اسرائيل :حماس استكملت تشكيل ذراعها الاستراتيجي طويل الامد ومنظوماتها الدفاعية
في محاولة لتبرير عدوانها المحتمل
بقلم : اليكس فيشمان (يديعوت ) ..الان بات متأخرا الانقضاض على القطاع. فالخيول فرت من الاسطبل برعاية التهدئة.
حماس استكملت تشكيل الذراع الاستراتيجي طويل المدى، اقامت منظومات دفاعية في غزة ورسخت منظومة الانفاق كـ "ذراع تتجاوز المعابر". كل "الخطوط الحمراء" في أنه محظور السماح للفلسطينيين في القطاع تجاوزها - قد تم تجاوزها.
فضلا عن ذلك نحن عشية الانتخابات، الوضع السياسي عندنا حساس، ادارة جديدة في امريكا، الشتاء المقترب، الوحل والسحب. فاتنا القطار. الان لا يوجد الى اين يمكن الركض. يجب الانتظار الى أن تقوم حكومة، على أمل ان تعرف كيف تتخذ القرارات. حتى ذلك الحين سيستمر السلوك الاسرائيلي حيال القطاع في صيغة اطفاء حرائق.
ما يثير الغضب اكثر من أي شيء آخر في هذه القصة هو حقيقة أن الفلسطينيين ايضا يعرفون ان اسرائيل لن تجتاح القطاع في الزمن القريب القادم وانه لا يوجد أي احتمال في أن تجبي منهم ثمنا باهظا على استمرار النار نحو مناطق في غلاف غزة. وهم واثقون باستراتيجية ضبط النفس الاسرائيلية لدرجة انهم يسمحون لانفسهم بمواصلة الضغط على الزناد. في مثل هذا الوضع ليس مفاجئا ابدا ان يسقط امس، عشية انتهاء التهدئة، في اسرائيل نحو 25 صاروخا. هذا ما سيحصل اليوم وهذا ايضا ما سيحصل غدا، في 19 كانون الاول، يوم انتهاء التهدئة.
حماس قررت قواعد لعب جديدة حيال اسرائيل تمهيدا للعهد ما بعد التهدئة، واسرائيل تجد نفسها تنجر وراءها - بدل تحطيم هذه القواعد. مصدر امني كبير قال عن ذلك امس انه "اذا اضطررنا الى اعطاء سلسلة من الضربات الاليمة لحماس كي نعيدها الى المسار - سنفعل ذلك. ولكن لا يجب الركض والبحث عن التدهور. كل شيء سيتم بالتناسب، بالتروي، بالتفكير".
ولاجمال الاشهر الستة للتهدئة كما ينبغي فاننا ملزمون بان نكون نزيهين وان نعترف بانه كان لها غير قليل من الفضائل، ولا سيما في الساحة السياسية. لو لم تنطلق التهدئة الى حيز التنفيذ، ودخلت اسرائيل في قتال في قطاع غزة، لما كان ابو مازن، ولما كانت حكومة فياض، ولما كانت مفاوضات، والسلطة الفلسطينية كانت ستنهار.
وبدلا من ذلك يوجد اليوم تحسن في مكانة السلطة الفلسطينية التي تعمل بشكل ناجع حيال حماس. الوضع الاقتصادي في الضفة يتحسن، مليون ونصف سائح زاروا هناك في السنة الاخيرة، وانتهت الفوضى في الشوارع. المصالحة الوطنية الفلسطينية انهارت برعاية التهدئة. في 9 كانون الثاني 2009، عندما ستكف حماس عن الاعتراف برئاسة ابو مازن، سينشأ وضع دولتين لشعب واحد (في الضفة وفي غزة). وستكون حكومتان، جيشان، نظامان قانونيان، شرطتان مختلفتان، مصدران مختلفان للصلاحيات. من قال ان هذا سيء لاسرائيل؟
التهدئة شكلت ايضا رافعة لتحسين التنسيق بين اسرائيل ومصر. الازمة في غزة لم تتسلل الى داخل مصر، والمصريون لم يتنازلوا لحماس في مواضيع هامة لاسرائيل مثل فتح معبر رفح وتحرير سجناء حماس المحتجزين في مصر. التهدئة ايضا سمحت بتقدم المبادرة السعودية والحفاظ على العلاقات السليمة بين اسرائيل والعالم العربي المعتدل. وليس صدفة أن دعا قبل شهرين الملك الاردني عبدالله اليه رئيس الوزراء ووزير الدفاع. امكانية تحطيم التهدئة عرضت للخطر ولا تزال استقرار النظام في الاردن.
وبفضل التهدئة ايضا نزلنا قليلا عن شاشات التلفزيون في اوروبا وفي الولايات المتحدة، الامر الذي سمح للرباعية بمواصلة التمسك بسياسة مقاطعة حماس ومنحت الادارة الامريكية بعض الهدوء كي تتمكن من التركيز في شؤونها في العراق وفي افغانستان.
التهدئة سمحت للجيش الاسرائيلي بالاستعداد، باستكمال الخطط، بالتسلح. ولكن على سكان غلاف القطاع لا يمكن قول ذلك. الزمن لم يستغل كما ينبغي، لا لاستكمال التحصين ولا للاستعداد لان يكون مزيد من البلدات تخضع اليوم تحت تحديد الصواريخ.
في الجيش يؤمنون بان المواجهة في جبهة غزة من شأنها أن تفتح جبهة ثانية في الشمال، بحيث أن التهدئة وفرت لنا جولة عنف اخرى في جبهتين بالتوازي، في توقيت غير مريح.
جهاز الامن - بما في وزير الدفاع ورئيس الاركان - يرى في التهدئة فضائل اكثر مما فيها من مواقف. ولكن حيال الفضائل يقف تعميق سيطرة حماس في قطاع غزة وتعميق قدراتها العسكرية. اليوم تحتفظ حماس بذراع صاروخي مضاعف في حجمه ومداه عما كان لديها قبل نصف سنة. تحت تصرف حماس 8 الاف - 10 الاف صاروخ من انواع مختلفة. قبل نصف سنة بلغ مدى الصواريخ 20كم. اما اليوم فمن غير المستبعد ان تكون قادرة على الوصول حتى الى بئر السبع.
بالتوازي استكملت منظومة الدفاع لغزة، والتي تضم 8 كتائب، 16 الف من حملة السلاح، سلاح مضاد للدبابات ومضاد للطائرات. جودة العائق ضد المدرعات الاسرائيلية تحسنت، والتخندق تحت الارض افضل بعدة اضعاف: اليوم يوجد في غزة انفاق بطول نحو 50كم، مقرات تحت ارضية محسنة وادوات استخبارية افضل.
في اسرائيل كانت هناك توقعات بان تقدم التهدئة المفاوضات الى الامام في موضوع جلعاد شليت. هذا لم يحصل. وباختصار: ما كان يمكن للجيش الاسرائيلي أن يفعله قبل نصف سنة، بات اكثر تعقيدا اليوم بعدة اضعاف. اليوم لا يوجد ما يدعو الى الاسراع. او مثلما قال وزير الدفاع الحرب لن تهرب.
22:2 حمـــــــــــــــــــــــــــــا العزة والفخر 22:2
في محاولة لتبرير عدوانها المحتمل
بقلم : اليكس فيشمان (يديعوت ) ..الان بات متأخرا الانقضاض على القطاع. فالخيول فرت من الاسطبل برعاية التهدئة.
حماس استكملت تشكيل الذراع الاستراتيجي طويل المدى، اقامت منظومات دفاعية في غزة ورسخت منظومة الانفاق كـ "ذراع تتجاوز المعابر". كل "الخطوط الحمراء" في أنه محظور السماح للفلسطينيين في القطاع تجاوزها - قد تم تجاوزها.
فضلا عن ذلك نحن عشية الانتخابات، الوضع السياسي عندنا حساس، ادارة جديدة في امريكا، الشتاء المقترب، الوحل والسحب. فاتنا القطار. الان لا يوجد الى اين يمكن الركض. يجب الانتظار الى أن تقوم حكومة، على أمل ان تعرف كيف تتخذ القرارات. حتى ذلك الحين سيستمر السلوك الاسرائيلي حيال القطاع في صيغة اطفاء حرائق.
ما يثير الغضب اكثر من أي شيء آخر في هذه القصة هو حقيقة أن الفلسطينيين ايضا يعرفون ان اسرائيل لن تجتاح القطاع في الزمن القريب القادم وانه لا يوجد أي احتمال في أن تجبي منهم ثمنا باهظا على استمرار النار نحو مناطق في غلاف غزة. وهم واثقون باستراتيجية ضبط النفس الاسرائيلية لدرجة انهم يسمحون لانفسهم بمواصلة الضغط على الزناد. في مثل هذا الوضع ليس مفاجئا ابدا ان يسقط امس، عشية انتهاء التهدئة، في اسرائيل نحو 25 صاروخا. هذا ما سيحصل اليوم وهذا ايضا ما سيحصل غدا، في 19 كانون الاول، يوم انتهاء التهدئة.
حماس قررت قواعد لعب جديدة حيال اسرائيل تمهيدا للعهد ما بعد التهدئة، واسرائيل تجد نفسها تنجر وراءها - بدل تحطيم هذه القواعد. مصدر امني كبير قال عن ذلك امس انه "اذا اضطررنا الى اعطاء سلسلة من الضربات الاليمة لحماس كي نعيدها الى المسار - سنفعل ذلك. ولكن لا يجب الركض والبحث عن التدهور. كل شيء سيتم بالتناسب، بالتروي، بالتفكير".
ولاجمال الاشهر الستة للتهدئة كما ينبغي فاننا ملزمون بان نكون نزيهين وان نعترف بانه كان لها غير قليل من الفضائل، ولا سيما في الساحة السياسية. لو لم تنطلق التهدئة الى حيز التنفيذ، ودخلت اسرائيل في قتال في قطاع غزة، لما كان ابو مازن، ولما كانت حكومة فياض، ولما كانت مفاوضات، والسلطة الفلسطينية كانت ستنهار.
وبدلا من ذلك يوجد اليوم تحسن في مكانة السلطة الفلسطينية التي تعمل بشكل ناجع حيال حماس. الوضع الاقتصادي في الضفة يتحسن، مليون ونصف سائح زاروا هناك في السنة الاخيرة، وانتهت الفوضى في الشوارع. المصالحة الوطنية الفلسطينية انهارت برعاية التهدئة. في 9 كانون الثاني 2009، عندما ستكف حماس عن الاعتراف برئاسة ابو مازن، سينشأ وضع دولتين لشعب واحد (في الضفة وفي غزة). وستكون حكومتان، جيشان، نظامان قانونيان، شرطتان مختلفتان، مصدران مختلفان للصلاحيات. من قال ان هذا سيء لاسرائيل؟
التهدئة شكلت ايضا رافعة لتحسين التنسيق بين اسرائيل ومصر. الازمة في غزة لم تتسلل الى داخل مصر، والمصريون لم يتنازلوا لحماس في مواضيع هامة لاسرائيل مثل فتح معبر رفح وتحرير سجناء حماس المحتجزين في مصر. التهدئة ايضا سمحت بتقدم المبادرة السعودية والحفاظ على العلاقات السليمة بين اسرائيل والعالم العربي المعتدل. وليس صدفة أن دعا قبل شهرين الملك الاردني عبدالله اليه رئيس الوزراء ووزير الدفاع. امكانية تحطيم التهدئة عرضت للخطر ولا تزال استقرار النظام في الاردن.
وبفضل التهدئة ايضا نزلنا قليلا عن شاشات التلفزيون في اوروبا وفي الولايات المتحدة، الامر الذي سمح للرباعية بمواصلة التمسك بسياسة مقاطعة حماس ومنحت الادارة الامريكية بعض الهدوء كي تتمكن من التركيز في شؤونها في العراق وفي افغانستان.
التهدئة سمحت للجيش الاسرائيلي بالاستعداد، باستكمال الخطط، بالتسلح. ولكن على سكان غلاف القطاع لا يمكن قول ذلك. الزمن لم يستغل كما ينبغي، لا لاستكمال التحصين ولا للاستعداد لان يكون مزيد من البلدات تخضع اليوم تحت تحديد الصواريخ.
في الجيش يؤمنون بان المواجهة في جبهة غزة من شأنها أن تفتح جبهة ثانية في الشمال، بحيث أن التهدئة وفرت لنا جولة عنف اخرى في جبهتين بالتوازي، في توقيت غير مريح.
جهاز الامن - بما في وزير الدفاع ورئيس الاركان - يرى في التهدئة فضائل اكثر مما فيها من مواقف. ولكن حيال الفضائل يقف تعميق سيطرة حماس في قطاع غزة وتعميق قدراتها العسكرية. اليوم تحتفظ حماس بذراع صاروخي مضاعف في حجمه ومداه عما كان لديها قبل نصف سنة. تحت تصرف حماس 8 الاف - 10 الاف صاروخ من انواع مختلفة. قبل نصف سنة بلغ مدى الصواريخ 20كم. اما اليوم فمن غير المستبعد ان تكون قادرة على الوصول حتى الى بئر السبع.
بالتوازي استكملت منظومة الدفاع لغزة، والتي تضم 8 كتائب، 16 الف من حملة السلاح، سلاح مضاد للدبابات ومضاد للطائرات. جودة العائق ضد المدرعات الاسرائيلية تحسنت، والتخندق تحت الارض افضل بعدة اضعاف: اليوم يوجد في غزة انفاق بطول نحو 50كم، مقرات تحت ارضية محسنة وادوات استخبارية افضل.
في اسرائيل كانت هناك توقعات بان تقدم التهدئة المفاوضات الى الامام في موضوع جلعاد شليت. هذا لم يحصل. وباختصار: ما كان يمكن للجيش الاسرائيلي أن يفعله قبل نصف سنة، بات اكثر تعقيدا اليوم بعدة اضعاف. اليوم لا يوجد ما يدعو الى الاسراع. او مثلما قال وزير الدفاع الحرب لن تهرب.
22:2 حمـــــــــــــــــــــــــــــا العزة والفخر 22:2
تعليق