر بان نزال ووثائقه أضاف جديدا، بقدر ما أشعرني بان الأجهزة الامنية الفلسطينية باتت شبيهة بمستوى اكبر الأجهزة الأمنية العالمية التي تعمل من اجل اختراق وإنشاء الشبكات المتخصصة في جمع المعلومات على المستوى الدولي، رغم ان الجميع يعلم ان هذه الاجهزة أسست وانشأت وفق اتفاقات سياسية بين منظمة التحرير الفلسطيني وإسرائيل، وما يفرضه ذلك من التزامات تفرض على الاطراف الموقعة على مثل هذه الاتفاقيات. والسؤال الأخير الذي اطرحه على السيد نزال هل لك اذا كنت تملك الجرأة والنزاهة والشفافية ان تضعنا في صورة الآلية التي يعمل بها الجهاز الأمني التابع لحركة حماس -المرتبطة رسميا بحركة الإخوان المسلمين - على الصعيد المحلي او العربي والدولي في جمع المعلومات، وطبيعة التعاون الأمني مع حلفائها على المستوى الدولي؟!.
اعلامي فلسطيني / رام الله *
منتصر حمدان *
تابعت باهتمام بالغ الحلقة التلفزيونية التي بثتها فضائية الجزيرة يوم، أمس، الأربعاء الموافق 24-12-2008 ، والتي قدمها الزميل الإعلامي المعروف، احمد منصور، والتي استضاف فيها عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمد نزال، وخصصت للحديث عن ملفات ووثائق قيل عنها أنها رسمية من قبل محمد نزال، في حين حرص منصور على التأكيد أكثر من مرة أن الجزيرة غير مسؤولة عن ما جاء في هذه الملفات كونها لم تحصل على نسخ رسمية منها، ولم اعتبر أن ما جاء في هذا الوثائق من معلومات وصور هو المهم في هذا المقام، بقدر ما استوقفني كثيرا ما تحدث به محمد نزال الذي أكد أن هذه الوثائق والمعلومات حصلت عليها حركة حماس بعد المواجهات الدامية المسلحة بين حركتي حماس وفتح في قطاع غزة في 14 - 6-2007 والتي أفضت إلى سيطرة حماس بالقوة المسلحة على جميع المقار الأمنية الرسمية، ما يعني أن حركة حماس أصبحت هي المسؤولة رسميا عن كافة هذه الوثائق التي وجدتها في المقار الأمنية الفلسطينية، وارى أن هذا الموضوع هو المهم والذي يتمحور حول هل من حق حماس كحركة أو حزب سياسي سيطرة بالقوة المسلحة على المؤسسات الرسمية التصرف بهذه المعلومات كيفما شاءت دون رقيب أو حسيب ؟ سيما أن هذه المعلومات والبيانات هي من حق الشعب الفلسطيني ولا يجوز تعريض مصالح الشعب الفلسطينية للخطر من خلال الكشف عن هذه الوثائق أو المعلومات التي قال عنها نزال أن تصل إلى ملايين الأوراق والوثائق. وارى في هذا المقام انه ليس من حق حماس العبث بنشر هذه المعلومات والوثائق لتحقيق مكاسب سياسية خاصة وإنها تتضمن معلومات قد تلحق بالأذى بكل الفلسطينيين بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية والسياسية بما في ذلك أعضاء وأنصار حركة حماس، خاصة عندما تحدث نزال بطريقة تفتقر للحد الأدنى من المسؤولية - من وجهة نظري- عن عمليات تجنيد الطلاب والتجار الفلسطينيين من قبل جهاز المخابرات الفلسطيني لما وصفه بالتجسس في العديد من الدول العربية والأجنبية، الأمر الذي قد يعرض مئات الآلاف من الطلاب الذين يحصلون على منح دراسية أو بعثات تعليمية والتجار الفلسطينيين للملاحقة والمنع من دخول العديد من الدول ويكون بذلك نزال وقيادة حماس المسؤولة عن هذه الملفات قد ألحقت ضررا بالغا بسمعة الشعب الفلسطيني بصفة عامة أمام الرأي العام العربي والدولي، كل ذلك من اجل تشويه صورة هذه الأجهزة الأمنية وتشويه صورة السلطة الفلسطينية لجني بعض المكاسب السياسية لصالح حزب أو فصيل استولى على السلطة بالقوة المسلحة، في محاولة مكشوفة لاسترضاء الدول وإظهار الذات كبديل نزيه يمكن التعامل معه بصورة أفضل من السلطة القائمة والمعترف بها رسميا من جميع الدول العربية والإسلامية والأجنبية. الأمر الأخر الذي استوقفني هل من حق قيادات في حماس ومنهم محمد نزال، الظهور للجمهور الفلسطيني والعربي للحديث عن مثل هذه المعلومات والبيانات، قبل تسليمها لمؤسسة المجلس التشريعي الفلسطيني على سبيل المثال باعتباره الجهة الرقابية على أداء السلطة التنفيذية في السلطة الفلسطينية، حيث أرى ان المسؤولية الأخلاقية والوطنية والدينية تحتم على حركة حماس تسليم كل ما لديها من ملفات ووثائق لجهة فلسطينية وطنية عليا تتولى التحقيق في كل ما ورد فيها وإخراج هذا الملف الوطني من دائرة الصراع المأزوم بين حركتي حماس وفتح باعتبار ان الإضرار التي تلحق بالشعب الفلسطيني هي اكبر من حماس وفتح على حد السواء. وارى ان قيادة حماس أصابت عندما اتخذت قرارا بمنع نشر هذه الوثائق والمعلومات، لكنها مطالبة باتخاذ قرارات تعكس المسؤولية الوطنية والأخلاقية والدينية لهذه الحركة في التعامل مع القضايا ذات طابع الأمن الاستراتيجي للشعب الفلسطيني، وعدم السماح لأمثال نزال وغيره من القادة الذين يتسمون بالتهور إدارة مثل هذه الملفات، خاصة وان نزال قال في هذه الحلقة التلفزيونية لو كان الأمر بيده لقام بنشر كل البيانات والصور والوثائق والأفلام المصورة للجمهور بصورة لا تعكس تمتع هذا الرجل بنوع من الحكمة أو الرزانة، أو حتى الظهور للتعبير عن مواقف الحركة التي تعتبر نفسها بأنها صاحبة مشروع ديني ووطني لكل الشعب وليس لفصيل بعينه. وفي الختام فانني كمواطن فلسطيني لا اشعر بان نزال ووثائقه أضاف جديدا، بقدر ما أشعرني بان الأجهزة الامنية الفلسطينية باتت شبيهة بمستوى اكبر الأجهزة الأمنية العالمية التي تعمل من اجل اختراق وإنشاء الشبكات المتخصصة في جمع المعلومات على المستوى الدولي، رغم ان الجميع يعلم ان هذه الاجهزة أسست وانشأت وفق اتفاقات سياسية بين منظمة التحرير الفلسطيني وإسرائيل، وما يفرضه ذلك من التزامات تفرض على الاطراف الموقعة على مثل هذه الاتفاقيات. والسؤال الأخير الذي اطرحه على السيد نزال هل لك اذا كنت تملك الجرأة والنزاهة والشفافية ان تضعنا في صورة الآلية التي يعمل بها الجهاز الأمني التابع لحركة حماس -المرتبطة رسميا بحركة الإخوان المسلمين - على الصعيد المحلي او العربي والدولي في جمع المعلومات، وطبيعة التعاون الأمني مع حلفائها على المستوى الدولي؟!.
اعلامي فلسطيني / رام الله *
تعليق